ادعمنا بالإعجاب

قراءة في الآثار الأدبية من أبي بكر الصديق (ر)

د/ محمد صلاح الدين الوافي كاديري
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد

تمهيد:
إن الأدب العربي لَمِن أحد الآداب العالمية القديمة حيث يمتد تاريخها المسجل إلى قرنين أو أكثر قبل ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم. وقد بلغت هذه اللغة وآدابها - ولا سيما الشعر – إلى أقصى قمة من البلاغة والفصاحة في العصر الجاهلي حتى أرسل الله تعالى آخر رسوله محمدًا صلى الله عليهم وسلم إلى العرب بمعجزة لغوية عظيمة وهي القرآن.
وكان للشعر أهمية عظيمة ومنزلة سامية عند العرب في الجاهلية حتى قيل إنه لم يكن عربي إلا وقال الشعر، وهو الأثر العظيم الذي حفظ لنا حياة العرب في جاهليتهم. ولما قلب الإسلام العرب تقليبًا عامًا لم ينكر أهمية الشعر ومنزلته بين الناس بل جعله سلاحًا من أسلحة الدعوة حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يستمع إليه ويعجب بما تضمن عليه من حكمة حتى قال: "إن في البيان لسحرًا وإن من الشعر لحكمًا"[1].
وكان في الصحابة رضي الله عنهم أدباء وشعراء كثيرون مشهورون لدي الجميع مثل علي بن أبي طالب، وحسان بن ثابت، وكعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة، وكعب بن زهير وغيرهم رضي الله عنهم، الذين ازدهر بهم الأدب الإسلامي – إن صح التعبير- ازدهارًا واسعًا. وفي نفس الوقت كان فيهم رجال يقولون الشعر في حين أو آخر، أو يخطبون في هذا الموضوع أو ذاك، ولم يشتهر بأشعارهم أو آدابهم كما اشتهر غيرهم، ولكن قد ساهموا هم أيضًا في تطور الأدب الإسلامي نظمًا ونثرًا. ومن أقدمهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد خفي على كثير من الناس أن أبا بكر رضي الله عنه كان أديبًا ماهرًا وشاعرًا مجيدًا غير أنهم يعرفون شيئاً من خطبه. ولكن للصديق رضي الله عنه قصائد تزخر به كتب الأدب العربي. وقد ورد بعض منها في السيرة النبوية لابن هشام (ت: 213هـ/829م)، والسيرة النبوية لابن كثير وجمهرة أشعار العرب لـأبي زيد القرشي ( ت: 170 هـ/ 876م)، والطبقات الكبرى لابن سعد (ت: 230هـ/845م)، وغيرها. فهذه محاولة متواضعة لإلقاء الضوء على الأعمال الأدبية التي رويت من أبي بكر الصديق رضي الله عنه. 
حياته الشخصية
وليس أحد من المسلمين يجهل من هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه. ولد بمنى في السنة الثالثة من عام الفيل، وهو يلتقى في النسب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مُرة. وهو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع شؤونه حتى في هجرته، فصار ثاني اثنين إذ هما في الغار. وهو رجل عظيم القدر رفيع المنـزلة، عبدَ الله حتى في جاهليته متأسيًا برسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاهد في الله حق جهاده وأنفق كل ماله في سبيل الله، نصر الرسول صلى الله عليه وسلم يوم خذله الناس وآمن به يوم كفر به الناس وصدقه يوم كذبه الناس.
قال فيه حسان بن ثابت رضي الله عنه:
إذا تذكرت  شجوًا من أخي ثقة
                       فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا
التالي الثاني المحمود مشهده
                       وأول الناس طرّا صدق الرسلا
وثاني اثنين في الغار المنيف وقد
                       طاف العدو به إذ صعد الجبلا
وكان حب رسول الله قد علموا
                       من البرية لم يعدل به الرجلا
خير البرية أتقاها وأعدلها
