ادعمنا بالإعجاب

الكليات العربية بالديار المليبارية في الهند / بقلم: منصور محمد ميران الهدوي المليباري

(مجلة الرابطة: العدد : 605 جمادى الآخرة 1438 ه - مارس 2017 م )
اللغة العربية هي لغة العالم الإسلامي من جزيرة العرب إلى الأندلس، ومنها إلى الصين، وحينما استوطن العرب الهند دخلت معهم هذه اللغة الهند. ومع انتشار الإسلام انتشرت اللغة العربية والعلوم الدينية في نواحيها، لا سيما في المليبار، واعتنى بها المسلمون عناية كبيرة في جميع مراحل التعليم، في المدارس والمساجد والكليات والجامعات. وقد تسبب استخدام المسلمين ومداولتهم للألفاظ العربية في انتشار الكلمات العربية في بلدة كيرالا، وشاع استخدامها حتى دخلت بعض مفرداتها في اللهجات المحلية، ثم في لغاتها الأهلية، وانسجمت تلك الألفاظ مع لغات الهند كلها، ومنها لغة )مليالم(، حيث لا يمكن اليوم رد كثير من الألفاظ العربية إلى أصلها لانسجامها مع تلك اللهجة أو اللغة.
 استهل المسلمون أولا الكتاتيب لتعليم القرآن والتعاليم الدينية للأطفال والحلقات الدراسية في المساجد، ثم تطورت بعض تلك الحلقات لتصبح مراكز كبيرة للتعليم، وسميت بالدروس المسجدية. وعلى مر الدهور لجأ بعض أهالي كيرالا إلى حظيرة الإسلام، واجتمعوا لدراسة الإسلام في الحلقات الدراسية التي انعقدت في كل مسجد، إذ كان مبتدؤها ظهور الإسلام وبدء المساجد في هذه البقعة.
 ومن المعروف أن إقامة المعاهد الدينية والمكتبات الدراسية بجنب المعابد من عادات الهندوس المأخوذة من أهل بوذا، ووافق ذلك تقليدًا إسلاميًا أصيلاً، فأصبحت المساجد في كيرالا مراكز التعليم والتدريب الدينية، وتتابعت الحالة إلى قرون عدة متتالية، ووصل بعض العلماء والأدباء إلى ذروة الشهرة، مثل عبد الله بن عبدالرحمن المليباري وعبد الله بن أحمد الكاليكوتي، واشتهر عدد كبير من هؤلاء العلماء بتأليفاتهم العربية في النثر والنظم، مثل القاضي أبو بكر بن رمضان، المعروفة والشيخ زين الدين بن علي وأمثالهما. و كانت فنان(Ponnani)  بلقب “مكة مليبار”، من المراكز الشهيرة في كيرالا للدروس الإسلامية ودراسة اللغة العربية، وبرز منها شهاب الدين أحمد بن عثمان اليمني وأحمد زين الدين بن محمد الغزالي (م 994 ه / 1585 م)، ومن أقدم الدروس المسجدية جامع كاليكوت وجامع شاليات وغيرهما. ومن المراكز القديمة درس مسجد بتانور الذي أقيم بجامعها سنة 1390 م، ولم يزل هذا المركز قائما وفي ذروة شهرته إلى أن حطمته الحكومة الإنجليزية وحبست مدرسيه سنة 1340 ه / 1921 م إثر الثورة المليبارية. وهناك مراكز أخرى للتعليم والتربية
مسجد فنان الذي كان مركزَ العلوم في قديم العهد
في كيرالا، كانت تدرس جملة
العلوم والدراسات الإسلامية من تفسير القرآن وعلومه، والحديث  وأصوله، والفقه والتصوف والقصائد العربية وقواعد اللغة العربية والسيرة النبوية والمنطق والمعاني وعلم الكلام وعلم الأفلاك والنجوم وعلم الحساب والجغرافيا والتاريخ وغيرها. والأمر الذي ينقص هذه الدروس المسجدية هو عدم وجود مناهج دراسية منظمة لكثير منها، وأكثرها كان يجري على نظام ومناهج مدرسيها، إلا أن هناك منهجًا فخريا عاما منسوبا إلى فخر الدين رمضان الشالياتي. وعقب الثورة المليبارية قام بعض مصلحي الأمة المسلمة بإقامة جمعية أيكيم(الاتحاد) وجمعية العلماء بكيرالا ( 1393 ه / 1924 م)، وجمعية العلماء بسمست كيرالا ( 1926 م)، فنشأت المدارس الدينية والكليات العربية، وأدى هذا النشاط إلى تقليل أهمية الدروس المسجدية.
