ادعمنا بالإعجاب

الإمام محمد بن إدريس الشافعي - سيرة وحقائق-


هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي، القرشي المطلب ، قدوة الصالحين ، وأحد المجتهدين القلة المعدودين ، اجتمعت فيه من المعرفة بكتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وكلام الصحابة  رضي الله عنهم  وآثارهم واختاف أقاويل العلماء، وغير ذلك من تبحر في اللغة العربية والشعر ، ما لم يجتمع إلا لقلة معدودة ؛ حتى قال أحمد بن حنبل : ما عرفت ناسخ الحديث ومنسوخه حتى جالست الشافعي، وقال عبد الله بن أحمد إذا ذُكر التفسير فهو إمامه، أو الفقه ففي يديه زمامه، أو الحديث فله نقضه وإبرامه، أو الأصول فله فيها الفصوص والفصول، أو الأدب وما يتعاطاه من العربية العرب فهو مبديه ومعيده، ومعطيه ومفيده
 .. ولا عجب بعد ذلك بأن يوصف بأنه في التفسير ابنُ عباس، وفي الحديث ابنُ عمر، وفي الفقه معاذ، وفي القضاء علي، وفي الفرائض زيد، وفي القراءة أبي، وفي الشعر حسان ..
ميلاده ونشأته :
ولد  رحمه الله  بغزة، وقيل: بعسقلان سنة خمسين ومائة ، وقد قيل إنه ولد في اليوم الذي توفي فيه الإمام أبو حنيفة ، وكأن الله عز وجل شاء ألا يقبض روحه إلا بعد أن يخلف على الأمة الإسلامية بعالم لا يقل قدرًا وشأنا عنه ..
 وقد مات أبوه وهو صغير ، فحملته أمه إلى مكة وهو ابن سنتين؛ لئلا يضيع نسبه ، فنشأ بها وقرأ القرآن وهو ابن سبع سنين، وحفظ الموطأ وهو ابن عشر .. )الذهبي : سير أعام النبل .. ج 10 ص 11)
ثم شرع في تلقي العلم عن علماء مكة في عصره أمثال: مسلم بن خالد الزنجي مفتي مكة ، وعمه محمد بن علي بن شافع ، وسفيان بن عيينة ، وعبد الله بن أبي بكر المليكي ، وسعيد بن سالم ، والفضيل بن عياض ..
وظهرت عليه علامات النبوغ مبكرا ؛ حتى ذُكر أن مسلم بن خالد الزنجي قال له : وهو دون العشرين آن لك والله أن تفتي .. ) ابن كثير : طبقات الشافعيين ).. وكان سفيان بن عيينة إذا جاءه شيء من التفسير أو الفتيا التفت إليه )وهو تلميذ في حلقته ) فقال: سلوا هذا الغلام..
ثم ازداد شغفه بالعلم حتى ذُكر أنه قال : "كانت نهمتي في الرمي وطلب العلم، فنلت من الرمي حتى كنت أصيب من عشرة أنت  والله : » وسكت عن العلم ، فقال له عمرو بن سواد « عشرة  في العلم أكبر منك في الرمي . )الذهبي : سير أعلام النبلاء ج 10 ص 12)
وقد استطاع بهذا النهم الشديد أن يتغلب على الحالة المادية القاسية التي كان يعيشها ، تلك الحالة التي وصفها بقوله : "كنت يتيما في حجر أمي ، ولم يكن معها ما تعطي المعلم، وكان المعلم قد رضي من أمي أن أخلفه إذا قام، فلما ختمت القرآن دخلت المسجد، وكنت أجالس العلماء فأحفظ الحديث، أو المسألة، وكان منزلنا بمكة في شعب الخيف ، فكنت أنظر إلى العظم فأكتب فيه الحديث أو المسألة، وكانت لنا جرة عظيمة إذا امتلأ العظم طرحته في الجرة )ابن كثير : طبقات الشافعيين ).. وفي رواية أخرى أنه قال لم يكن لي مال ، وكنت أطلب العلم  في الحداثة ، وكنت أذهب إلى الديوان أستوهب الظهور فأكت .. » فيها
 وبعد فراغه من السماع من شيوخ مكة بدأ في الترحال من أجل طلب العلم خارجها ، فنزل البادية فأقام بها مدة طويلة يتلقى اللغة من أفواه الأعراب ؛ حتى صار من أعلم الناس بالعربية ، وقد أقمت في بطون العرب عشرين سنة آخذ أشعارها « : ذُكر أنه قال ولغاتها ، وحفظت القرآن ، فما علمت أنه مر بي حرف إلا وقد وهو ») علمت المعنى فيه والمراد ، ما خلا حرفين : أحدهما ) دساها لا يعني بإقامته بالبادية عشرين عاما الانقطاع الكامل بها وإنما التردد عليها .
