ادعمنا بالإعجاب

ترجمة اِمْرؤ القَيس حُنْدُجُ بْنُ حُجْرِ بْنِ الحَارِثِ الكِنْدِيُّ: شاعر المعلقة

بقلم: الباحثة سوميا ذوالكفل

جزء من رسالة "مناسبة شخصية امرؤ القيس بأشعاره" ( بدراسة أدبية سيكولوجية لسجمند فرود ) للباحثة.

وهو أشهر من سمي بهذا .. فسواه ومن الشعراء كثير ممن حمل اسم امرئ القيس، لكنهم حملوا إلي جانب ذلك كنى أخرى أو أضيفت إلى لقبهم تعريفات..

وامرؤ القيس هو جندج وقيل جندح وقيل مليكة وأبوه هو حجر بن الحارث بن عمرو بن حجر الملقب بأكل المرار بن معاوية بن ثور.

وثور هذا هو كندة، رأس القبيلة التي أسست مملكة في نجد فبسطت نفوذها علي أسد ووائل والحيرة .. وأم امرئ القيس هي فاطمة بنت ربيعة أخت كليب الذي قتل، والمهلهل الذي أول من هلهل باالشعر والذي بكى أخاه كليبا دما.. إضافة إلى لقبه امرئ القيس فان الشاعر يكنى بأبي وهب بأبي الحرث وبأبي زيد، لكن كنية امرئ القيس غلبت عليه. وقيل إن القيس تعني الشدة وقد تعني غاية الجمال حتى الناس يقيسون به، ولقب امرؤ القيس بذي القروح لأن قروحاً ألمت به بعد أن عاد من زيارته لقيصر الروم الذي أعطاه دروعا مسمومة ما إن لبسها حتى تقرح جلده.

ولد امرئ القيس حسب تقديرات الباحثين القدامى والمحدثين حوالي عام ٥٠٠م في نجد ونسأ في قبيلته كندة وهي أُسرة ملوك شأنها في ذلك شأن الغساسنة أو المناذرة.. وكان والده حجر بن الحارث ملكا علي بني أسد، لكنه لم يحسن سياستهم، بل راح يرهقهم يجمع الأتاوات منهم ويتعسف بهم، حتى إذا خلعه أنو شروان، ثاروا عليه وقتلوه غيلة وكان حجر بن الحارث الملك ووالد امرئ القيس قد خلع ابنه بعد أن أعياه أمره. فهام الشاعر على وجهه مع رهط من أتباعه، يعيشون حياة الصعلكة والمجون، لا يقر لهم قرار ولا تؤويهم دار .. يقطعون الصحراء طولا وعرضا حتى إذ وقعوا على ماء ، أقاموا عليه، يصطادون وينحرون ويشتوون ويأكلون ويشربون الخمرة .. لا يفكرون بأمر ولا بغد.

كان امرئ القيس في بلاد اليمن سادراً في غية حين بلغة مصرع أبيه حجر بن الحارث، فقال قولته المشهورة التي ذهبت مثلاً اليوم خمر وغداً أمر .

ثم جزع جزعاً شديداً، وجعل يضرب بين القبائل ، ليجمع الأحلاف لقتال بني أشد انتقلماً لأبه الذي " ضيعه وهو صغيرا وحمله دمه وهو كبير ".

واستطاع أن يجمع من القوم ما مكنه من قتال بني أسد ، فنال منهم وأجلاهم عن مواضع كثيرة ، إلا أن المنذر بن ماء السماء ملك الحيرة نهى عنه القبائل ومنعهم من نسرته، وهدد من تحالف معه.

هنا وجد الشاعر نفسه وحيدا، أضاع ملكا، وصار مطلوباً لرأسه من قبل منذر بن ماء السماء، فقرر أن يتجه شمالاً الى الروم علّهم ينصرونه بعد أن خذلة العرب، فأودع دروعه لدى الشاعر المعروف الشموال بن عادياء. ويمم إلى يوستينانيوس قيصر الروم . . وقيل إن القيصر أكرم وفادته ومده بجيش، وقيل إنه أهداه حلة أو درعا مسمومة قرّحت جسده وأودت به .. فتوفي وهو في طريق عودته من بلاد الوم.

هذه لمحة خطفة عن حياة شاعر عاش حياته بكل أبعادها .. لم يسكل ولم يتبلد.. حتى إذ جد الجد شمر عن ساعده، لم تقع الراية من يده حتى بعد أن تفرق عنه الأهل والأصحاب والعشيرة وكل العرب. ثم مات سنة ٥٤٠ م وقيل ٥٦٠ م، تاركا وراءه تراثا شعريا مايزال يتردد ذكره في الآفاق الى ساعتنا هذه عبر عشرات القرون وسيظل، لأنه كان شاعراً يعكس تجربة حيّه، غير متكلفة ولا مصنوعة.

