ادعمنا بالإعجاب

مسلمو كيرالا في مجال التربية المادية


بقلم: محمد صلاح الدين الوافي
ولاية كيرالا التي هي من إحدى الجنات على الأرض تُعد ولايةً مثاليةً لجميع الولايات الهندية الأخرى في مجال التربية والتعليم وفي معرفة القراءة والكتابة، كما توجد على الدرجة الأولى في توفير التسهيلات الأصلية للتربية في مراحل الابتدائية والثانوية. ويشكل سكانَها 57% من الهندوس، و25% من المسلمين، و18% من المسيحيين، وقد بلغ عدد جميعهم  -فيما وجدنا- إلى أربعين مليونا تقريبًا. وتاريخ الإسلام فيها يمتد إلى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كما يثبته الوثائق التاريخية.

وشهد المسلمون في كيرالا تخلفا اجتماعيا وانحطاطا تربويا في أيامهم الماضية لأسباب تاريخية لازمة، غير أن الأمة الإسلامية فيها تشارك اليوم في محاولة جادة لنهضة تربوية وثورة علمية أو تعليمية، تعم سائر المراحل الدراسية وجميع طبقات الأمة.
 وهذه محاولة متواضعة للبحث عن حاضر المسلمين ومستقبلهم في مجال التربية المادية.
نظرة إلى التاريخ:
وحينما نرتحل إلى تاريخ المسلمين في كيرالا نرى أنهم لم يجدوا دعمًا مادياً أو تأييدًا معنويًا للتربية والتعليم من قِبل الحكومات القديمة، ولم يكن من المسلمين ملك أو أميرٌ إلا ما يوجد من مملكة "أراكل" في شمال مليبار التي كانت نفسها غالبًا تحت سلطنة أخرى غير مسلمة، مع أن العلوم – مادية كانت أو غيرها- لا تنمو كثيرًا بدون رعاية حكومية جدية.
 يقول الدكتور بهاء الدين محمد الندوي: " إن مسلمي الهند وخصوصًا مسلمي كيرالا قومٌ ساء الحظ عليهم في تأييد الحكومات وتشجيعاتها". وكان العلوم المادية في كيرالا القديمة منحصرة –على وجه عام- في الأمور التي تتعلق بالتجارة وبجمع الخراج حيث إن اقتصاد كيرالا آنذاك في أشد ارتباط بالتجارات البحرية. وكان الزراعة المحلية وصيد السمك لا تحتاجان إلى معارف علمية، بل تعتمد على عادات تقليدية تنقل من جيل إلى جيل.
احتلال البريطانية وحالة المسلمين:
ولما صارت كيرالا تحت احتلال البريطانية الفاجرة قام المسلمون فيها بحروب متوالية دائمة ضدها كما كانوا يقاومون القوات البرتغالية الظالمة من قبلُ. وكان البريطانيون يقومون مع المسيحيين الأقلية بتأييد مادي ومعنوي حتى صار نصارى كيرالا وبعض الطبقات العليا من الهندوس في ارتقاء ونموّ في المجال التربوي المادي، فأصبحوا يتمتعون بوظائف حكومية ومناصب رفيعة مختلفة في ظلال الحكومة البريطانية.
أما المسلمون في هذه الأيام فرأى زعماؤهم أنّ تركَ كل شيءٍ مرتبط بالإنجليز ومقاومتهم بكل وسيلة  واجبٌ ديني، فتركَ المسلمون فيما تركوا نظامَ التربية الإنجليزية التي عرّفها للهند لورد ميكالي (Lord Michele) والدراسةَ الإنجليزية الحديثة.  ونتيجة لهذه المقاومة المستمرة أصبح المسلمون يتأخرون اجتماعيًا وينحطون في مجالات عديدة مثل التربية المادية والوظائف الحكومية والرقي الاقتصادي.
يقول الدكتور/ الأستاذ. ك. م. بهاء الدين: "من بداية القرن التاسع عشر كان من سياسة الحكومة البريطانية أن تؤكد من التوترات المستمرة بين المسلمين والطبقات العليا من ملوك الأراضي، فعد المسلمون تعريف البريطانية بنظامهم للتربية الإنجليزية وأنشطتهم التبشيرية خطرًا عظيمًا أمام الثقافة الدينية وبقاء الأمة. وفي عام 1882 ورد تقرير لوكن (Logan) بأن القضاء والشرطة والآلية الحكومية اتحدت على أن تقمع الفلاحين المسلمين. ففي تلك الأحوال كان من الطبيعي للمسلمين أن يقاوموا كلّ شيء غربي حتى التربية الإنجليزية"
