ادعمنا بالإعجاب

مسهمات ندوة العلماء في العلوم المتفننة -الجزء 2-

مجلة بدر الدجى السنوية العدد الخاص بـ حركة ندوة العلماء : فكرتها وإنجازاتهاندوة التعليم والتربية لطلاب كيرالا دار العلوم لندوة العلماء ، لكناؤ 1434هـ الموافق 2013م 

المحتويات
1: ندوة العلماء ودورها القيادي في مجال التعليم والتربية                        نصر الدين      
2. أهم المؤلفات العربية لأبناء ندوة العلماء                                  محمد تنسير بن حسين          
3. أهم الكتب الدراسية التي ألفها أبناء ندوة العلماء                               أفضل بن محمد
4. دور ندوة العلماء في إنشاء الصحافة العربية في الهند                         نصر الدين
5. ندوة العلماء و اللغة الإنجليزية                                                   أنصر مون
6. رسالة الإنسانية ورابطة الأدب الإسلامي والمجمع الإسلامي العلمي         قدرة الله بن علوي
______________________________
1) ندوة العلماء ودورها القيادي في مجال التعليم والتربية
نصر الدين       :الطالب في السنة الخامسة
إن مجال التعليم والتربية من أهم المجالات التي تصنع في مصنعها العباقرة والأفذاذ ، ويولد فيها من يقوم بتبعة الإصلاح والتجديد والإنشاء والبناء ، ويخلق أجيالا تزكي القلوب والضمائر وتثقف الأشخاص والأفراد وتغرس فيها نباتات الإيمان واليقين وتبذر فيها بذور العلم والحكمة ، وإن التعليم والتربية هما الطريقة الوحيدة لتصنيع الأجيال المثقفة الجيدة التي اطلع عليها الآباء والأجداد في القرون الماضية .
فإن ندوة العلماء قد ركزت عنايتها لتبالي هذا المجال المهم مبالاة مواصلة حتى خلقت أمثالا حية لهذا المجال منذ تأسيسها إلى يومنا هذا ، وقد أمسك زمام هذا المجال عدد كبير من أبنائها وقاموا بدور قيادي عظيم في مجال التربية والتعليم في المدارس والكليات والجامعات والحركات وغيرها حتى جرت هذه تحت إشرافهم ورعايتهم .
فإن العلامة شبلي النعماني رحمه الله تعالى هو من العباقرة الذين جمعوا بين التعليم والتربية لإصلاح المجتمع الإسلامي وبناء الجيل الجديد وإيقاظه من سباته العميق حتى قام بالدور القيادي في هذا المجال مدى حياته في البلدان العربية المختلفة ومختلف مناطق الهند ، وله إسهامات كثيرة في مجال التعليم والتربية في المدارس الكثيرة في الهند حتى تأدب طلاب العلوم الإسلامية والعصرية بما استفادوا من علومه الباهرة وأخلاقه الرائعة .
حينما كان أستاذا في جامعة عليجره استفاد من علمه الزاخر طلابها وأنشأ فيها لجنات وحفلات ورسالات لهذا الغرض المهم ولتغذية الطلبة غذاء التربية الحسنة والتعليم الرباني ، وألف رسالة "بدء الإسلام" باللغة العربية حول سيرة النبي صلى الله عليه وسلم حتى يترعرع الطلبة على محبة الرسول صلى الله عليه وسلم والاستنان بسننه والاقتداء بقدوته وكذلك أنشأ في عليجره لجنة الأدب لتطوير اللغة العربية وتدريب الطلاب على الكتابة والخطابة باللغة العربية وأنشأ "جمعية إخوان الصفا" لتدريب الطلاب على اللغة الأردية كتابة وخطابة حتى أملأ هو جو جامعة عليجره علما وفضلا وربى طلابها على النهج الإسلامي ، وقد سافر العلامة إلى البلدان المختلفة وعامل مع أهليها وذكرهم أن الأمة المسلمة على حاجة ماسة إلى منهج دراسي جديد للتقدم والازدهار وإعادة شرفها من جديد ، وليس هناك أي حل لهذا إلا الاهتمام بالتربية والتعليم من كل نواحيها .
وقد عظمت مسؤولية العلامة في بناء الجيل بالتربية والتعليم بعد إقامة دار العلوم لندوة العلماء ، وقد شجع طلابها على الخوض في خضمّ الحياة بسماحة قلب وانفساح صدر حتى ترعرع زمرة من الكتاب والخطباء والمؤلفين والشعراء بتربيته وتعليمه تعتز بهم دار العلوم لندوة العلماء وعلى رأسهم المؤرخ العالم الكبير العلامة السيد سليمان الندوي ومولانا أبو الكلام آزاد والأستاذ عبد السلام الندوي والأستاذ عبد الباري الندوي والأستاذ مسعود علي الندوي والأستاذ عبد الماجد الدريابادي والأستاذ ضياء الحسن العلوي الكاكوروي ، وهؤلاء أيضا كانوا طلائع صفوف الأمة المسلمة ليقودوا الأمة ويصلحوها ويربوها .
والأستاذ العلامة السيد سليمان الندوي رحمه الله أيضا اهتم بالدراسة والتربية والتعليم لبناء أمة قوية مسلمة تعلو وتفوق وتقدم الشعوب في العلوم والصناعات ، وفهم أن هذه الغاية لا تتحقق إلا بتوفير أحسن المناهج الدراسية وأفضل النظم التعليمية وقد بذل حياته كلها في سبيل ذلك في الهند وخارجها إلى أن وجّه ملك أفغانستان إلى أن يتضمن المنهاج التعليمي للأقسام الدينية والعربية الإصلاحية الاجتماعية والسياسية للعصر الحديث مع التركيز على ناحية الورع والتدين وكذلك قد استدعاه وزير الشؤون التعليمية لولاية بيهار السيد عبد العزيز إلى رانتشي لصياغة وتكوين المناهج التعليمية للمدارس العربية .
والأستاذ أبو الحسن علي الحسني الندوي رحمه الله كان يتمنى أن يصطف المسلمون في صف واحد واهتم لتحقيق هذا بتنفيذ التربية الإسلامية الصحيحة في المسلمين ، وكان يعلم أن هذا الهدف لا يتحقق إلا بالقضاء على الفكرة الجاهلية الجامدة المتصلبة التي تتسرب في أذهان المسلمين ، وبإحداث التقدم والرقي في المجتمع ، وإزالة الخرافات والخزعبلات المزيفة ، وكان يذكر الأمة المسلمة أن تاريخ الإسلام يبدأ بكلمة التربية والتعليم "اقرأ" ، وكان يلاحظ كيفية إحداث التقدم والرقي في الفرد والمجتمع والدول فيوجه أنظار المسؤولين إلى عدة نقاط لا بد منها .
1 . إثارة الشعور الديني في نفوس الشعب والجماهير .
2 . إعادة الثقة في نفوس الطبقة المثقفة بصلاحية الإسلام .
3 . قلب نظام التربية المستورد من الغرب رأسا على عقب ، وصوغه صياغة إسلامية جديدة .
4 . العمل على التخطيط المدني المستقل البعيد عن تقليد الغرب .
(انظر كتاب الإمام أبو الحسن الندوي ومنهجه في الفكر والدعوة والإصلاح للأستاذ عبد السلام سعيد الأزهري)
والأستاذ أبو الحسن الندوي قد أنشأ حركات تهدف إلى تربية الجيل الناشئ أو القادم وإلى تعليم المجتمع الإسلامي وغير الإسلامي ، وقد أنشأ حركة "رسالة الإنسانية" لتربية المجتمع دينيا وخلقيا ولعب دورا هاما في رابطة الأدب الإسلامي لتعليم المجتمع اللغة العربية وآدابها وفنونها وكذلك أسس المجمع الإسلامي العلمي لتنمية الطلبة في اللغات وكتابتها وخطابتها وإنشائها وتدريبها ، وأنشأ الشيخ حلقات وحفلات لتدريب الطلاب وترقيتهم تربية وتعليما ودينا ودنيا وعلما وعملا وخلقا وسلوكا حتى خلفه علماء نجباء ربانيون متبعون منهجه السوي ، وقد سلك مسلكه المستقيم مسؤولو دار العلوم لندوة العلماء حاليا وعلماؤها وأساتذتها وعلى رأسهم رئيس دار العلوم لندوة العلماء الأستاذ السيد محمد الرابع الحسني الندوي حفظه الله ومدير دار العلوم الأستاذ الدكتور سعيد الأعظمي الندوي حفظه الله ، و يقوم بالعمل القيادي في مجال التربية والتعليم الأستاذ محمد الرابع الحسني الندوي حفظه الله  بأنه هو رئيس لهيئة الأحوال الشخصية للمسلمين لعموم الهند ونائب الرئيس لرابطة الأدب الإسلامي العالمية بالرياض والأمين العام للمجمع الإسلامي العلمي بلكناؤ .