                       إلا النبي وأوفاها بما حملا
هل كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه أديبًا؟
الأدب  ينقسم عمومًا إلى شعر ونثر، وأهم الأنواع النثرية غير القرآن الكريم[2] والأحاديث النبوية الشريفة في العصر الإسلامي هي : الخطابة، والوصية، والأمثال والحكم، والرسائل والعهود والقصص.
ومما لايختلف فيه اثنان أن أبابكر الصديق رضي الله عنه كان رجلاً فصيح الكلام بليغ اللسان خطيبًا مصقعًا يفوق الناس ويسوسهم بحسن مقالته ويؤثر في المستمعين ويوجههم إلي حيث شاء، وقال رضي الله عنه الحكمَ من تجربة حياته كما أوصى عُماله وقواد جيوشه  بوصاياه الغالية، وأرسل إليهم الرسائل، كل هؤلاء بِلُغةٍ عالية بليغة تؤثر في المستمعين أشد تأثير.  ولا عجب فيه؛ لأنه عاش في ظل أفصح العرب متأسيًا به في أفكاره وشعوره كما كان متأسيًا في أفعاله بعد ما نشأ في قوم بلغ الأدب والشعر فيهم أوجهما، ثم تأثر بالقرآن الكريم الذي هو معجزة عظيمة في الفصاحة والبلاغة، كما قال المفسرون، يعجز عن مثله الجن والإنس.
أما الشعر فكان هو ديوان العرب ومدار حياتهم كما قال ابن سلام (ت: 232هـ/847م): "وكان الشعر في الجاهلية عند العرب ديوان علمهم ومتنهى كلمهم، به يأخذون وإليه يصيرون"[3]. وقد هذب الإسلام الشعر وجعله في قالب جديد يتفق مع نظريات الإسلام السامية ومبادئه المقدسة ولكن كانت منزلته - بغير شك- وراء القرآن الكريم والحديث الشريف، فلم يهتم الصحابة رضي الله عنهم بالشعر كما اهتموا بهما، غير أن فيهم شعراء مبدعين  يدافعون عن الإسلام ويردون على شعراء الأعداء بنفس المقال بألسنتهم القاطعة المستلة عليهم.
أما شاعرية أبي بكر الصديق رضي الله عنه فقد ورد فيها بعض التساؤلات والشكوك، بل قد نفى بعضُ العلماء الشعرَ عن أبي بكر رضي الله عنه، كما يروي السهلي عن عائشة رضي الله عنها: "كذب من أخبركم أن أبا بكر  قال بيت شعر في الإسلام"[4] . يقولون: ومن أدرى بأبي بكر بإبنته المتأدبة، فالشعر المروي لأبي بكر  غير صحيح إذن"
ولكن هذا القول ليس بصحيح؛ لأنا نجد رأيًا أقوى وأوثق. وقال سعيد بن المسيب رحمه الله – ذاك التقي العالم التابعي – (ت: نحو 94هـ/ 713هـ) فيما نقله عنه ابن عبد ربه (ت: 328هـ/ 940م) في العقد الفريد: "كان أبو بكر شاعرًا وكان عمر شاعرًا وعلي أشعر الثلاثة"    (5]. و قال ابن رشيق: "فهؤلاء الخلفاء الأربعة ما منهم إلا من قال الشعر"[6]، وقال القلقشندي عن سعيد بن مسيب أيضًا: "أنه قال كان أبو بكر وعمر وعلي يجيدون الشعر، وعلي أشعر الثلاثة"[7]. وكذا نرى رواية عن عامر الشعبي (ت: 105 هـ/724م)، وهو يشير إلى عدم شهرته بالشعر.
وفي الحقيقة كان عند أبي بكر رضي الله عنه مقدرة عالية وقريحة ذكية في قرض الشعر وارتجاله ولم يشغل به ولم يتخذه وسيلة من وسائل الحياة، ولم يكن يقول شعرًا كثيرًا، بل أبياتاً في بعض الأمور يميلها موقف أو حادثة، دون أن يقصد أن يروي عنه أو ينشره، ولم يشتهر بشعره؛ لأن معه خصائص باهرة وفضائل كثيرة، فاستغنى بها عن شهرته بالشعر، وما نراه من آثاره في الكتب العربية التي رواها الثقات أدلّ دليل على شاعريته.
وخلاصة القول: كان الصديق رضي الله أديبًا وشاعرًا ارتقى بشعره عن السقوط مثلما ارتقت نفسه عن أراذل الأمور، وخطيبًا فاق الخطباء، ساسَ دولة المدينة في سرا ئها وضرائها، بخطبته البليغة التي كانت فيضًا من الإيمان والحكمة كما ساسَ الناس بصدق إيمانه بالله ووفرة شجاعته رضي الله عنه وأرضاه.
قراءة في مأثوراته الأدبية

