ادعمنا بالإعجاب

هل المسلمون لعبات في أيادي

 سراج الدين بن حسن الميلموري
إن صحف التواريخ وذكريات السنوات المنصرمة مؤلمة لضمائر المسلمين بما عانوا فيها من الجريح والقتيل والمظالم من الأديان والحزب المخالفة للإسلام، وإن بعضا من الجمعيات المختلفة كأنما هي قد أسست من أيدي مؤسسيها للضغط على المسلمين والإسلام وتشويع شريعته وترقيعها، ولا يزالون يشنون غاراتهم على الملة البيضاء متخذين عويل  أصحابها وصراخهم وراءهم ظهريا، وقد مدت الغرب أياديها المسمومة نحو الإسلام غير مرة، وقد ملت المسامع بقعقعتها وسئمت العيون بمناظرها وفترت الألسنة بذكرها وقست القلوب بذكرياتها، فالآن‘ بعد دفاع قاطعة خلاف تدخلات الغرب حيث نستطيع‘ لنا أن نحس بما تقوم به الشيوعية التي اتخذت سبيل الغرب للحرب على الإسلام، فإنها أحاطت على الإسلام بأعمالها الشنيعة وأطلقت مخالبها على المسلمين، فإن بدأنا ذكر شعويات الشيوعية نحو الإسلام والمسلمين لنا أن نمعن أنظارنا دوليا ووطنيا وعمالقيا، فكل أمكنة فيها قبضتها اليسيرة تعاني من بطشتها الكبرى على المسلمين الراجين الراغبين السلامة والداعين لها لرب العالمين دبر كل صلوات، فها هي نبذة يسيرة من فعالاتهم الشنيعة تعلن بغلبتها على  الغرب في الأزمنة الماضية والجارية.

