ادعمنا بالإعجاب

الخطاب القرآني في ضوء العلوم اللغوية

د/ هلال الدين محمد نعمان

المقدمة‏
تعددت البحوث في مجال اللسانيات وعظمت فوائدها، وتعددت أغراضها ومقاصدها تبعاً لتعدد مناهجها، ولم تعد هذه الدراسة حكراً على أحد؛ أي لم تبق في الموطن الذي أنتجها وبلغة فلاسفتها ومفكريها ومنظريها، بل تجاوزت حدوده، وهاجرت إلى بيئات أخرى حاملة معها رياح التجديد على المستويين: النظري والتطبيقي، والبيئة العربية هي إحدى المحطات الهامة لهذا العلم الجديد الذي حط رحاله بها، وراح العلماء العرب يدرسون أسس هذا العلم ومناهجه ترجمة واقتباساً وتنظيراً، وبدأوا يطبقون مناهجه على لغتهم، فكانت تلك النتائج الباهرة في مجال الدراسات الصوتية والصرفية والتركيبية والدلالية، وإذا كانت الدراسات المبكرة لهذا العلم أجريت حول النصوص الشعرية والنثرية، فإن النص القرآني لم يلق حظه في تسليط المناهج اللسانية الحديثة على نصوصه. هذا، وسنحاول  تسليط الضوء على هذا الموضوع من خلال ما يأتي:‏
أولا- الدراسات اللغوية القديمة
تعد اللغة أحد أبرز الظواهر الاجتماعية أهمية لما لها من صلة وثيقة بجميع مظاهر الحياة الإنسانية، فهي التي تنقل الأفكار وتعبر عن المشاعر والأحاسيس، وتترجم سلوك الناس وتعبر عن مواقفهم وأغراضهم، وهي التي نقلت لنا مظاهر الحضارات المختلفة من: علوم وفنون وآداب وعادات وتقاليد وغيرها، ونظراً للأهمية التي تكتسيها اللغة في المجال الحضاري ارتأى العلماء والمفكرون والفلاسفة دراسة اللغة دراسة علمية، بِغية معرفة خصائصها والوقوف على أسرارها.‏
ولعل أقدم دراسة لغوية وصلتنا في هذا المجال هي دراسة العالم الهندي (بانيي) الذي درس اللغة السانسكريتية في القرن (4 ق.م) خدمة للكتاب المقدس (الفيدا) حتى لا تتعرض اللغة المقدسة للتحريف؛ لأن أي خطأ أو تحريف من شأنه أن يقضي على الاحتفال الديني قضاء مبرماً. فقد "وصف النظام الصوتي لتلك اللغة وبنيتها الصرفية  والنحوية وصفاً دقيقاً للغاية"[1].‏
ولم يكن للعرب أي نوع من هذه الدراسات اللغوية في مرحلة ماقبل الإسلام، أعني (العصر الجاهلي)، فمن الناحية الزمنية هم متأخرون عن غيرهم في هذا المجال، ويبدو أن المحاولات الأولى للدرس اللغوي عند العرب كانت مرتبطة بالدين وبالعقيدة، فهم ليسوا بدعة في هذا المجال.‏
فإذا كانت الدراسات اللغوية للهنود مرتبطة بالكتاب المقدس (الفيدا)، والدراسات اللغوية للصينيين مرتبطة بالنصوص الدينية البوذية، فإن اليونان درسوا أشعارهم وملاحمهم الحماسية والدينية، كما درس العبرانيون لغتهم خدمة للتوراة، ودرس المسيحيون لغتهم خدمة للإنجيل.‏
والذي يعنينا في هذا المجال هو الدرس اللغوي العربي: فقد ظهر مرتبطاً بالقرآن الكريم مظهراً ونشأة ورسوخاً. ويمكن تصنيف المشتغلين بعلوم اللغة إلى مجموعتين:‏
أ ـ المجموعة الأولى: اهتمت ببنية اللغة من أصوات وكلمات وتراكيب (جملة)، وأحسن من يمثلها (سيبويه)، ويطلق على هذه المجموعة النحاة أو النحويون.‏
ب ـ المجموعة الثانية: اهتمت بمفردات اللغة ودلالاتها جمعاً وتصنيفاً، ويمثل هذه المجموعة كتاب العين للخليل والجمهرة لابن دريد والرسائل اللغوية للأصمعي وغيرها[2]. ويطلق على هذه الفئة اللغويون أو علماء اللغة، "وقد وصف مجال البحث عن المجموعة الأولى بأنه النحو أو علم العربية، بينما وصف بحث المجموعة الثانية بعلم اللغة أو فقه اللغة أو متن اللغة، وقد وجدت محاولات أخرى لوصف علوم اللغة العربية، فسميت بعلم اللسان أو علوم اللسان العربي أو علوم الأدب أو العلوم العربية"[3].‏
إذن، ظهرت الدراسات اللغوية في فترة متقدمة من ظهور الإسلام، وأول أثر نحوي وصلنا في هذا المجال هو كتاب (سيبويه)، الذي درس فيه اللغة من جوانبها النحوية والصرفية والصوتية دراسة علمية دقيقة، وكانت النصوص محل الاستشهاد لديه الأبيات الشعرية والآيات القرآنية (الأبيات الشعرية ألف و خمسون بيتاً 1050، والآيات القرآنية أربعمائة وثلاث وعشرون آية 423)[4].‏
