ادعمنا بالإعجاب

فتوحات السلطان محمود الغزنوي في بلاد الهند (998- 1030 م)

عمر صالح العمري  (قسم التاريخ، جامعة اليرموك، إربد، الأردن.(
ملخص
تتناول هذه الدراسة فتوحات السلطان محمود الغزنوي بن سبكْتِكين (998 -1030(م في بلاد الهند، الذي اشتهرت الدولة الغزنوية في عهده، واتسعت رقعتها حتى شملت جميع منطقة البنجاب، ووصلت حدود هضبة الدكن، حيث هزم كل من اعترضه من ملوك الهنـد . وخلّـ دت اسـم ه أعمـال جليلـة ، أبرزهـا قيامـه بنشـر الإسـلام فـي بـلاد الهنـد ، وتـأثيره الفكـري والعقائـدي والثقـافي والاجتمـاعي، وتحويـل الهنـد إلـى ولايـة مـن ولايات المسلمين، حتى اصبح بحق من أبطال الإسلام الذين استحقوا لقب فاتح.
الكلمات المفتاحية: محمود الغزنوي، بلاد الهند، نشر الاسلام، فتوحات.
مشكلة الدراسية
تحاول هذه الدراسة الاجابة على بعض الاسئلة مثل: ما هي الاستراتيجية العسكرية التي اعتمدها السلطان محمود الغزنوي في فتوحاته داخل شبه الجزيرة الهندية وكيف وظّف هذا السلطان انتصاراته في خدمة الفتح الإسلامي وهل يمكن الاستفادة من استراتيجيته العسكرية حتى بتغير الزمان.
أهمية الدراسة
تكمن أهمية هذه الدراسة بالوقوف على مدى امتداد النفوذ الاسلامي في اقاليم الهند ونشر تعاليم الدين الاسلامي والثقافة الاسلامية في الاقاليم الشمالية للهند، حيث كان من نتائج الفتح الغزنوي سيطرة شاملة على اقاليم الهند الشمالية وبعض الاقاليم الوسطى.
الدراسات السابقة
هناك العديد من الدراسات السابقة التي تناولت فتوحات السلطان محمود الغزنوي مثل: خديجة ثلجوم، السلطان محمود الغزنوي عصره وسياسته ومحمد ناظم، السلطان محمود الغزنوي حياته وعصره وعلي محمد فريد، السلطان محمود الغزنوي سياسته ودوره في انتشار.
الاسلام في شبه القارة الهندية وأحمد جوارنه، جهود السلطان محمود الغزنوي في نشر الاسلام السني في اواسط آسيا ايران افغانستان الهند وغيرها من الدراسات. آملا أن تقدم هذه الدراسة اضافة جديدة الى تلك الدراسات.
قيام الدولة الغزنوية:
ظهرت الدولة السامانية إلى الوجود سنة 259هـ/872م عندما أصدر الخليفة العباسي المعتمد" أمراً بتعيين "نصر بن أحمد بن سامان" والياً على جميع بلاد ما وراء النهر، ثم امتدت هذه الدولة لتشمل حكم: خراسان، وسجستان وطبرستان، والري، وكرمان، فضلاً عن بلاد ما وراء النهر، وقد اعتمد السامانيون على الأتراك في تدبير أمور دولتهم، فولوهم المناصب العسكرية والمدنية الرفيعة مما ساعد على علو شأنهم وارتفاع مكانتهم، وكان من أبرز هؤلاء الأتراك الذين كان لهم شأن عند السامانيين "البتكين"، وترقى هذا الرجل في المناصب حتى أصبح حاجباً للحجاب في عهد الأمير"عبد الملك بن نوح الساماني 343-350/954-961 ،"لكن الأمير عبد الملك خشي نفوذ "البتكين" في العاصمة، فعينه قائداً للجيش الساماني في خراسان.
            ولما مات الأمير الساماني "عبد الملك بن نوح" تولى مكانه أخوه "أبو صالح منصور بن نوح" لكن "البتكين" رفض توليته لصغر سنّه وأشار بتولية أحد أبناء الأمير"عبد الملك بن نوح لأنه كان أكبر سناً من عمه، ولأن أولاد الأمير عبد الملك أحق بخلافة أبيهم، فوقعت العداوة بين الأمير منصور بن نوح وبين البتكين، وقد عملت بطانة السوء لدى الأمير نوح على اتساع هوة الشقاق بين الرجلين، وزينوا للأمير نوح استدعاء البتكين وقتله حتى يستتب له الأمر. وكتب الأمير منصور إلى واليه على خراسان بعزل "البتكين" عن إمارة الجيش، وأمره أن يرسله إليه فوراً، وعلم البتكين أن الأمير يضمر له الشر، فخشي الذهاب إليه، كما أنه لم يرد أن يقاتل السامانيين ويخرج عليهم، فقد قال لأتباعه:"اعلموا أنني خدمت السامانيين ستين سنة، وقضيت عمري كله حسن السمعة والفعال، فعلي ألا أفعل ما يشوه سمعتي ويسيء إلي، وأنا على شفا حفرة من القبر".
وخرج البتكين من مدينة بخارى ومعه المال الكافي والجيش المدرب والمعدات اللازمة، كما استدعى رؤساء الجند وناقشهم في محاربة الكفار، وتوجه نحو الهند، وقال لأهل بيته: "إني عقدت العزم على المضي إلى الهند للجهاد، فإن أُقتل تكتب لي الشهادة، وإن يحالفني التوفيق والنجاح ففي خدمة الإسلام وعزته..".
وأرسل الأمير"منصور بن نوح"جيشاً في إثر "البتكين" مكوناً من ستة عشر ألف فارس إلى مدينة"بلخ"، والتقى هذا الجيش مع "البتكين" في منطقة "خُلم" قرب بلخ سنة 351هـ/962م، وانتصر البتكين ومن معه وهزم جيش الأمير "منصور بن نوح" وعاد إلى خراسان. وتابع البتكين سيره إلى الهند عن طريق مدينة "غزنة ، واستولى في طريقه على عدة مدن ورتب أمورها، وعندما أراد اجتياز مدينة غزنة منعه حاكمها الساماني من المرور، فحاصر البتكين المدينة حتى احتلها، واحتل عدة مدن بجانبها مثل:كابل،وبست وغيرها وأضافها إلى غزنة وأقام مملكة خاصة به.
أما الأمير منصور فقد اعترف بالأمر الواقع وبعث إلى البتكين وصالحه: بأن أقره على غزنة مقابل الاعتراف بسلطة الدولة السامانية عليه، بل أخذ يعمل على كسب مودته، فقويت شوكة (1 )  البتكين وتوطد سلطانه، وأصبح قوة لا يستهان به ، لم يهنأ البتكين بملكه طويلاً، فقد استشهد أثناء جهاده في الهند سنة 352هـ/963م، فخلفه ابنه"أبو إسحاق إبراهيم". توفي "أبو إسحاق إبراهيم" بعد سنتين من توليه الحكم دون وريث يصلح لتولي الحكم في غزنة، فاجتمع الأعيان وقادة المملكة وأجمعوا على انتخاب "بلكاتكين" أميراً لهم، وهو قائد تركي كان نائباً لألبتكين في قيادة الجيش وبعد وفاة الأمير "بلكاتكين" سنة 364هـ/975م اختار أهل غزنة لحكم مدينتهم أحد مواطني المدينة واسمه"بيري"، الذي حكم البلاد باسم السامانيين أيضاً، لكنه لم يستطع ضبط الأمور، وانصرف إلى حياة اللهو والشراب، فثار عليه الجنود وخلعوه بعد سنتين من توليه (2  ) الحكم وبعد خلع بيري اجتمع قادة الجيش وقرروا بيعة أحد موالي البتكين وزوج ابنته وهو "سبكْتِكين" أميراً لغزنة (3) ، لما اشتهر به من الشهامة والإقدام، ولما عرفوا عنه من قوة الدين (  4)،وتمام العقل وهكذا وصل سبكْتِكين "إلى عرش غزنة، وتمت له البيعة يوم الجمعة 27 شعبان م977 نيسان 20/هـ366 (5(
واكتسب سبكْتِكين" بحسن سياسته، وبعد همته محبة الرعية وأمراءالبلاد المجاورة، واعترف به الخليفة العباسي "الطائع لله"، ولقبه "ناصر الدولة"، وبعث له الخلعوالهدايا وعقد البيعة، فأصبح حكمه شرعياً، ويعتبر الأمير سبكْتِكين"المؤسس الحقيقي للدولةالغزنوية، وعلى الرغم من استقلاله الفعلي فقد ظل يظهر الولاء والطاعة للسامانيين ويحكم البلاد (6 (باسمهم وحكم "سبكْتِكين"غزنة حوالي عشرين سنة استطاع خلالها، أن يستولي على معظم المناطق المجاورة، وأن يقيم إمبراطورية غزنوية في جنوب غرب آسيا، امتدت من شمال الهند إلى خراسان.