ثم قدم المدينة وهو ابن نَيِّفٍ وعشرين سنة ، فقرأ الموطأ على مالك  وكان قد حفظه من قبل  فأعجبته قراءته وهمته، وأخذ عنه علم الحجازيين بعد أخذه عن مسلم بن خالد الزنجي.
 وبعد فراغه من القراءة والسماع على الإمام مالك سافر في طلب العلم إلى العراق ، وذلك سنة خمس وتسعين ومائة فأقام ببغداد سنتين يتنقل بين علمائها وحفاظها وأدبائها ، وكانت وقتها ملتقى العلماء في شتى الفنون ، وتعد عاصمة العلم الأولى عالميا .. وفي بغداد كان التقاؤه بأحمد بن حنبل فأعجب بنجابته وإخلاصه حتى إنه ) أي ابن حنبل ) ظل يدعو له في صلاته أي رجل كان « : نحواً من أربعين سنة ، ولما قال له ابنه عبد الله الشافعي فإني سمعتك تكثر من الدعاء له، فقال: يا بني، كان الشافعي كالشمس للدنيا ، وكالعافية للبدن، هل لهذين من خلف أو عنهما من عوض. »!؟
 كما لازم بالعراق محمد بن الحسن الشيباني ، فكتب عنه  كما قال  وقر بعير )أي كتبا تقدر بوقر بعير ) فشمله برعايته ،وكان كثير الإحسان إليه ، يقول أحمد بن الحسن الحماني رأيت الشافعي عند محمد بن الحسن ، وقد دفع إليه خمسين دينارا، وكان قبل قد دفع إليه خمسين درهما ، وقال : إن اشتهيت العلم فالزم " وتتابعت عليه عطاياه حتى زادت على ألفي دينار ، وكان  ذلك بداية ثرائه ..
ثم خرج من بغداد إلى مكة ، فمكث بها فترة ثم عاد إلى بغداد سنة ثمان وتسعين ومائة ، وقد علا نجمه ليكون مقصدا لكل من يقصدها من العلماء والفقهاء ، ولكنه اضطر للهجرة منها بعد ابتداع فكرة خلق القرآن الكريم ، موجها وجهه هذه المرة تجاه مصر ، وكان وصوله إليها في سنة تسع وتسعين ومائة، وقيل سنة إحدى ومائتين ، وفي رحابها أسس مدرسته الفقهية التي حملت فيما بعد اسم المذهب الشافعي .
ورعه وإخلاصه :
وكان  رحمه الله  من أحسن الناس قصداً وإخلاصاً، كان يقول: "وددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا ينسب إلي شيء منه أبداً فأوجر عليه ولا يحمدوني" .
 وقال" لأن يلقى الله العبدُ بكل ذنب ما خلا الشرك بالله خير له من أن يلقاه بشيء من الأهواء "
حرصه على الالتزام بحديث النبي صلى الله عليه وسلم وسنته: وقد كان حريصا على التقيد بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ويقول : "إذا صح عندكم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا به ودعوا قولي، فإني أقول به، وإن لم تسمعوا مني  وفي رواية  فلا تلتفتوا إلى قولي  " أو فاضربوا بقولي  عرض الحائط، فلا قول لي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
 تقديره لأهل الحديث : عليكم بأصحاب « : وكان شديد التقدير لأهل الحديث ، ويقول إذا رأيتُ رجلاً من  : وقال  الحديث فإنهم أكثر الناس صواباً أصحاب الحديث فكأنما رأيت رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، جزاهم الله خيراً، حفظوا لنا الأصل، فلهم علينا الفضل. (صهيب عبد الجبار : الجامع الصحيح للسن . 3 / والمسانيد  1 ) وكان يقول لأهل الحديث : أنتم الصيادلة ونحن الأطباء . ويقول : . » قراءة الحديث خير من صلاة التطوع « كراهيته لعلم الكلام وتحذيره منه: وكان  رحمه الله  يحذر من علم الكلام الذي ابتدعه الفلاسفة، يقول الساجى عن الزعفرانى : كان الشافعي يكره الكلام ، وقال المزني : كنت أنظر في الكلام قبل أن يقدم الشافعي ، فلما قدم أتيته ، فسألته عن مسألة من الكلام ، فقال لي : تدري أين أنت؟ قلت : نعم ، في مسجد الفسطاط ، فقال لي : أنت في تاران (يقصد ما فيه من ضلال) وتاران موضع في بحر القُلزم لا تكاد تسلم منه سفينة ، ثم ألقى علي مسألة في الفقه ، فأجبت، فأدخل شيئا أفسد جوابي ، فأجبت بغير ذلك ، فأدخل شيئا
أفسد جوابي ، فجعلت كلما أجبت بشيء أفسده . ثم قال لي: هذا الفقه الذي فيه الكتاب والسنة وأقاويل الناس ، يدخله مثل هذا ، فكيف الكلام  في رب العالمين الذي فيه الزلل كثير . (سير  أعلام النبلاء - ج 10 / ص 26 )لو علم الناس ما « : وقال ابن عبد الحكم سمعت الشافعي يقول وقال: سُئِلَ مالك عن الكلام والتوحيد فقال : محال أن نظن بالنبي صلى الله عليه وسلم أنه علم أمته الاستنجاء ولم يعلمهم التوحيد ، التوحيد ما قاله النبي صلى الله عليه فما » أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُوْلُوا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله « : وسلم عُصم به الدم والمال حقيقة التوحيد .
