ادعمنا بالإعجاب

العلامة فضل حق الخيرآبادي الحياة الحافلة بالأدب والفعالية

بقلم: نشاد على الوافي المنبادي (باحث مركز دراسات العربية والإفريقية بجامعة جوهرلال نهرو- نيودلهي)

دراسات متصلة بالموضوع
نبذة عن شخصية العلامة فضل حق:
 الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة فضل حق بن فضل إمام بن محمد راشد العمري الحنفي الماتريدي ولد بخيرآباد بمديرية ’سيتافور[1]‘ ١سنة ١٢١٢ ه/ ١٧٩٧ م ونشأ بها. اشتهرت قريته بعلمائها وصلحائها ولذا سميت ب"خير البلاد" وينتهي نسبه بعد اثنين وثلاثين شخصا إلى سيدنا عمر الفاروق والشاه ولي الله الدهلوي. ومن أجداده أبو الواعظ الهركامي الذي كان أستاذا لملك المغولي أورنك زيب عالمكير وعضوا في اللجنة المشكلة لإعداد فتاوى العالمكيري. وكان أبوه مولانا فضل إمام الخيرأبادي عالما شهيرا ومن فرائد عصره في العلوم العقلية. نشأ فضل حق الخيرآبادي في دلهي’ موطن العلوم العقلية والنقلية وملتقى الأدباء والعلماء الكبار آنذاك. تلقى الدروس الابتدائية من أبيه الفاضل الذي كان يقيم هناك بمديرية دلهي ثم أرسله أبوه إلى الشاه عبد القادر بن ولي الله الدهلوي وأخيه عبد العزيز الدهلوي المحدث[2]  أخذ المنقولات عنهما. وقد أولع بدراسة الفنون الأخرى حتى أجاد في جميعها يقول صاحب ’نزهة الخوالطر‘ " فاق أهل زمانه في الخلاف والجدل والميزان والحكمة واللغة وقرض الشعر وغيرها" [3]
في حقل التدريس والوظيفة
لما بلغ من عمره الثالث عشر انتهى من الدراسة النظامية وكان ذلك في سنة ١٢٢٥ ه/ ١٨٠٩ م. عقب ذلك تولى التدريس وأصبح يدرِّس التلاميذ الذين فاضوا إليه للاشتغال بالعلم حتى من بلدان بعيدة. ودرّس خمسين عاما كاملا مع أنه كان مشغولا بوظائف مختلفة. كان موظفا في " شركة الهند الشرقية " عين ضابطا أهليا رئيسيا في المحكمة المدنية في السن التاسعة عشرة. استقال من وظيفته بعد خمس عشرة سنة. فوجئ أن يتحمل أثقال نفقات أسرته عندما كان يناهز من عمره الثامنة والعشرين إثر وفاة أبيه فراح يطلب الوظيفة وعيَّن مساعد المدير في مكتبة الوكيل البريطاني بدلهي وذهب سنة ١٨٣٢ م إلي إمارة جهجر على دعوة الأمير فيض محمد خان ثم انتقل الى إمارة ألور وسهارنفور وتونك على دعوة الأمراء ومازال معززا في جميع الأماكن ثم انتقل الى الخيرآبادي الى إمارة رامفور وقضي فيها ثماني سنوات مع الإعزار والإكرام من سنة ١٨٤٠ م الي ١٨٤٨ م ثم ذهب الى إمارة لكناؤ وأقام فيها الى سنة ١٨٥٦ ثم عاد الى إمارة رامفور ومكث هناك بعض الأيام وعاد الى دلهي في أغسطس ١٨٥٧ م على دعوة الملك بهادر شاه ظفر وشارك في الثورة الهندية.
العلامة كالفعَّال في نضال الاستقلال الهندي عام ١٨٥٧
لم يكن العلامة بأديب نابغ فقط بل فعّال نشيط أيضا شارك في المغامرات والجهاد ضدّ قوات الاستعمارة البريطانية. ولمّا بدأت القوات الاستعمارية البريطانية تتسرب الى الشؤون الهندية تجارة وسياسة واقتصادية فاطلع العلماء العباقر والمفكرون العظماء على نيات الإنجليزية وأهدافهم.عندما كان الخيرآبادي موظفا في المحكمة المدنية بدلهي سنة ١٨١٦ م كتب الى والده عن هذا الوضع ونظم قصيدة تضم ٢٣٥ بيتا هجا فيها الإنجليز ونبه القوم على أهدافهم. وقال في أخره:
هذا أوائل استيلائهم ولها               صير وفيها رزايا ذلك الصبر"
