ادعمنا بالإعجاب

القبيلة الفضفـرية وإسهاماتها في مجال العلم والأدب

د/ عبد السليم. م الفيضي[1]

قد شهد القرن الماضي انبعاث الفحول من العلماء البارزين وجهابذة الأعلام من قرية بليبورام (Pallippuram) التي تقع على ضفة نهر كدالوندي على خمسة أميال من مدينة ملابورم. وفي جانبها قريتان مجاورتان اسمهما "بريمبلام" و"بدينجاتموري" بضفتي النهر. وكانت هذه البلدة تحت قيادة الملوك الننبودريين، المشهورين باسم كنومال  مداتدي (Kunnummal Madathodi),. وقبل أربعمائة سنة تقريبا قدم إلى هذه البلدة "صيفي أبو محيي الدين" الذي هو من أبناء العرب الذين انتسبوا إلى الجماعة التي وفدت بدعوة الإسلام إلى الهند تحت رئاسة مالك بن دينار رضي الله عنه. فإن بعضا منهم نزلوا أوّلا في شاليات(Chaliyam)قرب كاليكوت. وارتحل بعض آخر إلى بلدة ترورنغادي(Tirurangadi) من ضلع ملابورم . ثم قدم من هناك صيفي أبو محيي الدين إلى بلدة بلي برم، بدعوة ملك بلدته – براهمنا -   ثم كان يمر بتلك البلاد مرارا ليبيع ما عنده من الدهون. ولما رأى أهل هذه القرية بما في خلقه من الصدق والأمانة والهمة والوقار أحبوه. وأعطاه "مودابيلاكال ماناكال ننبودري" Mudappilakkal Manakkal Nmboothiri)) دارا وأراضي في "كنومال"  من بدينجاتموري مجانا لإقامته مع العائلة هناك[2]. ولفظة "الفضفري" نسبة إلى فضفر معرّب "بلي بورم".  ثم شاع صيت هذه القبيلة  الشريفة هناك. وأصبحت منبعا للعلوم وباذلا للفحول من العلماء.
ويظهر أن أول من اشتهر من هذه القبيلة هو العالم الشهير الشيخ صوفي حاجي. ينتهي نسبه هكذا صوفي بن صيفي بن محيي الدين بن انيوف بن محيي الدين بن صيفي بن محيي الدين اليرمكي الكنوملي الفضفري الملباري، من قبيلة "ارماك ويد" المشهورة في ديار ملبار. وكان  الشيخ صوفي رحمه الله عالما ورعا وصوفيا كاسمه. وكان وقورا عظيم الشأن، ومقبولا عند الناس. وكان رقيق القلب شفيقا بالخلق يكثر الصمت، وتتحرك شفتاه دائما بالأذكار والأوراد، خصوصا يكثر ذكر " سبحان الله" حتى أنه كان يعمل في حديقته بالحراثة، يسبح لتدبير الدواب خلاف ما اعتاده الحرّاث من أصوات وإشارات إليها. فقيل له عن سبب ذلك. فقال "إن هذه الدوابّ تجري حسب ما تدرك بالتجربة التي جرّبها صاحبها أية لغة كانت، أو أيّ صوت كان. فلمَ نعمل الألسنة التي هي أغلى الأعضاء فيما لا ينبغي؟ وهلا يكتفي بأصوات الأذكار والتسبيح لتدبير الدواب"؟
كان له ثلاثة أولاد على هذا الترتيب محي الدين ، أوني أورا ، يوسف . واستمر السلسة العلمية غالبا في ابنيهما محي الدين ويوسف، لأنّ أني أورا بن صوفي فلم يولد له إلا ثلاث بنات فقط.
وأما محي الدين - الابن الأول  لصوفي الفضفري - فكان رجلا صالحا وقورا. وكان له أربعة بنين-  صوفي ، وزيد  ، ومحمد ، وعبد الرحمن-  كلهم كانوا من مصلحين. وابنه الثالث "محمد" كان أعلمهم وأشهرهم. ومن صلبه استمر السلسلة العلمية. وأخذ هو العلوم الشرعية من عمه يوسف الفضفري، وبعد اختام أيامه التعليمية قام بالتدريس في أماكن شتى ، مثل تانور وجمنكدو، وملياكورشي وغيرها. وتمكن له من اكتساب جمع عظيم من جهابذة العلماء تلاميذ له. فمنهم ابن عمه الشيخ عبد القادر الفضفري، وابناهما عبد الرحمن الفضفري (كتي مسليار) ومحيي الدين الفضفري، والعلامة الشهير بابو مسليار الكوتلنغادي والعلامة مانو مسليار الأدفلمي ممن يطول ذكرهم.
