ادعمنا بالإعجاب

الزهد في الهندوسي



بقلم : ألطاف الوافي

الباب الأول:
معني الزهد في الهندوسي
الفصل الأول:
تعريف الزهد

معنى الزهد لغة
معنى سانياسا في سنسكريت  "التنازل" أو "طرد". فلفظ سانياسا متركب من لفظ "سام[1]" أي "الجماعي" و"ني[2]" أي "سفل" و" آسا[3]" أي "طرد" أو "الترك"، فمعنى سانياسا "طرد الأشياء إهانة وتركها". ويستعمل لفظ سانياسي في سانسكرت सानयासि) ( بمعني الزاهد كما أشار إليه قول علماء سانسكرت ويداندا وأيضا في معجم سانسكرت.
وتطلق الفاظ Bhiksu ،Parivraj  أوParivrajaka، Sadhu، Siddha، Sramana، Tasapa  أو Tapasvin، Tyagis، Vairagis، و Yatis على سانياسي بمعني الزاهد.
معنى الزاهد في الإصطلاح
 وقد بيّن معني سانياسي في كتب الهندوس مثل بجوت كيت وأبنيشت؛
1.     السانياسي هو الذي يتخلى تدريجا من الدنيا وما فيها طوال الحياة مع نظام معين  كما علّم الأسفار الهندوسي، مثل الرغبة عن الثروة وما إلى ذلك حتى يصبح واحدا من الذين ترك الحياة الدنيوية.[4]
وفي نرالنب أبنشت :(NIRALANBA UPANISAT)
2.     اللّورد كريشنا قال: عرّف الزهد تنازلا يمتنع عن كلّ عمل يتمتع  به الربح النفسي. يعرّف الحكماء التضحية تضحية، وتضحية العلاقة البدنية والأنانية والتخلص منها ليتناول ثمار كل عمل.
3.     أن الزهد هو ترك كل ما يشتهى.
4.     ممارس يوغا المعلم مهيش(Maharshi Mahesh):هو المعرفة ويصبح صاحبه رجل التنازل أبدا لا يكره شيئا ولا يرغب عنها.[5]
الفصل الثاني:
حقائق الزهد(سانياسا) وأهميتها
بدأ زهد الهندوسي
ظن أن  تمرينات سانياسي أو المتسولين الهندوسين فقد بدأت  في فترة ويدا (Vedic). المجموعات البارزة المتسولة كانت Kesins وMunis. ف Kesinins يرتبطون بإله النار والشمس والهوى. في أدروا فيدا (Adarva veda)، وإما Kesinis فهو إسم لRudra.[6] فMunis كان صنف من المتسولين الذين إرتبطوا بRudra.[7] والعلماء مثل آرثر لويلين باشام ادعوا بإنّهم صاحبو الأدوية والطب الذين عرفوا أسرار أعشاب Rudra تملكوا قدرة الطيران. هم، مثل Rudra، لبس شعرا ضافرا.[8]  وكان رؤوسهم أشعث مثل رأس Rudrs.
أسلوب الحياة والأهداف
يعيش سانياسي حياة عازبة بدون أملاك أي شيء، ويمارس يوغا باكت(Bakthi yoga) )عبادة تأملي( ، إعتمادا على التقليد المعيّن، بالصلاوات إلى إلههم المختار أوالله الواحد القهار. إنّ هدف سانياسي الهندوسي هو موكشا moksha (تحرير). في الباكافاد جيتا، سانياسا موصوف بكريشنا: "رأي الميرميّة تلك وسائل التنازل التي تتخلّى عن عمل الذي ينبع من الرغبة؛ ويعني "الترك" إستسلام فاكهته". ويترجم العالم السنسكريتي والهندي باربرة ستولار ميلير فصل18، شعر 2 كالتّالي: "إستسلام أعمال مستندة على الرغبة، الشعراء يتعرفون بالتنازل وترك كلّ فاكهة العمل، العلماء يدعون تخليا.
وقد ظهر لنا  أن القديسين في الهند أكثر من أي بلد آخر، حتى ليشعر الزائر في تلك البلاد أنهم أنتجة الطبعية كالخشخاش والثعبان،
 وللقداسة في رأي المتدين الهندي أربعة وسائل :
·      الأولى طريق "جانا يوغا"(Jana Yoga) أي طريق التأمل
·      والثانية "كارما يوغا"(Karma Yoga) أي طريق العمل
·      الثالثة "بهاكتي يوغا" (Bhakti yoga)  أي طريق الحب
·      الرابع "راجا يوغا"(Raja yoga) .    أي طريق الملك
 ولا يمانع البرهمي من اتخاد اي من الطرق الأربعة حسبما يقتضيه قانون "الأَشْرامات" الأربع، أي مراحل القداسة؛
المرحلة الأولي: فعلى البرهمي الناشئ أن يبدأ الطريق بأن يكون "براهما شاري" يقسم على صيانته لعفته قبل زواجه، وعلى أن يلتزم التقوى ويواصل الدرس، وأن يكون صادقاً، خدوماً "لشيخه" أي لأستاذه الذي يعلمه؛ فإذا ما تزوج- ولا ينبغي أن يتأخر زواجه عن الثامنة عشرة من عمرة وكان عليه أن يدخل مرحلة أخري.
 المرحلة الثانية: من الحياة البرهمية، وهي مرحلة "جريها ستا" أي رب الأسرة، التي ينسل فيها الأبناء ليعبدوه ويعنوا به وبأسلافه.
المرحلة الثالثة: (وقلما يمارسها الآن واحد) ينسحب الطامع في القداسة مع زوجته ليعيش كـ "فانا براستا" أي ساكن الغابات، فيتقبل عسر الحياة مطمئناً راضياً، ويحصر العلاقة الزوجية في نسل الأطفال.
المرحلة الرابع:  وأخيراً إن أراد فيصبح "ساناياسي" أي "الهاجر" للعالم، مستغنياً عن كل أملاكه وكل أمواله وكل ما يربطه بغيره من علاقات، فلا يحتفظ إلا بجلد وعل يغطي به جسده، وعكازة يتوكأ عليها، وقرعة ماء لظمئه؛ ويجب عليه أن يلطخ جسده بالرماد كله يوم، وأن يشرب "العناصر الخمسة" مراراً متقاربة، وأن يعيش معتمداً على صدقات المحسنين؛ وتنص القاعدة البرهمية على أنه "لا بد أن ينظر إلى الناس على أنهم سواسية، فلا يتأثر بأي شيء مما يحدث، وأن تكون له القدرة على النظر إلى الأشياء نظرة هادئة لا يعرف هدوءها معنى الاضطراب، حتى إن بلغ الأمر حد الثورات التي تثل العروش؛ وغايته الوحيدة ينبغي أن تكون حصوله على ذلك القدر من الحكمة ومن الروحانية الذي يمكّنه في نهاية الأمر من الاتحاد بالربوبية العليا، تلك الربوبية التي تفصلنا عنها شهواتنا العاطفية وبيئاتنا المادية" .
فقد كتب "فيمانا"- وهو شاعر ظهر في جنوبي الهند في القرن السابع عشر- بروح السخرية من الرهبان الزاهدين ومن حجاج المعابد، ونظام الطبقات؛ يقول:
"عزلة الكلب،‍‍‍ تأمل الكركيّ، ترتيل الحمار، استحمام الضفدعة" ... كيف تكون أحسن حالاً إذا لطخت جسمك بالرماد؟ إنه ينبغي أن تركز فكرك في الله وحده، أما عن بقية ما تصنعه، فالحمار في وسعه أن يتمرغ في الوسخ كما تفعل... إن كتب "الفيدا" أشبه ما تكون بالفاجرات اللائي يخدعن الرجال وليس لهن أغوار تسبر ؛ وأما علم الله الخبئ فهو شبيه بالزوجة الشريفة... أيمكن لتلطيخ الجسم بالرماد الأبيض أن يذهب برائحة وعاء الخمر؟ أيمكن؟ لحبل تلفه حول عنقك أن يجعل منك إنساناً آخر؟... لماذا نرى واجباً علينا أن نسيء إلى طبقة الباريا إساءة لا تنقطع؟ أليس المنبوذ مثلنا في لحمه ودمه؟ ومن أي طبقة عسى أن يكون الإله الذي يحل جسد البراريا؟ ... إن من يقول "إني لا أعلم شيئاً" هو أبلغ الناس حكمه.
العناصر الأساس
1)   الصوم   2)   ياكا 3)   تنسك  4) الهدية


كيفية الإدخال إلي السانياسي
مع  إقرار الأم والأب، والزوجة، والأبناء والأقارب من النسب (للتخلي عن بلده) ينبغي لمن تزهد تجميع جميع الكهنة الرسمية في تلك البلاد ومن الذي دخل في طرق الزهد من  قبله  يأدي التضحية "فيشفانارا"تحت إشرافهم . ويصدق  كل ثروته ويتخلي عنه.
ويحلق جميع شعره ويقطع الخيط المقدس ويقول نظرا إلي إبنه 'أنت الإله براهما، أنت التضحية، وأنت على كل شيء'. وإن لم يكن له إبن فليقل لنفسه  تجول كراهب وتسول شرقا أو شمالا.