أولاً: من النثر- الخطابة
كان أهم أنواع النثر في الإسلام كما كان في الجاهلية الخطابة. وكان الخلفاء في أشد احتياج إلى الخطابة حيث نصحوا الأمة وأرشدوها إلى الخير. وخطبته عقب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم  أشهر من أن تذكر ومروية في كتب السير والتاريخ. ومن خطبته المشهورة أيضا ما خطب به حين بايع الناس البيعة العامة. فقام خطيبا في الناس وقال:
" أيها الناس ! إني قد وليت عليكم ، ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني ، وإن أسأت فقوموني. الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله .......... "[8]
ومن خطبته البديعة ومواعظه البليغة ما يأتي:
"أما بعد فإني أوصيكم بتقوى الله و أن تثنوا عليه بما هو أهله، وأن تخلطوا الرغبة بالرهبة، وتجمعوا الإلحاف بالمسألة، إن الله أثنى على زكريا وأهل بيته، فقال: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِين) اعلموا عباد الله، أن الله قد ارتهن بحقه أنفسكم، وأخذ على ذلك مواثيقكم، واشترى منكم القليل الفاني بالكثير الباقي، وهذا كتاب الله لا تفني عجائبه، ولا يطفأ نوره،  فصدقوا قوله وانتصحوا كتابه، واستضيئوا منه ليوم القيامة، وإنما خلقتم لعبادته، ووكل بكم الكرام الكاتبين يعلمون ما تفعلون، ثم اعملوا عباد الله أنكم تغدون وتروحون في أجل قد غيب عنكم علمه، فإن استطعتم أن تنقضي الآجال وأنتم في عمل الله فافعلوا، ولن تستطيعوا ذلك إلا بالله، فسابقوا في مهل آجالكم قبل أن تنقضي فتردكم إلى سوء أعمالكم، فإن أقوامًا جعلوا آجالهم لغيرهم ونسوا أنفسهم فأنهاكم أن تكونوا أمثالهم، الوحا الوحا ، النجاء النجاء، إن وراءكم طالبًا حثيثاً أمره سريع[9]
الوصية:
ومن أنواع النثر في عصر صدر الإسلام الوصية [10]، كان لأبي بكر رضي الله عنه أيضًا فيها سهمه.
ومن وصيته الغالية لعمر رضي الله :
لما حضر أبا بكر الصديق الموت، دعا عمر فقال له:
" اتق الله يا عمر! واعلم أن لله عملاً بالنهار لا يقبله بالليل، وعملاً بالليل لا يقبله بالنهار، وأنه لا يقبل نافلة حتى تؤدي فريضة، وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق في دار الدنيا وثقله عليهم، وحق لميزان يوضع فيه الحق غدًا أن لا يكون ثقيلاً، .....
وإن الله تعالى ذكر أهل الجنة فذكرهم بأحسن أعمالهم وتجاوز عن سيئه، فإذا ذكرتَهم قلت: إني أخاف أن لا ألحق بهم، وإن الله تعالى ذكر أهل النار، فذكر بأسوإ أعمالهم، ورد عليهم أحسنه، فإذا ذكرتهم قلت: إني لأرجو أن  لا أكون مع هؤلاء، ليكون العبد راغبًا راهباً، لا يتمنى على الله ولا يقنط من رحمة الله ، فإن أنت حفظت وصيتى فلا يك غائب أحب إليك من الموت، وهو آتيك، وإن أنت ضيعت وصيتي فلا يك غائب أبغض إليك من الموت، ولست تعجزه"[11]
ونرى أيضا وصايا كثيرة من أبي بكر الصديق رضي الله عنه، كوصية لجيش أسامة بن زيد رضي الله عنه، ووصية ليزيد بن أبي سفيان رضي الله عنه وغيرهما.
الرسائل:
 ومن إحدى الصورة النثرية في عصر الجاهلية والإسلام الرسائل والعهود التي كانت من لوازم حياتهم السياسية، وهي تملأ بالحرب والسلم، وكان الخلفاء والأمراء يبعثون الرسائل إلى عمالهم وقواد جيوشهم يوجهونهم في شئون إماراتهم. وكان بعض منها يحمل أهمية أدبية من حسن التركيب وجيد التعبير. ومن هذا القبيل ما أرسل أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى خالد بن الوليد رضي الله عنه:
"من عبد الله أبي بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خالد بن الوليد والذين معه من المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان: سلام عليكم. فإني أحمد إِليكم الله الذي لا إِله إلا هو. أَما بعد: فالحمد لله الذي أنجز وعده، ونصر عبده، وأعزَّ ولِيَّه، وأذلَّ عدوَّه، وغلب الأحزاب فرداً. فإن الله الذي لا إله إِلا هو قال: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءامَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى الاْرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِى ارْتَضَى لَهُمْ}  ــ وكتب الآية كلَّها وقرأ الآية ــ وعداً منه لا خُلْف له، ومقالاً لا ريب فيه. وفرض الجهاد على المؤمنين، فقال: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ} ــ حتى فرغ من الآيات؛ فاستتِمُّوا بوعد الله إِيَّاكم، وأطيعوه فيما فرض عليكم وإِن عظمت فيه المؤونة، واستبدت الرزيّة، وبعدت المشقة، وفُجعتم في ذلك بالأموال والأنفس، فإن ذلك يسير في عظيم ثواب الله. فاغزوا ــ رحمكم الله ــ في سبيل الله {خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ} ــ كتب الآية ــ ألا وقد أمرت خالد بن الوليد بالمسير إِلى العراق؛ فلا يبرحها حتى يأتيه أمري، فسيروا معه ولا تتثاقلوا عنه؛ فإنه سبيل يعظِّم الله فيه الأجر لمن حسنت فيه نيته، وعظمت في الخير رغبته. فإذا وقعتم العراق فكونوا بها حتى يأتيكم أمري. كفانا الله وإِياكم مهمات الدنيا والآخرة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته"[12]
ومنها أيضا هذا الكتاب الذي أرسله الصديق رضي الله عنه إلى أبي عبيدة الجراح رضي الله عنه: "بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد فإني قد وليت خالداً قتال الروم بالشام، فلا تخالفه، واسمع له، وأطع أمره، فإني وليته عليك، وأنا أعلم أنك خير منه، ولكن ظننت أن له فطنة في الحرب ليست لك، أراد الله بنا وبك سبل الرشاد، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته."[13]
الحكم[14]:
 وقد روي عن أبي بكر رضي الله عنه بعض الحكم التي قالها في مواضع شتى، صار الناس يتداولها فيما بعد، ويغلب في معظم حكمه صبغة من مبادئ الدين الإسلامي، وإليك بعض منها:
1-                احرص على الموت توهب لك الحياة
2-                إذا فاتك خير فادركه وإن أدركك فاسبقه
3-                أصلح نفسك يصلح لك الناس
4-                إن كثير الكلام ينسي بعضه بعضًا
5-                أكيس الكيس التقوى، وأحمق الحمق الفجور، وأصدق الصدق الأمانة، وأكذب الكذب الخيانة.
6-                خير الخصلتين لك أبغضهما إليك[15]
7-                الموت أهون مما بعده وأشد مما قبله[16]