 بيد ذلك كان يطالب من الملوك أن يقوموا بأداء مسوؤوليتاهم" بالمقاومة ضد قوات الاحتلال وكتب فيها الرسائل الي مثل ملك أكبر شاه وفصّل فيه الوضع الاقتصادي والسياسي السيئ فلما رأى أنه لا يرى النور استقال من الوظيفة وغادر الى إمارة جهجر والإمارات المختلفة ومازال منتقدا سياسة الإنجليز و محرضا الناس على الجهاد لما بدأت الثورة الهندية ١٨٥٧ م المستمرة الى أربعة أشهر. ولسوء الحظ فشل النضال ساحقا وتغّلبت الإمراطورية البريطانية على بلدنا الهند وأعلنت الملكة العفو العام للثوار الهنود فرجع فضل حق إلى موطنه الخيرآباد بعدما غاب عنها لمدة. لم يصل إلى موطنه حتى جعلته البريطانية وراء القضبان وصادرت مملكاته ونفي إلى جزيرة أندمان الواقعة بخليج بنغال.
منزلته عند العلماء
يقول عنه فخر الدين الحسني صاحب ’نزهة الخواطر‘ عنه " كان زيّه زيّ الأمراء دون العلماء‘ يلعب الشطرنج ولا يحتشم عن استماع المزامير والحضور في مجالس الرقص وغير ذلك من المنكرات[4] "  وقال القنوجي في ’أبجد العلوم‘ :"إنه كان إمام وقته في العلوم الحكمية والفلسفة بلا مدافع غير أنه وقع في أهل الحق ونال منهم على تعصب منه وكان السبب في ذلك قّلة الخبرة منه بعلوم السلف وطريقتهم في الدين واتباعهم للأدّلة الواردة عن سيد المرسلين مع ميل إلى البدع التي يستحسنها المقلدة ولذا انتقد عليه عصابة من علماء الحق تواليف في ذلك"[5] 
وفاته
أصدرت الحكومة البريطانية حكم إطلاق سراحه فذهب ابنه شمس الحق إلى جزيرة أندمان لأخذه إلى بلده فورما نزل هناك رأى الناس يسيرون وراء مركب فسألهم عن ذلك فقالوا " أنّ فضل حق الخيرآبادي تلفظ أنفاسه الأخيرة بالأمس ونذهب الآن لتدفينه فاشترك معهم ابنه ورجع خائبا وكانت وفاته في ١٢ صفر ١٢٧٨ ه / ٢٠ أغسطس ١٨٦١ م بعد سنة وعشرة شهور من نفيها إليها.
مساهمة فضل حق في النثر
كانت لفضل حق الخيرآبادي يد طولى في النثر أنه كان عالما في المنطق والحكمة والفلسفة والجدل والميزان بيد ذلك كان بارعا في علوم الهيئة واللغة الفارسية حتى استطاع أن يصحح ويضيف في كتاب ناظر الحسن (كان رجلا مثّقفا وعالما للعلوم الشرقية وله أيضا إلمام بعلوم الهيئة‘ عاش عهد فضل حق الخيرآبادي) وليس هذا فقط بل أشار إلى بعض المراجع المهمة وكتبها في الحاشية.. ومن مصنفاته
١. الجنس الغالي في شرح الجوهر العالي: كتاب في الحكمة والإلهية
٢. الهدية السعدية: في الحكمة الطبيعية
٣. الروض المجود في حقيقة الوجود
٤. حاشية على ’تلخيص الشفاء لوالده: بالعربية في الفلسفة
٥. حاشية على ’الأفق المبين: بالعربية في المنطق
٦. رسالة في تحقيق العلم والمعلوم: بالعربية في المنطق
٧. ورسالة في التشكيك وفي الماهيات: بالفارسية في المنطق
٨. حاشية على ’شرح السلم‘ للقاضي
٩. رسالة في تحقيق الأجسام
١٠ . رسالة في تحقيق الكلي الطبيعي
١١ . تاريخ فتنة الهند
١٢ . رسائل في الرد على الشيخ اسماعيل بن عبد العني الدهلوي في
إثبات امتناع نظير النبيصلعم
العرض الصغير عن أهم أعماله
)الف) حاشية شرح سلم العلوم للقاضي مبارك الكوباموي:
هذه الحاشية بالعربية في علم المنطق. وسلم العلوم لمؤلف ملا محب الله البهاري شرحه الكثيرون وأشهرهم القاضي مبارك الكوباموي الذي حشى شرحه الخيرآبادي وهو عاش في العصر الذي يمتاز بالتحشية وشرحها.ولا يقصد من التحشية التوضيح والتفسير او رفع الإشكال او تفصيل الإجمال او توضيح المبهم فحسب بل المحشي يختلف عن المؤلف ويردد أقواله ويصححها ويقدم وجهة نظره ونظام فكره بأقوال السلف فيها ولذلك يعرف حاشية الخيرآبادي كموسوعة المسائل المنطقية وقال البعض:هي فتاوي العلوم العقلية وهذه من أبرز مؤلفات الخيرآبادي كما يقول عندما سئل وقت نفيه الى أندمان: ماذا تركت في الهند لتذكارك؟