الشيخ يوسف الفضفري :المتوفى سنة 1918م
ولد في بدنجاتمري ناحية بلّيبورم. وبعد ما تمم التعلم الابتدائي من وطنه التحق بحلقة الدروس في المسجد الجامع فناني الذي كان المعهد الاكبر الديني في كيرالا. وكان استاذه هناك العلامة باوا مسليار المشهور[3]. ثم اخذ بالتدريس فقام مدرسا في المسجد الجامع في بلّيبورام وملابورام وفي كلية دار العلوم بوازاكاد وغيرها من المواضع المختلفة. واكتسب عددا كثيرا من التلامذة المهرة. فمنهم السيد جـرو كنج كويا تنغل الفانكادي، والسيد الشهير آتاكويا تنغل الكاتنغلي، والعلامة محي الدين مسليار كلتات والعلامة كنج عبد الله مسليار الكوتلنغادي والعلامة الفقيه ممونّي مسليار البدنجاتمري، والعلامة محي الدين مسليار الفدنجاتمري والشيخ احمد مسليار الكزفرمي وغيرهم ممن لايمكن احصاءهم، كما انه تمكن من إحياء الدين بكلامه نظما ونثرا. كان يرشد الى ما هو الحق في كل امر بحيث لايرى طالب الحق محيصا عن تنفيذ ما اشار وارشد. بل قد يرى مخالفه ومعانده فيما أشار وبال عناده ومخالفته.
كان من معاصره وناصحه الشيخ مجذوب ميران وليّ الله المشهور باسم "ميران أوليا" وكرامته كثيرة متواترة. فمرّة ارسل الى الشيخ يوسف الفضفري بثلاث روبيات كأنه يمتحن فقاهته والشيخ لم يقبل تلك الروبيات وقال: ان مرسلها مجهول الحال في مرئية الفقيه فكيف نأخذ منه شيئا؟ وعلم الوليّ أنه ردّها فافترح بذلك .
ومما تواتر من آثار الشيخ رحمه الله نزول المطر بدعائه في بقاع مختلفة.. وأصدر الشيخ يوسف الفضفري فتوى ضد الاغارة التي ارتكبها بعض من شارك في "محاربة ملبار" الواقعة في سنة 1921م. وذلك باتخاذ المحاربة الاستقلالية وسيلة لاغارة الاغنياء وافشاء المفاسد والفتن. فمن ثم أصدر الفتوى بإنهاء تلك المحاربة - التي تتضمن بل تستهدف الاغارة الغير الجائزة مع تصلبه على خلاف السلطة البريطانيه وتحريضه على المحاربة الخالصة لاستقلال الوطن. وقد أفاد هذا الفتوى لتعطيل الفتن والفساد. رغم أنف من نسبوا علماء الدين الاتقياء الذين فيهم أسوة حسنة الى استحسان الحكومة البريطانية واستكراه المحاربة ضدها لقبولهم بعض العيانة من جانب الحكومة! اُفٍّ لمن افتراها.. وكافيك شاهدا على كون العلماء من أهل السنة والجماعة متصلبين في الوطنية ومحاربين للاستقلال ما تقدم من تاريخ العلماء وبالاضافة الى ان القائد العام للمحاربة المذكورة كان الشيخ على مسليار النليكوتي الذي كان من أشهر العلماء السنيين. توفي الشيخ يوسف الفضفري رحمه الله يوم عيد الفطر قبل الصلاة سنة 1336هـ ودفن في جوار المسجد الجامع في فرمبلم.
محمد المتوفى سنة 1944م. هو الابن الأول للشيخ يوسف الفضفري. كان عالما ورعا وكاتبا.وبعد دراسته في أماكن مختلفة ، عيّن قاضيا ومدرسا  في ملابورم. ومن آثاره أنه ألّف حاشية على قصيدة "ألّف الألف" المشهورة (توجد مطبوعة عند بعض ورثته) وله مجموعات من التعليقات والحواشي للكتب المختلفة.
