ادعمنا بالإعجاب

تراث مسلمي مليبار في اللغة العربية وآدابها


مجلة ملبار مجلة عربية سنوية تصدر عن قسم اللغة العربية في كلية السيد بوكويا التذكارية الحكومية، بيرنتالمنا كيرالا، الهند: 679322 البريد الإلكتروني: majallamalabar@gmail.com

بقلم: د/ عبد الجبار. ن
علاقات العرب مع مليبار
كيرالا هي البقعة الأولى في الهند التي وطأتها أقدام العرب، وهي تعتبر البوابة الرئيسيّة التي دخلوا منها. وكانتلها علاقة تجاريّة وثيقة بالبلاد العربيّة منذ قديم الزمان، ودخل الإسلام في كيرالا بواسطة تجّار العرب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. وفي رأي الشيخ زين الدين المخدوم الثانى أن الإسلام على أوثق روايات التاريخ وشواهده الساطعة وصل هنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه، وانتشر في القرن الأول الهجرى. ويذهب بعض المورّخين إلى أن هذه العلاقة كانت منذ عهد سليمان عليه السلام. وكان أهل مليبار يذهبون ببعضائعهم التجارية إلى الأسواق العربية مثل عكاظ وغيرها. وازدهرت هذه التجارة إلى أن صارت هذه البضائع الهندية مألوفة متوافرة في الأسواق العربية قبل الإسلام. وكان خشب التيك (الساج) من هذه الصادرات منذ الأزمنة القديمة وظل على ذلك عبر العصور الوسطى.
وكان الخشب يستعمل في الغالب لبناء البيوت والسفن. وكانت السيوف الهندية مما يستورد من الهندبكميات كبيرة. وكانت الهند تصدر أيضًا الفضة وغيرها من المعادن. وكان الماس والحجارة البلورية من الأحجار الثمينة التى تصدرها أيضًا. وكان ساحل مليبار مشهورًا بالفلفل والزنجيل والصندل وتمرالهند وحب الهال والفرفرة والكافور وخشب الصبر والعطور.وكانت المانجة والبرتقال والحامض والكريب وجوزالهند وغيرها من الفواكه المعروفة بين العرب. وبيت امرئ القيس المشهور في معلقته خير دليل لهذه العلاقة التجارية مع العرب.
" ترى بعر الآرام في عرصاتها       وقيعانها كأنه حب فلفل"
واستوطن العرب التجار سواحل كيرلا للتجارة والدعوة الإسلامية وتزوجوا من نسائها. وهم الذين أطلقوا على هذه البقعة اسم "مليبار"، وكانت إذ ذاك مزدحمة بسكان متدينين بأديان مختلفة. وكانت الهندوكيون أجناسًا حتى يختلف بعضها عن الآخر في العقائد والتقاليد والعبادات: وهذه الطبقات استوطنتها في القرون المختلفة قديمًا، ولما دخلت عليها الأديان الخارجية مثل اليهودية والمسيحية والإسلام اعتنقوها.
"والهندوكيون اعتنقوا دين الإسلام في عصور مختلفة وامتزجت ثقافتهم وحضارتهم بتقاليد العرب وعاداتهم. واستقبلوا العرب ودين الإسلام استقبالا حارًّا. فتراث مسلمي كيرالا عربي خالص".[1] وكنتيجة طبيعية لهذه العلاقات الوطيدة تسارع انتشار اللغة العربية ورواجها فتوغلت فيها العربية وترعرعت في تربتها الخصبة.