ثانيا- كيفية فهم الخطاب القرآني‏
روى أبو بكر بن شقير عن أبي جعفر الطبري أنه قال: "سمعت الجرمي يقول: أنا مذ ثلاثين سنة أفتي الناس في الفقه من كتاب سيبويه"[5]. ومعنى ذلك أنه كان يعتمد على النحو في فهم القرآن الكريم وتفسيره واستنباط الأحكام الفقهية على ضوئِه ووفقاً لأحكامه ـ الأحكام النحوية ـ وقواعده، وأن النحو أداة مهمة من أدوات التحليل اللساني مما جعل الأقدمين يتوسلون معنى الكتاب الحكيم من خلال النحو. وعلى ضوء ذلك سار ابن خلدون، فبعدما تكلم عن علوم اللسان العربي وأركانه الأربعة (اللغة، النحو، والبيان، والأدب) ابتدأها بالنحو الذي قال عنه: "والأهم المقدم منها النحو، إذ به يتبين أصول المقاصد بالدلالة، فيعرف الفاعل من المفعول والمبتدأ من الخبر، ولولاه لجهل أصل الإفادة، وكان من حق علم اللغة التقدم لولا أن كثرة باقية في موضوعاتها لم تتغير بخلاف الإعراب الدال على الإسناد والمسند والمسند إليه فإنه تغير بالجملة"[6]
وهذا دلالة واضحة على أهمية النحو في تبيين أصول المقاصد بالدلالة عليها، وذلك بمعرفة الضمائم الموجودة بين الدوال في الجمل من حيث الفاعل والمفعول والمبتدأ والخبر، ولولاه لجهل أصل الإفادة.‏
وقد نحا الجرجاني هذا المنحى حينما قال: "أن الألفاظ مغلقة على معانيها حتى يكون الإعراب هو الذي يفتحها، وأن الأغراض كامنة فيها حتى يكون هو المستخرج لها، وأنه المعيار الذي لا يتبين نقصان كلام ورجحانه حتى يعرض عليه، والمقياس الذي لا يعرف صحيح من سقيم حتى يرجع إليه"[7]. وعلى الرغم من أهمية النحو في توسل المعنى، إلا أنه من الناحية العلمية والمنهجية لا يمكن فهم الخطاب القرآني أو الآية القرآنية من خلال مستوى واحد من مستويات التحليل اللساني. فهناك الصوت باعتباره المادة الخام للغة، والصرف والدلالة والبلاغة والمعجم وغيرها. لأن القرآن لابد أن ننظر إليه بنظرة شمولية، فلابد من الاستعانة بالأدوات التحليلية مجتمعة حتى يتسنى لنا فهم الخطاب فهماً صحيحاً.‏
فنحن أمام مدونة لغوية (القرآن)، فيجب أن نتعامل معها على أنها كتاب لغة ـ مع العلم بأنه قبل أن يكون كذلك فهو كتاب هداية للناس وكتاب تشريع وأخلاق وعبادات ومعاملات إلى ما هنالك ـ فيها باث ومتلق ورسالة لغوية.‏
ثالثا- طريقة القدماء في تحليل الخطاب‏
تعد الدراسة العلمية للخطاب مفهوماً حديثاً، ظهر مع الثورة الفكرية والعلمية والمنهجية التي ظهرت مع المناهج النقدية واللسانية الحديثة. والعرب أمة لها عراقة في مجال العلم والإبداع والتأليف، عرفت تحليل الآثار الأدبية (النصوص) بطريقتها الخاصة والتي أراها علمية للغاية، ولم تعرف تحليل الخطابات المختلفة وفق المناهج الحداثية (النقدية واللغوية) بالطريقة العلمية إلا بعد ظهور كتاب (محاضرات في اللسانيات العامة) لفردينان دي سوسير. وفي مرحلة متقدمة من تاريخنا الحضاري لم يطلق القدماء على القرآن الكريم تسمية (خطاب) ولم يصفوه بغير الأوصاف التي وصف الله بها كتابه، ولم يسموه إلا بالتسميات التي سماه الله بها تقديساً وتكريماً وتنزيهاً له من كل نقص فقالوا عنه:‏
1.     القرآن: بدليل قوله تعالى: ( يس، والقرآن الحكيم ) [يس : 1. 2].‏
2.     الفرقان: ( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ) [الفرقان:1].‏
3.     الكتاب: ( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ) [البقرة:1].‏
4.     التنزيل: ( وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين ) [الشعراء: 192 ـ 195].‏
5.     الذكر: ( إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز ) [فصلت: 41].‏
6.     الوحي: ( واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك ) [الكهف: 27].‏
هذا وسنحاول بسط نماذج تحليلية قديمة ونبدأ.‏
النموذج الأول للجرجاني (ت 471 هـ)‏
