ادعمنا بالإعجاب

تاريخ العلاقات الماليبارية مع العرب ونتائجها


 بقلم: سعد سي (جامعة الملية الإسلامية نيو دلهي) طالب في مركز الثقافة الهند والعرب

 لم تكن الهند تتطلع أبداً  للعيش في عزلة ولكنّها كانت أبوابها مفتوحة دائماً للناس والثقافات من جميع  أنحاء العالم. كانت فلسفة التسامح والتعايش بين جميع الأديان والأعراق هي جوهر حضارتها. وظلت مهداً للثقافات والحضارات المتعددة. وكان التفاعل المكثف بين الهند والعالم العربي ديناميكيًا ومتنوعًا ومتعدد الأبعاد. ومع ذلك كان تأثير هذا التفاعل مرئيًا جدًا ودائمًا في مجال الثقافة والفكر لدى كلا الشعبين.
                    ومن الحقائق الراسخة أنه لولاية كيرالا اتصالات مع دول العالم الغربي من أمد قديم. وكان البابليون والعرب والرومان أجروا اتصالات مع ساحل كيرالا. سمعة كيرالا القديمة بالتوابل جلبت الأجانب إلى هذا الجزء من البلاد. كان الآشوريون والبابليون يمارسون تجارة واسعة في الحبّحان والقرفة من ساحل ولاية كيرالا. استخدم المصريون القدماء التوابل من كيرالا لصنع العطور والمواد الحافظة لتحنيط ملوكهم وغيرهم من الأشخاص النبلاء.
        كان  الأدب العربى الجاهلي  يتناول عديداً من أسماء  المنتجات الهندية في سطورها المكتوبة ، على سبيل المثال الشاعر العربي الشهير  عمرؤ القيس يقارن الفضلات من الغزلان مع بذور الفلفل منتجات كيرالا، التي كانت مطلوبة بشدة من قبل شعوب غرب آسيا وأوروبا. عندما حاصر ألاريك ALARIC، ملكَ القوطGOTHS   في القرن الخامس الميلادى ، كان  من ضمن الفدية التي طُلبت من المدينة الإمبراطورية 3000 رطل من الفلفل الأسود.
وصل الإسلام الى ولاية كيرالا عن طريق التجار العرب في  عهد النبي  (CE 570 - CE 632). لذا فإن كيرالا لديها علاقة قديمة جدًا مع الشرق الأوسط حتى خلال فترة ما قبل الإسلام. أقبل الصحابي الجليل مالك بن دينار (رضي الله عنه) على ولاية كيرالا واستقرّ فيها وقام بنشر الإسلام في ربعها، واستقبله الملوك الهندوس في ولاية كيرالا آنذك بتبرع أراضيهم لبناء المساجد وعاملوهم بطريقة جيدة, وكان لهذا أثر بالغ في انتشار السلام والحب والتسامح بين أبنائها مع اختلاف ديانتهم .
           وعندما انتشر العرب من بلاد إلى آخرى توافد معهم  لغتهم وثقافاتهم، ولما اعتنق الكثير من السكان  الإسلام انتشرت اللغة العربية معاً. فبالنسبة لكل مسلم  لم تكن اللغة العربية مجرد وسيلة من وسائل  التعبير البشري بين الآخرين ولكنّها كانت وسيلة للتعبير اختار الله  من خلالها إيصال وحيه النهائي إلى البشرية من نبيّه الكريم ، لا تكمل  كتابة تاريخ ماليبار بشكل صحيح  بإستبعاد الدور الذي لعبت اللغة العربية وأدبها ، في تحديد القوى التاريخية لمليبار في أيام العصور.
              تعتبر اللغة العربية جزءًا من الثقافة بالإضافة إلى كونها وسيلة للتجارة. وتفرعت من اللغة العربية لغة مستقلة يسمى لغة "عربي-مالايالام" بكثرة الاتصال الوثيق بين أصحاب اللغتين . وهي تكتب بالحروف العريبّة  مغزاها المليبارية . الأسلوب الأغاني المشهور  "بمابيلا باتو" MAPILA PATTU))خير دليل على إزدماج اللغة العربية بشقيقها المليباري . 
      إن هجرة من كيرلا إلى دول الخليج على الرغم من أنها بدأت في عام 1973 والنوع الرئيسي للهجرة للعمال من ولاية كيرالا وكان منها المتوقع أن يعودوا إلى ديارهم في نهاية فترة العقد.. إن التغيرات الهيكلية التي حدثت في منطقة الخليج بسبب تضاعف أسعار النفط أربع مرات في أوائل السبعينيات قد أتاحت فرصاً جديدة للعمالة من المليباريّة.
ولاسيما مسلمي ولاية كيرالا الذين كانوا يعيشون في الحزام الساحلي كانوا على اتصال دائم بالعرب لعدة قرون من خلال العلاقات التجارية. أثبتت الدراسات أن الهجرات من ولاية كيرالا إلى دول الخليج منذ منتصف 1970 قد تسارع نمو المؤسسات التعليمية في ولاية كيرالا. هناك أيضا أدلة على أن الهجرة أدت إلى نمو المؤسسات التدريب المهني في ولاية كيرالا .
         كما نعلم هناك تأثير كبير في مجال مختلفة من المهاجرين في ولاية كيرالا بدون مراعاة الأحزاب السياسية ، ساعد هؤلاء المهاجرون للتنمية  المدارس العلومية والإجتماعية كثيراً وكذالك بالحصول على الخدمات الطبية وغيرها من الخدمات الاجتماعية لكل منها التعلقات بالعالم العربية من عهد الجاهليّة الى عصر الحديث.

مواضيع ذات صلة
العلاقات الهندية،, تاريخ كيرالا, ثقافة كيرالا, كيرالا,

إرسال تعليق

0 تعليقات