وربما يتلقى الصدقات من الطبقات الأربع (اي طبقات رذيلة في إعتقاد الهندوسي). وينبغي أن يأكل من ركوة يده. فعليه أن يتناول الغذاء كدواء. وينبغي أن ياكل  عندما يحصل ولا يدخرها دون اضطرار ولا يطالب بأكثر من ذلك للقوت المطلق ولا يأدم الدهن وسمن ولكن يأكل كديد و الخبز.
ويبيت ليلة في إحدى القرى، وخمس ليال في بلده ويجوز ان يقيم في القرية أو المدينة.في موسم المطر فقط ،إذا كان غير قادر على تحمل الحرارة أو البرد  ويمكن قبول الهدية ويلبس ثوبا مهلهلة أو لحاء. ولا يسكن في أي دولة أخرى. ويعاني الألم كفارة عن الذنب .
أربعة أنواع من الزهاد
1)   الزاهد بسبب نزاهة(Vyragya sannyasin):هو عدم الإهتمام والمبالات بالمسموعات والمرئيات  الذان  يتكونان بسبب العداوة تجاهها بدافع من الأعمال الصالحات في حياته السابقة.
2)    الزاهد بسبب حكمة روحية (Jana sannayasin): هو  الذي يلبس زي السانياسا بعد تحقيق العلوم وتفريق الحق والباطل واقتصاد كراهية الدنيوية ونبذ ارتباط الجسم والعلوم والشهوات الدنوية ومن الذي يرى الاشياء مثل القيء ويمتلك أربعة إنضباط الحياة الروحية وبعد ذلك يترك العالم.
3)   الزاهد بسبب حكمة ونزاهة (Jana vyragya sannyasin): هو الذي يبقى نفسه على  أحوال مخصوصة بعد تكملة دراسة جميع كتب مقدسة على منهج معين وتحليل تجربات الحيات وتحقيق أحكام النزاهة.
4)   الزاهد بسبب تنازل العمل (Karma sannyasin): من الذي يصبح زاهدا(أي سانياسي) بإجتياز  ثلاثة مراحل  الحياة (براهما وصاحب البيت (جرهستا) وفانبراستا (ناسق) وإن لم يكن ذو راغب عن الحياة.  

ينقسم الزاهد  الى ستة بإختلاف أجناسه
1)   كتيجك (Kutichika): ذو خصلة الشعروخيط مقدّس و معه  كوز الماء والعكاز، ويخدم الأبّ والأمّ والمدرب، وعنده عناء ومجراف ومقلاع  ،لا يأكل الغذاء إلا في مكان واحد، و على الجبهته علامة من صندل أبيض  ويحمل  ثلاثة حراب.
2)   بهدك (Bahuduka): هو الذي يلبس خصلة  الشعر وكساء مرقّعا وعلى جبهته ثلاثة خطوط الرماد المقدّس على جبهته ويتماثل بالكامل إلى  الزاهد كوتيتشاكا ماعدا في الأكل بأنّه يقتات ثمانية من فمّ الغذاء ويقبل الهدية من ثمانية بيوت فقط، ويكدّ كنحلة تجتمع عسلا.
3)   همسن(Hamsa): هو الذي  يلبس شعرا ويضع على جبهته علامة من كلا خطوط  الرماد المقدّس أو من الصندل، ويقتات  الغذاء هدية من البيوت بدون قيد  ويأكل ما وجد ويلبس قطعة من الإزار.
4)   برما همسن(Paramahamsa): من لا خصلة الشعرله ولا الخيط المقدّس ويستلم الصدقات في إناء أيديه، ويلبس مؤزرا واحدا، وعلامته كساء مرقع، وعكاز خيزران، وإمّا يلبس  كساء واحدا ما يستر سوتيه أو يلطّخ الرماد المقدّس في بدنه جميعا ويترك كل شيء.
5)   ترياديدن(Turiyatita): هو الذي يقتات من الثمار التي يستقبلها في فمّه مثل  بقرة؛ إذا أكل رزّا مطبوخا التي يستقبلها صدقة من ثلاثة بيوت فقط. وينبذ جسمه بلا رعاية ولا تربية بدون أيّ أملاك وإرتباط، عاري (لا يستر إلا سوؤتيه) ويعالج جسمه كما أنّه جثّة.
6)   آوا دودن(Avadhuta): ليس لهذه الفرقة قواعد أصلية. ويأكل الثعبان غذاء يوجد، فأعضائه من كل طوائف إلا من المنبوذين.
الباب الثاني:
الزهد في مراحل الحيات ("آشرمات" الأربعة)
ليس معنى "آشرما" الدير،  كما يظنون جمهور من الناس،  وآشرما لا يعني حتى المعبد والمصلى، ولكن معناه مكان  ‘شْرَامْ‘ أي  الجهد والشاق . ظهرت الكلمة ‘آشرام‘ (ashram) من الفيدا القديم. هناك أربعة آشرمات هي: برهما جاريا آشرما، كرهاستاشرما، فانابرستاشرما، سانياس آشراما.فالآشرمة في برهماجاريا هي الجهد للتعلم وصبر علي الضرر والمكث في نظر المدرب. فالجهد في كرهاستاشرما هي الحياة الزوجية والكسب  وتربية الأولاد وكل يحتاج إلي كد مديد. فالجهد في فانا برستاشرما الكد لنسي ما مضى وتحرير من افكار الدنيوية، والعمل للآخرة، فالجهد في سانياسا آشرما أقصى غاية العمل ليحاول الدخول إلي قلب نفسه حتى يرى الروح العليا الساطعة التي تبقى مخفية لطيفة وراء حجاب.