عبد الرحمن المتوفى سنة 1331هـ : هو الابن الثاني له ، كان عالما مشهورا وأديبا فائقا وشاعرا موفقا. قام قاضيا ببلدة وندور. له عدة مصنفات نفيسة ، منها كتاب " نفائس الجوائز" في عربي مليالم وهو كتاب نفيس يتضمن على ما ينبغي أن يعمل به الإنسان في حياته من الولادة إلى الوفاة، وعلى تجهيز الجنائز وغيره. ومن أحسن أشعاره القصيدة التي هنّا بها صديقه مراكار مسليار القادم من الحج. مطلعه :
            سلامي عـــلـيـكم ثم ألف تحية          مـوفــق حـج الـبـيت ثـم الـزيـارة
            عيّنت خطيبا قاضيا ثم واعظا       بـبلـدة فـريـنـكات ربة نــعــمــــة                   
             فـبـلـدة نـلي كـوت مولده غدا           ومن وسمه مركار صاحب فطنة
هذا.. فاجأه الوفاة وهو ابن خمس وعشرين سنة. كان تزوج بصفية بنت كدي علي حاجي - مادايل – من بلدة نلي كوت. وولد له فيها ابنة اسمها كنج فاطمة المتوفاة سنة1970م . وكانت هي مزوجة بالعالم الشهير محمد أنّي مسليار المعروف باسم ممّوني مسليار البدنجاتمري- وليس له ولد فيها.
عبد القادر الفضفري المتوفى سنة1944م. هو الابن الثالث له هو الذي اشتهر من قبيلة الفضفري.
ولد الشيخ عبدالقادر الفضفري ليلة يوم الجمعة السادسة من شهر رجب سنة 1313هـ. بعد الدراسة الابتدائية لازم والده الكريم يتناول العلوم الدينية واللغة  العربية، كما أخذ العلم أيضا عن ابن عمه محمد بن محيي الدين الفضفري وغيره من فحول العلماء. وكان والده يستصحبه إلى بلاد تدريسه، مثل ملابورم وملياكرشي. فتناول من العلوم الدينية والفنية والأدبية ما لم يتناول أحد من أقرانه. وذلك بلزوم جهده وحرصه في العلوم مع ما له من القريحة الثاقبة. وكان من دأبه لدى التعلم تحقيق كل مواضع من الكتب التي يقرأها تحقيقا وافرا وحفظ ما ينبغي حفظه من العبارات والأشعار وتسجيل بعض التعليقات من عنده على هوامشها. فصار ذلك فيما بعدُ شروحا نافعة مقبولة معتمدة عند محققي العلماء. ثم لمّا توفي والده التحق بجامعة الباقيات الصالحات بويلورالتي هي أقدم المعاهد الدينية في جنوب الهند. وذلك في 14 من شهر شوال سنة 1337هـ ، فأقام هناك طالبًا أربع سنين، وحصل على أرقى شهادتها: "المولوي الفاضل". وفي مدة إقامته هناك تمكن من التعلم والتعليم لكل كتب متداولة وغير متداولة، كما أنه تمكن من حصول المهارة في لغة أردو وفارسي وتامل. ومن أساتيذه هناك: مولانا الشيخ المحقق العلامة عبد الجبار الويلوري(ر)، وكان يباهي به من بين طلابه. ووفّـق له أن يدرّس جميع الكتب المتداولة مرارًا مدة حياته التعليمية  في حياة أساتذته.
حياته الدعوية والتدريسية
كان الفضفري خطيبا مصعقا، يقدم الناس إلى مجالس محاضرته ووعظه من كل فج عميق. فكان وعظه يبكي السامع وينبه الغافل. ويهدي الضال ويصلح المتمرد. كما أنه كان متميزا بأسلوب ايقاعي جذّاب عديم النظير. و هو  يقدر على إلقاء الوعظ متواليا كان يستغرق أياما. وبعد نيل الشهادة من كلية الباقيات الصالحات سنة 1341هـ ، أقام أولا بالكلية القاسمية راجاغري قرب تنجاور من ولاية تاميل ناد، عميدا لها. ثم بعد نحو سنة رجع منها إلى وطنه بليبورم. فأقام مدرساً بجامعه نحوا من ثلاث سنين1342– 1345هـ (1924- 1927م). ثم تولى منصب التدريس بكلية دار العلوم بوازكاد، واستغرق ذلك سبع سنين. وبعد ذلك أصبح مدرسا بجامع ملياكورشي ، واستمر هناك إلى انتقاله إلى جوار رب العالمين. وتمكن له في مدة حياته التعليمة من اكتساب جمع عظيم من العلماء الأعلام، فمن تلاميذه الشيخ شمس العلماء اﮮ.كى أبو بكر مسليار، والفقيه بابو مسليار الكوتلنغادي، والعلامة أبو بكر مسليار مليمّا، والمولوي أبو الصلاح مؤلف معجم المنهل، والعلامة الشيخ كنج إبراهيم مسليار الفانوري وغيرهم من كبار العلماء. 