كرمه الزائد :
وَكان  رحمه الله  شديد الكرم ، قال عمرو بن سواد : كان الشافعي أسخى الناس على الدينار والدرهم والطعام ، ويقول المزني : كنت عند الشافعي يوما ودخل عليه جار له خياط فأمره بإصلاح أزراره فأصلحها فأعطاه الشافعي دينارا ذهبا ( وهذا قدر كبير جدا بالنسبة لما قام به ) فنظر إليه الخياط وضحك ، فقال له الشافعي خذه فلو حضرنا أكثر منه ما رضينا لك به فقال له : أبقاك الله إنما دخلنا عليك لنسلم عليك ، فقال الشافعي فأنت إذن ضيف زائر وليس من المروءة الاستخدام بالضيف الزائر .. وقال الربيع وسمعت الحميدى يقول : خرج الشافعي إلى اليمن مع بعض الولاة ثم انصرف إلى مكة بعشرة آلاف درهم ، فضرب خباء في موضع خارج من مكة ، فكان الناس يأتونه فما برح من موضعه ذلك حتى فرقها كلها.. وقال أيضا ( أي الربيع ) : تزوجت فسألني الشافعي : كم أصدقتها؟ قلت : ثلاثين دينارا ، عجلت منها ستة ، فأعطاني أربعة وعشرين دينارا . .. وركب ذات يوم ومشيت خلفه ، فناوله إنسان رقعة يقول فيها : إنني رأس مالي درهم ، وقد تزوجت فأعني ، فقال : يا ربيع أعطه ثلاثين دينارا ، وأعذرني عنده ، فقلت : أصلحك الله ، إن هذا يكفيه عشرة دراهم ، فقال : ويحك ! وما يصنع بثلاثين ؟ أفي كذا أفي كذا , وأخذ يعدد ما يصنع في جهازه .) سير أعلام النبلاء ..)38 /10)  
سعة علمه وكثرة معارفه :
وكان  رحمه الله  واسع المعرفة ، وقد ذكرت من قبل بعض الإشارات إلى مدى إلمامه بالعربية والتفسير والفقه ، ويقول ابن عبد الحكم :" ما رأينا مثل الشافعي: كان أصحاب الحديث ونقاده يجيئون إليه، فيعرضون عليه , فربما أعل نقد النقاد منهم، ويوقفهم على غوامض من نقد الحديث، لم يقفوا عليها، فيقومون وهم متعجبون، ويأتيه أصحاب الفقه: المخالفون والموافقون، فلا يقومون إلا وهم مذعنون له بالحذق والدراية ، ويجيئه أصحاب الأدب، فيقرؤون عليه الشعر، فيفسره، ولقد كان يحفظ عشرة آلاف بيت شعر من أشعار هذيل، بإعرابها وغريبها ومعانيها ، وكان من أضبط الناس للتاريخ، وكان يعينه على ذلك شيئان: وفور عقل، وصحة دين، وكان ملاك أمره إخلاص العمل لله.( ابن كثير : طبقات الشافعيين) . دعوته لنبذ الفرقة : وكان  رحمه الله  يدعو لنبذ الفرقة ويحذر منها ، ويرى أن المسلمين ينبغي أن يكونوا متحدين متآخين وإن اختلفت آراؤهم ، يقول يونس الصدفي : ما رأيت أعقل من الشافعي ، ناظرته يوما في مسألة ثم افترقنا ، ولقيني فأخذ بيدي ثم قال : يا أبا موسى ألا يستقيم أن نكون إخوانا وإن لم نتفق في مسألة . تحذيره من الجدال والبدع : وكان يحذر من المراء والبدع واتباع أهل الأهواء ، ويقول : المراء في الدين يقسي القلب ويورث الضغائن ، ويقول: " لأن يلقى الله المرءُ بكل ذنب، خلا الشرك بالله تبارك وتعالى خير له من أن يلقاه بشيء من الأهواء ، ويقول الربيع قال لي الشافعي : يا ربيع ! أقبل مني ثلاثة : لا تخوضن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن خصمك النبي صلى الله عليه وسلم غدا ، ولا تشتغل بالكلام فإني قد اطلعت من أهل الكلام على التعطيل
وقال أبو ثور قال الشافعي  رحمه الله(سير أعلام النبلاء 28   /10   )  : حكمي في أصحاب الكلام أن يطاف بهم في القبائل، وينادي عليهم: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة، وأقبل على الكلام.