إن العلاقات الودية بين أهل مليبار وتجار العرب فتحت آفاق جديدة لتبادل الأفكار والخواطر وتفاهم الثقافات واللغات. واعتبرت اللغة العربية قبل قدوم الإسلام لغة تجارية بين الشعبين ونالت قبولاً حسنًا. دخل الناس في الدين الجديد أفواجًا ولجأوا إلى واحة الحرية والمساواة في الإسلام من دينهم الذي كان يقسمهم على فئات وطبقات. وقد كانت دراسة اللغة العربية مرتبطة بالعامل الديني. فشرع الإسلام يسير مع اللغة والثقافة العربية جنبًا إلى جنب منذ بزوغ قمر الإسلام في الديار المليبارية ومنذ بدأ الأهالى يدخلون إلى حظيرة الإسلام. وجدت اللغة العربية مجالاً واسعًاحيث كانوا يدعون ويصلون ويقرأون القرآن بها. وليس من شك أن فهم العربية يساعد على فهم الإسلام فهمًا جيدا، ويصعب فصل العربية عن الإسلام حيث إن عباداته المفروضة لابد أن نؤدي بالعربية فقط.
بدأ العلماء من جزيرة العرب يفدون إلى سواحل مليبار لنشر اللغة العربية والثقافة الإسلامية مع الدين الحنيفة في طول البلاد وعرضها وأدوا خدمات جليلة في هذا الصدد. أسرة الباعلوية ببليفتن وأسرة البخاري بشاوكات وأسرة الجفري بكاليكوت وأسرة الشيرازي بنادابورام وأسرة البافقية بكويلاندي وأسرة المخدوم أو المعبري بفوناني وغيرها من الأسر العربية استوطنت في كيرالا. وانتشرت اللغة العربية والثقافة العربية واختلطت بسجايا أهل هذه البقعة وبطبائعهم حتى كاد العلماء منهم أن يعترفوا بمزية الإسلام ويمتدحوها. وفي ظل هذه العلاقات المتبادلة تكونت لدي أهل مليبار ملكة لغوية قوية بحيث تمكنوا من تحرير آرائهم ونظم أشعارهم وتأليف كتبهم باللغة العربية الفصيحة. وقد تناولوا في اللغة العربية كل ألوان العلم والمعرفة. وكان منهم علماء مجبولون وكُتاب موهوبون وشعراء لسن ينتجون في اللغة العربية. إن الحقائق التاريخية تشير إلى أن اللغة العربية بلغت أوجها في عهد الساموديري " ملك كاليكوت" ورسالة الملك البرتغالي التي أرسلها إلى الملك الساموديري بواسطة واسكودي غاما كانت في اللغة العربية.
إن اللغة العربية وثقافتها أثرت في مواطن كيرالا ولغتهم المحلية – المليالمية- تأثيرًا عميقا كما أثرت على لغات هندية أخرى. تسربت العربية إلى اللغة المليالمية وامتزجت بها ودخلت الآلاف من الألفاظ العربية إلى اللغة المليالمية. ومن تأثير أن وجدت لغة خاصة تسمى عربي مليالم. واللتى سادت بين المسلمين في كيرالا حتى كانوا يألفون الكتب ويقرضون الشعر فيها. وكان عدد كبير من الأدباء والشعراء يألفون الكتب الشرعية حتى ترجمة القرآن الكريم فيها. واستخدم النصارى أيضا هذه اللغة وسيلة لنشر دينهم وثقافتهم. إن الكتب والمخطوطات ودواوين الشعر التى ألفها المسلمون في عربي-مليالم تزيد على خمسمائة : وهذه الكتب لم تقتصر على العلوم الشرعية بل تضمنت كل فن من فنون الأدب حتى القصص والروايات. ومن قبيل هذه المؤلفات القديمة "محي الدين مالا " في مدح عبد القادر الجيلاني من تأليف محمد القاضي الأول. [2]
المخدومون