"ابني....... وحاشية شرح سلم العلوم"
)ب) الروض المجود في تحقيق وحدة الوجود:
هذا الكتاب في العربية في الإلهيات والتصوف كان الخيرآبادي صوفيا كبيرا وعالما ربانيا ايضا قال الخيرآبادي: وسميتها (هذه الرسالة) بالروض المجود أمليتها مرتجلا من دون بذل المجهود في تحقيق ما عليه أئمة الكشف والشهود قال الأستاذ يوسف سليم الجشتي شارح شعر العلامة محمد إقبال: أصبحت مقرا بوحدة الوجود بدلائل العلامة الخيرآبادي على وحدة الوجود.
)ج) الهدية السعيدية:
هذا الكتاب إبتدائي بالعربية في علم الطبيعات أهداه الخيرآبادي إلى أمير رامفور الأمير محمد سعيد خان وهذا يشتمل على مقدمة وثلاثة أقسام ذكر في المقدمة المباحث العليا للفلسفة أي بحث الجزأ لا يتجزي(أ)‘ وفي القسم الأول تكلم عن خصائص الأجسام السماوية والأرضية ‘ وفي القسم الثاني عن الأجرام السماوية أي بحث علم الفلك ‘ والقسم الثالث يتعلق بالعنصر. عرف الدكتور زبيد أحمد بهذا الكتاب مفصلا وكذلك رئيس أحمد الجعفري وقال: "هدية سعيدية" كتاب فني محض ولكن كل سطره يصور رغبة الخيرآبادي في الأدب.
)د)الثورة الهندية:
هذا الكتاب بالعربية في التاريخ أو وصف الثورة الهندية ١٨٥٧ م ونقدها ونموذج الأدب العربي في شبه القارة الهندية أيضا‘ ألفه فضل حق الخيرآبادي بعد الثورة الهندية بجزيرة أندمان في خليج بنغال أثناء نفيه إليها و "الثورة الهندية" أول كتاب باللغة العربية يشتمل على ذكر ثورة ١٨٥٧ م.
)ه) تحقيق الفتوى في إبطال الطغوى:
هذا الكتاب بالفارسية في علم الكلام فهو رد "تقوية الإيمان" للمولوي إسماعيل الدهلوي في قضية استحالة ا(متناع) نظيرالنبي (ص(.
)و) تقرير اعتراضات بر تقوية الإيمان:
هذا كتيب بالفارسية في علم الكلام أولا رد به على تقوية الإيمان. وله أعمال أخرى التي لم يتم طبعه وما تزال مخطوطة.
مساهمة العلامة في الشعر
كان فضل حق الخيرآبادي شاعرا عظيما يزيد عدد أبياته على أربعة آلاف وغالب قصائده في مدح النبي صلعم وبعضها في هجو الكفار وعالج جزء أسدا من الموضوعات وأروع قصيدته : القصيدة الهمزية والدالية التي نظمهما حين كان في المنفى وكان موضوع هتين القصيدتين نقض عهد ملكة فكتوريا (Victoria)  وصوَّر فيهما أحسن تصوير لما تجشمه العلامة من  صعوبة ومشقة فيقول:
إني بلاني خدعة امرأة بلى  كيد عظيم ما تكيده نساء
خدعت بأن شهرت أن أمنت         قوما نبت بهم الديار وناؤوا
فأتيت داري آئبا إذ غرني                أيمان كافرة لها استيلاء"  [6]
وأكثر فضل حق الخيرآبادي استخدام المحسنات اللفظية والمعنوية في شكل رائع كما أكثر استعمال التلميحات والتكرار أيضا
١. التلميحات
ومن أشعاره التي استعمل فيها التلميحات شعر قال في انشقاق القمر يقول:
            " أوحى إلى القمر المنير فشقه                     فأبان شقين ذا الإيماء"
ويقول الشاعر مشيرا إلى رغبة عيسى عليه السلام في أن يولد في أمة محمد صلعم
            " قد شاء رسل أن يكونوا أمة                     وسطا فأعطى بعضهم ما شاءوا"
يقول فضل حق لامحا إلى قصة موسى عليه السلام الذي سأل ربّه أن يظهر له
             "إذا تجلت يخر المجتلى صعقا                 خرور موسى فويق الطور إذا نودي"