وتوفي الأمير "سبكْتِكين"وقد ترك ثلاثة أولاد هم: محمود وهو الأكبر، إسماعيل، ونصر، وكان من المتوقع أن يخلف محمود أباه في حكم غزنة باعتباره الأكبر، لكن سبكْتِكين" قبيل وفاته استخلف ابنه إسماعيل من بعده وأخذ البيعة له من أمراء ورجال دولته، وربما يعود ذلك أن إسماعيل كان حفيد "البتكين" من ابنته التي كانت تحت "سبكْتِكين"، فأراد الأخير بهذا العمل أن يكرم سيده القديم بتعيين حفيده أميراً  . (7 )
وبلغ خبر وفاة الأمير "سبكْتِكين" إلى ابنه محمود الذي كان في خراسان، فكتب إلى أخيه إسماعيل الذي أصبح أميراً، أن يتقاسما السلطة ويتفقا على أمر معين، لكن إسماعيل رفض عرضأخيه، وعبثاً حاول الوسطاء أن يحلوا المشكلة بين الأخوين.
وصمم محمود على قتل أخيه إسماعيل فسار بجيشه من نيسابور عاصمة خراسان، إلى هراة واستطاع استمالة حاكمها إلى جانبه، ثم سار إلى بست حيث أخاه الأصغر "نصر" واستطاع استمالته إلى جانبه أيضاً، وسار الثلاثة نحو غزنة، واتصل محمود سراً بأمراء جيش إسماعيل، ولم يزل بهم حتى استطاع استمالتهم نحوه، فكتبوا إليه يستدعونه إلى غزنة، ووعدوه بالانحياز  (8 )إليه ونصره في حالة الحرب وجد  محمود السير نحو غزنة، والتقت قواته مع قوات أخيه إسماعيل بظاهر غزنة في ربيع الأول 388هـ/998م، واقتتلوا قتالاً شديداً فانهزم إسماعيل، وتوجه نحو قلعة غزنة واعتصم بها، لكن محمود لحق به وحاصره حتى طلب الأمان واستسلم، فحبسه محمود في بعض القلاع معززاً مكرما يستطيع أن يفعل ما يشاء، ثم تنازل إسماعيل عن الحكم لأخيه محمود، بعد أن دام ملكه (9 )حوالي سبعة أشهر فقط ثم إن محمود الغزنوي دخل في حرب مع الأمير الساماني "عبد الملك بن نوح"، واستطاع الاستيلاء على كل خراسان، ولم يبق بيد الأمير عبد الملك الساماني إلا بلاد ما وراء النهر (10) وحاضرتها مدينة بخارى.
وأراد محمود إعطاء دولته وحدودها الجديدة صفة رسمية من قبل الخلافة العباسية، فأرسل  إلى الخليفة العباسي "القادر بالله" يشرح له أسباب حروبه الأخيرة مع السامانيين، وما استجدبعد استيلائه على خراسان، ويجدد ولاءه وإخلاصه لأمير المؤمنين، وبذلك كسب تأييد الخلافة (11 )العباسية على ما ضمه من أملاك الدولة السامانية.
اهتم أمير المؤمنين العباسي القادر بالله برسالة محمود، فكتب إليه عهداً ولاه بموجبه على: خراسان، الجبال، السند، الهند، طبرستان، وسجستان، ولقبه"يمين الدولة وناصر الملة، نظام الدين، ناصر أمير المؤمنين"، ثم منحه لقب"سلطان"، فكان محمود أول من لقب بالسلطان من حكام المسلمين، وجلس محمود على سرير الملك، ولبس التاج، وأحاط نفسه بمظاهر الأبهة والعظمة أكثر مما فعله السامانيون، وأمر باستعمال لقب "سلطان" في دوائر بلاطه، وسار إلى مدينة "بلخ" مستقر والده "سبكْتِكين" واتخذها داراً لملكه، وهكذا أصبح السلطان محمود من أقوى سلاطين الدولة الإسلامية، ويمين أمير المؤمنين، ودخل عليه الشعراء ومدحوه، وكان من بينهم الشاعر الكبير"بديع الزمان الهمذاني" الذي قال فيه:  أطلت شمس  محمودٍ على أنجم  سامان وأضحى آل بهـرام  عبيداً لابن خاقان  (12)
فتوحات السلطان محمود الغزنوي في بلاد الهند
كان للانحلال السياسي والاجتماعي والفوضى العقائدية والاستبداد الاقتصادي لممالك الهند الشمالية، الباعث الرئيس وراء حملات الدولة الغزنوية العسكرية على بلاد الهند، ويعترف اكثر من مؤرخ هندي بمرور الاوضاع الهندية في ظروف لا يمكن أن ينفع معها أي جهد للإصلاح والتجديد، لذلك يقول المؤرخ الهندي باندي (Pandey" :(لا غرابة أن اتخذ الاتراك الغزنويون من هذه الظروف ذريعة لتحقيق أهدافهم ومخططاتهم، ليؤسسوا على أنقاضها امبراطورية اسلامية (13 ) كبيرة" فتح المسلمون القسم الأكبر من إيران زمن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولم يتقدموا إلى أبعد من "مكران" إلا زمن الخليفة معاوية بن أبي سفيان إذ وصلوا بلاد السند، ثم (14)  تقدموا بعد ذلك حتى استولوا على" قندهار وكابل"، ووقفوا عند هذا الحد وفي عام 92هـ/711م أذن الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك لعامله على العراق "الحجاج بن يوسف الثقفي " بإرسال حملة إلى الهند، فأرسل الأخير القائد"محمد بن يوسف الثقفي"ففتح سائر بلاد السند، وسار حتى بلغ حدود بلاد كشمير، وفي عهد الخليفة العباسي أبو جعفر (15 )المنصور دخلت كشمير تحت الحكم الإسلامي ومما لا شك فيه أن الوجود الإسلامي في السند وما جاورها من بلدان، قد ساعد الدعاة المسلمين على نشر الإسلام في بلاد الهند كلها، حتى إنه لم تكد تمضي بضع عشرات من السنينعلى فتح السند حتى دخلت أعداد كبيرة من الهنود في دين الله أفواجا، وساهم بعضهم في نشر (16 )الثقافة الإسلامية والدين الإسلامي في بلاد الهند، وظهر فيهم الكثير من العلماء .واستأنف المسلمون فتوحاتهم في بلاد الهند في النصف الأخير من القرن الرابع الهجري، إذ بدأ الأمير سبكتكين الغزنوي مؤسس الدولة الغزنوية غزواته إلى الهند واعتبر ذلك جهاداً في سبيل الله، وحقق بعض النجاحات في ذلك. ولما توفي سبكتكين خلفه ابنه السلطان محمود، فسار على نهج أبيه فغزا الهند خلال فترة حكمه سبع عشرة مرة حتى خضع له شمال شبه القارة الهندية. وكان السلطان محمود الغزنوي يرى في غزواته للهند الجهاد الأكبر، وكان يهدف من تلك الغزوات إلى نشر الإسلام في تلك البلاد، وإعلاء شأن المسلمين، ولذلك فرض على نفسه غزو الهند كل عام، ومما ساعده على ذلك قرب عاصمته"غزنة"من بلاد الهند الشمالية، ووقوعها على (17) قمة الهضبة الإيرانية التي تشرف على بلاد الهند.