 مدارس دينية ومعاهد تقليدية ذات سبق
 نُقلت بعض الدروس الابتدائية من الحلقات الدراسية بالمساجد إلى الكتاتيب، وكان الطلاب يتمرنون فيها على قراءة القرآن دون شرح معانيه، وحفظ بعض الأدعية والأذكار، حيث كانت تلك الكتاتيب من دون نظام ولا ترتيب، ولم تكن تعتني بتدريس اللغة العربية. وفي أواسط القرن العشرين حدثت بعض التطورات في التعليم الديني بأيدي بعض المصلحين مثل الشيخ السيد شاللاكت كنج أحمد الحاج(م 1338 ه / 1918 م)، الذي اعتنى بتعليم صغار التلاميذ اللغة العربية في جميع مدارسهم ولغة مليالم لغتهم الأم في وقت واحد، كي يتفوقوا في كليهما معا، وألف الكتب الدراسية وفق منهج جديد، وجعل لكل صف منهجاً، ونتيجة لهذا ارتفعت في شتى أنحاء كيرالا مدارس جديدة تحولت من الدروس المسجدية الصغيرة أو الكبيرة ثم ارتفع شأن بعضها إلى أن سميت بالكليات فيما بعد.
وعلى هذا النحو ارتفع مستوى المدارس الإبتدائية الدينية، وتبدلت الكتاتيب بعد فترة بمدارس مدنية بمساعدة مالية من الحكومة المحلية، فالدراسات الدينية بها انحصرت خارج وقتها الرسمي صباحا، ففكر المسلمون بهذا الشأن الحرج، وأكملوا مشاريع المدارس الدينية في كيرالا بنجاح نادر، ولها اليوم مناهج دراسية مقررة تحت جمعيات تعتني بها كثيرا.
 رأت جمعيةالعلماء بعموم كيرالا من واجبها إقرار المناهج الدراسية المناسبة لهذه المدارس الدينية التي توسعت في شتى أنحاء الولاية، فاتفق العلماء على مشروع يحل هذه المشكلة، وأسسوا سنة( 1371 ه/ 1951 م )مجلس التعليم الإسلامي برئاسة الشيخ محيي الدين كتى  المولوي بفرونا، ومعظم المدارس الدينية في كيرالا مسجلة تحت هذه الجمعية، ومن سوء الحظ انقسمت هذه الجمعية إلى قسمين: قسم باسم جمعية العلماء بكيرالا وجمعية سمست كيرالا، ولكل منهما تنظيمها الخاص ومجلسها العلمي.
الكليات العربية المشهورة
 حاليا توجد في كيرالا نحو مائة كلية عربية، فثمة كليات أقرتها الجامعات والحكومة وكليات غير معترف بها، وبعض الكليات المعترف بها تتكفل الحكومة برواتب الأساتذة، ويحصل بعضها على مساعدات مالية قليلة. وأما الكليات غير المعترف بها فإنها منسوبة إلى جمعيات العلماء والجماعة الإسلامية و جمعية العلماء لعموم كيرالا، وأصحاب ندوة المجاهدين، ومنها ما لا ينسب إلى أي حزب من الأحزاب.
كلية دار العلوم بوازكات أقدم  الكليات المليبارية

ومن أقدم هذه الكليات كلية دار العلوم بوازكات، ومنشؤها من درس مسجدي تطور شيئًا فشيئاً حتى صار مدرسة كبيرة، ثم ارتقت إلى مستوى كلية. يقال إنها أسست سنة 1872 م، وفي سنة 1912 م فوض تدريسها إلى الشيخ شاليلاكت كنج أحمد المولوي فأحسن رعايتها، وبعد أن غادرها الشيخ الشاليلاكت، أقام كلية أخرى ببلدة مناركات على منهجه الجديد. وأقرت جامعة مدراس كلية دار العلوم بوازكات سنة 1942 م أول كلية في مليبار تهيئ طلبتها لشهادة أفضل العلماء، وأغلقت الكلية وأزيل إقرارها من الجامعة سنة 1946 م لبعض الخلافات الداخلية، وفيما بعد تتابعت الحالة إلى أن أجازتها جامعة كاليكوت سنة 1972 م.
افتتحت في آلواي جنوب كيرالا سنة 1914 م كلية عربية بجهد السيد الهمداني، ولكنها لم تدم لعدم وجود هيئة مستقرة بها. وفي أواخر الثلاثينيات في القرن العشرين للميلاد شرع أبو الصباح أحمد علي الأزهري ( 1971 م) بإنشاء كلية عربية باسم روضة العلوم سنة 1942 م في آنكايم قريب منجيري وأقرتها جامعة مدراس سنة 1944 م، وفي سنة 1947 نقلت من منجيري إلى فاروق. وبنيت في قطعة أرض أهداها عبد الله كوتي الحاج، وكان المكان مكتظا بالغابات يومذاك، وقد ازدهرت هذه الكلية وارتفعت بجوارها كلية فاروق للعلوم والفنون، والمعاهد العلمية الأخرى من أعمال الشيخ أبي الصباح التي يصل عددها عشرة معاهد مختلفة مبتدئة من روضة الأطفال ومنتهية بدرجات عالية ودراسات مستحدثة من البكالوريوس والماجستير، وكل مؤسساتها معترف بها لدى الحكومة، لذا فإن الحكومة تؤدي رواتب الأساتذة الشهرية، ويستفيد منها نحو ثلاثة آلاف طالب وطالبة، وتضم الكلية مكتبة ضخمة بها مجموعات كبيرة من الكتب النفيسة.