يتبع الجرجاني في تحليله للشعر والقرآن مبدأ البيت المفرد ـ حيث يعتبر البيت اللبنة الأولى والمنطلق في تحليل الخطاب ـ والآية المفردة أو جزء منها كما يتناول في سياق حديثه جملاً محددة مستمدة من واقع الحياة وقتذاك. يقول الجرجاني في سياق حديثه عن مسألة  (إنما) "اعلم أن موضوع (إنما) على أن تجيء لخبر لا يجهله المخاطب ولا يدفع صحته، أو لما ينزل هذه المنزلة. تفسير ذلك أنك تقول للرجل: إنما هو أخوك وإنما هو صاحبك القديم: لا تقوله لمن يجهل ذلك ويدفع صحته، ولكن لمن يعلمه ويقرّ به، إلا أنك تريد أن تنبهه للذي يجب عليه من حق الأخ وحرمة الصاحب"[8]، ثم يتناول بيتاً من الشعر:‏
إنما أنت والد والأب القا * طع أحنى من واصل الأولاد‏
لم يرد أن يعلم كافوراً أنه والد، ولا ذاك مما يحتاج كافور فيه إلى الإعلام، ولكنه أراد أن يذكره منه بالأمر المعلوم ليبني عليه استدعاء ما يوجبه كونه بمنزلة الوالد. ومثل ذلك قولهم: "إنما يعجل من يخشى الفوت. وذلك أن المعلوم الثابت في النفوس أن من لم يخش الفوت لم يعجل"[9].‏
ثم يتناول أمثلة من القرآن: "ومثاله من التنزيل قولـه تعالى: "إنما يستجيب الذين يسمعون" (الأنعام: 36)، وقوله تعالى: "إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب" (يس: 11)، وقوله تعالى: "إنما أنت منذر من يخشاها" (النازعات: 45).‏
كل ذلك تذكير بأمر ثابت معلوم، وذلك أن كل عاقل يعلم أنه لا تكون استجابة إلا ممن يسمع ويعقل ما يقال له ويدعى إليه، وأن من لم يسمع ولم يعقل لم يستجب. وكذلك معلوم أن الإنذار إنما يكون إنذاراً ويكون له تأثير إذا كان مع من يؤمن بالله ويخشاه ويصدق بالبعث  والساعة، فأما الكافر الجاهل فالإنذار وترك الإنذار معه واحد، فهذا مثال ما الخبر فيه خبر بأمر يعلمه المخاطب ولا ينكره بحال"[10].‏
ويلاحظ أن الجرجاني يعتمد في تحليله للخطاب على البيت المفرد الذي يفجره من الداخل تفجيرا، ولا يعتمد القصيدة ككل أي لا يعتمد الخطاب الشعري. كما أنه يأخذ آيات قرآنية محددة من هنا وهناك مجردة عن السياق الذي ترد فيه. وهذا التحليل يبتعد عن النظرة الشمولية التي يفترض أن تبقى على الخطاب اللساني، والخطاب القرآني بوجه أخص.‏
النموذج الثاني للزوزني (ت 486 هـ)
يتبع الزوزني في تحليله للقصيدة مبدأ البيت الواحد، يقول الزوزني في مستهل حديثه عن معلقة زهير بن أبي سلمى:‏
أمن أم أوفى دمنة لم تكلم * بحومانة الدراج فالمتثلم‏
"الدمنة: ما اسود من آثار الدار بالبعر والرماد وغيرهما، والجمع الدمن، والدمنة: الحقد.‏
والدمنة السرجين: فهي في البيت بالمعنى الأول. وحومانة الدراج والمتثلم: موضعان، وقولـه: أمن أم أوفى. يعني أمن منازل الحبيبة المكنية بأم أوفى دمنة لا تجيب، وقوله: لم تكلم. جزم بلم. ثم حرك الميم بالكسر لأن الساكن إذا حرك كان الأحرى تحريكه بالكسر، ولم يكن بد ها هنا من تحريكه ليستقيم الوزن ويثبت السجع، ثم أشبعت الكسرة بالإطلاق لأن القصيدة مطلقة القوافي.‏
يقول أمن منازل الحبيبة المكنية بأم أوفى دمنة لا تجيب سؤالها بهذين الموضعين، أخرج الكلام في معرض من الشك ليدل بذلك على أنه لبعد عهده بالدمنة وفرط تغيرها لم يعرفها معرفة قطع وتحقيق. والحومانة: الأرض الغليظة في قوله بحومانة الدراج أي بالأرض الغليظة من هذا الموضع كما قال طرفة ببرقة ثهمد[11].‏
إن الزوزني يعتمد في تحليله للقصيدة على البيت المفرد، فيقوم بتجزئة القصيدة (الخطاب الشعري) إلى أبيات، ثم يقوم  بتحليل البيت إلى مكوناته الأساسية، مبرزاً معاني الكلمات ووجوه الإعراب ليصل في النهاية إلى معنى البيت.‏
 النموذج الثالث للزمخشري (ت 538هـ)
أما الزمخشري فيأخذ مجموعة من الآيات، وهو مايمكن أن نسميه (الخطاب)، فيبدأها بذكر أسباب النزول، ثم يبين أوجه الإعراب الموجودة فيها، والمعاني المتوخاة منها بالشرح والتفسير والتعليل، مستشهداً بآيات قرآنية أخرى غير الآيات محل الدرس والتحليل، ضارباً أمثلة من الشعر. من ذلك قوله تعالى: ?اقرأ باسم ربك الذي خلق(1) خلق الإنسان من علق(2) اقرأ وربك الأكرم(3) الذي علم بالقلم(4) علم الإنسان مالم يعلم(5)? [العلق: 1 ـ 5].‏