الفصل الأول:
 براهماجاريا

براهماجاريا (ब्रह्मचर्य )(السلوك الذي يؤدّي إلى البراهامي) إحدى الأربعة من مراحل الحياة في نظام إجتماعي على مستوى العمر، كما عرض في مانو سمرتي وفي نصوص سنسكرتية كلاسكية لاحقا في الهندوسية. هذه فترة تربوية من 14 -20 السنوات التي تبدأ قبل البلوغ. أثناء هذا الوقت،  يدرس علوم فيدا التقليدية، والنصوص الدينية معا مثل  الفيدا وأبنشت. هذه المرحلة من الحياة ميّزت بممارسة العزوبة الصارمة.
براهماجاريا لغة
كلمة براهما جاريا متركب من كلمتين
1.     براهما، (لفظ تصغير  من البراهامي)، معني الإله الأعلى . (براهماو، هي إحدى من آلهة  في اعتقاد الهندوسي مسؤول عن الخلق).
2.     جاريا(charya)،  يعني "الإتّباع".  يترجم هذا أحيانا الى الأنشطة ونمط السلوك وطريقة حياة "مستقيمة".
ولذاك تشير الكلمة براهما جاريا ( Brahmacharya) إلى  أسلوب حياة لتحقق أقصى غاية الحياة البرهما.
اصطلاحا
الكلمة براهما جاري تستعمل في معنيين:
1.    إمتناع النكاح والتزويج
اكثر استعماله اليوم يدلّ براهماجاريا على ممارسة الزهد والعزوبة  أخذا من قبل أولئك الذين يتبعون طريق الروح ( (Sadhanaالمنع من سكس ممدوح في البوذية، ورهبانية الهندوسية والجيني. تصرّح الكتب المقدّسة الهندوسية بأنّ ممارسة براهما جاريا لتقديس العقلية والروحية، ,ويشجع كل واحد يتمنّى إنجاز الإدراك الروحي. هكذا، توضح كتب مقدّسة هندوسية بعض الممارسات الممارسات لأصحاب البيوت المناسك الدينية المهمة، مثل يوغات(yagnas)، والمراقبات مثل الصوم (Vrats). على أية حالة، ممارسة براهما جاريا (Brahmacharyais) تعطى فائدة كثيرة  لأكثر سادو Sadhus (نوع من أنواع سانياسا)، أو "renunciates"، الذين يمارسون براهما جاريا في طول عمرهم ، أو عزوبة، لكي تصبح حياتهم يدور حول  الإستسلام إلى المعلّم وإلى الله، بالأمل القوي لإدراك الله  ومعرفته والسعادة القدسية المثالية. يسمى هذه الأحوال ب"أكند براهماجاريا"( Akhanda Brahmacharya ) أي براهماجاريا غير منكسر.
                        وقد قيل في " كيتا": من امات شهوته لم يتجاوز الحاجات الاضطرارية ومن لزم الكفاف لم يختز ولم يسترذل، وقيل فيه ايضا ان كان الانسان غير مستغن عما تضطر الطبيغة اله من مطعوم يسكن نائرة المسبغة ونوم يزيل عادية الحركات المتعبة ومجلس يهدأ فيه فمن شريطته النظافة والوثارة والتوسط في الارتفاع عن وجه الارض والكفاية من انبساط البدن عليه وموضع معتدل المزاج غير مؤذ ببرد او وهج مأ مون فيه اقتراب الهوام فأن ذلك معين على تحديد القلب لادامة الفكرة في الوحدانية لأن ما عدا الضروريات في المأكول والملبوس ملاذ وهي شدائد مستورة والاسترواح اليها منقطع والى اشق مشقة مستحيل وما اللذة الا لمن امت العدوين اللذين لا يطاقان اعني الشهوة والغضب في حياته دون مماته واستراح من داخله دون خارجه فأستغنى عن حواسه.
 وقال" باسديو، لارجن" : ان كنت تريد الخير المحض فأحرس ابواب بدنك التسع واعرف الوالج فيها والخارج واحبس فؤادك عن نشر افكاره وسكن النفس بتذكر كوة اليافوخ التي انسدت واشتدت بعد لينها فلم يحتج اليها ولا ترى الاحساس الا طباعا في الات الحواس حتى لا تتبعه والقسم الثاني الغفلى بمعرفة سوءة الموجودات المتغيرة والصور الفانية حتى ينفر القلب عنها وينقطع الطمع دونها ويحصل الاعتلاء على القوى الثلاث الاول التي هي سبب الاعمال واختلافها وذلك ان المحيط بأحوال الدنيا يعلم ان خيرها شر وراحتها مستحيلة في المكافأة الى شدة فيعرض عما يؤكد الارتباك ويولد المقام.[9]
2.    مرحلة الحيات
من الناحية التاريخية أن  براهما جاريا  هي مرحلة الحياة (asrama) على نظام فيدا آشرما و قسّمت الثقافة الهندوسية القديمة فترة الحياة الإنسانية إلى أربع مراحل:
1.     براهما جاريا(Brhama charya)
2.     كرهيستا(Girihastha)
3.     وانبراستا(Vanaprastha)
4.     سانياسا(Sannyasa)
 بعد  نظام أبنينم  (Upanayanam) (هي مراسم التي تعتبر الطفل ولد ولادة ثانية ) الولد يبدأ حياة الدراسة في عائلة المعلّم  (Gurukula) كرّست الحياة  لتعليم كلّ سمات  درما (dharma) وهي  " مبادئ معيشة مستقيمة". ويأكد دارما (Dharma) مسؤوليات شخصية لنفسه، ولعائلته، ولمجتمع حوله ، ولإنسانية ولله الذي يتضمّن البيئة والأرض والطبيعة. وتبدأ هذه الفترة التربوية وهو الطفل ، من 14 الى 20 من عمره وربما يكون هذا من خمسة إلى ثمانية سنوات[10]. أثناء هذه الفترة، يدرس علوم فيدا التقليدية مع النصوص الدينية مثل الفيدا وأبنشت. هذه المرحلة من الحياة ميّزت بممارسة العزوبة الكاملة.
العذاء
براهماتشاريا يلاحظ  رغباته النفسية للغذاء والطعم، بالإضافة إلى المادية. يترك أكثر براهما جاري (brahmacharis) وتوابل وأطعمة مطبوخة، هؤلاء يأكلن لإستثمار النفس وذوق العقل. وتأثير بعض  الغذاء تتشجع  الرغبة الجنسية. كما أوضحت من التجربة، وبعض الأطعمة مثل الثوم والبصل يكثر الرغبة الجنسية. وكل حليب  ومنتجات الحليب والقشطة ( مثل زبد ودهن حيواني وجبن)  أيضا تتحفز الرغبة الجنسية.
دور الموقفِ في براهماتشاريا    
إعتقادات هندوسي يأكد كل التأكيد على أن  إبْقاء brahmacharya الصحيح  واجب في نفس كل من اعتقد في الهندوسى  بأَنْ تَشْغلَ قلبه بشكل ثابت  في نشاطاتِ استنتاجي. ويجب أن يكون موقفه هادئا ومسلما غير مضطر ويجب عليه  أن يذكر اسم آلهة في وقت الفراغ ويشغل في تعلّم shastras والعلوم الأخرى لتحويل الرغبات النفسية والشهوات الجسمية إلى نحو إيجابي مثل نشاطات استنتاجي، التي ستؤدّي إلى تحسين المجتمع. الموقف العقلي عنصر أساسي في الحماس الجنسي.





الفصل الثاني:
فانابراسثا(वानप्रस्थ)