وإن رحاب دار العلوم لندوة العلماء مملوء بالجمعيات الأدبية والعلمية والتربوية والتعليمية هدفا إلى تنمية الطلبة وخوضهم في أن يتقدموا في هذه المجالات مثل "جمعية الإصلاح" و"النادي العربي" وغيرها ، وتربي هذه الدار أبناءها على منهج إسلامي قوي بالاستناد إلى كتاب الله العزيز وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم ، ولا غرو أن أبناءها يتفوقون في الهند والعالم العربي أيضا بكفاءاتهم وقدراتهم ويتمسكون بزمام قيادة الأمة الإسلامية من مختلف نواحيها .
___________________________________
2) أهم المؤلفات العربية لأبناء ندوة العلماء
محمد تنسير بن حسين:  الطالب في السنة الرابعة
العلماء هم جماعة مختارة لتطبيق سنن الله تعالى على الأرض والحياة الإنسانية والاقتداء بسيرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وهؤلاء هم أوتاد الدين المرساة، ولتزويد هذه الجماعة أسست معاهد ومدارس في مختلف بقاع العالم وفي الهند أيضا، ومنها دار العلوم التابعة لندوة العلماء المشهورة في العالم بأهدافها ومناهج تعليمها وأبنائها، وهي كالبدر المنير في السماء بين الكواكب، وبلمعانها تألقت نجوم عديدة زادت من العلم والمعرفة وملأت العالم نورا وضياء، فإن أبناء هذه الدار المباركة الذين نطقوا وكتبوا أحرفهم البدائية حسب ما سمعوا من تلقين وإملاء علمائها قاموا بدور جبار لتغيير مناخ العالم الإسلامي بخطبهم وتأليفاتهم وألفوا كتبا لا يأتي عليها الحصر في اللغات المختلفة وفي الفنون المتعددة مثل علوم القرآن والحديث والسيرة والتاريخ والأدب والشعر والفلسفة والسياسة وما إلى ذلك حتى انتشر صيت بعض الكتب في العالم كله وبعضها عينت للتدريس في المناهج الدراسية لبعض الجامعات والمعاهد، فهاهنا نقدم تعريفا وجيزا ببعض المؤلفات التي نالت القبول في العالم . أهمية ومكانة ،ومن الطبيعي أن يكون لكتب سماحة الشيخ العلامة أبي الحسن علي الندوي قسط أكبر من هذا الذكر.
1)    ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين : للعلامة سماحة الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي رحمه الله، وهو من أشهر مؤلفاته في اللغة العربية وأوسعها انتشارا في العالم العربي الإسلامي وأكثرها نقلا إلى اللغات الشرقية والغربية، وهو يعد من باكورة مصنفاته، وقد ألف سماحة الشيخ الندوي رحمه الله في الأربعينات، ولما سافر إلى مصر عام 1951م كان الكتاب قد شق طريقه إلى الأوساط الدينية والعلمية فكان خير مؤلفاته في مجالس العلم ومراكز الدعوة، هذا الكتاب يشتمل على وصف تاريخي لأحوال شعوب الأرض قبل ظهور الإسلام، وما كانت عليه هذه الشعوب من انحطاط فكري وعلمي وتخلف حضاري ووثنيات سخيفة وجاهليات قبيحة وظلم شنيع واستبداد واستعباد من ذوي القوة والسلطان والقهر والطغيان للسواد الأعظم من جماهير البشرية التي لا تملك ما تدافع به القوى الطاغية الآثمة وتحرر به أنفسها من الذل والاستعباد وسطوات الاستبداد، وذكر فيه أن الإسلام قد جاء منقذا للعالم من ويلاته ونكباته وتخلفه الحضاري.
2)    السيرة النبوية : للعلامة سماحة الشيخ أبي الحسن علي الندوي رحمه الله، قدم في هذا الكتاب دراسة مفصلة وتصورا دقيقا للجاهلية العالمية الضارية أطنابها على الأرض كلها في القرن السادس المسيحي، ومدى ما وصل إليه هذا العصر من الفساد والانحطاط والقلق والاضطراب، والحالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وما تضافر من عوامل الإفساد والتدمير والإبادة، من حكومات جائرة وأديان محرفة، وفلسفات متطرفة وحركات هدامة، وذكر فيها عن البحث المستفيض عن البيئة التي كانت فيها البعثة والبلد الذي ظهرت فيه الدعوة، وأسباب اختيار الجزيرة العربية والأمة العربية لحمل هذه الدعوة إلى العالم والشعوب والأمم وخصائصها، وهذا الكتاب يغذي عاطفة الحب والحنان، ويفتق القرائح ويشعل المواهب، ويعطي القوة في البيان، والتأثير في العقول والقلوب، والدلائل القوية والأمثلة البليغة في مجال الدعوة والتربية.
3)    الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية في الأقطار العربية : للعلامة سماحة الشيخ أبي الحسن علي الندوي، يتناول الكتاب كثيرا من ‘التيارات’ بل الشخصيات والثورات والجماعات الإسلامية في العالم الإسلامي والكتاب رد وجواب لسؤال مهم وهو ما هو موقف العالم الإسلامي من الحضارة الغربية والثقافة العربية التي تسللت إلى أعماقه؟، وما السبب الذي أدى إلى الثغرات في العالم الإسلامي،هل العالم الإسلامي فقد الثقة بنفسه، ويشعر بفراغ هائل، هل يفزع أو يهرب من الميدان، وهل تستطيع الطبقة المثقفة الجديدة ملأ الفراغ الإسلامي، وتولى مهمة الخلق الفروسية في القرن العشرين، وهل تستطيع هذه الطبقة عبر كل مواقعها في البناء الاجتماعي والاقتصاد، والسياسي، والعسكري، وعبر الحدود المصطنعة أن تجيب على هذا التساؤل، وأن تتعالى وتنبذ عالم الهتاف والمناصب الرفيعة والحياة الناعمة، والإغراءات المادية والجنسية وتستبدل به عالما يستريح الأمن والعدالة والسلام والقوة في ظل من ظلال القرآن.
4)    رجال الفكر والدعوة في الإسلام : للعلامة سماحة الشيخ أبي الحسن علي الندوي رحمه الله، هذا الكتاب صورة واضحة لأفكار الأستاذ الندوي وميوله الإصلاحية وفهمه العميق للتاريخ الإسلامي ورجاله ولروح الإسلام الصافية المشرقة وما علق بها – في العصور الأخيرة – من غبار وما أصابها من انحراف، وبذلك يسد هذا الكتاب ثغرة في دارسة التاريخ الإسلامي.

5)    روائع إقبال : للعلامة سماحة الشيخ أبي الحسن علي الندوي رحمه الله، فتن بشعر الدكتور محمد إقبال وأعجب بطموحه، وحبه وإيمانه وجعله ذلك يترجم رسالة إقبال إلى الشباب العرب في أسلوب عربي قوي مؤثر حاز إعجاب أدباء العرب ومفكريهم، وأثنى عليه أساتذة شبه القارة الهندية ثناء عاطرا في تفسير شعر إقبال والكشف عن دقائقه، واعترفوا بأن هذا الكتاب له مكانة خاصة في ما كتب عن إقبال، وإن فكر إقبال وروحه قد امتزجا بما جاء في هذا  الكتاب وسريا فيه كالرائحة في الرياحين والنور في الكواكب النيرة.