فلنأت بأنظارنا ومسامعنا إلى الروس الدولة الاشتراكية الأولى، ونفحص أحوال مسلميها قبل الماركس وبعده، فهذا البحث الحثيث يصور أمامنا صورة متشعشعة لمسلمي روس بعد دخول أصحاب قسمة الأموال ودعوى الإلحاد فيها، فهنا في أعماق قلوبنا بل قلوب الأمة العالمية سؤال له تبريراته الكافية- لم اختار الملحدون الإسلام والمسلمين عرضة لمضاربتهم ومقاتلتهم ورغموا المدينين غيرهم؟ السؤال قريب والجواب كذلك غير بعيد، وها هو أن حكمهم لا يقبله من له قلب طري ما دام حكم الإسلام وشريعته جارية في العالم ومروجة بين الناس، فأولا نظريتهم الاقتصادية، والإسلام قد قدم العالم منصوبة اقتصادية تغلب على ما عداها، فالزكوة والصدقة خير من القسمة السوية المشهورة بعد ماركس، فمحاولاتهم لتنويع شأن الزكوة المقدمة للعالم قد صارت مغلوبة مغلقة حيث لا مخرج لها ولا مفر فصارت أفواههم مستقرا لها.
وثانيا الإسلام دين أهله يعضون على شريعته وقواعده بنواجذهم بخلاف غيرهم فيحاول المسلمون المخالفة ويبذلون جهدهم لتهزيم المعاني النقيضة للعقل والطبع، فإذا ادعى الإسلام عليهم بحكمه لا محالة ولا ريب سيضعون رؤوسهم أمام المسلمين خاضعين لتبريراته الداخلة إلى عقول من له عقل صحيح مع اليسر من غير عسر يسير، وثالثا الإسلام هو الدين الوحيد المتهيئ للمحاربة معهم بالقلم واللسان فحقا شجاعته ألقت في قلوبهم الرعب فنشأ من خيفة الانهزام ريح الظلم وحمية الاعتداء .
نرجع إلى صور الروس المسجلة في التاريخ بالمداد الدموية، فقبل دخول الشيوعيين مملكة الروس وتحريكهم حبل القيادة كان الإسلام فيها على أفخر حاله وأجمل منظره ومعابده استقرت أرضها مفتخرا بالثقافة الإسلامية وفيها مقابر رؤسائهم الأجلاء وأساتذتهم الأعزاء ودور آثاره كانت ممتلئة بشعائر الإسلام الدين الوحيد، والأمانة والسلامة كانت مع المسلمين وكانوا يرجونها لغيرهم وفيما بينهم، فأخذته الاشتراكية الداعية إلى الدين المغوية الذي هو دين الإلحاد على حين غفلة منها، فقبل نهوض العلماء واستيقاظ الناس قد عمت الشيوعية أرضها وقد بدأت تري مخالبها نحو المدينين والمسلمين على الخاصة، فهدمت معابدههم ورمت شعائرهم وألقى في قلوبهم الرعب وصارت الأمن والسلامة كابوسا وراعوبا.
فعلى بحث عادل ليس بتخمين ولا شك رخيص عدد مساجد روس اليوم لا يجاوز ثمانون تحديدا، فأين الآلاف المؤلفة التى كانت هناك، فهذا حق مر صعب همضها أكثرها مساريح السينيما والروايات، وبعضها مكاتب للمملكة، وكيف قلت الأمة البيضاء على هذه القلة في الروس، نعم قتل عدد لا يعدها عد ولايحصيها احد  و أنفوا منها مثلها غير قليل وخرج منها بعض طالبين السلامة لقلوبهم والبعض الآخر لن يزالوا تحت مخالبهم المهلكة المميتة فهذا الوجه سكت عليه العالم كلها وأسكتت المسلمين كلهم، فمسلموا روس بقوا منفين العدل والسلم باقين في قعر جهنم وأعماق الورطات الشيوعية، ويسألون هل من مزيد والمسلمون يصرخون هل من ناج وهل من مفر وإلى أين الفرار؟ والصين ليس له تاريخ مختلف من روس، فالوطنان بذلا أشد جهدهم للاعتداء على الإسلام.
ثم الهند ملجأ للشيوعية ومنجأها وأحلاها بنغال ويقرب لها كيرالا، فالبنغال لا ملجأ ولا منجأ لسكانها من الشيوعيين إلا إياهم والواحد القهار ، لما تنـزع حكومة الشيوعية من بنغال منذ اعتلت قيادتها قبل ثلاثة عقود، وهذه الولاية هي ما أبطأ أعمالها البناءة وما أسرع فعالاتها الهدامة، وأكثر مانرى كلة حكمتهم فيها، وأشهرها وأقربها عهدا بنا كارثة ننديجرام، وقد أضاعوا حرمة رايتهم الحمراء وإن كانت الحمرة حمرة الدم القوات المحتلة فلم أعلنوا الإجازة لحزب سليم من ’ماهي‘ في أرضهم للتجارة والصناعة، ولم قتلوا آلافا من سكانها المقدمين حياتهم وعيشتهم لحفظ أرضهم مسقط رءوسهم، أليست هذا كلالة الحكمة والتبريرات ونشرها على أدراج الرياح، فأحمرها دم المسلمين والبرئاء، دعها ولكن لم اختارو ننديجرام وحقولها المشبعة للآلاف وعيالهم، أليست في بنغال حقول أوسع منها وأوفر التسهيلات منها؟ ولكن هي قرية أكثر عددها المسلمون، ولم يكفوا بدماء المسلمين بل أطلقوا مظالمهم الوحشية على المصوتين للأطفال الذين يتموا والنساء التى أرملت والآباء والأمهات الذين أثقلوا، حتى استعملوا مناقرهم المقري على ’ميتا باتنر‘ امرأة صوتت على الوحشيات الشيوعية وعقدت خلافها مظاهرة استفزازية، ليس لأحد مخرج ولاخلاص من جنونهم حتى النساء والأطفال والشيوخ أ يضا عرضتهم للتروية بالدماء.