يستهل الزمخشري تفسير هذه الآيات بذكر سبب النزول: "عن ابن عباس ومجاهد: هي أول سورة نزلت، وأكثر المفسرين على أن الفاتحة أول ما نزل ثم سورة القلم"[12]. ثم يبين وجوه الإعراب: "محل (باسم ربك) النصب على الحال. أي اقرأ مفتتحاً باسم ربك، قل باسم الله، ثم اقرأ. فإن قلت: كيف قال (خلق) فلم يذكر له مفعولاً، ثم قال(خلق الإنسان)؟ قلت: هو على وجهين: إما أن لا يقدر له مفعول وأن يراد أنه الذي حصل منه الخلق واستأثر به لا خالق سواه. وإما أن يقدر ويراد خلق كل شيء، فيتناول كل مخلوق لأنه مطلق، فليس بعض المخلوقات أولى بتقديره من بعض"[13]. وبعدها يسترسل في تبيين معنى النص: "وقوله: (خلق الإنسان) تخصيص للإنسان من بين ما يتناوله الخلق؛ لأن التنزيل إليه، وهو أشرف ما على الأرض. ويجوز  أن يراد: الذي خلق الإنسان، كما قال: "الرحمن، علم القرآن، خلق الإنسان"، فقيل (الذي خلق) مبهماً، ثم فسره بقوله (خلق الإنسان) تفخيماً لخلق الإنسان، ودلالة على عجيب نظرته. فإن قلت: لم قال (من علق) على الجمع، وإنما  خلق من علقة، كقوله "(من نطفة ثم من علقة)" قلت: لأن الإنسان في معنى الجمع، كقوله: "إن الإنسان لفي خسر". (الأكرم) الذي له الكمال في زيادة كرمه على كل كرم؛ ينعم على عباده النعم التي لا تحصى، ويحلم عنهم فلا يعاجلهم بالعقوبة مع كفرهم وجحودهم لنعمه وركوبهم المناهي وإطراحهم الأوامر، ويقبل توبتهم  ويتجاوز عنهم بعد اقتراف العظائم، فما لكرمه غاية ولا أمد، وكأنه ليس وراء التكرم بإفادة الفوائد العلمية تكرم، حيث قال: "الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان مالم يعلم"، فدل على كمال كرمه بأنه علم عباده ما لم يعلموا، ونقلهم من ظلمة الجهل إلى نور العلم، ونبه على فضل علم الكتابة لما فيه من المنافع العظيمة التي لا يحيط بها إلا هو، وما دونت العلوم ولا قيدت الحكم ولا ضبطت أخبار الأولين ومقالاتهم، ولا كتب الله المنزلة إلا بالكتابة؛  ولولا هي لما استقامت أمور الدين والدنيا؛ ولو لم يكن على دقيق حكمة الله ولطيف تدبيره دليل إلا أمر القلم والخط لكفى به. ولبعضهم في صفة القلم.‏
ورواقم رقش كمثل أراقم * قطف الخطا نيالة أقصى المدى‏
سود القوائم ما يجد مسيرها  *إلا إذا لعبت بها بيض المدى[14].‏
ويلاحظ أن الزمخشري في تحليله يعول على الخطاب ككل عاملاً فكره فيه ومبدياً رأيه باعتماد أدوات التحليل المناسبة: من ذكر سبب النزول، وتبيين وجوه الإعراب، وتحليل الخطاب باعتماد العقل والمنطق...‏
رابعا- معنى القرآن الكريم لغة‏
من الفعل قرأ يقرأ قراءة، يقال قرأ الكتاب: تتبع كلماته نظراً، نطق بها أولا، وقرأ الآية: نطق بها عن نظر أو عن حفظ[15]. وعليه، فكلمة القرآن تحمل معنى القراءة، قال تعالى: "فإذا قرأناه فاتبع قرآنه" (القيامة: 18).‏
واصطلاحاً، هو كلام الله المنزل على سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم [16]- بواسطة ملك الوحي جبريل، وهو المنقول إلينا بالتواتر والمتعبد بتلاوته، وهو الموجود بين دفتي المصحف والمبدوء بسورة الفاتحة والمختتم بسورة الناس.‏
خامسا- الخطاب اللساني‏
يعرفه أحد علماء اللسانيات بقوله: إنه متوالية من الجمل المترابطة فيما بينهما ترابطاً محدداً، على نحو يطرد فيه، فيجعل منه أسلوباً يكون خاصاً بمنشئه؛ ويجعل منه كلاً، وبتعبير أحدهم يجعل منه صرحاً متماسكاً ينظر فيه باعتباره كلاً"[17].‏
فاللسانيات تدرس اللغة دراسة علمية صحيحة، والخطاب هو مدار الدراسة اللسانية، فالباحث منه ينطلق وإليه يعود، وهذا ما ذهب إليه أحد اللسانيين حينما قال:"إن اللسانيات تتعهد بدراسة العلامة اللغوية لا من حيث هي غرض في ذاته ولا من حيث هي جزء بمفرده، ولكن من حيث هي عنصر مكون لنظام متماسك، وهذه الدراسة لا تقف عند تشخيص الفعل اللغوي في مستواه الأدائي، ولكن تأخذه في سلكه الدائري، إذ  تهتم اللسانيات بتوليد الحدث وبلوغه وظيفته ثم بتحقيقه ومردوده عندما يولد رد الفعل المنشود، وهكذا يكون موضوع علم اللسان اللغة في مظهرها الأدائي ومظهرها الإبلاغي وأخيراً في مظهرها التواصلي"[18].‏