6)    إذا هبت ريح الإيمان : للعلامة سماحة الشيخ أبي الحسن علي الندوي رحمه الله، وفي هذا الكتاب قصص جهادية واقعية بأسلوب أدبي رائع عن حركة الجهاد الإسلامي في الهند التي قادها الإمام الشهيد أحمد بن عرفان الحسني في القرن الثالث عشر الهجري، وصفحة رائعة من البطولات الإسلامية وقصة جديدة لم ترو فصولها للعالم العربي، أزيح فيها عن أروع محاولة لإعادة الحياة الإسلامية والمجتمع الإسلامي في بلاد الهند في القرون الأخيرة، تمثل فيها روائع من الصدق والإخلاص، والتضحية والإيثار، والبطولة النادرة والهمة العالية والخضوع لحكم الله ورسوله، يتجمل بها تاريخ الإسلام الام ، ويعتز بها الشعب المسلم  في الهند، وكتاب لكل شاب مسلم يتمنى عودة الإسلام ومجد الإسلام، ويبحث في شروطه وصفاته ومناهجه ورسائله، فلا يجد إليها سبيلا، فإذا قرأه وجد لذة الجهاد والحنين إلى الشهادة والإستماته في سبيلها، تدب في عروقه وتسري في جسمه ويشعر بلذة الإيمان ولذة الأدب والأسلوب القصصي في بيان عربي.
7)    إلي الإسلام من جديد : للعلامة سماحة أبي الحسن علي  الندوي رحمه الله، هذه محاضرات كتبت وألفت في مناسبات مختلفة في الزمان والمكان، والعنوان والألوان، ولكن يجمعها اسم واحد وغرض واحد، وهو النداء {إلى الإسلام من جديد} في النصيحة للأمة المسلمة، والغيرة عليها، والرغبة في أن تعود لأخذ مكانها كأمة معلمة مرشدة، تؤمن بالله واليوم الآخر، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، في عالم مثخن بالجراح والآلام جراء كفره بالله وبدينه الذي بعث به الرسل، جراء بعده عن هدى الأنبياء، وإيغاله في ميدان التنافس على حطام الدنيا والترامي على الشهوات الموبقات.
8)     المسلمون في الهند : للعلامة سماحة الشيخ أبي الحسن علي الندوي رحمه الله، يتحدث الكتاب عن الهند والمسلمين فيها قديما وحديثا، ويتناول الكتاب نواحي شتى في الحياة العلمية الاجتماعية والدينية ويتحدث عن نوابغ الهند من العلماء الكبار والمؤلفين العظام وعن مظاهر نشاط المسلمين العلمي والديني ومراكز الدعوة والإصلاح في العصر الحاضر وعن خصائص الشعب الهندي وطبيعته وشخصيته وعن ماضيه وحاضره وعن قضاياه.
9)    الإسلام الممتحن : للشيخ الأستاذ محمد الحسني الندوي رحمه الله، هذا كتاب في 259 صفحة من القطع الصغير يشمل الكتاب من اثنين وثلاثين مقالة تعالج ثلاثين موضوعا من الموضوعات المعاصرة، وهذه المقالات أصلا هي مقالاته الافتتاحية التي نشرت في مجلة "البعث الإسلامي" في مناسبات مختلفة، وكان لهذا الكتاب دوي عظيم في أوساط الفكرة الإسلامية وهذا كتاب قد نال الإعجاب والقبول والتقدير واستمطر الثناء عليه من العالمين في مجال الدعوة وتصحيح الفكرة وإثارة الغير، وقد قدم له السيد أبو الحسن علي الحسني الندوي رحمه الله، وفي هذا التقديم قدم الشيخ الندوي رحمه الله جميع جوانب حياة محمد الحسني رحمه الله منذ نغومة أظفاره إلى أن وافته المنية في أسلوب ممتاز قوي ولغة مؤثرة بليغة وكيف نشأ وترعرع وكيف بدأ حياته الأدبية وهذا التقديم قد زاد الكتاب أهمية ومكانة.
10)                        تاريخ الأدب العربي : لسماحة الشيخ السيد محمد الرابع الحسني الندوي حفظه الله، يتناول هذا الكتاب القضايا الأدبية في العهد الإسلامي من حيث التاريخ والخصائص والمميزات وينفرد الكتاب بدراسة مستوعبة عن أصول الأدب الإسلامي وتأثيره ومصادره وكيف يتميز عن سائر أنواع الأدب والموضوعات التي تتعلق بالأدب في مراحله في العهد الإسلامي والأموي متوزعة في ستة أبواب بأسلوب رشيق بسيط.
11)                        الأدب العربي بين عرض ونقدلسماحة الشيخ السيد محمد الرابع الحسني الندوي حفظه الله، وهذا الكتاب مجموعة من الدروس التي ألقاها المؤلف على تلامذته في دار العلوم التابعة لندوة العلماء، وهذا الكتاب يتناول شرح اختلاف الأساليب الأدبية العربية في مختلف أدوار التاريخ العربي ، وقيمة هذا الكتاب العلمية على اختصاره أنه أول كتاب وضع لشباب لم يعرفوا من الأدب العربي إلا مجموعات ومختارات من النثر والشعر ومعلومات بسيطة بدائية عن تاريخ الأدب العربي ونقده.
12)                        شعراء الرسول : للأستاذ الدكتور سعيد الأعظمي الندوي حفظه الله، هذا كتاب مستقل في ضوء الواقع والقريض، وقد كمل الكتاب في مدة طويلة باعتبار أشغاله ومسؤولياته المتعددة، بحث فيه حياة كل شاعر من شعراء الرسول صلى الله عليه وسلم الأربعة "كعب بن مالك الأنصاري، حسان بن ثابت الأنصاري، عبد الله رواحة الأنصاري، كعب بن زهير بن أبي سلمى" وإثبات نماذج منهم وشرح الغامض من كلماتهم وبيان المناسبات التي قالوا فيها وبهذا الكتاب حصل الأستاذ على شهادة الدكتوراه من دار العلوم لندوة العلماء.
لا تقتصر الكتب المهمة المشهورة المتعرضة للبحوث التي ألفها أبناء ندوة العلماء بهذه الكتب المذكورة بل تطيل سلسلتها إلى العشرات، ولكني أكتفي بأهم هذه الكتب المذكورة لمكانتها المرموقة ومنزلتها العالية بين الكتب الأخرى.
_______________________________
3)أهم الكتب الدراسية التي ألفها أبناء ندوة العلماء
أفضل بن محمد      : الطالب في السنة الرابعة
إن دار العلوم لندوة العلماء شجرة مثمرة مزهرة تؤتي أكلها كل حين ويستمر نموها وازدهارها ويذيع صيتها وشهرتها في العالم كله ، وإنها نجم ساطع في السماء الزرقاء يهدي السائرين إلى غايتهم المقصودة والسفينة الجارية إلى البر وإن لدار العلوم لندوة العلماء أهدافا مرموقة مؤنقة ، وهذه الأهداف تميز دار العلوم من سائر المدارس والكليات والجامعات وتمنحها منزلة عالية بين المدارس والمعاهد والكليات والجامعات ومن أهم أهدافها الجليلة :-
* جمع كلمة المسلمين وتوحيد صفوفهم وإيجاد روح التسامح بينهم وإنشاء التضامن على جميع المستويات الفكرية والمذهبية .
* تصحيح المفاهم الدينية وتنقية الأفكار وتفسير الدين بجميع أصوله وفروعه وكلياته وجزئياته بحيث يتفق وروح الكتاب والسنة ، ويمثل الحياة الإسلامية الخالصة التي عاشها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتباعه البررة رضي الله عليهم بحيث يغطى الدين الكامل الشامل الذي هو (فطرة الله التي فطر الناس عليها) .
* إصلاح نظام التعليم والتربية وتطويره في ضوء متطلبات الظروف ووفق مقتضيات العصر وصياغته على أساس متين من الكتاب والسنة والفقه الإسلامي والتاريخ والعلوم الإسلامية مع مراعاة العلوم الحديثة التي لا غنى عنها في العصر المعاصر.
