ادعمنا بالإعجاب

الرسول المبشر في الأناجيل

د/ سيد علي الفيضي

أرسل الله سبحانه وتعالى الأنبياء والمرسلين من آدم عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم إلى العالم لهداية الناس إلى سواء السبيل، وليزكيهم من ورطات الذنوب والضلالة، وليجعل كلمة الله هي العليا، ولتنفيذ أوامر الله ونواهيه، ولإقامة أحكام دين الإسلام في الدنيا. وفضل الله بعضهم على بعض كما أشار إليه القرآن الكريم "تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض". واختار منهم أولو العزم وشرفهم على غيرهم. وأعطى لبعضهم الكتب والصحف مساندة لدعوتهم.
وقد أرسل إليه عيسى عليه السلام رسولا إلى بني إسرائيل لا إلى العالم اجمع في شأن النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا  نفهم من قول الله سبحانه وتعالى في سورة الصف: "يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم" ونجد هذه الحقيقة من العهد الجديد أيضا (New Testament) يقول متى (Mathew) :
“These twelve Jesus sent out with the following instruction. Go no where among the Gentiles and enter no to on of the Samaritans but go rather to the lost sheep of the house of Israel” (Mathew 10-5-6)
ويأمر اليسوع عيسى ابن مريم لتلامذته والحواريين عند إرسالهم للدعوة أن يذهبوا إلى بني إسرائيل فقط الذين ليس لهم هداية. وهذا يدل على أن دعوته منحصرة في بني إسرائيل فقط، خلافا للدعاوى الباطلة للنصارى. وأعطاه الله الإنجيل، ولكن لا نجدها الآن على صورته الأصلية، ووقع فيها التحريف والتبديل والتغيير. وقد دنسها الرهبان وقسيس النصارى، فحللوا حرامها وحرموا حلالها.
بشارات في العهد الجديد
الأناجيل التي نجدها الآن مشتمة على إنجيل متى، مرقا، لوقاو، يوحنا، وأعمال الحواريين (Acts Apostles)، وبعض المقالات. وهذا هو العهد الجديد (New Testament) والإنجيل المقدس (Thettoby Bible) التي يؤمنها ويتبعها النصارى كتابا مقدسا لدينهم على ثلاثة أقسام العهد القديم (Old Testament)  والزبور (Psalm)  والعهد الجديد (New Testament). ويدعي النصارى أن العهد القديم هو التوراة والعهد الجديد هو الإنجيل. ولكن هذه كلها صورة محرفة للأصل. ولا نجد الآن التوراة والزبور والإنجيل على صورتها الأصلية. ونرى في الكتب المقدسة، ولو كانت محرفة، بعض الحقائق والأمور التي تليق بعقيدة الإسلام وتناسب ببيان القرآن الكريم.
ومن هذه الأمور التي توافق ببيان القرآن الكريم بشارة عيسى عليه السلام بمجيء النبي صلى الله عليه وسلم. نقرأ في القرآن الكريم أن عيسى عليه السلام يبشر وينبأ بمجيء رسول اسمه أحمد. يقول الله سبحانه وتعالى في قرآنه المجيد: "وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التورية ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد، فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين" (الصف – 6) يقول عيسى عليه السلام لقومه إن دعوته منحصرة في بني إسرائيل وان مجيءه مع التصديق بالتوراة والتبشير برسول اسمه أحمد.
يكتب عبد الله يوسف علي الذي ترجم القرآن الكريم إلى الانجليزية في تفسير هذه الآية “Ahmad or Muhammad the praised one is almost a translation of the Greek word “periclytos” يعني ان اسم أحمد أو محمد معناهما الذي يحمد. وهذا أيضا ترجمة اللفظ الإغريقي فار قليطا. وإذا فحصنا النسخة القديمة وجدنا انه قد استخدم لفظ "فار قليطا" للإشارة إلى مجيء النبي صلى الله عليه وسلم. ولكن إذا فتشنا النسخات الجديدة المتنوعة للإنجيل وجدنا أن لفظ فار قليطا الذي بمعنى "محمد" قد حذفت وحرفت. واستخدم بدله المفردات المختلفة مثل بمعنى المسلى والمعز وAdvocate بمعنى الناصر وSpirit of truth  بمعنى روح الحق. وهذه كلها تدخل فاحش من جهة الرهبان والقسيسين للنصارى.
