حوليات الآداب والعلوم الاجتماعية
مجلس النرش العلمي - جامعة الكويت
الحولية 45 - الرسالة 658
عدد 2 - 1446 هـ / 2024 م
محمد نصر عبد الرحمن جاد
كلية الآداب - جامعة عين شمس
8 - 1560 :ISSN
مقدمة
أقامت السلطنات الإسلامية في الهند شبكة علاقات دبلوماسية واسعة المجال مع كثير من القوى السياسية المعاصرة لها، سواء في العالم الإسلامي أو العوالم الأخرى. وكانت سلطنة المماليك في مصر من أهم مناطق العالم الإسلامي التي ارتبط بها الهنود بعلاقات دبلوماسية مميزة.
وهناك بعض الدراسات السابقة التي تناولت موضوعات قريبة من موضوع هذه الدراسة مثل دراسة إيناس سرور : العلاقات السياسية والحضارية بين مصر والهند في العصر المملوكي رسالة ماجستير كلية الآداب - جامعة الإسكندرية، 2004م)، والدراسة على جودتها لكنها لم ترجع إلى بعض المصادر المملوكية والهندية المهمة، كما لم تتناول جميع ما يتعلق بالسلطنات الهندية.
وهناك دراسة ياسر المشهداني : العلاقات المصرية الهندية في العصر المملوكي دراسة في الجوانب السياسية والحضارية (القاهرة 2015م)، وهي في الأصل أطروحة الدكتوراه الخاصة به والدراسة على أهميتها إلا أنها لم ترجع إلى العديد من المصادر المملوكية والهندية التي لم تكن متاحة للباحث وقت إعداد رسالته، إلى جانب أنها لم تتعرض لجميع السلطنات الموجودة بالهند.
وسوف تتناول هذه الدراسة العلاقات الدبلوماسية بين السلطنات الإسلامية في الهند وسلطنة المماليك في مصر؛ إذ تستعرض في البداية خلفية تاريخية مختصرة عن الأوضاع السياسية في كل سلطنة ، ثم طبيعة العلاقات بينها وبين المماليك من ناحية، وعلاقتها بالخلافة العباسية في مصر من ناحية أخرى.
والمنهج الذي سوف تتبعه هذه الورقة البحثية هو المنهج الاستقرائي، الذي يستنطق المصادر المملوكية، ويحلل نظرتها لطبيعة العلاقات بين المماليك وهذه الكيانات السياسية، مع مقارنة نظرة المصادر الهندية لتلك العلاقات. وستركز هذه الورقة على أهم النصوص التاريخية التي وردت في المصادر المملوكية والهندية المتعلقة بهذه الكيانات السياسية الهندية، وطبيعة علاقتها بالمماليك في مصر، ومدى موضوعية هذه المصادر في رصدها لهذه العلاقات وطبيعتها.
ويتوقع من هذه الورقة البحثية رصد أهم النصوص التاريخية العربية التي تناولت هذه العلاقات، وتحليل هذه النصوص، ومقارنتها بنصوص أخرى مثل النصوص الفارسية في المصادر الهندية، وتقديم صورة وافية عما قدمته المدرسة التاريخية المملوكية في هذا الصدد.
أولاً : نبذة تاريخية عن السلطنات الإسلامية في الهند
(1) سلطنة دهلي (602-93هـ / 1206-1526م)
كانت سلطنة دهلي من أهم الكيانات السياسية في الهند التي ارتبط بها المماليك في مصر؛ وكانت المصادر المملوكية تشير إليها في الغالب نسبة إلى حاضرتها؛ فقد ذكرها (ابن قاضي شهبة 1994م باسم (دلي)، وذكرها كل من (المقريزي، 1997م)، و (مجهول، 1919م) باسم (دله)، في حين ذكرها كل من المقريزي، 1418هـ)، و(ابن حجر العسقلاني 1972م) باسم (دهلي)، وعلى الجانب الآخر هناك من ذكرها بجميع هذه المسميات في الوقت نفسه مثل (العمري، 1422هـ) ، و(القلقشندي، 1915م). وقد امتدت فترة حكم هذه السلطنة نحو ثلاثة قرون ونصف، سيطرت خلالها على معظم شبه القارة الهندية، وقد حكمت سلطنة دهلي خلال تلك الفترة خمس سلالات حاكمة هي:
المماليك (602-686هـ/1206–1287م):
كانت بداية السلالة الأولى من حكام السلطنة وهم المماليك عام 602هـ / 1206م بعد موت آخر سلاطين الدولة الغورية السلطان شهاب الدين محمد بن سام الغوري (599-558هـ/1162-1206م من دون وريث (بداوني، 1379هـ)، (الحسيني، 1999م)، فخلفه قائده قطب الدين أيبك (602-607هـ / 1206-1210م)، الذي كان مملوكاً ثم أعتق وترقى حتى صار أحد قادة الجيش الغوري، ثم تولى حكم سلطنة دهلي واضعاً أسس حكم سلالة المماليك الهندية. ولم يستمر أيبك طويلاً في الحكم، فسرعان ما سقط صريعاً من فوق جواده ودق عنقه وهو يمارس هوايته الأثيرة مع كرة البولو عام 607هـ / 1212م (عصامي، 1948م)، (سرهندي، 1931م)، (,Habibullah 1961). ولم يترك السلطان أيبك وريثاً لعرشه سوى ابنه الوحيد آرام شاه، لكنه لم يستمر في الحكم سوى بضعة أشهر لعدم كفاءته فاتسم عهده بالاضطرابات والقلاقل مما دفع إلتتمش (608 - 633هـ / 1212-1235م) الذي كان هو الآخر مملوكاً لدى قطب الدين أيبك - إلى انتزاع الحكم سنة 608هـ / 1212م (الهروي، ج1، 1995م)، (فرشته، ج1، 1388هـ).
وقد واجه إلتتمش صعوبات بالغة في تثبيت حكمه؛ تمثلت في منافسة رفاقه من رجال أيبك، إلى جانب منافسة أمراء البنغال واستمر الحكم في أسرته حتى عام 664هـ/1266م ،عصامي (1948)، (العوفي، ج1، (1903)، (1907 ,Bartold)، (1936 ,Ahmed)، وعقب وفاته سنة 633هـ / 1235م اعتلت العرش ابنته رضية (637-634هـ / 1237-1240م)، واستمرت تحكم لثلاث سنوات بين مؤيد ومعارض لحكم النساء حتى قُتلت، وخلفها أخوها السلطان معز الدين بهرام شاه (637- 639هـ /1240-1242م) (1998 ,Lane pool, 1916), (Jackson) (الجوزجاني، 2013)، والذي سلك مسلكاً عنيفاً مع الأمراء والنبلاء فخلعوه وألقوا به في السجن، وجاء خلفاً له السلطان علاء الدين مسعود شاه (640-644هـ / 1242-1246م، لكن ما لبث أن قُتل، وجاء إلى السلطنة أصغر أبناء التتمش وهو الأخ الأصغر للسلطانة رضية السلطان ناصر الدین محمود شاه (644-664هـ/ 1246-1266م)، وكان يتصف بالتعفف والأخلاق القويمة والزهد، وعقب حكم طويل استمر ما يقرب من عشرين عاماً توفي سنة 664هـ / 1266م ،(برني، 1862م)، (بداوني، 1379هـ).
تولى عرش السلطنة بعد ذلك غياث الدين بلبن (664-685هـ/1266 -1287م)، وكان حاكماً قوياً شرساً ازداد في عهده نفوذ دهلي وقويت شوكة السلطنة (عصامي، 1948م) (1982 ,Nizami, 1962) (Joshi)، لكن وفاته عجلت بنهاية هذه السلالة بعد مقتل آخر سلاطينها كيقباد (686-689هـ/1287 1290م) عام 689هـ / 1290م وانتقال الأمر للخلجيين (سرهندي، 1931م)، (Jackson, 1990) ،(Kumar, 1994) .
الخلجيون (689-720هـ/1290-1320م):
بدأ حكم الخلجيين للسلطنة باعتلاء جلال الدين فيروز شاه (689-695هـ/ 1296-1290م) عرش السلطنة عام 689هـ / 1290م ، وكان الأخير أحد قادة الجيش في عصر كيقباد، ثم استغل الصراع الذي نشب على عرش السلطنة بعد وفاته واستولى على الحكم (بداوني، 1379هـ)، (Lal1950)، ولم يستمر حكم السلطان جلال الدين طويلاً؛ فقد انقلب عليه ابن أخيه الأمير علاء الدين خلجي واغتاله سنة 695هـ / 1295م واعتلى العرش بدلاً منه وخلال عهد علاء الدين اتسعت مساحة السلطنة في الهند (برني، 1862م)، سرهندي، 1931م)، (فوزي، 2002)، (1981 ,Habib). وخلفه ابنه قطب الدين مبارك شاه (716-720هـ/1316-1320م) قبل أن يقتل الأخير على يد وزيره خسرو شاه لينتهي حكم هذه الأسرة عام 1321/720م (أمير خسرو، 1933)، (بداوني، 1379هـ)، (1944 ,Lal).
آل تغلق (721-816 هـ / 1321-1414م):
أما عن السلالة الثالثة من سلاطين دهلي؛ فكانت بداية حكم آل تغلق للهند عام 720هـ / 1320م، حين ارتقى عرش دهلي غياث الدين تغلق (720-725هـ / 1320- 1325م). وكان غياث الدين جندياً بسيطاً لدى السلطان علاء الدين خلجي واستطاع أن يرتقي إلى مرتبة القيادة (أمير خسرو 1933) ، (عصامي، 1948م). وكانت الأمور قد اضطربت في نهاية عصر هذه الأسرة بعد مقتل مبارك شاه على يد خسرو واعتلاء هذا الأخير عرش السلطنة. وكان خسرو من أصل هندي فحاول إحياء التقاليد الهندية وأبدى استهتاره بالإسلام. وقد أثار ذلك مشاعر المسلمين في السلطنة فاستنجدوا بغياث الدين الذي سرعان ما لبى نداءهم ونجح في أن يلحق الهزيمة بخسرو واعتلى عرش سلطنة دهلي وبذلك بدأ حكم أسرة آل تغلق. وقد حكم غياث الدين نحو خمس سنوات قبل أن يخلفه في الحكم ابنه محمد ابن بطوطة، ج3، 1993)، (سرهندي، 1931م)، (برني، 1862م)، (1966 ,Banerji, 1942) ،(Jauhri).
وخلال عهد محمد بن تغلق 25-752هـ/ 1325-1351م) وصلت سلطنة دهلي إلى أقصى اتساع لها ، وامتد سلطانه ليشمل عدداً كبيراً من أقاليم الهند لم يتوافر لأي سلطان قبله في تاريخ الهند (برني، 1862م)، (Wolseley, 1922) ،(Husain (1972). ثم تُوفي محمد تغلق في أثناء إحدى حملاته العسكرية، ولم يكن له ولد فعهد بالملك من بعده إلى ابن عمه فيروز شاه. وكانت بعض أقاليم الهند قد استغلت وفاة محمد بن تغلق واستقلت عن حكم السلطنة، فحاول فيروز شاه (752-790هـ/1351 -1388م) استعادة هذه الأقاليم لكنه لم يتمكن من استردادها جميعها؛ نظراً لانصرافه عن الأعمال العسكرية واهتمامه بالمشروعات العمرانية في سلطنته (مؤلف مجهول، 1973)، (عفیف، 1890)، (فيروز شاه، (1954)، (1949 ,Riazul).
وفى سنة 790هـ / 1388م تُوفي فيروز شاه وكان قد عهد بالملك إلى حفيده ويدعى غياث الدين، لكن الأخير كان صغيراً عديم الخبرة، فانصرف عن شؤون الحكم إلى اللهو واللعب، وعامل الأمراء وكبراء السلطنة معاملة سيئة فثاروا عليه وقتلوه، ووقع بعد ذلك خلاف وصراع على الحكم بين محمد تغلق الثاني وابن عمه أبي بكر. وانتهى الصراع بجلوس محمد تغلق الثاني على العرش عام 793هـ / 1390م، وبعد جلوسه بدأ يطارد ابن عمه أبي بكر والأمراء الآخرين الثائرين عليه. لكن محمد تغلق الثاني لم يعمر كثيراً في الحكم إذ سرعان ما قضى نحبه عام 795هـ/1392م؛ وارتقى العرش من بعده ابنه همايون شاه ولكنه توفي بعد أيام قليلة فخلفه أخوه ناصر الدين محمود تغلق (801-816هـ / 1399-1414م). وخلال عهد الأخير تنافس أمراء الدولة ورجالها فيما بينهم على السلطة ومظاهر النفوذ وأدى ذلك إلى استقلال كثير من الإمارات والحصون عن السلطنة. ثم سرعان ما قدر لهذه الأسرة أن تشهد نهايتها على يد المغول؛ حين زحف تيمورلنك على الهند في حملة كبيرة، وترتب على هذه الحملة فوضى عارمة ضربت أرجاء السلطنة، وأدت في النهاية إلى انهيار حكم آل تغلق عام 816هـ / 1414م (برني، 1862م)، (سرهندي، 1931م)، (الساداتي، 1957)، (Banerjee, 1941) .
السادات (817-855هـ / 1414-1451م):
خرجت سلطنة دهلي من فترة حكم آل تغلق وهي تعاني التفكك والضعف؛ بعد أن فقدت الكثير من ممتلكاتها في الهند، وقامت على أنقاضها عديد من السلطنات الإسلامية التي باتت تنافس سلطانها، ومما زاد الطين بلة عودة الإمارات الهندوسية إلى المستقلة الظهور على الساحة مرة أخرى، مما مثل تحدياً كبيراً لبقاء السلطنة ذاتها.
وفي ظل هذه الأوضاع بدأ حكم سلالة السادات، وتنسب هذه السلالة إلى أسرة خضر خان (817-824هـ / 1414-1421م) حاكم منطقة مُلتان التي تقع في الشمال الغربي للهند (القزويني، (دت) ، (ابن بطوطة، ج2، 1993، ويستند لقبهم (السادة أو السادات) إلى التحدر من سلالة النبي صلى الله عليه وسلم (سرهندي، 1931م)، (فرشته، ج1، 1388هـ)، (جاكسون، 2003م). وقد استغل خضر خان تدهور الأوضاع في سلطنة دهلي وقام بمهاجمة الحاضرة دهلي واستولى على حكم السلطنة عام 817هـ / 1414م، مؤسساً بذلك بداية حكم السادات. ولم يتخذ خضر خان لقب سلطان على غير عادة مَنْ سبقه في حكم السلطنة، بل اتخذ لقب (الرايا العليا) وأعلن تبعيته للمغول؛ وعندما دخل تيمورلنك الهند تقرب إليه خضر خان، فنصبه تيمورلنك نائباً له، وقد حافظ خضر خان على ولائه لتيمورلنك حتى بعد وفاته من خلال الخراج الذي كان يؤديه لابنه لشاه رخ (807-850هـ/1405-1447م) (ابن تغري بردي، ج6، 2013)، ابن شاهين الظاهري، ج5، 2002)، سرهندي، 1931م)، (الهروي، ج1، 1995م)، (1986 ,Roemer).
وبعد موت خضر خان خلفه في الحكم ابنه مبارك شاه 824-837هـ/1421- 1434م)، وقد واجه مبارك كثيراً من التحديات من أجل المحافظة على بقاء السلطنة ونجح في ذلك، كما سار على درب أبيه في إعلان ولائه للمغول وشاه رخ (سرهندي، 1931م)، (الهروي، ج1، 1995م)، (2016 Ahmed). ولم يترك مبارك شاه عند وفاته ولياً للعهد سوى ابن أخيه محمد شاه بن فرید خان (837-849هـ / 1434- 1445م)، وكان مبارك شاه قد عده بمنزلة ابنه فتولى الحكم من بعده، وخلال عهده واجه الكثير من الهجمات من السلطنات الإسلامية المجاورة له والطامعة في السلطنة، ولم تعد سلطنة دهلي تضم أكثر من المناطق المحيطة مباشرة بالعاصمة نفسها. وسار محمد شاه هو الآخر على سنة أسلافه في الاعتراف بتبعيته لشاه رخ (بداوني، 1379هـ)، (فرشته، ج1، 1388هـ) (جاكسون، 2003).
وبعد وفاة محمد شاه خلفه في الحكم ابنه علاء الدین شاه (849-855هـ/1445- (1452م المشهور بلقب شاه عالم أو علاء الدين علم شاه. وكان علاء الدين ضعيف الشخصية منشغلاً باللهو، وقد زين له بعض رجال حاشيته التخلص من وزيره حميد خان (بداوني، 1379هـ) ، (بداوني، 1379هـ)، فسارع الأخير إلى الاستنجاد بحاكم لاهور الزعيم اللودهي بهلول لودي، وكان الأخير قد طمع في غزو دهلي بعد أن سيطر على منطقة البنجاب الشمالية، مستغلاً ضعف حاكمها لكنه فشل في ذلك، فسارع باستغلال هذه الفرصة بعد أن سهل له الوزير دخول العاصمة واستولى على حكم السلطنة وعزل علاء الدين شاه عن العرش (الهروي، ج1، 1995م)، (أحمد یادگار، 1939)، (الساداتي، 1957).