وقد أنجبت دار العلوم لندوة العلماء أبناءها العلماء الفضلاء الماهرين النابغين القادرين على تحقيق أهدافها وتنفيذها في العالم ، ولا تزال تنجب حتى الآن ، وهؤلاء أبناء ندوة العلماء قد لعبوا دورهم المهم في مجالات الكتابة والقيادة والتدريس والخطب وغيرها لتحقيق أهداف هامة سامية .
وقد بذل كثير من أبنائها الكرام جهودهم القيمة في الكتابة وهم ألفوا مؤلفاتهم العديدة في اللغة العربية واللغة الأردية وغيرها من اللغات ، وكان قضهم وقضيضهم أدباء وقد اشتهر عدد وفير منهم في العالم وفي العالم الإسلامي خاصة بكتابتهم الجزيلة وكتبهم الجذابة وهؤلاء العلماء المؤلفون ألفوا مؤلفاتهم الجمة في فنون مختلفة من العقيدة والفقه والحديث والمنطق واللغة العربية وآدابها .
وكتبهم ومؤلفاتهم تدرس في المدارس والكليات والجامعات في الهند وخارج الهند أيضا مثل المملكة العربية السعودية ومصر وتركيا وإندونيسيا ومليزيا وغيرها ، ومن أهم الكتب الدراسية لأبناء ندوة العلماء خارج الهند ومؤلفيها كما يأتي في التالي :-
            1 . قصص النبيين                              للشيخ العلامة أبي الحسن علي الحسني الندوي رحمه الله
            2 . الأركان الأربعة                            للشيخ العلامة أبي الحسن علي الحسني الندوي رحمه الله
            3 . المختارات من أدب العرب (مجلدان)     للشيخ العلامة أبي الحسن علي الحسني الندوي رحمه الله
            4 . ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين       للشيخ العلامة أبي الحسن علي الحسني الندوي رحمه الله
            5 . السيرة النبوية                              للشيخ العلامة أبي الحسن علي الحسني الندوي رحمه الله

            ونذكر أهم الكتب الدراسية لأبناء ندوة العلماء التي تدرس في الهند :-
            في موضوع العقيدة :
            1 . العقيدة السنية لشرح العقيدة الحسنة   للأستاذ أويس النجرامي الندوي رحمه الله
            2 . رسالة التوحيد للشاه إسماعيل الدهلوي وهذا الكتاب نقله إلى اللغة العربية الأستاذ أبو الحسن الندوي رحمه الله
            في موضوع الفقه :
            1 . الفقه الميسر (في الفقه الحنفي) للأستاذ شفيق الرحمن الندوي
            2 . فقه الشافعي  للأستاذ أيوب البتهكلي الندوي 
            في موضوع الحديث :
            1 . مقدمة في علم الحديث للشيخ عبد الحق المحدث الدهلوي علق عليه وحققه الأستاذ السيد سلمان الحسيني الندوي
            2 . تخريج الحديث للأستاذ أبي سحبان روح القدس الندوي المدني
            3 . روائع الأعلاق شرح تهذيب الأخلاق للأستاذ أبي سحبان روح القدس الندوي المدني
            في موضوع المنطق :
            1 . تفهيم المنطق للأستاذ عبد الله عباس الندوي (بالأردية)
            في اللغة والأدب :
1.     قصص النبيين  للشيخ العلامة أبي الحسن علي الحسني الندوي رحمه الله
2.     القراءة الراشدة للشيخ العلامة أبي الحسن علي الحسني الندوي رحمه الله
3.     مختارات من أدب العرب للشيخ العلامة أبي الحسن علي الحسني الندوي رحمه الله
4.     منثورات في أدب العرب  للسيد محمد الرابع الحسني الندوي حفظه الله
5.     الأدب العربي بين عرض ونقد   للسيد محمد الرابع الحسني الندوي حفظه الله
6.     الأدب العربي والعصر الجاهلي  للسيد محمد الرابع الحسني الندوي حفظه الله
7.     الأدب العربي والعصر الإسلامي للأستاذ الشيخ محمد الواضح رشيد الحسني الندوي حفظه الله
8.     مصادر الأدب العربي للأستاذ الشيخ محمد الواضح رشيد الحسني الندوي حفظه الله
9.     أعلام الأدب العربي في العصر الحديث للأستاذ الشيخ محمد الواضح رشيد الحسني الندوي حفظه الله
10.أدب الصحوة الإسلامية للأستاذ الشيخ محمد الواضح رشيد الحسني الندوي حفظه الله
11.شعراء الرسول في ضوء الواقع والقريض للأستاذ الدكتور سعيد الأعظمي الندوي حفظه الله
12.معلم الإنشاء للشيخ عبد الماجد الندوي والشيخ محمد الرابع الحسني الندوي
13.تمرين الصرف  للشيخ معين الله الندوي رحمه الله
14.علم التصريف  للأستاذ الدكتور سعيد الأعظمي الندوي حفظه الله
15.تمرين النحو  للشيخ عبد الماجد الندوي
16.النحو الميسر  للشيخ عناية الله الندوي
وأريد أن أتناول بعض التأليفات الخاصة ببعض الكتب الدراسية لأبناء ندوة العلماء :-
            *ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين : كانت أواخر القرن التاسع عشر فترة عصيبة في تاريخ البشرية فقد استولت أوربا على العالم كله وبدأت تنهدم القوى الإسلامية التي كانت تشكل سدا منيعا للقوى الأوربية الزاحفة مدة طويلة ثم كان سقوط الخلافة العثمانية الذي كان بمثابة تصدع سد مأرب فتفرقت وحدة المسلمين وسقطت آخر قلاعهم .
            وقد كانت هذه المأساة التي دكت قلاع المسلمين وسقطت الدول الإسلامية فيها وتأسد فيها أعداء الإسلام واضطربت لها النفوس ، ونشأ مؤلف هذا الكتاب فضيلة العلامة أبو الحسن علي الندوي رحمه الله في هذه الظروف ظروف غلبة أوربا وانكسار شوكة المسلمين ،و كان الكتاب والمفكرون يمجدون الحضارة الأوربية لأنهم كانوا يكتبون في عهد غلبتها وسيطرتها وقد شعر المؤلف لنشأته الخاصة ودراسته من زاوية مختلفة بأن هذا الاستنتاج لا يليق بطبيعة الحال ، إن الخسارة ليست خسارة المسلمين وحده وإنها الحضارة الغربية ليست بحضارة جديرة بالتقليد والتمجيد وأنها حضارة زائلة وأن الحل ليس في تقليدها بل في عودة المسلمين إلى حقيقتهم وذاتيتهم وهو موضوع الكتاب وحقيقة اكتشفها المؤلف ، وأن هذا الكتاب كان باكورة مؤلفات المؤلف وقد ألف هذا الكتاب وهو قد جاوز ثلاثين من عمره تقريبا .
            *الأدب العربي بين عرض ونقد : هذا الكتاب مجموعة من الدروس التي ألقاها المؤلف فضيلة الشيخ السيد محمد الرابع الحسني الندوي حفظه الله على تلاميذه في صفوف دار العلوم لندوة العلماء وقد تناول فيه شرح اختلاف الأساليب الأدبية العربية في مختلف عصور تاريخ العرب كما تناول التعريف بأصحاب هذه الأساليب مع بيان القيمة الأدبية لكل أسلوب ، وقد سجل المصنف هذه الدروس ثم قام فيها بالتهذيب والتنقيح وأضاف إليها نصوصاً أدبية من النثر والشعر لتكون عونا على التطبيق والشرح ، والكتاب ينقسم إلى ثلاثة أقسام وهي :
            1 . حقيقة الأدب ، 2 . التحليل والنقد ، 3 . النماذج لمختلف أدوار الأدب العربي مع الإشارة إلى قيمتها الفنية ومكانة أصحابها الفنية .