ومن الكليات القديمة كلية مدينة العلوم بفُولِكَلْ التي تأسست سنة 1947 م، أسسها المولوي إم سي سي عبد الرحمن وأخوه إم سي سي حسن وأيضا كلية سلم السلام التي أسست عام 1944 م التي اضطلعت بدورها في ترقية التربية والتعليم وإنقاذ المسلمين من الخرافات والخزعبلات العقدية وترويج اللغة العربية والعلوم الدينية، وتم إقرار مناهجها ونظمها الدراسية فيما بعد من جامعة مدراس ثم جامعة كيرالا وجامعة كاليكوت سنة 1968 م، ويدرس فيها الأدب العربي والإنجليزي. ومن المراكز العلمية ذات الشأن مركز دار النجاة الإسلامية –كرواركند ، والذي يقع في أقصى شرق مديرية مالابورم ، وكان في بدايته دارًا للأيتام سنة 1977 م، ويضم اليوم حوالي 1500 طالب وطالبة.
 وتقع كلية أنوار الإسلام بكنيل في مقاطعة مالابورم. والتي أسست سنة 1961 على يدي لجنة حماة الإسلام، وتمنح بكالوريوس اللغة العربية، وفي الكلية قسم للبنات. ومن الكليات العربية كلية أنصار الإسلام – ولونور، وكلية دار الإرشاد ببارال، وكلية نضرة الإسلام بكدتور، والكلية السنية العربية بشيدمنغلور.
 كليات (غير مقررة) لها صوت وصدى في ربوع المليبار
هي كليات مستقلة في كيرالا يقوم بمصالحها لجان خاصة، ومنها الكليات المنسوبة إلى السلفيين أو جمعية العلماء أو ندوة العلماء بكيرالا، أو الجامعة الندوية بأدونا وكلية المجاهدين بفارالي وكلية بستان العلوم بكيفا منغلم والكلية السلفية بألمبلاد وكلية الصباح بكوكور. ومن الكليات المنسوبة إلى الجماعة الإسلامية الكلية الإصلاحية بثيندا منغلور ( 1952 )والجامعة الإسلامية بشانتابورام والكلية العالية بكاسركوت، وهي من الكليات الأولى، ولهذه الجماعة كليات أخرى.
 ومن الكليات المنسوبة إلى جمعيات أهل السنة والجماعة: 
الجامعة النورية بفيضاباد
الجامعة النورية بفيضاباد وخريجوها يمنحون شهادة المولوي والفيضي، ويخدمون الأمة مدرسين ودعاة. وجامعة دار الهدي الإسلامية التي تقع في ولاية كيرلا الهندية الجنوبية تعدُّ مؤسسة سباقة في التعليم العالي الإسلامي بالهند، إذ توفر الجامعة مناهج دراسية تمزج ما بين الدراسات الدينية والأخرى التطبيقية فضلا عن التركيز على تدريس مختلف اللغات. ويقع المبنى الجامعي المترامي الأطراف لهذه الجامعة العريقة على مساحة 13 فدانا، ويضم ما يزيد على عشرين كلية عربية للتعليم الإسلامي العالي في ولايات كيرالا ومهاراشترا وآندرابراديش وبنغال الغربية وآسام.
حفلة التخريج للجامعة النورية ،
ويُذكر أن اتحاد علماء السنة بولاية كيرالا يدير نحو تسعة آلاف مدرسة، تعمل بدوام جزئي في أنحاء كيرلا من أجل إدخال الإصلاحات على نظام التعليم، وقد أسس مدرسة تحمل اسم أكاديمية دار الهدى الإسلامية عام 1986 ، ولاحقا خلال عام 2009 أصبحت الأكاديمية جامعة متكاملة الأركان.