نقرأ في إنجيل يوحنا (The Gospel According to John)  هكذا “I still have many things to say to you، but you cannot bear them now. When the spirit of truth comes he will guide you into all the truth for he will not speak on his own but will speak whatever he hears and he will declare to you the things that are to come” (John 12-12-13)
وهذا جزء من خطبة الوداع لعيسى عليه السلام. وينصح عيسى عليه السلام لتلامذته انه يروح إلى الله سبحانه وتعالى الذي أرسله إليهم. ولا يمكن لهم أن يروه بعد هذا. وإذا رحت إلى الإله يجيء النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي أرسله رحمة للعالمين. وهو يدرس العالم حول العدل والذنب والحساب. ويتابع قوله ان له كثير من الأمور للالقاء إليهم ونصيحتهم. ولكن لا يقتدرون أن يتحملوا كلها. وإذا جاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي أرسل رحمة للعالمين هو يهدي إلى الحق والصواب وسواء السبيل ولا يتكلم من عند نفسه شيء إلا بالسماع من الله سبحانه وتعالى بطريق الوحي وهو يخبر كما يقع في المستقبل. وهو أيضا يكرمني ويعظمني ويلقى الأمور متتابعا لما قلت. وهذا حاصل المعنى لما قال في إنجيل يوحنا.
وفي إنجيل يوحنا وصف النبي صلى الله عليه وسلم في بابه السادس عشر انه "رحمة للعالمين". وقد ترجم هذا اللفظ في نسخة “King James Version” أي النسخة التي أعدت بأمر الملك جيمس هكذا “The prince of this world is judged”. وهذه النسخة تعتبر نسخة موثوقة بين النصارى. وباقي النسخات للإنجيل تعطى ترجمة هذا اللفظ “The ruler of this world” وهذه كلها تشير أن الرسول المبشر في الإنجيل يكون بعثته رحمة للعالمين ورسولا للعالم أجمع.
وأكد عيسى عليه السلام هنا ان الرسول الذي سيجيء يكون ناصرا ومسليا(Comforter)  وروحا للحق (Spirit of truth) فضلا انه يكون محمد(Paraclate) . وقد أشرنا من قبل ان لفظ "فارقليطا" بمعنى "محمد" لأنه سئل عبد الوهاب النجار للمستشرق الإيطالي "كالوهلنو" الذي كان أستاذ اللغة العربية في جامعة "ترينا" والمعهد الاستشراقي في إيطاليا. ما معنى "فارقليطا" وأجاب ان معناه الذي له حمد كثير. وهذا يوافق لفظ أحمد ومحمد الذي ذكرا في القرآن المجيد. وللأسف ان لفظ(Paraclate)  لا نجد في أي نسخة من نسخات الإنجيل سوى نسخة “The New Jerusalam Bible” التي يستعملها النصارى في كنائسهم عادة. ونرى هذه الخطبة والنصيحة لعيسى عليه السلام في هذه النسخة تحت عنوان “The coming of the paraclate” أي قدوم فارقليطا، وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم في هذه النسخة باسم “Paraclate”  بمعنى محمد salla.
والوصف الآخر للنبي صلى الله عليه وسلم الذي ذكر في إنجيل يوحنا: ان النبي المبشر لا يتكلم شيئا من عند نفسه وهو يتكلم حسب الوحي من الله تعالى. وهذا أيضا يوافق للنبي salla. ويقول الله في سورة النجم: "وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى" وبمعنى هذه الآية الشريفة وصف النبي صلى الله عليه وسلم في الإنجيل بانه لا يتكلم شيئا إلا بالوحي من الله تعالى. وهذا هو الوصف المهم للرسول المبشر الذي ذكر في الإنجيل والقرآن. وإذا أجرينا دراسة مقارنة بين القرآن والإنجيل نجد ان ما ذكر في الإنجيل من الأوصاف والمميزات الشخصية للنبي صلى الله عليه وسلم موافق لما ذكر في القرآن الكريم في هذا الموضوع. والإنجيل ولو كان محرفا ما اقتدر الرهبان والقسسون ان يغيروا ويبدلوا هذه الحقيقة. ونجد مثل هذا بعض الحقائق الموافقة لتعاليم القرآن الكريم في الإنجيل أيضا. وهكذا وصف إنجيل يوحنا النبي صلى الله عليه وسلم نبيا للعالمين في بابه الرابع عشر. وفي ضوء هذه الأوصاف والعلامات التي ذكرت في الإنجيل أقر الراهب "بحيرة" نبوة النبي صلى الله عليه وسلم.