            وقد ورد في المصادر التاريخية أن السلطان محمود الغزنوي رفع راية الجهاد المقدس في حروبه مع ملوك الهند، وأن مجموع الغزوات التي شنّها ضد الهند تجاوزت الخمس عشرة حمله، (18) أولها عام 391هـ/1000م، وآخرها عام 416هـ/1026م كان في معظمها قد حقق انتصارات متلاحقة، وبدا حريصاً على نشر الدين الاسلامي السني وسط الهنود، وظل يستثمر انتصاراته المتلاحقة هناك حتى سيطر سيطرة تامة على شمال الهند، بما فيها اقليم كشمير والكجرات، وبذلك يحقق السلطان الغزنوي انجازات في مسيرة الفتوحات الاسلامية لم يحققه غيره من (19 )الفاتحين المسلمين، فجعل الهند وشعبها جزءاً هاماً من حضارة العرب والمسلمين
السلطان محمود وملك جيبال
بعد أن فرغ السلطان يمين الدولة من أمر سجستان أحب أن يغزو الهند، غزوة تكون كفارة له لما كان منه من قتال المسلمين، فأعد السلطان جيشاً كبيراً من الجنود النظاميين والمتطوعة (20 )يقدر باثني عشر ألف فارس وثلاثين ألف راجل، وسار نحو بلاد الهند عسكر السلطان محمود بقواته حول مدينة "بشاور" وهناك أتاه ملك الهند "جيبال" في جمع كثيف من الجند، والتقى الجيشان عند بشاور في المحرم من سنة 392هـ/ 1001م، وصبر الفريقان فلما انتصف النهار انهزم الهنود وقتل منهم خلق كثير، وأُسر الملك جيبال والعشرات من جنوده، وغنم المسلمون أموالاً جليلة، وجواهر نفيسه. وفتح المسلمون جزءاً كبيراً من بلاد الهند أوسع من بلاد خراسان، ثم إن السلطان محمود أطلق سراح الملك جيبال بعد أن فادى نفسه بمال كثير وخمسين ألف رأس من فيلة الحرب، وبعد(21) أن فرغ السلطان من أمر جيبال سار إلى مدينة"ويهند"فحاصرها وقاتل أهلها حتى فتحها غزو بهاطية في عام 395هـ/1004م غزا السلطان يمين الدولة مدينة "بهاطية"من أعمال الهند وراء مدينة الملتان، وكان صاحبها يعرف باسم "بجير"، وهي مدينة حصينة عالية السور، يحيط بها خندق عميق، مشحونة بالمقاتلة والعدد وكان صاحبها مغترا بكثرة جنوده وأفياله، ويظهر عدم المبالاة بالسلطان محمود وجيشه. وصل السلطان إلى بهاطية وحاصرها، وخرج "بجير" بجيشه إلى ظاهر البلدة فقاتل المسلمين ثلاثة أيام ثم هزم في اليوم الرابع، وأسرع بجيشه نحو المدينة ليدخلها لكن المسلمين سبقوه إلى باب البلدة فملكوه قبله، وأعملوا السيف في الهنود حتى هزموهم.
وأما "بجير" فقد هرب مع جماعة من خاصة جيشه إلى رؤوس الجبال، فبعث السلطان سرية في طلبه فلم يشعر بهم إلا وقد أحاطوا به وحكَّموا السيف في أصحابه فقتلوا الكثير منهم، فلما أيقن بجير أنه مقتول لا محالة، أخذ خنجراً كان معه فقتل به نفسه، وأقام السلطان محمود ببهاطية مدة حتى أصلح أمرها، ثم استخلف عليها من يعلّم أهلها قواعد الإسلام وأمور الدين،وعاد إلى غزنة .(22)
غزو الملتان
علم السلطان يمين الدولة أن "أبا الفتوح" أمير الملتان باطني يعتقد بمذهب القرامطة، وأنه يدعو أهل ولايته إلى اعتقاده وقد تبعه كثير منهم، فعزم السلطان على غزوه وتأديبه وتخليص الناس منه. وفي عام 396هـ/1006م سار السلطان نحو الملتان، فرأى الأنهار التي في طريقه كثيرة الزيادة، عظيمة المدد، وبخاصة نهر السند، فلم يستطع العبور والوصول إلى هدفه، فأرسل إلى"أنندبال"ملك البنجاب يطلب الإذن بالعبور من بلاده إلى الملتان،لكن الأخير رفض طلب (23) السلطان فعزم السلطان على مقاتلة ملك البنجاب لأنه رفض طلبه بالعبور من بلاده، وقال: "نجمع بين غزوتين"، ودخل السلطان بلاد البنجاب وقاتل ملكها وهزمه، وأكثر القتل في أصحابه،  (24 )واستولى على أمواله، ففر أنندبال إلى أن وصل إلى منطقة كشمير ولما سمع "أبو الفتوح" والي الملتان بخبر إقبال السلطان عليه، وأيقن بعجزه عن الوقوف بين يديه والثبات أمامه، أخذ أمواله، وأخلى الملتان، وفر إلى جزيرة "سرنديب" أو سيلان، (25 )فدخل يمين الدولة الملتان، وقاتل أهلها حتى انتصر عليهم، وفتح المدينة عنوة غزوة كواكير بعد أن فرغ السلطان محمود من فتح الملتان سار إلى قلعة "كواكير"، التي كان يملكها الملك "بيدا" ففتحها السلطان، وحطم وأحرق أصنامها الستمائة، فهرب "بيدا" واعتصم بقلعة معروفة له تسمى "كالنجار" وهي حصن منيع يتسع لخمسمائة ألف إنسان، وعشرون ألف دابة، (26) وخمسمائة فيل، والحصن مملوء بالأقوات التي تكفي كل هذا الحشد لفترة طويلة ولما استولى السلطان محمود على قلعة "كواكير" أعاد النظام والأمن إليها، واستخلف عليها من يثق به، وانطلق في أثر الملك "بيدا" إلى قلعة كالنجار فوصل القلعة وحاصرها أكثر من أربعين يوماً حتى طلب حاكمها "بيدا" الصلح، فصالحه على خمسمائة فيل، وثلاثة آلاف مناً من الفضة، ولبس الملك الهندي خلعة السلطان، وشد منطقته، وقطع إصبعه "الخنصر"، وأنفذها (27 )للسلطان توثقةً للصلح بينهما، وعاد السلطان يمين الدولة إلى خراسان
التحالف الهندي
ولما رأى الهنود انتصارات السلطان محمود في بلادهم وتهديده لاستقلالهم عقدوا العزم على التحالف ضده، والوقوف يداً واحدة أمام الخطر الزاحف، وفي حماس بالغ حشدوا جيوشهم (28 )بأرض البنجاب استعداداً للمعركة الحاسمة ضد السلطان.
وفي سنة 398هـ/1007م عبر السلطان محمود نهر السند، والتقى في منطقة "ويهند" الواقعة في البنجاب بجيش جرار يتألف من تحالف خمسة ملوك هنود بقيادة "أبرهمن أنندبال" حفيد الملك الهندي "جيبال"، ودارت معركة حامية الوطيس بين الطرفين، وفي النهاية استطاعت قوات السلطان هزيمة التحالف، ففر قائد التحالف وتبعه سائر الأمراء والجيوش، (29) فاستولى السلطان على عتاد وذخائر وكنوز الجيش الهندي وتتبع السلطان محمود أثر الملك الهندي "أبرهمن أنندبال" وتوغل في بلاد الهند حتى أدركه عند بلدة "شط ويهند" على شاطئ نهر السند، ودار بينهما قتال عنيف انتهى بهزيمة الهنود ففروا مع ملكهم إلى قلعة "بهيم" الواقعة على رأس جبل عال في مدينة "نغير" السندية، فحاصرهم السلطان أياماً حتى طلبوا الأمان، فملك المسلمون الحصن وغنموا ما فيه، وانفرط عقد (30 )التحالف الهندي .
غزوة تارين
وفي عام 400/1009 قام السلطان محمود الغزنوي بغزوة أخرى إلى الهند، وهاجم منطقة"تارين"واستولى عليها، وحطم أصنامها، واستسلم أميرها وخضع للسلطانفتح ناردين في أوائل فصل الشتاء من عام 404/1013 سار السلطان يمين الدولة إلى الهند بجيش كثيف، وتوغل في بلاد الهند مسيرة شهرين، حتى وصل مدينة "ناردين"، فسمع به ملك الهند فأعد جيشاً عظيماً واستنفر من استطاع من الهنود، فكثر جمعه، وقاتل المسلمين، واشتد القتال وعظم الأمر، ثم نصر الله المسلمين، وهزم الهنود، وفتح المسلمون"ناردين" (31)
غزوة تانشير
سمع السلطان يمين الدولة أن حاكم تانشير الهندي غال في الكفر والطغيان، وأن بتلك الناحية فيلة من نوع "الصيلمان" المشهورة في الحروب، فعزم على تأديب الملك، والاستيلاء على الفيلة.