اللودهيون (854-932هـ/1451-1526م):
شهد النصف الأول من القرن التاسع الهجري / الخامس عشر الميلادي صعود الأفغان في سلطنة دهلي عسكرياً وسياسياً، وكان خضر خان قد اجتذب العديد من أمراء الحرب الأفغان ذوي الأتباع الكثر ، وخلال أربعينيات هذا القرن بات الأفغان أساس سلطة السادات، وكان على رأس هؤلاء بهلول خان لودهي (854-893هـ/1451- 1489م)، الذي ينحدر من قبيلة لودهي الأفغانية والذي نجح بمن معه من هؤلاء الأفغان في إخضاع منطقة البنجاب لنفوذه، وصار أقوى نبيل في السلطنة قبل أن يعلن نفسه سلطاناً عليها عام 854هـ / 1451م (جاكسون، 2003)، (وينك، 2012).
وقد بدأ بهلول حكم السلطنة بمحاولة التخلص من الوزير حميد خان الذي سبق وأن ساعده في الاستيلاء على السلطنة، وتمكن باستعمال الحيلة من التخلص منه، ثم حاول استرداد أملاك السلطنة المفقودة، فاصطدم بالسلطنات الإسلامية المجاورة له، وحافظ على استقرار السلطنة حتى سقط صريع الحمى عام 893هـ / 1489م، وخلفه ابنه إسكندر خان (نعمت الله الهروي، ج1، 1960)، (بداوني، 1379هـ)، (فرشته، ج1، 1388هـ)، (1991 ,Mahajan).
ترك بهلول خان عديداً من الأبناء، واستطاع أحدهم وهو الأمير نظام خان ارتقاء عرش السلطنة بمساعدة كبار النبلاء حاملاً لقب سكندر خان لودهي (894-923هـ / 1517-1489م)، وكان على الأخير مواجهة عديد من المشكلات في بداية حكمه؛ لعل أهمها مواجهة المتمردين من إخوته الذين رفضوا انفراده بحكم السلطنة فتمرد بعضهم وشق عصا الطاعة على سكندر خان، كذلك كان عليه التمرد الدائم للأمراء الأفغان الذين كانوا يعتبرون أنفسهم أنداداً للسلطان، فحاول الاستعانة بطبقة جديدة من النبلاء من العناصر الأخرى، كما قرر نقل عاصمة السلطنة من مدينة دهلي إلى مدينة جديدة بناها على ضفاف نهر جمنة جنوب دهلي وعرفت باسم أكرا حتى يكون بعيداً عن منافستهم (بداوني، 1379هـ)، (فرشته، ج1، 1388هـ)، (الهروي، ج1، 1995م)، أحمد یادگار 1939)، (نعمت الله الهروي، ج1، 1960)، (1974 ,Abdul Halim).
وبعد وفاة سكندر خان تولى حكم السلطنة ابنه الأكبر إبراهيم لودهي (923 - 932هـ / 1517-1526م)، وقد حاول السلطان الجديد كبح نفوذ الأرستقراطية الأفغانية كما فعل أسلافه، وأدى ذلك إلى تمرد بعض الأمراء ومحاولتهم الانفصال عن السلطنة. وعلى الرغم من تصدي إبراهيم لهذه المحاولات إلا أنه واجه تحدياً كبيراً حين استنجد بعض هؤلاء الأمراء بالخاقان المغولي ظهير الدين بابر (888 - 937هـ / 1482 1530م) (الهروي، ج1، 1995م) ، (الشيال ،(2001) ، ولبى الأخير الدعوة منتهزاً الفرصة للاستيلاء على سلطنة دهلي، فهاجم الهند في حملة كبيرة، ونجح في هزيمة إبراهيم عام 932هـ / 1526م، وقضى بذلك على حكم اللودهيين وعلى سلطنة دهلي (بداوني، 1379هـ)، (فرشته، ج 1، 1388هـ)، (الهروي، ج1، 1995م)، (أحمد یادگار، 1939)، (نعمت الله الهروي، ج1، 1960)، (الشيال، 2001) ، وأسس سلطنة المغول الهندية التي حكمت شبه القارة الهندية طيلة 300 عام (2018,Dale)
(2) سلطنة گجرات (810-980هـ / 1407-1572م) :
كانت گجرات -وهي منطقة تقع على الساحل الشمالي الغربي للهند، وتعد من أهم أقاليمها (البيروني (1993)، (الندوي، 1353هـ) - في البداية إحدى الولايات التابعة لسلطنة دهلي، وكان سلاطين دهلي يعينون عليها نائباً عنهم لحكمها، وكان ظفر خان (794-813هـ / 1391-1410م) مؤسس هذه السلطنة حاكماً لولاية گجرات من قبل سلطنة دهلي. وقد قضى ظفر خان فترة شبابه في بلاط أسرة آل تغلق، وقام السلطان ناصر الدين محمود شاه بتعيينه حاكماً على گجرات عام 794هـ / 1391م. وعلى الرغم مما أصاب السلطنة من ضعف إلا أن ظفر خان حافظ على ولائه لها ورفض نصيحة ابنه الأكبر تاتار خان بالاستقلال عن السلطنة، وهنا قام الأخير الطامح للسلطة بعزل والده وتحديد إقامته واستولى على حكم گجرات عام 806هـ / 1403م ، لكن الابن لم يحكم طويلاً ؛ فسرعان ما لقي حتفه بعد دس السم له وعاد ظفر خان لحكم الولاية مرة أخرى. وبعد الغزو التيموري لسلطنة دهلي، ومع نصيحة حاشيته أعلن ظفر خان استقلاله عن سلطنة دهلي عام 810هـ /1407م واتخذ لقب شمس الدين مظفر شاه ، وعندما مرض مرضه الأخير نصب حفيده أحمد ابن تاتار خان حاكماً على گجرات باسم نصير الدين أحمد شاه عام 813هـ / 1410م قبل أن يتوفى في العام التالي (منجهو أكبر، 1961م)، (بهادر، 1928م)، (عبد الحليم، 2007م)، (1886 ,Majumdar, 1960) (Misra, 1982) ،(Bayley).
ويعتبر أحمد شاه (846813هـ / 1411-1442م) واحداً من أقوى حكام هذه السلطنة؛ إذ تمكن من توسيع حدودها ومقارعة جيرانه من الحكام الهنود والمسلمين، وحكم فترة طويلة نحو 32 عاماً، وبعد وفاته تولى الحكم ابنه محمد، عام 846هـ / 1442م الذي حمل لقب غياث الدنيا والدين محمد شاه (846- 855هـ /1442-1451م)، فقد جاء على العملة التي سكها السلطان محمد شاه عام 846هـ / 1442م: الوجه السلطان الأعظم غياث الدنيا والدين، ظهر العملة (السلطان أبو المجاهد محمد شاه). (Wright907)، وقد حافظ محمد شاه على السلطنة وواصل سياسة أسلافه في التوسع على حساب جيرانه من الممالك الهندية، وقيل إنه تم التخلص منه عن طريق ابنه التخاذله في مواجهة سلطان مالوه محمود الخلجي. وتولى بعده الحكم ابنه جلال الدين الذي اعتلى عرش السلطنة باسم قطب الدين أحمد لكنه شاه (855-862هـ / 1451-1458م)، ونجح في التصدي لمحمود الخلجي، عرف بقسوته وإفراطه في شرب الخمر، وتوفي بجرح أصيب به نتيجة حادث وقع له (الأولغخاني، 1910) ، (منجهو أكبر، 1961م)، (فرشته، ج1، 1388هـ)، (بهادر، 1928م)، (بخاري، 1960).
وبعد وفاة قطب الدين أحمد خلفه ابنه داود شاه لكنه لم يحكم أكثر من أسبوع واحد؛ إذ أدى سلوكه الشخصي وما قام به من تصرفات إلى غضب رجال البلاط وكبار رجال السلطنة فعزلوه عن الحكم ، ورفعوا على العرش أخاه فتح خان الذي اعتلى العرش باسم ناصر الدین محمود شاه بیگره (917862هـ/1458-1511م) (الأولغخاني، 1910)، (عبد الحليم، 2007م)، (1907 Wright)، وقد اعتبره البعض من أفضل سلاطین گجرات سيرة، فإلى جانب اهتمامه بالشريعة الإسلامية والمحافظة السلطنة،
على حدود سعى إلى نجدة من استنجد به من الحكام الضعاف في السلطنات الإسلامية المجاورة له، كذلك حاول التصدي لخطر البرتغاليين. وبعد وفاة محمود خلفه ابنه خليل خان الذي ارتقى عرش السلطنة باسم شمس الدین مظفر شاه (932-917هـ /1511-1526م) (1907 Wright)، وقد واصل سياسة والده في توطيد حكم السلطنة بمهاجمة الممالك الهندية المجاورة خاصة من الراجبوت، وكذلك التصدي للبرتغاليين وتقوية الأسطول الگجراتي (الأولغخاني، 1910)، (منجهو أكبر، 1961م)، (فرشته، ج1، 1388هـ)، (بهادر، 1928م)، (بخاري، 1960).
وقد استمر الحكم بعد وفاته في هذه الأسرة نحو نصف قرن من الزمان؛ إذ حكم بعده سبعة حكام حافظوا فيها على استقلال گجرات مع فترات قصيرة من الخضوع للمغول حتى سقطت السلطنة في النهاية على يد المغول عام 980هـ/1572م (منجهو أكبر، 1961م)، (فرشته، ج2، 1388هـ)، (أبو تراب 1908)، .(Bayley, 1886) ،(Majumdar, 1960) ،(Misra,1) .
(3) سلطنة البنغال (739 - 984هـ / 1338 - 1576م):
كانت المصادر المملوكية تشير إلى هذه السلطنة غالباً باسم (بنجالة) أو (بنكالة) (ابن تغري بردي، ج2، 2013)، (ابن تغري بردي، ج14، 1992)، (ابن حجر العسقلاني، 1998)، وكانت البنغال تابعة لسلطنة دهلي قبل أن تصبح سلطنة مستقلة على يد فخر الدين مبارك شاه (739-750هـ / 1338-1349م)، وكان الأخير يعمل سلحداراً (المسؤول عن حمل سلاح السلطان) (البقلي، 1983) لقدر خان خلجي حاكم البنغال التابع لسلطنة دهلي (سرهندي، 1931م)، (Prasad136)، ثم غدر به وقتله وأعلن نفسه سلطاناً مستقلاً على البنغال عام 739هـ / 1338م، متخذاً من مدينة سنارگانو (شرق) (البنغال عاصمة له ،(برني، (1862)، (سرهندي، 1931م)، (1973 ,Ghulam Husain, 1902) ،(Sarkar). وقد اختلفت المصادر التاريخية في تحديد الطريقة التي انتهى حكمه بها وكذلك تاريخ وفاته؛ فالهروي (ج3، 1995م)، وفرشته (ج2، 1388هـ يتفقان على أن نهايته كانت على يد ملك على مبارك، الذي كان أحد رجال السلطان فيروز شاه تغلق في دهلي، ثم انتقل للبنغال وعمل عارضاً رئيس ديوان جيش ) لقدر خان (سرهندي، 1931م)، (1902 ,Ghulam Husain)، والذي رفض سيطرة فخر الدين على البنغال وتحرك لقتاله وتمكن من هزيمته وقتله عام 741هـ / 1340م، وأعلن نفسه سلطاناً على البنغال باسم علاء الدين. لكن سرهندي (1931م) يذكر أن حاجي إلياس الذي أصبح ملكاً تحت اسم شمس الدين قام بأسر فخر الدين ثم قتله بعد ذلك في العام المذكور، أما بداوني (ج1، 1379هـ) فذكر أن نهاية فخر الدين كانت على يد السلطان محمد تغلق الذي أسره ثم قتله. وعلى الجانب الآخر نجد أن ابن بطوطة (ج4، 1997) عند زيارته للبنغال في طريق عودته من الصين عام 746هـ / 1346م يذكر أن حاكمها هو فخر الدين وأخيراً نجد أن عفيف (1890م) يذكر أن شمس الدين أسر فخر الدين وقتله بعد حملة فيروز شاه على البنغال عام 754هـ / 1354م.
ويبدو أن رواية ابن بطوطة هي الأقرب إلى الحقيقة، إذ توجد لدينا عملات مضروبة في البنغال باسم فخر الدين ترجع لعامي 749هـ / 1348م، 750هـ / 1349م (1907 ,Thomas, 1866) Wright). أما رواية عفيف فتبدو بعيدة عن الواقع ويمكن تفسيرها في ضوء ما اقترحه توماس (1866) بأن المقصود في رواية عفيف هو ابن فخر الدين وليس فخر الدين نفسه. وعلى الرغم من أن علاء الدين شاه (740-746هـ / 1339- 1345م) أعلن استقلاله هو الآخر عن سلطنة دهلي بعد أن لمس تقاعس السلطنة عن استعادة سيطرتها على البنغال، فلقب نفسه بالسلطان وضرب العملات باسمه (,Thomas 1907 ,Thomas, 1871) ،(Wright) (1866)، واتخذ من لكهنوتي (شمال البنغال) عاصمة له ،(الهروي، ج1، 1995) ، (فرشته، ج2، 1388هـ)، ووفقاً لابن بطوطة (ج4، 1997)؛ فقد ظل علاء الدين في صراع مع فخر الدين حتى نهاية حكمه.
وخلال الصراع بين فخر الدين وعلاء الدين ظهر على ساحة الأحداث حاجي إلياس (742-758هـ / 1342-1358م)، الذي فرض سيطرته على ساتگانو (جنوب البنغال) واستقل بها عام 740هـ / 1339م ، ثم تخلص من علاء الدين واستولى على سنارگانو، وأعلن نفسه سلطاناً باسم شمس الدين إلياس شاه (عفيف، 1890م)، (الهروي، ج 3 ، 1995م) ، (عبد الحليم، (دت)، 1955 ,Abdul Karim). وقد افترض داني (Dani1958) أنه قام بذلك عام 743هـ / 1342م استناداً إلى ما ذكره كل من الهروي (ج3 ، 1995م)، وفرشته (ج2، 1388هـ)، لكن هذا التحديد يبدو غير دقيق؛ لأن العملات ظلت تضرب باسم علاء الدين في البنغال حتى عام 746هـ/1345م (1907 ,Thomas, 1866) (Thomas, 1871) ،(Wright)، ومن ثم فهو العام المفترض لسقوطه.
أسرة إلياس شاهي (753-817هـ/1352-1415م):
ولا شك أن استقلال شمس الدين إلياس بالبنغال تم عام 753هـ / 1352م بعد نهاية حكم فخر الدين وابنه اختيار الدين غازي شاه (751-753هـ / 1349- 1352م)، ونجاحه في توحيد البنغال لأول مرة تحت حكم أسرته (إلياس شاهي) التي استمرت نحو قرن ونيف من الزمان. وبعد وفاة شمس الدين خلفه ابنه الأكبر إسكندر شاه (758-792هـ / 1358-1390م)، الذي أجلسه الأمراء والقادة على عرش سلطنة البنغال بعد وفاة أبيه (الهروي ، ج 3 ، 1995م)، (فرشته، ج2، 1388هـ)، (,Eaton 1993)، وبعد مقتله في إحدى المعارك خلفه ابنه غياث الدين أعظم شاه (792) 813هـ /1390-1411م) (الهروي، ج3، 1995م)، (1962 ,Majumdar)، وبعد وفاته خلفه ابنه السلطان سيف الدين حمزة شاه (813-814هـ / 1411-1412م) وقد اختلفت المصادر التاريخية في تحديد فترة حكمه؛ فالهروي (ج3، 1995م)، وفرشته (ج2، 1388هـ) ، يذكران أنه حكم عشر سنوات، في حين يرى غلام حسين (1902) أنه حكم إما عشر سنوات أو ثلاث سنوات، والأرجح أن فترة حكمه امتدت لعامين فقط. ثم حكم بعده السلطان شهاب الدين بايزيد شاه (814-817هـ/1412-1415م)، وقد اختلفت المصادر حول شخصية هذا السلطان؛ فمؤرخو مصر المملوكية مثل المقريزي (ج7، 1997م)، وابن حجر (ج2، 1992م)، والسخاوي (ج8، 1998م) يذكرون أنه كان مملوكاً للسلطان سيف الدين ثم انقلب عليه وقتله، وعلى الجانب الآخر لم تشر المصادر الهندية مثل الهروي (ج3 ، 1995م)، وفرشته (ج2، 1388هـ) إلى وجوده، بل ذكرت أن الذي خلف سيف الدين هو ابنه شمس الدين الثاني، ولم تشر إلى وجود شهاب الدين. ولكن لدينا عملات حملت اسمه وترجع لعامي 816-817هـ / 1414- 1415م (1907 ,Bhattasali, 1922) (Wright).