إن امرؤ القيس هو أول من نظم الشعر عند العرب، وقد أجمع سائر النقاد القدامى على أنه أول من " وقف واستوقف وبكى واستبكى وقيد الاوابد ". وعدوة على رأس الطبقة الاولى من الشعراء أي على رأس الشعراء جميعا، وهو الذي قال فيه الفرزدق وهو يجيب شاعراً صغيراً مبتدئا كان قد عرض شعره عليه( كان الشعر جملاً بازلاً عظيما فنحر فجاء امرؤ القيس فأخذ رأسه، وعمر بن كلثوم سنامه وزهير كاهله، والأعشى والنابغة فخذيه، وطرفة ولبيد كركرته، ولم يبق الا الذراع والبطن فتوزعناهما بيننا ) .

اشتهر امرؤ القيس بمعلقاته التي هي أنفس المعلقات، تربو أبياتها على السبعين بيتا. وتتنوع أغراضها بين بكاء الأطلال والغزال الرقيق والعبث الماجن الفاجر وهو الغالب على الأغراض الأخرى . ( عون الروضان، ٣٠:٢٠٠١-٣٥)

 نشأته وحياته

تتردد في كتب الأدب أسماء مختلفة لامرئ القيس، فيسمى حندجا وعديا وملكية، ويكنى بأبى وهب وأبي زيد وأبى الحارث ويلقب بذى القروح والملك الضليل، وأشهر ألقابه امرؤ القيس من أصنامهم في الجاهلية كانو يعبدونه وينتسبون إليه. وأبوه حجر بن الحارث كما مربنا. أما أمه ففاطمة بنت ربيعة أخت كليب ومهلهل التغلبين ووهم بعض الرواة في نسبه، فقالوا إنه امرؤ القيس بن عمرو الكندى، وإن أمه تملك بنت عمرو بن زبيد بن مذحج من رهط عمرو بن معد يكرب. وهو خلط أوقعهم فيه تشابه اسمه مع اسم هذا شاعر، وكان في الجاهلية ستة عشر شاعرا كلهم يتسمى باسم امرئ القيس. ولا نعرف سنة مولده، ويظن أنه ولد في أوائل القرن السادس للميلاد بين أيدينا أي شئ واضح عن نشأته وكيف أمضى أيامه الأولى في شبابه إلا أخبارا تغلب عليها الأسطورة من ذلك مارواه هشام الكلبي إذ يزعم أن أباه حجرا طرده والى (أقسم أن لا يقيم معه أنفقه من قوله الشعر، وكانت الملوك تأنف من ذلك، فكان يسير في أحياء العرب ومعه أخلاط من شذاذ القبائل : من طي وكلب وبكر ابن وائل؛ فإذا صادف غديرا أو روضة أو مضع صيد أقام فذبح لمن معه في كل يوم وخرج إلى الصيد، فتصيد ثم عاد، فأكل وأكلوا معه،وشرب الحمر، وسقاهم، وغنته قيانه ( شوقي ضيف، ١٩٦٠: ٣٣٦).

الأحوال الإجتماعية

أما امرؤ القيس هو رجل من كندة. وأنها قبيلة من قحطان. وهم يختلفون بعض الإختلاف في نسبها وتفسير اسمها وفي أخبار سادتها، ولكنهم على كل حال يتفقون على أنها قبيلة يمانية، وعلى أن امرأ القيس منها . ( حسين، ١٩٥:١١١٩)

ونشأ أمرئ القيس في قبائل عدنان، وكان أبوه ملكا على بني أسد، وكانت أمه من بني تغلب، وكان مهلهل خاله، فليس غريبا أن يضتطع لغة عدنان ويعدل عن لغة اليمن . ( حسین، ۲۰۲:۱۱۱۹)

الأحوال الثقافة

منذ صغير امرئ القيس يعيش في ناجد في الأسرة الشريفة الذي يحب أن يتمتع بدون حساب. أما العادة هذا شعراء هو يلعب الحب سكران، ويتناس واجبته كالولد الملك الذي لابد أن محاسبة وتدريب ليزعم قومه. ( 4,1983:44 Muhdar)

 الأحوال الدينية

نلاحظ أن الكثرة من هذه الأساطير والأحاديث لم تشع بين الناس إلا في عصر متأخر، في عصر الرواة المدونين والصاصين، فأكبر الظن إذن أنها نشأت في هذا العصر.

و لم تورث عن العصر الجاهلي حقا. ويمكن أن الذي أنشأ هذه القصة ونمامها إنما هو هذا المكان الذي اتلته قبيلة كندة في الحياة الإسلامية منذ تمت للنبي السيطرة على البلاد العربية إلى أواخر القرن الأول للهجرة. يمكن أن أسرة كهذه الأسرة الكندية تنزل هذه المنزلة في الحياة الإسلامية، وتؤثر هذه الآثار في تاريخ المسلمين. (شوقي ضيف، دون سنة: ١٩٦-١٩٨)

مواضيع ذات صلة
تراجم العلماء, دراسات أدبية,

إرسال تعليق

0 تعليقات