واستخدم بعض النسخ للإنجيل لفظ “Advocate”  لترجمة اللفظ الاغريقي “Paraclate”  ومعنى هذا المفرد الشفيع والذي يدعى للغير. وبين قاموس الإنجيل باسم “Harpers Bible Dictionary”  ان معنى هذا المفرد الاغريقي “Paraclate”  ما يراد بلفظ“Advocate” . وهذا الوصف أيضا يوافق الشخصية المقدسة للنبي صلى الله عليه وسلم، لانه يشفع امته يوم الحساب ويدعي لأجلهم أمام رب العالمين. وهو شفيع المذنبين ورسول رب العالمين. وكانت في النسخة العربية القديمة للإنجيل لفظ "أحمد" ترجمة لفظ "فارقليطا" ولكن الرهبان قد حذفوا هذا من النسخة الجديدة. ولهذا اللفظ أيضا معنى "الصديق الرحيم" وهو يناسب ما قال في القرآن الكريم "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" (الأنبياء 107) وان المستشرق المشهور سر وليم مور (Sir William Muir) يقول في كتابه “The life of Muhamet” (حياة محمد salla) أما لفظ فارقليطا في الإنجيل يشير إلى محمد صلى الله عليه وسلم (ص-17) وكتب هكذا أيضا بعض المستشرقين وكتاب الأوربين والعلماء الغربيين.
ووصف النبي صلى الله عليه وسلم "الروح الحق" أو الروح الزكي وهذه الميزة أيضا يوافق في حق الأنبياء عليه السلام لاسيما في حق النبي صلى الله عليه وسلم وهو روح مقدس ومعصوم. وقد وضعت العصمة في حقه منذ طفولته إلى آخر العمر، وهو يزكى الناس ويهديهم من الظلمات إلى النور. وكذا نفهم صريحا ان بعثة محمد صلى الله عليه وسلم لتكملة دعوة الإسلام المبدوءة من آدم عليه السلام، وأن مجيءه لإكمال رسالة عيسى عليه السلام. ويبين الإنجيل انه عند عيسى عليه السلام نصائح وتعليمات نافعة لهم ولكن لا يلقى هذه كلها إلى تلاميذه لأنهم لا يقدرون أن يتحملوا كلها الآن. وإذا قدم الرسول المبشر يلقى هذه الأمور إلى الناس.
ويقر الإنجيل ان النبي صلى الله عليه وسلم روح مقدس. ويقول إنجيل مرقا (The Gospel According to John) “Truly I tell you people will be forgiven for their sins and whatever blasphemies they utter but whoever blasphemes against the Holy spirit can never have forgiveness but is guilty of an eternal sins (3-28-29Mark - ). ويؤكد إنجيل أيضا ان النبي صلى الله عليه وسلم متصف بالروح المقدس وان الذنوب التي وقعت من الانسان بسبب تعييبه وتجديفه للغير يغفر، ولكن لا يغفر الله ذنب من يعيب ويتهم بالروح المقدس. وهو يستحق للعذاب الدائم والهلاك. ومن هذا القول للإنجيل طهر لنا عظيمة الرسول صلى الله عليه وسلم. وينبه عيسى عليه السلام تلامذته بهذا القول فضل الروح المقدس الذي سيأتي لدعوة الإسلام.
ونقرأ أيضا في إنجيل مرقا في الباب الأول “The one who is more powerful than I is coming after me. I am not worthy to stoop down and untie the thong of his sandals (Mark- 1-7) ويقول عيسى عليه السلام هنا صريحا ان الرسول الذي سيجيء بعده أفضل منه وأقوى. وليس له أهلية لاخذ نعله. ويشير مرقا في الإنجيل ان النبي الذي سيجيء بعد عيسى عليه السلام يزكي الناس. وهذه كلها موافقة لتعاليم القرآن والإسلام.
وفي العهد الجديد ايضا بشارات وإشارات إلى مجيء النبي صلى الله عليه وسلم. ولكن ضاع أكثرها بشدة التحريف والتدخل الفاحش من الرهبان. ونجد الآن في الإنجيل الذي يستخدم النصارى ككتاب مقدس لهم بعض الإشارات وبعض الأقوال الحقيقة لعيسى عليه السلام، وللنصارى تأويلات فاسدة في هذه المقامات كلها لا يعتمد عليها لأنه ليس لها أصل وسند كاف. وأوردنا هنا بعض البشارات المهمة من العهد الجديد.