كان الشيخ الفضفري من زعماء القائدين للأمة المسلمة إلى الرشاد والطريق السوي حيث عيّن نائب رئيس لجمعية العلماء لعموم كيرالا- سماستا- في بدايتها حين كان السيد عبد الرحمن باعلوي مُلّا كويا تنغال رئيسا لها، واجتمع في احتفالات "سماستا". وشارك مع بانغيل أحمدكوتي مسليار في مقاومته على أهل البدع والضلالة. ودفع أشد الدّفع على الشبهات الواهية لجمعية اتحاد المسلمين المؤسسة في ملبار.
مـؤلّفاته.
 شرع في التصنيف وهو طالب في جامعة الباقيات الصالحات فصنف منها كتابه " مجمع الفوائد" وهو كاسمه كثير الفوائد. نفيس القدر كتاب أودع فيه قواعد شتى من مختلف الفنون. وألّف حاشية على شرح تهذيب الكلام وهو نافع للطلبة والمدرسين.  وصنف بعده كتابه المسمى "سهل الصبية بالمدرسة القاسمية" وطبع هذا الكتاب من مدراس( تشناي). واجتذب به قلوب العلماء. وألف في هذه المدة كتابه "تحفة الصبيان والأنام في بيان الإيمان والإسلام" في لغة عربي مليالم. ومن مؤلفاته مجموع الفتاوى ، وحاشية على تخميس بانت سعاد ، وديوان الأشعار الغريب ، وخير الدارين ، وحاشية على شرح القطر.
كتابه "جواهر الأشعار" ومميزاته.
ومن أجلّ مصنفاته الأدبية" كتاب جواهر الأشعار وغرائب الحكايات والأخبار" صنفها في مدة إقامته بكلية دار العلوم بوازكاد. فقد وشح كتابه هذا ببدائع الأخبار والأشعار وكشف الغطاء عن تاريخ ظهور الإسلام في ديار مليبار مضمنا كتابه أجزاء من كتاب " تحفة المجاهدين" الذي صنفه الشيخ زين الدين المخدوم الفناني . ولشدة اعتناء العلماء بهذا الكتاب كثرت تقريظاتهم وثناءهم عليه، فيقول فيه قائل:    
هذا كتاب لو يباع بوزنه    *    تبرا لكان المشتري المرباحا
واعتنى بعض أحبة الشيخ الفضفري بطبع هذا الكتاب ونشره . فكأنه يبشر الناس بذلك حيث كتب في دفته:
 بشرى لكم أيها الأحباب أخيار      *      فـفي الجواهـر أشعار وأخبار
وقال آخر:
جـواهر أشعار لـــخير مصنّف               فــوائد بـل وتـر عديم مثيل
كواكب أزهار الفنون لقد حوت              ويشفي بهذا صدر كل غليل
ومن مميزات هذا الكتاب، أنه بيّن في مقدمته أهمية الأدب خصوصًا الشعر في نظر الإسلام ونقل آيات وأحاديث وآثارا تدل عليه، وأنه ضمّن فيه كتابين مشهورين تحفة المجاهدين و "قصيدة فتح المبين".كما ضمنه قصائد كثيرة نافعة مما هو حقيق بالحفظ. كقصيدة "النفس" للشيخ الرئيس ابن سينا، وقصيدة الفقيه إسماعيل الزبيدي في المواعظ وغير ذلك من القصائد والأشعار في مختلف الفنون من الآداب والحكم والأشواق والألغاز والحساب والتوسلات والمدائح النبوية وغير ذلك. وأنه أوضح فيها ما هو ممدوح من الشعر و ما هو مذموم مزودا بالأمثلة. وأورد نماذج للرسائل المختلفة، مثلا الرسائل إلى الملوك وإلى الأساتيذ وإلى المفتين وإلى القضاة وإلى الأصدقاء وغيرهم وأضاف إليها ما ألّف من الرسائل النثرية والشعرية. وتوفي، في إحدى وخمسين من عمره سنة 1364هـ الموافق لسنة 1944م.