وفي آخر هذا القرن بدأت الحكومة البريطانية تشجع المسلمين على التربية الإنجليزية الحديثة، ولكنّ هذه المحاولة فشلت تماماً لما يرى المسلمون أنها خداع من البريطانية وأنهم مسؤولون بمقاومة شديدة شاملة لجميع ما يأتي من قبل البريطانية المسيحية. وانتهى هذا الغضب الشديد للبريطانية إلى اللامساسية والعداوة  للتربية المادية، ونظرت الأمة إلى أبنائها الذين تعلموا علومًا مادية أو مالوا إليها بعين العداوة والغضب، كما نظروا هم إلى أمتهم بعين السخرية كما أنهما عدوان لدودان يحارب بعضهم بعضًا.
بعد استقلال الهند
وبعد الاستقلال استمرت بين المسلمين تلك العداوة العمياء للتربية والدراسات المادية، غير أن زعماء الفرق الإسلامية المختلفة في كيرالا قاموا بتوعية الأمة بأهمية التربية المادية والوظائف الحكومية؛ لأن التربية تتعلق مباشرة بالوظائف، وخاصة بالوظائف الحكومية كما تشير إليه لجنة ساتشار (Sachar commission ) في تقريرها، وارتفعت درجة العلوم المادية بين مسلمي كيرلا لاسيما في السنوات الأخيرة، خلاف ما نرى في الولايات الهندية الأخرى مثل أتر برديش وبنغال الغربية وبيهار وغيرها.
الأسباب المؤثرة في هذه الظاهرة هي ما يلي:
الثروة الخليجية
بعد السبعينات من القرن العشرين أخذ المسلمون يهاجرون إلى الخليج طلبًا للعمل يحلّون به عقدة الفقر والفاقة المنتشرة بينهم ويسدون به رمق أسرتهم، وأسفرت هذه الهجرة عن انخفاض درجة  الفقر في كيرالا على شكل ملحوظ كما أشار إليه أمارتيا سين ((Amartya Sen. ويشير بعض التقارير أن 54،7 % من المسلمين يستمدون من الخليج مباشرة. وقد أثرت هذه الظاهرة الخليجية في مجال التربية بوجهين:
أولاً: أنه  أتيح للمسلمين حالة اقتصادية عالية الدرجة، وتوفرت لهم تسهيلات مادية للتربية المادية والدينية في شتى مراحلها، واستعد كثيرٌ من الأغنياء الخليجيين وغيرهم لإنفاق الأموال الطائلة في مجال التربية والتعليم المادي.
ثانيًا: أن الخليجيين شعروا بأهمية التربية المادية لما رأوا في الخليج من أوضاعهم التافهة، وأنهم لا يجدون من الأعمال والوظائف إلا الوضيعة، وأن الأجانب الآخرين مثل الأمريكيين والبريطانيين الذين ارتقوا بالعلوم المادية يتمتعون بوظائف رفيعة ويكتسبون بها أموالاً كثيرة. فعزم الخليجيون من أهل كيرالا على توفير التسهيلات المادية لأبنائهم لينالوا بها ما فات لآبائهم.
التأييد السياسي
ومما لا يختلف فيه اثنان أن الدعم الحكومي والتأييد السياسي عنصر أساسي لارتقاء التربية والتعليم، وقد ظفر مسلمو كيرالا بحظ وافر من هذا التأييد السياسي بعد الاستقلال. وبعد تكوين ولاية كيرالا في 1956م كانت لرابطة المسلمين (Muslim League)  ممثلون كثيرون في مجلس التشريع كما كانوا يشاركون في حكومات ائتلافية في مختلف الأحيان. وكان زعماء رابطة المسلمين وساداتها يحاولون دائماً لرقي الأمة المسلمة في مجال التربية المادية وإحراز الوظائف الحكومية، ونالوا الحجز الداخلي (Internal Reservation) للمسلمين من بين المجتمعات المتخلفة الأخرى (Other Backward Community- OBC) في الوظائف الحكومية والمعاهد التربوية. وكلما صارت وزارة التربية والتعليم في أيادي رابطة المسلمين قام وزراؤها وراءَ الأمة المسلمة بتأسيس الجامعات والكليات في مناطق المسلمين وبتسهيل الطرق لتأسيس المدارس فيها. وجُهود سي. أج. محمد كويا في هذا المجال جديرة بالذكر حيث أسس في مليبار -التي يسكن فيها أكثر مسلمي كيرالا-  جامعة كاليكوت التي أنجزت تقدمًا سريعًا للمسلمين.