وقد رأى غلام حسين (1902)، وتبعه مجمدار (1960) أن شهاب الدين هو ابن سيف الدين. وقد خلف شهاب الدين بعد موته ابنه علاء الدين فيروز شاه (817هـ /1415م)، ولم يحكم الأخير سوى عام واحد فقط وانتهى حكمه على يد راجا غانيشا، وليس لدينا دليل تاريخي على وجوده سوى العملة التي ضربت باسمه عام 817هـ / 1415م (1960 ,Majumdar).
أسرة راجا غانيش (817 - 839هـ/ 1415 - 1435م)
أسس هذه الأسرة راجا غانيش أو كانس (817816هـ / 1414-1415م) كما تطلق عليه بعض المصادر الإسلامية عام 816هـ / 1414 ,Imamuddin 2002,Dani, 1952) (Ejaz)، (1946) ، وكان هذا الراجا زميندار إقطاعياً وجامعاً للضرائب في بعض مناطق البنغال في عهد شهاب الدين. وقد ذكر كل من الهروي (ج3، 1995م)، وفرشته (ج2، 1388هـ) أن الراجا استولى على عرش البنغال بعد وفاة شهاب الدين، أما غلام حسين (1902) فينفرد برواية تذكر أن الراجا قام بقتل شهاب الدين واستولى على العرش منه.
والواقع أن هناك تضارباً في المصادر الهندية حول سيرة هذا الراجا، فهو رجل محب للمسلمين وعاملهم بشكل طيب وفق رواية فرشته (ج2، 1388هـ)، في حين رأى غلام حسين (1902) أنه كان يضطهد المسلمين وقتل الكثير منهم مما جعل الشيخ نور قطب عالم ، وهو عالم وفقيه من متصوفة البنغال (شيخ) دهلوي، 1332هـ)، (1959 ,Abdul Karim يستنجد بالسلطان شمس الدين إبراهيم شاه شرقي (803- 844هـ / 1400-1440م) (1948 ,Askari)، وقام الأخير بالتحرك نحو البنغال بجيش كبير مما جعل الراجا يطلب من الشيخ التدخل وإقناع شرقي بالتراجع لكن الشيخ رفض لعدم ثقته بالراجا مما أجبر الأخير على التنازل عن الحكم لابنه الذي اعتنق الإسلام باسم جلال الدين محمد شاه ، وبعد تراجع السلطان إبراهيم لسلطنته ووفاته عاد الراجا للحكم وسجن ابنه ، لكن الأخير هرب من السجن وتمكن من قتل أبيه بمساعدة بعض رجاله وعاد إلى الحكم مرة أخرى.
وعلى الرغم من أن بعض الباحثين الهنود مثل مجمدار (1960) يميلون إلى رواية فرشته لأنها كانت أقرب للأحداث مقارنة برواية غلام حسين، لكن ما ذكره المقريزي (ج7 ، 1997م عن هذا الراجا يميل إلى رواية صاحب رياض السلاطين: " كان كاس كافراً فثار على شهاب الدين مملوك سيف الدين حمزة بن غياث الدين أعظم شاه بن اسکندر شاه بن شمس الدين وملك منه بنجالة وأعمالها وأسره. فثار عليه ابنه وقد أسلم وتسمى محمدا وتكنى بأبي المظفر وتلقب جلال الدين وجدد مآثر جليلة منها عمارة ما أخربه أبوه من المساجد وإقامة شعائر الإسلام".
ويظهر هنا تساؤل غاية في الأهمية ربما يغير نظرتنا لفترة حكم غانيش وابنه، فتسلسل العملات الخاصة بابنه جلال الدين تبدأ بعام 817هـ / 1415م ثم تتوقف عام 820هـ / 1418م، ثم تعود للظهور مرة أخرى عام 821هـ / 1419م حتى نهاية عهد جلال الدين (1907 Wright)، رجحت الآراء السابقة بأن الراجا حكم لمدة عام ثم خلفه في الحكم ابنه، ثم انتزع منه الحكم عام 820هـ / 1418م، قبل أن يسترده جلال الدين في العام التالي. لكن اكتشاف ثلاث عملات مؤخراً خاصة بجلال الدين ترجع لعام 820هـ / 1418م (2020 ,Nasir يدفعنا إلى تساؤل آخر؛ هل اعتلى الراجا عرش السلطنة أو أنه كان يحكم في الظل؟
الواقع يميل إلى أن غانيش لم يعتل العرش بشكل رسمي، خاصة أنه لم تصلنا عملات خاصة به بعكس ابنه، ويدعم ذلك أن الهروي (ج3 ، 1995م)، حين تحدث عنه لم يقرنه بلقب السلطان، بل ذكره بمنصبه وهو زميندار، وتفسير ذلك فيما يبدو هو صعوبة أن يعتلي عرش سلطنة إسلامية مع وجود الارستقراطية العسكرية المسلمة احتفاظه بديانته وطابعه الهندوسي.
وقد أدى العثور على عملات ضربت باسم دانوجاماردانادیفا Danujamardanadeva، وماهيندر ديفا Mahendradeva في البنغال عام 820هـ / 1418م (Bhatta ali1922 ) إلى افتراض عبد الحليم (د.ت)، وبهاتسالي (1922) أنها خاصة براجا غانيش وابنه جلال الدين، وأن هذين الاسمين هما لقبان خاصان بهما، لكن كثيراً من الدراسات مثل: (,Nasir 2020)، (1952 ,Ejaz, 2002) ،(Dani)، أثبتت أنه افتراض خاطئ، وأن دانوجامارداناديفا وماهيندرديفا كانا حاكمين محليين في جنوب البنغال، واستغلا فرصة الاضطرابات التي وقعت نتيجة استيلاء غانيش على السلطة وغزو إبراهيم شاه شرقي للاستقلال بجنوب البنغال.
وبعد موت غانيش انفرد جلال الدین محمد شاه بالحكم (817-836هـ /1415 -1432م)، وقد حاول إصلاح ما أفسده أبيه بحق المسلمين؛ فقام بإعادة بناء المساجد التي هدمها أبوه، واتخذ المذهب الحنفي مذهباً رسمياً للسلطنة، وقرب إليه شيوخ المتصوفة (الهروي، ج 3 ، 1995م)، (فرشته، ج2، 1388هـ). وقد خلفه في الحكم ابنه شمس الدين أحمد شاه (83836هـ / 1432-1435م) الذي حكم نحو ثلاث سنوات، وكعادة المصادر التاريخية المتاحة لدينا لهذه الفترة هناك اختلاف حول مدة حكمه وتفاصيل شخصيته وسياسته؛ فالهروي (ج3 ، 1995م)، يعطينا معلومات غامضة مقتضبة عنه ويذكر أنه حكم 16 سنة في حين ذكر فرشته (ج2، 1388هـ) أنه صار على نهج والده في سيرته الحسنة وكرمه وأنه حكم 8 سنوات! وفي حين يتفق غلام حسين (1902) مع الهروي في مدة حكم شمس الدين أحمد، لكنه يختلف مع فرشته في مدة الحكم وكذلك شخصية السلطان؛ إذ يذكر أنه كان دموياً قاسياً مما أثار عليه النبلاء فقتلوه في النهاية.
والغريب أن المصادر المملوكية كانت أكثر دقة في تحديد فترة حكم هذا السلطان من المصادر الهندية؛ فقد ذكر المقريزي (ج7، 1997م) أنه توفي عام 834هـ /1430م، في حين حدد ابن تغري بردي (ج15، 1992م) تاريخ وفاته بدقة؛ فقد ذكر أنه توفي عام 839هـ / 1435م. مع ملاحظة أن هذين المصدرين وقعا في خطأ فيما يخص لقب السلطان؛ إذ ذكراه باسم شهاب الدين بدلاً من (شمس الدين). وكان شمس الدين أحمد شاه هو آخر سلاطين بيت راجا غانيش.
وبعد نهاية أسرة غانيش استعادت أسرة إلياس شاهي الحكم مرة أخرى من خلال واحد من سلالة هذه الأسرة ويدعى ناصر الدین محمود شاه (846-864هـ /1442- 1459م)، واستمر الحكم في هذه الأسرة نحو نصف قرن من الزمان من خلال خمسة حكام حكموا خلال الفترة (886846هـ /1442-1481م). وقد أعقب هذه الأسرة عدة أُسَر حاكمة من جنسيات مختلفة، فقد كون كل من الأحباش والعرب والأفغان أُسراً حاكمة في البنغال حكمت نحو قرن من الزمان حتى سقطت السلطنة في النهاية على يد المغول عام 894هـ / 1576م (الهروي، ج3، 1995م) ، (فرشته، ج2، 1388هـ)، .(Ghulam Husain,1902)
(4) سلطنة مالوه (804-969هـ/1401-1562م):
كانت مالوه تقع في المنطقة الشمالية الغربية للهند في إقليم راجستان، وكان يحدها من الغرب سلطنة ،گجرات ، ومن الجنوب سلطنة دهلي (1912 ,Basant)، وكانت في البداية تابعة لسلطنة دهلي، وكان سلاطين دهلي يعينون عليها نائباً عنهم لحكمها، وقد أصبحت سلطنة مستقلة مثل أغلب السلطنات التي ظهرت في الهند بعد ضعف سلطنة دهلي، وقد استمرت هذه السلطنة نحو قرن ونصف من الزمان تخللتها بعض فترات الضعف التي خضعت خلالها لسلطنة گجرات أو المغول، ثم سقطت على يد المغول بعد ذلك. وقد حكمها عشرة حكام من خلال أسرتين حاكمتين وبعض الحكام الآخرين.
أسرة الغوريون (804-839هـ/1401-1436م)
كان دلاور خان (804-808هـ / 1401-1405م) مؤسس هذه السلطنة أحد النبلاء ذوي الأصل الأفغاني الغوري، الذين عملوا في بلاط أسرة آل تغلق وتحديداً مع السلطان فيروز شاه الثالث (752-79هـ/1351-1388م)، وقام السلطان ناصر الدين محمود شاه بتعيينه حاكماً على مالوه عام 793هـ/1390-1391م، ثم انتهز فرصة الأحداث التي عصفت بسلطنة دهلي وأعلن استقلاله في مالوه عام 804هـ / 1401م، وجعل الخطبة لنفسه متخذاً لقب عميد شاه داود. ثم مات دلاور خان فجأة وقيل إن ابنه ألب خان دس السم له، وتولى الأخير الحكم باسم حسام الدين هوشنگ شاه (808-835هـ/1405-1431م). وعقب توليه الحكم كان عليه مواجهة الحملة التي قادها سلطان گجرات مظفر شاه الأول، وكانت وفقاً للهروي (ج3، 1995م)، وفرشته (ج2، 1388هـ) انتقاماً لمقتل صديقه دلاور خان، لكنها كانت وفقاً لشهاب حكيم (1968م)، ومنجهو أكبر (1961م) جزءاً من مخطط مظفر شاه للاستيلاء على هذه السلطنة الناشئة.
على أية حال خسر هوشنگ شاه المعركة ووقع في الأسر وخضعت السلطنة لسلطة مظفر شاه الأول، وفي أثناء وقوعه في الأسر رفع التماساً لسلطان گجرات ينفي فيه قيامه بدس السم لوالده ويطلب عفوه واستعداده لحكم مالوه كتابع لسلطان گجرات، وقد قبل مظفر شاه هذا العرض خاصة مع وقوع الإضرابات في ملوه ومحاولة النبلاء بها خلع طاعة السلطان مظفر شاه. وقد قضى هوشنگ سنوات حکمه الباقية خاصة بعد وفاة مظفر شاه في مقاومة سلطنة گجرات في الغرب من ناحية، والسلطنة البهمنية في الجنوب الشرقي من ناحية أخرى. وبعد وفاته خلفه ابن غزني خان الذي ارتقى عرش السلطنة بلقب محمد شاه (836-839هـ / 1432-1436م)، ولم يستمر في الحكم كثيراً بسبب سلوكه الدموي، ثم جاءت نهايته على يد صهره محمود خان بعد أن أوعز بعض النبلاء للسلطان أن محمود يسعى إلى التخلص منه والانفراد بعرش السلطنة، ولما شعر محمود خان بما يخطط له السلطان سارع بتدبير خطة مع أحد رجال القصر لدس السم له ونجح في ذلك (شهاب حكيم، 1968م)، (منجهو أكبر، 1961م) (King, 1903) ،(Day1965).
أسرة الخلجيون (839-937هـ/1436-1530م)
كان محمود خان الخلجي أحد النبلاء العاملين ببلاط السلطان هوشنگ شاه، وكان يخطط للوصول إلى عرش السلطنة؛ فسعى بعد وفاة هوشنگ إلى أن يتولى ابنه الضعيف محمد الحكم حتى يمكنه السيطرة عليه خاصة بعد مصاهرته، وبالفعل ترك أمور الحكم في يد محمود قبل أن يتخلص منه الأخير، ويرتقي عرش السلطنة عام 839هـ / 1436م باسم علاء الدين محمود شاه (873839هـ/1436-1468م) بعد أن أحبط خطط نبلاء السلطنة بتنصيب الأمير مسعود بن محمد شاه مكان والده، وقام بجعل الخطبة باسمه، كما ضرب العملات باسمه أيضاً بلقبه الجديد.
وخلال عهد محمود شاه الذي تجاوز الأربعين عاماً نجح في توطيد حكم السلطنة وتوسيع رقعتها على حساب جيرانها من الممالك الهندية، كما أكمل الصراع الذي بدأه أسلافه مع مملكة گجرات قبل أن ينتهي هذا الصراع الطويل بعقد صلح ومعاهدة تحالف ضد الممالك الهندية عام 857هـ / 1453م . وحاول محمود شاه أن يغزو السلطنة البهمنية وقام بعدة محاولات لكنه فشل في ذلك، واضطر في النهاية لعقد الصلح معها. كما طمع محمود في غزو سلطنة دهلي نفسها مستغلاً ضعف حكامها من السادات؛ فقام بغزوها عام 844هـ / 1440م في عهد محمد شاه بن فريد خان، لكن حملته فشلت بسبب تصدي بهلول اللودي له (شهاب حكيم، 1968م)، (الألغخاني، 1910م)، الهروي، ج 3 ، 1995م)، (فرشته، ج2، 1388هـ). بعد وفاة محمود شاه خلفه ابنه الأكبر الأمير محمد الذي اعتلى عرش السلطنة باسم أبي الفتح غياث شاه الخلجي (873-906هـ / 1468-1500م) (,Wright 1907)، وقد اكتسب غياث خبرة الحكم من مشاركة أبيه قبل وفاته، وقد تمتع بفترة هدوء نسبي في حكمه نتيجة المعاهدات التي عقدها أبوه مع السلطنات الإسلامية المجاورة، ويبدو أن ذلك شجعه على الاهتمام بحياة اللهو والدعة، وتقليداً لأبيه أشرك معه ابنه الأكبر عبد القادر في الحكم تحت مسمى ناصر الدين، وترك له إدارة معظم شؤون الحكم، ويقال إن عقله بدأ يتأثر بمرضه في أواخر أيامه، وقد وجد مسموماً ف فراشه بعد أن حكم لمدة ثلاثة وثلاثين عاماً، وقد رأى البعض أن الأمر كان بتخطيط من ابنه ناصر الدين لكن ذلك لم يثبت الألغخاني، 1910م)، (الهروي، ج3، 1995م)، (فرشته، ج2، 1388هـ).
تولی ناصر الحكم بلقب أبو المظفر ناصر شاه (916906هـ /1500-1510م) (1907 ,Wright)، واستكمل مشروع والده بمحاولة التوسع على حساب الممالك الهندية المجاورة للسلطنة، وفي أواخر عهده القصير بدأ يرتاب من ابنه الأكبر شهاب الدين، وشعر الأخير بالخوف على حياته ففر من أبيه وجمع بعض النبلاء حوله لكنهم هزموا في النهاية، وعلى الرغم من أن ناصر شاه عفا عن ابنه لكنه استبعده من ولاية العهد وجعل ابنه أعظم همايون ولياً لعهده باسم محمود شاه، ومات متأثراً بالحمى في أثناء عودته من إحدى حملاته. وقد ارتقى محمود العرش بعد وفاة والده تحت لقب أبو المظفر محمود شاه (916-937هـ /1510-1530م) (1907 Wright) ، ونجح في القضاء على تمرد أخيه شهاب الدين، لكنه دخل في صراع مع سلطنة گجرات انتهى بهزيمته وخضوع السلطنة لحكم سلطان گجرات بهادر شاه عام 937هـ / 1530م (1982 ,Simin).
ومع نهاية حكم الخلجيين دخلت سلطنة ملوه فترة من عدم الاستقرار انتهت بخضوعها للمغول ونهاية هذه السلطنة عام 969هـ / 1560م (الألغخاني، 1910م)، الهروي، ج3، 1995م)، (فرشته، ج2، 1388هـ).