 فانابراسثا ( سنسكريتي:वानप्रस्थ) شخص الذي يعيش في الغابة كناسك بعد استسلام   جزء من الرغبات من المادية. فانابراسثا آشراما المرحلة الثالثة للحياة في نظام فيديك آشراما (Vedic Ashram)، وهي مرحلة ينسحب شخص من العالم تدريجا. هذه مرحلة الآشرما بعد واجبات البيتية أي جريهاسثا الثانية (حياة زوجية)، لكن للواحد يمكن أن يدخل إليه مباشرة من المرحلة الأولى براهماتشاريا آشراما (المرحلة الدراسة).[11]
            هذه الكلمة تستعمل عموما للدلالة على  مرحلة معيّنة من الحياة في نظام فيديك آشراما، حينما كان الشخص بين أعماره 50  إلى 74. في هذه المرحلة من الحياة، الشخص في تراجع من الحياة الدنيوية. يعيش بعيدا عن المدينة، في  غابة كناسك، بأجهزة قليلة  مما يضطّر إليه. هذه المرحلة تدلّ على مرحلة إنتقال من الحياة المادية إلى الحياة الروحية. هي ثالث أربعة من مراحل  رجل في النظام، كما هو موصوف في مانوسمريتي لطوائف دفيجا.  وقد أوضح في  بعض نصوص الهندوسي،  هذا النظام لبراهما فقط.
 فاللفظ فانابرستا  مشتق من لفظين الأول : فانا (vana) أي غابة ، وبراستا (prastha)، أي  ذهب  إلي؛ لأن واحد يدخل إلي هذه المرحلة من الحياة  التعليم والحياة الزوجية بعد تفقد رغباته الدنيوية ويذهب إلى الغابة.
الحقوق والواجبات
عندما  يكون الرجل أكبر سنّا، ووهن عظمه واشتعل الرأس شيبا، وكان له  الأحفاد، فقد حان الوقت  لدخول المرحلة الثالثة للحياة، أو فانا برستا ، والآن قد آن الأوان  لتحرير من كلّ الروابط العائلية، و ربما تتبع  زوجته، إذا تختار طريقه، مع  إبقاء العزوبة الكليّة، ويذهب إلى غابة معزولة، وأخذ معه  نيرانه المقدّسة والأدوات فقط تطلّبا للعبادة اليومية الدورية. ويكسو في جلد الأيّل،  قطعة وحيدة من القماش، أو  يكسو بالحاء، ويغفو لحيه وشعره ولا يقطع أظفاره ويقتات من غابة مظلمة مما يثمر اشجارها، مثل الجذور والأعشاب الخضراء والرزّ البرّي، والحبوب. ويجب أن لا يقبل الهدايا من أي واحد، ماعدا مما احتاج إلى إبقائه؛ ويجب عليه أن يصون شرفه ومروؤته بين  أولئك الذين يزورون ديره، حسب قدرته. ويجب أن يصرف وقته في قراءة الإطروحات الغيبية من الفيدا،لأداء أفعال العبادات، وإذا ملك هذه الخصوصيات تنصره من فيضان شهوات النفس ورغبات حسّية، وإذا إكتسب الناسك الرصانة المثالية نحو كلّ شيء حوله فيصبح لائما نفسه، هذه كلها أهداف فانا براستا، التي تفتح بها  الأبواب إلى سانياسا المرحلة الرابعة من الحياة آشراما[12].
الفصل الثالث
سانياسا آشرما
هي رابع من الأشرمات الأربعة، معني سانياسي "ترك أو رمي كل شيء إهانة". وفي هذه المرحلة يحتاج إلى أقصى العمل الشاقّ  لحصول هدفه - الدخول إلي قلب نفسه حتى يرى الروح العليا. فالهدف الثاني لسانياسا الإشتراك في رفاهية  جميع الناس في العالم الخارجي. ويجب عليه أن يقدم عبادة مشروعة ومناسكة معينة. وعليه أن يذهب إلى معلّم الذي يخبره ما العمل الذي سيأدي.
إن من أهم أهداف السانياسا أن يحسّن المجتمع الإنساني والعمل لها والكد لها، ويعمل سانياسا لتخفيف أحوال الجوع والمرض والفقر والمحتاجين والمكتئبين في الأمة. يستعمل حياته الكاملة لمنفعتهم. يستعمل كامال عقله وما عنده لمنفعتهم. فالكلمة سانياسي يعني الناصروالماجد . ولا يعني  الشجب كما كتب في الكتب. 'سانياسا' مشكّل من الكلمة "nyasa"، الذي يعني الأمانة. فالمقصود به أنّ رأيه ومشاعره وقوّة جسمه وماله وإرتباطاته، وتجربته - كلّ هؤلاء يستعمل للآخرين، لا لنفسه ولا لحاجته. لكل إنسان  عديد من المهارات والثروات ما عدا المال. إنّ الثروة الكبرى هي الجسم. الثانية: العقل. الثلث: تجربة. الرابع: الجمعيات. فكلّ هؤلاء ثروات تحتاج الى كد جد  لرفاهية الكائنات. هذه شرام(Sram)  مطلوبة في حياة سنساسا.   
الباب الثالث:
طريق الوصول إلي الزهد (يوغا)
فلسفة اليوجا هي خلاصة أبحاث ظهرت منذ آلاف السنين نتيجة لتجارب قام بها جهاذة الروحية والفلسفة فى بلاد الهند وفارس ومصر الفارعونية، يزولها الكهنة فى المعابد، حتي كادت تندثر ويعفو عليها الزمان، لولا مريدوها الذين لم يتخلوا عنها فى أي وقت من الزمان.
            فى كل عصر يظهر فلاسفة أحيار يحملون لواء الحكمة والموعظة الحسنة، يعملون فى خدمة الحق والإنسان، يحثون الناس على المحبة والألفة، وينصحونهم بالابتعاد عن الرذائل الدنيا وما دياتها وشهواتها وعقوقها وفسادها، إنهم ليسوا من البشر، ولو أنهم على صورتهم، فهم أرواح طاهرة فى أجساد مطهرة، إنهم سادة من الفلاسفة الباحثين عن الحقيقة، الزاهدين فى زينة الحياة وزخرفها، أنهم معلون اليوغا فى أحاديثم سحر وحلاوة، وفي أفكارهم عمق وطلاوة، وفى قلوبهم رحمة ونشوة، تسرى فى دمائهم قوة وثورة. وإرادتهم من عزم وحديد ، لا يترددون فى نصرة الحق، ولا يحجمون عن إغاثة الملهوف، يذللون كل عقبة فى سبيل  مبادئهم القويمة، يحطمون كل صخرة فى سبيل نصرة الله، يسلكون طريق الحكمة والمعرفة والعلم، ولو كان زاخرا يالأشواك والجلاميد، إنهم عظماء فى أنفسهم فقراء إلى الله، فى نظراتهم فراسة وخبرة وفى أعصابهم هدوء الليل البهيم فى صحرائ دافئة.
            إنهم ترفعوا عن الرذائل الدنيا والغرائر السفلى، وارتقوا أعلى مراتب السمو الروحى، ابتعدت أفكارهم عن الأرض واقتربت من السماء فغمرتهم المعرفة والحكمة، اتصفوا بصفات يعتبرها الرجل العادي من المعجزات، فهو يقرأ أفكار الناس ويعرفون خفاياهم وإن أخوفوها عنه.
            إنه تحرر من القلق النفسي، تبرأ من الحقد والحسد والضغينة والغيرة صفحته بيضاء، طاهر القلب، فهو كالشمعة التى تحترق بآمال الدنيا وآلامها، وهو يخترق العقبات والعوائق بايمانه وثقته بالله. وله القدرة على فعل المعجزات فى أماكن متعددة فى وقت واحد، وهو يسمع خافت الأصوات ويعرف كثيرا من أسرار الوجود المادية والوروحية، وهو معلم من الطراوز الأول ذو حزن وعزم، فذ الشخصية متوقد الذهن متواضع فى غير ضعف، قوي فى غير عنف، مثال الأخلاق المتينة، والاستقامة النادرة ، نظيف اليد، عف السان، قوى الحجة والبيان، محبوب محترم له مهابة وجلال. له قدرات كبيرة فى التحكم فى أعضائه، يوقف قلبه متى يشاء، يقلل نبضه، أو يزيد ضرباته إذا اراد، يستطيع البقاء بغير طعام أو شراب أياما طويلة، لا تؤثر فيه السموم ولا تزلزله صدمات الحياة. إذا أصيب يجرح أمكنة، شفاءه فى أسرع وقت، فقد روي بعض الإنجليزممن عاشوا فى الهند سنوات طويلة، قصصا متعددة عن مظاهر غريبة، معجزات مثيرة قام بها بعض " اليوجيين" يعجز الإنسان عن تفسيرها تفسيرا علميا.
علوم اليوجا
ظهرت علوم اليوجا من أجيال طويلة فى الهند، وفى غيرها من البلاد الشرقية، وأخذ معلمو" اليوجا” ينظمون لها دراسات مستمرة لصالح البشرية وتقدمها الروحى والصحى والعقلى، حتي أصبح لها معاهد مختلفة، وطلبة ومدرسون، وصارت علما يدرس فى مدارس الهند القديمة.
            تنقسم "اليوجا" إلى عدة أفرع، تبدأ من فرع العناية بالجسم والسيطرة عليه، تنتهى إلى طريق المعرفة الروحية معراج الرقى فيها. وللناس فى ذلك مذاهب مختفة كل له مشرب ينهل منه ومايرضى زيدا من الناس لا يرضى عمراً:
أهم هذا الأفرع أرتغة:
الأول: كارما يوجا
الثانى: الراجا يوجا
الرابع: الجانا يوجا
الرابع: البهاكتي يوجا
            وكل فرع منها يوصل إلى الهدف من الحياة، هذا الهدف هو الصحة، والصفاء الروحى، والمعرفة، والحكمة، والنمو العقلى، والرقى والعمل للوصول إلى الكمال.
            أولا: وقد بين كارما يوكا على أنه طريق العمل والتفكر والرغبة التي تؤدي  الإنسان هذه الأمور وفق الموافقة بواجبه (dharma). دون أي إعتبار من الرغبات الأنانية الشخصية أو أشباه أو كراهية. أفعال بدون أي رغبة في ثمار أعماله.
ثانيا: من أراد أن ينمى قوة إرادته، وقدراته العقلية ويعرف ما فى داخل نفسه، ويفتح ما أعلق من مشاعره وإحساسته، ويظهر كامن قواه الخفية، فليتبع طريق "راجا يوجا".ولكل راغب فى معرفة شيء عن الراجا يوجا أن يتفهم سبل العقل لتحكم فيه وذلك بممارسة التمرينات يوغا ومعرفة، حتى تقوي إرادته،
ثالثا: ومن أراد المعرفة والحكمة، وأسس الحياة وجوهرها وحقائق الحقيقة التى تنبع منها الحياة وتصب فيها، فليتبع " طريق جانا يوجا" مما لا شك فيه، أن كل راغب فى تفهم الحكمة والاتصاف بها، (فالجانا يوجا) تشرح له هذه الحقائق،  وتوصل الباحث إلى تفهم الوجود الحياة، وما بعد هذه الحياة من اسرار ، تفبق ذهن العاقل فيعرق الغز المحير فى هذا الوجود الملىء  بالأحاجى والألغاز.
رابعا: ومن أراد السمو الروحى حتى يصبح قاب فوسين مع الله وعلى صلة دائمة به حبيبا له، لا يغيب عن وعيه، فليتبع طريق "الباكتى اليوجا".وهي توصل إلى محبة الله، ومحبة الوجود، ومحبة الناس ، لأن الإنسان خلق اجتاماعيا بطبعه، والمحبة هي الجسر الذي يربط بين الناس وبين الله وبين كل الكائنات في هذا الوجود، فإذا عرفت هذه الصفة عشت طوال حياتك فى غبطة وسعادة.
الفصل الأول:
كارما يوغا ( कर्म योग)
لغة؛
إنّ الكلمة كارما(कर्म)  مشتقّ من كري (क्री) السنسكريتي،معناه العمل أو الفعل، ويتجاوب أو يتفاعل معا.
الإصطلاحا؛
1. "تهذيب العمل" وهو مستند على تعليمات الباكافاد جيتا، كتاب مقدّس سنسكريتي من الهندوسية.
2.  هى  مهارة في كارما.[13] ويوغا بالعمل أفضل من التنازل من العمل.
بجوت كيت (Gita) نفسه فصل من الملحمة المعروفة بمها بارته (Mahabharata)، وحينما تجري هذه الملحمة حين وحين يجري الحوار بين الأمير أرجونه (Arjuna)، وسائق مركبه وصديقه اللّورد كريشنا، يرى الأرجن  مبتلأ بالحزن والتخوف بقدوم  المعركة المقبلة التي قتل فيها أصدقائه وأقربائه من كلا الجانبين. في الإجابة، أوضح كريشنا طول عدد من الأنظمة وممارسات اليوغا الفلسفية (بضمن فيه كارما  يوغا) فيه إشارة إلى وجوب الإستمرار في المعركة على المبادئ المستقيمة.
وقد بيّن كارما يوكا على أنه طريق العمل والتفكر والرغبة التي تؤدي الإنسان إلى عمل يعمل  وفق موافقة واجبه (Dharma). دون أي إعتبار الرغبات الأنانية الكراهية والنفسية وهي أفعال بدون أي رغبة في ثمار أعماله وثوابه. ويوضّح كريشنا عن العمل إذا عمل بدون توقّعات أنانية تتنقّي رأيه وتجعله  تدريجا صالحا لتفهيم  قيمة العقل. كذلك أشار كريشنا إلى الكريا يوغا في فقرة من البهاغافاد غيتا بقوله:
            "بتقدمة نَفَس الشهيق إلى نَفَس الزفير، وتقدمة نَفَس الزفير إلى نَفَس الشهيق، ينجح اليوغي في تحييد هذين النَفَسين، محرراً بذلك قوة الحياة من القلب ومتمكناً في نفس الوقت من التحكم بتلك الطاقة".[14]وقال أيضا " لذا، بدون أن يربط بثمار الخيرات، يجب على كل واحد أن يفعل مسؤوليته وحقائقه، لأن الأعمال بنية خالصة  تؤدي  العابد إلي الأعلى"[15].
وإن المقصود  بالأعمال الخيرية هي العمل بدون قصد على الثواب ومن قصدها فهو عمل غير صالح وهي أيضا  ذو عقاب.
وهناك ثلاثة شرائط لقبول الأعمال التي  تؤدي لموكشا:
الأول: إقرار عظمة الروح والحيات الدنيا والآخرة. ولذلك لا يتفاوتا كارما يوكي أي عامل كارما  بين شخص مكرم وحية تكره. كل سواء في عينيه ومهما كانت قطعة من ذهب ومهما كانت قطعة من طين.
الثاني: يجب علي من سلك طريق كارما الحب من أعماق قلوبه على أي أنواع من الحيوانا في جميع أجزاء العالم والرحمة عليها  والرأفة  لها. فإن التعاون والتعايش والمعاملة مع الحب حر وبدونها قلق ويربط بها أهلها بلا حبل، وهى من أشد انواع العذاب المقلقة.
الثالث: الإشتغال بالأعمال الخيرية بلا قصد الثواب وبدون أيّ نية للحصول الجائزة والتقدير. هذه الشرائط اكّدها كرشنن فى بجوت كيت[16].
ففي كتاب " بشن دهرمان":" بريكش" الملك الذي من نسل "بركك" سأل "اشتانيك" رئيس جماعة من الحكماء حضروه عن معنى من المعاني الالهية؟ فأجابه بأنه لا يقول فيه الا ما سمعه من " شونك" وهو عن "اوشن " وهو عن " براهم " ان الله هوالذي لا اول له ولا اخر لم يتولد عن شئ ولم يولد شيئا الا ما لا يمكن ان يقال انه هو ولا يمكن ان يقال انه غيره ، وانى يكون لي طاقة بذكر من الخير المحض في رضاءه والشر المحض في سخطه ؟ وهل يمكن ادراك معرفته حتى يعبد حق عبادته الا بألاشتغال به عن الدنا بالكلية وادامة الفكرة فيه ؟ فقيل له : ان الانسان ضعيف وعمره نزر طفيف ولا تكاد نفسه تطاوعه على ترك الضروريات في معاشه فيمنعه ذلك عن طريق الخلاص فلو كان في الزمان الاول حين امتدت الاعمار الى الاف السنين وطابت الدنا بعدم الشرور لكان يؤمل عمل الواجب فأما في اخر الزمان فماذا تراه له في الدنيا الدائرة حتى يتمكن من عبور البحر وينجو من الغرق ؟ قال براهم : لا بد للانسان من الغذاء والكن واللباس فلا بأس به فيها ولكن الراحة ليست الا في ترك ما عداها من الفضول ومتاعب الاعمال فاعبدوا الله خالصا واسجدوا له وتقربوا اليه في موضع العبادة بالتحف من الطيب والزهر وسبحوه والزموه قلوبكم حتى لا تزايله وتصدقوا على البراهمة وغيرهم وانذروا اليه النذور الخالصة كترك اللحم والعامة كالصوم، والحيوانات له فلا تميزوها عنكم فتقتلوها وأعلموا انه كل شئ وما تعملونه فليكن لأجله وان تنعمتم بشئ من زخارف الدنيا فلا تنسوه في النية وان غرضكم فيه التقوى والاقتدار على عبادته فبهذا تنالون الخلاص دون غيره[17].   



