ادعمنا بالإعجاب

حسنة لا تضر معها كثرة السيئات

وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن  ترك المراء وإن كان محقا وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه. أخرجه أبو داؤد في كتاب الأدب .

   إن مما لا يسع المؤمن غض الطرف وطي الكشح عنه التخلق بحسن المعاملة والتحلي بالآداب في جل حياته على ظهرالأرض ،
فمهم أن يكون جميع أعماله وأقواله وعباداته ومعملاته مبنية على هذا الأساس ــ حسن الخلق والأدب ، وبه تترقى حياته درجات العز والكمال وبه ينال الفوز العظيم في المصير والمآل.
    ولا يخفى على أحد أن ما يجري في أيامنا هذه من الإضطرابات الإجتماعية، والانفقاقات الأسرية التي تضطرم داخل الأمة مسببة بفقدان هذا التخلق بحسن المعاملة والتحلي بالآداب، وإنا قد اطلعنا قبل أيام في الجرائد اليومية على ما جرى بأيدي بعض الطلاب في بعض المعاهد التعليمية من إطلاق النار على نحر صديقه الطالب القرين والقضاء على حياته لما جرى بينهما من خصومات يسيرة تافهة، فها هي الفرصة لأن نكون على  شعور ما بحقيقة أن التعليمات الحديثة الراهنة البعيدة من الإسلام وتعاليمه لا تمت بصلة إلى الثقافة الإنسانية حيث لا تمكن الطالب للوقوف على القيم الإنسانية والمبادئ الإجتماعية ولا تشعره بخطورة حسن الخلق وحسن المعاملة وما يلعب من دور عظيم في تكوين حياة الإنسان الاجتماعية وبسبب الإعراض عن العناية بهذا الأساس نفسه أصاب الأمة الحادثة ما أصابها من نقص القيمة الأخلاقية وعدم الاعتناء بالحقوق الإنسانية والمسؤوليات القومية.
     فمما يجب الإشارة اليه أن الشريعة الإسلامية قد اعتنت بهذا الأساس- الإتصاف بحسن الخلق والأدب- أشد العناية وأشارت إلى ما يؤدي من دور كبيرفي تكوين مجتمع حصين رصين، فما أجمل الديانة الإسلامية وما أحسن تعاليمها وإرشاداتها!.
     وقد حمد الله جل شأنه في قرآنه الكريم معاملة النبي صلى الله عليه وسلم  مع قومه بمكة وأشار إلى ما واجهه منهم بهذه الخليقة في قوله عز ذكره :ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك وأشاد به صلى الله عليه وسلم  بأنه لعلى خلق عظيم.
     فإن الشريعة قد صرحت بالآداب التى يجب التحلى بها على طلاب العلم ومعلمه، وعلى الولد والوالد وعلى الصغير والكبير والغني والفقير، وقد فرضت حقوقا على كل إنسان زوجا كان أو زوجة عالما كان أومتعلما طالبا كان أو أستاذا ضيفا كان أو مضيفا قريبا كان أو بعيدا والمؤمن يأثم بالتفريط في أداء حق من حقوق الناس عليه وقد عدت الشريعة معاملته الحسنة وخليقته الجيدة مع إخوانه وأصدقائه حتى أن يلقى أحدا منهم بوجه طلق صدقة يتصدق بها فيثاب بها في الآخرة .
     ونجد كثيرا من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم  التى تصرح بفضيلة التخلق بحسن الخلق والمعاملة وقال صلى الله عليه وسلم إن من خياركم أحسنكم أخلاقا وقال أيضا:ما شيئ أثقل في ميزان المؤمن يوم القيمة من خلق حسن وإن الله ليبغض الفاحش البذيئ وإنه صلى الله عليه وسلم  قد تكلف ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه.
     فعلينا معشر المؤمنين أن نتخلق بالخليقة الحسنة ونتحلى بجميع الآداب في الحياة فنفوز بمرضاة الله  تعالى في العجل والآجل قال أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه إن العبد ليبلغ بحسن خلقه أعلى درجة في الجنة وهو غير عابد ويبلغ بسوء خلقه أسفل درجة في جهنم وهو عابد، وأخيرا هيا بنا نصغي إلى قول التابعي الجليل يحيى بن معاذ :سوء الخلق سيئة لا تنفع معها كثرة الحسنات وحسن الخلق حسنة لا تضر معها كثرة السيئات.
                                                                                                      



مواضيع ذات صلة
أدبيات, الأشعار, الكتب, دراسات, مقالات, نداء الهند،،نداء الهند,

إرسال تعليق

0 تعليقات