ادعمنا بالإعجاب

والمدح لا ينقاد للإتمام


محمد أنصار الرحماني

في بطن مكة
بسم الإله بدايتي وختامي


والحمد جارٍ من فم الأقلام

أزكى الصلاة لسيدي خير الورى


والآل والصحب رموز غرام

ما للحراء و للحطيم و زمزمٍ


والحِجر و البيت العتيق السامي

أوما وجدن إفاقة من لوعة


بفراق أهل الدين والإسلام

يا بطن مكة! قد حظيت بدعوةالـ


ـمختار، نور العلم بعد ظلام

نادي رسول الله فوق أبي قبيـ


ـسٍ قومه بالدين للإعلام

قالوا لمجنون، يـسـفه سلفنا


قوموا له بالرد للأصـنام

آذوا رسول الله كل أذيةٍ


بالسحر والأقلام والصمصام

لكنه كالصخر دام على الهدى


من شدة الحزم بغير حزام

باء العدو كما تبوء الظـبية


من خشية الأَسد إلى الآجام

طلوع البدر في أفق طيبة

فوق الثنية طلع سعد مدينةٍ


قامت جوار الحي بالإكرام

أحسِن بوجه رسولنا حيث اطلع


في صورة البدر المنير التام

ما طلع قمر قط في كبد السما


أسمى وأضوأ من جبين الحامي

أنت السراج و أنت نجم نيِّرٌ


بل أنت بدر فـي غـُضون ظلام

بك نهتدي للحق أنت ملاذنا


بك يحتمي الضعفاء من آلام

أعظم بمن آووا رسول الله مِن


قوم حموه بجُنة و سـهام

ضحَّوا لدين الله كل نفيسهم


من غير بُخل أو بغير ملام

آخا الرسول خلالهم فـتغيروا


عاشوا بكل تودد ووِئام

صاروا ملوك الأرض تحت إمامهم


كهف الأرامل ملجئ الأيتام

طابت مدينة من قدوم ممجد


- صبَّ الإله عليه كأس سلام -



نبذة من مزايا رهطه صلي الله عليه وسلم

قام الرسول معلما أتباعه


يلقي دروس الدين و الأحكام

فاستمسكوا بمصاص كل كلامه


و تنافسوا لبلوغ كل مرام

قادوا قوافل ديننا بشجاعةٍ

ركبوا مطاياهم بأخذ لجام

هزموا الأكاسرة الكبار بهمَّةٍ


فتحوا أراضي الروم بعد الشام

زحفوا إلى صـف العدو بخيلهم


في متن دجلة، زحفهم برغام

إن كان هذا القوم جل نهارهم


في الصوم، يقضون الدجى بقيام

أدوا إشاعة ديننا في هذه الـ

دنيا، و ما عبؤوا بأي ملام

هذا لحزب رسولنا والله لا


حزب يدانيهم مدى الأيام

نالوا ببذل دمائهم و نفوسهم


وبقرب خير الخلق، خير مقام

رضي الإله عن الصحابة كلهم


والناصرين لديننا الإسلام

طيبة و القبة الخضراء

في بطن طيبة مسجد لرسولنا


هو مهـبط الإيحاء والإلهام

وهناك آثار الرسول و منبر


هو منزل البركات مثل رهام

لا تنمحي أطلال دار حبيبنا


رغم الرياح و هطل كل غمام

قد صانها الله القدير من البلى


و من التغير طيلة الأعوام

يا قبة الخضراء! أنت علامةٌ


عظمى لحبٍ في الدنا وغرام

إختارك الله العليُّ لحِبِّهِ


لحدا لراحته وطيب مـنام

لا تفخري، لمدار كل مفاخرٍ


متعلق بنزيلكِ المكرام

لولاه ما فاض الحجيج إلى قُبا


ولكنتِ مسرح ظبية و بغام

لولاه ما كنا ولا آباءنا


أتباع خير الهـَدي والإسلام

لولاه ما بدت السماء وأرضنا


وكذا خروج النور من أكمام

حر الغرام و شوق اللقاء

قلبي يتوق لرؤية المعشوق يا


الله! أرنيه ولو بمنام

لا يطفئ النيرانَ بين ضلوعنـا


إلا اللقاء ولو لدى الأحلام

نفسي تذوب كما تـذوب حديدنا


في النار، من حر الجوي و ضرام

إني لمـسكين ضعـيف سائلٌ


و السائـلـون هــنــا مــن الأعــلام

سأدور كأسا حــول روضـة حِـبِّنـا


و أطــوفــهــا بــالــقــلب مثل حمام

و إذا تـعـبتُ أنـام تـحـت ظــلالـها


مــثــل الــكــئــيـب ينام تحت خيام

قد تـم مـا قـد رمت من مدح النبي


والـــمــدح لا يــنــقـــاد لــلإتــمــام

قد أعجز الأوصاف أيديَ واصفٍ

نــــفــد الـــمــداد و أدمــع الأقــلام

أنا من سَـمِيِّ الــناصـريـن لـديـنـنا


رهـط الــنبــي و أفـضــل الأقــوام

يا رب صل علي الـنـبي حـبـيـبـنا


والآل و الــصـحـب ذوي الأفـهــام




مواضيع ذات صلة
الأماديح,

إرسال تعليق

0 تعليقات