            *  شعراء الرسول صلى الله عليه وسلم في ضوء الواقع والقريض : إن الشعر الذي قاله شعراء الرسول صلى الله عليه وسلم لإعلاء كلمة الله إلى العليا واستئصال كلمة الكفر من جذورها ولمدح الرسول صلى الله عليه وسلم والرد على أعداء الإسلام وبعض الشعراء الجاهليين من قريش والقبائل العربية وتشجيع المسلمين على الاستقرار في الإيمان وبذل جهدهم في سبيل الله .
            وفي مقدمة هؤلاء الشعراء الذين لعبوا دورهم النفيس للإسلام :
            1 . كعب بن مالك الأنصاري  
            2 . حسان بن ثابت الأنصاري
            3 . عبد الله بن رواحة الأنصاري
            4 . كعب بن زهير بن أبي سلمى
            لم يسبق المؤلف من عنى بتعريف شعراء الإسلام في العصر النبوي ومكانتهم الشعرية وميزاتهم الشعرية ودرجتهم الأدبية والإيمانية والخلقية وما لهم من فضل وشرف في تاريخ المدائح النبوية ، لذا حاول مؤلف هذا الكتاب مدير دار العلوم لندوة العلماء حاليا الدكتور سعيد الأعظمي الندوي حفظه الله بحث فيه في حياة كل شاعر من هؤلاء الأربعة وشعرهم المخضرم وإثبات نماذج منهم وشرح الغامض من كلمات وبيان المناسبات التي قالوا فيها مع بحث مقارن مع الشعر الجاهلي ومؤلف هذا الكتاب ألفه لحصول شهادة الدكتوراه وحصل عليها بتوفيق الله تعالى
___________________________________________________
4)دور ندوة العلماء في إنشاء الصحافة العربية في الهند
         نصر الدين:  الطالب في السنة الخامس
إن الهند بلد ديمقراطي جمهوري معظم أهاليها الهندوس ويبلغ عدد المسلمين فيها ثلاثين في المئة تقريبا ، وفي الهند لغات عديدة محلية ولكل ولاية لغة خاصة ، والمسلمون عامة يتكلمون بينهم اللغة الأردية منذ زمان ، وفي هذه اللغة ألفت كتب قيمة إسلامية وفيرة بل أكثر الكتب الإسلامية ألفت في اللغة الأردية ، وتصدر فيها مجلات وصحف وجرائد ورسائل من أرجاء الهند المختلفة .
والهند تهتم باللغة العربية اهتماما بالغا حتى تدرس هذه اللغة في المدارس الحكومية ويصدر منها الطلاب رسائل صغيرة في اللغة العربية ، وعلماء الهند الإسلاميون بذلوا قصارى جهودهم لتنمية هذه اللغة الإسلامية مواصلة وعملوا لأجلها في حقل التعليم والتدريس وأسسوا مدارس وكليات إسلامية تدرس فيها اللغة العربية وآدابها وجهدوا في إصدار الصحف والجرائد والمجلات في هذه اللغة ليكون الطلاب قادرين على هذه اللغة كتابة وخطابة وتأليفا ثم نشروها إلى أرجاء الهند وإلى العالم العربي أيضا  .
فإن ندوة العلماء ودار العلوم التابعة لها المعروفة بعناية هذه اللغة العربية وآدابها أعلى عناية قد لعبت دورا مهما لنشر هذه اللغة العربية وترقيتها وتنميتها في الهند وخارجها حتى فاق بعض أبنائها في إنشاء الصحف وإصدار المجلات في العالم العربي ، وإن ندوة العلماء اعتنت باللغة العربية عناية بالغة تامة منذ تأسيسها ، وهذه العناية أدتها إلى إصدار الصحف والمجلات العربية.
وإليكم بعض ما قامت به من  الأعمال الجليلة في مجال الصحافة العربية :
مجلة "الضياء" : هي مجلة عربية شهرية صدرت في آفاق الصحافة الإسلامية في شهر محرم سنة 1351هـ الموافق مايو عام 1932م أصدرتها دار العلوم لندوة العلماء تحت إدارة المرحوم الأستاذ الأديب مسعود عالم الندوي وبإرشاد الأستاذين العظيمين العلامة السيد سليمان الندوي والشيخ تقي الدين الهلالي ، وقد شارك في التحرير كذلك الأستاذ أبو الحسن علي الحسني الندوي والأستاذ محمد ناظم الندوي ، وهي باكورة الصحافة العربية بشبه القارة الهندية ، وكانت مجلة فكرية أدبية قيمة ، ونالت التقدير والثقة في آفاق البلاد العربية وعند علمائها الكبار ، ولكنها توقفت عن الصدور سنة 1935م لأسباب اقتصادية شديدة .
وقد أضاءت هذه المجلة في مجال الصحافة الإسلامية ضياء وهاجا وكان صدورها في الهند عند ركود اللغة العربية في البلاد وجمودها وانضمام الألفاظ الأجنبية فيها وتزيينها وزخرفتها بتقاليد الألفاظ الإنجليزية وغيرها ، وكذلك كان هناك علماء كبار يدرسون القرآن الكريم والأحاديث النبوية والتاريخ الإسلامي واللغة العربية وآدابها، وطلاب علوم شرعية يتدارسون الكتب العربية في كل حين وآن ، ولكن ما لديهم قدرة ولا كفاءة في التخاطب والتحدث والكتابة باللغة العربية ، يتحدث عن هذه المشكلة الأستاذ الجليل العلامة السيد سليمان الندوي في العدد الأول لمجلة "الضياء" :"هذه بلادنا الهند فيها نحو ثمانين مليونا من المسلمين وفيها نحو مليون من يفهم لغة القرآن الكريم ويعرفها وإن تكن لهم قدرة على التكلم بها وتقدر عدة مدارسهم العربية بألف بين صغيرة وكبيرة ، وطلبة العربية فيها نحو مائة ألف أو يزيدون ، ومع ذلك أشد ما يؤلمنا ذكره ويشوكنا نشره أن هذا الجم الغفير والعدد الهائل يحجمون عن التكلم باللغة العربية ولهم عمى عن الكتابة البديعة السلسة المنسجمة فضلا عن الخطابة فيها مرتجلين ، وليست كتاباتهم إلا في أمور طفيفة من الفقه أو أبحاث سمجة في المنطق تمجها الآذان ولا تسمن ولا تغني من جوع" (الصحافة الإسلامية في الهند : تاريخها وتطورها للدكتور سليم الرحمن خان الندوي) .
وكانت هذه المجلة مؤثرة في الصحافة العربية في الهند وفي العالم العربي أيضا ، وقد تفوق بها كثير من العلماء والمفكرين والصحفيين الكبار ، تقول مجلة "العرفان" الصادرة من الشام :"الضياء" مجلة علمية أدبية تعليمية اجتماعية شهرية تصدر في منتصف كل شهر عربي لمنشئها مسعود عالم الندوي الذي يعتبر من أفاضل علماء الهند المنورين وتعد من المجلات الراقية فمواضيعها فصيحة والتعبير بليغ ، نتمنى لها الازدهار والتقدير" .
مجلة "البعث الإسلامي" : وقد أصدرت في الهند مجلتان عربيتان "البيان" و"الضياء" أثرتا في مجال الصحافة العربية كثيرا وتسربتا في أذهان الناس في الهند وفي آفاق البلدان العربية أيضا ، وقد غاب هذا التيار بعد توقف هاتين المجلتين ، فقام الأستاذ الجليل محمد الحسني رحمه الله سنة 1955م بتأسيس منتدى أدبي باسم "المنتدى الأدبي" ، وأصدر عنه مجلة "البعث الإسلامي" الغراء بمرافقة الأستاذ الدكتور سعيد الأعظمي الندوي والأستاذ الدكتور محمد اجتباء الندوي، هكذا صدرت أعظم جريدة في تاريخ الصحافة الإسلامية العربية في الهند في شهر أكتوبر سنة 1955م ، ويقوم بتحريرها في هذه الأيام الأستاذ الدكتور سعيد الأعظمي الندوي والأستاذ واضح رشيد الحسني الندوي بعدما عاجلت المنية رئيس تحريرها الأستاذ محمد الحسني رحمه الله ، وغاية هذه المجلة مكتوبة دائما على واجهتها وهي "شعارنا الوحيد إلى الإسلام من جديد" .