إن تعليم اللغة العربية المخدومون في الأقطار غير الناطقة بها يكون دائمًا مرتبطًا بشكل أو بآخر بالإسلام، والحالة في مليبار غير مختلفة. إن المخدومين لعبوا دورًا فعّالاً في إحياء اللغة العربية ونشرها. وجاهدوا في سبيله جهادًا عنيفًا مع نشاطاتهم الإسلامية والإصلاحية وصنفوا كتبًا قيمة مؤثرة في اللغة العربية. وكان لمؤلفاتهم صدى عظيم في العالم الإسلامي، وبرعوا في علوم مختلفة وأتقنوا فيها إتقانًا. وللشيخ زين الدين المخدوم الثاني[3]، عده كتب قيمة باللغة العربية، ومنها: " الأجوبة العجيبة عن الأسئلة الغريبة"، "وإرشاد العبادإلى سبيل الرشاد"، "وقرة العين بمهمات الدين" و"فتح المعين بشرح قرة العين"، و"إحكام أحكام النكاحِ" و"الجواهر في عقول أهل الكبائر"، و "مختصر شرح الصدور في أحوال الموتى والقبور" للإمام السيوطي، و"المنهج الواضح بشرح إحكام أحكام النكاح"و "الفتاوى الهندية" و" كتاب" تحفة المجاهدين في بعض أخبار البرتغاليين" وهو أهم ما كتبه و أشهره بلا منازع.
ومن تأثيرات المباشرة لهذا الكتاب وقوف المسلمين في طليعة المناضلين لتحرير البلاد وإجلاء المستعمرين عنها. وهذا الكتاب وثيقة تاريخية في شؤون الإسلام و المسلمين في مليبار وبخاصة في عهد الاحتلال البرتغالي. وقد بنى الشيخ زين الدين المخدوم مسجدًا جامعًا في بلدة فنان وأراد أن يكون هذا الجامع مركزًا لنشر الدعوة الإسلامية واللغة العربية وآدابها بين أهالي مليبار. وقام بالتدريس فيه كبار أساتذة العلوم الإسلامية والعربية من داخل الهند وخارجها مثل الشيخ شهاب الدين أحمد بن حجر الهيتمي، والشيخ زين الدين بن عبد العزيز، (حفيد زين الدين الأول)، وكان هذا الجامع مركزًا علميًا تخرج منه عدد كبير من العلماء في العلوم الإسلامية. تم أسست المدارس في أنحاء مليبار. وكان من أهم أهداف الدراسة في المدارس العربية تخريج الأئمة والدعاة. ويرجع الفضل إلى المخدومين في توارث العلوم الإسلامية بمليبار جيلاً بعد جيل وانتاشرها الواسع المدى بين جمهور المسلمين. ومن أهم جوانب زين الدين الثاني أنه لم يكن مدرسًا منزويًا في حجرة الدرس، مشتبكا مع القضايا العلمية المعقدة فحسب، بل كان قائدًا سياسيًا محنكا، يهمه ما يهم الأمة المسلمة التى يعيش بينها ولذلك نرى أنه يقف في وجه الاستعمار البرتغالي وقفة الجبال الراسيات، ويبذل ما في وسعه لطرد المحتلين وإجلائهم عن أرض الوطن، وصنف لهذا الغرض النبيل كتابه" تحفة المجاهدين"، يدعو ويستحث فيه المسلمين للانتفاضة الشعبية باسلة ضد المعتدين، ويلهب به روح الجهاد والتضحية في نفوس المسلمين. ويتصل بالسلاطين المسلمين في الهند وخارجها ويراسلهم ليقفوا إلى جانب المسلمين وحاكمهم السامري في حروبهم ضد البرتغالىين: وقد قاد كثير منهم حركات المقاومة الفعالة والثوارت المسلحة بمقدرة وشجاعة، ومنهم من قُتل شهيدًا ومنهم من شنق ومنهم من نفي إلى أندمان وغيرها من الجزر المهجورة.