وفي عام 405هـ/1014م سار السلطان قاصداً تانشير، ومعه حشد كبير من الجنود والمتطوعة، واجتاز السلطان بجيشه الصحاري والقفار حتى وصل مقصده، وحمل الجند الغزنوي على أهل "تانشير" حملة عنيفة من جميع الجهات، فانهزم الهنود لا يلوون على شيء، وغنم المسلمون ما معهم من أموال وفيلة، ودخلوا تانشير فاتحين، وترتب على هذا الانتصار أن دان (32) للمسلمين إقليم البنجاب بأكمله، وأصبح الطريق إلى سهول الهند ممهداً أمامهم.
غزو كشمير
في سنة 407هـ/1016م عزم السلطان محمود الغزنوي على غزو كشمير، فاجتمع إليه جند كثير فضلاً عن عشرين ألفاً من المتطوعة، وسار بهم نحو الهند فلما بلغ مشارف كشمير جاءه صاحب درب كشمير "جنكي بن شاهي وشهي" فأقر له بالطاعة وأسلم على يديه، وسار أمامه (33 )يدله على دروب الهند ومسالكها.
وواصل السلطان زحفه يستولي على القلاع المنيعة، والولايات الفسيحة حتى بلغ "حصن هودب" ونظر ملك هودب من أعلى حصنه فرأى من العساكر السلطانية ما أفزعه ودب الرعب في نفسه، فعلم أنه لا ينجيه إلا الإسلام، فخرج إلى السلطان في عشرة آلاف رجل ينادون (34) بكلمة الإخلاص ويعلنون إسلامهم طلباً للنجاة، فقبل السلطان منهم ذلك.
ثم سار السلطان إلى قلعة "كلنجد" وكان صاحبها من أعيان ملوك الهند وشياطينهم، والطريق إلى بلاده مليء بالأشجار الكثيفة الملتفة، وبها طريق صعبة لا يمكن اجتيازها إلا بشق الأنفس، ومما زاد في تلك المشقة أن ملك "كلنجد" نشر جنوده وفيلته على أطراف بلاده يناوشون الجيش السلطاني ويمنعونه من الوصول إلى القلعة الرئيسة ريثما يتجهز الملك وجنوده  لكن السلطان يمين الدولة أحبط تلك المحاولة بأن ترك أمام الجنود من يتصدى لهم ويشغلهم، وسلك بسائر جيشه طريقاً مختصره إلى الحصن، وفاجأ حاميته، فلم يشعر ملك كالنجد إلا والسلطان فوق رأسه فأسقط في يده فهرع لمقاتلة السلطان، واشتبك معه في قتال عنيف، ولم يطق الجيش الهندي الصبر على حر السيوف الغزنوية فولوا منهزمين والسيوف تحصدهم من خلفهم، حتى لقوا نهراً عميقاً فاقتحموه لينجوا من الموت فغرق أكثرهم وتفرق جيشهم، وقيل أن عدد القتلى والغرقى كان قريباً من خمسين ألف مقاتل، ولما ذاق الملك الهندي ذل الهزيمة، ورأى ما حل به من المصائب عمد إلى زوجته فقتلها ثم قتل نفسه بعدها، وغنم المسلمون أمواله،(35 )وملكوا حصونه.
ثم توغل السلطان في بلاد الهند حتى وصل بيتاً للعبادة حصيناً، مقاماً على أحد الأنهار، يحتوي على عدد كبير من الأصنام، أشهرها خمسة من الذهب الأحمر مرصعة بالجواهر، وكان في البيت ستمائة وتسعون ألفاً وثلاثمائة مثقال من الفضة، فأخذ السلطان كل ذلك وأحرق باقي المتاع (36 )والأواني التي وجدها في البيت.
فتح قنوج
ثم سار السلطان نحو"قنوج"فوصلها في شهر شعبان من سنة407 هـ/1017م، فلما سمع به حاكمها الملك "راجيبال" فر من البلاد حتى عبر نهر"الكنك"أو نهر الغانج، وهو نهر عظيم يقدسه (37 )الهنود ويرون أنه من الجنة، وأن من ألقى نفسه فيه طَهر من الآثام واستولى السلطان محمود على قنوج وضواحيها، وعلى ما تحويه من حصون وكان فيها سبع قلاع مشرفة على نهر الكنك، وكان في تلك البلاد عشرة آلاف بيت للأصنام يزعم الهنود أنها بنيت منذ مائتي إلى ثلاثمائة ألف سنة، وأنهم لا زالوا يقدسونها منذ تلك الأيام، وأباحها السلطان لعسكره فاستولوا على ما بها من (38 ) كنوز وجواهر.
تحالف هندي آخر
لما فتح السلطان يمين الدولة "قنوج" وهرب صاحبها راجيبال، أرسل الملك "بيدا" ملك منطقة "كجوراهة" وكان من أعظم ملوك الهند مملكة وأكثرهم جيشاً، رسلاً إلى "راجيبال" يوبخه على انهزامه وإسلام بلاده للمسلمين من دون قتال، ويحرضه على حرب السلطان، ويبدو أن الكلام بينهما قد تطور مما أدى إلى التنازع والخصام، فأخذ كل منهما يعد لقتال الآخر والإيقاع به، وأخيراً زحف كل منهما إلى صاحبه واقتتلا قتالاً عظيماً وأسفرت المعركة عن مقتل "راجيبال" (39( والي قنوج وأتى القتل على معظم جنده، وانهزم الباقونأما "بيدا" فقد ازداد طغياناً وجبروتاً، وذاع صيته وعلا شأنه بين ملوك الهند، والتف حوله عدد من الملوك الذين هزمهم السلطان يمين الدولة وأخذ بلادهم، واجتمعوا في خدمته بعد أن وعدهم بتحرير بلادهم من المسلمين، ورأوا فيه خير من ينصرهم في معركة التحرير هذه، فشكل تحالفاً بينه وبين هؤلاء الملوك المهزومين المتشوقين للعودة إلى بلادهم، وأخذت قوات التحالف تنتظر اللحظة المناسبة للانقضاض على قوات السلطان وتدميرها واسترجاع بلادهم. ولما علم السلطان يمين الدولة بنبأ هذا التحالف، لم يقف مكتوف اليدين إزاء هذا الخطر، بل سار إليهم في عام 409هـ/1018م، على رأس جيش كبير، وتوغل في بلاد الهند وعبر "نهر الكنك" الذي لم يعبره من قبل، فلما جازه بلغه أن أحد ملوك الهند واسمه "بروجيبال" قد سار بجيشه يقصد الملك "بيدا" لينضم لقوات التحالف، فلحق به السلطان حتى أدركه في الرابع عشر من شهر شعبان 409هـ/1018م واقتتلوا طيلة النهار، فجرح "بروجيبال" ثم انهزم ومن معه، وكثر فيهم القتل والأسر، وغنم المسلمون أموالهم ومتاعهم، وما يزيد على مائتي فيل، وسار المسلمون يقتفون آثارهم ثم أن "بروجيبال" أرسل إلى يمين الدولة يطلب الأمان فلم يؤمنه ولم يقنع منه إلا (40) بالإسلام، فسار "بروجيبال" ليلحق "ببيدا"، فانفرد به بعض جنوده وقتله.
ولما رأى ملوك وأمراء الهند عدم جدوى مقاومتهم للسلطان محمود الغزنوي ومدى قوة جيشه أرسلوا رسلهم إليه طالبين عقد الصلح، وإعلان الطاعة والولاء، واستعدادهم لدفع الجزية  (41 )السنوية التي يقررها عليهم، فقبل منهم ذلك ودخلوا في طاعته.
ثم سار السلطان يمين الدولة يطلب الملك "بيدا" فلحقه وقد نزل إلى جانب أحد الأنهار، وأفاض الماء بين يديه حتى صار وحلاً، وترك عن يمينه وشماله طريقاً يبساً يقاتل منه إذا أراد، وكان يملك جيشاً كبيراً يقدر بمائتي ألف مقاتل، وحوالي سبعمائة فيل، فأرسل السلطان يمين الدولة طائفة من عسكره للقتال فأخرج "بيدا" مثلهم، ولم يزل كل جيش يمد أصحابه بالرجال حتى كثر الجمعان، واشتبك الجيشان، وكثر الضرب والطعان حتى أدركهم الليل فكفوا عن القتال وفي الصباح بكر السلطان في الإغارة على معسكر "بيدا" فرآهم قد أجلوا عن ديارهم، وانهزمت كل طائفة منهم في طريق، فغنم المسلمون أموالهم وسلاحهم، وتتبعوا آثار المنهزمين في الغياض والآجام فأكثروا فيهم القتل والأسر ونجا"بيدا"وحيداً طريداً، وعاد يمين الدولة إلى غزنة عزيزاً (42 )منصورا.