الفصل الثاني
باكت يوغا (Bakth yoga)
باكت يوغا (भक्ति योग) طريق روحي وصف في الفلسفة الهندوسية كمؤثر لتبنّي الحبّ، والإيمان فيه، ويستسلم إلى الله[18]. يقصد به  إدراك الله ومعرفته[19]. وهي طريق أسهل للشخص الذي لم يتجاوب حد  ممارسات يوغا شاملة[20]. إنّ الباكافاد جيتا و باجوت برانا(Bagavata purana) وبورايناس الكتب المقدّسة المهمة التي تشرح فلسفة بهاكت (Bhakti).
            الحركات الهندوسية التي فيها  الممارسة الباكت الرئيسية تسمى بحركات البكت(bakthi movement). المدارس الرئيسية هي  Vaishnavismو Shaivism و[21]Shaktism.
الفلسفة
الباكت(भक्ति) إصطلاح سنسكريتي الذي يبيّن موقف الحب والعبادة لإله شخصي، ذلك مشابه لعدد من العلاقات الإنسان والإنسانية (الإختلاف  في علاقات باكت هى العلاقة بين روح، وروح الأعلى وروح الله) مثل الحبيب والمحبوب، صديق وصديق، طفل وأصل، وخادم وبارع.[22]
يعلّم بجوت برانا (Bhagavata Purana) تسعة أشكال أساسية ل"بكت"، كما هو وضّح "براهلدا" (Prahlada)
(1)Sravana  ("الإستماع" إلى القصص الدينيّة لكرشنة ورفاقه)
(
2)  Kirtana("مدح " يشير إلى إنجذاب صوفي جماعي)
(3) Smarana ("الذكّر" أو إثبّات العقل والفكر على ذكرايات "وشنو")
Pada seva (4) (خدمة دائمة)
(5) Archana (عبادة الصورة)
(6) Vandana (البيعة)
(7) Dasya (عبوديّة)،
(8)Sakhya  (صداقة)
(9)Athma nivedana  (إستسلام النفس كله)[23].
هذه تسعة  مبادئ الخدمة العبادية التي تساعد العابد لإتصال مع الله. البكت طريق يوغي من جهة إلهي التي تؤدي إلى الإله الأعلى، ولكن صورة الإله والإعتقاد عليه مختلف بين المدارس المتنوعة، لكن جواهر كلّ عملية مماثلة جدا.
إنّ المعلّم الروحي الهندي ماهير (Meher Baba) يقول: "إن عدد من الممارسات التي تؤدّي إلى الهدف النهائي الإنساني هي  إدراك الله وإن  يوغا البكتي إحدى  الأهم  من ذلك. وإن كثير من إنسان مهتمّ بيوغا البكت، التي تأدي في كلمات بسيطة، يعني ولا احتياج إلى مضرة كثيرة ولا احتمال إلى مشكة كبيرة. لكنّه يجب أن يفهم في كلّ سماته الحقيقية. العبادة العميقة مستندة على النماذج العالية الفلسفية والروحانية،التي دفع بالحبّ القدسي، بلا شكّ وهى يشكّل بكت يوغا حقيقي".[24]
بكوت كيت
فإن لورت كرشنا يقول في بكوت كيتا:
 "إشغل قلبك دائما بذكرياتي،حتى تصبح محبّي، واسجد لي ويعبدني.  حتى  تمتصّ ما توجد مني بالكامل، بالتأكيد أنت ستجيء إليّ."[25]
ويقول أيضا:"لا  يمكن لأحد أن يفهمني ما الذي أنا، مع أن شخصيتي هى العليا الربوبية، إلا بعبادة خالصة، وعندما أحد في وعي كامل لي بمثل  الولاء،  يمكن له أن يدخل إلى مملكة الله[26]" .
يسأل كرشنن: "كيف ينال الخلاص من بدد قلبه ولم يفرده لله ولم يخلص عمله لوجهه ؟ ومن صرف فكرته عن الاشياء الى الواحد ثبت نور قلبه كثبات نور السراج الصافي الذهن في كن لا يزعزعه فيه ريح وشغله ذلك عن الاحساس بمؤلم من حر او برد لعلمه ان ما سوى الواحد الحق خيال باطل".
وهو يقول أيضا : " : كل ما ادام الانسان التفكر فيه والتذكر له فمنطبع فيه حتى انه يهدي به من غير قصد ولأن وقت الموت هو وقت التذكر لما يحبه فاذا فارق الروح البدن اتحد بذلك الشئ واستحال اليه وكل ما له ذهاب وعود فالاتحاد به ليس بالخلاص الخالص".
باكت يوغا هى بحث عن الله سبحانه وتعالى، أولها وآخرها وأوسطها هي ينتهي إلى الحب الخالصة. لحظة وحيدة  من جنون الحبّ المتطرّف  لله تجلبنا إلى الحرية الأبديّة. "باكت" يقول ناردا (Narada) في رأيه حِكم باكت “حبّ حادّ إلى الله”. “ عندما  وجدها الرجل ، يحبّ كلّا، ولا يكره  شيئا، ويصبح راضيا إلى الأبد”.