فنحن أمام صرح متماسك يجب أن ننظر فيه نظرة فنية، نظرة تتعدى البناء لننظر في ما وراء البناء، أي الأساس الذي بني عليه والطريقة التي صمم وفقها هذا البناء لنصل بعدها إلى العناصر الجمالية التي روعيت أثناء التصميم.‏
سادسا- الخطاب القرآني‏
ومعنى الخطاب القرآني أن القرآن الكريم "نص في العربية ليس كمثله نص... لأنه صيغ صياغة لم يرق إليها نص، فهو الذي تحدى أرباب الفصاحة في العربية فأقروا بتفوقه وسموه تفوقاً وسمواً ألجأهم إلى الإقرار بأنه ليس قول بشر مع ماكانوا حراصاً على إبطاله وإبطال رسالة النبي الذي جاء به تنزيلاً من لدن حكيم حميد.‏
وهذا النص القرآني، جاء مؤلفاً ذلك التأليف الذي جعل منه نصاً فريداً ليكون منهاج حياة وخطة مسيرة للإنسان على طول الزمان وعرض المكان واختلاف البيئات. ومن هنا كان اختيار الكلمات فيه ثم تركيبها بعضها إلى جنب بعض وتعليق بعضها ببعض تعليقاً نسميه النظم أو التأليف قد روعي فيه أن يكون على نحو يحقق تلك الصلاحية المستطيلة المستعرضة المتعمقة ليصدق عليه ما قال عنه الرسول الكريم حين قال: فيه نبأ ما قبلكم وحكم ما بينكم..."[19].‏
ونقلت التعريف على طوله وبتمامه لأنه يتطابق تماماً مع التعريف العلمي للخطاب القرآني وطريقة نظمه، فنحن أمام خطاب جاءت كلماته متداخلة إثر بعضها البعض، ومحكمة إحكاماً قوياً، ودواله ومدلولاته متوافقة لفظياً ومعنوياً مما جعل من هذا الخطاب أرقى مستويات التعبير اللغوي الفني العربي على الإطلاق.‏
وهذا الخطاب جاء لغرض التبيين للبشر والتذكير والعبرة والتبصرة والدعوة إلى التأمل وغيرها، وهذا ما نلمسه من خلال سياقاته المختلفة التي يقول فيها[20] :‏
"وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم" (إبراهيم: 4).‏
"ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون" (البقرة: 221).‏
"وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون" (العنكبوت: 43).‏
"وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير" (الملك: 10).‏
"إن في ذلك لعبرة لأولى الأبصار" (آل عمران: 13).‏
"أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها" (محمد: 24).‏
"كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب" (ص: 29).‏
فنحن أمام خطاب لساني مبين في دواله ومدلولاته حيث قال عنه المولى جل جلاله:"وهذا لسان عربي مبين" (النحل: 103)، "فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه" (القيامة: 18 ـ 19)، "الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان"(الرحمن 1 ـ 4).‏
وإذا كان المولى قد تكفل بتفسير ما أشكل من معانيه"[21] للرسول – صلى الله عليه وسلم -  فإن النبي بدوره قد فسره للصحابة." ومهما يكن فالقرآن الكريم هو النص الذي أثار نشاطاً فكرياً ولغوياً عند العرب والمسلمين مما جعل كل الدراسات تتجه نحوه وقد كان الرسول  أول مفسر لهذا الخطاب بتكليف من رب العزة قال تعالى: "وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه" (النحل: 64). وبهذا يكون الحديث الشريف هو المذكرة التفسيرية للدستور السماوي"[22] .‏
وفيه يدعو صاحبه المولى جل جلاله المرسل إليه حامل هذا الوحي أن يبينه للناس كما يدعوه إلى تبيينه لهم الأمور التي اختلفوا فيها، فكان بذلك أول مفسر لهذا الخطاب، وهذا ما تبينه الأحاديث الشريفة، التي منها قوله: "فيه نبأ ما قبلكم وحكم ما بينكم..."، وقوله أيضاً في دعائه لابن عباس: "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل". والقرآن الكريم لم يتوقف عند هذا الحد، فهو يدعو الناس إلى النظر فيه وتأمله وإعمال الفكر فيه وتدبر معانيه، وذلك لا يكون إلا لمن يملك أدوات التحليل المناسبة لمعرفة مضامينه وللوقوف على دواله ومدلولاته وقوفاً صحيحاً، فطريقة فهمه لا يمكن أن تكون إلا عن طريق التأمل وإعمال الفكر بدليل الخطاب القرآني نفسه، وطريقة الفهم هذه تجعل المحلل (المفسر) لا يخرج عن هذا الخطاب، ولا يتقيد إلا بمعطياته الحقيقية، وبالتالي تخرج الأهواء والميول الفكرية والعلمية والمذهبية جانباً، وهذا يعد في حد ذاته مكسباً علمياً وحضارياً؛ لأن تلك المفاهيم والفلسفات تحول دون الفهم الصحيح لهذا الخطاب، لأن التقيد بمذهب معين يجعل صاحب هذا المذهب يدور في دائرة مغلقة تحكمه الأهواء ويقيده التعصب والتمذهب الذي من شأنه إعاقة حرية الفكر والبحث.‏