ترفعه عن الانشغال بالمبتدعة وتضييع الوقت معهم :
ورغم كراهيته الشديدة للمبتدعة إلا أنه كان يضن بوقته أن يضيعه في جدالهم ، قَالَ الربيع : قال لي الشافعي : لو أردت أن أضع على كل مخالف كتابا لفعلت ، ولكن ليس الكلام من شأني ، ولا أحب أن ينسب إلي منه شيء. وقد قال الذهبي معلقا على ذلك : هذا النفس الزكي متواتر عن الشافعي .( سير أعلام . النبلاء ج 10 / ص 53)
مروءته :
وكان شديد المروءة ، ويقول : لو علمت أن الماء البارد إذا شربته أذهب مروءتى ما شربت الماء إلا حارا ... الانتقاء في فضائل ..( الثلاثة الأئمة الفقهاء ج 1 / ص 94)
حثه للفقهاء على التواضع :
وكان ينصح العلماء بالتواضع ويقول: ينبغي للفقيه أن يضع التراب على رأسه تواضعا  مراجعته لعلمه وآرائه : وكان  رحمه الله  يدور مع الحق حيث دار ، ويغير رأيه الفقهي إذا ظهر له ما هو أكمل وأجود مما كان يذهب إليه ، ولذلك كان العلماء من بعده يحرصون على الاهتداء بكتبه التي كتبها في مصر دون العراق ، وقال أحمد بن حنبل  رحمه الله : عليك بالكتب التي عملها بمصر ، فإنه وضع هذه الكتب بالعراق ، ولم يحكمها ، ثم رجع إلى مصر ، فأحكم تلك . (سير أعلام النبلاء . - ج 10 / ص 56)
تخففه من الطعام وزهده :
وكان  رحمه الله  زاهدا في متع الدنيا قليل الطعام ، وقد ما شبعت من طعام منذ ست عشرة سنة  : أُثر عنه أنه قال لأن الشبع يثقل البدن،  وزاد إلا مرة، فأدخلت يدي فتقيأتها ويقسي القلب ، ويزيل الفطنة ، ويجلب النوم ، ويضعف عن العبادة .. وقال : عليك بالزهد ، فإن الزهد على الزاهد أحسن من الحلي على المرأة الناهد»
حثه على تعلم اللغة العربية :
وكان يحث على تعلم اللغة العربية ، ويرى أن جهل الناس بأمور دينهم واختلافهم سببه جهلهم بلسان العرب ، ويقول: ما جهل الناس ولا اختلفوا إلا لتركهم معرفة لسان العرب، وميلهم إلى لسان أرسطاطاليس
 من أقواله الحكيمة :
 وقد أثر عنه  رحمه الله  كثير من الكلام الذي جرى على ألسنة الناس بعده مجرى الحكم ، ومن ذلك قوله :
·      من تعلم القرآن عظمت قيمته ، ومن تكلم في الفقه نما قدره، ومن كتب الحديث قويت حجته ، ومن نظر في اللغة رق طبعه، ومن نظر في الحساب جزل رأيه ، ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه .
·      ليس من قوم يخرجون نساءهم إلى رجال غيرهم ورجالهم إلى نساء غيرهم إلا جاء أولادهم حمقى ..
·      ثلاثة أشياء ليس لطبيب فيها حيلة الحماقة والطاعون والهرم.