ثانيًا- من الشعر: وقد سبق أن أبا بكر رضي الله عنه كان شاعرًا ماهرًا مبدعًا، وله قصائد في مواضع مختلفة سوى ما رثى به النبي صلى الله عليه وسلم.
ومما روي عنه من الشعر ما يلي:
1)   يقول أبو بكر الصديق رضي الله عنه في أهل الطائف عندما أبَوْا الدخول في الإسلام وصدّوا الرسول صلى الله عليه وسلم متوعدًا إياهم بالحرب إن لم يهتدوا.
نرى الصديق رضي الله عنه يتوعد أهل الطائف بعذاب الله وأنه يصيبهم ما أصاب عادا مستمدًا المعنى من قول الله تعالى (وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية)
وَلقدْ عَجِبتُ لأهلِ هذا الطائفِ
وَصُدودِهم عَن ذا النبيِّ الواصفِ

وَمِن الإلهِ فلاَ يُرى في قولِه
خلفٌ وينطقُ بالكلام العارفِ

فَلئِن ثقيفٌ لَمْ تُعجّل توبةً
وتصدّ عَنْ سُنن الطريق الجارفِ

لتصبحنَّ غواتهم في دارهِمْ
من  بأرعن ذي زهاء زاحفٍ

أوْ يَهلكوا كهلاكِ عادٍ قبلَهم
بهبوب ريحٍ ذات ساف عاصفٍ

وعندما أرجف المرجفون وافترى المنافقون وألصقوا الإفك بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بعد غزوة بني المصطلق، وجهر به مسطح رضي الله عنه - واسمه عوف- قال شعرًا فيه مسيس من الهجاء:     
           يا عوفُ ويحكَ هلاّ قلتَ عارفةً
مِن الكلامِ ولم تتبعْ بهِ طبعا

أو أدركتْك حمياً  معشرٌ أنفٌ
ولم تكن قاطعًا يا عوفُ منقطعا

أمَا حزنتَ مِنَ الأقوَامِ إذ حَسَدُوا
مِن أنْ تقولَ وقدْ عاينتَه قرعا

لما رأيت حصاناً غيرَ مـقرفةٍ
أمينةَ الجيبِ لم تعلمْ به خضعا

فإن أعِشْ أجزِ عَوفاً عَن مقالتِهِ
شرَّ الجزاءِ بما ألفيتُه طلعا

وذكر ابن إسحاق (ت: 151هـ/ 769م) من رواية يونس بن بكير شعرًا نسبه إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه يصف فيه مسيره مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقصة الغار وأمر سراقة وهو: 
قال النبيُّ ولم يجزعْ يُوقرني
ونحن في سُدْفةٍ من ظُلمة الغارِ

