
التسامح: زهرة الأقوياء ومفتاح السلام. اكتشف قوته في شفاء القلوب وبناء الجسور.
في عالم يعج بالصراعات ، ويضج بالضغائن، يصبح التسامح حاجة إنسانية ملحة ،لا ترفا أخلاقيا.هو البلسم الذي يداوي الجراح والجسر الذي يربط بين القلوب ، والضياء الذي ينير دروب المودة والرحمة. وإذا كانت النفوس تميل إلى الانتقام ، فإن الأرواح الكبيرة تسمو بالعفو وتعانق السمو.
في إطار الحركات الإنسانية، لا بد للإنسان أن يتبع اللوائح الحياتية خلال تعاملاته اليومية مع الناس. ومن الأجدر بجميع المخلوقات أن يتمسّكوا بالتسامح، ليكون نهج حياتهم أكثر هدوءًا وسلامًا، وأزدى محبةً وعشقًا.
لقد كانت معاملة النبي ﷺ لمن يسيء إليه نموذجًا رائعًا للتسامح في حياتنا اليومية.
ومما لا يُستنكر، أن التسامح هو جسر عبور إلى السعادة، وهو من قمم العجائب؛ مفتاحٌ للسلام الداخلي والخارجي، وسلاحٌ في وجه الأحقاد والغرور، وقوةٌ لتجاوز المصاعب والتعقيدات.
التسامح يورث الألفة بين الأشقاء، ويعمّق الثقة في العلاقات العائلية، كما يؤثر إيجابًا على صحتنا النفسية والجسدية.
وفي حياة المسلمين، نجد أن هناك منهجًا ناصعًا من سيدنا المصطفى ﷺ في تعامله مع الناس، قائمًا على سلامة الصدر، ولين الجانب، ورفق المعاملة، ومن أقواله العظيمة: "ما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًّا، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله".
فبعفوكم وغفرانكم، يعزّكم الله، وبرحمتكم وتواضعكم، يرفعكم الله ويقيكم الخذلان.
ومما نفهم من أقوال النبي ﷺ أن التسامح زهرةٌ نادرة لا تنبت إلا في قلوب الأقوياء. فقد أشار إلى ذلك بقوله: "ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب".
فبتسامحكم، يشهركم الله بالعز والسلام، وبه تتفتح الزهور في قلوبنا، وتزهر السعادة في حياتنا، وتُبنى جسور الحب التي تربط بين الضمائر وتمحو الأحقاد، وتنعش الأرواح وتنقّي الأجساد.
التسامح قوةٌ تحوّل الأعداء إلى أصدقاء، وهو فنٌّ يحوّل الألم إلى براءة، والجراح إلى شفاء.
ربما نعتقد أن القوة في الشدة، ولكن الأمر على العكس؛ فالتسامح ليس علامة ضعف، بل هو قوة نابعة من حب الذات وثقتها. كلما زاد الغفران في قلوبنا، زادت السعادة في حياتنا، وكلما تسامحنا، أصبح العالم أجمل وأعظم سلامًا، حيث تمحى آثار الجروح، وتُفتح أبواب الحب والوفاء، وتُكسر أقفال القلوب المغلقة.
0 تعليقات
أكتُبْ تعليقا