ادعمنا بالإعجاب

إسهام علماء الهند في كتابة سير الصحابة وتسجيل جهودهم الدينية في الهند «العقد الثمين في فتوح الهند ومن ورد إليها من الصحابة والتابعين» للأطهر المباركپوري نموذجا

د . صاحب عالم الأعظمي الندوي
 حاصل على الدكتوراه من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة

مقدمة
من المعلوم تاريخيا أن لعلماء المسلمين في شبه القارة الهندية إسهامات جليلة في تصنيف الأعمال في التراث الإسلامي وتأليفها باللغة العربية وباللغات المحلية، لا سيما في تراجم الصحابة والتابعين وسير مشاهير الإسلام، وبدأ هذا الاهتمام لديهم منذ الفتح الإسلامي لها، خاصة منذ دخول منطقة السند وما يجاورها في حوزة الدولة الإسلامية في عصر الدولة الأموية. وقد نشطت العلوم الإسلامية بسبب مجيء العلماء من الحجاز والشام ومصر، الذين أسهموا بدورهم في النهضة العلمية عند المسلمين في الهند وفي نشر علوم الحديث بالدرجة الأولى. ثم وفق الله سبحانه وتعالى بعض العلماء من أهل الهند، الذين شدوا رحالهم إلى الحرمين الشريفين، وأخذوا الحديث وجاؤوا به إلى الهند، وانتفع بهم خلق كثيـر في العصور الإسلامية المتأخرة.
ولما تمكنت بريطانيا من بسط سيطرتها السياسية الكاملة على الهند، بدأت الأخيرة تتأثر بالحضارة والثقافة الغربية عن طريق مباشر على حين كانت بلاد أخرى تتأثر عن طريق غير مباشر عن وكالتها الأدبية والثقافية. ولما كان الشعب الإسلامي الهندي أرهف شعوًرا دينًيا وأرق وعًيا بالإسلام، وأشد غيرة عليه، فكان من نتائج هذه الغيرة الدينية التي يمتاز بها الشعب المسلم الهندي ومبادرته إلى قبول تحديات التبشير والاستشراق التي وجهت إلى شبه القارة الهندية، بعد قيام الحكم الإنجليزي المسيحي؛ أن قام كثير من العلماء بتأليف أفضل الكتب وأقواها باللغة العربية والأردية والإنجليزية في الرد على ما كتبه المستشرقون في السيرة النبوية والصحابة والتابعين، ومشاهير الإسلام، والتاريخ الإسلامي، والثقافة الإسلامية، كما قاموا بتأسيس مراكز الأبحاث العلمية للرد على الأعمال الاستشراقية. وقد قاموا بنشر سلسلة مشاهير الإسلام؛ حيث اعتبروها أفضل وسيلة للرد على أباطيل المستشرقين حول الشخصيات الإسلامية، والثقافة الإسلامية إلى جانب تعريف المسلمين بمشاهير الإسلام، ومنهم الصحابة والتابعون.

















مواضيع ذات صلة
إسهام علماء الهندية, الأعلام المسلمة, تاريخ الهند,

إرسال تعليق

0 تعليقات