لا تخشَ شيئاً؛ فإن الله ثالثُنا
وقد توكّلَ لي منهُ  بإظهار

وإنما كيدُ من تُخشى بوادره
كيدُ الشياطين كادته  لكفّار

والله مُهلكُهم طرًّا بما كسَبوا
وجاعلُ المنتهى منهم إلى النار

وأنتَ مرتحلٌ عنهم وتاركُهم
إما عدوًّا وإما مدلجًا ساري

وهاجرٌ أرضَهم حتى يكون لنا
قومٌ عليهم ذوُو عزٍّ وأنصار

حتى إذا الليلُ وارتْنا جوانبه
وسُدّ من دون من تخشى بأستار

سار الأريقطُ  يهدينا وأينقه
ينعبن بالقرم نعبًا تحت أكوار
4) وكان طلحة بن عبيد الله ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد، وقد شلت إحدى يديه عندما وقى بها النبي صلى الله عليه وسلم، فقال فيه أبوبكر الصديق رضي الله عنه: 
   حمى نبيَّ الهدى  والخيلُ تَتْبعُه
حتى إذا ما لقُوا حامَى عن الدين

صبرًا عن الطعنِ إذْ ولّتْ حماتُهم
والناسُ من بين  مهديٍّ ومفتون

يا طلحةَ بن عبيد الله  قد وجبتْ
لكَ الجِـنانُ وزوّجتَ المهَا العين
 5) وقال في غزوة عبد الله بن جحش حين قالت قريش إن محمدًا وأصحابه سفكوا الدماء في الأشهر الحرم، والقصة مبسوطة ومعروفة في كتب التاريخ:
   تعدّون قتلاً في الحرام عظيمةً
وأعظمُ منه لو يرى الرشد راشد

صدودَكم عما يقول محمدٌ
وكفرٌ به والله راءٍ  وشـاهد

وإخراجكم من مسجد الله أهله
لئلا يرى لله في البيت ساجد

فإنا وإن عيرتمونا بقتله
وأرجف بالإسلام باغ وحاسد

سقينا من ابن الحضرمي رماحنا
بنخلة لما أوقد الحرب واقد

دماً وابن عبد الله عثمان بيننا
ينازعه غل من الـقد عانـد
6)وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه رجلا ذا فخر وقد قال الشعر في الفخر أيضًا، يقول في إحدى قصائده واصفًا ما حل بالمشركين في غزوة من الغزوات ويصف أيضًا مع الفخر الفرق بين قتلي الفريقين:
   وقالوا الحرب قلنا الحرب أدنى
لإبراء النفوس من اقتراف

صبا حياتنا كنجوم ليل
محددة كأشراف الأشافي

وساقيناهم موتا زعافا
فلم ينجوا من الموت الزعاف

فآب المسلمون إلى جنان
يسقون العضارس بالسلاف

وراح المشركون إلى شراب
|                       حميم شيب بالسم المذاف

وأبنا غانمين بذا وهذا
حوالي خير منتعل وحاف
7)   كان أبوبكر الصديق رضي الله عنه أشد الناس حزنًا على فراق حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم مع أنه كان أشد تثبيتًا وأقوى إيماناً من غيرهم، حتى قيل في سبب وفاته بأنه كان من الحزن على فراق الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان قد كره الحياة في الدنيا بعد أن رحل عنها الرسول صلى الله عليه وسلم إلى جوار ربه.
       قال في رثائه صلى الله عليه وسلم هذه الأبيات:
  لَمّا رأيتُ نَبِيَّنا مُتجدِّلاً
ضَاقتْ عليَّ بِعَرْضِهِنَّ الدُورُ

وَارْتَعْتُ رَوْعَةَ مُسْتهامٍ وَالِهٍ
والعَظْمُ مِنّي وَاهِنٌ مَكْسُورُ

أعَتيقُ ويحكَ إنَّ حِبّكَ قدْ ثَوَى
وَبَقِيتَ مُنفرِدًا وأنتَ حَسِيرُ

يَا لَيْتَني من قبلِ مَهْلَكِ صاحِبِي
غُيِّبْتُ في جَدَثٍ عليَّ صُخورُ

فَلَتحدُثنَّ  بَدائِعٌ مِن بَـعْدِهِ
تَعْيَا بِهِنَّ جَوانِحٌ وصُدورُ
   روى ابن سعد في الطبقات الكبرى، وأبوبكر محمد بن الإصبهاني في الزهرة[17]، هذه الأبيات الرثائية يرثي فيها النبي صلى الله عليه وسلم.
باتتْ تأوّبني همـومٌ .... حشد
مثلُ الصُخورِ فأمستْ هَدَّت الجسدا