و مجلة "البعث الإسلامي" تبعث الجيل الناشئ من نومه أو نعاسه إلى يقظة دينية لتحقيق غايتها العظيمة وتعيد الأمة إلى الدين الصحيح الكامل وتقدم الفكرة الإسلامية السليمة بأسلوب جيد وتدافع عن الإسلام فيما ينتقد به أعداؤه ومناقضوه وتنتقد الأفكار الغربية المنحرفة التي تتدخل في قلوب المسلمين فاتحة مصراعي النظرية الغربية المزيفة وتقوم بمقاومة الغزو الفكري وتحذير المسلمين من الأفكار والنظريات الغربية المنحرفة وتقدم أخبار وأنباء العالم الإسلامي بالوضوح والصدق ومع ذلك هي تعتني بتربية الجيل الناشئ دينا وخلقا وتنميتهم أدبا عربيا وغيرها، كما تعتني بنشر الأبحاث ذات الصلة بالعلوم الإسلامية واللغة العربية والفقه الإسلامي والتاريخ الإسلامي.
وهي أعظم مجلة في تاريخ الصحافة الإسلامية العربية في الهند وتقبلها العلماء الكبار والمفكرون الإسلاميون والمثقفون في الهند وفي العالم العربي كذلك تقبلا حسنا وترحابا حارا فانتشر نطاق توسعتها إلى سائر البلدان العربية من جزيرة العرب ودول الخليج وبلاد الشام والعراق وسائر البلاد الأفريقية الناطقة باللغة العربية .
جريدة "الرائد" العربية : جريدة "الرائد" جريدة نصف شهرية تصدر باللغة العربية من دار العلوم لندوة العلماء بلكناؤ منذ يوليو عام 1959م ، وقد أسسها سماحة الشيخ الأستاذ السيد محمد الرابع الحسني الندوي حفظه الله رئيس دار العلوم لندوة العلماء ، ولها دور مهم في تطوير الصحافة العربية الإسلامية في شبه القارة الهندية ، وصدرت هذه الجريدة متمثلة للنادي العربي لطلاب دار العلوم من لكناؤ وعمل في تحريرها منذ تأسيسها كل من الأستاذين سماجة الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي وفضيلة الأستاذ سعيد الأعظمي الندوي ويرأس تحريرها الكاتب الإسلامي محمد واضح رشيد الحسني الندوي رئيس لجنة الشؤون التعليمية العليا لندوة العلماء وانضم إلى هيئة تحريرها الأستاذ المرحوم عبد الله محمد الحسني مؤخرا ، ثم انتقل إلى رحمة الله في 30 يناير 2013 ، ويخلفه الآن الأستاذ جعفر مسعود الندوي ويساعده في التحرير الأستاذ محمد وثيق الندوي .
ومن أهداف إصدار هذه الجريدة ‘الرائد’ خدمة الدين الإسلامي والعمل على نشر دعوته والسعي لنشر اللغة العربية وإتاحة الفرص للطلاب لتنمية كفاءاتهم والتعريف بندوة العلماء وأهدافها والتعريف بالحركات الدينية العالمية وبالشخصيات الإسلامية  وغيرها ، ويكتب عن جريدة "الرائد" مدير مكتبة رابطة العالم الإسلامي بكولالمبور ماليزيا عبد الجليل حسن :"فقد تلقيت "الرائد" تباعا منذ سنين واستفدت منه كثيرا خصوصا المقالات التي كتبها مولانا سماحة الشيخ أبو الحسن علي الحسني الندوي وحركات التبشير المسيحي في إندونيسيا والتطورات الدينية والسياسية في البلاد العربية وقضية فلسطين وغيرها من الأفكار التقديمية والتوجيهات السليمة والنقد الديني السليم" .
وإن أبناء ندوة العلماء منتشرون في أرجاء الهند وخارجها ، بعض منهم قد أنشأوا مجلة أو جريدة وبعض منهم قد تولوا تحرير ورئاسة وإدارة بعض الصحف والمجلات والجرائد ومنها مجلة "البيان" التي صدرت من لكناؤ باللغة العربية من 20 ذي الحجة سنة 1319هـ / مارس 1902م ، وكانت مجلة علمية سياسية أخبارية تاريخية ، وهي من الدرجة الثانية في الصحافة العربية الإسلامية في الهند بعد مجلة "الضياء" ، وكان لندوة العلماء دور عظيم لنشر هذه المجلة وقد نشر فيها العلامة شبلي النعماني والسيد سليمان الندوي والأستاذ عبد الرزاق المليح آبادي الندوي حصادأقلامهم وثمار أفكارهم وإنتاج علمهم .
وصحيفة "الخلافة اليومية" بدأت هذه الصحيفة ببومباي عام 1916م بإدارة شوكت علي وجاءت بموضوع الخلافة في وقت كان العالم الإسلامي يمر بأحوال شاقة جدا حيث كان مسلمو الهند كلهم صنما ساكنا لكل ما يجري في الخلافة الإسلامية العثمانية بتركيا ، وقد عمل في هيئة تحريرها الكاتب الشهير رئيس أحمد الجعفري الندوي وعبد السلام القدوائي الندوي ، ومجلة "الدعوة" هي لسان حال الجماعة الإسلامية باللغة العربية صدرت في شهر أبريل عام 1975م من دلهي وقد تولى تحريرها محمد سلمان الندوي ، ومجلة "صوت السلام" أصدرها المسؤولون عن جامعة سبيل السلام بحيدرآباد ، وقد قام برئاسة تحريرها فضيلة الشيخ محمد رضوان القاسمي رحمه الله ، ولكنها توقفت بعد قليل عن الصدور ثم أعاد إلى صدورها نخبة من العلماء المتخرجين من دار العلوم لندوة العلماء فتألفت هيئة تحريرها الأستاذ محمد صدر الحسن الندوي والأستاذ خورشيد أنور الندوي والأستاذ أحمد مجيب الندوي ، ومجلة "الصحوة الإسلامية" هذه المجلة صادرة من الجامعة الإسلامية دار العلوم بحيدرآباد ، وهي مجلة فصلية تصدر أربع مرات في السنة ، يقوم برئاسة تحريرها الأستاذ محمد نعمان الندوي ، صدرت هذه المجلة لتنفيذ غايات عالية في مجال الصحافة الإسلامية والفكر والأدب الإسلامي وهي تشحذ ذاكرة الأساتذة المهرة والمفكرين العباقرة والأدباء النجباء ، ومجلة "التضامن" التي تصدر من المجمّع الإسلامي أزهر العلوم بكيرالا ، الهند الذي معظم أساتذته أبناء دار العلوم لندوة العلماء ، صدرت هذه المجلة سنة 1425هـ / 2004م لتنمية قدرات الإنشاء والتعبير الكتابة العربية في الطلاب الدارسين فيه ، فالآن قد انتشر صيت هذه المجلة في الهند وفي العالم العربي أيضا حتى هي مشهورة لدى علماء العرب ويمدحونها ويشجعونها بإرسال الرسائل ، ويعمل في هيئة تحريرها أبناء دار العلوم لندوة العلماء هم : شكير محمد الندوي ومحمد إقبال الندوي وعمر أحمد الندوي وعبد الحفيظ الندوي وشفيق الندوي ، ومجلة "النهضة" التي تصدر كل شهرين من كلية سبيل الهداية الإسلامية بكيرالا ، الهند هي مجلة عربية إسلامية دعوية فكرية تأسست عام 1427هـ / 2006م يقوم برئاسة استشارة تحريرها الدكتور بهاء الدين محمد الندوي .