فتح سومنات
تُعد معركة سومنات  416 (Somnath)  ه  ـ/1027م، من المعارك الفاصلة ليس في تاريخ الدولة الغزنوية فحسب، وإنما في تاريخ الحضارة العربية الاسلامية ايضا؛ اذ كانت معركة المصير لتاريخ الهند الذي حوله الفاتح الغزنوي لصالح دولته وصالح العرب والمسلمين، اذ شكلت هذه المعركة اختراقاً خطيراً لأهم المراكز العقائدية الهندية، مما ترتب على سقوطها انهيار باقي المدن والأقاليم الهندية على ايدي المسلمين (43 )
واجه السلطان الهنود بثلاثين الف فارس، وعشرين الف جمل محملة بالمؤن والميرة والماء والأسلحة، وقد بذل الهنود اموالا طائلة ليترك لهم صنم سومنات بعدما ايقنوا بالهزيمة، الا أن السلطان رفض طلبهم، وأوقع في صفوف الهنود خسائر بشرية ضخمة، وحطم صنم سومنات -
سنأتي على ذكر اهميته وقدسيته عند الهنود- واحرق بعضه، واخذ قطعاً منه الى مدينة غزنة
وجعله عتبة الجامع، هناك وقبض على مجوهرات تزيد قيمتها على عشرين الف دينار، (عشرين مليون (44)_
ويذكر الجورجاني أن السلطان محمود كسر هذا الصنم الى أربعة أقسام، قسم جعله لعتبة المسجد الجامع في غزنه، وقسم لعتبة قصر السلطان، والقسمان الآخران ليصاحبهما الى مكة والمدينة (45)
كان للهنود صنم يسمونه "سومنات" وهو من أعظم أصنامهم، يقدسونه ويحجون إليه كلما خسف القمر، ويجتمع عنده أحياناً ما يزيد على مائة ألف إنسان، ويزعم الهنود أن الأرواح إذا فارقت الأجساد اجتمعت إليه فينشئها هو فيمن يشاء على مذهب التناسخ، وأن المد والجزر الذي يحدث عنده هو عبارة عن عبادة البحر حسب استطاعته لهذا الصنم. وكان الهنود يحملون إلى هذا الصنم الهدايا الثمينة، ويعطون سدنته المال الوفير، وقد أوقفوا على هذا الصنم أكثر من عشرة آلاف قرية، واجتمع في البيت الذي هو فيه من نفيس الجواهر ما لا يحصى قيمته، ولأهل الهند نهر يعظمونه غاية التعظيم، يلقون فيه عظام من يموت من كبرائهم، ويعتقدون أنها تُساق إلى جنة النعيم.
وبين هذا النهر وبين "سومنات" مائتا فرسخ، وكان يحمل من مائه كل يوم إلى "سومنات" ما يغسل به، ويكون عند "سومنات" من البراهمة كل يوم ألف رجل لعبادته وتقديم الوفود إليه، وثلاثمائة رجل يحلقون رؤوس زواره ولحاهم، وثلاثمائة رجل وخمسمائة قينة يغنون ويرقصون على باب الصنم. (46 )
وكان الهنود يعتقدون أنه كلما حطم السلطان محمود الغزنوي صنماً في غزواته على الهند فإن سومنات غير راض عن هذا الصنم، ولو كان راضياً عنه لأهلك من قصده بسوء(47) فلما بلغ ذلك يمين الدولة عزم على غزو "سومنات" وتحطيمه، ظناً منه أن الهنود إذا فقدوه ورأوا كذب إدعائهم الباطل دخلوا في الإسلام(48)
استخار السلطان يمين الدولة الله عز وجل، وسار من غزنة في العاشر من شهر شعبان 416هـ/1025م في ثلاثين ألف فارس من عساكره سوى المتطوعة وسلك طريق "الملتان" فوصلها منتصف شهر رمضان من السنة نفسها (49) ، ثم تابع السلطان سيره جنوباً مخترقاً صحراء قاحلة جرداء مترامية الأطراف هي "صحراء ثار"، وهي من أكبر صحاري الهند، فلما اجتازها رأى في طرفها حصوناً مشحونة بالرجال والمقاتلة، ففتحها ودمر أصنامها،واستولى على ما فيها من الطعام والماء اللازمين لرجاله في هذه الغزوة.
ثم توجه السلطان إلى "سومنات" فلقي في طريقه عدة حصون فيها الكثير من الأوثان قد جعلها الهنود بمثابة الحجاب والنقباء لسومنات، فقاتل من بها من الرجال وهزمهم، وفتح تلك القلاع وخربها، وحطم أصنامها، وتابع السلطان سيره نحو مفازة جرداء قليلة المياه، فلقي فيها عشرين ألف مقاتل من سكانها المتمردين الذين لم يدينوا بالطاعة والولاء لأحد ولا حتى لملك سومنات، فأرسل السلطان إليهم السرايا فقاتلوهم وهزموهم وغنموا أموالهم وتزود المجاهدون المسلمون من الميرة (الطعام) والماء الذي عندهم  . (50)
            ووصلت جيوش السلطان "سومنات" يوم الخميس منتصف شهر ذي القعدة سنة 416هـ/1025م فرأى حصناً منيعاً مبنياً على ساحل البحر بل قد اقترب منه حتى بلغته أمواجه، وأهل الحصن قد تسلقوا الأسوار يتفرجون على المسلمين كيف سيهلكون، فقد كانوا واثقين أن معبودهم الذي بداخل الحصن سيقطع دابر المسلمين الغزاة ويهلكهم عن آخرهم. فأراح السلطان جيوشه حتى اليوم التالي، وفي صبيحة الجمعة زحف بجيشه إلى الحصن،
وقاتل من به فرأى الهنود من المسلمين قتالاً لم يعهدوا مثله، ففارقوا الأسوار إلى داخل الحصن، فنصب المسلمون عليه السلالم وصعدوا إليه وهللوا وكبروا وأعلنوا شعار الإسلام، واشتد القتال، وعظم الخطب، واستمات الهنود في القتال والدفاع عن معبودهم، وتقدمت جماعة من الهنود إلى سومنات فعفروا وجوهم في التراب، وبكوا، وسألوه النصر، واستمر القتال على أشده حتى أدركهم الليل فكف كل منهما عن الآخر.
