الهمزية النبوية من الشوقيات لأحمد شوقي
قصيدة في مدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع حواشي تفسيرية
تُعدّ قصيدة الهمزية النبوية من أبرز أعمال أحمد شوقي في الشوقيات، حيث يمدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأسلوب شعري راقٍ. تحتوي القصيدة على 48 بيتًا مع حواشي تفسيرية للمفردات والمعاني. تعرف على المزيد عن أحمد شوقي.
الباب الأول: لقد استهل الشاعر الحديث عن مولد الرسول (ص) في الباب الأول ببيت رائع، ضمن واحد وعشرين بيتًا من القصيدة | ||
١. | وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ | وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ[1][1] |
٢. | الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ | لِـلـديـنِ وَالـدُنـيـا بِهِ بُشَراءُ[2][2] |
٣. | وَالـعَـرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي | وَالـمُـنـتَـهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ[3][3] |
٤. | وَحَـديـقَـةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا | بِـالـتُـرجُـمـانِ شَـذِيَّةٌ غَنّاءُ[4][4] |
الباب الثاني: يستهل شوقي الحديث عن أخلاق الرسول (ص) بذكر حادثة الاستسقاء، مبرزًا كرامته وأخلاقه العظيمة | ||
٢٢. | نِـعـمَ الـيَـتيمُ بَدَت مَخايِلُ فَضلِهِ | وَالـيُـتـمُ رِزقٌ بَـعـضُهُ وَذَكاءُ[22][22] |
٢٣. | فـي الـمَهدِ يُستَسقى الحَيا بِرَجائِهِ | وَبِـقَـصـدِهِ تُـسـتَـدفَعُ البَأساءُ[23][23] |
٢٤. | بِسِوى الأَمانَةِ في الصِبا وَالصِدقِ لَم | يَـعـرِفـهُ أَهـلُ الصِدقِ وَالأُمَناءُ[24][24] |
الحواشي التفسيرية
[1]
المفردات:
الهدى: المقصود الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
فالكائنات: المخلوقات.
ضياء: أي إن نور المصطفى انعكس على الكون والكائنات.
وفم الزمان: صارت الدنيا بأسرها تبسماً وثناءً.
ثناء: مدح.
الشرح: يشير الشاعر لميلاد سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، حيث انتشر الضوء في كل الكائنات وكان الزمان سعيداً باستقبال هذا الميلاد والتاريخ الذي حفر بذاكرة الزمن.
[2]
المفردات:
الروح: جبريل عليه السلام.
والملأ الملائك: ملائكة الرحمن.
الشرح: ولد المصطفى عليه الصلاة والسلام، فالملائكة تحتفي به، وفي مقدمتهم جبريل عليه السلام، وقد كان ميلاد الرسول الكريم يحمل البشرى والسعادة للدنيا بأسرها بهذا الدين الذي أتى به.
[3]
المفردات:
الصورة الفنية: صوّر العرش والجنة والسدرة بأشخاص يحتفلون بمولد النبي عليه السلام.
يزهو: يفتخر بميلاد الرسول عليه السلام.
الحظيرة: الجنة.
تزدهي: تشرق.
المنتهى والسدرة: جنة الخلد.
العصماء: الخالية من العيوب.
الشرح: يفتخر عرش الرحمن بميلاد الرسول محمد عليه السلام، وكذلك جنة الخلد بما سيأتي إليها من المؤمنين المهتدين على يديه عليه السلام.الصورة الفنية: صوّر العرش والجنة والسدرة بأشخاص يحتفلون بمولد النبي عليه السلام.
[4]
المفردات:
الربا: جمع ربوة، وهي ما ارتفع من الأرض ولكن دون الجبل.
شذية: عطرة.
غناء: عشبها كثيف ملتف لأن الريح تمر بها غير صافية الصوت وكأن بها غنة.
الشرح: حديقة الفُرقان (القرآن) تبتسم بضحكاتها وتغني بجمالها بفضل الترجمان (ج: جبريل) الذي ينقل الوحي.
[22]
المفردات:
مخايل: جمع مخيلة؛ وهي السحابة تحسبها ممطرة.
مخايل فضله: سحائب فضله؛ أي ما يفيض بالخير من فضله.
الشرح: نعم اليتيم الذي أظهر فضله منذ صغره، واليتم كان رزقاً وذكاءً له. وهذا البيت وإن صح شطره الثاني في كثير من الأحوال إلا أني لا أكاد أقبله، والسبب هو أن اليتم، الذي يتحدث عنه الشاعر ليست له صلة بشخصية الرسول (ص)، فقد أدبه ربه فأحسن تأديبه، وهيأه لتلقي الرسالة التي أنقذت البشرية من الشرك والظلم والطغيان، وكونه (ص) يتيمًا فذلك من مقتضيات الرسالة، فقد روي أن رجلًا من أهل الكتاب هو بحيرا رأى الرسول (ص) صبيًّا، فعرفه مما روي عندهم في التوراة، فسأل عن أبيه فقيل له هو ابن عبد المطلب، فقال لا إن هذا الطفل لا بدّ أن يكون يتيمًا، إلى آخر القصة.
[23]
المفردات:
الإشارة: وإلى هذا أشار أبو طالب حين قال:
وأبيضَ يُستسقى الغَمَام بوجهه
ثِـمالُ اليتامى عِصْمَةٌ للأرامل
استسقى: طلب السقي.
الحيا: المطر.
البأساء: شظف العيش.
الشرح: في المهد كان يُطلب المطر برجائه، وبقصده تُدفع المصائب.الإشارة: وإلى هذا أشار أبو طالب حين قال:
وأبيضَ يُستسقى الغَمَام بوجهه
ثِـمالُ اليتامى عِصْمَةٌ للأرامل
[24]
الشرح: يشير الشاعر في هذا البيت إلى أن محمدًا (ص) كان معروفًا في صباه بالصادق الأمين، وقد ورد هذا في الكتب الصحاح، أنّه وعلى الرغم من أنّه خلق يتيم إلّا أنّه تحلى بمكارم الأخلاق والخصال الحسنة، فقد أكرمه الله عز وجل بأخلاق فاضلة وخصال حميدة يتمنى أن يتحلى بها كل البشر ولا سيما الشخصيات العظيمة الشأن.
×
تفسير الحاشية
0 تعليقات
أكتُبْ تعليقا