(5) السلطنة البهمنية (748-934هـ/1347-1527م):
قامت هذه السلطنة في الدكن ، وهي هضبة واسعة وسط شبه القارة الهندية (لوبون، 2009) على يد حسن كانكو عام 748هـ / 1347م، وكان الأخير أحد الأفصال الإقطاعيين الأفغان للسلطان محمد بن تغلق ؛ فقد عينه مقطعاً على الدكن، فاستغل حسن كانكو الاضطرابات التي وقعت في سلطنة دهلي في عهد محمد بن تغلق، وأعلن انفصاله عن السلطنة وتكوين السلطنة البهمنية، وحمل لقب أبو المظفر علاء الدين حسن شاه كانكو بهمني (748-759هـ / 1347-1358م) (,Codrington 1898). وقد نسب السلطان علاء الدين حسن نفسه إلى الملك الفارسي القديم بهمن ابن اسفندیار، ومنه حملت هذه الأسرة لقب بهمني (عصامي، 1948)، (الألغخاني، 1910م)، (الهروي، ج3، 1995م) ،(فرشته، ج2، 1388هـ)، (طباطبا، 1936م)، (عالمي، 1393هـ)، (1960 ,King, 1900) ،(Sherwani, 1973) ،(Husaini).
وبعد وفاته تولى حكم السلطنة ابنه محمد شاه الأول (759-776هـ / 1358 -1375م)، وقد دخل في صراع مع مملكة فيجيانگرا Vijayanagara الهندوسية (وينك، 2012)، (1956 ,Sharma) ونجح في هزيمتها وإجبارها على دفع الجزية للبهمنيين، وبعد موته خلفه ابنه مجاهد شاه (776-780هـ / 1275-1378م) الذي واصل سياسة أبيه في محاربة مملكة فيجيانگرا، لكنه قتل في أثناء عودته من إحدى حملاته على يد ابن عمه داود خان الذي تولى الحكم عام 780هـ/1378م لكنه لم يستمر في الحكم سوى شهر واحد ولقي مصرعه نتيجة مؤامرة دبرتها له أخت مجاهد شاه انتقاماً لأخيها . واختير للحكم الأمير محمد شاه بن محمود الذي اعتلى العرش باسم محمد شاه الثاني (780-799هـ / 1378-1397م)، وقد أحكم محمد شاه قبضته على الحكم ، واستمر يحكم طيلة تسعة عشر عاماً. وبعد وفاته تولى الحكم من بعده ابنه غياث الدين لكنه تعرض لمؤامرة من أحد غلمان أبيه فتم عزله وتولية أخيه الصغير شمس الدين، ولم يعجب هذا الوضع الأمير فيروز خان بن داود شاه وطالب بحقه في الحكم وبالفعل تمكن من الاستيلاء على الحكم باسم أبو المظفر فيروز شاه (800-825هـ / 1397-1422م) (15 peight)، وخلال عهده استعادت السلطنة قوتها وواصل سياسة أسلافه في مد نفوذه نحو مملكة فيجيانگرا، لكن أخاه أحمد خان خرج عليه في نهاية حكمه واستولى على الحكم منه عام 825هـ/1422م (الألغخاني، 1910م)، (الهروي، ج 3 ، 1995م)، (فرشته، ج2، 1388هـ)، (طباطبا، 1936م)، (عالمي، 1393هـ)، (1946 ,Sherwani).
تولى أحمد خان الحكم تحت لقب شهاب الدين أبو المغازي أحمد شاه (825- 838هـ / 1422-1435م)، واتصف حكمه بالعدل والإنصاف، وقد واجه في بداية حكمه جيشاً أرسله سلطان كجرات بناء على استنجاد السلطان السابق فيروز شاه لكنه نجح في التفاوض معهم وأعادهم من حيث أتوا محملين بالهدايا والعطايا، وإلى جانب ذلك قام بتأديب مملكة فيجيانگرا التي تجرأت على السلطنة البهمنية في أواخر عهد فيروز شاه. وبعد وفاته تولى الحكم ابنه الأكبر علاء الدين الذي حمل لقب أبو المظفر علاء الدين أحمد شاه (838-862هـ / 1435-1457م)، (1907 ,Speight, 1935) (Wright)، وقد اهتم بالعلم والعلماء، كما حرص على السير على نهج أبيه وأسلافه في السيطرة على مملكة فيجيانگرا (الألغخاني، 1910م) ، (الهروي، ج 3، 1995م)، (فرشته، ج2، 1388هـ)، (طباطبا، 1936م)، (عالمي، 1393هـ)، (1946 ,Sherwani).
وبعد وفاة علاء الدين أحمد شاه استمر الحكم في أسرته، وخلفه في الحكم ثمانية حكام، لكن سيطرة هذه الأسرة على الحكم تزعزعت في عصر آخر أربعة حكام منهم؛ فقد خضعوا لسيطرة رئيس وزراء السلطنة قاسم بريد الذي كان غلاماً تركياً ثم ترقى خلال عهد السلطان محمود شاه (887-924هـ / 1482-1518م) ومن بعده ابنه أمير بريد مما جعل آخر حكام هذه الأسرة وهو السلطان كليم الله شاه (932- 934هـ / 1525-1527م) يترك الحكم لهم قبل موته، ولما وجد ابنه إلهام الله مدى سيطرة أمير بريد على السلطة ترك السلطنة واتجه إلى مكة من غير عودة وانتهت بذلك السلطنة البهمنية (الهروي، ج 3 ، 1995م)، (فرشته، ج2، 1388هـ)، (طباطبا، 1936م)، (عالمي، 1393هـ).
ثانياً: العلاقات بين السلطنات الإسلامية في الهند وسلطنة المماليك في مصر
(1) العلاقات بين سلطنة دهلي والمماليك
لم تكن هناك ثمة اتصالات دبلوماسية مباشرة بين سلطنة دهلي والمماليك في مصر في الفترة المبكرة من عمر السلطنة قبيل عصر آل تغلق، لكن ذلك لم يكن يعني أن أخبار السلطنة لم تصل إلى بلاط المماليك؛ فقد أشارت المصادر المملوكية في كثير من الأحيان بشكل مقتضب ومضبب إلى بعض حكام السلطنة من أسرتي المماليك (اليونيني، 1992، ج2) ، (الدواداري، 1971، ج8، مفضل بن أبي الفضائل 2017، ج1)، (القلقشندي ،1915، ج7، المقريزي، 1997، ج 3) والخلجيين (مجهول، 1919)، (العمري، 1423هـ، ج27)، (اليافعي، 1997، ج4)، (ابن 1972، ج6). وهذا الاستعراض المقتضب والمضبب لحكام السلطنة من قبل المصادر المملوكية ربما مرجعه عدم وجود اتصالات مباشرة بين سلاطين دهلي وسلاطين المماليك أو حتى الخلافة العباسية في مصر.
وقد يبدو غريباً توقف سلاطين دهلي عن التواصل مع الخلافة العباسية في مصر بعد المحاولات السابقة للتواصل معها في بغداد؛ فقد حاول السلطان التتمش الاتصال بالخلافة العباسية في بداية حكمه، ويمكن تفسير حرص سلاطين دهلي على الاتصال بالخلافة العباسية في بغداد في ظل الظروف غير المستقرة لسلاطين دهلي في بداية حكمهم ، ومع أبجديات الفكر السياسي المترسخة في أذهان حكام الهند المسلمين، وعلى الرغم من أن التتمش استخدم القوة العسكرية للحفاظ على سلطنته، فإنه كان في حاجة إلى دعم معنوي لتقوية مركزه السياسي وسط رعيته المسلمة، ووسط النخبة الحاكمة الذين ينازعونه على عرش السلطنة وفي ظل ذلك لم يجد أفضل من الخلافة العباسية ليستعين بها على تحقيق أغراضه السياسية. فقد رأى أن الحصول على اعتراف رسمي من الخليفة العباسي بشرعية حكمه كفيل بأن يحقق ما يصبو إليه من ثقل سياسي ( عبد الرحمن، 2009).
وكان السلطان إلتتمش قد أرسل رسالة إلى الخليفة العباسي الناصر لدين الله (622-575هـ / 1180-1225م) (ابن دقماق ،1985، ج1)، القلقشندي، 1985، ج2)، (السيوطي، 2013 ، ولم تشر المصادر التاريخية إلى هذه الرسالة أو تاريخها، لكنها أشارت إلى رد الخليفة العباسي عليها عام 617هـ / 1220-1221م، بسفارة كانت برئاسة فقيه حنفي يدعى الحسن بن محمد الصاغاني (ابن تغري بردي، ج5)، (الذهبي، 2001 ، ج3) ، (الصفدي، 1931، ج12)، ربما للتفاوض حول الحصول على البراءة السلطانية والتفويض بحكم الهند، لكن رسول الخليفة لم يعد إلى بغداد إلا عام 624 هـ / 1227م بعد وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله (الجوزجاني، 2013، ج1)، (الصفدي، 1931، ج12)، (الكتبي 2000، ج1). وقد حرص التتمش على أن يحمل بعض الألقاب المرتبطة بالخلافة، وظهر ذلك على عملاته التي ضربها عامي 614هـ/1218م، و622هـ / 1225م؛ فقد وصف نفسه فيهما بأنه: (برهان أمير المؤمنين)، و(يمين الخلافة)؛ كما حرص على ذكر اسم الخليفة العباسي المعاصر له وهو الناصر لدين الله على عملاته مع إضافة لقب (ناصر) أمير المؤمنين) (1995 ,Garg)
وأخيراً حصل إلتتمش عام 625هـ / 1228م على تفويض من الخليفة العباسي المستنصر بالله (623-640هـ / 1226-1242م) (قنيتو الأربيلي، 1964)، (ابن دقماق، 1985، ج1)، القلقشندي، 1985، ج 2، بحكم سلطنة دهلي؛ وذلك كتقليد شرعي بتنصيبه حاكماً على المناطق الخاضعة لنفوذه في الهند، إلى جانب الخلع والألوية السوداء شعار العباسيين. وحين وصل رسول الخليفة العباسي إلى دهلي عام 626هـ / 1228م تم استقباله استقبالاً حافلاً؛ فقد تزينت شوارع المدينة، وخرج سكانها على بكرة أبيهم لاستقبال رسل الخليفة، وتسلم التتمش في سعادة البراءة السلطانية مع الألقاب التي خلعها عليه الخليفة مثل: (حامي الإيمان)، و (ناصر أمير المؤمنين) (الجوزجاني، 2013، ج1)، (أمير خسرو ،1876)، (بداوني، 1379هـ، ج1)، (جاكسون، 2003) (1991 ,Ahmed). وتبع ذلك سك عملات احتفالاً بالوضع الجديد، ذكر عليها اسم الخليفة العباسي المستنصر، والألقاب الجديدة التي حصل عليها السلطان من الخليفة لتأكيد شرعية حكمه (,Thomas (Lane pool, 1884) ،(Browne, 1922) ،(1871 .
وعلى الرغم من هذا الاحتفاء والحرص على التواصل مع الخلافة العباسية، إلا أن سلاطين دهلي بعد ذلك لم يكن لديهم الحماس نفسه لمواصلة هذا التواصل مع الخلافة العباسية؛ ويمكن أن نفسر ذلك في ضوء إرهاصات التحول في الفكر السياسي لسلاطين دهلي في عهد السلطان علاء الدين خلجي؛ فيبدو أن اتساع حجم السلطنة والفتوحات الكثيرة التي حققها هذا السلطان على جيرانه من الحكام الهنود، إلى جانب كسره شوكة المغول الذين هاجموا الهند خلال عهده عصامي (1948)، (أمير خسرو، 1927)، (1950 ,Niazi, 1994) ،(Habib, 1981) ،(Day)، قد أدخل قدراً من الغرور في نفس علاء الدين فتخيل نفسه في مسوح الإسكندر المقدوني وتلقب بلقب الإسكندر الثاني، وتطلع لغزو العالم كله، بل ذهب به الحال لأبعد من ذلك فأخذ يصرح في مجالسه بأن قادته هم منه بمنزلة الخلفاء الراشدين من النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قادر بهم على تنظيم الدعوة لدين جديد يخرجون للتبشير به في العالم(بداوني، 1379هـ، ج1)، (فرشته، 1388هـ، ج1). 1388هـ،
وإذا كان أفراد حاشيته لم يجرؤ أحدهم على مناقشة السلطان في أفكاره الغريبة، إلا أن أحد أفراد حاشيته لم يقف ساكناً أمام شطط سلطانه موضحاً له أن النبوة لا تكون بوحي من البشر بل هي وحي إلهي ، وأن مسألة فتح العالم في هذا العصر أمر مستحيل لاختلاف زمانه عن زمان الإسكندر اختلافاً تاماً (برني، 1862م)، (فرشته، ج1). ويبدو أن هذه الكلمات قد وجدت آذانا صاغية ولمست صوت العقل في نفس السلطان، الذي سرعان ما نحى هذا التفكير جانباً وعاد ليسير على نهج أسلافه في الالتحاف بمسوح الخلافة العباسية، فاستخدم لقب ناصر أمير المؤمنين، بل أضاف إليه لقباً جديداً وهو (يمين الخلافة) (1884 ,Garg, 2005-2006) (Lane pool).
والغريب أنه على الرغم من أن السلطان علاء الدين خلجي لم يبد رغبة في تنصيب نفسه خليفة للمسلمين، فإن بعض رجال حاشيته مثل الشاعر المؤرخ أمير خسرو (ت.725هـ / 1325م)، (1927 ,Sharma, 2005) ،(Mirza, 1988) (Habib)، والشاعر أمير حسن سجزي (ت .738هـ / 1337م) (1994 ,Niazi)، منحاه بكل بساطة لقب خليفة في بعض مؤلفاتهما (حسن سجزي، 1933)، (أمير ،خسرو، 1927). وقد تساءل أحد الباحثين Qureshi عن سر ذلك السلوك من رجال الحاشية، ولماذا قبل علاء الدين هذا الأمر في الوقت الذي لم يذكر ذلك في النقوش أو العملات الخاصة به. وقد رأى هذا الباحث أن تفسير ذلك مرجعه تملق رجال الحاشية، خاصة بعدما تنامت للبلاط أنباء عن أن الخلافة العباسية التي بعثت من جديد في مصر ليست سوى أطلال للخلافة السابقة، وأن الخلفاء العباسيين في كنف مماليك مصر لا حول لهم ولا قوة، في الوقت الذي تعاظمت فيه قوة سلطنة دهلي وصارت قبلة للفارين من الغزو المغولي للعالم الإسلامي.
ونحن نتفق مع الباحث فيما ذهب إليه من دور الحاشية في منح لقب الخلافة للسلطان علاء خلجي، ومداهنتهم له حتى أن حسن سجزي (1933) وصفه بأنه: (ظل الله على الأرض). لكن نضيف إلى ذلك أن الأجواء العامة في البلاط كانت مهيأة لذلك بمباركة السلطان، الذي يبدو أنه كان يخطط لتلك الخطوة فعلياً لكنه تراجع عنها في النهاية بعد تدخل بعض العقلاء من حاشيته الذين خشوا عاقبة هذه الخطوة كما سبق ورأينا، يدل على ذلك أن الذي تراجع عنه علاء خلجي أقدم ابنه على تحقيقه من بعده كما سنرى.
وعقب اعتلاء قطب الدين مبارك شاه عرش السلطنة خلفاً لأبيه علاء الدين خلجي عام 715هـ / 1316م؛ سار في البداية على النهج نفسه في حمل لقب يمين الخلافة في بداية حكمه، إلا أن ما لم يجرؤ على فعله الأب قام به الابن بكل بساطة، فقد أقدم على خطوة غير مسبوقة باتخاذه لقب خليفة (أمير خسرو (1933)؛ فقد ذكر هذا اللقب على بعض العملات التي سكها باسمه (1884 ,Garg,) ،(Thomas, 1871) ،(Lane pool 2006)، وبعض النقوش الخاصة به (18-1917 ,Yazdany)، كما وصفت حاضرته دهلي على عملاته بأنها حضرة دار الخلافة، (2006 ,Garg).
وربما كان لقطب الدين دوافعه الخاصة بعيداً عن محاولة والده السابقة؛ فقد ورث إمبراطورية عظيمة بناها علاء الدين خلجي وكان حديث السن. وربما لم يهتم بإظهار الولاء لخليفة ميت، أو ربما فكر أنه طالما كان هناك خلافة في المدينة المنورة، ودمشق وبغداد، وقرطبة، ومؤخراً في القاهرة؛ فَلِمَ لا يكون هناك خلافة أخرى في الهند، التي كان يرى أنها تتفوق على جميع تلك البلاد (عبد الرحمن، 2009).