فلما كانت صبيحة السبت السابع عشر من ذي القعدة بكر إليهم المسلمون، وحملوا على الأعداء حملة رجل واحد، وأكثروا فيهم القتل حتى أجلوهم عن المدينة، فلجأوا إلى بيت الصنم، فقاتلوا على بابه أشد القتال، وكانت الفرقة منهم تدخل على الصنم فيعتنقونه، ويبكون ويتضرعون إليه، ثم يخرجون ويقاتلون إلى أن يقتلوا، ثم تدخل الفرقة الثانية ويفعلون الفعل نفسه، وهكذا حتى كادوا يفنون جميعاً ولم يبق منهم إلا القليل، فدخلوا البحر وركبوا في مركبين لينجوا بأنفسهم، فأدركهم المسلمون فقتلوا البعض وغرق البعض الآخر، وقد بلغ عدد قتلى الهنود في هذه الغزوة خمسين ألف رجل عدا الجرحى والمفقودين(51)                    ودخل السلطان البيت الذي فيه الصنم "سومنات"، فإذا به بيت مبني على ست وخمسين سارية من الساج المصفح بالرصاص، وسطح البيت مصفح بالرصاص كذلك، ويتدلى من السطح أربع عشرة رمانة من الذهب الخالص تلوح عن بعد كالشمس، والصنم مصنوع من حجر طوله خمسة أذرع، وحوله عدد من الأصنام المصنوعة من الذهب والفضة تحت سقفه المرفوع إشارة إلى أنها ملائكة حول عرشه، وكان يغطي الصنم الأكبر غشاء من الحرير مرصع بالذهب الخالص فيه تماثيل من أجناس الحيوانات المختلفة، ويعلوه تاج مرصع من اليواقيت الثمينة. (52)  
نظر السلطان يمين الدولة إلى الصنم فرآه متدلياً من سقف البيت وليس له قائمة تدعمه من الأسفل، ولا علاقة تمسكه من الأعلى، فتعجب السلطان والمسلمون من ذلك. والتفت السلطان محمود إلى أصحابه وقال لهم: ماذا تقولون في أمر هذا الصنم ووقوفه في الهواء دون عمود يحمله أو علاقة تمسكه؟ فقال بعضهم: إنه علِّق بعلاقة ثم أخفيت عن الأنظار. فأمر السلطان شخصاً أن يذهب إليه برمح ويدور به حول الصنم من جميع الجهات، ومن أعلاه ومن أسفله ليتأكد من وجود العلاقة، ففعل الرجل ولم يعثر على شيء. وقال آخر: إني أظن أن القبة من حجر المغناطيس والصنم من الحديد، والصانع دقيق في صنعته، وقد راعى تكافؤ قوة المغناطيس من الجوانب بحيث لا تزيد قوة جانب على الجانب الآخر فوقف الصنم في الوسط كما تلاحظون، فوافقه قوم وخالفه آخرون. ثم قال الرجل للسلطان: ائذن لي رفع حجرين من رأس القبة ليظهر ذلك، فأذن له السلطان. ذهب الرجل فرفع الحجرين فاعوج الصنم ومال إلى أحد الجوانب، فما يزال الرجل يرفع الأحجار والصنم ينـزل حتى وقع على الأرض (53)
كانت هذه حيلة من رجال الدين الهنود ليخدعوا عامة الناس، ويوهموهم أن هذا الصنم إله فيسيطروا بذلك على عقولهم، ويضمنوا طاعتهم العمياء، ويبتزوا أموالهم. وأراد السلطان أن يحطم ذلك الصنم، فجاء الهنود ورجوه أن يكف عن ذلك، وبذلوا له الأموال الطائلة ليترك لهم هذا الصنم الأعظم، ولكن بدون جدوى، فوسطوا بعض أمراء السلطان لينقذوا الصنم، فذهب هؤلاء وأشاروا على السلطان بأخذ الأموال وإبقاء الصنم لأصحابه. فقال السلطان لأمرائه: اتركوا هذا الأمر حتى أستخير الله عز وجل. فلما أصبح السلطان قال: "إني فكرت بالأمر الذي ذكر، فرأيت أنه إذا نوديت يوم القيامة أين محمود الذي كسر الصنم؟ أحب إلي من أن يقال الذي ترك الصنم لأجل ما يناله من الدنيا". ثم أمر السلطان فأضرمت النار تحت الصنم حتى لان وتكسر، فوجد عليه وفيه من الأموال واللآلئ والذهب والجواهر النفيسة ما ينيف على ما بذلوه له أضعافاً مضاعفة. (54) ثم أمر السلطان فأحرقت القلعة التي كان فيها الصنم، وحملت أجزاء من قطع الصنم، ومما كان عليه من ستائر ثمينة وجواهر نفيسة وعرضت في بلاد المسلمين، وحمل السلطان بعض قطع حجارة الصنم وجعلها في عتبة جامع غزنة ) 55.(
أغضب احتلال "سومنات" ملوك الهند فأعدوا العدة لمقاومة السلطان، وورد الخبر إلى السلطان أن "بهيم" صاحب مدينة "أنهلوارة" قد جمع جنوده وقصد قلعة في البحر بينها وبين "سومنات" أربعون فرسخاً تسمى "كندهة" فسار إليه من "سومنات"، فلما حاذى القلعة رأى رجلين من الصيادين فسألهما عن خوض البحر فأرشدوه إلى الطريق، وقالا له: إذا تحرك الهواء قليلاً غرق من في البحر، فاستخار السلطان الله عز وجل ثم خاض البحر هو ومن معه، فخرجوا جميعاً سالمين، ولما سمع بذلك "بهيم" أخلى القلعة وفر إلى مكان آخر.
ثم أن السلطان محمود قصد مدينة "المنصورة"، وكان حاكمها قد ارتد عن الإسلام، وأعد العدة لمحاربة السلطان، فلما بلغه مسير السلطان يمين الدولة إليه أخلى المنصورة وهرب إلى بعض الغياض واحتمى بها، فقصده السلطان من موضعين وأحاط به وبمن معه، وقاتله فَقَتَل أكثر جنوده وغرق منهم الكثير، ولم ينج منهم إلا القليل، واستولى السلطان على "المنصورة"، وأخضع حاكمها لنفوذه ثم سار السلطان إلى "بهاطية" فقدم أهلها له الولاء والطاعة، فرحل عنهم إلى غزنة فوصلها في العاشر من صفر سنة 417هـ/1026م (56)
والواقع أن غزوة"سومنات"تعتبر أشهر غزوات السلطان في الهند، إذ دمر فيها المركز البراهمي في سومنات، وتزعزعت عقيدة الهنود بهذا الصنم، فما عادوا يصدقون زعم البراهمة أن سومنات غير راض عن الأصنام التي يحطمها السلطان" عندما كان يفتح بلداً أو يكسر صنماً، فها هو سومنات يتحطم أمام أعينهم ولا يستطيع حراكاً مما جعلهم يفكرون جدياً بالدين الجديد، هذا فضلاً عن استسلام بلادهم للسلطان بعد ذلك .(57) .
ويمكن إجمال أهم نتائج فتح سومنات بما يلي:
1 .خلقت حالة من التوازن الاستراتيجي للدولة الغزنوية، التي بذلت جهودا مضاعفة في توطيد
سلطتها في الاقاليم الواقعة في اسيا الوسطى وإيران.
2 .منحت الدولة الغزنوية مزيداً من الاستقرار والسيادة والهيبة في الشرق.
3 .كانت سبباً وراء انضمام الهنود بشكل كبير الى الدين الجديد الذي حمله معهم الفاتحون
الغزنويون.
4 .سيطرت الدولة الغزنوية على أكثر المواقع الهندية خصوبة والمتمثلة في أراضي البنجاب .(58)
فتح مدينة نرسي
لم يفتر السلطان محمود عن توجيه غزواته إلى الهند طيلة حياته، حتى في مرضه، ففي عام 421هـ/1030م أرسل نائبه على بلاد الهند "أحمد بن ينال تكين" في حملة عسكرية إلى مدينة "نرسي" بالهند، تلك المدينة العظيمة التي لم يصلها جيش للمسلمين قط، ومعه مائة ألف فارسوراجل، فتوغل في بلاد الهند وأخذ يفتح البلدان في طريقه، وينهب، ويخرب، حتى وصلها فإذا هي مدينة متسعة جداً طولاً وعرضاً، وكانت من أكثر بلاد الهند خيراً ومالاً، بل قيل أنه لا يوجد مدينة أكثر منها مالاً ورزقاً مع كفر أهلها وعبادتهم للأصنام، فقد كانت المدينة إحدى حواضر الهنود ومحل إقامة بعض ملوكهم.