بشارات في العهد القديم
وفي العهد القديم (Old Testament) أيضا بعض البشارات عن مجيء النبي صلى الله عليه وسلم وعن شخصيته المقدسة وفضله. نقرأ في الباب الثامن عشر من سفر التثنية(Deuteronomy)  هكذا “I will raise up for them a prophet like you from among their own people. I will put my words in the mouth of the prophet who shall speak to them every thing that I command” يعني يقول الرب لعيسى عليه السلام "سوف أقيم لهم نبيا مثلك من بين اخوتهم واجعل كلامي في فمه ويكلمهم بكل شيء أمر به" ويكتب بعده في الإنجيل انه من لم يطع كلامه الذي يتكلم به باسم ربه فهو ينتقم من ذلك. وهذه البشارة ليست بشارة يوشع عليه السلام كما يزعم الآن أحبار اليهود، ولا بشارة موسى عليه السلام كما زعم علماء بروتستنت، بل هي بشارة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
ونعرف ان اليهود المعاصرين لعيسى عليه السلام كانوا ينتظرون نبيا آخر مبشرا به في هذا الباب، وكان هذا المبشر به عندهم غير المسيح، فلا يكون هذا المبشر به يوشع، ولا عيسى عليه السلام. وكذلك وقع في هذه البشارة لفظ مثلك ويوشع وعيسى عليهما السلام لا يصح أن يكونا مثل موسى عليه السلام. ونقدر أن نستدل بهذين الوجهين وبغيرهما ان المبشر به في هذا القول هو محمد صلى الله عليه وسلم لا غير. وعلاوة على هذا نجد في التوراة أيضا بشارات أخرى. وجدير بالذكر ان في التوراة بشارة مهمة نقرأ في الباب الثالث والثلاثين من سفر التثنية في الترجمة العربية المطبوعة سنة 1844م هكذا وقال: جاء الرب من سيناء وأشرف لنا من ساعير استعلن من جبل فاران ومعه الوفد الأطهار في يمينه سنة من النار" (سفر التثنية-33/2) وترجمته الانجليزية هكذا “He said: The Lord came from Sinai and dawned from seir upon us he shone forth from Mount Param with him were myriads of holy ones” (Deuteronomy 33-2) فمجيءه من سيناء وإعطاؤه التوراة لموسى عليه السلام، واستعلانه من جبل فاران وانزاله القرآن لان فاران جيل من جبال مكة. ونتضح لنا من هذا القول ان موسى عليه السلام حصل له التوراة من طور سيناء. وساعير المكان المقدس الذي حصل منه الإنجيل لعيسى عليه السلام. وفاران جبل من مكة الذي حصل منه الوحي لمحمد صلى الله عليه وسلم. وغار حراء الذي نزل فيه جبريل عليه السلام بالوحي في هذا الجبل. وصرح في هذا القول ان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل مكة مع أصحابه الطيبين الطاهرين وهم عشرة آلاف. وظهر النبي صلى الله عليه وسلم في فاران مع ألف ألف أصحابه الكرام في السنة العاشرة من الهجرة. ولم يكن لاحد من الأنبياء أصحاب مثل هذا. وترجم نسخة الإنجيل المسمى بترجمة الملك جيمس(King James Version)  “With Ten thousand of saints” بدل “Myriads of holy ones” ويصف هذا الإنجيل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم أشخاص أطهار. وفي العهد القديم أيضا بشارات أخرى حول هذا الموضوع ولكن لا نورد هنا كلها لخوف التطويل.

بشارات في إنجيل برنابا (Gospel of Barnabas)
برنابا تلميذ مخلص لعيسى عليه السلام. وقدم جميع ما له لدعوة الإسلام كما نفهم من أعمال الحواريين(Act of Apostle)  من العهد الجديد. وهذا التلميذ لعيسى عليه السلام باع جميع ما كان له من الأرض ووضع ثمنه أمام عيسى عليه السلام لغرض الدين. وهذا الحواري برنابا كان لعيسى عليه السلام بمنزلة أبي بكر الصديق رضي الله عنه لمحمد صلى الله عليه وسلم في شدة محبته ومصاحبته. وله إنجيل باسم ‘إنجيل برنابا’  ويشتمل هذا الإنجيل على ما رأى وسمع وفهم من حياة عيسى عليه السلام من الأقوال والأفعال والواقعات. ويقول برنابا في مقدمة الإنجيل انه يسجل جميع ما حدث في حياة عيسى عليه السلام على وجه الحق بأمر منه. وقد حرر وترجم هذا الإنجيل إلى الانجليزية من النسخة المخطوطة الايطالية التي حفظت في مكتبة وينا(VIENNA)  وقام بالترجمة لونسديل(LONSDALE)  وزوجته لورا(LAURAGG)  ولهذا الإنجيل أيضا ترجمة أردوية ومليالم. وقد ترجمه إلى العربية خليل سعادة من مصر. ولو كان الأمور هكذا نقده واعترض عليه علماء النصارى، لأن هذا الإنجيل فأس يقطع عنق عقائدهم الفاسدة. ولكن لا يستقبله النصارى، ويدعون انه شهادة زور لان هذا الإنجيل يبطل اعتقاداتهم الباطلة الضالة، ويثبت عقائد الإسلام. وكتبنا هذا اللقم حول هذا الإنجيل على أقصر صورة. وهذا الإنجيل جدير للدراسة العميقة