نهضة الأمة المسلمة
وقد أنعم الله على مسلمي كيرالا برؤساء ومفكرين مثل السيد عبد الرحمن بافقيه، والسيد سي. أج. محمد كويا، والسيد محمد علي شهاب، والسيد سيتي صاحب وأمثالهم الذين أضاؤوا طريق الأمة في التربية بأنظارهم البعيدة. وقد ظهرت بعد استقلال الهند نهضة تربوية شاملة في شتى الفرق الإسلامية والجمعيات التربوية في كيرالا، وكثرت أنشطتهم الجادة بعد التسعينات حتى بدت نتائج ملحوظة في المجال التربوي المادي، وصار المسلمون وَاعِينَ بأهمية الدراسات  المادية، وبـأهمية تعليم المرأة. وبعد ما فتحت حكومة أي. كي. أنطوني أبوابها أمام المعاهد الدراسية الممولة ذاتياً أقبل المسلمون أيضًا إلى تأسيس المعاهد التربوية والكليات المهنية المختلفة.
أما جمعية  العلماء لعموم كيرالا فكانت كثيرًا ما تهتم منذ تأسيسها بالعلوم الإسلامية والدعوة الدينية، غير أن زعماءها اعترفوا بأهمية الدراسات المادية، فرتبوا أوقات الدراسة في آلاف من مدارسها التي تقوم بدور هام في نشر العلوم الدينية الابتدائية موافقاً لتوقيت المدارس المادية، حتى أصبح الطلاب المسلمون ظافرين في وقت واحد بكلتا الدراستين الدينية والمادية. ولا نجد هذه الحالة المباركة في الولايات الهندية الأخرى. وبعد ما فتح الله على المسلمين نعمة الخليج نمتْ بين المسلمين مدارس داخلية إسلامية تسهل أمام الطلاب طرائق العلوم الدينية والمادية معًا. وقد لفتت جمعية العلماء نظرها إلى الدراسات العليا المادية أيضًا في السنوات الأخيرة، وكلية الهندسة تحت رعاية الجامعة النورية العربية أدل دليل على ذلك.
وقد ساهم في نهضة الأمة المباركة في مجال التربية المادية جميعُ الفرق الإسلامية في كيرالا ورؤساؤها، من السنية والسلفية، والأحزاب السياسية مثل رابطة المسلمين، والجمعيات التربوية مثل أم. إي. أس.
مؤثرات أخرى
ومن الأسباب التي أثرت في تقدم التربية المادية والتي يتميز بها مسلمو كيرالا:
·      عدم الاختلاف اللغوي: نرى المسلمين وغيرهم في ولايتنا يتكلمون بلغة واحدة (مليالم)
·      المعاشرة التعاونية بين الأديان وعدم التعصب الديني
·      ترقي المسيحيين مع قلة عددهم
·      الحجز الداخلي للمسلمين في المعاهد التربوية.
حاضر المسلمين في كيرالا
حينما نبحث عن الحالة الحاضرة لمسلمي كيرالا في مجال التربية المادية ينبغي لنا أن نفصلها حسب المراحل الدراسية لكي تظهر الصورة التربوية أمامنا واضحة. ومما لا شك فيه أن مسلمي كيرالا يختلفون تماماً عن مسلمي ولايات الهند الأخرى كما ذكرت لجنة ساتشار في تقريرها.
أولاً: معرفة القراءة والكتابة (Literacy)
إن ولاية كيرالا تحوز المكانة الأولى في معرفة القراءة والكتابة من بين الولايات الهندية، فمن الطبيعي أن يكون المسلمون فيها كذلك يحوزون تلك المكانة الأولى من بين كافة مسلمي الهند. وجاء أول تقرير عن معرفة القراءة والكتابة حسب الديانة إثر الإحصاء الرسمي عام 2001م، فكانت حالة معرفة القراءة والكتابة على مستوى الوطن كما يلي:
الديانة/ القسم
نسبة المعرفة في المائة
(على مستوى عموم الهند)
نسبة المعرفة في المائة
(كيرالا)
المسلمون
59،1 %
89،4 %
الهندوس
65،1 %
90،2%
الطوائف المدرجة/ القبائل المدرجة (SC/ST)
52،2 %
80،8 %
الآخرون
70،8 %
93،1 %
المجموع