وهذه المدونة اللغوية نالت اهتمام العلماء والأدباء والفقهاء والبلغاء منذ القديم، فتعددت وجهات النظر فيها بتعدد وجهات الناظرين وصار لدينا:‏
أ) التفسير بالمأثور.‏
ب) التفسير بالرأي.‏
ج) التفسير الصوفي.‏
د) التفسير الفلسفي.‏
هـ) التفسير الفقهي.‏
و) التفسير العلمي.‏
ز) التفسير الاجتماعي.‏
ح) التفسير الأدبي.‏
سابعا- التحليل اللساني للخطاب القرآني‏
ولكن الخطاب القرآني لا يفهم من خلال إسقاط أحد مستويات التحليل اللساني عليه، فلا يمكن أن نفهمه من خلال المستوى الصوتي أو الصرفي أو التركيبي أو الدلالي، ولكن يفهم من خلال تطبيق كل هذه المستويات مجتمعة أي من خلال المنهج الشمولي.‏
واللسانيات تتناول الخطاب بالتحليل والتفسير والتأويل انطلاقاً من الخطاب نفسه، ووفق مناهج متعددة.‏
ولكن هل يجوز لنا أن نطبق المنهج اللساني على الخطاب القرآني؟‏
إذ كان بعض المفسرين والعلماء تناولوا الخطاب القرآني بالشرح والتفسير والفهم والتأويل حسب قناعاتهم العلمية وميولاتهم المذهبية، فيأتي التفسير تبعاً لذلك، فنقول: هذا تفسير بالرأي، وهذا تفسير علمي وهذا تفسير اجتماعي وهذا تفسير فلسفي... الخ. ولكي يخلص هذا الخطاب من الأغراض المسبقة علينا أن نطبق المنهج اللساني منطلقين من الخطاب القرآني نفسه، غير متأثرين بالميول والمذاهب والآراء المسبقة متقيدين تقيداً صارماً بمكونات الخطاب ومعطياته الحقيقية، وفهم هذا الخطاب لا يتحدد من خلال التركيز على مستوى أو جانب معين وإهمال المستويات الأخرى، بل يتطلب النظرة الكلية الشمولية له، وتتحدد هذه النظرة من خلال ما يأتي:‏
أ) مستوى التحليل الصوتي: يدرس هذا المستوى الظواهر الصوتية المختلفة، ويتكفل بهذه الدراسة كل من (علم الأصوات النطقي، وعلم الأصوات الوظيفي) فيدرسانه من حيث الصفات والمخارج والخصائص والمؤثرات والوظائف وائتلاف الوحدات الصوتية عبر مقاطع وصيغ  والظواهر الصوتية الناتجة عن ذلك وصفاً وشرحاً وتفسيراً وتعليلاً.‏
ب) مستوى التحليل الصرفي: ويعنى بتناول الظواهر المتصلة بالكلمات المفردة التي تمثلها الصيغ والمقاطع والعناصر الصوتية الدالة ذات الوظائف الصرفية والنحوية.‏
ج) مستوى التحليل التركيبي: ويعني هذا المستوى بدراسة تركيب الكلمات داخل الجمل النحوية.‏
د) المستوى الدلالي: ومجال هذا العلم دراسة المعنى على صعيدي المفردات والتراكيب من خلال الاستعمال اللغوي والسياق الذي ترد فيه الكلمة أو التركيب.‏
هـ) مستوى التحليل المعجمي: حيث يقوم علم المعجم بإعطاء المعاني الأساسية للكلمات.‏
و) المستوى البلاغي: حيث يتعاضد كل من علم المعاني وعلم البيان وعلم البديع على إبراز الفكرة وتجلية المعنى وتحسين الأسلوب.‏
ز) المستوى الفلسفي والنفسي والاجتماعي: للخطاب القرآني فلسفة معينة في التعبير عن الكون والحياة والإنسان، والأمم الغابرة وقصص الأولين وما حدث لهم جراء مكرهم وذكر نماذج من النفسيات المختلفة والسنن التي تحكم الحياة، والنظام الذي يسير وفقه الكون.‏
ح) المستوى الفكري والمنطقي: فالخطاب القرآني ذو بنية فكرية ومنطقية معينة يسير وفقها من خلال التعبير عن القضايا والأحداث والمواقف المختلفة، لذلك يجب أن تكون أحداثه تسير وفق هذا المنظور.‏
ط) ربط الخطاب بأسباب النزول: لأن سبب النزول كما يقول الزركشي: طريق قوي في فهم معاني الكتاب؛ وهو أمر تحصل للصحابة بقرائن تحتفي بالقضايا، حتى يكون الوقوف على دوال ومدلولات هذه النصوص وقوفاً صحيحاً"[23].‏