يا ليتني حيثُ نُبِّئتُ الغـداةَ بِه
قالوا الرسولُ قد أمسى ميِّتاً فُقِدا

ليتَ القيامةَ قامتْ بَعْد مَهْلكِه
ولا نَـرَى بَعدَه مالاً ولا وَلَـدا

واللهِ أُثنِي على شيءٍ فُجِعتُ به
مِـن البَرِيّة حتى أَدخـلَ اللَحدا

كَمْ لِيَ بَعدك من همٍّ يَنَصِّـبُني
إذَا تذكّـرتُ أنّي لا أراكَ ابـَدا

كان المصَفّاءَ في الأخلاقِ قد علِموا
وفي العَفَافِ فَلَمْ نَعدِلْ به أحَدا

نفْسي فداؤك من مَيْتٍ ومِن بدنٍ
ما أطْيبَ الذِكرَ والأخلاقَ والجسدا
  روى ابن سعد في الطبقات الكبرى،  والنويرى في نهاية الأرب[18] ، وقد نقلها محمد أبو المجد في مراثي النبي : قال أبو بكر رضي الله عنه:
 يا عينُ فَابْكِي وَلا تَسْأمِي
وَحُقّ البُكاءُ على السيدِ

عَلى خَيرِ خِنْدِفَ عِنْدَ البَلاَ
ءِ أمسَى يُغَيِّبُ فِي المَلْحَدِ

فَصلّى الْمَليكُ وَلِيُّ العِبادِ
وَرَبُّ البلادِ عَلَى أحْمَدِ

فكَيْفَ الْحَيَاةُ لِفَقْدِ الحَبيبِ
وَزَيْنِ الْمَعاشِرِ  فِي المَشْهَدِ

فَلَيْتَ الْمَمَاتَ لنا كُلِّنَا
وَكُنّا جَميعًا مَع الْمُهتدِي
   وقد أورد سلام بن عبد الله الباهلي الإشبيلي، في الذخائر والأعلاق[19] هذه الأبيات، لعله رضي الله عنه قالها في آخر حياته لأن فيه يغلب الـتأبين والعزاء على الندب والبكاء:  
أجدّكَ ما لِعينِكَ لاَ تَنَامُ
كأنَّ جُفونَهَا فيهَا كَلامُ