ومن أبنائه العالم الشهير أحمد الفضفري  المتوفى سنة 1954م. و عبد الله  الفضفري المتوفى سنة 1951م (1371هـ). كانا من العلماء البارزين ولهما آثار من الأشعار ولم يستكشف أكثرها. وتوفي عبد الله الفضفري في 48 من عمره. كان بينه وبين الشيخ عبد الرحمن الفضفري مواصلات دائمة نظمية ونثرية.
عبد الرحمن الفضفري (كوتي مسليار) المتوفى سنة 1974م : وهو ابن محمد بن محيي الدين بن صوفي الفضفري، وصوفي المذكور هو والد الشيخ يوسف الفضفري(ر). تزوج رقية بنت الشيخ عبد القادر الفضفري. وهومن أبرع العلماء من هذه القبيلة وأوفرهم آثارا في خدمة الدين والعلم واللغة والأدب. ولد في بلدة بدنجاتمري سنة1914م وتوفى 14 جماد الآخرسنة 1394هـ الموافق لـ5 يوليو 1974م. وكان آنذاك عميدا لجامعة الباقيات الصالحات وعضوا للجنة الحقوق الأقلية المسلمة الهندية (Law Board  (Muslim Personal وعضوا للجنة الادارية لشؤون الاختبارات بجامعة مدراس.
 يمتاز بين أقرانه بأوصافه وآثاره وبأسلوبه الرائع في إيصال المعلومات للطلاب وتنشيط مشاعرهم، كما يمتاز بقدرته على إنشاء الأشعار العربية البليغة في أسرع وقت، وكان  له حظ وافر في مجال التدريس والافتاء والدعوة الإسلامية. وقد اكتسب عددا كبيرا من الطلبة المهرة المشتهرة أيام تدريسه الطويلة البالغة خمسة وثلاثين عاما. دوّن تاريخ حياته وديوانه الشعرية والنظمية ابنه الشيخ أبو سهيل أنور عبد الله  الفضفري بعنوان " روائح الزهور وفوائح العطور" عام 2006م. وكان ذلك بمناسبة احتفال عقد لمرور ثلاثين عاما على مجمّع الإسلامي الفضفري الذي أسس باسم الشيخ عبد الرحمن الفضفري(ر). وأصدر ذلك على ديوان شعري كدواوين الشعراء المتقدمين وحفاظا على تلك الدرر النفيسة عن الضياع ومرجعا لمن أراد التأسي به في الإنشاء أو التقصي فيه للاستفادة والاعتناء.
المولوي م. ك محمد سالم الفضفري : هو الابن الأول للشيخ عبد الرحمن الفضفري. ولد سنة 1364هـ (1945م) وتعلم على والده الكريم في مواضع تدريسه وفاق في العلوم المختلفة. ثم لحق بكلية دار العلوم ديوبند. ونال الشهادة العليا منها سنة 1966م. ثم قام مدرسا في مواضع من ناحية ملابرم. مثل كاشني كاد، وجرلا، بتينجاتمري. ولما توفي والده الشيخ عبد الرحمن الفضفري سنة 1975م. اراد إحياء اسمه وإعلاء ذكره. فسعى سعيا بليغا مشكورا لبناء معهد في وطنه بدنجاتمري تذكارا له. فحقق الله تعالى رجاءه حيث ارتفع بسعيه معهد كبير يشتمل على دار الايتام وكلية عربية ومسجد ومدارس ابتدائية ومدرسة حكومية ثانوية وغير ذلك وهي تتقدم وتنمو يوما فيوما بعد ما تم افتتاحها سنة 1975 م.