·      لا ينبغي لأحد أن يسكن بلدة ليس فيها عالم ولا طبيب .
·      صحبة من لا يخاف الله عار .
·      ليس العاقل الذي يقع بين الشر والخير فيختار الخير إنما العاقل
·      الذي يقع بين الشرين فيختار أيسرهما ..
·      رياضة ابن آدم أشد من رياضة الدواب ..
·      ينبغي للرجل أن يتوخى لصحبته أهل الوفاء والصدق كما يتوخى لوديعته أهل الثقة والأمانة .
·      أظلم الظالمين لنفسه الذي إذا ارتفع جفا أقاربه وأنكر معارفه واستخف بالأشراف وتكبر على ذوى الفضل .
·      من سأل صاحبه فوق طاقته فقد استوجب الحرمان .
·      لا ينفعك من جار السوء التوقي ..
·      ثلاث خصال من كتمها ظلم نفسه ..  العلة من الطبيب والفاقة من الصديق والنصيحة للإمام ..
·      من غلب عليه حب الدنيا وشهوتها ألزمته العبودية لأهلها ومن رضي بالقنوع  زال عنه الخضوع ..
·      الحلم أنصر من الرجال فأول عوض الحليم من حلمه أن الناس أنصاره على الجاهل
·      كيف يزهد فى الدنيا من لا يعرف قدر الآخرة ؟! وكيف يخلص
·      من الدنيا من لا يخلو من الطمع الكاذب ، وكيف يسلم من الناس
·      من لا يسلم الناس من لسانه ويده ، وكيف ينطق بالحكمة من لا يريد بقوله الله عز وجل ..
ثناء العلماء عليه :
هذا وقد أثنى عليه كثير من العلماء الأفاضل في عصره وبعد عصره ، ومن هؤلاء :
يحيى بن معين الذي قال : لو كان الكذب له مباحاً مطلقاً لكانت مروءته تمنعه أن يكذب .
وابن أبي حاتم الذي قال : سمعت أبي يقول: الشافعي فقيه البدن صدوق اللسان.
وداود بن علي الظاهري الذي قال : للشافعي من الفضائل ما لم يجتمع لغيره من: شرف نسبه، وصحة دينه ومعتقده، وسخاوة نفسه، ومعرفته بصحة الحديث وسقمه وناسخه ومنسوخه، وحفظه الكتاب والسنة وسيرة الخلفاء، وحسن التصنيف، وجودة الأصحاب والتلامذة ... كان الشافعي من أعلم الناس بمعاني القرآن والسنة، وأشد الناس نزعاً للدلائل منهما..
وأحمد بن حنبل الذي قال : إذا سئلت عن مسألة لا أعلم فيها خبرا قلت فيها بيقول الشافعي لأنه عالم قريش ..
وسويد بن سعيد الذي قال: كنا عند سفيان بن عيينة بمكة فجاء الشافعى فنظر إليه ابن عيينة فقال : هذا أفضل فتيان أهل زمانه ..
ويحيى بن سعيد القطان الذي قال : أنا أدعو الله للشافعي حتى فى صلاتي ..
وبحر بن نصر الذي قال : كنا إذا أردنا أن نبكي قال بعضنا لبعض: قوموا إلى هذا الفتى المطلبي يقرأ القرآن ، فإذا أتيناه (يصلي في الحرم ) استفتح القرآن حتى يتساقط الناس ويكثر عجيجهم بالبكاء من حسن صوته فإذا رأى ذلك أمسك من القراءة .
وقول الربيع: أقام الشافعي على قراءة العربية وأيام الناس عشرين سنة، وقال: ما أردت بذلك إلا الاستعانة على الفقه... وكان عربي النفس، عربي اللسان، ولو رأيته وحسن بيانه وفصاحته لتعجبت منه، ولو أنه ألف هذه الكتب - على عربيته التي كان يتكلم به - لم يُقدر على قراءة كتبه.
وفاته :

وكانت وفاته يوم الجمعة آخر يوم من شهر رجب سنة أربع ومائتين، وله نيف وخمسون سنة، ودفن بعد العصر من يومه بالقرافة الصغرى بالقرب من جبل المقطم ، فرحمه الله رحمة واسعة ، ورزقنا الله عز وجل الاقتداء بهديه ، والتشبه بخلقه، والانتفاع بعلمه

مواضيع ذات صلة
الأعلام المسلمة, التاريخ الأسلامي, دراسات,

إرسال تعليق

0 تعليقات