ومجلة النور صدرت هذه المجلة العربية الإسلامية الشهرية عن الجامعة الإسلامية إشاعة العلوم أكل كوا عام 1989م بإشراف الشيخ غلام محمد الوستانوي مؤسس هذه الجامعة ، صدرت للتعريف بخدمات هذه الجامعة وإعلان الحفلات والبرامج التي تعقدها ، ويرأس تحريرها الأستاذ عبد الرحمن الملي الندوي ، ومجلة "المظاهر" مجلة فصلية صادرة من مدرسة مظاهر العلوم منذ عام 1995م وكان مدير التحرير لها محمد خبير الندوي ، مجلة "النهضة الإسلامية" هي مجلة عربية ترجمان لدار العلوم الإسلامية لبلدة بستي بولاية يوبي ، الهند من السنة 1417هـ الموافق سنة 1996م ، وقد أشرف على إدارتها الأستاذ قيروز أختر الندوي والأستاذ شهاب الدين الندوي ، وكان رئيس تحريرها الأستاذ الدكتور محمد أسجد القاسمي الندوي ، مجلة "صوت الخريجين" هي مجلة عربية علمية ثقافية تصدرها جمعية خريجي الجامعات السعودية في الهند ونيبال ، يرأس تحريرها فضيلة الأستاذ أبو سحبان روح القدس الندوي ، وصحيفة "رسالة الشباب" هي صحيفة شهرية صادرة من المركز الإسلامي لجمعية شباب الإسلام في عام 2003م ، رئيسها العام الأستاذ السيد سلمان الحسيني الندوي ، وقام برئاسة تحريرها الأستاذ سلمان نسيم الندوي والأستاذ محمد أعظم الندوي في فترات مختلفة ويرأس تحريرها الآن الأستاذ مجيب الرحمن عتيق الندوي .
______________________________________
5)ندوة العلماء واللغة الإنجليزية
أنصر مون بن بشير: الطالب في السنة الخامسة
إن ندوة العلماء كانت لتأسيسها أهداف ومقاصد قيمة ومنها : غرس نواة التوسط والاعتدال في عقول الناس وإبادة شأفة العصبية والعنصرية من أذهانهم ، ووقفت من هذا الموقف المتوسط في كل مسالة من المسائل وفي كل قضية من القضايا حتى في ضم اللغة الإنجليزية إلى مقررات دار العلوم لندوة العلماء ، لأن علماء المسلمين وعامة الناس أيضا كانوا يرون هذه اللغة عدوا لهم وكرهوا تعلمها وتعليمها وخدمتها وكتابتها حتى بعض الناس رأوا الاشتغال بهذه اللغة كفرا ، وكفروا المشتغلين بها .
لما تسلطت الإنكليز على الهند كرههم جميع الناس ولا غرو أنهم كرهوا لغتهم كذلك ، والمسلمون كذلك كرهوا لغتهم لاعتدائهم على وطنهم، وشاوروا بينهم حول هذه القضية حتى عزموا  على ترك لغتهم (ENGLISH) والاشتغال بها وحديثها وكتابتها ، وأقصوها عن مدارسهم ومراكزهم غاية القصوى ، ولا شك أن هذه العزيمة قد أثارتها شدة الكراهة على الإنكليز المستولين المسيطرين على الهند ، وقد ظهر خطر هذه العزيمة في الخمسينيات حيث أن هذه العزيمة قد سببت لتخلف المسلمين في المجال الدراسي والتعليمي والثقافي والحضاري ، فقامت ندوة العلماء بدور عظيم في تعليم اللغة الإنجليزية ووضمها إلى منهجها الدراسي نابذة وراءها خلافات المخالفين ومعارضة المعارضين ، وبذلت في تقدم المسلمين وازدهارهم في مجال الدراسة والثقافة .
وفي العصر الحاضر يعتنق جميع الناس على بكرة أبيهم اللغة الإنجليزية واهتموا بها مع اهتمامهم بلغتهم المحلية اهتماما بالغا ، فكيف كانت بصيرة ندوة العلماء وبصيرة العلامة شبلي النعماني قبل قرن!! ، فإن أكثر التسهيلات لتبليغ الدين والدعوة الإسلامية تحملها اللغة الإنجليزية حتى لا يمكن تبليغ الدعوة إلى الناس إلا لمن يجيد هذه اللغة خطابة وكتابة حيث صارت هذه اللغة منتشرة في كل مجال من مجالات الحياة ومن المستحيل تركها وإبعادها .
وقد ضمت دار العلوم لندوة العلماء اللغة الإنجليزية في إلى مناهجها الدراسية منذ تأسيسها ، وكان على مقدمة الذين قدموا خطة شاملة لجعل هذه اللغة في مناهج دار العلوم الدراسية العلامة شبلي النعماني رحمه الله ، ويدرسها أساتذة دار العلوم طلابها في الصفوف ، ولا ريب أن تعليم اللغة الإنجليزية يقدم تاريخه إلى تأسيس دار العلوم وعين الأساتذة المهرة البرعة لتدريسها ، وكان بعض العلماء المسلمين يكرهون هذه اللغة أشد الكراهية ويبغضون من يشتغلون بها أشد البغض ، فاعلموا أن هذه الأيام التي نعيش فيها يرفع جميع الناس راية اللغة الإنجليزية ويستخدمونها أول لغة للتحدث والكتابة ويقدمونها في الدفاتر والمكتبات والشركات وفي أمكنة التقدم والازدهار ، ولا يوجد في هذه الأيام أي إنسان لا يعرف هذه اللغة حديثها وكتابتها .
اقترح العلامة شبلي النعماني رحمه الله في اجتماع ندوة العلماء في أغسطس سنة 1899م أن تضم اللغة الإنجليزية إلى مقررات دار العلوم الدراسية ، وعامة الناس وإن كانوا لا يعتقدون دراسة هذه اللغة كفرا وزندقة ولكنهم كانوا يرون اشتغال العلماء بهذه اللغة جريمة كبرى ، ولم ينل العلامة موافقة جميع العلماء في زمانه بل اعترضوا اعتراضا شديدا ، ولكنه أعرض عن هذه الاعتراضات وصمم على ضم هذه اللغة إلى مقررات دار العلوم نظرا إلى الجيل الناشئ والقادم لتقدمهم في كل مجال من المجالات الدراسية والتعليمية والثقافية والحضارية فتحقق نظره وفكره وإرادته في العصر الحديث الذي تستخدم فيه هذه اللغة في جميع المجالات مكان اللغة المحلية بدون فرق بين ناطقي اللغات .
______________________________
6)حركة رسالة الإنسانية ورابطة الأدب الإسلامي والمجمع الإسلامي العلمي
قدرة الله          :الطالب في السنة الرابعة
حركة رسالة الإنسانية :
وقد بدأ الأعداء والمناوئون يحتالون حيلا ماكرة خبيثة خلاف المسلمين في بقاع الهند المختلفة في النصف الثاني من القرن العشرين ، وحدثت في ولاية بهار اضطرابات طائفية كبيرة بين الناس فأصبح ضحيتها عدد كبير من المسلمين الأبرياء سنة 1973م ، فأمعن الشيخ أبو الحسن الندوي رحمه الله في هذه المسألة نظرا عميقا وذهب إلى مدينة سيوان في بهار ثم عقد فيها اجتماعا عاما يهدف فيها إلى اتحاد إنساني بين الناس في الهند مع اختلاف أديانهم وألوانهم وأشكالهم وحضاراتهم وألقى فيه خطبة وجيزة تؤثر في القلوب وتثير الغيرة الإنسانية حول الحقوق الإنسانية وكرامتها حتى تأثر بها كثير من غير المسلمين كما تأثر المسلمون ، وقد قام الشيخ بالدعوة الإسلامية في هذا الميدان بتأسيس حركة مطلقة لرسالة الإنسانية ، بهدف تطبيق حقوق الإنسان على شخص من الإنسان سنة 1974م وأطفأ بها نيران العصبية التي اشتعلت في قلوب الناس وخلق جوا يملأ الوئام الطائفي والأمن القومي وألحق إليها من الأشخاص الكبار من المسلمين والهندوس .