لِوقعِ مُصيبةٍ عَظُمتْ وجلَّتْ
فَدمْعُ العيْنِ أهونُهُ انْسِجَامُ

فُجِعنَا في النبيِّ وَكان فِينَا
إمَامَ كرامةٍ نِعمَ الإمامُ

وَكانَ قِوَامَنا والرأسَ فينَا
فَنَحنُ اليومَ ليسَ لنَا قِوَامُ

نَمُوجُ ونشتكِي ما قدْ لقِينَا
وَيشكو فقدَه البَلدُ الْحَرامُ

كأنَّ أنوفَنَا لاَقَيْنَ جَدْعًا
لِفَقدِ محمّدٍ فبِهَا اصْطِلامُ

لِفقْدِ أغرَّ أبيضَ هَاشميٍّ
إمامِ نبوّةٍ وبِه الْخِتَامُ

أمينٌ مُصطفَى لِلخيرِ يدعُو
كضَوْءِ البدرِ زَايلَهُ الظَلاَمُ

سَأتبعُ هَدْيَهُ ما دُمتُ حيًّا
طِوالَ الدهرِ مَا سَجَعَ الْحَمَامُ

أَدِينُ بدينِه ولِكُلِّ قَـومٍ
قديمٌ مِن ذؤابتِهم نِظامُ

فلا تبعُدْ فكُلُّ كريمِ قومٍ
سيُدْركُه – وإن كَرِهَ – الحِمَامُ

كأنَّ الأرضَ بعدَكَ طارَ فيهَا
فأشْعَلها لِسَاكِنِهَا ضِرامُ

فقدْنَا الوحيَ إذ وَلّيْتَ عنَّا
وَوَدَّعَنَا من الله الْكَلامُ

سِوَى أنْ قدْ تركتَ لنَا سراجًا
توارثُهُ القراطيسُ الكِرامُ

لقدْ أورثتَنَا ميراثَ صدقٍ
عليك به التحيَّةُ والسَلامُ

مِن الرحمنِ في أعْلَى جِنَانٍ
من الفِردوْسِ طابَ به الْمُقَامُ

رَفيقُ أبيكَ إبراهيمَ فيهِ
وَمَا في مثلِ صُحْبتِه نَدَامُ

وَإسحقٌ وإسماعيلُ فيه
بما صَلُّوا لِربِّهِمُ وصَامُوا  

8)كان أبو بكر رضي الله عنه يعيش لأجله صلى الله عليه وسلم، فلما فارق الدنيا أحس بأنه لا خير في الحياة بعده، ولا في الأموال والأولاد،. ولذا ظهرت في مراثيه صلى الله عليه وسلم مشاعر الكراهية في الحياة، ومشاعر التمني في الموت ومجيء القيامة بوجه عام. وهذا الاضطراب والقلق إنما مع التسليم بقضاء الله وقدره لا على سبيل المقت والكراهية على الله أو على حكمه في العباد.

والشعر من أبي بكر رضي الله عنه موجود في مواضع أخرى مثل الإسراء،  وغزوة عبيد الله بن الحارث، ومدح الأنصار، ويوم حنين وغيرها مما يطول الكلام بها. وما أردت هنا إلا أن أعرف القارئ بشاعرية أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ومنزلته في الأدب العربي. ومع هذا كله، فإنه رضي الله عنه كان قليل الكلام، طويل الصمت،كثير العبادة، فإنه كان يمسك لسانه ويقول: "هذا الذي أوردني الموارد".

المصادر والمراجع
1-     ابن الجوزي الإمام أبو الفرج،  صفة الصفوة، دار المعرفة،  بيروت، (بدون تاريخ).
2-     ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب ، مصدر الكتاب : موقع الوراق، www.alwarraq.com
3-     ابن عبد ربه أبو عمرو أحمد بن محمد،  العقد الفريد ، لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، 1952م،
4-     ابن هشام عبد الملك، السيرة  النبوية ، تحقيق:حمدي الدمرداش، الطبعة الأولى، مكتبة نزار مصطفى الباز، مكة المكرمة، 2005م،
5-     الإشبيلي أبو الحسن سلام بن عبد الله، الذخائر والأعلاق في آداب النفوس ومكارم الأخلاق، القاهرة، 1128هـ، ( الناشر غير مذكور).
6-     الإصبهاني أبو بكر محمد بن داود، الزهرة، الطبعة الثانية، مكتبة المنار، الأردن، 1985م.
        7 -     الجاحظ أبو عثمان عمرو بن، الحيوان، تحقيق عبد السلام محمد هارون، الطبعة الثانية ، شركة مكتبة     ومطبعة مصطفى البانجي الحلبي و أولاده بمصر ، 1965م.
8-      الجمحي محمد بن سلاّم،  طبقات فحول الشعراء، دار المدني ، جدة، (بدون تاريخ).
9-     الحامد عبد الله بن حامد، شعر الدعوة الإسلامية في عهد النبوة والخلفاء الراشدين،  الرئاسة العامة للكليات والمعاهد العلمية، الرياض، 1971م.
             10- ديوان حسان بن ثابت – تحقيق: دكتور سيد حنفي حسنين، دار المعارف، القاهرة، سنة 1983م.
11- سالم عبد الله،  قراءة في شعر أبي بكر الصديق، ، الجزيرة صحيفة يومية، العدد 10516، 2001م
12- السهيلي أبو القاسم عبد الرحمن عبد الله ،الروض الأنف، المطبعة الجمالية، مصر، 1914م.
13- الصلابي علي محمد ، أبو بكر الصديق رضي الله عنه شخيته وعصره، 2001م
14- العسقلاني أحمد بن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة، الطبعة الأولى، دار الجيل، بيروت- لبنان، 1412هـ.
15- القلقشندي أحمد بن علي، صبح الأعشى في صناعة الإنشا ، الطبعة الأولى، دار الفكر، دمشق، 1987م.
16- القيرواني ابن رشيق، العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده، الطبعة الخامسة، دار الجيل للنشر والتوزيع والطباعة، بيروت، 1981م
1        1 الكاندهلوي محمد يوسف، حياة الصحابة، بيت الأفكار الدولية و دار ابن حزم، بيروت لبنان، بدون        تاريخ.
18- الكلاعي الأندلسي أبو الربيع سليمان بن موسى،  الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله والثلاثة الخلفاء، الطبعة الأولى، عالم الكتب، بيروت، 1417هـ.
19- محمد بن سعد، الطبقات الكبرى ، الطبعة الأولى ، دار صادر، بيروت، 1968م
20- محمد رضا، أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين، اعتنى به وراجعه الدكتور/ أحمد أحمد شتيوي، دار الغد الجديد، المنصورة-مصر ، الطعبة الأولى ،2005م.
21- المصري محمود، أصحاب الرسول ، الطبعة الأولى، مكتبة الصفا، القاهرة - مصر، 2005م.
22- النويري شهاب الدين أحمد، نهاية الأرب في فنون الأدب، الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان، 2004م.
23- النيسابوري الحاكم محمد بن عبد الله، المستدرك على الصحيحين، الطبعة الأولى ، دار الكتب العربية، بيروت، 1990م
24- هيكل محمد حسين، الصديق أبو بكر، الطبعة الحادية عشر، دار المعارف ، القاهرة، 1990م.