والقرآن الكريم أخبرنا بما كان في الماضي لنعتبر، وبما يكون في الحاضر حتى نكون على بينة من أمرنا، وبما سوف يكون في المستقبل لنأخذ حذرنا وحيطتنا، فقد حوى الأزمنة ماضياً وحاضراً ومستقبلاً وجاءت أحداثه وفق هذه الأزمنة مجتمعة، كما أن أحكامه شملت جميع مناحي الحياة الدينية والدنيوية بدليل قوله: "ما فرطنا في الكتاب من شيء" (الأنعام: 38).‏
وما علينا إلا محاولة فهمه حتى نسير على بينة من أمرنا، وسبيلنا في ذلك واضح، وهو: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" (النحل: 43). وإذا لم نتبع هذه السنن الاجتماعية سنقع لا محالة في الزيغ عن الطريق؛ لأن الخطاب يقول: "ومن أضل هواه بغير هدى من الله" (القصص: 50).‏
فالقرآن أداة تبليغ من مرسل إلى مرسل إليه، وهذه الرسالة مخترقة الزمان والمكان والبيئات الاجتماعية، لذلك ففهم المضمون في رسالة تتجه إلى مستقبل عن طريق اللغة لابد فيه من اعتبار متطلبات المستقبل وحاجاته، وذلك في الشفرة ـ اللغة ـ التي يتلقى بها ذلك المضمون، لا سيما إذا كان المرسل يتبع في تأليفه نظاماً محكماً... إن القرآن جاء: أداة توصيل مبينة في تبليغها، شاملة لكل ما تقوم به حياة المرسل إليه على أكمل وجه، رآه المرسل ليكون من وراء ذلك استمراره صالحاً وافياً بحاجات ذلك الإنسان الذي هو مركز الوجود وغاياته"[24].‏
ثامنا- بين الأسلوب الأدبي والأسلوب القرآني
الأسلوب جمع أساليب، وله معان منها: الطريقة والمذهب كأن نقول: فلان له أسلوب خاص في التعامل مع القضايا والأحداث المختلفة، ويعني أيضاً طريقة الكاتب في كتابته، كقولنا: "لكل أديب أسلوبه الخاص في الكتابة"[25].‏
من خلال ما سبق يتبين أن الأسلوب في الأدب هو الطريقة التي يسلكها الكاتب في تأليف كلامه واختيار ألفاظه.‏
أما الأسلوب القرآني فهو الطريقة التي انفرد بها في تأليف كلامه واختيار ألفاظه[26] والقرآن نزل بلغة العرب ووفق أسلوبهم وعلى طريقتهم في التعبير عن أغراضهم ومقاصدهم، ومع ذلك انفرد بخصائص جعلته يفوق الأساليب الأخرى سمواً وعلواً وتفرداً  وفصاحة وبلاغة وبياناً، ويمكن ذلك في اختيار دواله وتأليفها وارتباطها ببعضها البعض ذلك الترابط المتين، ومن خصائص هذا الأسلوب المبين:‏
أ) الإيحاء: فدواله موحية بالمعنى وافية للغرض المقصود من أقرب طريق في إطار وضعها واستعمالها.‏
ب) الدقة:الدوال القرآنية (الألفاظ) تعبر عن مقاصدها سواء عن طريق الحقيقة أو المجاز تعبيراً دقيقاً يفي بالغرض ويدل على المعنى دلالة واضحة لا لبس فيها ولا إبهام.‏
ج) حسن الصياغة وجودة السبك.‏
د) تلاؤم الدوال (الكلمات) وانسجامها مع بعضها البعض.‏
ه) تعدد أساليبه في التعبير عن المقاصد، وفق أساليب مختلفة: الأسلوب الخبري والإنشائي، والنفي والإثبات وغيرها من الأساليب.‏
و) عدم خضوعه إلى بيئة معينة، فأسلوبه ممتد عبر الزمان والمكان والبيئات، فنجده يأخذ الصور من عالم الغيب والشهادة من الماضي السحيق والحاضر.‏
ز) الإيجاز: ويتمثل في قدرته على التعبير عن القضايا والأحداث والمواقف المختلفة بتراكيب قليلة المبنى كثيرة المعنى.‏
ح) قدرة دواله ومدلولاته على التجدد والثراء للدلالة على الأفكار والمعاني الجديدة، وهذا التعبير تسمح به دواله "وتعين عليه صياغته ويتفق مع أصول لغته، فالقرآن كذلك يقبل بأسلوبه أن تتولد عنه قضايا وأحكام ترتبط وتتقيد بطريقة العرب في استعمالها لفن الكلمة"[27].‏
ط) عذوبة الموسيقي وحسن الجرس الموسيقي وترتيب الفواصل وأثر ذلك على السماع والقلب والعقل معاً.‏
الخلاصة‏
الخطاب القرآني خطاب في العربية ليس كمثله خطاب عربي آخر في نظم دواله وتأليف عباراته وارتباطها ببعضها البعض، ودقة مدلولاته، وقد كثرت حوله الشروح وتعددت القراءات والتفاسير والرؤى بتعدد وجهات الناظرين انطلاقاً من قناعاتهم العلمية وميولاتهم الفكرية والمذهبية فيأتي التفسير تبعاً لذلك.‏