وكتابه "فتح المعين" كان من الكتب المقررة في المنهج الدراسي في كيرالا، وجاوا، وسينغا فورا، ومصر وفي الدول العربية، وشرحه وعلق عليه علماء العرب مثل"حاشية ترشيح المستفيدين" للإمام العلامة السيد علوي بن أحمد السقاف شيخ زين الدين الأول:" مرشد الطلاب" و " سراج القلوب" وشمس الهدى" و " تحفة الأحباء" و " إرشاد القاصدين" وهداية الأذكياء إلى طريق الأولياء".
والمسلمون في هذا العهد كانوا متمسكين باللغة العربية و يدرسون الكتب الدينية والأحكام النحوية في دروس المساجد، وعلى هذا يقول الشيخ أبو الحسن علي الحسني الندوي في كتابه "المسلمون في الهند": و"وللمسلمين في جنوب الهندمدارس (كيرلا، ومليبار") ونشاط كبير في نشر التعاليم الديني والمدني وتأسيس المدارس الدينية العربية والكلمات الإسلامية، ويمتاز أهل مليبار في ولاية كيرالا بشغفهم باللغة العربية وتمسكهم بها، ولهم مدارس منتشرة في المديريات والمدن الكبيرة وما يتبعها من القرى، تعلم فيها اللغة العربية. وعلماء هذه المنطقة أقدر على اللغة العربية منهم على أردو اللتى هي لغة الشعب الإسلامي في الهند، حتى يحتاج زائر من الشمال إلى التفاهم معنى عن طريق اللغة العربية". [4]
أنجبت مليبار شعراء بارزين بخل بمثلهم الزمان، وافتخرت بهم على الولايات الأخرى. ومن بعض الدواوين الشعرية "هداية الأذكياء إلى طريق الأولياء" للشيخ زين الدين المخدوم الأول، و"نفائس الدرر" ومقاصد النكاح" و"صلى الإله" لعمر القاضي الولينكوتى؛ و"فتح المبين" و"إليكم أيها الإخوان" لشاعر كاليكوت محمد القاضي الأول. و"فتح المبين": هذه قصيدة تذكارية في 537 بيت للواقعة المهمّة التي احتلّ فيها المسلون ومقاتلو "ناير" والقائد البحري كنج على مركار قلعة المعسكر البحري البرتغالي بشاليم ثم هدموها بعد الاستيلاء عليها. لا بد من دراسة مثل هذه الكتب العربية المخالفة للإمبراطورية وإضائتها وإعادة عرضها للأضواء، فهي حاجة العصر. وهذه مسئولية تاريخية لا سيما في هذا الوقت الذي يرفع فيه بعض الناس عقيدتهم بالأسئلة عن حب الوطن لقوم ضحوا أنفسهم من أجل هذا البلد. فهذا النوع من الكتب يكون متشجعا لمواجهة فلسفة الاستعمار الجديد، بجانب ما يشير إلى اهتمام مسلمي كيرالا باللغة العربية واعتنائهم بها. تجدر الإشارة بهذا الصدد إلى المؤلفات الكثيرة شعرًا ونثرا في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، ووصف حليته وشمائله وسيرته وغزواته التي أثرت المكتبة العربية في هذه المنطقة. وقد أفاض الشاعر القاضي محمد الأول في وصف الملك السامودري ومدحه لأعماله الجليلة ومساندته للمسلمين، وإن كان على كفره. وله أشعار جميلة رائعة تنوف على خمسة عشر شعرًا، ومنها: " إلى كم أيها الإنسان" و " الفتح المبين"، و " مرثية على الشيخ عثمان لبي القائلي"، و "مقاصد النكاح" و" الفرائض الملتقط"، يقول الشاعر في الشعر إلى كم أيها الإنسان":
إلى كم أيها الإنسان
على التسويف والنسيان