وقد بدأت العلاقات الدبلوماسية بين سلطنة دهلي والمماليك في مصر بشكل خلال عهد السلطان محمد بن تغلق؛ الذي حرص على الاتصال بكل من السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون (693-741هـ / 1293-1341م) (الشجاعي، رسمي 1985)، (اليوسفي، 1986)، (ابن تغري بردي 1997، ج2)، (1995 ,Levanoni)، والخلفاء العباسيين في مصر. ويجدر بنا أن نعطي في البداية لمحة مختصرة عن أحوال الخلفاء العباسيين في مصر الذين عاصروا سلاطين دهلي حتى تكون الصورة واضحة المعالم.
صار العالم الإسلامي لأول مرة من دون خليفة عباسي بعد اجتياح التتار بقيادة هولاكو بغداد، وقتل الخليفة العباسي المستعصم بالله عام 656هـ/ 1258م على أيديهم مع أفراد أسرته. لكن الخلافة العباسية لم تنته بذلك؛ إذ نجا بعض أفراد البيت العباسي من مذبحة التتار ومنهم أمير يدعى (أبو القاسم (أحمد) حفيد الخليفة العباسي الناصر لدين الله، واتجه إلى الشام عام 657هـ / 1259م (ابن عبد الظاهر، 1976)، (اليونيني، 1992، ج1). ثم وصلت هذه الأخبار إلى السلطان المملوكي الظاهر بيبرس البندقداري (658-676م/1260-1277م) (ابن شداد (1983)، (العباسي الصفدي، 2003)، (العسقلاني، 1977) في مصر من نوابه على الشام، فأرسل في طلبه؛ إذ راودته فكرة إحياء الخلافة العباسية من جديد في مصر (حسن، 1948)، (غانم، 1978)، (بدوي، 1978)، حطيط، 1990)، (عبد الله، 2004)، (جاسم، 2008)، (سلامة، 2002)، (1984 ,Ayalon, 1960) ,(Holt).
وبعد وصول الأمير أحمد إلى مصر قام بيبرس وكبار رجال دولته بمبايعته، وأمر بنقش اسمه على السكة والدعاء له في الخطبة عام 659هـ / 1261م، ولقب بالمستنصر بالله (659-660هـ/ 1261-1262م) (ابن دقماق، 1985، ج1)، (السيوطي، 2013). لكن بيبرس خشي على سلطته من وجود الخليفة العباسي فأشار عليه بضرورة الرجوع إلى بغداد واستعادة عرشه هناك، وسرعان ما تم تجهيز الخليفة بعدد من الفرسان للرحيل إلى بغداد، وفى الطريق هاجمه التتار وقتلوه عام 660هـ/1262م. وبعدها بحث بيبرس عن أمير آخر من البيت العباسي لينصبه خليفة، ووجد ضالته في أمير يدعى (أبو العباس أحمد)، فأرسل في طلبه وبايعه بالخلافة عام 661هـ/1263م، ولقب بالحاكم بأمر الله (661-701هـ / 1262-1302م) (القلقشندي، 1985، ج2)، (ابن تغري بردي ،1992 ، ج7، السيوطي، 1967، ج2). ثم تعاقب بعد ذلك توارث الخلافة بين أفراد البيت العباسي في مصر خلال العصر المملوكي حتى نهايته؛ إذ انتهت بعد أن سيطر العثمانيون على الخليفة العباسي الأخير المتوكل على الله (914- 923هـ /1508-1517م) (حاجي خليفة، 2010 ، ج3، وقيام السلطان العثماني سليم الأول (918-926هـ / 1512-1520م) (القرماني، 1992، ج3)، (الغزي، 1997، ج1)، (طقوش، 2013) بنقله للقسطنطينية عام 923هـ / 1517م (ابن اياس، (5 اعتماده 1984، ج3، ،(طرخان ،(1959)، (الغامدي، 1415هـ) (2015 ,Banister).
ويبدو أن العلاقات بين سلطنة دهلي والمماليك في عهد محمد بن تغلق كانت مميزة؛ ويظهر ذلك في احتفاء المصادر المملوكية بالسلطان الهندي، فقد أشارت إلى أن اسم هذا السلطان هو (أبو المجاهد محمد بن طغلق شاه) ، وأنه أعظم ملوك الأرض شرقاً وغرباً، وسمته في بلاده (الإسكندر) (الثاني) (العمري، 1988)، (القلقشندي، 1915، ج7، ) ، (ابن حجر العسقلاني، 1972 ، ج5) ، (ابن قاضي شهبة، 1994، ج2)، السحماوي، 2009 ، ج2). ونلاحظ أن لقب المجاهد الذي ارتبط باسم محمد بن تغلق، والذي ظهر في الألقاب التي ذكرتها عنه المصادر المملوكية ارتبط إلى حد كبير بفكر السلطان الهندي الذي حرص على عدم فصل الدين عن الدولة، وظهر ذلك في على الشيوخ والصوفية في خدمة الدولة (أمير خورد (1885)؛ وقد عبر أحد الباحثين عن ذلك بقوله: " في الدولة الإسلامية لم تكن دلهي عاصمة الإمبراطورية؛ بل كانت قوة الإسلام والملك لم يكن حاكم الشعب؛ بل كان أمير المؤمنين، قاهر الكفار وحامي الإسلام. والجيش لم يكن جيشاً ملكياً؛ بل كان عسكر الإسلام. وقانون الدولة لم يكن قانوناً علمانياً أو إنسانياً ؛ بل كان شريعة الإسلام. والدولة لم تكن غاية في حد ذاتها، شأنها في ذلك شأن دولة الإغريق، بل وسيلة لخدمة مصالح الإسلام" (1984 ,Lal). وقد رأى بعض الباحثين (جاكسون، 2003) (1990 ,Nizami) أن السلطان الهندي هنا كان متأثراً بفكر الفقيه ابن تيمية (ت.728هـ / 1327م) (الزين، 1979)، (أبو زهرة، 1991؛ الذي كان يرى أن السبيل الوحيد لإنقاذ العالم الإسلامي من الحالة المتردية التي وصل إليها في عصره هي تشجيع الاجتهاد والجهاد.
وكانت المكاتبات الرسمية التي ترسل إليه من ديوان الإنشاء المملوكي تتم باللونين الذهبي والأسود؛ إذ كانت الديباجة تكتب بالذهب كالآتي: "أعز الله تعالى أنصار المقام العالي، السلطاني العالمي، العادلي، الملكي، الفلاني"، وغيرها من الألقاب في سطرين كاملين، وبعد السطرين يكتب اسم السلطان في سطرين على هذا الشكل: (أبو المجاهد محمد بن السلطان .. طغلق شاه زيدت عظمته). ثم يكتب بعد ذلك صيغة للدعاء للسلطان، ثم المقصد من الرسالة ابن ناظر الجيش، 1987).
وقد ذكرت بعض المصادر العمري (1988)، (القلقشندي، 1915، ج7)، (السحماوي، 2009، ج2). صيغة هذا الدعاء؛ وكانت كالآتي: " ولا زال سلطانه للأعداء مبيراً، وزمانه بما يقضي به من خلود ملكه خبيراً، وشأنه وإن عظم يتدفق بحراً ويرسي ثبيراً، ومكانه يملأ الأرجاء أرجاً والوجود عبيراً، وإمكانه يستكين له الإسكندر خاضعاً وإن جاز نعيماً جماً وملكاً كبيراً .. ". ويبدو هنا الاحتفاء الكبير من المصادر المملوكية بالسلطان محمد تغلق، والذي نلمح إعجاباً كبيراً من هذه المصادر به وبسلطنته.
أما عن علاقته بسلطنة المماليك في مصر؛ فقد ذكر القلقشندي (1915، ج5)، أن هذا السلطان كان معاصراً للسلطان الناصر محمد بن قلاوون وذلك من دون أن يذكر وجود علاقة مباشرة بينهما أو يشير إلى أية تفاصيل أخرى. لكن المصادر المملوكية الأخرى (مجهول، 1919) ، (العمري 1988) ،(المقريزي، 1997، ج3)، (ابن قاضي شهبة، 1994، ج2) أكملت الصورة بحديثها عن وجود علاقات دبلوماسية بين الطرفين جاءت بشكل تدريجي؛ فقد أرسل محمد بن تغلق ثلاث سفارات على الأقل من بلاطه إلى مصر خلال فترة حكمه Auer, 2012) (Conermann, Kollatz2019). وكانت البداية من جانب السلطان الهندي؛ فقد أرسل السلطان محمد بن تغلق سفارة إلى سلطان مصر عام 730هـ / 1331م تحمل أموالاً وكتاباً ومقلمة من ذهب وغيرها من الهدايا الثمينة، ولما سمع صاحب اليمن الملك المجاهد سيف الدين علي (721- 764هـ / 1322-1364م) (ابن تغري بردي 1992، ج11، (النويري، 1423هـ، ج 33) بهذه الهدية طمع فيها، فأغرى المماليك الذين كانوا بصحبة رسول السلطان محمد بقتل هذا الرسول، فلما فعلوا قتلهم وظفر بالهدية. وقد ذكر ابن حجر العسقلاني (1972، ج5) تفاصيل هذه الهدية بقوله: "وورد" كتابه إلى الناصر في مقلمة ذهب زنتها ألفا مثقال مرصعة بجوهر قوم بثلاثة آلاف دينار، وجهز مرة إلى السلطان مركباً قد ملئ من التفاصيل الهندية الفاخرة الفائقة، وأربعة عشر حقاً قد ملئت من فصوص الماس وغير ذلك".
ولم تشر المصادر المملوكية إلى رد فعل سلطان الهند على تلك الحادثة، حين اهتمت برصد ما قام به السلطان الناصر محمد ؛ الذي أرسل لحاكم اليمن يؤنبه أن على فعلته ويشبهه بقطاع الطرق، وعندما حاول حاكم اليمن التودد للسلطان بإرسال هدية له تتضمن بعض ما كان في هدية سلطان الهند رفضها الناصر وأمر بحبس رسل حاكم اليمن ( العمري، 1988) ، (المقريزي، 1997، ج 3)، (2019 ,Vallet). ويبدو السلطان محمد بن تغلق حين علم بما حدث لسفارته قرر أن يعاود الكرة من جديد في العام التالي؛ إذ أرسل في العام التالي سفارة أخرى عام 731هـ/1331م مع سبعة سفراء إلى مصر، واحتفى بها السلطان الناصر وأكرم السفراء وخلع عليهم بكتاش، 2010، ج1).
ولم توضح أغلب المصادر المملوكية دافع السلطان محمد بن تغلق من وراء هذا السلوك الودي تجاه السلطان الناصر، باستثناء الصفدي (1998، ج4)؛ الذي ذكر أن سبب سفارة السلطان الهندي للناصر رغبته في أن يخرج من الهند ركب سنوي إلى مدينتي مكة والمدينة من أجل الحج، ولما ذكرت له حاشيته أن المدينتين تخضعان لسلطان المماليك الناصر محمد بن قلاوون، أمر بتجهيز سفارة وهدية نفيسة للسلطان المملوكي لطلب الإذن منه بذلك.
وقد افترض بعض الباحثين (سرور، (دت)، (المشهداني، 2015)، (موير، 1995)، (1901 ,Prasad, 1936) ،(Mahdi, 1933) ،(Lane-Poole) أن هذا مع التحرك من جانب محمد بن تغلق ربما كان رغبة من سلطان الهند في التحالف مماليك مصر ضد مغول فارس الإيلخانيين (651-756هـ / 1253-1355م) (شبولر، 1982)، (طقوش، (2007)، وذلك استناداً إلى مشروعه التوسعي الكبير لغزو خراسان (جاكسون، 2003)، عبد الرحمن (2016)؛ فقد كان السلطان محمد يخطط لغزو خراسان بتشجيع من الأمراء والحاشية الخراسانيين (برني، 1862)، والذين كانوا يملؤون بلاطه وشكلوا جزءاً مهماً من جيشه؛ إذ جذبهم سخاؤه وحسن تعامله ابن بطوطة، 1997 ، ج3) . لكن هناك من الباحثين ،( جاكسون، 2003)، (,Ahmed 1961 من يرى أن تحرك محمد بن تغلق كان يستهدف التحالف ضد الجغتائيين (شبولر ، (1996 وليس الإيلخانيين، وهو الاحتمال الأقرب للصواب.
ونحن نعلم أن محمد بن تغلق كان على علاقة سيئة مع الخان ترماشيرين (726- 735هـ / 13341326م) (ابن بطوطة 1997، ج 3) (جاكسون، 2003) حاكم الجغتائيين، والذي قام بمحاولة غزو سلطنة دهلي مستغلاً انشغال السلطان بمواجهة ثورات الخارجين عليه ،(برني، 1862)، (سرهندي، 1931)، (1975 ,Jackson)، وعلى الرغم من نجاح محمد بن تغلق في التصدي لهذا الغزو وردعه لكنه سعى إلى التحالف مع الإيلخانيين في إيران بزعامة الإيلخان أبي سعيد (716-735هـ / 1316-1335م) شبولر ،(1982) ،(طقوش، (2007)، (1968 Boyle) ضد ترماشيرين (سرهندي، 1931)، (جاكسون (2003). في الوقت الذي كانت العلاقات بين الناصر محمد بن قلاوون وأبي سعيد طيبة؛ فقد سعى أبو سعيد إلى الصلح مع الناصر بعد أن أدرك عدم جدوى الصراع معه، كما رحب الناصر بالصلح لعدم رغبته في تحول البلاط المغولي لمأوى للخارجين عليه، وبالفعل تم توقيع الصلح بين الطرفين عام 721هـ / 1321م، وأرسل أبو سعيد بعدها هدية للناصر احتفالاً بهذا الصلح العمري، 1423هـ، ج 27)، (المقريزي، 1997، ج3). وقد أشار النويري (ت.733هـ / 1332م) (1423هـ، ج33) إلى وجود عديد من السفارات بين الطرفين بعد توقيع هذا الصلح في الأعوام التالية.
ويبدو هنا أن محمد بن تغلق كان يحاول التقرب من الناصر سعياً إلى التوسط للتحالف مع أبي سعيد لعمل جبهة ثلاثية ضد الجغتائيين، خاصة أنه كان قد سبق اتصاله بالناصر اتصال مماثل مع الإيلخان أبي سعيد عام 728هـ/1327 -1328م حاول فيه عمل تحالف عسكري ضد ترماشيرين، لكن الإيلخان لم يستجب لهذا التحالف على الرغم من رده الودي على السلطان الهندي (شبانكاري، 1363هـ)، (خوافي، 1960)، (جاكسون، 2003)، (1988 ,Siddiqi). لكن هذا الافتراض يبدو ضعيفاً؛ خاصة أن العلاقات بين محمد تغلق وترماشيرين سرعان ما تحسنت وتبادلا الهدايا والرسائل بحسب رواية ابن بطوطة (1997، ج 3) ، وقد فسر بعض الباحثين (جاكسون، 2003)، (1988 ,Siddiqi) هذا التحول لاعتناق تر ما شيرين للإسلام بعد عام 725هـ / 1324م (العمري، 1423هـ، ج27) ، وما يهمنا هنا انتهاء العداء بينهما مما يجعل محاولة تقربه من السلطان المملوكي بعيداً عن هذه الغاية.
والواقع أن تغطية المصادر المملوكية وكذلك الهندية لهذه العلاقة تظهر بشكل واضح أن هدف محمد ومن تبعه من السلاطين كان هو الحصول على الاعتراف من الخلافة العباسية في المقام الأول وليس لمحاولة التحالف ضد الجغتائيين. وقد ظهر ذلك في السفارة التالية التي أرسلها لمصر بعد عدة سنوات؛ فقد ذكرت المصادر المملوكية (الشجاعي، 1985، ج1)، المقريزي ،1997، ج3)، (ابن قاضي شهبة، 1994، ج2) ، ابن شاهين الظاهري، 2002، ج1-1 أن السلطان محمد بن تغلق أرسل سفارة جديدة لمصر عام 744هـ / 1344م محملة بهدايا ثمينة لسلطانها الناصر، وقد بدا بوضوح في هذه السفارة الغرض الحقيقي لسلطان الهند من هذا التقارب؛ وهو الحصول على تفويض بحكم السلطنة من الخليفة العباسي الحاكم بأمر الله الثاني (741-753هـ / 1341-1352م) (ابن دقماق، 1985، ج1)، (ابن تغري 1997، ج1)، (السيوطي، 2013). فقد كتب محمد بن تغلق للناصر يخبره أنه وأهل مملكته على دين الإسلام ويقيمون شعائره، لكن ذلك لن يكتمل من دون ولاية الخليفة العباسي، ويطلب من السلطان أن يتوسط لدى الخليفة العباسي لكي يمنحه تقليداً بحكم سلطنة دهلي، وأن يرسل هذا التقليد مع فقيه مسلم ليفقههم في الدين. وكان مبعوث السلطان الهندي أحد شيوخ الصوفية ويدعى (الحاج رجب البرقعي) (ابن بطوطة 1997، ج 3، وقد مكث المبعوث في القاهرة عامين قبل أن يعود إلى الهند عام 746هـ / 1345-1346م يحمل التقليد الشرعي لسيده من الخليفة العباسي الحاكم بأمر الله؛ فقد لبى السلطان الناصر طلب محمد بن تغلق، وطلب من الخليفة أن يمنح السلطان الهندي التقليد، وأرسله في صحبة شيخ شيوخ الديار المصرية بردي، (ركن الدين الملطي) إلى جانب بعض الهدايا الثمينة (المقريزي، 1997، ج3).