ودخل المسلمون البلد من أحد جوانبها وهو سوق العطارين والجوهريين، واستباحوه يوماً كاملاً من الصباح إلى المساء، ولم يستطيعوا أن يستولوا على كل ما فيه من أنواع الطيب، والمسك، والجواهر، واللآلئ، واليواقيت مع أنهم أخذوا من الأموال والتحف والأثاث ما لا يحد ولا يوصف حتى قيل أنهم اقتسموا الذهب والفضة بالكيل،كل هذا كان يجري في أحد جوانب المدينة وباقي سكان المدينة لا يشعرون بما يحدث   . (59)
ولما حل المساء لم يستطع المسلمون المبيت في جانب المدينة الذي دخلوه، ونظراً لكثرة عدد سكان المدينة فخرجوا من البلد ليكونوا آمنين على أنفسهم وما حملوه من متاع. وفي الصباح أراد المسلمون أن يدخلوا المدينة مرة أخرى، فقاتلهم أهلها فلم يستطيعوا دخولها فعادوا إلى رحالهم (60)
حول فتوحات السلطان محمود الغزنوي في بلاد الهند توغل السلطان محمود الغزنوي في بلاد الهند سبع عشرة مرة على مدى سبع وعشرين عاماً، فغزا لاهور والملتان، ودخل كشمير، وفتح قنوج، فكان أول من نشر الإسلام في هذه البلاد على نطاق واسع، وعاد بأموال كثيرة، على أن معظم فتوحات السلطان محمود الهندية تلك التي استولى فيها على "الكجرات" ودخل سومنات مخترقاً إليها صحراء محرقة مهلكة، هي "صحراء ثار" التي لم يجرؤ "الإسكندر المكدوني" قبله على دخولها، وحطم الصنم الأعظم بسومنات وحرقه (61)
ويعد اقتحام السلاطين الغزنويين لهذه البلاد بداية الفتح الإسلامي الجدي لها، فقد حول هذا الفتح أكثر من مائة مليون من الهنادكة من عقائدهم القديمة وهي عبادة الأوثان ونحوها إلى دين الإسلام، وحولهم عن لغاتهم وفنونهم القديمة إلى لغات وفنون المسلمين. (62)
وكانت هذه الفتوحات بداية النفوذ الإسلامي في قلب شبه القارة الهندية، وقد انتهز السلطان يمين الدولة فرصة تمزق وتجزئة منطقة شمال الهند وانقسامها إلى عدة دويلات، فكان يهاجم تلك الممالك ويحتل المدن، ويزيل الدول، ويحطم الهياكل والأصنام، ويسوق أعداداً كبيرة من الأسرى إلى بلاد الإسلام .( 63 )  
فقد استطاع السلطان محمود أن يجعل من"البنجاب"ولاية إسلامية قاعدتها مدينة "لاهور"ويحكمها ولاة مسلمون من قبل الدولة الغزنوية. وهكذا تعتبر الدولة الغزنوية أول دولة إسلامية في الهند، ومن المعروف أن هذه الأقاليم الهندية الشمالية التي انتشر فيها الإسلام مثل: السند، البنجاب والبنغال، تشكل الآن ما يسمى"دولة باكستان الإسلامية"          .(64)
وقد ساعدت عدة عوامل على انتشار الإسلام في بلاد الهند: ففضلاً عن شخصية السلطان محمود وانتصاراته الرائعة، فقد لقي الدين الإسلامي ترحيباً كبيراً من الطوائف الهندية الفقيرة والمسحوقة، المنبوذة، والمحتقرة، من قبل حكامها الذين ينتسبون إلى الطبقات الغنية، فاعتنق هؤلاء الدين الإسلامي، دين المساواة والعدل الذي رفع من شأنهم،وأعلى منـزلتهم.
كذلك انتشر الإسلام بين الهنود بفضل جهود العلماء المسلمين، والفقهاء والوعاظ وما قاموا به من جولات ورحلات داخل الهند بهدف نشر الدين الإسلامي، ولما كان الغزنويون مسلمين سنة فقد اعتنق الهنود الإسلام على المذهب السني وحذوا حذو غزاتهم في ولائهم للمذهب السني(65 )
والواقع أن السلطان محمود حدد أهدافه في فتح بلاد الهند، وهي: الجهاد في سبيل الله، ونشر الإسلام، وليس جمع المال والثروة، والأدلة على ذلك كثيرة منها: رفضه الأموال الطائلة مقابل تركه الصنم "سومنات"، إذ قال لهم كلمته المشهورة" إن محمود محطم الأصنام لا بائعها" (66) .
  الخاتمة
تحدثنا في هذا البحث"فتوحات السلطان محمود الغزنوي في بلاد الهند"عن قيام الدولة الغزنوية، وعن وصول السلطان محمود الغزنوي إلى الحكم، ثم تحدثنا بالتفصيل عن فتوحات السلطان محمود في بلاد الهند ثم ذكرنا عدة ملاحظات عن هذه الفتوحات، ومن خلال هذا البحث
نستطيع أن نخرج بعدة نتائج منها:
- أن الدولة الغزنوية كانت أول دولة إسلامية قامت في بلاد الهند، وكان لها الفضل الكبير في نشر الإسلام في منطقة الهند الشمالية وهي: السند، البنجاب، والبنغال، التي تشكل الآن دولتي باكستان وبنغلادش، ثم كان لهذه الدولة الفضل في نشر الإسلام ببقية أرجاء شبه القارة الهندية.
- إن الدين الإسلامي كان يلاقي ترحيباً واضحاً بين السكان الهنود، وبخاصة بين الطبقات المنبوذة والمسحوقة لأنه دين المساواة والعدل والمحبة والسلام، فإذا أردنا نشر الإسلام في العالم فعلينا أن نتمسك بمبادئه وأفكاره، التي قامت على تلك المبادئ السامية.
- لاحظنا أن من أسباب انتشار الإسلام بين الهنود كان بفضل جهود العلماء والفقهاء والوعاظ المسلمين، وما قاموا به من جولات ورحلات داخل الهند لنشر هذا الدين، وهذا يؤكد لنا أهمية دور العلماء والمفكرين في نشر الإسلام أو أية أفكار ومبادئ جديدة في المجتمعات، وبالتالي يتبين لنا أن عمل هؤلاء العلماء بما يحملونه من أفكار أهم من دور الفاتحين العسكريين للبلدان الجديدة. تبين لنا من هذا البحث أن السلطان محمود الغزنوي كان الحاكم العادل، والفارس المجاهد
النشط الذي يعمل لخدمة إسلامه وعقيدته، ومثالاً للحاكم النشط العالي الهمة الذي لا ينام ولا ينيم، بل كان متحركاً في كل اتجاه لنشر معتقداته وأفكاره، فقد غزا بلاد الهند سبع عشرة غزوة، كما كان مثالاً للرجل المتمسك بأفكاره ومعتقداته ويرفض أن يتنازل عنها مهما كانت النتائج، فقد رفض قبول الأموال مقابل الإبقاء على"صنم سومنات"وقال:.. أحب أن ينادى علي يوم القيامة أين محمود الذي كسر الصنم لا أن ينادى أين محمود الذي أبقى الصنم لأجل ما يناله من الدنيا.
فإذا أردنا أن ننشر عقيدتنا وأفكارنا لا بد لنا من النشاط والحركة والهمة والعاليـة ، ثـم لا بـد لنا من التمسك بهذه الأفكار والمعتقدات مهما كلفنا ذلك من ثمن.
Sultan Mahmoud Al-Ghaznawis Consequent in India
(998-1030 AD)
Omer Saleh Al-omari, Department of History, Yarmouk University, Irbid, Jordan.
Abstract
The study discussed the Sultan Mahmoud Al-Ghaznawi bin sobktkeens Consequent in India (998-1030AD), as the lands of the Ghaznawia state were famous in his era, This state expanded to the Binjab, lands till reaching Al-dekeen hills, this sultan defeated all the Indian kings. His name was honored by many great works such as spreading Islam in India, as well as his religious, cultural and social effect and transferring Indian states into Islamic ones. He became one of the great Islamic heroes with the title of conquer.
Keywords: Mahmoud Al-Ghaznawi. India. Spreading Islam. Consequents.
المرجع: الميداني، محمود عصام، الأطلس التاريخي للعالم الإسلامي، دار دمشق للتوزيع والطباعة، ط1 1995.ص٣١

الهوامش
 شهدت هذه المدينة بدايات تكوين الدولة الغزنوية ومولد السلطان محمود الغزنوي، تقع في
 قلب المرتفعات الافغانية، قرب نهر "هلمند" غرب مدينتي كابول وجلال اباد. للمزيد انظر:
The Encyclopaedia of Islamic, edited by, B.lewis, Ch. Pellat And j. Schacht, volume II , LIDEN E.J. BRILL, London 1965, pp 1043.,
(1 العمادي، محمد حسن، خراسان في العهد الغزنوي، مؤسسة حمادة للخدمات والدراسات الجامعية، إربد / الأردن، 1997م، ص 28
(2 العمادي، محمد حسن، المصدر نفسه، ص 29-30.
(3 للمزيد عن قيام الدولة الغزنوية وتطورها، راجع الموسوعة العربية الميسرة، ج17 ،مؤسسة اعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، ط1 ،الرياض 1996م، ص106-107 .ومحمد غربال، الموسوعة العربية الميسرة، ج2 ،دار الشعب، القاهرة 1965م، ص1256-1257؛ الموسوعة التركية:
Longworth Dames, "Gazneliler" Islam Ansiklopdisi 4. Cilt Istanbul Milli Egitim Bakanligi Basimevi, pp 442-448.
(4 الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان، (ت 748/(1374 ،سير أعلام النبلاء، تحقيق شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1983م. ج17 ،ص 483-495.
(5 عدوان، أحمد محمد، موجز في تاريخ دويلات الشرق الإسلامي دار عالم الكتب للنشر والتوزيع، الرياض، 1410/1990 .ص 124
(6 الخواجة، نظام الملك الطوسي، (ت 485 /1092 (سياست نامة. سير الملوك، ترجمة يوسف بكار، دار الثقافة، الدوحة، 1987م، ص 157.
