ادعمنا بالإعجاب

القصيدة الجهادية للعلامة القاضي محمد بن عبد العزيز الكلكوتي




         روابط متصلة


القصيدة الجهادية التي أنشأها العلامة القاضي محمد بن عبد العزيز وأرسلها إلى قلعة شاليات لأجل الواعظ[1]

ألا أيها السادات أهل الشجاعة                       ومن بهم الإسلام حل بذروة
ويا من غدا بين الأنام مجاهدا                        بمال وروح ثم نفس كريمة
ليعلو دين الله في الدين كله                            على كل حال كل يوم وليلة
لقد شاع في الآفاق صيت جهادكم                 وقتلكم[2] الأعداء في وسط لجة
فطبتم وبعتم بالجنان نفوسكم                         ونلتم رضاء الله مع كل نعمة
وأعطاكم الرحمن أجرا بلا انتها[3]                    بأخرى وفي الدنيا كنوز الغنيمة

وبعضهم قد باع أجر جهادهم                          بظلمهم في البحر أهل السفينة
فصاروا كقطاع الطريق بأخذهم                   لأموال بعض المسلمين بلجة
فمن ثم قل النصر وارتفع العدا[4]                   عليهم وكانوا غالبين بنصرة

فلا تأخذوا يوما لأموال مسلم                   فيعطيكم الرحمن عزا بنعمة
ويدعو لكم ما في السماء وأرضها                 كذلك بالخيرات حتى النميلة[5]
كذا كلهم بالشر يدعو عليكم                    إذا ظلمتم[6] خلق رب البرية
وكل يقول الحمد لله شاكرا                        إذا مات عبد ظالم للبرية
لأن بظلم العبد ينقص رزقهم                        كذا يرفع البركات في كل بلدة
وينزل من فوق السماء لكم بلا[7]                     ويسلب اَلْإيمان عند المنية[8]
فلا تبطلوا بالظلم أجر جهادكم                     كقطاع طرق المسلمين بلجة

حرام على القطاع أشيا[9] وبعضها         أقول لكم نصحا فقس[10] للبقية
حرام على ذي الماء بذل مياهه                  لهم عكس حيوان ومن جا[11] بجزية
كذلك قصر للصلاة وجمعها                    تيممهم أيضا وترك لقبلة
وفطر لصوم ثم ترك لجمعة                   وأكل لحوم الميت عند الضرورة
ولا ينفع القطاع التصدق بالحرام            ولا مسجد يبنى به للمثوبة

وأحكام قطاع الطريق لأربع                 بغير خلاف جاء في نص آية[12]
وسماهم الباري عدوا محاربا              مع الله والهادي ومفسد تربة
فأولها أن يطردوا من مكانهم              إذا خوفوا من غير غصب وقتلة
وثانيها قطع لأيد ورجلهم                     إذا أخذوا الأموال من غير قتلة
وثالثها أن يقتلوا قودا كذا                   إذا قتلوا من غير غصب لجثة
ورابعها أن يقتلوا ويصلبوا                  إذا جمعوا ما بين غصب وقتلة

لهم في الدنا خزا[13] وفي الأخرى لهم            عذاب عظيم دون حصر وعدة
و يعطى في نقل الحق من حذو نارهم[14]         كذا يحمل الأوزار مقدار لجة
وهذا لمن لا يستحل بقلبه                              بقطع طريق المسلمين بلجة
ومن يك منهم مستحلا فإنه                            ليكفر من غير اختلا ف بردة

فيا رب أصلح شأنهم واغفرن لهم        ووفقهم للخير في كل وجهة
فتوبوا إلى المولى فوالله إنني                 لعاص إلى العاصي أتى بالنصيحة
كما لو رأى زان لزان على الزنا              وقد صار كل منهما وسط خلوة
فيلزم كلا منهما منع آخر                     كذاك أنا يا مسلمين بنصحة

وليس التقى شرطا لوعظ فيلزم                     على كل عاص منع عاص لحربة
ولولم يعظ إلا التقي لقل من                          يذكر بالخيرات بين البرية
فلا تخبثوا بالواعظين ظنونكم                       لما صادفوا منكم كفاف المعيشة
بغير سؤال والتكلف والأذى                         ولكن بشرط المسلمين من غير شبهة[15]
فيحبط أجرا إذ لكم في معاشكم                    نصيب بلا وعظ لفقد الجراية[16]

فيا أيها السادات أطلب عفوكم                     وما قلت هذا القول قصدا لغيبة
ولكن لتدروا حكم رب وتتركوا                        لذنب وتأتوا نحو رب بتوبة
وصلوا على الهادي الشفيع محمد                    مع الآل والأصحاب في كل ساعة
تمت يوم الثلثا العاشر من شهر جمادى الأخرى ، جملة الأبيات ثلاثة وأربعون بيتا.[17]  


1 قد كتب العنوان في النسخة المخطوطة هكذا: ( من أنشأ العلامة القاضي محمد بن عبد العزيز إلى قلعة شاليات لأجل الواعظ )، وواضح أنه قد وقع بعض الأخطاء من النساخ في عنوان القصيدة وفي بعض أبياتها. ويبدو أن القاضي محمد رحمه الله نظم هذه القصيدة بعد أن كتب الخطبة الجهادية وأرسلها إلى قلعة شاليات، لأن هذه القصيدة رغم أنها تحرض المسلمين للنضال ضد البرتغاليين، فإنها تشتمل على مواعظ للمجاهدين، وتخبر بأنه وقع من بعضهم ما يخالف الجهاد المقدس من قطع الطريق ونحوه، وهذه الأمور لم تذكر في الخطبة الجهادية.
2 كان هنا لفظ "وقتلهم" في النسخة المخطوطة، أبدلناه بلفظ "وقتلكم" لأنه المناسب للسياق.
3 حذفت الهمزة لضرورة البيت.
4 العدى جمع عدوُ
5 تصغير نملة.
6 يبدو أنه قد وقع تحريف في هذا المصراع.
7 أي بلاء، حذفت الهمزة لضرورة البيت.
8 المنية الموت
9 أي أشياء
10 أمر من قاس يقيس
11 أي من جاء بالجزية، ويراد به الذميون الذين يعيشون في دولة المسلمين ويعطون الجزية.
12 إشارة إلى قوله تعالى: إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ، إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (سورة المائدة 33، 34 )
13 هكذا في النسخة المخطوطة، ولعل الأوفق لفظ "خزي"  
14 يبدو أنه قد وقع سبق قلم من النساخ في هذا المصراع.
15 يبدو أنه وقع سبق قلم من النساخ في هذا المصراع أيضا.
16 الجراية هي الراتب أو الميرة اليومية. وخلاصة معنى الأبيات الثلاثة الأخيرة أن الواعظ إن تسلم من الناس ما يحتاج إليه لمعاشه بغير سؤال ولا تكلف ولا أذى فليس مذموما إن لم يكن فيه شبهة، وأما إن كان فيه شبهة فيحبط الأجر، كما إن لم يكن له حاجة إلى الجراية.  
17 يدل على أن نظم القصيدة قد تم في يوم الثلاثاء، العاشر من شهر جمادى الأخرى، ولكن ليس هناك أي إشارة إلى سنة النظم.

كتبه: عبد الرحمن الفيضي الملافاضي




 

مواضيع ذات صلة
أدب كيرالا, أدبيات, إسهام علماء الهندية, أشعار وطنية هندية, الأدب العربي الهندي, الاستعمارية, كيرالا,

إرسال تعليق

0 تعليقات