ادعمنا بالإعجاب

استودعنا الربيع وكيف نودع الحبيب..


محمد ياسين كاركن

ودعنا ربيعا حل بذكريات قائد الأمة، وددنا يا ليتنا نمضي في ظل كاشف الغمة، دعونا أن نصف بأمر صاحب الجمة، فيا من فاز بعشق الحبيب المصطفى  ويا من حاز شمائل النبي المرتضى أبشر برجاء نيل مناك في الدنيا فمن يحجب دونك، وافرح برجاء النوال في الآخرة،  فبالشفاعة ترقى ومن الكوثر تسقى.


فيا قلبا بشوق للحبيب
حبيب الله شوق العالمينا
لك اليوم المنير غدا ستلقى
بكبدك في جنان الصالحينا
فهذا قد فارق الربيع مودعا،وذهبت حمائم العشق تجثم إلى أغصانها، وظلت صافات المدينة الحائمة تقبضن أجنحتها، فعن قليل أمسين إلى جناب المصطفى حاملات رسائل محبتنا وتروحن بطانة منقرى المدائح النبوية، فهذا أوان تحقيق محبتنا، وهذا أوان إظهار عشقنا،فهذا كان نداء من قرة أعيننا ودعوة من فلذة أكبادنا وطلبا من ثمرة فؤادنا أن نحبه عاليا على أنفسنا وأهلينا وأموالنا وأن نتبعه خاليا من سموم الدنا،فمن لا يجيب إذا دعا ومن لا يسمع إذا نادى..﴿يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون﴾.
دعاكم الرسول للجنان
             يقيكم عن مزرع النيران
فمن يجيب يحيه الرحمن
عيشا بلا خلل من الشيطان
فالربيع أهدى إلينا لحظات وأوقات نفيسة ارتوينا فيها بالخوض إلى حياض المدائح النبوية وشبعنا فيها بزيتون القصائد المحمدية، فللرسول أطعمنا وللرسول أهدينا ولأجله تحركنا وله سكننا، فلا نضيع ما انحدر في قلوبنا من العشق والمحبة ولا نترك ما انحلت في فؤادنا من الرسائل النيرة   ولا نودع الرسول فإنه حي ينظر إلينا ويرى أعمالنا، ويرجو صلواتنا له وينتظر ورودنا عند حوضه وإنقاذنا بشفاعته.
يا حبنا لك نفسنا مشغول
ولذاك روحي خادم يدين
منك الشفاعة خبر محتوم
فلذاك خذ ني كاشف الأحزان
هذا الرسول أحبنا، ولأجلنا تعانى، فمن كان له من حاجز إلا الله. كان حياته منذ الطفولة مقطوع  المنى، فالمنية خطفت لطف أبيه قبل الولادة، وهي أيضا زخمت رحمة أمه قبل المراهقة. وبها أيضا مثلت مودة عمه قبل الفتوة، فكان يتيما ثم آواه الله وكان عائلا فأغناه الله،﴿ألم يجدك يتيما فآوى﴾،﴿ووجدك ضالا فهدى﴾.
فكان صوته وسعيه للأيتام والفقراء والأرامل وما كان له من شجر تبصق الأموال،ولا طلال من ذهب ولا فضة، فهو الذي نبه على أمر اليتيم فقال:"من مسح رأس يتيم كان له بكل شعرة حسنة".
يا من بوصف الله يتمك ظاهر
وبذاك فقرك ثابت ومقرر
بك عرض فقراء وأيتام حمي
ولحفظهم بشرت ولهو سائر        
عرفتك الأشجار فسلموك، ورأتك الأحجار فحيوك، وفهمك الحيوان والطيور فآوا إليك، وعقلك الفراش والحمائم فحرسوا لك، فلمسك العود بكى، ولرحمتك الظبي شكى، وللطفك الجمل بدا، ولعطفك الطير اهتدى، فكنت بنا وبالحيوانات رؤوفا ورحيما، وكنت لنا وللجمادات لطيفا وحنينا، فسجدت لك الأشجار وهي تدري أنك رسول الله والأحجار وهي تنادي أنك حبيب الله،
يا ليت رملا تحت رجلك لحظة
حتى أقبله أكن مفضلا
يا ليت من شجر أظل به فلو
سار الحبيب لسرت معه مظللا
يا حبنا، كيف نودعك من قلوبنا، والأمواج كلما ردت ترجع بأقوى مما كان، وكيف نطيق التباعد، والسيل كلما اندفع ليرتفع  ويشتد انصبابه، فإلى جنبك نرجو كي ندمع من ذكرياتك وإلى جوارك نطلب كي نبرد القلوب والأفئدة بالدموع الساخنة ونمتع العيون والأنظار بالمشاهدة الفاضلة،
يا رب، قلبي في حبيبك سائر
والعين باعثه بدمع سائل
والقلب بادر ثم إني جائع
حتى يشبع لي بنظر فاضل.



مواضيع ذات صلة
أدبيات, مقالات,

إرسال تعليق

0 تعليقات