بقلم: الشيخ الدكتور بلال بن إسماعيل الحلاق (الأمين العام لدار الفتوى - كاليفورنيا - امريكا)
مأخوذة من كتابه: مَعُوْنَةُ المُحَامِي عَمَّا حَوَتْ عَقِيدَةُ العَوَامِ
اسمُهُ ونَسَبُهُ:
هُوَ الشيخ السيد الشريف أحمدُ بنُ محمدِ بنِ السَّيِّدِ رمضانَ بنِ مَنْصُورٍ ابن السيّدِ مُحمَدِ شَمْسِ الدين بنِ السَّيِّدِ رَئِيسِ بنِ السَّيِّدِ زَينِ الدِّينِ بنِ نَاصِبِ الدِّينِ بنِ نَاصِرِ الدِّينِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ قاسِمِ بنِ مُحَمَّدِ بْنِ رَئِيسِ إِبْرَاهِيمَ ابن محَمَّدِ بنِ السَّيِّدِ مَرْزُوقٍ الكَفَافِي ابْنِ السَّيِّدِ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ المَحْضِ ابن الإمامِ حَسَنِ المُثَنَّى بن الإمامِ الحَسَنِ بنِ الإمام علي بن أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ، فَهُوَ مَنْسُوبٌ لِلحَسَنِ بنِ عَليّ رضيَ اللهُ عنهُما مِنْ جِهَةِ وَالِدِهِ، ويُنسَبُ للحُسَينِ بنِ عَلِيّ رَضِيَ اللهُ عنهُما مِنْ جِهَةِ أُمِّهِ، وَهُوَ مَالِكِيُّ المَذْهَبِ بَل كانَ مُفْتِي المالِكِيَّةِ بمكة المكرمة في زمانِهِ رحمه الله تعالى.
كُنْيَتُهُ وَلَقَبُهُ:
يُكْنَى الشَّيخُ أَحْمَدُ المَرْزُوقِيُّ بِأَبي الفَوْزِ، كَنَّاهُ بِه الشَّيخُ أَبُو الْإِقْبَالِ مُحَمَّدُ وَفَا. وأما لَقَبُهُ بِالمَرْزُوقِي فَهُوَ نِسْبَة إِلى جَدِّهِ العَارِفِ باللهِ مَرْزُوقِ الكَفَافِي دَفِينِ كفافة بلدة على شاطيء البحر الأحمر.
مَوْلِدُهُ وَسِيْرَتُهُ:
ولد الشيخ أحمد المرزوقي في بلدة سنباط في مصر سَنَةَ ألف ومائتين وخمسة للهجْرَةِ المباركة، وقرأ القراءاتِ العَشْرَ على كبار قُراءِ ذلك الوَقْتِ ثم رَحَلَ إِلَى مَكَّةَ المكرمَةِ فَعُيّنَ مُفْتِيًا للمَالِكيَّةِ بها بعد وفاة أخيه السَّيّد محمد سَنَةَ ١٦٢١هـ .
نَشِطَ المَرْزُوقِيُّ فِي تَدْرِيسِ تِلاوَةِ القُرءان الكريم والتفسير والعلوم الشرعية في المسجدِ الحَرَامِ عِندَ مَقامِ المالكيَّةِ، وَهيَ مَقصُورَةٌ بالجِهَةِ الْغَرْبِيَّةِ مِنَ الكَعْبَةِ المُشَرَفَةِ يُجْلَسُ فيها للإفْتَاءِ على مَذْهَبِ الإمامِ مَالِكِ دَاخِلَ الحرم المكي، وأزيل هذا في أيامنا، وكان يُقْرِئُ فيها كُتُبَ التَّفسير وغيرها إلى أنْ مَاتَ رحمه الله تعالى.