وتزهو الصفو والغفران
وتعصى ربك الرحمن

ولا تغتر عن الدنيا
لما فيها من العليا

وما الدنيا سوى الرؤيا
إذا فكرت يا إنسان


 "تحريض أهل الإيمان على جهاد عبدة الصلبان" قصيدة تائية في 135 بيت للشيخ زين الدين بن على المعبري، [5] تصف القصيدة الأمة في مليبار إبان الاحتلال البرتغالي، وهي تلبية تلقائية لمقتضى حال المسلمين في مليبار تحت وطأة الاحتلال البرتغالي البغيض والاضطهادات التى يعرض لها المسلمون، أطفالاً، وشيوخًا، ورجالاً، ونساء: والهوان الذي استشعروه، حيث لا ركن شديدا يلجأون إليه، ولا سلطان قديرا يحتمون به. يقول المؤرخون" إن أهمية هذه القصيدة لا تمكن في أنها أول وثيقة تاريخية تتناول مرحلة مصيرية في تاريخ المسلمين في مليبار [6] يحرض الشاعر في هذه القصيدة المسلمين على جهاد ضد البرتغاليين المستعمرين قائلا:
رباط بيوم في سبيل إلهنا
لأفصل من دنيا ومال بجملة

وعينان لا تغشاهما النار من لظى
فعين بكت من خشية الله عزه

وعين تبيت الليل تحرس العدى
رجاء تواب الله من خير يقظة

وإن جميع البر في جنب غزوة
لنقطة ماء في البحار الزخيرة

"القصيدة العمرية في المدائح النبوية" معروفة باسم "صلى الإله"، ألفها القاضي عمر بن على الولينكودي تحتوي على 24 مخمسة رائعة.[7] يقال أنه أنشدها عند باب الروضة المشرفة بالمدينة المنورة بكل إخلاص حتى سالت الدموع من عينيه. وما أن فرع من إنشادها حتى فتحت له أبواب الروضة فرآها وقرت منها عيناه. ومطلع هذه القصيدة:-
صلى الإله على بن عبد الله ذي