64،8 %
90،9%
نسبة المسلمين في عدد السكان
13،4 %
24،7 %
نرى من الجدول أن مسلمي الهند عموما أقل درجة من مستوى الوطن في معرفة القراءة والكتابة، أما حالة المسلمين في كيرالا فهي لا تختلف كثيرًا عن مستوى الولاية فيها.

ثانيًا: المرحلة الابتدائية والثانوية (Primary and Secondary Level)
إن رُبع الصبيان المسلمين في الهند لا يرون قط أبواب المدارس المادية، ولكن في كيرالا إن 95% أو فوقه يلتحقون بالمدارس الابتدائية. ومن المشاكل التي يواجهها الناشطون في المجال التربوي أن مِن الذين يلتحقون بالمدارس الابتدائية مَن لا يكملون مدة دراستهم بل يسقطون أثناءها.
والسنة المدرسية المتوسطة (Average School Year) للساقطين [من الطلاب الذين عمرهم ما بين 7 و 16] كما يلي في الجدول الآتي:
الولاية/ الوطن
مسلم
الطوائف المدرجة/ القبائل المدرجة
الآخرون
المجموع على مستوى الوطن/ الولاية
الهند
3،26
3،35
4،39
3،66
كيرالا
5،62
5،53
5،86
5،75
بنغال الغربية
2،84
3،12
4،51
3،5

يتضح من الجدول أن حالة المسلمين في كيرالا تقارن مستوى الولاية تقريبًا. وأما الذين يكملون الدراسة الابتدائية والدراسة المتوسطة (Middle School) والدراسة الثانوية فعدد المسلمين منهم كما يلى، حسب تقرير الإحصاء الرسمي عام 2001م.

الوطن/ الولاية
الابتدائية
المتوسطة
الثانوية
كيرالا
97%
84،8%
37،5%
الهند
60،9%
40،5%
23،9%

وقد تغيرت أحوال المسلمين في كيرالا في السنوات الأخيرة ( بعد عام 2001)، فقد ازداد عدد المكملين للدراسة الثانوية حتى جاوزت نسبتهم الخمسين في عام 2010م.
ثالثاً: بعد المرحلة الثانوية
عرفنا من المباحث السابقة أن مسلمي كيرالا لم يتأخروا كثيرًا في مرحلة الابتدائية أو الثانوية، وأنهم في منزلة رفيعة بالنسبة إلى المسلمين في الولايات الأخرى. ولكن إذا نظرنا إلى مجال الدراسات العليا نرى المسلمين في تخلف واضح يزحفون وراء الطوائف المدرجة والقبائل المدرجة، كما ورد في تقريرٍ من الدكتور ك. م. بهاء الدين، فلا يجدون من الوظائف الحكومية ولا يتولون المناصب الرفيعة. وللأسف، كان مسلمو كيرالا في الدراسات بعد الثانوية مثل المسلمين في الولايات الأخرى، لا يختلفون عنهم إلا يسيرًا، مع أن للدراسات العليا علاقة مباشرة بالمناصب العالية الحكومية وغيرها.
ونرى من الجدول الآتي الحالة الاجتماعية التربوية لمسلمي كيرالا:
نسبة المسلمين
25%
في الوظائف الحكومية
12%
خريجو الجامعات
10%
نسبة الرجل مع المرأة
55:45

 نجد أن 90% من  المسلمين لا يلتحقون بالجامعات أو لا يكملون دراستهم الجامعية، فلا يساهم في الخدمات الحكومية إلا نزرٌ يسير منهم، وربما يوجد لهذه الظاهرة أسباب مختلفة، ولكن التخلف في الدارسات العليا هو السبب الرئيسي لها.
وحضور المسلمين في شتى هيئات حكومة كيرالا كما يأتي في الجدول، وفقاً لتقرير لجنة ساتشار:


الهيئة
نسبة الحضور
قسم الشرطة (Police)
8،52 %
سلطة المياه كيرالا
(Kerala Water Authority)
4،47 %
إدارة الصحة (Health Department)
7،3 %
هيئة مصلحة المواشي
2،52 %
هيئة الإحصائيات (Statistics)
2،15 %
أساتذة الجامعات
18 %
 أساتذة كليات الطب
11،25%
أساتذة كليات الهندسة
11،4 %

وقد تغيرت الأحوال بعد عام 2000م وصار الطلاب والطالبات من المسلمين يقبلون إلى دارسات جامعية عُليا ويلتحقون بكليات مختلفة من المهنية وكليات التقينة ونحوهما.
رابعًا: التربية المهنية/ الوظيفية (Professional Education)
شهدت كيرالا في السنوات الأخيرة نهضة تربوية مهنية بين المسلمين حتى ظهر فيهم كثيرٌ من الأطباء والمهندسين والمهرةِ في تقنية المعلومات (Information Technology)، وبعد عام 2005 جعل الطالبون والطالبات من الأمة المسلمة يحوزون الدرجات الأولى على مستوى الولاية والوطن في امتحانات الدخول للطب والهندسة في شتى أقسامهما، ومع ذلك على الأمة الإسلامية أن تسرع في سيرها التربوي سرعة الصواريخ حتى تنال منزلة عالية أمام الأمم الأخرى.
ويوجد في مليبار المسلمة أربع جامعات وهي: جامعة كاليكوت،  وجامعة كانور، وجامعة مركزية في كاساركود، ومركز جامعة علي جراه في برنتالمانا. وقد أسِس تحت إدارات مسلمة كثير من كليات الطب وكليات الهندسة ومعاهد تربوية أخرى مما يؤيد الأمة في ترقيتها في مجال الدراسات المهنية الوظيفية. وعدد هذه الكليات في كيرالا كما يلى:



نوع الكلية
الكليات الحكومية
كليات المسلمين
كليات الآخرين
مجموع الكليات
كلية الطب
5
6
11
( 2 منها تعاونية، أي مشتركة بين الحكومة وبين الأشخاص)
22
كلية الهندسة
9
20
78
(24 منها تعاونية)
107
كلية طب الأسنان
3
4
15
22
كلية آيورفيدا
3
1
12
16
كلية التمريض
10
17
69
96
كلية الصيدلية
5
6
8
(1 منها تعاونية)
19