وفي هذا الإنجيل بشارات حول مجيء النبي صلى الله عليه وسلم وشرفه على الناس أجمع بل على الأنبياء كلهم. وبياناته موافقة لتعاليم الإسلام. وينكر إنجيل برنابا عقيدة الثالوثة وان عيسى عليه السلام ابن الله وواقعة الصليب. ويكتب إنجيل برنابا في الباب التاسع والثلاثين ان آدم عليه السلام رأى في الهواء كانه مكتوب “There is only one God and Mohammed is the Messenger of God”  يعنى لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وسئل آدم عليه السلام عن معنى هذا القول، قال الله جل وعلا انه ابنك الذي سيأتي بعد زمان كثير. وهو رسولي الذي خلقت كل شيء لأجله ويعطى النور للعالم ويتبع الإنجيل ان آدم عليه السلام قال “Blessed be that day when thou shall come to the world” يعني ذلك اليوم الذي تجيئ إلى العالم مبارك.
وصرح إنجيل برنابا هنا باسم محمد صلى الله عليه وسلم. ولا نجد اسم "محمد" صلى الله عليه وسلم صريحا في الأناجيل التي يستخدمها النصارى الآن، بل ضاع بتدخل الرهبان.
وكذلك يذكر إنجيل برنابا أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم، ويبين فضائله ويقول انه رحمة للعالمين ويكتب إنجيل برنابا “And when I saw filled with consolation saying O Mohammed God be with thee and may be make me worthy to untie thy shoe latchet” (The Gospel of Barnabas – 44) يعنى إذا رأيته يملأ روحي بالتسلية قائلا يا محمد (ص) الله معك. اجعل لي مستحقا لحل شريط حذاءك. وذكر هنا أيضا اسم محمد (ص) صريحا. اضافة إلى هذا عيسى عليه السلام ينقل قول الله تعالى بعد مدح النبي صلى الله عليه وسلم الذي سيأتي بعده وبيان أوصافه الخاصة “When I shall send thee into the world I shall send thee as my messenger of salvation، and thy word shall be true، insomuch that heaven and earth shall fail but thy faith shall never fail. Muhammed is his blessed name” (Ibid – 97) والمعنى انه لما أرسلك إلى العالم ارسلك رسولا للسلامة، وقولك حق وبذلك ولو هلك السماء والأرض لا يفشل دينك أبدا واسمه المبارك محمد (ص) وفهمنا من هذا واضحا ان اسم النبي صلى الله عليه وسلم الذي سيأتي بعد عيسى عليه السلام محمد (ص).
ولما سمع التلامذة والحواريون نصيحة وقوله صاحوا بأعلى صوت “O، God send us thy messenger O، Mohamed come quickly for the salvation of the world” (Ibid-97) يعنى يا الله أرسل لنا رسولك. يا محمد (ص) جئ سريعا لسلامة العالم. وهكذا بيانات الإنجيل لبرنابا مختلفة من سائر الأناجيل الموجودة الآن في الموضوعات المتعلقة بالنصرانية، وقد جرى بعض الدراسات حول  هذا الإنجيل. هذا الإنجيل جدير بالمناقشة الطويلة وإنجيل برنابا يغند كل الدعاوى الباطلة للنصاري. وضروري لنا ان نجرى دراسة مقارنة بين الإسلام والنصرانية في ضوء هذا الإنجيل المنسي والمهمل. وذكر القرآن الكريم في سورة الأعراف ان النبي صلى الله عليه وسلم مذكور في التوراة والإنجيل. ويشير إلى هذا الأمر قوله سبحانه وتعالى "الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل" (الأعراف – 157) وفي ضوء هذه الآية الشريفة إذا فتشنا العهد القديم والجديد وإنجيل برنابا نجد ان مجيء النبي صلى الله عليه وسلم مذكور في كتبهم المقدسة، ولو عمل هنا اليد الأسود للرهبان والقسسين للتبديل ولمحو الحق. ولكن يضيء الحق من بين الباطل كما يلمع الذر الثمين من بين الملوثات. اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، آمين.


مواضيع ذات صلة
النبويات, النبويات،,

إرسال تعليق

0 تعليقات