 ولدى المؤسسة نظام مميز من التعليم، إذ يتخرج الطالب حاملا درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية والتعليم العلماني المعاصر وعلى درجة إلمام جيدة باللغات المليبارية والعربية والإنجليزية والأردية. أما بالنسبة للكليات الموجودة داخل الجامعة ، فتشمل أربع كليات: كلية الشريعة وأصول الدين، وكلية الألسن، وكلية الدعوة والثقافة الإسلامية ، وكلية التربية والتعاليم الإسلامية. وهناك أيضًا مركز الثقافة السنية بكاليكوت، والكلية الرحمانية بكدمبري التي أسست عام 1976 م، وتميزت منذ بدايتها بأنشطتها وفعالياتها في مجال العلم والتعليم، وهي تهدف إلى تثقيف الطلاب الملتحقين بها، وتكوينهم علماء مخلصين ومتخصصين في علوم الدين متزودين بالمستجدات العصرية، ليتحقق بهم تبليغ رسالة الإسلام الخالدة وغرس الروح الإسلامية وتنميتها في حياة الفرد والمجتمع.
حرم جامعة دار الهدى
تمكن هذا المجمع الإسلامي في فترة قصيرة من تسجيل بصماته المتميزة في خارطة الدعوة الدينية في أراضي الهند، وحقق في محافظة كاليكوت أهدافه النبيلة في نشر التعاليم الدينية وإعداد الكوادر الدعوية، وذلك بفضل جهود المشرفين على نشاطاته وإخلاص القائمين على إدارته، وتتلخص أهدافه في تعليم الكتاب والسنة على مستوى عالٍ بجميع ما يتعلق بهما من العلوم، وتدريس اللغة العربية، وتخريج علماء ضليعين في العلوم، حريصين على نشر الإسلام، يتمتعون بكفاءة عالية لخدمة الدعوة والرسالة على نهج يتطلبه العصر الحديث ومتطلباته.
 أما مركز التربية الإسلامية بفالانجيري من مقاطعة مالابورم، فتقوم عليه هيئة علمية تعتبر جامعة إسلامية، وتنتسب إليها 34 كلية إسلامية في مختلف أنحاء ولاية كيرالا. وتقوم هذه الهيئة بإدارة الجانب العلمي للكليات المنتسبة إليها. تأسست عام 2000 بجهود مخلصة بذلها جمع من علماء أهل السنة والجماعة، حيث قاموا بعمل تنسيق علمي وتكاتف أكاديمي بين كلياتهم التي كانت تتبع مناهج موحدة، واعترفت بها جمعية العلماء لعموم كيرلا كبرى الجمعيات الدينية فى كيرلا، كما اعترفت بها جامعة الأزهر الشريف بالقاهرة، حيث وُقعت اتفاقية تعاون علمي وثقافي بينهما. تحظى هذه الهيئة بتأييد المفكرين المسلمين والنشطاء التربويين والطلاب وجماهير أولياء الأمور، حيث تشهد الكليات المنتسبة إليها تدفقاً عارماً من الطلاب الراغبين في الالتحاق بها في هذه الآونة التي يواجه فيها التعليم الديني الكساد. تهدف هذه الهيئة إلى إعادة صياغة العقلية الإسلامية في قالب المجد التاريخي، وتسعى من أجل ذلك إلى توحيد المناهج الدراسية في مجال التعليم الديني العالي وتطويرها وفقا للأصول والمبادئ الإسلامية في ظروف التطورات الهائلة التي يشهدها العالم في مجال العلم والتقنية.
 لقد اعترفت حكومة كيرالا بأهمية اللغة العربية، وجعلتها موضوعا داخل المناهج المدرسية، وهي تهتم في المدارس المدنية بتوظيف المعلمين لتدريس اللغة العربية، فلا تخلو في كيرالا حاليا مدرسة ابتدائية إلا وفيها مدرس للعربية بوجه العموم.
وضع اللغة العربية في الجامعات المختلفة
 وهكذا تجد اللغة العربية اهتمامًا يليق بها من قبل الطلاب والمسؤولين، حتى صارت العربية بمثابة لغة ثانية، إضافة إلى كونها موضوع الدراسة التخصصية في مرحلتي البكالوريوس والماجستير، كما يستطيع الطالب إكمال دورات تدريبية في تدريس اللغة العربية بعد مرحلة البكالوريوس.
 إن الأسر التي تولت زمام اللغة العربية ونشرها في كيرالا من القرن التاسع إلى القرن الرابع عشر الهجري هي أسرة القضاة بكاليكوت، وأسرة المخاديم بفناني، وبعدهما أسرة السادات الباعلويين، الذين جاؤوا من اليمن واستوطنوا بمنفرم قريب ترورنغادي، وأسرة السادات البخاريين الذين استوطنوا بجاواكاد. وتبعا لنشاطات هؤلاء السادات والعلماء انتشرت في البلاد مراكز كثيرة من حلقات الدروس في المساجد، وأنجبت هذه المراكز كثيرا من العلماء والأدباء والكتاب البارزين الذين نشروا العلم، وأقاموا مدارس وكليات وجامعات للمواطنين المليباريين والأقليات الإسلامية.

مواضيع ذات صلة
أعلام كيرلا, ثقافة كيرالا, دراسات,

إرسال تعليق

0 تعليقات