خلق بنص الله كان عظيما

فظا غليظا لم يكن بل لينا

برا رؤوفا بالمؤمنين رحيما

صلوا عليه وسلموا تسليما
وللقاضي عمر عدة قصائد ومنها: قصيدة  في مدح النبي صلى الله عليه وسلم تحتوي على 38 بيتًا و"قصيدة ألف العاصي". ومرتبتان، على القاضي محي الدين بن على المتوفي عام 1853 م ومرثبة على السيد علوي بن محمد مولوي الدويلة المشهور بالسيد علوي المنفرمي المتوفى عام 1839 م[8]  وله " نفائس الدرر"، قصيدة تحتوي على 645 بيتًا في مدح النبي صلى الله عليه وسلم. و"مقاصد النكاح" قصيدة تحتوى على أحكام النكاح، وله أيضًا قصيدة تسمى "لاح الهلال" والتى تحتوى على 25 بيتا في مدح النبي صلى الله عليه وسلم. واستعمل فيها الشاعر الحروف المهملة فقط.
"الهمزية النبوية" للقاضي أبوبكر بن محي الدين الكالكوتي[9] المتوفى  سنة 1883م قصيدة مشههورة  في مدح النبي صلى الله عليه وسلم تشتمل على 58 بيتافي قافية الهمزة. وله عدة قصائد ومنها" التشوق إلى زيارة الروضة المشرفة"، ومرثية على والده في 80 بيتا، ومرثية على أساتذهعبد القادر بن عمر لبي القايلي تتضمن 59 بيتًا، ومرثبة على أخيه محمد بن محي الدين تحتوي على 29 بيتًا، وفي ذكر آبائه الكرام له قصيدة تشتمل على 55 بيتًا. وله قصيدة أخرى في وداع رمضان وهي في 30 بيتًا.
الشيخ ثناء الله مكدي تنغل (1848-1912) من الرجال الذين قاموا بتجديد الدين وإجيائه. وكان من الكتاب والباحثين الكبار. أعاد إلى المسلمين همتهم وعزتهم. ونشر بعض الجرائد ومنها:" تحفة الأخبار" و "هداية الأشرار"
فضيلة الشيخ جاليلاكت كنج أحمد مسليار (1866-1919) من الدعاة إلى التعديل والتغيير في المنهج الدراسي. اهتم بالتعليم الإسلامي اهتمامًا بالغًا. وهو معروف كمؤسس المدارس والمؤسسات التعليمية في مليبار. وله عدة كتب في مجال التربية والتعليم مثل" تعليم القرآن"، وكتاب الصرف". الشيخ ماهين حمداني المتوفى سنة 1922 م. بذل الجهود الجبارة لتوحد صفوف المسلمين وحاول محاولات جادة في حل المشكلات القائمة بين الأفراد والأسر والجماعات. وألف كتابا قيما في هذا الصدد وسماه " ألفة الإسلام".
الشيخ عبد القادر الفضفري:- ولد عبد القادر بن يوسف سنة 1895 م بقرية فضفرم في مقاطعة ملابرم. وكان والده عالمًا كبيرًا وشاعرًا قديرًا. وحفظ القرآن الكريم من أبيه وتعلم مبادئ العلوم العربية والفقهية والدينية منه، ورافقه في الأسفار العلمية والدرسية في مساجد كيرالا المختلفة. وكان عبد القادر الفضفري عالمًا كبيرًا وقديرًا على اللغة العربية وآدابها. وكان يساهم في خدمة الدين والعلم بخطباته وكتابته إلى أن وافاه الأجل سنة 1956 م، وله مؤلفات عديدة مثل:-
جواهر الأشعار، ومجمع الفؤاد، سهل الصبية في مدرسة القاسية، تحفة الصبيات، مجموع الفتاوي، وحاشية على تخميس بانت سعاد، ديوان الأشعار العربية، خير الدارين، قصيدة لامية، وحاشية على شرح قطر الندى.
محمد أبو الكمال الكاديري: هو محمد بن حسن المعروف بأبي الكمال، ولد بقرية ميلموري القريبة من ملابرم سنة 1906 م. بعد الدراسة الابتدائية اتصل بالدروس المسجدية في شتى أنحاء كيرالا، ثم التحق بالكلية العربية الباقيات الصالحات ببيلور سنة 1929. ثم التحق مدرسًا في المسجد الجامع بشافكات، وبفرنتلمنا، وبترور، وبفرفننغادي، وبأمانور، وبموكم وفي الكلية العربية نور الهدى بكانجيرافلى. وكان رئيس التحرير "المجلة البيان" الصادرة من فرفننغادي تحت أهل السنة والجماعة. ومن قصائده" تائية كمالية" ويذكر فيها اختلاف المسلمين وعدم إلفتهم وعدم عنايتهم بلب الدين. مطلع القصيدة:
المسلمون كأنهم في الوصلة
مرصوص بنيان شديد المنعة