في هذا الشعر لمح الشاعر الى آية: " فلما تجلى ربّه للجبل جعله دكّا وخرّ موسى صعقا"
وهذه الأشعار تدل على فكره الثاقب المتوقد ودماغه الحاد.
٢. التكرار
وبالملاحظة القريبة من أشعاره يمكن لنا أن نقول أّنه أكثر تكرار الألفاظ و الكلمات التي ترد من مادة واحدة ولكن لمعان متنوّعة ومتعدّدة
فيقول العلامة:
فقوّتي ضعفت والضعف ضوعف من                تنقص في القوى والجسم مزداد
استعان الشاعر في هذا البيت باللفظين (ضعفت وضوعف) الواردين من مصدر واحد ولكنه استخدمهما في معنى مختلف بل متعارض بعضها من بعض ويقول في موضع آخر
    "عادت فعادت فما منت بما وعدت                    منت حبائل مشياق وميعاد"
استعمل الشاعر ’عادت‘ و’فعادت‘ كلاهما من مادّة واحدة ولكن في المعنيين مختلفين
٣. التشبيه
ولفضل حق الخيرآبادي أشعار أورد فيها التشبيه في شكل كثير فالغالب فيها التشبيه بمحسوس ليكون أقرب إلى الفهم وقد شبّه المرأة بالشمس فيقول:
   "ولو طلعت من الأخدار ليلا                      طلوع الشمس من تحت الغمائم"
و شبّه النظر بالسهام فيقول:
    "رنَّت فرمت سهاما وابتلتهم                        يلدغ كالسهام وبالسهام"
موضوعات شعر فضل حق
كان فضل حق الخيرآبادي ذا فطانة ومعانات من عدة نواحي فالشخص مثله مع القريحة القويّة‘ لا مساغ إلى الشك يعالج عدة موضوعات ولكن أكثر شعره يعود إلى مدح النبي صلعم ويقول فيه مرّة:
هو أول النور السني تجلت                         بضيائه في العالم الأخداء
هو أول الأنبياء وآخرهم                              ختم النبوة وابتدأ الإبداء
قد خصّه الباري بأوصاف على                  لم يعظها الأحداث والقدماء
وقد وصف الشاعر أشياء مختلفة ومنها ما قال في وصف الليل
وطرف أرمد يؤذيه غمض               وليل سرمد داجي الظلام
طويل لا يقاس به زمان                               فساعدته كشهر بل كعام
كأن كواكب الجزراء نيطت                       لأجفان ودام بالدوام
وقال الأبيات لأغراض أخرى من مثل الشكوى والعتاب وقد عاتب فيه أصدقائه وزملائه وربما لا يسامح بنفسه ويعاتب شخصه أيضا يقول الشاعر:
قد ضيقوا عيشي على وضعفت                ونسيت عيشا كان فيه رخاء
حجروا عليّ وأسكنوا حجرة                      لم يأتها غير السموم هواء
يا ويلها من حجرة جدرانها              تشوي الشوى و ترابها رمضاء
منعوا أشد المنع أن يلقاني الأ                    حباب والإخوان والأبناء
سلبوا الكيس لبسوا على كسائهم                        مالي سوى ذاك الودئ رداء
وهذا الشاعر المفلق كتب الأشعار والقصائد في موضوعات عديدة وأنه كان أشعر شعراء الهند وترك ديوانا له وتأخذنا الدهشة عندما نعرف بأن بعض الناس شبّه قصائده بقصائد فحول الشعراء قال مولانا محمد الدين "إنّ العلامة فضل حق الخيرآبادي كانت له يد طولى في الأدب وعلم الفلسفة قصائده الغراء تفوق بلاغة على قصائد امرئ القيس ولبيد وكان له مهارة في النظم والنثر كليهما حيث لا يدانيه إلا قليل من شعراء السلف والخلف."
ومن أهم مميزات شعره حسن التخلص والوحدة الفنية. يتميز شعره بصدق المشاعر ونبل الأحاسيس ورقة الوجدان وحب الرسول والمحافظة على وحدة الوزن والقافية وكان ملتزما بالتقاليد الشعرية الموروثة رغم أنه ولد وعاش في مطلع عصر النهضة.
لشعره ثلاثة أصول:
١. التعبير عن نفسه وتصوير آلام شعبه وبيئته وعصره
٢. إحياء الأسلوب القديم والحفاظ على اللغة العربية
٣. إثبات قدرته وتحقيق براعته في اتجاهات عصره وإظها ملكاته
ومواهبه
ويمكن ان نقول أنه كان لغويا كبيرا ومتمكنا من علم العروض والقافية والبلاغة والتاريخ وكان أيضا شاعر المديح والحبسيات والرثاء والهجاء والغزل والشعر الإجتماعي والسياسي وكان شعره مثرى بالأدب الإسلامي وأدب السجون.
واستهل قصائده تارة بالتشبيب أو بالوصف: من حاله أو مشاعره وأحاسيسه او وصف الصباح وأحيانا بالخمريات او بشكوى الزمان او بالتعجب او بالفخر او يدخل الى الموضوع مباشرة
)ا) الاستهلال بالغزل:
إن لم تصب نظرة من أعين نعس
فمن نفي النوم من عينيك في الغلس
لا تنصبغ بهى بيض أماليد
فأحمر الموت في أجفانها السود
)ب) الاستهلال بالخمريات
قم يا صباح فصبح قبل إصباح
فإنما الراح في راح على راح
)ج) الاستهلال بالفخر
كلامي في حشا العادي كلام
نوافذ ما له منها التئام
تنوع المقدمات دليل على قدرته وتنوع النفس عنده وسعة إطلاعه على كلام الشعراء العرب القدامى من العصر الجاهلي.
أسلوبه في الختام:
وقد ختم قصائده المديحية بالصلاة والسلام أحيانا وقرن وأضاف به آله وأصحابه او بالدعاء للمدوح والمظلومين او بالدعاء او السلام لمرثى له. تأثيره بالقدامى:
تأثر بإمرئ القيس فيصف الدهر ويشكوه
يمر ويحلو قاسيا لينا معا
فيا ويل هذا الدهر كيف ترددا
يقول إمرئ القيس في نفس الوزن والقافية في وصف الفرس
مكر مفر مقبل مدبر معا
كجلمود صخر حطه السيل من عل"  [7]
وقد تأثر بالمتنبي والفرزدق وقال الخيرآبادي حين رحل عن دلهي
   "فلو كان من وشك التصدع ما بنا
بصم الرواسي او شكت تتصدع"
قال المتنبي في صباه يمدح علي بن أحمد الخراساني
   "ولو حملت صم الجبال الذي بنا
غداة افترقنا أو شكت تتصدع"
وقال الفرزدق:
   "ولو أنها صم الجبال تحملت
كما حملت أحلامي كادت تحطم".
المصادر والمراجع
أحمد، جميل : حركة التأليف باللغة العربية في الإقليم الشمالي الهندي  في القرن الثامن والتاسع عشر، مجمع اللغة العربية، دمشق
كحالة، عمر رضا: معجم المؤلفين، مؤسسة الرسالة، ١٩٩٣
بروكلمان، كارل: تاريخ الأدب العربي، ترجمة عبد الحليم النجار، الهيئة المصرية العامة
الخيرآبادي، فضل حق : الثورة الهندية
أحمد، أشواق : مساهمة الهند في النثر العربي خلال القرن العشرين،  جامعة جواهر لال نهرو – نيو دلهي
الحسني، فخر الدين : نزهة الخواطر 
_________.
هذه المقالة نشرتها المجلة ثقافة الهند  المصدَرة من الجامعة الملية الإسلامية  المجلة 64، العدد 3. 2013
لا يجوز أي تصرّف في هذ المقال ( كالرفع في أي موقع) إلا بإذن إدارة
____________________

[1] تقع هذه المدينة على بعد بضعة أميال من مدينة لكناؤ عاصمة ولاية أوترابراديش
[2] وهما ابناالشاه ولي الله الدهلوي المعروف ( ١٧٠٣ م- ١٧٦٢ م)
[3] الحسني‘فخرالدين: نزهة الخواطر‘ ٣٧٥ / ٧
[4] الحسني‘ فخرالدين: نزهة الخواطر‘ ٣٧٥ / ٧
[5] نقلا عن الحسني ‘فخرالدين: نزهة الخواطر‘ ٣٧٥ /
[6] الخيرآبادي‘فضل الحق: قصيدة الثورة الهندية
[7] القيس‘امرئ: المعلقةلإمرئالقيس
 

مواضيع ذات صلة
الأعلام المسلمة, تراجم العلماء, دراسات, شعراء عربية, مقالات, نداء الهند،,

إرسال تعليق

1 تعليقات

  1. كتابة ممتازة ..وهي مفيدة جدا. جزاك الله خيرا في حركة قلمك وفى حياتك المستقبل...

    ردحذف

أكتُبْ تعليقا