ولنا إمعان أنظارنا إلى أحوال بنغال على العادة من غير حرب ولا الحوادث المستفزية، وهي أيضا شعواء بلقاء حيث رأينا إظهارات ستشار من حقائق طرية ليست فيها مثقال ذرة من التدخلات والطائفية، و كم من المنصات والمساريح تحفلت بمباحثها، مباحثات ليست لها إلا صدى منثورة في الهواء دون جدوى ولا أثر إثرها، والحقائق المسدولة وراء السدول طيل الشهور والسنين والعقود، وإن وضحتها أية ندوة عقدت وجلسة أقيمت تتصام الحكومة عنها وتتجاهل، واللجنة سجلت على أوراقها حالا مدمعا معدم المثل من بنغال الاشتراكية، ولكن حكومتها في السكوت الحبلى، ونجحوا على الجملة أن يغطها وراء الأغطية بإهراق المسلمين.
ليس في عيونهم الجافة قيمة لعرق المسلم الجذاب مركبه والنائم على شواطئ الشوارع ومسبطة الدكاكين، وبطونهم الجائعة هي لهم منظر يحلى عيونهم ويسر قلوبهم ويقر أبصارهم، جامدة عيونهم بالدموع وقاسية قلوبهم فهي كالأحجار بل هي أشد منها فإن الأحجار لما بتفجر منها الماء، ويطول ستشار اكتشافته وتفصيلاتها حتى قال فإن رأيتم شوارع لم تطل وأماكن لم تنور فافهموا أنها عمالقة المسلمين، هذه صورة بنغال الشيوعية أليست هي الشعواء والبشع؟.
فلدينا صورة كيرالا الشيوعية، منذ اعتلى الإلحاديون عرش الحكومة ما زال المسلمون يواجهون تحديات قد تكررت في كل خمسة سنة فيها لديهم حبل القيادة، فقبل أيام رأينا ولاة الأمر يطلقون سهامهم نحو الأولياء الكرام والصوفية العظام والسادات الأعزاء الذين يبذلون نفائس أوقاتهم فى خدمة الخلق لحفظ القسيس والرهبان الأكالين أموال الناس بالباطل الذين للولاة فيهم حاجات لا تقض إلا بهم، فعزموا الاقتناص أولياء الله الكرام المتقين له حق التقوى أن يسدل الباطل ويخفف العار لهم، ولكن سكان كيرالا يعلموم بأن العالم لا يخلو عن الحق وإطباق الكل على الباطل ممتنع كما أن إجماع هذه الأمة على الباطل كان ممتنعا، فدخلنا طريق الاحتجاج حول هذه الظاهرة القبيحة.
وقبل أن يخمد نيران المظاهرات والمجادلات و يسكن الغبار المنتشرة طيل الهواء أخذ الاشتراكيون يقرون قلوب الناس ويمتحنون صبرهم بطريق آخر وهو ما له قتل ثلاثة فتيان وشرطي في مدينة مالابرم سنة 1980، وله عقدت المقاطعة احتجاجات يذكر الطوفان الشرير والعاصفة الهوجاء، هو الطرح من منصب الدراسية الحكومية اللغات المسلمة العربية والأردية، وهذا تحريك عالم خبير بأن أكثر المسلمين يساهمون في الخدمات الرسمية طريق الوزارة التعليمية وأكثرهم في المناهج العربية والأردية، العفو والصفح لا طاقة لنا بهم، والأمر ليس بهين، فلنا المخالفة هذه العنجهية والغطرسة بكل ما في وسعنا من المحاولات الجبارة والجهود المضنية.
نشر الإلحاد والإباحية عبر المناهج الدراسية فى المدارس الحكومية وحه جديد للتأليم والتحقير لا مثيل لمثل هذه البلادة والحماقة في كيرالا، وقد خالف القوم مسلمهم وغيرهم هذه الظاهرة الجديدة بكل ما فى أكنيتهم من الأسهام الدافعة من تنازلات الشيوعية في الأعماق الدينية، تحركت الأمة من مشرقها ومغربها ولكن الوزارة الحكومية في سباتهم العميق عن أن يترك هذه العملية الهدامة.
كيف هم يجترئون لهذه الكارثة المعدمة في وطن يعيش فيها أصحاب أديان مختلفة وملل متنوعة، فمما ينبغي أن بكون المنهج الدراسية يقدر القيم الدينية كل التقدير أو خالية من الطائفية، وعلى العكس إن كانت محاولاتهم لنشر أفكارهم المعوجة لدى هذه الأمة الناهضة فلا محالة أنها ستكون مثل إلقاءهم نفوسهم في أعماق جهنم وجهود التدهور جو السلامة القائمة بين الناس، والاحتجاجات والمناقشات وصلت إلى أن يقتل نفس كريم تنثر من فيه الدرر المعلم العزيز، وإن أحد سيعذب بقتله فهو كان وزير التعليم الحالي، وأحرقت الكتب في أوساط الشوارع، المحرقون ليسوا مستحقين لأية عقوبة من أحد لأنهم يعلمون ويقررون أنهم لم يحرقوا الكتب الدراسية بل الكتب المستهكمة بأديانهم والمجرحة لقلوبهم، إنها كذلك ومعهم التبريرات، والحل والسلامة مستحكمة في أيادي الولاة ، إن تقصدوا الخير فهو الخير .
ومن المحقق لا يأذن الناس ولا يجيزون لأن تنشر حزب شهد التاريخ بأنها لا قرار لها فى العالم بل ضحيت نفسها في مسقط رأسها قبل تمام قرن واحد، فيا من يحاول هدم الإسلام لا تستطيع وإن كانت مياه البحور مدادا لها وإن كانت الأشجار أقلاما، والغزو الفكري أيضا باء بالفشل الذريع بعد أن وضعت الأسلحة أوزارها أقدام المسلمين.
 الأمة المسلمة قد شدوا حيازيمهم أيضا ليهزموا مخططات الإلحاديين للتنقيل الرسميين المسلميين من مكانتهم وتحطيط درجتهم لأن كانوا مسمون بأسماء المسلمين، فيا سادات المسلمين تنبهوا لهذه الحقيقة المرة، وأشددوا نطاقكم لتهزيم الإلحاد والاشتراكية ولا تتسلسلوا بنصرتهم وتأييدهم إنها إلقاء نفوسكم في الأخطار كما عرفتم. سلمنا الله وعليه التكلان وهو الهادي والحمد لله رب العالمين

.




مواضيع ذات صلة
أدبيات, الأشعار, الكتب, دراسات, مقالات, نداء الهند،،نداء الهند,

إرسال تعليق

0 تعليقات