الفصل الثالث:
الیوغا الملكیة (راجایوغا)
إن راجا يوغا يسمونها اليوغا الملكية، وهي أصعب أنواع اليوغا وأشهرها على الإطلاق إنها فلسفة في الحياة وطريق إلي المعرفة، والمعرفة لا  تأتي من فراغ، ولكن تأتى من  طريق البجث والتفكير والتركيز والتأمل أو البصيرة، هى الطريق الملكي الأساسي الكبرى. وقد جمع ونظّم ورتّب اساليب راجا يوغا فى كتاب "يوغا سوترا"(Yoga sutra) بأيدي الفيلسوفي الهندي "المعلم باتنجلى" .وھي شكل من الصفاء الروحي التام يدرك من خلال سلسلة من الحرمن والانعزال وھي اليوغا الخاصة بالمتألمين العظام.
 هذه اليوغا يتطلب من ممارسيها ان يتم مراحها الثمانية وهي :-
1. الحرمان:- وهو انكماش ذاتي .
2. ترويض النفس :- وهي قياده مجرى الافكار نحو الوحده الاساسية لجميع الاشياء .
3. التمارین :- وهي وضعيات جسدية معينة  تسمح بالتأمل والتركيز بدون جهد
4.  التنفس :- وهو ترويض خاص نناقشة فيما بعد .
5. الانعزال :- مراقبة الحواس بحيث انها لاتستقل بعملها عن الاراده .
6. التركيز :-  تثبيت الفكر على نقطة واحده اما شىء او فكره .
7. التأمل:- هو الدخول الى الكيان الجوهري للفرد .
8.  الذاتية :-هي التحقق التام مع موضوع التأمل .
 وواجبات اليوجي؛
 لليوجي في كل يوم ثلاثة حقائق:
 أول: رعياة الجسم
ثانيا: مراقبة العقل ودراسة النفس
ثالثا: تأدية حق اله من عبادات وسلوك وصلاة وصيام
فهو يقوم بالتدريت لتحسين صحته الجسمانية والعصبية ويعمل على راحة الجسم والعقل بالاسترخاء وراحة العقل بالتركيز والهدوء. واستخدام الإرادة الكامنة فيه لضبط النفس الأمارة بالسوء ونظافة الجسم بالاستحمام وداخليا بالصيام والعبادة ولا يسرف في ممارسة الجنس والشهوات لكي يعطى الروح حقها وهو يختار أصحابه بحذر ويعتني بمظهره.
وهو يعلم أن الله مصدر العلم والمعرفة لمن سلك طريق التأمل والتفك، وأخلى عقله من رغبات النفس الأمارة بالسوء ليغمرها الله بفضله وعلمه وهو يتقبل كل ما يضعه الله بين يديه ويئمن بالقول
اليوجي الحق يتبع قوانين الحياة ويبحث عن ذاته قبل أن يبحث في الوجود لأن هدفه من الحياته بالتدريب اليومي في نظام الهاشا يوغا فإذا استقر في الصحة الجسمانية، يرتقي إلي تدريب العقل ثم يدخل في طريق التأمل ثم التفكر ثم المراقبة ثم المحاسبة للنفس الأمارة بالسوء.
            ويعرف اليوجى أن الانسان سيد هذا الكوكب وأنه وهو تعبير صادق عن قدرة الله العظيم وهو مجهز بنظام دقيق وعقل منفتح وجسم مكون من ملايين الخلايا والعظام التى تحتوى على كثير من معادن الأرض ومن الماء والهواء والتراب وأن الإنسان فى نمو مستمر منذ ولادته كما تنمو النباتات. وللإنسان مسشاعر ورغبات وانفعالات يشترك فيها مع سائر الحيوانات. وكلما ارتقى الانسان تغيرت العقلية وأصبح في مستوى أرفع من الإنسان البدائى. وكلما تفتح وعيه بدأ في البحث والكشف عن حقيقة ذاته وعرف أن له إرادة قوية فاعلة ونابعة من أعماق ذاته وأنها عطاء من الخالق العظيم لكي يعمر هذا الكون ويصل إلى الكمال. ولكي يعرف الإنسان قدارته ، عليه أن يتأمل نفسه ويفرق بين ماله وما عليه وأن يفرق بين ذاته الحقيقة وذاته الترابية وهذا هو كشفه الأول.
فذات الإنسان الحقيقية هى الشعلة المقدسة، التى هي روح القدس المعطاه من الروح الكلية للوجود. أما الجسم فهو الهيكل الترابى الذي تسخره الذات لتتعامل مع هذا العالم الأرضى.
وهذه الذات المقدسة ذات دائمة الحياة،لا تموت ولا تنفى ولا يصيبها فناء أو ضعف، إنها تملك الإرادة وتملك الحكمة ، غير أن هذه حقيقتها الدائمة الروحية وليست صورتها الجسمانية وتحررت من العبودية ، عبودية الجسم والنفس.
ومع استمرار الرقى والوعي، يغيب عنه الجسم ويتعامل من خلال الذات أحيانا ثم الجسم والعقل أحيانا أخرى فهو حائر في حل الكثير، مما يحيط به من أحوال ومشكلات. وكلما ارتقى الإنسان فى المعرفة يحدث التعديل ويقل العذاب. أما الغافل فهو أقرب إلى الحيوانية وأقرب ألى الأرض ، ويميل إلى التشاؤم والتعاسة
اذا كانت النفس مرتبطة في العالم ولرباطها سبب فأن خلاصها من الوثاق يكون بضد ذلك السبب لكنا حكينامذهبهم في ان سبب الوثاق هو الجهل فخلاصها اذا بالعلم اذا احاطت بالاشياء احاطة تحديد كلي مميز مغني عن الاستقراء نافل للشكوك لأنها إذا فصلت الموجودات بالحدود عقلت ذاتها وما لها من شرف الديمومة وللمادة من خسة التغير والفناء في الصور فاستغنت عنها وتحققت ان ما كانت تظنه خيرا ولذة هو شر وشدة فحصلت على حقيقة المعرفة واعرضت عن تلبس المادة فأنقطع الفعل وتخلصتا بالمباينة : قال صاحب كتاب " باتنجل" : افراد الفكرة في وحدانية الله يشغل المرء بالشعور بشئ غير ما اشتغل به ومن اراد الله اراد الخير لكافة الناس من غير استثناء واحد بسبب، ومن اشتغل بنفسه عما سواها لم يصنع لها نفسا مجذوبأ ولا مرسلا ، ومن بلغ هذه الغاية غلبت قوته النفسية على قوته البدنية فمنح الاقتدار على على ثمانية اشياء بحصولها يقع الاستغناء ، فمحال ان يستغني احد عما يعجزه ،
 واحد: تلك الثمانية التمكن من تلطيف البدن حتى يخفى عن الاعين.
 والثاني: التمكن من تخفيفه حتى يستوي عنده وطئ الشوك والوحل والتراب.
 والثالث: التمكن من تعظيمه حتى يريه في صورة هائلة عجيبة.
 والرابع: التمكن من الارادات والخامس التمكن من علم ما يروم.
 والسادس: التمكن على الترأس من اية فرقة طلب.
 والسابع: خضوع المرؤوسين وطاعتهم والثامن انطواء المسافات بينه وبين المقاصد الشاسعة[27].
و يجب أن ياجأ إلى معلم عارف بالحقيقة  ويرشده، وعليه أن يتبع تعليمات المعلم بدقة وصدق وإيمان.
و قبل أن ندخل في التدريب يقول المعلم اليودجى لمريده وتلاميذه الوصيا الآتية:
1)   تحاشى الإضرار بالغير.
2)   امتنع عن شهادة الزور.
3)   الإخلاص فى كل مشارب الحياة.
4)   البعد عن الدعارة
5)   الامتناع عن قبول الرشوة.
6)   نقاوة الجسم وطهارته ونقاوة العقل وتركيزه.
7)   القناعة وترويض النفس.
8)   التعبد وقراءة الكتب المقدسة.
ثم يوصى الراغب فى المعرفة بثلاث نصائح:
أولا ) الجلسة الصحيحة والعمود الفقرى مستقيم، مع ثبات الجسم دون حركة استعداد للتأمل.
ثانية) براناياما أي سحب الحواس من الخارج، ثم التركيز وضبط العقل فى فكرة واحدة ثم التأمل ثم الدخول في السمادى أي الإدراك السامى.
و هذه الأسس توصل المريد إلى الإطلاق، أي أدراك الحقيقة بغير الوسائل العقلية لأن العقل حائر ومضل.
والهدف الأخير هو الاتحاد مع الروح الكلية.
و يقول المعلم إن جميع أجهزة الجسم سالبة، ماعدا الدماغ والجهاز العصبى فهما موجببتين.ويعلم المريد ذكر الله باستعمال كلمة "اوم" يرددها دائما بصوت خفيض وكلمة  "اوم" معناها فى اللغة الهندية الله فإذا سمع المريد في داخله هذه الكلمة، أصبح على اتصال بالمملكة الإلهية.
ويتضح بالتركيز على الشاكرات مقدار دقيقة ونصف على كل شاكرا فيحدث التقدم الروحى. وهذه الشاكرات هي سبعة مراكز في العمود الفقرى، تبدأ من أسفل العمود الفقرى حتى قمة الرأس كما هو واضح فى الشكل، ويكون التركيز من أسفل إلى أعلى. وعندما يتم تنشيط هذه القوة الروحية المناطق السبع المذكورإلى أعلى يصل الانسان إلى ذروة السعادة وتحقيق الذات، ويكسب الإنسان تلقائها قدرات فوق العادة هى المعجزات، وكلما تقدم الإنسان يشعر بأن الحياة الدنيوية لهو ولعب وأن الباقيات الصالحات خير وأبقى.
والأفكار الخبيثة والمتاعب النفسية والهموم والقلق والتشاءوم تنقشع تماما ويسترخى اليوجى جسما وعقلا ويدخل فى سعادة دائمة ونشوة لا حدود لها.
ويجلس المريد فى مكان خاص قبل سروق الشمس أي في وقت الفجر، حيث السكون والهدوء ومرة أخرى عند غروب الشمس. ولا بأس أن يعتكف فى أى وقت من الفراغ. وإذا كان المريد مسلما فيصلى صلواته الخمس فى هذا الركن، ويقرأ كتابه المقدس كيفما يشاء. ويجلس المريد معتدلا وفى هدوء، ثم يتنفس فى هدوء وعمق لمدة عشر دقائق.
ولكي يتأمل المريد عليه أن يجلس معتدلا ويتنفس، كما سبق ذكره ، ويغمض عينيه ثم يركز الفكر والبصر إلى الشاكرات من اسفل إلى أعلى كما سبق أن ذكرنا ثم ينتهى إلى التركيز على قمة الرأس لمدة عشر دقائق ثم ينبهى إلى التركيز على قمة الرأس لمدة عشر دقائق ثم يسترخ بعض الوقت ثم يعود إلى التركيز عدة مرات على هذا المكان، ثم يركز على المركز فى الجبهة بين الحواجب. يحاول أن يركز على هذا المركز كلما أمكنه ذلك طوال اليوم حتى يكتسب الصلابة وقوة الشخصية. ويحفظ عقله من اللف والدوران فيما لا طائل وراءه.
 