أو جسم شخص إن أصيب ببعضه
يبقى حزينا كله بالسهدة

قد كنت في دهر كثيرا القدرة
كم يبق شيء فيه غير خايعة

الناس في اللذات دنيا زانهم
حب الفنا والجاه رغم حقيقة

قد كان نصب العين منهم درهما
فالدين عندهم قليل مثابة


وله قصائد أخرى مثل " مرثية على والده" والمراثي على الشيخ شهاب الدين الشالياتي" وعلى المولوي كنجيدو الفادرمني" وعلى " المولوي أحمد الشعراني" على " عبد الرحمن الفضفري[10] " وعلى " شهداء أو مانور" ومدح الشيخ على أحمد.
محي الدين الألوائي: كاتب  شهير الذي كان مشتغلابالمساهمات العلمية والدينية والأدبية والدعوية في كيرالا وخارجها حيث أسس كلية "أزهر" في بلدته وعميدًا لكلية الدعوة وأصول الدين بشاندابرم. ولا شك أنه عاش حياة مليئة بالنشاطات العلمية والدعوية والأدبية إلى أن وافاه الأجل سنة 1994م. وله مقالات بحثية محققة كثيرة في المجلات المختلفة ومؤلفات عديدة ومنها:
" الإسلام وقضايا الإنسانية" و "الدعوة الإسلامية وتطورها في شبه القارة الهندية" و"شمين" (ترجمة رواية شهيرة في اللغة المليالمية): "والأدب الهندي المعاصر" و " منهاج الدعاة" و " النبوة المحمدية" و "مفتريات المستشرقين" و " الإسلام وتطورها العالم" و " قضية فلسطين".
ولد محي الدين الآلوائي بقرية وليتناد قريبة من البلدة آلوائي سنة 1925م. التحق بدار العلوم وازكاد ثم غادر إلى جامعة الباقيات الصالحات بويلور وتخرج فيها.ثم أصبح أستاذًا في كلية روضة العلوم العربية بفاروق. ومن هناك أراد الدراسة العليا في جامعة الأزهر والتحق بها سنة 1950م. و حصل على الشهادة العالية سنة 1953م. بعد ما رجع إلى الهند عين مترجمًا في إذاعة الهند الراديو بنيو دلهي. ومنحته الحكومة الهندية منحة دراسية لمواصلة دراسته في مصر حتى نال الدكتوراه من جامعة الأزهر سنة 1971م. بعنوان "الدعوة الإسلامية في شبه القارة الهندية"، وعمل الآلوائي مدرسا في كلية الطب بجامعةالأزهر وأستاذًا في قسم الدراسات الإسلامية بكلية البنات الإسلامية في مصر ومحررا "لمجلة الأزهر" القسم الإنجليزي، وعضوًا في لجنة الامتحانات لاختيار المعبوث من الأزهر إلى غرب آسيا، ورئيسًا لتحرير المجلة "صوت الهند" الصادر عن سفارة الهند بالقاهرة، ثم تولى منصب المدرس في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. وكان أيضًا رئيسًا مستثارًا لشئول الدينية لجريدة "الخليج اليوم" الصادرة من دولة قطر، إلى أن يعود إلى وطنه.
وتوالت الأيام وتتابعت السنون ومراكز الثقافة والعلوم والمعرفة في المجتمع الإسلامي في كيرالا تتعدو منابعها وتتنوع رواضها، فانتشرت حلقات التدريس في المساجد والجوامع والمنازل ودور الأئمة والعلماء. ومنذ بزوغ فجر الإسلام إلى الآن أصبحت منطقة مليبار خاصة وكيرالا عامةواحة العلم ومركزًا للثقافة واللغة العربية وآدابها، وبني المساجد من جديد، والمعاهد بكثرة ووفرة، وتطورت الأحوال والظروف إلى تطوير المناهج الدراسية وتغيير مناهج الدعوة الإسلامية وطرق تربية والتعليم وفقالمستوى العالم. وأسست المدارس الدينية والكليات الإسلامية العربية التى قلما خلت منها قرية فضلًا عن المدن والأمصار، وهي تتجاوز المئات وتبلغ إلى الآلاف وتدرس فيها اللغة العربية الخالصة والكتب الإسلامية. وتوجد أيضًا المدارس والكليات الحكومية والجامعات حيث تدرس العربية وآدابها.
المراجع
1)                "تأثير اللغة والثقافة العربية في حياة كيرالا" بقلم الدكتور ن. عبد الجبار مجلة الصلاح (التذكارية) أبريل 2005م، ص: 119-126
2)                "مراحل تطور الأدب العربي" بقلم الدكتور ن. عبد الجبار مجلة الصلاح (الفصلية) المجلد 2 العدد 5 مارس- يونيو2007م.
3)                "ثقافة الهند" المجلد 60، العدد3، 2009م.
4)                "ثقافة الهند" المجلد 63، العدد1، 2012م.
5)                "ثقافة الهند" المجلد 64، العدد3،2013م.
6)                الاستعمار في مليبار" مقالة بقلم أ.أبوبكر محمد افاق الثقافة والتراث. ص: 61-72.
7)                "المسلمون في الهند" أبو الحسن علي الحسين  الندوي المجمع العلمي الإسلامى- لكهنو، 1998م.
8)                المسلمون في كيرالا بقلم عبد الغفور القاسمي.
9)                تراجم الأعلام- جماعة من المؤلفين (مكتبة الهدي) كالكوت- كيرالا.
10)  القاضي محمد كاليكوتي- الفتح المبين- مكتبة الهدى، كاليكوت.
11)         Arabic in south India, Editor Dr. E.K Ahamedkutty Dept. in Arabic, University of Calicut January 2003
12)         Tuhfat al mujahideen (a itistorical Epic of the 16th century) translated from Arabic by S. MuhammedHysaynNainar March 2007
13)         The Legacy of Anti Colonical Struggle
14)         (English translation of Selected Medieval kerala Arabic poems) Dept. of Arabic, farook college. March 2008,
15)         Grouth and Devolopment of Arabic Language and Literature In India, Edited by Dr. M. Abdul Khader, Dept. of Arabic, jamal Mohamed college, tirichirappalli January 2005