شُيُوخُهُ :
كانَ لَهُ شُيُوخٌ كَثِيرُونَ فِي مِصْرَ أَيامَ نَشْأَتِهِ، وَلَهُ مَشَايِخُ فِي مَكَّة المكرمةِ وَمِنْ أَشْهَرِهِم :
الشَّيْخُ الْقَارِئُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَدْوِيّ العُبَيْدِي، شَيْخُ قُرَّاءِ مِصْرَ فِي زَمَانِهِ، وَكَانَ الشَّيْخُ أَحْمَدُ الْمَرْزُوقِيُّ قَدْ تَلَقَّى عَلَيْهِ الْقِرَاءَاتِ والتلاوة.
الشَّيْخُ أَبُو الْأَنْوَار شَمْسُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْوَفَائِيُّ الْمَغْرِبِيُّ الْأَصْلِ الْمِصْرِيُّ الدَّارِ الْمَالِكِيُّ الْمَذْهَبِ، شَيْخُ السَّادَةِ الْوَفَائِيَّةِ بِمِصْرَ فِي وَقْتِهِ، الْمُتَوَفَّى سَنَةَ ١٢٢٨هـ
تَلَامِذَتُهُ:
كَانَ لِلشَّيْخِ أَحْمَدَ الْمَرْزُوقِي كَثِيرٌ مِنْ التَّلَامِذَةِ بَرَعُوا فِي الْعِلْمِ، وَانْتَشَرُوا فِي الْبِلَادِ، وَدَرَّسُوا فِي فُنُونٍ شَتَّى مِنْهَا : عُلِمُ الْقِرَاءَاتِ وَالنَّحْوِ وَالْفِقْهِ وَالْحَدِيثِ وَالسِّيرَةِ، وَمِنْ أَشْهَرِهِم:
الشَّيْخُ الْقَارِئُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الطَّاهِرِ الْمَرَّاكِشِيُّ دَفِينُ الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ الْمُتَوَفَّى سَنَةَ ١٢٨٧هـ.
الشَّيْخُ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الحُلْوَانِيُّ الْكَبِيرُ الشَّافِعِيُّ الرِّفَاعِي الْأَشْعَرِي الْمُتَوَفَّى سَنَةَ ١٣٠٧ هـ ، شَيْخُ قُرَّاءِ بِلَادِ الشَّامِ وَعَلَيْهِ مَدَارُ إِسْنَادِ أَهْلِهَا .
الشَّيْخُ الْقَارِئُ الْمُتَّقِنُ أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ دُهْمَانَ الشَّافِعِيُّ الدِّمَشْقِيُّ دَفِينُ دِمَشْقَ الْمُتَوَفَّى سَنَةَ ١٣٤٥هـ
الشَّيْخُ أَحْمَدُ زَيْنِي بْنُ أَحْمَدَ دَحْلانَ الْحُسْنَيُّ الْأَشْعَرِيُّ، إِمَامُ الْحَرَمَيْنِ وَمُفْتِي الشَّافِعِيَّةِ وَفَقِيهُهُمْ فِي عَصْرِهِ أَوَاخِرِ عَهْدِ الدَّوْلَةِ الْعُثْمَانِيَّةِ شُهِرَ رَحِمَهُ اللَّهُ بِفَضْحِهِ لِلْوَهَابِيَّةِ فِي كِتَابِ فِتْنَةِ الْوَهَّابِيَّة وَكِتَاب الدرر السنيَّةِ فِي الرَّدِ عَلَى الْوَهَّابِيَّة» تُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى سُنَّةَ ١٣٠٤ هـ فِي الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ وَدُفِنَ فِيهَا.
مُؤَلَّفَاتُهُ:
تَرَكَ الشَّيْخُ أَحْمَدُ الْمَرْزُوقِيُّ مُصَنَّفَاتٍ نَافِعَةً فِي عُلُومٍ مُتَعَدِّدَةٍ، وَقَدْ عُرِفَ مِنْهَا :
- عَقِيدَةُ الْعَوَامِ : وَهِي أُرْجُوزَةٌ نَافِعَةً فِي عِلْمِ الْعَقِيدَةِ تَتَأَلَّفُ مِنْ سَبْعَةٍ وَخَمْسِينَ بَيْتًا ، وَهِيَ هَذَا الْكِتَابُ الَّذِي نَحْنُ بِصَدَدِهِ، وَنَالَت قَبُولًا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، وَعُمِلَ لَهَا شُرُوحَاتٌ مُفِيدَةٌ مُطَوَّلَةٌ وَمُخْتَصَرَةٌ.