وعلى الرغم من ذلك فمن الغريب أن المصادر الهندية (برني، 1862)، (بداوني، 1397هـ، ج1 تذكر أن الحاضرة دهلي استقبلت بحفاوة بالغة في العام نفسه 744هـ / 1344م مبعوث الخليفة العباسي الحاكم بأمر الله الثاني ويدعى (الحاج سعيد الصرصري) (ابن بطوطة 1997، ج1) ومعه التقليد الشرعي بحكم الهند للسلطان محمد بن تغلق مع الخلع والألقاب السلطانية. وكان استقبال مبعوث الخليفة ومرافقيه حافلاً، وكان يوماً مشهوداً في الحاضرة دهلي التي ارتدت ثوب الاحتفال وتزينت تكريماً لهذه الزيارة المرتقبة، وأصدر السلطان أوامره بنثر الذهب والفضة على الحشود التي جاءت للاحتفال بهذا التقليد. كما قام شاعر البلاط التغلقي بدر چاچ (ت.814هـ /1412م) (1995 ,Hadi) بوصف هذه المراسم في ديوانه الشهير (بدر ،چاچ (1884 وقد أكد ابن بطوطة (1997، ج1) أيضاً على هذه الزيارة ومظاهر الاحتفال " ودخل المدينة كذلك والسلطان أمامه على فرسه وعن يمينه وشماله الأميران اللذان كساهما الخلعتين العباسيتين، والمدينة قد زينت بأنواع الزينة وصنع بها إحدى عشرة قبة من الخشب، كل قبة منها أربع طبقات في كل طبقة طائفة من المغنين"، في الوقت الذي لم تشر فيه المصادر المملوكية إلى هذا الحدث على الرغم من احتفاء المصادر الهندية به.
وكما يبدو هنا فإن هذا المبعوث كان بالتأكيد رداً على سفارة سابقة من السلطان الهندي للخليفة العباسي، ونجد لدى ابن بطوطة (1997، ج1) رواية توضح حقيقة هذا المبعوث؛ فيذكر أن هذا الشيخ حين علم برغبة السلطان الهندي في التواصل مع الخلافة العباسية في مصر والحصول على تفويض منها بحكم سلطنته اتجه من مكة إلى مصر، وهناك التقى بالخليفة العباسي المستكفي بالله (701-740هـ/1302 -1340م) (ابن دقماق، 1985، ج1)، (القلقشندي، 1985، ج2)، (ابن تغري بردي، 1997، ج1) في القاهرة وأعلمه بالأمر ، ورحب الخليفة العباسي بذلك، وأرسل التفويض للسلطان مع الخلع والهدايا مع الشيخ سعيد، الذي سارع بهم إلى السلطان محمد بن تغلق كما رأينا.
ولا نعرف سر تجاهل المصادر المملوكية لهذه السفارة. ويلمح بعض الباحثين (جاكسون، 2003)،(2019 ,Conermann, Kollatz) إلى أنها ربما كانت سفارة غير رسمية من المماليك بل كان مبعوثاً غير رسمي من الخلافة نفسها، لكنه أمر مستبعد لأن الخليفة العباسي كان من الصعب عليه القيام بهذه الخطوة من دون مباركة السلطان، وكان سلاطين دهلي وغيرهم من سلاطين الهند يدركون هذه الحقيقة، لذلك كانوا يحرصون على الاتصال بسلاطين المماليك وتقديم الهدايا لهم أولاً قبل الشروع في الاتصال بالخليفة العباسي.
وقد زعمت بعض المصادر المملوكية (الصفدي، 2013، ج3)، (ابن قاضي شهبة، 1994، ج2) أن محمد بن تغلق اتخذ لقب خليفة الله في أرضه "ونعته في بلاده سلطان العالم إسكندر الثاني خليفة الله في أرضه"، لكن يبدو أن الأمر اختلط عليهما ؛ فالثابت أن محمد بن تغلق ذكر هذا اللقب على عملاته مقترناً باسم الخليفة العباسي المستكفي وليس اسم السلطان نفسه (884 Wright,) ،(Lane pool .(Wright, 1907) ،(1936
وإذا ما حاولنا تفسير محاولة السلطان محمد بن تغلق إقامة علاقات دبلوماسية مع المماليك فلا بد أن يكون ذلك في إطار يشمل ثلاثة محاور؛ المحور الأول: وجود الخلافة العباسية في مصر، والمحور الثاني : هيمنة المماليك على الحجاز والحرمين الشريفين، والمحور الثالث: العلاقات التجارية المميزة بين الجانبين.
وفيما يخص المحور الأول؛ بدا لنا بجلاء أن السلطان الهندي كان يهدف من هذه العلاقات الدبلوماسية أن يسمح له السلطان المملوكي بالاتصال بالخليفة العباسي في مصر للحصول على تفويض شرعي بحكمه لسلطنته في محاولة لتعضيد حكمه سيراً على نهج أسلافه من حكام السلطنة. وقد يظهر هنا تساؤل فيما يخص حرص السلطان على الحصول على هذا التفويض ؛ وهو إذا كان سلاطين دهلي يحكمون رعية غالبيتها من غير المسلمين فلماذا يحرصون على الاهتمام بتقليد إسلامي له أبعاد أيدلوجية ليس لها تأثير على رعيتهم بشكل كبير ؟
والواقع أن اهتمام السلطان هنا بهذا التأثير الأيدلوجي لم يكن يستهدف رعيته الهنود بقدر ما كان يستهدف النخبة من رجال البلاط وكبار رجال الجيش؛ فكما نعلم أنه مع وصول سلاطين دهلي للحكم ظهرت طبقة جديدة من الهنود المسلمين جنباً إلى جنب مع الأتراك وغيرها من العناصر ، وبدأ السلاطين بالاعتماد عليهم بما وصفه البعض (2009 ,Kumar) بأنه "عملية تجذير للسلطنة في شبه القارة الهندية"؛ لذا فإن هذه الطبقة هي التي كانت مستهدفة بهذا التأثير الأيدلوجي على الجانب الآخر لم يكن هذا يعني أن السلاطين الهنود أهملوا موقف رعيتهم غير المسلمين في أثناء قيامهم بهذه الخطوة، فمقابل هذا الاهتمام بالأيدلوجية الإسلامية حرصوا على منح رعاياهم الهنود حرية دينية كبيرة وسمحوا لهم بكثير من الطقوس الوثنية ابن بطوطة، 1997، ج3)، كما تم تعيين بعضهم ضمن رجال البلاط والجيش والحكام المحليين (برني، 1862). وقد حاول برني (1862) أن يثبت أن سلوك محمد بن تغلق كان مرجعه تقواه الدينية إزاء الخليفة، فقد ذكر أن إيمان السلطان العظيم بالخليفة جعله يقول: "لولا الخوف من قطاع الطرق في الطريق لأرسلت كل خزائن دهلي إلى القاهرة". وهذا التفسير من جانب برني (1972) لموقف السلطان يأتي في ضوء ما كتبه عن الخلافة وفضلها، وما رسمه حولها من هالة مقدسة بوصفها النموذج الأسمى للحكم في التاريخ الإسلامي. ولا شك أن برني كان معبراً هنا بوصفه رجل بلاط- عما يدور من فكر سياسي في وسط النخبة الحاكمة؛ فقد كان الفكر السياسي لسلاطين الهند المسلمين في العصور الوسطى بوجه عام يقوم بصورة أساسية على محاولة التوفيق بين الدين والدولة (1962 ,Aziz).
وقد لاحظ البيروني (1993) هذا الأمر حينما تحدث عن وجود انسجام كامل بين الدين والدولة في المجتمع الهندي؛ ففي مجتمع تغلب عليه النزعة الدينية كان من أبجديات السلطة الحاكمة أن تقيم وزناً للدين في فكرها السياسي، وأن تربطه بشؤون الحكم وسياسة الرعية. وفي مجتمع الهند الإسلامية لم يكن هناك أفضل من الخلافة لكي ترتبط بها النخبة الحاكمة في ظل محاولتها التوفيق بين الدين والدولة.
ومع ذلك فإنه من الصعب إسباغ الطابع الديني على محاولة محمد بن تغلق بشكل مطلق، فهذه الحماسة على سبيل المثال كما رأى أرنولد (1971) لم تواكبها حماسة مماثلة في محاولة نشر الإسلام بين الهنود الوثنيين سواء من محمد بن تغلق أو غيره من سلاطين دهلي باستثناء حالات قليلة منهم.
أما عن المحور الثاني المتعلق بهيمنة المماليك على الحرمين الشريفين، فهو بلا شك يرتبط بالمحور الأول من حيث هدفه الأيدلوجي؛ فالسلاطين الهنود حرصوا على تأمين موكب الحجاج الهنود إلى الحجاز الصفدي 1998، ج4)، وإرسال الهدايا والعطايا للعلماء والقائمين على الحرمين الشريفين، إلى جانب إنشاء المدارس والأوقاف لخدمة طلبة العلم وسكان مكة والمدينة (1997 ,Meloy19) ،(Mortel). ولا شك أن هذه الأمور لم تكن لتحدث من دون مباركة سلاطين المماليك، خاصة وأن بعض موظفي السلطة المملوكية في الحجاز كانوا يقومون في بعض الأحيان بتجاوزات ضد المنشآت التي أقامها السلاطين الهنود هناك، مما كان يستدعي تدخل السلاطين المماليك في بعض الأحيان لإعادة الأمور إلى نصابها.
وفيما يخص المحور الثالث الخاص بالعلاقات التجارية، فنحن نعلم أن العلاقات التجارية بين مصر والهند كانت نشطة للغاية خاصة تجارة الكارم، وقد ساعدت الأرباح الطائلة التي كان يجنيها الطرفان منها على تشجيع السلطات الحاكمة لتقوية وتعميق هذه التجارة وغيرها. وعلى الرغم من أنه لا توجد إشارات مباشرة حول وجود مراسلات دبلوماسية بين سلاطين دهلي وسلاطين المماليك بشأن هذه العلاقات التجارية، لكن لدينا إشارات وردت في المصادر المملوكية حول وجود سفارات بشأن هذه التجارة بين بعض سلاطين سيلان (ابن عبد الظاهر (1961)، بيبرس المنصوري، 1998) و گجرات (ابن إياس 1984، ج 4 وبعض سلاطين المماليك، ولا شك أن هذه السفارات كانت امتداداً للعلاقات السابقة بين سلاطين دهلي والمماليك على المستوى التجاري.
وفيما يخص السلطان فيروز شاه تغلق (752-790هـ / 1351-1388م) الذي ورث حكم سلطنة دهلي عن ابن عمه السلطان محمد بن تغلق فلا نجد في المصادر المملوكية إلا إشارة غير مباشرة عن علاقته بالخلافة العباسية؛ إذ يشير المقريزي (1997، ج4) في تأريخه لحوادث عام 754هـ / 1353م إلى عودة الشيخ ركن الدين الملطي إلى مصر بعد أن مكث هناك 10 سنوات ونيف، ولم يقدم أية تفصيلات أخرى تشير إلى أنه حمل أية رسالة للسلطان أو الخليفة.
على الجانب الآخر قدمت المصادر الهندية تفاصيل أخرى بشأن عودة هذا المبعوث لمصر؛ فقد ذكرت أن السلطان فيروز شاه أرسل في مطلع عام 754هـ/1353م وفداً إلى القاهرة على رأسه شيخ الشيوخ المصري ركن الدين الملطي، مبعوث الخليفة السابق، والذي حظي بضيافة السلطان محمد تغلق حتى وفاته، وشيخ الإسلام الشيخ نصير الدين الأودهي (بداوني، 1379هـ، ج1). وأضافت أن الخليفة العباسي المعتضد بالله الثاني (753-763هـ / 1352-1362م) أرسل في العام نفسه سفارة معها تفويض لفيروز شاه بحكم الهند مع الخلع والهدايا والألقاب مثل (سيف الخلافة، وقسيم أمير المؤمنين) ويخاطبه بلقب السلاطين (عفيف، 1890) وقد ذكر كل من سرهندي (1931)، وبداوني (1379هـ ، ج1) أن السفارة كانت عام 757هـ / 1336م. ومن الواضح هنا أنه حدث لبس لديهما في التاريخ واسم الخليفة العباسي؛ فقد ذكرا أن الذي أرسل التفويض هو الخليفة العباسي الحاكم بأمر الله أبو الفتح أبو بكر، وهما هنا يخطئان في اسم الخليفة المعتضد بالله أبو الفتح . وقد حرص فيروز شاه على ذكر هذه الألقاب على عملاته (1907 ,Wright).
وعقب تولي المتوكل على الله الخلافة (763-785هـ/1362-1383م) (ابن دقماق، 1985، ج1) ، (ابن تغري بردي 1997، ج1، قام في العام التالي بإرسال بعثة للهند تحمل تفويضاً جديداً لفيروز شاه، وتمنحه لقب (سيد السلاطين) من دون سائر حكام الهند الآخرين (مجهول، 1973). وفي كتاب فيروز شاه (1954)، اعترف أن ذلك شرف عظيم، وأن طاعته وولاءه وخضوعه للخليفة، باعتباره خليفة للرسول صلى الله عليه وسلم، وأن سلطته تأكدت بوساطة مرسوم الخليفة العباسي الذي يؤكد سلطة الملوك، ولا يوجد ملك يأمن حتى يحصل على التقليد من الخليفة. وحتى نهاية عصر آل تغلق سار خلفاء فيروز على سيرته نفسها في تقديرهم للخلافة العباسية، واستمروا يذكرون اسم المتوكل على عملاتهم (1907 Garg, 2009) ،(Wright).
وبعد نهاية أسرة آل تغلق تصمت المصادر المملوكية وكذلك الهندية عن الإشارة إلى وجود علاقات مباشرة بين سلاطين دهلي وسلاطين المماليك أو الخلفاء العباسيين في مصر، وربما مرجع ذلك أن سلطنة دهلي دخلت في فترة من المشكلات صرفتها عن التفكير في الاتصال بمصر. والإشارة الوحيدة للسلطنة نجدها عند المقريزي (1997، ج7)، ويصف فيها نهاية سلالة آل تغلق، وبداية سلالة السادات بعد غزو تيمورلنك للهند؛ إذ يقول: "وكان ملك الهند صاحب مدينة دله وهي قاعدة الملك. وكان ملكها فيروز شاه بن نصرة شاه من عظماء ملوك الإسلام فلما مات ملك دله جاء بعده مملوكه ملو وعليه قدم الأمير تيمورلنك بعد سنة ثمانمائة وأوقع بالهند وقيعة شنعاء وخرب مدينة دله وعاد إلى بلاده فأتى بلاد الشام بعد ذلك. وكان ملو قد فر منه فعاد مسير تيمورلنك إلى دله ومضى منها إلى ملطان فخرج عليه خضر خان بن سليمان وحاربه فقتل في الحرب. وكان قد ملك دله دولة يار فنازله خضر خان وحصره مدة ففر منه وملك خضر خان دله حتى مات فقام من بعده ابنه مبارك شاه بن خضر خان".
يشير المقريزي هنا إلى نهاية حكم السلطان محمود شاه الثاني، والذي أسماه هنا بالخطأ فيروز شاه واستيلاء وزيره ملو إقبال خان سرهندي، 1931)، (جاكسون، 2003 على حكم السلطنة، قبل أن يقوم تيمورلنك بغزو الهند عام 800هـ /1397م (تیمور ،گورکانی 1342هـ)، (يزدي، 1379هـ)، (شامي، 1363هـ)، (المشهداني، 2008)، (Lal980) وهاجم السلطنة في حملة دموية بررها البعض (يزدي، 1379هـ)، (شامي، 1363هـ ) بدافع ديني معللاً ذلك بمنح حكام المسلمين لرعاياهم الهندوس قدراً كبيراً من الحرية على حساب المسلمين، وبررها بعضهم الآخر (ابن عربشاه، 1817)، (جاكسون، 2003)، (1986 ,Roemer) بمحاولة تيمور استغلال حالة التفكك السياسي التي ضربت أرجاء السلطنة في الحصول على مكاسب سياسية واقتصادية. وأشار المقريزي (1997، ج7) بعد ذلك إلى فرار ملو إقبال خان من دهلي نحو إقليم ملتان الذي كان يحكمه خضر خان (817-824هـ / 1414-1421م) منذ عهد فيروز شاه، وتصدى له الأخير وقتله، ثم اتجه إلى دهلي واستولى عليها مؤسساً بذلك بداية حكم السادات في السلطنة، وخلفه في الحكم ابنه مبارك شاه (سرهندي، 1931)، (الهروي، 1995، ج1).