 (7) Nazim: The Life and The times of mohmud Of Ghazna , With aforward by the late sir Thomas Arnold , Cambridge , 1931 p.38.
(8  ابن خلدون، عبد الرحمن، العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، دار الكتاب اللبناني، بيروت، 1958م، ج4 ،ص477-478
(9   ابن خلكان، أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر (ت 681/1282 (وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، تحقيق إحسان عباس، دار صادر، بيروت، 1977م، 5/175 -182م
. (10ابن خلدون، المصدر السابق، ج4 ،ص471.
 (11 بارتولد، فاسميلي فلاديميرفتش، تركستان من الفتح العربي إلى الغزو المغولي، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، 1401/1981 ،.تركستان، ص 404-405م

(12 ابن العماد الحنبلي، أبو الفلاح عبد الحي، (ت 1089/1678 (شذرات الذهب في أخبار من
ذهب، ج، دار الكتب العلمية، بيروت، بدون تاريخ. ص126-127. انظر خريطة الدولة الغزنوية في ملحق رقم (1(
(13 جوارنه، أحمد، جهود السلطان محمود الغزنوي في نشر الاسلام السني في اواسط اسيا، ايران، افغانستان والهند (387-422هـ) (988 -1030(م، مجلة مؤتة للبحوث والدراسات، المجلد الحادي عشر، العدد الثاني، 1996 ص138؛ ,india mdival erly, Pandy Allahabad, 1960, pp15-16 إحدى ولايات أفغانستان اليوم.
(14 العصفُري، خليفة بن خياط بن أبي هبيرة الليثي (ت240/856 (تاريخ خليفة بن خياط، تحقيق أكرم العمري، دار القلم، بيروت، 1977 ،ص 205-206.
(15 البلاذري، أحمد بن يحيى بن جابر بن داود، فتوح البلدان، تحقيق رضوان محمد رضوان، المكتبة التجارية الكبرى، القاهرة 1959م، ص 480-484.
(16 الساداتي، أحمد محمود، تاريخ الدول الإسلامية بآسيا وحضارتها دار الثقافة للطباعة والنشر، القاهرة، 1979م، ص 58.
Encyclopedia Of Islam , Ghazna , Leiden ,1965, Vol.2.p.155 (17)
(18 جوارنه، أحمد، جهود السلطان، ص138.
(19 جوارنه، أحمد، المرجع نفسه، ص139.
(20 ابن الأثير، أبي الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني
)ت 630/1232 (،الكامل في التاريخ، دار الكتاب العربي، بيروت، 1403/1983 ،ج7، ص213.
(21 ابن الأثير، المصدر نفسه، ج7 ،ص214.
(22 ابن الوردي، زين الدين عمر بن مظفر (ت 749/1348 ،(تاريخ ابن الوردي، دار الكتب .308/1 ،1996/1417 ،بيروت، العلمية
 (23ابن خلدون، المصدر السابق، ج4 ،ص482.
(24 ابن الأثير، المصدر السابق، ج7 ،ص 228
(25 شاكر، محمود، التاريخ الإسلامي. الدولة العباسية، المكتب الإسلامي، بيروت، 191ص، 6ج،1985/1405
 (26 ابن خلدون، المصدرالسابق، ج4 ،ص482.
(27 ابن الأثير، المصدر السابق، ج7 ،ص228.
(28 حسن، إبراهيم حسن، تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والاجتماعي، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، 1984م، ج3 ،ص90.
(29 حسن، إبراهيم حسن، المصدر نفسه، ج3 ،ص91.
(30 ابن خلدون، المصدر السابق، ج4 ،ص484.
(31 الفقي، عصام الدين عبد الرؤوف، الدول الإسلامية المستقلة في الشرق، دار الفكر، القاهرة،
.124-123 ص. م1987
(32) Habib: Sultan Mohmud Of Chaznin. New Delhi , Muslim University , Agra , 1951. P. 45.
 (33 ابن خلدون، المصدر السابق، ج4 ،ص489.
(34  ابن الأثير، المصدر السابق، ج7 ،ص275.
(35 الفقي، عصام الدين عبد الرؤوف، المصدرالسابق، ص 28 -29.
Lane Pool: Medieval India Under Mohamedan Rule , Newyork , 1963. P.24  (36
(37 ابن الأثير، المصدر السابق، ج7 ،ص283.
(38 ابن خلدون، المصدر السابق، ج4 ،ص490 .
(39 ابن الأثير، المصدر السابق، ج7 ،ص301
(40 ابن الأثير، المصدر السابق، ج 7 ،ص301 -302.
(41 العتبي، أبو النصر محمد بن عبد الجبار (ت 428/1036 (تاريخ اليميني. شرح المنيني، القاهرة، 1286هـ. ج2 ،ص301 -302.
(42 ابن الأثير، المصدر السابق، ج7 ،ص302.
(43 (جوارنه، أحمد، جهود السلطان، ص140.
(44 جوارنه، أحمد، المرجع نفسه، ص139 ،للمزيد انظر: دائرة المعارف البريطانية، ط11، 1911م.
 (45 البيهقي، محمد بن حسن، تاريخ البيهقي، نقله للعربية عن الفارسية يحيى الخشاب وآخرون،
Al- juzjani, Tabgat- i- Nasiri. Vol 1, New delhi 1970. P82؛286ص، م1982 بيروت
 (46 ابن الأثير، المصدر السابق، ج7 ،ص316-317.
(47 العتبي، تاريخ اليميني، ج2 ،ص304 -307.
Morel: Ashort History Of India , London , 1996.. P. 143 (48)
(49 ابن الأثير، المصدر السابق، ج7 ،ص320-321.
(50 الفقي، عصام الدين عبد الرؤوف، المصدر السابق، ص 30-31.
(51 ابن الأثير، المصدر السابق، ج7 ،ص321.
(52 ابن ظافر الأزدي،جمال الدين أبي الحسن علي (ت 613/1216 (أخبار الدول المنقطعة. تاريخ الدولة العباسية، تحقيق محمد الزهراني، مكتبة الدار، المدينة المنورة، .261 -260 ص. 1988/1408
 (53 القزويني، زكريا بن محمد بن محمود، آثار البلاد وأخبار العباد، دار صادر، بيروت، بدون
تاريخ، ص 95 -97.
(54 ابن كثير، أبو الفداء الحافظ الدمشقي (ت 774/1372 (،البداية والنهاية، دار الكتب العلمية بيروت،
.25-24ص، 12ج.، 1985/1405 ،
(55  الفقي، عصام الدين عبد الرؤوف، المصدر السابق، ص 30-32.
(56  ابن الأثير، المصدر السابق، ج7 ،ص321.
(57  ابن خلكان، أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر (ت 681/1282 (وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، تحقيق إحسان عباس، دار صادر، بيروت، 1977م. 2/84-85.
(58 الجوارنة، أحمد، ص112 .الهند في ظل السيادة الاسلامية، مؤسسة حماددة للنشر، اربد
.112ص، 2006
(59 ابن كثير، المصدر السابق، ج12 ،ص30.
 60( ابن الأثير، المصدر السابق، ج7 ،ص345-346.
(61 ابن الأثير، نفس المصدر، ج7 ،ص345 -346.
(62الساداتي، أحمد محمود، تاريخ الدول الإسلامية بآسيا وحضاراتها، ص 30-33.
(63 إيلسيف، نيكيتا، الشرق الإسلامي في العصر الوسيط، ترجمة منصور أبو الحسن، مؤسسة دار التراث الحديث، بيروت، 1406/1986 ،ص 311.
(64 العبادي، أحمد مختار، في التاريخ العباسي والفاطمي، دار النهضة العربية، بيروت،
.157-156 ص.، م1971
(65 أرنولد، سير توماس، الدعوة إلى الإسلام، ترجمة حسن إبراهيم وزميله، مطبعة الدجوي،
القاهرة، 1970م، ص314.
(66) Majumdar R.C: An Advanced History Of India, Agra, 1974PP.103-104.







مواضيع ذات صلة
الإسلام, الأعلام المسلمة, الأعلام،, التاريخ الأسلامي, الغزنويات, القضايا الوطنية الهندية, الملوكيات, تاريخ الهند,

إرسال تعليق

0 تعليقات