وكان الشيخ الندوي رحمه الله يترقب ما يقع من الأحداث في المجتمع ثم يلقي النظر فيها فيرشد الأمة وعامة الناس عواقبها ومشكلاتها ثم يبين أمامهم كيفية معالجتها ولحل هذه المشاكل الشاقة المضرة للأمة الإسلامية اضطر إلى نظرة عميقة وتوجيه لازم إلى الحياة الاجتماعية والحياة الدعوية الإسلامية ، وأدته هذه المسئولية إلى تأسيس رسالة الإنسانية ، وقد حرضته أيضا على تأسيس هذه الحركة بواعث ودوافع أخرى شاهدها في المسؤولين عن أمور الناس والسياسيين والتجار وغيرهم من الرشوة والغش والكذب والانفجار الطائفي وإشعال نار الفتن والهجمات الحزبية .
فإنها قامت لتطبيق أهداف ونشاطات يطالبها المجتمع المعاصر من إقامة الجو المناسب الهادئ من المواساة والمساواة وإبادة العداء والشحناءو النزاع والجدال التي تثور ضد الإسلام والمسلمين واستئصال العصبية والغضب وتجهيز الطرق لتفهيم غير المسلمين الإسلام ، الذين يبتعدون عن فهم الإسلام وإعادة شرف المسلمين ومجدهم وتذكيرهم أغراضهم في الحياة العملية الفانية وغيرها .
وقد مد الشيخ أبو الحسن دعوته الإسلامية إلى مجال رعاية الأخلاق النبوية ودين الحق ، بين الشيخ للناس المجتمعين بين يديه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه رحمة للعالمين واجتمع فيه جميع الأخلاق الفاضلة وهو قدوة حسنة فذة لجميع الناس وألقى كلمته بمنهج سليم أعجب به غير المسلمين الذين كانوا يرون الإسلام دين الإرهاب والقتال وسفك الدماء والانعزال عن الحياة ، واتخذهذا المنهج السليم الذي اتخذه الشيخ أبو الحسن كثير من رؤساءالهند مثل مهاتما غاندي من قبل ومولانا أبو الكلام آزاد ومحمد علي جوهر بعده ، وفي السنة نفسها أرسلت وزيرة الهند العامة إندهرا غاندي رسالة الغبطة والبهجة إلى رسالة الإنسانية ، وقد نجحت هذه الحركة لتنفيذ أهدافها نجاحا باهرا ونشرت الفكرة الإسلامية في المجالات الاجتماعية والثقافية والدينية وبين رجال الديانات المختلفة وبين الأحزاب السياسية وغيرها حتى انتشر صيتها وإنجازاتها بين القرى والمدن الهندية سريعا  
رابطة الأدب الإسلامي :
كانت بين ندوة العلماء والأدب العربي علاقة قوية عميقة منذ أول يوم من تأسيسها وتستمر هذه العلاقة إلى يومنا هذا بدون تقصير فيما كانت من قبل  ، وقد عقدت دار العلوم لندوة العلماء في رحابها المؤتمر العالمي للأدب العربي سنة 1981م حضرها عدد كبير من رجالات العلم والفكر الإسلامي وازدهرت بهذا المؤتمر مجالات الأدب العربي الإسلامي واتسعت دائرتها في أوساط العالم ، ثم عقد مؤتمر آخر في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سنة 1982م ، ثم عقد كذلك مؤتمر ثالث في ساحة جامعة محمد بن سعود الإسلامية سنة 1985م ، ولم يلبث أن تتبدل علاقة ندوة العلماء مع الأدب العربي الإسلامي إلى صلة غرامية عميقة رومانسية ، ولأجل هذا الغرام النافذ العميق دعت هيئة تأسيس رابطة الأدب الإسلامي إلى المؤتمر العام بعدما انتسب إليها عدد كبير من العلماء الأجلاء والأدباء المفكرين والدعاة الإسلاميين من أنحاء العالم الإسلامي ، عقد هذا المؤتمر أيضا في رحاب جامعة ندوة العلماء دار العلوم في شهر الربيع الآخر سنة 1406هـ المصادف يناير سنة 1986م ، وقد خطت ورسمت ندوة العلماء هذه الدقائق والثواني في مذكراتها بالخط الذهبي ، وفي هذا المؤتمر جرى انتخاب لهيئة رابطة الأدب العربي الإسلامي ، انتخب فيه العالم الرباني والمفكر الإسلامي سماحة الشيخ العلامة السيد أبو الحسن علي الحسني الندوي رحمه الله رئيسا لها واستمر في رئاستها مدى حياته .
وإن لرابطة الأدب الإسلامي العالمية غايتين مهمتين ، أولاهما : حفاظة اللغة العربية الفصحى والعمل الدؤوب لترقيتها وتنميتها لأن هذه اللغة هي اللغة الأولى للأدب الإسلامي الذي يرفض العلمانية ويصد عن الدعوة إليها وينشر آداب الإسلام وحضارته وثقافته ، وثانيهما : ربط الأدب الإسلامي بالعقيدة الإسلامية الصحيحة والشريعة السمحة الصافية ، لأن الأدب هو الشيء الفريد لتأثير وإشباع الناس بأسلوب رائع يغذي إليهم الأفكار والآراء والاقتراحات ، وقد نجحت رابطة الأدب الإسلامي في تحقيق غاياتها وأهدافها حتى أنجبت عديدا من الأدباء والمفكرين الإسلاميين الذين يدافعون عن الإسلام بكتاباتهم وآرائهم القيمة وينشرون الأفكار الإسلامية في جميع أنحاء العالم .

المجمع الإسلامي العلمي :
أنشئت في رحاب دار العلوم لندوة العلماء مؤسسة للدفاع عن الإسلام من أيدي المستشرقين ورامي الاتهامات نحو الإسلام وتعليماته باسم المجمع الإسلامي العلمي سنة 1989م .
وكان مقصد تأسيس هذه المؤسسة إعادة الثقة في الشباب المسلم المثقف بجدارة الإسلام ، ليس للبقاء والاستمرار بل لقيادة الركب البشري وتهدف إلى تبليغ الدين الصحيح دالة على أن الرسول الكريم أسوة حسنة وقدوة مثالية في كل أمر من أمور البشرية ، ولا تختصر أسوته في المسلم فقط بل تتعدى إلى غيره أيضا ، وإلى حل المشكلات العصرية والتحريض على البحوث العلمية الجديدة والدراسات الحديثة ، وكان ذلك عصرا واجه فيه المسلمون كثيرا من المعضلات من الكفار والمستشرقين ، فرأى الشيخ أبو الحسن الندوي وبعض العلماء الكبار أن يدافع عن الإسلام بترجمة الكتب الإسلامية التي تتوضح فيها دراسات إسلامية وتعتمد عليها آيات قرآنية وتعاليم نبوية ، حتى قد قامت في ظرف أقل من ربع قرن بنشر 155 كتابا في اللغة المختلفة في بداية تأسيسها ، ولكن الآن يستمر نشر الكتب المختلفة على قدر عظيم ، ومنها خمسون في الإنجليزية ، وأكثر من ستين في الأردية ، وسبعة وثلاثون في العربية ، وستة في اللغة الهندية .
            ومن أهم مطبوعات هذا المجمع ترجمة كتاب "السسيرة النبوية" {Muhammed rasulullah} والأركان الأربعة في ضوء الكتاب والسنة والدراسة المقارنة باسم [Four pillars of islam] ، وكذلك الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية في الأقطار الإسلامية ، والصراع بين الدين والمادية ، وبين الدين والمدنية ، وماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين ، ورجال الفكر والدعوة في الإسلام ، والقادياني والقاديانية وغير ذلك تطول قائمتها .
                        وقد بني المجمع الإسلامي العلمي دفاعا عن الدين الإسلامي من أيدي المستشرقين الذين يحاولون تضعيف هذا الدين وتشويهه بين غير المسلمين ، وقام سدا قويا أمامهم ، وترجم كثيرا من الكتب الإسلامية إلى اللغات المختلفة حتى امتلأ هذا المبنى بالكتب الإسلامية ، ويقوم برئاستها الآن رئيس دار العلوم لندوة العلماء الأستاذ السيد محمد الرابع الحسني الندوي حفظه الله .









مواضيع ذات صلة
الأعلام المسلمة, تراث الهند،, دراسات,

إرسال تعليق

1 تعليقات

أكتُبْ تعليقا