ولم يشر المقريزي إلى وجود أية اتصالات بين خضر خان وخلفائه بالمماليك أو الخلافة العباسية في مصر، على الرغم من أن بعض الممالك الهندية المعاصرة له حرصت – كما سوف نرى على الاتصال بالخلافة العباسية في مصر للحصول على التقليد الشرعي بحكم ممالكهم، لكننا يمكن أن نجد في المصادر الهندية ما يوضح سر ذلك التجاهل من سلاطين السادات إلى التواصل مع الخلفاء العباسيين على العكس من أسلافهم من حكام السلطنة؛ فقد أشارت تلك المصادر إلى أن خضر خان وخلفاءه كانوا يحكمون دهلي باسم تيمورلنك ويؤدون الخراج له، ولم يحمل خضر خان لقب سلطان بل اكتفى بلقب الرايا) (العليا) (سرهندي، (1931)، (الهروي، 1995، ج1). وعلى ذلك فإن السادات ربما لم يجدوا حاجة إلى التواصل مع الخلافة العباسية في مصر للتأكيد على شرعية حكمهم في ظل توجههم نحو المغول الذين رأوا فيهم مصدراً أفضل لتثبيت دعائم حكمهم . وعلى الرغم من ذلك التجاهل إلى التواصل مع مصر، نجد أن خلفاء خضر خان قد حرصوا على ذكر أسماء الخلفاء العباسيين على عملاتهم Thomas)، بل وحملوا على هذه العملات لقب (نائب أمير المؤمنين) (1884 ,Wright, 1907) (Lane pool). ويمكن تفسير ذلك في ضوء حرصهم على إرضاء رعيتهم المسلمين خاصة وأن الممالك المجاورة لهم كانت تقوم بالأمر نفسه.
كما لم ترد في المصادر المملوكية أية إشارة إلى الحكام اللودهيين، ولا إلى وجود علاقات بينهم وبين المماليك في مصر، فكما يبدو أن الحكام اللودهيين تقوقعوا على أنفسهم، واكتفوا بالحصول على دعم القبائل الأفغانية وولائها، ولم يحرصوا على التواصل الخلافة العباسية في مصر للحصول على تقليد شرعي بحكمهم كما فعل أسلافهم من حكام السلطنة. وعلى الجانب الآخر، وفي الوقت الذي تجاهل فيه السادات واللودهيون الاتصال بالمماليك والخلافة العباسية في مصر، نجد أن بعض السلطنات الإسلامية مع الهندية الأخرى المعاصرة لهم تحرص على هذا التواصل كما سوف نرى. لكن مع ذلك بهم حافظ اللودهيون على سنة أسلافهم في الإشارة إلى الخلفاء على العملات الخاصة (1907 ,Thomas, 1871) ،(Wright)، بل وحملوا أيضاً لقب (نائب أمير المؤمنين) (1907 ,Thomas, 1871) ،(Wright). ومن الواضح أن الأمر كان مثل أسلافهم السادات لا يعدو أن يكون شكلياً، ربما إرضاءً لرعيتهم، وبدا من الواضح أنهم حتى لم يعرفوا أسماء الخلفاء العباسيين، فاكتفوا بالإشارة إلى الخليفة فقط من دون ذكر اسمه كما جرت العادة.
من خلال ما سبق ظهر لنا وجود علاقات دبلوماسية بين سلطنة دهلي وسلطنة المماليك في مصر. وكانت أغلب السفارات ومحاولات التقريب بين الجانبين تأتي من الجانب الهندي في الغالب، وربما كان مرجع ذلك إلى أن مصالح سلاطين دهلي في هذه العلاقات كانت هي الطاغية على مصالح المماليك في مصر، ومن ثم كانوا هم الأحرص على البدء بها. وكان الهدف الأساسي لهذه العلاقات الحصول على التفويض من الخليفة العباسي بحكم ما يسيطرون عليه من أراض بالهند والرعية المسلمة فيها، وذلك في ظل الصراع السياسي المحموم على السلطة هناك.
وفيما يتعلق بموقف الخلفاء العباسيين من هذا التوجه من جانب سلاطين دهلي، بدا لنا بوضوح أن الخلافة العباسية، التي كانت على وشك الاحتضار في بغداد، لم يكن يعنيها وهي تقاسي ويلات الضعف لمن يذهب التقليد الشرعي بقدر ما كان يعنيها اهتمام سلاطين الهند بالحصول على هذا الاعتراف وما يتبع ذلك من هدايا وأموال كانت في أمس الحاجة إليها.
فالخلافة العباسية حتى بعد إحياء الخلافة في مصر ظلت على وضعها الشكلي في أغلب الأحيان، بل لاقت أحياناً الكثير من الهوان على يد المماليك أنفسهم، وفي ظل هذه الأوضاع لم نكن نتوقع من الخليفة العباسي طموحاً أكثر من شعوره بقيمته الروحية على الأقل، والهدايا والأموال التي تنعش أحواله في كثير من الأحيان. لذلك لم يكن الخليفة يتورع عن منح التقليد الشرعي لأكثر من سلطان في الوقت نفسه.
ومن خلال رصد المصادر المملوكية للعلاقات بين سلاطين الهند والخلفاء العباسيين في مصر يظهر لنا أن هذه اللعبة السياسية لم تغب عن أذهان النخبة المسلمة الحاكمة خارج دهلي، فأقدموا على الخطوات نفسها التي قام بها سلاطين دهلي من مخاطبة الخلفاء العباسيين والتلقب بالألقاب المتعلقة بالخلافة مثل نائب أمير المؤمنين أو ناصر أمير المؤمنين. وفي المقابل حصل بعضهم على اعتراف شرعي من الخليفة أيضاً. وقد اعتبرت المصادر المملوكية أن حرص سلاطين الهند على الحصول على الاعتراف الشرعي من الخلافة العباسية هو بمثابة عادة مقدسة متوارثة؛ فيقول الصيرفي (2002): "فإن العادة إذا تسلطن سلطان بتلك البلاد (يقصد الهند) يجهز هدية ويسأل أمير المؤمنين أن يرسل له خلعته ويوليه على عادة من تقدمه".
(2) العلاقات بين سلطنة گجرات والمماليك
كانت بداية العلاقات بين الطرفين مبكرة منذ عهد السلطان الأول شمس الدين مظفر شاه الأول، فبعد استقلاله عن سلطنة دهلي سعى إلى الحصول على الاعتراف بشرعية حكمه من الخليفة العباسي في مصر المستعين بالله (808-816هـ/1406 -1414م) (القلقشندي، 1985، ج2، السيوطي، (2013)، من أجل تقوية موقفه أمام رعيته، فأرسل على ما يبدو سفارة إلى القاهرة لتحقيق هذا الغرض. ولا نعرف هل تسلّم بالفعل هذا التفويض أو لا، لكن من حسن الحظ أن المصادر المملوكية احتفظت لنا بنص العهد الذي كتبه المستعين بالله للسلطان شمس الدین مظفر شاه (2019 ,Conermann, Kollatz)؛ فقد أورد ابن حجة الحموي (2005)، ونقل عنه القلقشندي ،(1915، ج10) عهداً أصدره الخليفة العباسي بحكم سلطنة دهلي وما يتبعها كتب عام 813هـ / 1410م للسلطان مظفر شاه، وأوردا نص هذا العهد مع وصايا الخليفة للسلطان الجديد.
والملاحظ هنا أن الخليفة العباسي قد منح حاکم گجرات تقليداً بحكم السلطنة على الرغم من أنه لم يكن سلطانها بل مجرد أحد ولاتها؛ إذ عينه السلطان الراحل فيروز شاه حاكماً عليه، لكنه استقل بالولاية بعد الغزو التيموري للهند. لذلك لا يستبعد أنه أرسل للخليفة العباسي يطلب التقليد بشرعية حكمه جرياً على سنة السابقين من سلاطين دهلي. ونلاحظ في العهد الذي كتبه الخليفة العباسي إليه احتفاء واضحاً بالسلطان الجديد ودوره؛ ربما لأن الخليفة العباسي اعتبره وريثاً لسلاطين دهلي وحامياً للمسلمين هناك. وظهر هذا الاحتفاء في قول القلقشندي (1915، ج10): ولم يعهد أنه كتب عن الخلفاء العباسيين القائمين بالديار المصرية عهد لملك من غير ملوك الديار المصرية سوى هذا العهد " .
لكن يبدو أن السلطان لم يتسلّم هذا العهد، فلم تصلنا من عملاته أية عملة تحمل ارتباطاً بالخلافة (1935 ,Singhal)، كما لم تشر المصادر الهندية المعاصرة أو اللاحقة له إلى أية اتصالات مع مصر أو حصول السلطان على تفويض بحكم السلطنة. ولعل وفاة السلطان جاءت قبل وصول التفويض.
ومن الغريب أن السلطان ناصر الدين أحمد شاه وصف حكمه على بعض عملاته بالخلافة " خلدت خلافته"، على الرغم من أنه لم يصلنا من المصادر التاريخية ما يفيد أنه اتخذ لقب خليفة (1935,Singhal). وعلى الرغم من أن السلطان قطب الدين أحمد شاه الثاني أشار إلى الخلافة على بعض عملاته (Wright907)؛ إلا أنه لم ترد في المصادر المملوكية أو الهندية أية إشارة إلى وجود اتصالات له مع مصر.
عادت الاتصالات من جديد بين سلطنة گجرات والمماليك في مصر في عهد السلطان محمود شاه الثاني؛ والواقع أن المحرك الأول لهذه الاتصالات كان ظهور الخطر البرتغالي في مياه المحيط الهندي، وتهديد البرتغاليين للطريق التجاري والسفن التجارية التي تحمل البضائع الهندية إلى أوروبا عبر مصر والشام، مما حرم مصر و گجرات من موارد مالية ضخمة كانوا يجنونها من هذه التجارة، وقد ذكر ابن إياس (1984 ، ج4) أن السلطان محمود شاه الثاني أرسل سفارة إلى السلطان المملوكي قنصوة الغوري (906-922هـ / 1501-1516م) (العصامي، 1998، ج4)، ( ابن طولون، 1998) عام 916هـ / 1511م يطلب منه المساعدة ضد البرتغاليين خاصة بعد انكسار الأسطول المصري الذي سبق إرساله إلى هناك وهزيمته أمامهم. وقد نقل عنه النهروالي (1967)، مع ملاحظة أن الأخير أخطأ بنسب تلك السفارة إلى السلطان مظفر شاه وليس السلطان محمود شاه وكان السلطان المملوكي قد أرسل عام 911هـ / 1506م أسطولاً بحرياً بقيادة أحد مقدميه وهو الأمير حسين الكردي إلى سواحل الهند بعد اعتداء البرتغاليين على السفن التجارية المتجهة إلى مصر، واستنجاد حليفه راجا زامورين (1938 ,Ayyar) حاكم منطقة كاليكوت (ابن بطوطة، 1997، ج4) على ساحل مليبار (الألوائى، 1955) من الاعتداءات البرتغالية، وقد اتجه الأسطول المصري نحو گجرات بعد أن قام بتحصين ميناء جدة، ثم وصل المياه الهندية؛ إذ انضم له الأسطول الگجراتي. وفي البداية نجحا في هزيمة البرتغاليين الذين لم يتوقعوا قوة الأسطول المصري، لكنهم عادوا بقوة أكبر وأكثر استعداداً تمكنت من هزيمة الأسطولين المصري والحجراتي في معركة ديو البحرية عام 915هـ / 1509م (مجهول، 1988) ، (الأولغخاني، 1910، ج1)، (ابن القاسم 1968 (ابن فهد، 2005 ، ج3)، (المليباري، 1985).
كما ذكر ابن إياس (1984، ج4) أن السلطان قنصوة الغوري أرسل في العام نفسه 916هـ / 1511م رسالة إلى ملوك الهند يطلب منهم أن يعاونوه على مواجهة البرتغاليين بعد أن جهز أسطولاً آخر لقتالهم. وأشار المؤرخ المكي ابن فهد (2005، ج 3) إلى وصول سفير السلطان قنصوة الغوري وهو الطواشي بشير إلى جدة في الفترة نفسها، لكنه لم يذكر أنه كان في طريقه إلى الهند.
وقد أيدت بعض المصادر الهندية (مجهول، 1988)، (المليباري، 1985) ما ذكره ابن ایاس؛ فقد ذكرت أن السلطان المملوكي أرسل سفارة مع رسالة من الخليفة العباسي يعقوب المستمسك بالله (927903هـ / 1497-1516م) (السيوطي، 2013)، (ابن طولون، 1998) إلى السلطان محمود شاه طلب فيها من الخليفة أن يطرد البرتغاليين من السواحل الهندية لأنهم يهاجمون المسافرين إلى جدة والأماكن المقدسة.
وبعد وفاة محمود شاه وتولي مظفر شاه الحكم استمرت العلاقات بين الطرفين، فقد أرسل عام 918هـ / 1512م سفارة إلى السلطان قنصوة الغوري، ولم يكن الغرض من هذه الزيارة مجرد مواصلة التعاون ضد الخطر البرتغالي خاصة بعد وصول الأسطول الگجراتي خلال عهد هذا السلطان لدرجة من القوة مكنته من التصدي للبرتغاليين؛ بل أضاف إلى ذلك إعادة سنة أسلافه في الحصول على تقليد من الخليفة العباسي بشرعية حكمه للسلطنة؛ إذ يذكر ابن إياس (1984، ج4) أن الأمير حسين كردي عند عودته من السواحل الهندية إلى مصر حضر معه سفير من السلطان مظفر شاه مصحوباً بالهدايا للسلطان المملوكي والخليفة العباسي، وطلب من الخليفة تقليداً بحكمه للسلطنة ، وعلى الرغم من أن ابن إياس أشار إلى مظاهر احتفاء قنصوة الغوري بسفير مظفر شاه لكنه لم يشر إلى تسلّمه أي تقليد من الخليفة العباسي، وإن كان من المتوقع أنه تسلّمه بالفعل كما جرت العادة مع أسلافه.
وهكذا كانت العلاقة بين سلطنة گجرات والمماليك امتداداً للعلاقة في مع سلطنة دهلي؛ فقد كانت دوافعها من الجانب الهندي الحصول على تفويض من الخليفة العباسي في مصر كما فعل سلاطين دهلي من قبل. لكن العلاقات شهدت تطوراً جديداً لم يكن حاضراً العلاقة سلطنة مع دهلي؛ فمع ظهور الخطر البرتغالي في مياه المحيط الهندي، وتهديد النشاط الاقتصادي للمماليك وسلطنة گجرات، تعمقت العلاقات بين الجانبين وخرجت من الإطار الدبلوماسي التقليدي إلى التعاون العسكري لمواجهة البرتغاليين.
(3) العلاقات بين سلطنة البنغال والمماليك
لا توجد إشارات في المصادر المتاحة لدينا حول وجود علاقات مبكرة بين سلطنة البنغال والمماليك، على الرغم من أن حكام السلطنة المبكرين مثل فخر الدين مباركشاه، وعلاء الدين شاه حرصوا على ذكر ألقابهم مقترنة بالخلافة العباسية على العملات التي ضربوها في البنغال (Abu Al) ،(Abu Al Hasan, 2014) ،(Wright1907 (Hasan, 2020
وقد أشارت بعض هذه المصادر إلى بعض حكام هذه السلطنة من الأسرة الحاكمة الأولى فيها؛ فقد تحدث المقريزي ،(1997 ، ج7) باقتضاب عن حكام أسرة إلياس شاهي قائلاً : " فأما بنجالة فقام بها رجل من أهل سجستان يقال له شمس الدين فلما مات قام من بعده ابنه اسكندر شاه ثم ابنه غياث الدين أعظم شاه بن اسکندر شاہ بن شمس الدين ومات سنة خمس عشرة وثمانمائة فملك بعده ابنه سيف الدين حمزة فثار عليه مملوكه شهاب الدين وقتله فلم يتهن بعد أستاذه وأخذه الكافر فندو وملك بنجالة وما معها فثار عليه ولده - وقد أسلم - وقتله وملك بنجالة وتسمى بمحمد وتكنى بأبي المظفر وتلقب بجلال الدين ثم جدد ما دثر أيام أبيه فندو من المساجد وأقام معالم الإسلام". وقد ذكر ابن حجر العسقلاني (1998، ج2) التفاصيل نفسها مع بعض الاختلافات البسيطة.
ولا توجد لدينا إشارات إلى وجود صلات بين الطرفين خلال عهد شمس الدين إلياس، ولا حتى ابنه إسكندر شاه، على الرغم من أنهما حملا في بعض عملاتهما ألقاباً مثل: (يمين الخليفة، وناصر أمير المؤمنين ) (,Abdul Karim, 1992) ،(Eaton 1993). لكن بعض المصادر المملوكية أشارت إلى وجود علاقات بين سلاطين المماليك في مصر وسلطنة البنغال في عهد السلطان الثالث من هذه الأسرة؛ إذ يذكر السيوطي (2013) أن سلطان البنغال غياث الدين أعظم شاه أرسل سفارة مع المال والهدايا إلى السلطان المملوكي فرج بن برقوق (801-815هـ / 1399-1412م) (ابن تغري بردي، 1992، ج12، ابن تغري بردي (1997، (ج2) عام 814هـ/1411م "وفي سنة أربع عشرة أرسل غياث الدين أعظم شاه بن إسكندر شاه ملك الهند يطلب التقليد من الخليفة وأرسل إليه مالاً وللسلطان هدية".