[1] النيسابوري الحاكم محمد بن عبد الله، المستدرك على الصحيحين، الطبعة الأولى ، دار الكتب العربية، بيروت، 1990م، ص: 3/710
[2]  القرآن ليس بشعر بلا خلاف كما بينه القرآن نفسه ، وهل هو نثر أم لا؟ فهو نقطة خلاف غير أنه أقرب إلى النثر والله أعلم، فهو كلام الله الأزلي ، ومعجزة لغوية.
[3] الجمحي محمد بن سلاّم،  طبقات فحول الشعراء، دار المدني ، جدة، (بدون تاريخ)، ص 10
[4]  السهيلي أبو القاسم عبد الرحمن عبد الله ،الروض الأنف، المطبعة الجمالية، مصر، 1914م، ص:  3/31
[5] ابن عبد ربه أبو عمرو أحمد بن محمد،  العقد الفريد ، لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، 1952م، ص:  5/283
[6] القيرواني ابن رشيق، العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده، الطبعة الخامسة، دار الجيل للنشر والتوزيع والطباعة، بيروت، 1981م، 1/21
[7]  القلقشندي أحمد بن علي، صبح الأعشى في صناعة الإنشا ، الطبعة الأولى، دار الفكر، دمشق، 1987م،  ص: 1/319
[8] هيكل محمد حسين، الصديق أبو بكر، الطبعة الحادية عشر، دار المعارف ، القاهرة، 1990م، : ص 62
[9] المصري محمود، أصحاب الرسول،  ص:  79- 80
[10]  هي قولُ حكيمٍ صادر من مجرب يوجهه إلى من يحب لينتفع به، وهي والخطبة شيء واحد إلا أن الأولى تكون لقوم معين في زمن معين كوصية الرجل لأهله عند النقلة أو الموت والثاني تكون على ملإ من الناس في المجامع والمواسم.

[11] ابن الجوزي الإمام أبو الفرج،  صفة الصفوة، دار المعرفة،  بيروت، (بدون تاريخ)،  ص: 1/264-265
[12]  الكاندهلوي : حياة الصحابة ، ص 459
[13]  الصلابي علي محمد ، أبو بكر الصديق رضي الله عنه شخيته وعصره، 2001م ص: 70
   14]  هي جمل قصيرة يتداولها الناس يهمون بما تحمله من معانٍ كبيرة  حتى لو لم يكونوا يعرفون قائلها، فيها خلاصة التجربة وعصارة المعرفة والحنكة.
    15]    هذا في معنى ما قال الإمام الشافعي رحمه الله: إذا حار أمرك في معنيين               ولم تدر حيث الخطا والصواب                                                                         خـالف هواك فإن الــهوى  تقــود النفـــوس إلى ما يــعاب
[16]  انظر للمزيد: أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين، محمد رضا ، اعتنى به وراجعه الدكتور/ أحمد أحمد شتيوي، دار الغد الجديد، المنصورة-مصر ، الطعبة الأولى / رقم الصفحة : 119، 120.
[17] الإصبهاني أبو بكر محمد بن داود، الزهرة، الطبعة الثانية، مكتبة المنار، الأردن، 1985م ، ص: 150
[18] النويري شهاب الدين أحمد، نهاية الأرب في فنون الأدب، الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان، 2004م، ص: 18/262.
[19] الإشبيلي أبو الحسن سلام بن عبد الله، الذخائر والأعلاق في آداب النفوس ومكارم الأخلاق، القاهرة، 1128هـ، (الناشر غير مذكور)، ص : 221

مواضيع ذات صلة
الأدب العربي العالمي, التاريخ الأسلامي,

إرسال تعليق

0 تعليقات