- تَحْصِيلُ نَيْلِ الْمَرَامِ بِشَرْحٍ عَقِيدَةِ الْعَوَامِ: وَهُوَ شَرْحٌ عَمِلَهُ الشَّيْخُ الْمَرْزُوقِيُّ عَلَى مَنْظُومَتِهِ عَقِيدَةِ الْعَوَامِ.
- بُلُوغُ الْمَرَامِ لِبَيَانِ مَوْلِدَ سَيِّدِ الْأَنَامِ: وَهُوَ شَرْحٌ عَلَى قِصَّةِ الْمَوْلِدِ النَّبَوِيِّ الشَّرِيفِ لِلشَّيْخِ أَحْمَدَ بْنِ قَاسِمِ الْمَالِكِي الشَّهِيرِ بِالْحَرِيرِيّ، طُبِعَ بِمَطْبَعَة بولاق الْأَمِيرِيَّةِ بِمِصْرَ سَنَةَ ١٢٨٦ و ۱۲۹۱ هـ.
- بَيَانُ الْأَصْلِ فِي لَفْظَةِ بَافَضْل : وَهِيَ رِسَالَةٌ أَلَّفَهَا لِبَيَانِ مَا يَتَعَلَّقُ بِلَفْظَة بَا فَضْل.
- تَسْهِيلُ الْأَذْهَانِ عَلَى مَتْنِ تَقْوِيمِ اللِّسَانِ: وَهُوَ شَرْحٌ عَلَى مَتْنِ تَقْوِيمِ اللِّسَانِ فِي النَّحْوِ لِلْخَوَارِزْمِيِّ الْبَقَالِي.
- الْفَوَائِدُ المَرْزُوقِيَّةُ فِي شَرْحِ الْآجُرُّومِيَّةِ: وَهُوَ شَرْحٌ وَضَعَهُ عَلَى مَتْنِ الْأَجْرُومِيَّةِ فِي النَّحْوِ لِإِمَامِ ابْنِ اجْرُّوم.
- مَنْظُومَةً فِي عِلْمِ الْفَلَكِ : شَرَحَها أَخُوهُ السَّيِّدُ مُحَمَّدُ مُفْتِي الْمَالِكِيَّة بِمَكَّةَ قَبْلَ تَعْيِينِ السَّيِّدِ أَحْمَدَ.
- مَنْظُومَة فِي عِصْمَةِ الْأَنْبِيَاءِ : وَقَدْ ذَكَرْت بَعْضُ الْمَصَادِرِ أَنَّهَا طبعَتْ وَفَرَغَ السَّيِّدُ أَحْمَدُ مِنْ نَظَمَهَا سَنَة ١٢٥٨هـ.
وَفَاتُهُ:
اخْتَلَفَتِ الْمَصَادِرُ فِي تَارِيخ وَفَاةِ السَّيِّدِ أَحْمَدَ الْمَرْزُوقِيِّ، فَذَهَبَ جَمَاعَةٌ إِلَى أَنَّهُ كَانَ حَيًّا فِي سَنَةٍ ۱۲۸۱ هـ ، وَذَهَبَ صَاحِبُ مُخْتَصَرِ نَشْرِ النُّورِ وَالزَّهْرِ عَلَى أَنَّ السَّيِّدَ أَحْمَدَ الْمَرْزُوقِيَّ تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ ١٢٦٢هـ وَأَنَّهُ دُفِنَ بِمَكَّة بِمَقْبَرَةِ الْمُعَلَّاةِ رَحَمَاتُ اللَّهُ عَلَيْهِ وَرِضْوانُهُ.
0 تعليقات
أكتُبْ تعليقا