خامسًا: خدمات مدنية (Civil Service)
حالة مسلمي كيرالا في الخدمات المدنية مثل الخدمات الإدارية الهندية (IAS)، والخدمات الشرطية الهندية (IPS)، وخدمات شؤون الخارجية الهندية (IFS)، ضعيفة جدًّا، ولم ينجح مسلمو كيرالا في مثل هذه الامتحانات الصعبة إلا نادرًا. وقد أشارت لجنة نريندرا (Narendran Commission) إلى أن في كيرالا مناصبَ شاغرة محجوزة للمسلمين، ولا يوجد فيهم من توفر لديه التأهلات اللازمة لهذه المناصب المرموقة، ولكننا نرى في السنوات الأخيرة محاولة المسلمين في هذا المجال أيضًا، ولكن على المسلمين أن يقطعوا في سيرهم بُعدًا طويلاً.
مستقبل مسلمي كيرالا في مجال التربية المادية
نهضة المسلمين التي تشاهد في هذه الأيام نهضة مباركة متفائلة سيصير المسلمون بها- بمشيئة الله – يجرون مع الأمم الأخرى جانبًا بجانب، غير أن على الأمة  وأمرائها أن تهتم ببعض الأمور.
أولاً: الاهتمام بالدراسات العليا
لا يجد المسلمون تقدمًا اجتماعيًا ولا وظائف حكومية ولا سيطرة إدارية إلا بالدراسات العليا وتأهلات عالية المستوى، فيلزم على أمراء الأمة أن تقوم بتوعية الطلاب وأوليائهم في القرى والمدن بأهمية الدراسات العليا وبأهمية الخدمات المدنية. فقد بدأت الأمة رحلة تجاه هذا الغرض المرموق ولم تتمّ.
ثانياً: التربية المادية والثقافة  الإسلامية
إن الطلاب والطالبات الذين يميلون إلى الدراسات المادية ويرتفعون إلى الدرجات العلا لا يجدون في أكثر الأحيان توعية دينية ولا  دروسًا إسلامية فلا يستطيون أن يتبعوا الثقافة الإسلامية  في حياتهم اليومية،. فعلى الأمة أن تنهض أمام هذا الخطر وتنفذ الإجراءات اللازمة لإقامة الثقافة الإسلامية، حتى لا تكون الأمة أمة لا يبقى فيها إلا اسمها. فمِما يساعد على محافظة الثقافة الإسلامية:
·      أسلمة البيئة التربوية في المدراس المادية تحت إدراة المسلين وتأسيس المعاهد الإسلامية الجديدة.
·      إنشاء السكن الإسلامي: إذا أنشئ سكن ذو بيئة إسلامية للطلاب المسلمين جوار كليات الطب والهندسة الحكومية وما إليها وجدوا فرصًا مختلفة ليعرفوا عن الإسلام ومبادئه وعن حياة إسلامية حتى يطبقوها في حياتهم اليومية.
·      الجمع بين العلوم المادية والدينية: هذه أنفع وسيلة ليكون الطلاب والموظفون على وعي إسلامي كامل وليتبعوا الثقافة الإسلامية في حياتهم الشخصية والرسمية. نرى كثيرًا من أبناء الجامعات الإسلامية التي تجمع بين القديم الصالح والجديد النافع قد ارتقوا في المجال التربوي المادي ويعملون في الجامعات والكليات الحكومية، مع أنهم نشطاء دينيون يقومون بدورهم ومسؤوليتهم نحو الأمة المسلمة.
ثالثًا: الاتحاد السياسي
المسلمون في كيرالا متفرقون إلى أحزاب دينية باختلافهم في النظريات والاعتقادات، مع أن الأحزاب المختلفة تسعى – على زعمها- لترقية الأمة في شتى مجالاتها، فمن هذا المنطلق يلزم على الأمة أن يتفقوا في المجال السياسي على رئاسة واحدة ويبتعدوا عن منافسات سلبية حتى تتحد المحاولات المختلفة، ويقوى صوت الأمة في مجلس التشريع والحكومات المتناوبة لكي تنال الفرص العديدة في المجال التربوي المادي.
وختامًا لهذه المقالة أرجو للمسلمين في كيرالا مستقبلاً زاهرًا في جميع مجالاتها الدينية والدنيوية، كما أرجو التوفيق والسداد لأئمة المسلين وسادتهم، حتى يصير أمر المسلمين إلى كمالية بالغة، والله الموفق.
المصادر والمراجع
مليالم:
  1. إي. تي. محمد بشير (عضو البرلمان)، تربية المتخلفين في كيرالا، آمال وأحزان
  2. الدكتور/ بي. أ. فضل غفور: الارتقاء التربوي لمسلمي كيرالا
  3. الدكتور/ بهاء الدين محمد الندوي: أهمية التربية والتعليم
  4. محمد أوكرابورم: تربية المسلمين في الهند وتقرير ساتشار
  5. بي. أ. زيد محمد: تاريخ مسلمي كيرالا
إنجليز
  1. الدكتور/ الأستاذ، ك. م. بهاء الدين: مسلمو كيرالا: التغيرات الاجتماعية والاقتصادية وانتشار التربية
  2. ديبا. أ. (صحافية في نيودلهي) : حالة تربية المسلمين في كيرالا
  3. كاشف الهدى: تاريخ التربية الحديثة بين مسلمي مليبار
  4.  تقرير لجنة ساتشار

مواقع إنترنت
  1. http://www.indianmuslims.info
  2. http://www.indiatogether.org
  3. http://twocircles.net
  4. http://www.wikipedia.org
  5. http://www.old.kerala.gov.in/ncr/index.htm

مواضيع ذات صلة
القضايا الوطنية الهندية, تراث الهند،, ثقافة كيرالا, دراسات, كيرالا,

إرسال تعليق

0 تعليقات