وإذا كان الأمر كذلك، ولكي يخلص هذا الخطاب الكريم من التفسيرات والتأويلات والأحكام المسبقة علينا أن نطبق المنهج اللساني في إطاره الشمولي؛ لأنه ليس بالإمكان فهم الخطاب من خلال مستوى واحد كالمستوى الصوتي أو الصرفي أو النحوي أو الدلالي أو المعجمي أو غيره... ولكن يفهم الخطاب في إطاره الشمولي، وهذا الفهم لا يكون إلا لمن يملك أدوات التحليل، يضاف إليها القراءات الصحيحة التي تؤدي إلى الفهم الصحيح، وهذا الفهم يكون على ضوء اللسانيات المنضبطة بضوابط المنهج العلمي الصحيح



[1] انظر: د.عبد الله بو خلخال، محاضرات في "المدارس اللسانية" ألقاها على طلبة السنة الأولى ماجستير بجامعة عنابة 1990 ـ 1991
[2] المرجع نفسه
[3] المرجع نفسه
[4] انظر: د.فتحي عبد الفتاح الدجني، الجملة النحوية نشأة وتطوراً وإعراباً، ص 87
[5] أبو بكر الزبيدي، طبقات النحويين واللغويين، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف بمصر (د.ت)، ص75
[6] ابن خلدون، المقدمة، دار صادر، بيروت، ط1، 2000، ص442.‏
[7] عبد القاهر الجرجاني، دلائل الإعجاز، موفم للنشر، الجزائر، 1991، ص43
[8] المرجع نفسه، ص307
[9] المرجع نفسه، ص307
[10] المرجع نفسه، ص307
[11] الزوزني، شرح المعلقات السبع، تحقيق وتعليق محمد عبد القادر أحمد، ط1، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، 1407هـ/ 1987م، ص 216
[12] الزمخشري، الكشاف، دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان. (د.ت) ج4، ص 775
[13] المرجع نفسه، ص775
[14] المرجع نفسه، ص776
[15] المعجم العربي الأساسي، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، لاروس، 1989، ص 974
[16] المرجع نفسه، ص975
[17] ملتقى دولي حول التحليل اللساني للنصوص، الاستفادة من الألسنية في تفسير القرآن الكريم، د.عبد الرؤوف مخلوف، جامعة عنابة، من 5 ـ 8 ماي 1985
[18] د.عبد السلام المسدي، اللسانيات وأسسها المعرفية، الدار التونسية للنشر، تونس، المؤسسة الوطنية للكتاب الجزائري، (د.ت) 1986، ص 81
[19] انظر: ملتقى دولي حول التحليل اللساني للنصوص (مرجع سابق).‏
[20] استفدت في تخريج الشواهد القرآنية من كتاب: التفكير فريضة إسلامية لعباس محمود العقاد، منشورات المكتبة العصرية، صيدا ـ بيروت (د.ت)، ص8 ـ 12.‏
[21] حسنين مخلوف، كلمات القرآن تفسير وبيان، مكتبة رحاب، ا لجزائر (د.ت)، ص 394
[22] أحمد نعيم الكراعين، علم الدلالة بين النظر والتطبيق، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، ط1، 1413هـ/1993م، ص7.‏ *انظر: الزركشي، البرهان في علوم القرآن، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، المكتبة العصرية صيدا، بيروت(د.ت)، ج1، ص22.‏
[23] إسماعيل مغمولي، بناء الجملة في آيات الأحكام، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة عنابة ـ ا لجزائر، 1997 (من المقدمة).‏
[24] ملتقى دولي حول التحليل اللساني للنصوص (مرجع سابق).‏
[25] المعجم العربي الأساسي، ص 633
[26] انظر: بكري شيخ أمين، التعبير الفني القرآن الكريم، دار العلم للملايين، بيروت، ط1، 1994م، ص 183.‏
[27] ملتقى دولي حول التحليل اللساني للنصوص، مرجع سابق

مواضيع ذات صلة
القرأن,

إرسال تعليق

1 تعليقات

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
    الأستاذ الدكتور: إسماعيل مغمولي
    قسم اللغة العربية وآدابها- جامعة عنابة -الجزائر

    يسعدني التواصل معكم قصد تنبيهكم للسرقة العلمية التي وجدتها في موقعكم على الرابط:
    http://www.nidaulhind.com/2017/01/blog-post_34.html ، فقد وجدت مقالي المعنون بـ :" الخطاب القرآني في ضوء العلوم اللغوية" منشورا بتمامه على موقعكم تحت اسم مؤلف آخر وهو د.هلال الدين محمد نعمان، أرجو مراسلتي على الإيميل الخاص بي وهو :Magsmain2017@gmail.com
    سأقدم لكم التفاصيل بدقة لتقوموا بحذف المقال أو تصحيح اسم المؤلف ونسبه لي لاسترجاع حقي في التأليف.
    تقبلوا مني فائق التقدير والاحترام

    ردحذف

أكتُبْ تعليقا