[1]  "المساعوت في الهند" للشيخ العلامة أبى الحسن على حسين الندوي. ولد الشيخ أبو الحسن علي الندوي عام 1914م بقرية نكية كالان بمديرية رأى يريلي في الولاية الشمالية بالهند. ووالده المؤرخ الكبير العلامة عبد الحي الحسين المتقي سنة 1922. أما إنجازاته الأذبته فهي تتميز برصانة الأسلوب وجزالة التعبير وكثيرة الترادف. ففي الموضوعات الأدبية يتحول قائمة البليغ وأسلوبه الأخاذ من نثرعادي إلى شعر منثور يأخذ بمجامع القلوب. ومن كتبه القيمة: "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين.
[2]  هو القاضي محمد بن عبد العزيز الكاليكوتي، ولد سنة 1577م في أسرة قضاة كاليكوت. تعلم المبادئ الإسلامية من أبيه القاضي عبد العزيز المعبري؛ ثم تولى قضاء كاليكوت حتى توفي سنة 1616م. كان القاضي محمد شاعرا موهوبا وأديبا بارعا وله مؤلفات كثيرة في الشعر والنثر. لمزيد من المعلومات، أنظر: ثقافة الهند، المجلد 60 العد 3، 2009م، ص: 157،156، وثقافة الهند، المجالد 63، العد1، 2012م، ص: 139-143.
[3]  ولد الشيخ زين الدين بن محمد الغزالى الفناني المليباري المعروف بالشيخ زين الدين الثاني أو الصغير، في كيرالا عام 1532ز. التحق بدرس عمه عبد العزيز آل مخدوم، وحفظ القرآن الكريم، ثم سافر إلى مكة وحج البيت الحرام. وقضي عثر سنوات في تلك الربوع المقدسة، وتلقى العلم من العلماء الأعلام والمشايخ الكرام، أمثال شيخ الإسلام وفتي الحرمين شهاب الدين ابن حجر الهيتمي المكي، وشيخ الإسلام مفتي الأنام زين الدين عبد العزيز الزمزي ومفتي الحجاز واليمن وجيه الدين عبد الرحمن بن زياد وغيرهم.
[4]  المسلمون في الهند "الشيخ أبو الحسن علي الندوى ص: 118
[5]  المسلمون في الهند "الشيخ أبو الحسن علي الندوى ص: 118
[6]  هو زين الدين بن على بن أحمد المبري، ولد في كوشن سنة 1468م؛ لما دعي الشيخ إبراهيم عم صاحبنا إلى الفنان ليتولى منصب القاضي إستقبل دعوة أهل الفنان وهجر كوشن وعين أحد ممثليه لكوشن. وتبع زين الدين عمه لكوشن حيث أنه قصد أكمال دراسته مع عمه. وقد غادر الشيخ زين الدين الأول الفقه الإسلامي من العلماء البارزين أمثال فخر الدين بن أبو بكر الشالياتي. وهو الذي يعرف بالشيخ زين الدين الأول أو الكبير. لمزيد من المعلومات، أنظر: ثقافة الهند المجلد 64 العدد 3، 2013.
[7]  ولد القاضي عمر بن علي الولينكوتي عام 1757م في بلدة ولينكوت القريبة من فنان. كان أبوه على مسليار قاضي بلدة ولينكوت. بعد دراسته الإبتدائية التحق بجامع فنان وقرأ على الشيخ مامي كوتى مسليار إلى أن توفي ثم تولى منصب قضاء في بلديته. القاضي عمر هو أول من قام من العلماء لمحاربة الحكومة الإنجليزية في الهند. وكان السيد علي المنفرمي يقوم معه في هذه الحروب. حرض الناس على منع الضرائب المستحقة لحكومة على الأراضي فحبسته الحكومة وأحظرته في المحكمة. طلبت منه الحكومة أن يطلب الإعتذار ولكن رفض. فأرسلته المحكمة إلى السجن. وفي السجن أيضا قام بتحريض الناس على مخالفة الحكومة البريطانية في الهند. على كل حال أطلق القاضي عمر من السجن وتوفي سنة 1852م
[8]  والسيد علوي بن جفري المعروف "بمامبرم تنغل"؛ وكان عالما دينيا وزعيما اجتماعيا، نزح هو وأجداده من اليمن واتخذوا مليبار مقرا لهم. وكان اشد غيره على كنان المسلمين. وقد كانت له سمعة طيبة بين المواطنين. وقد قام بعلمه الجليل الموسوم "السيف البتار على من يوالي الكفار" ويتخذونهم من دون الله ورسوله أنصارا". وهذا الكتاب في صورة جواب لسؤال الذي كان يوجهه إليه المسلمون وقنئذ. توفي السيد علوي المنفرمي عام 1739م
[9]  ولد القاضي أبوبكر بن محي الدين الكاليكوتي سنة 1822م في أسرة قضاة كاليكوت. تعلم أولا من أبيه القاضي محي الدين، ثم من الشيخ زين الدين المعبري والشيخ عمر بن علي القايلي بارعا في التاريخ الإسلامي، وله تأليفات وقصائد عدة. ومن أشهر تأليفاته "مصابيح الكواكب الدرية.  لمزيد من المعلومات أنظر: "ثقافة الهند "المجلد 60، العدد3، 2009م
[10]  هو عبد الرحمن بن محمد الفضفري ولد بفضفر بجوار مدينة ملابرم سنة 1916م. وأبوه محمد الفضفري. من أسرة عربية استوطنت بفضفر. تخرج من الباقيات الصالحات بـ"ويلور". أصبح ناظرا وصدر سابا لباقيات الصالحات في سنة 1963م بمحل هناك إلى أن توفي سنة 1974م. وله قصائد كثيرة ومنها قصائد التهاني لمناسبات مختلفة. وله مرثيته على الشيخ عبد الله بن يوسف الفضفري المتوفي سنة 1951م و مرثية أخرى على السيد حامد بن حسين المتوفى سنة 1957م

مواضيع ذات صلة
الأدب العربي الهندي, ثقافة كيرالا, دراسات, كيرالا,

إرسال تعليق

0 تعليقات