وله قدم راسخ في اللغة والأدب العربية والمليالمية، ومهارة في اللغة الانجليزية والأردية. كان محررا لمجلة "الجمعية" ثم رئيس التحرير لمجلة "الجهاد" المصدرتين سابقا من ملابرم ثم وقف إصدارهما. وله مصنف نافع في موضوع "الاقتصاد الاسلامي" بلغة مليالم. كما أن له آثارا رائقة في مجال الاعمال الاجتماعية والثقافة والسياسية. وإليه الرجوع لكل قضايا مشكلة في نواحى وطنه. توفي في مارس 13 سنة 2008م.
أبو سهيل أنور عبد الله بن عبد الرحمن الفضفري. ولد في بلدة بدنجاتمري عام 1379هـ. بعد الدراسات الثانوية بقريته توجه إلى الدراسات الشرعية واللغوية. فأخذ العلوم عن المشائخ المشهورين من طلاب والده الكريم وغيرهم، ثم التحق بجامعة الباقيات الصالحات بويلور وتخرج بالشهادة العليا بالامتياز والتقدير الأول سنة 1983م ونال شهادة دورة أفضل العلماء من جامعة كاليكوت. وقام مدرسًا في مسجد الجامع موندوبرمب قرب ملابورام، ثلاث سنوات  ثم تولى منصب المدرس بإرشاد الأستاذ الشيخ محيي الدين كوتي مسليار الويليلي في كلية معونة الإسلام فوناني عام 1986م إلى وامتد إلي  عام 1993م. وحاليا يقيم بالرياض مـدرّسا لكبار الطلبة والعلماء من العرب. وله مؤلفات نافعة نظما ونثرا منها:
مؤلفاته
1 - كتاب موسوع بعنوان الشيخ عبد القادر الفضفري وخدمته للغة والأدب (دراسة وبحث أجري بإذن من وزارة تنمية القوى البشرية للحكومة الهندية1987م.)
2- روائح الزهور وفوائح العطورتاريخ  وديوان والده الشيخ عبد الرحمن الفضفري.
3- شرح المنظومة الفضفرية في القواعد الفقهية 144بيتا مع شرح موجز.
4- القلائد الجلية في القواعد الأصولية منظومة في أصول الفقه 777بيتا مع تعليقات موجزة.
5- النظم الجلي في الفقه الحنبلي 888بيتا.
6- رسالة لطيفة في الاستثناءات من القواعد اللغوية فيه 44قاعدة.
7- لامية الحلية 270بيتا  (ملخص نظمي لكتاب حلية طالب العلم للشيخ بكر أبو زيد).
8- النظم الوفي في الفقه الشافعي   999بيتا.
9- المائوية الفضفرية في المسائل الفرضية   101بيت.
 10- مؤلف في مناسك الحج والعمرة والزيارة (بلغة مليالم).
11- مؤلف في المواريث وتطبيقاتها (بلغة مليالم).
13- ترجمة وتفسير القرآن الكريم (بلغة اردو).
 وألف عددامن القصائد العربية في المدائح والتهاني والرثاء وغيرها من الفنون المختلفة.
وهذا نبذ من تاريخ القبيلة الفضفرية. فالآن قد انتشرمن هذه القبيلة المشهورة أضواء العلوم والأدب العربي إلى ناحية شتى في العالم بأيدي عدد كبير من سلسلة  العلماء والفقهاء والصوفيين والأدباء، و يخدمون في مجال الدعوة الإسلامية والتدريسية، ويطيل أخبارهم..والله الموفق الحمدلله رب العالمين.




[1]  استاذ مساعد، قسم العربية كلية ب ت م الحكومية بيرينتلمنا
2.     وكان سكانهاحينئذ أشراف الهندوس من قبيلة ننبودري.
[3]. باوا مسليار: علم ماهر وأديب فائق صنّـف كتبا كثيرة في العربية وعربي مليالم ومن كتبه دخائر الاخوان، وتحفة الواعظين وتبشير الواعظين، ومكايد النسوان الفيض.... توفي في سنة 1314هـ في بلدة اوتابالم (ottappalam) ضلع بالكاد ودفن في جوار المسجد الجامع هناك. (أنور الفضفري ، رسالة " الشيخ عبد القادر الفضفري وخدمته للغة العربية ) 

مواضيع ذات صلة
أدب كيرالا, أعلام كيرلا, الأعلام،, كيرالا, نداء الهند،,

إرسال تعليق

0 تعليقات