­­­­­­­
قالت الهند : فأذا قدر على ذلك استغنى عنه وتدرج الى المطلوب في مراتب ،
 اولاها : معرفة الاشياء اسما وصفة وتفاصيل غير معطية للحدود
 والثانية: تجاوز ذلك الى الحدود الجاعلة جزئيات الأشياء كلية الا انه لا تخلو فيها من التفصيل
والثالثة          : زوال ذلك التفصيل والاحاطة بها متحدة ولكن تحت الزمان
 والرابعة:  تجردها عنده عن الزمان واستغناؤه فيها عن الاسماع والالقاب التي هي الات الضرورة ، وفيها يتحد العقل والعاقل بالمعقول حتى تكون شيئا واحدا ، فهذا ما قال " باتنجل" في العلم المخلص للنفس ويسمون خلاصها بالهندية " موكش" أي العاقبة.[28]
وقال سقراط: ان النفس اذا كانت مع الجسد وارادت ان تفحص عن شئ خدعت حينئذ منه وبالفكرة يستبين لها شئ من الهويات ففكرتها في الوقت الذي لا يؤذيها فيه شئ من سمع او بصر او وجع او لذة ما اذا صارت بذاتها وتركت الجسد ومشاركته بقدر الطاقة، فنفس الفيلسوف خاصة هي التي تتهاون بالبدن وتريد مفارقته ، فلو انا في حياتنا هذه لم نستعمل الجسد ولم نشاركه الا عن ضرورة ولم نقتبس طبيعته بل تبرأنا منه لقاربنا المعرفة بالاستراحة من جهله ولصرنا اطهارا لعلمنا بذواتنا الى ان يطلقنا اله، وخليق ان يكون هذا هو الحق. ولذالك أن يوغا تستقل الروح من حماية الهوى والنفس والشهوات. ويؤدى إلى عالم علوية أخرى. وهذه العملية  تسمى "بموكش".
الدرس الأول:
وعلى المريد الراغب فى السلوك إلى الحقيقة وإلى المعرفة أن يطهر نفسه أولا من غلاء النفس وشرورها وأطماعها، وتهذيب أخلاقه وقهر نفسه وحكمها كلما رغت فى الانحراف وفعل الكبائر، وأن تسلك طريق الأدب الجم وحسن معاملة الناس والحوان والنبات، وأن تمتنع عن الحسد والغير والحقد والبغضاء والتشاؤم والانحراف وجميع المعاصى، حتى تصل إلى طهارة النفس مع طهارة الجسم من الخارج.
ويجب على المريد أن يتأمل ويتفكر حتى يدرك حقيقة ذاته وأنه قادر على تصحيح سار حياته. وعلى سالك فى طريق المعرفة أن يدخل بكليته وبعمق وقوة حتى يكسب هذه المعرفة وتتغلغل فى أعماقه ووعيه. فعندما تذكر بالسان كلمة (أنا) يجب عليه أن يعرف من هو أنا، وليكن وعليه شاملا فإنه مركز قوة ومركز إرادة ومركز وعى مؤثر فى الحياة التى حوله، فأينما كان فهو نفسه لا تفارقه لذاته، فإنه ليس بدائم الحياة وليس له فناء فالفناء للهيكل(الجسم)، فأما إنه أي حقيقته  فهي دائمة.   




الفصل الرابع:
جانا يوغا
جانا يوغا كلمة سنسكريتية معناها المعرفة. لها استعمالات متنوعة تختلف فى معانيها مع إختلاف السياق، وهي أيضا استعملت في عدد من الأديان الهندية المختلفة. إنّ فكرة جانا تتركّز من حدث نتيجة التي تعرف حسب التجرّبة.[29] (يوغا المعرفة) أحد الطرق الرئيسية الثلاثة (margas)، التي تفترض للقيادة نحو تحرير(moksha) من التعاسة المادية.  إنّ الطريقين الرئيسيين الآخرين هما كارما يوغا وباكت يوغا. راجا يوغا، (يوغا كلاسيكي) الذي يتضمّن عدّة من يوغات، يقال أيضا للإداء إلى موكشا (moksha). وقيل أن أربعة طرائق تختار حسب ذوق المختار.
أهمية باكت يوغا
اذا كانت النفس مرتبطة في العالم ولرباطها سبب، فأن خلاصها من الوثاق يكون بضد ذلك السبب لكنا حكينا مذهبهم في ان سبب الوثاق هو الجهل  فخلاصها اذا بالعلم. اذا احاطت بالاشياء احاطة تحديد كلي مميز مغني عن الاستقراء نافل للشكوك لأنها إذا فصلت الموجودات بالحدود عقلت ذاتها وما لها من شرف الديمومة وللمادة من خسة التغير والفناء في الصور فاستغنت عنها وتحققت ان ما كانت تظنه خيرا ولذة هو شر وشدة فحصلت على حقيقة المعرفة.[30]
وفي كتاب "بجوت كيته" : إن الانسان مخلوق خاص ليعلم وليعرف، ولإستواء العلم اعطي الآلات بالسوية" ، ولو كان مخلوقا ليعمل لتفاوتت الآلات كأختلاف الأعمال. لكن الطباع الجسماني يسرع الى العمل لما فيه من مضادة العلم،  فيروم ستره بملاذ هي بالحقيقة العلم هو الذي يترك هذا الطباع منجدلا ويجلى النفس  من الظلام جلاء الشمس من الكسوف او الغمام.
طرائق جانا يوغا
سائر المشاعر هي للمعرفة ويلتذ العارف بتصريفها في المعارف حتى تكون جواسيسه ، والشعور بالاشياء مختلف الاوقات ، فالحواس التي تخدم القلب تدرك الشئ الحاضر فقط ، والقلب يتفكر في الحاضر ويتذر الماضي والطبيعة تستولي على الحاضر وتدعيه لنفسها فس الماضي وتستعد لمغالبته في المستأنف ، والغقل يعرف مائية الشئ غير متعلق بوقت او زمان ويستوي عنده الغابر والمستقبل ، واقرب اعوانه اليه.
الفكرة والطبيعة وابعدها الحواس الخمس ، فمتى ما اوصلت الى الفكرة شيئا من المعارف جزئيا هذبته من الاغلوطات الحسية وسلمته الى العقل فجعله كليا واوقف النفس عليه فصارت به عالمة : وعندهم ان العلم يحصل للعالم على احد ثلاثة اوجه ، احدها بالهام وبلا زمان بل مع الولادة والمهد مثل " كبل" الحكيم فأنه ولد مع العلم والحكمة والثاني بالهام بعد زمان كأولاد " براهم " فأنهم الهموا لما بلغوا اشدهم والثالث بتعلم بعد زمان كسائر الناس الذين يتعلمون اذا ادركوا ؛ والوصول الى الخلاص بالعلم لا يكون الا بالاتزاع عن الشر.[31]
كتاب " كيتا": ان الناس قد ضلوا في الاوامر والنواهي ولم يهتدوا لتمييز الخير من الشر في الاعمال فتركها والتخلي عنها هو العمل ، وفيه ايضا : ان طهارة العلم تفوق طهارة سائر الاشياء لأن بالعلم استئصال الجهل واستبدال اليقين بالشك الذي هو مادة العذاب فلا راحة لشاك.
سأل السائل في خاتمة كتاب "لمعلم  بتنجل" عن كيفية الخلاص (Mokasha فقال المجيب: ان شئت فقل هو تعطل القوى الثلاث وعودها الى المعدن الذي صدرت عنه ، وأن شئت فقل هو رجوع النفس عالمة الى طباعها.
وبالجملة قوة جانا (Jana Shakti)هي قوّة الفكر ومنبع كل حكمة حقيقية ومعرفة تسوق الإنسان من فكريات الدنيوية إلى ذكريات الأبدية ومن إشتغال الدنيا إلى احتقارها حتى يجد حب الله ورضاه.

ثمرات الزهد
موكشا في الآخرة، فمعنى موكشا هي تحرير من أوصاف البشرية والإنتقال إلى الله حتى يختلط في وجود الله كما في إعتقاد الهندوسي، لأن إعتقاد الهندوسي إذا مات الإنسان تغير أوصافه حسب عمله في الدنيا ربما يكون حيوانا مهملا او انسانا منبوذا أو اي شيء آخر، فإن منتهى الأمور واعلى المراتب هي موكشا. كل يجتهد لهذا الهدف فقط كما اشار إليه اسفار الهندوسي.
هذا من أمر مهم أن السانياس هم الكتابون الذين صنفوا كتب الأديان والأسرار وكثير من الأسفار الهندي الكلاسكي والأساطير هذه كلها ثمرات الزهد بأنهم يلقن الحكمة.




[1] साम
[2] नि
[3] आसा
[4] سانيسا أبنشت فصل 1 ش 1
[5] Maharishi Mahesh Yogi on the Bhagavad-Gita، a New Translation and Commentary، Chapter 1-6. Penguin Books، 1969، p 333-334 (v 3)
[6] P. 33 The Concept of Rudra - Siva: Through the Ages By Mahadev Chakravarti
[7] The Origins and Development of Classical Hinduism by Arthur Llewellyn Basham
[8] P. 149 Indian Archaeological Heritage: Shri K.V. Soundara Rajan Festschrift، Volume 1 by Chedarambattu Margabandhu
[9]  ابي الريحان محمد بن أحمد البيروني، تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل او مرذولة ج/ 1، ص/  62
[10] Shambhala Encyclopedia of Yoga، p. 61
[11] Swami Shankarananda. How To Live In Old Age. p. 96
[12] Manilal Bose ، Social and cultural history of ancient India.. p.68.
[13]"योगः कर्मसु कौशलं॥" (Bagavath geetha)
[14] بهاغافاد غيتا: 4/29
[15] بهاغافاد غيتا:3/ 19

[16]  باغافاد غيتا 2/47
[17] كتاب ماللهند -  البروني ج 1 ص 61
[18] Miracle of KonarkAsia Press، 1967.
[19] b Paliwal، B.B. 2005. Message of the PuransDiamond Pocket Books.
[20] Miracle of KonarkAsia Press، 1967.
[22]  Songs of Experience. Indiana University Press. p. 1
[23] Bhagavata Purana، 7.5.23-24
[24] The Path of Love، Sheriar Press، 2000، pp. 57-58
[25] Bagavat-Gita 9.34
[26] Bagavat Gita : 18/55
[27] كتاب ما للهند – البروني ج 1 ص 56
[28] كتاب ماللهند لألبرونى ج 1 ص 58
[29] "jnana (Indian religion) - Britannica Online Encyclopedia"
[30] - ابي الريحان محمد بن أحمد البيروني -  تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل او مرذولة ج 1 ص 26

[31] - ابي الريحان محمد بن أحمد البيروني -  تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل او مرذولة ج 1 ص 26

مواضيع ذات صلة
التصوف, الديانات الهندية،, الديانة, الهندوسية,

إرسال تعليق

0 تعليقات