وكما يبدو هنا فإن السلطان البنغالي كان هدفه الأساسي من هذه السفارة هو الحصول على اعتراف الخليفة العباسي بشرعية حكمه للسلطنة تشبهاً بسلاطين دهلي، وكان غياث الدين حريصاً على أن يذكر على عملاته الألقاب المرتبطة بالخلافة مثل (ناصر أمير المؤمنين)، و(يمين أمير المؤمنين) (Wright,) ،(Thomas1871 1907). ولم يذكر السيوطي هنا رد فعل السلطان المملوكي أو الخليفة العباسي تجاه هذه السفارة، لكن الأغلب أن الرد كان إيجابياً كما حدث في حالات لاحقة. والواقع أن هذه المحاولة لم تكن الأولى من جانب سلاطين البنغال للحصول على الاعتراف بشرعية حكمهم من الخلافة العباسية بل سبقها فيما يبدو محاولة مبكرة عن ذلك؛ فسلطان البنغال غياث الدين عوض خلجي (604-624هـ / 1208-1227م) (جاكسون، 2003) المعاصر لسلطان دهلي التتمش روج لأخبار تفيد بأنه حصل على براءة سلطانية من الخليفة العباسي، بل وحرص أن يربط اسمه على عملاته بالخلافة، فكتب عليها ألقاب مثل : ( ناصر أمير المؤمنين)، و (قسيم أمير المؤمنين) (1907 Wright) وكان ذلك يعني اعترافاً من الخليفة العباسي بوجود سلطانين مسلمين في الهند الوقت نفسه، وربما يكون غياث الدين قد أرسل الهدايا والأموال للخليفة من أجل الحصول على هذا الاعتراف، لكن لا يوجد لدينا ما يؤيد صحة ما ادعاه حاكم البنغال في هذا الصدد (جاكسون، 2003) (1955 ,Niyogi, 978-9) ،(Dani). ولم تشر المصادر المملوكية إلى أية مراسلات بين عوض والخلافة العباسية. وأشارت بعض المصادر المكية (الفاسي، 1998، ج1)، (الفاسي، 2000 ، ج3)، (العصامي، 1998، ج4)، إلى أنه أرسل أيضاً بعض الهدايا والأموال للتصدق بها على الحرمين الشريفين، وكذلك لبناء مدرسة ورباط وخصص لها الأوقاف للإنفاق عليها.
واستمر الأمر في عصر خلفائه؛ فقد أشارت المصادر المملوكية (ابن تغري بردي، 2013، ج2)، (ابن تغري بردي 1992، ج14) ، (الصيرفي، 1973، ج3)، (السخاوي، 1992، ج8، المقريزي، 1992، ج2، ابن حجر العسقلاني، 1998، ج4) إلى أن سلطان إقليم البنغال جلال الدين محمد شاه أرسل سفارة وهدايا للسلطان المملوكي الأشرف برسباي (825-841هـ / 1422-1437م) (ابن تغري بردي، 1992، ج14)، عام 832هـ / 1429م. وكان الغرض الأساسي منها أن يحصل السلطان الهندي من الخليفة العباسي في مصر المعتضد بالله داود (816-845هـ / 1414-1441م) القلقشندي، 1985 ، ج2 ، ابن تغري بردي ،1997، ج1، السيوطي، 2013) على تفويض بحكم إقليم البنغال، وقد أجابه السلطان المملوكي إلى طلبه؛ فقد حث الخليفة العباسي على منحه التفويض كما أرسل إليه هدية مماثلة.
ولم تصلنا بعد ذلك أية أخبار عن اتصالات بين السلطنة والمماليك أو الخلافة العباسية في مصر خلال الفترات اللاحقة، وحتى سلاطين البنغال اللاحقين لم يحرصوا على ربط أسمائهم بالخلافة على عملاتهم كما فعل أسلافهم، بل إن بعضهم تجاوز ذلك إلى اتخاذ لقب خليفة الله على عملاته (1907 ,Wright).
(4) العلاقات بين سلطنة مالوه والمماليك
كانت أولى الإشارات التي وصلتنا عن هذه العلاقات ترجع إلى عهد السلطان الأول من الأسرة الخلجية، فقد ذكرت المصادر الهندية (شهاب حكيم، 1968م)، (الألغخاني، 1910، ج1)، (الهروي، 1995، ج 3)، (1965 ,Srivastava 1966) ،(Day) أن بلاط مالوه استقبل عام 870هـ / 1466م سفارة من الخليفة العباسي المستنجد بالله (859 -884هـ / 1455-1479م)، تحمل نسخة من القرآن الكريم، والهدايا والخلع إلى جانب البراءة السلطانية للسلطان محمود شاه الخلجي، وقد احتفى السلطان بوفد الخلافة وخرج لاستقباله على رأس كبار رجال حاشيته، وقد أنعم على الوفد بالجياد العربية المسرجة بالسروج والألجمة المرصعة والخلع الموشاة بالذهب ، وأمر بذكر اسم الخليفة العباسي المستنجد بالله في خطبة الجمعة إلى جانب اسمه، وزاد على ذلك أن سك عملة في العام نفسه تحمل ألقاب (يمين الخلافة، ناصر أمير المؤمنين) (1904 ,King). ويبدو أن هذه السفارة كانت على الأرجح رداً على سفارة سابقة من السلطان محمود شاه إلى مصر ؛ فقد كان السلطان الهندي حريصاً على الحصول على تفويض رسمي من الخلافة العباسية بحكم سلطنة مالوه تشبهاً بما قام به سلاطين دهلي السابقين له، وسلاطين السلطنات الإسلامية الأخرى المعاصرة له ويظهر أن محمود شاه أراد استغلال هذا الأمر بصورة أكبر؛ فقص على أسماع رجال حاشيته حلماً رآه في منامه؛ فذكر أنه رأى نفسه في غرفة بها بعض الخلفاء العباسيين مثل أبي جعفر المنصور وهارون الرشيد، وتبادل التحية معهم، ولما سأل أحد الحضور الخليفة المنصور عن ماهية هذا الشخص فأجابه: "هذا محبنا محمود شاه" الألغخاني، 1910، ج1).
ونلاحظ هنا أن المصادر الهندية لم تشر إلى السلطان المملوكي المعاصر في هذه الفترة وهو السلطان الظاهر خشقدم (795-872هـ / 1393-1467م) (ابن تغري 1997، ج2)، لكن هذا الأمر لا يبدو غريباً؛ فكما رأى أحد الباحثين (2019,Meloy) أن محمود شاه كان كسائر السلاطين الهنود الذين يهمهم في المقام الأول علاقتهم بمكة والخليفة العباسي. لكن ذلك لم يكن يعني عدم وجود اتصالات مباشرة بين السلطان شاه وسلاطين المماليك؛ فهناك رسائل متبادلة بين الطرفين حفظتها لنا بعض المصادر المملوكية، فلدينا مخطوطة مملوكية مجهولة المؤلف (4440 MS Arabe Paris, Bn) دراج ، 1958) محفوظة في المكتبة الأهلية بباريس، تضم بين دفاتها رسالتين متبادلتين بين السلطان محمود شاه والسلطان الأشرف قايتباي (872-901هـ / 1496-1468م) (ابن تغري بردي ،1997، ج1)، (السخاوي، 1992، ج3). الرسالة الأولى أرسلها السلطان محمود شاه إلى السلطان المملوكي خشقدم عام 871هـ / 1467م لكنه لم يتسلمها وتسلمها من بعده السلطان الأشرف قايتباي عام 873هـ / 1468م، وكانت عبارة عن شكوى من السلطان محمود من نائب جدة المملوكي جاني بك (ت.867هـ / 1462م) (ابن تغري بردي، 1992، ج16)، (السخاوي 1992، ج 3)؛ إذ كان السلطان الهندي قد قام بشراء دارين بمكة وهدمهما وبنى مكانهما منشآت وأبنية تحمل اسمه، لكن نائب جدة استولى على واحدة من هذه المنشآت وهدمها وبنى لنفسه مكانها داراً له. كما شكى السلطان الهندي أيضاً أنه قد أرسل هدايا لشريف مكة والقضاة وسدنة الحرمين الشريفين إلى جانب الصدقات لكنها لم توزع بشكل يرضيه Arabe 4440, Paris, Bin ) دراج، 1958).
وقد رد السلطان قايتباي على رسالة محمود شاه برسالة جديدة عام 873هـ / 1468م ،(دراج، 1958)، (MS Arabe 4440, Paris, BnF، أي بعد وصول رسالة محمود شاه بعامين، وقد برر البعض 2019 Melo) ذلك التأخير بالظروف السياسية المضطربة في مصر عقب وفاة خشقدم، إلى جانب جهل الموظفين المصريين بسلطنة مالوه. والواقع أن هذه كانت أسباباً مقبولة، لكن يمكن أن نضيف إليها وصول وفد جديد من السلطان محمد شاه إلى السلطان قايتباي؛ فقد أشارت المصادر المملوكية (ابن تغري بردي، 1930، ج 3) ، (ابن شاهين الظاهري، 2002، ج-2ق6)، (الصيرفي، 2002) إلى وصول سفارة من سلطان الهند للسلطان الأشرف قايتباي عام 873هـ / 1469م، من دون تحديد هوية السلطان الهندي أو منطقة حكمه، ولم تقدم تفصيلات أخرى عن هذه الزيارة باستثناء أن السلطان قايتباي أحسن استقبال السفارة.
وأغلب الظن أن هذه السفارة كانت من السلطان محمود شاه؛ فقد وصلت إلى مصر في شهر ربيع الأول عام 873هـ / 1469م، في حين كتب قايتباي رسالته في شهر جمادى الأولى من العام نفسه، أي بعد شهرين تقريباً من وصول الوفد الهندي، ولعل هذا الوفد هو ما حفز قايتباي على التعجيل بإرسال رسالته، وربما أرسل رسالته معهم.
وقد بدأ قايتباي رسالته بديباجة تقدير واحترام للسلطان الهندي، ثم تحدث عن الظروف التي تولى فيها السلطنة خلفاً للسلطان خشقدم، وهو يبدو هنا يعتذر عن التأخر في الرد على الرسالة، ثم حرص على التأكيد على أنه بدأ حكمه بالعدل وإزالة المظالم.
وأوضح قايتباي أنه كان على دراية بما يحدث في جدة وأنه حريص على استئصال ما بها من فساد، وعدد ما أشار إليه محمود شاه من مشكلات، وأكد حرصه على إزالتها وتصحيح الأوضاع هناك. وأخيراً أشار إلى تسلمه للهدايا التي أرسلها محمود شاه، ورد عليه ببعض الهدايا حرصاً على تقوية أواصر الود، ثم ذكر بعضاً من هذه الهدايا مثل (مخمل ذهب، سيف ذو مقبض ذهبي، دبوس مذهب، أقمشة مصرية وغيرها).
وقد استمرت العلاقات الودية بين الطرفين في عهد السلطان غیاث الدین شاه بن محمود شاه الخلجي ، فقد ذكر المؤرخ المكي عمر بن فهد (1998، ج4) أن السلطان الأشرف قايتباي أرسل رسولاً لنائبه على جدة في ربيع الأول عام 876هـ/1471م مع الخلع والهدايا والمراسيم منه ومن الخليفة العباسي المستنجد بالله، وأمره أن يقوم بإرسالها لسلطان مالوه غياث الدين شاه، لكن يبدو أن هذه السفارة تأخرت نتيجة مغادرة السفن المتجهة للهند فصادف أن المراكب سافرت قبل ذلك"، ولم تصل إلى السلطان الهندي والذي بادر بإرسال سفارة منه إلى مصر، فقد أشارت المصادر المملوكية (الصيرفي، 2002) ، (ابن إياس، 1984 ، ج3)، (2019 ,Frenkel) إلى أن السلطان غياث الدين أرسل في جمادى الآخرة عام 876هـ/1471م هدية إلى السلطان قايتباي وكذلك إلى الخليفة العباسي المستنجد، وكان الغرض من سفارته كأسلافه الحصول على تقليد من الخليفة بحكم الهند، وقد رد السلطان على السفارة بهدية مماثلة إلى جانب تفويض الخليفة العباسي. وأغلب الظن أنه استرجع ما تم إرساله لجدة وسلمه لوفد السلطان غياث الدين. وقد ظهر إرسال هذه السفارة على عملات غياث الدين؛ الذي بدأ يشير إلى الخلافة على عملاته (1907 ,Wright). كما ذكر ابن إياس (1984 ، ج 3 ) أن وفداً من عند بعض ملوك الهند قدم إلى مصر يحمل هدية للسلطان قايتباي عام 884هـ / 1479م، وكان في صحبته النائب المملوكي الذي يحكم مدينة جدة. ولم يحدد هنا ابن إياس هوية هذا الوفد ، ولكن على الأغلب كان من السلطان غياث الدين استمراراً للعلاقات السابقة. ولم نعثر بعد ذلك على أية إشارات في المصادر المتاحة عن وجود اتصالات بين الطرفين في الفترة اللاحقة من عمر السلطنة.
(5) العلاقات بين السلطنة البهمنية والمماليك
يبدو أنه لم تكن هناك علاقات مبكرة بين هذه السلطنة والمماليك؛ وعلى الرغم من أن السلاطين الأول في هذه السلطنة مثل علاء الدين حسن شاه، ومجاهد شاه الغالب حرصوا على أن يذكروا أسماءهم على عملاتهم ترتبط بألقاب مرتبطة بالخلافة مثل (يمين الخلافة)، و (ناصر أمير المؤمنين (1935 Speight)، إلا أنها كانت في ألقاباً اعتبارية، فلم نجد في المصادر ما يدعم حدوث اتصالات بينه وبين الخلافة العباسية في مصر، ومن ثم حصوله على الخلع والألقاب.
والإشارة الوحيدة التي وصلتنا عن وجود علاقات بين الجانبين جاءت بعد ثمانية عقود تقريباً من قيام هذه السلطنة؛ إذ يذكر المقريزي ،(1997، ج7) أن ملك كلبرجة أرسل هدية لسلطان مصر عام 831هـ / 1428م مكونة من بعض السيوف وكثير من المنسوجات والألبسة الهندية، كما أرسل بعض الهدايا لأعيان السلطنة، وطلب أن يسمح له ببناء رباط في القدس . ولا شك أن كلبرجة هنا المقصود بها مدينة گلبرگه Gulbarga التي تقع جنوب الهند الندوي، 1353هـ) حاضرة المملكة البهمنية في الدكن. أما الملك المقصود فقد صرح به المقريزي (1997 ، ج7) بعد ذلك بقوله : " شهاب الدين أحمد أبو المغازي بن أحمد بن حسن بهمن وهو الذي بعث الهدية المذكورة". والمقصود به هنا أحمد شاه الأول الذي كان لقبه (أبو المغازي) (1898 ,Codrington).
ولم يقدم المقريزي أية تفصيلات عن موقف السلطان الأشرف برسباي من هذه الهدية، وهل رد عليها بهدية أو لا ؟ وإن كان من الأرجح أنه رد عليها بهدية مماثلة على ما جرت العادة، خاصة أن السحماوي (ت.868هـ / 1464م) (2009، ج2)، يخبرنا أنه قد أُرسلت رسالة لصاحب ( كالبركا) من ممالك الهند عام 838هـ / 1434م. ولم يحدد السحماوي تفاصيل هذه الرسالة، لكنه اكتفى بذكر فاتحة الرسالة التي اشتملت على الألقاب التي منحت لهذا الحاكم في الغالب من الخليفة العباسي مثل (سيف الإسلام والمسلمين، وذخر أمير المؤمنين وغيرها).
وتوحي هذه الرسالة المتأخرة عن تاريخ الهدية الأولى أنه سبقتها مراسلات سابقة ربما كانت تلك الهدية فاتحتها، وأن السلطان البهمني كان يهدف كما جرت عادة السلاطين الهنود المسلمين إلى الحصول على الاعتراف الشرعي من الخليفة العباسي في مصر، وهو الخليفة المعتضد بالله الثالث، وأن الهدية والسفارة الأولى تبعتها سفارات أخرى أسفرت في النهاية عن حصول السلطان أحمد شاه على الاعتراف من الخليفة العباسي، إلى جانب الألقاب والخلع. وتوحي هذه الألقاب بأن السلطان البهمني حوليات الآداب والعلوم الاجتماعية.
قد حصل على تفويض من الخليفة العباسي بحكم السلطنة، لذلك من المحتمل أن التفويض الذي ذكره ابن شاهين الظاهري (ت. 893هـ / 1468م) (1984) أن صاحب الهند حصل عليه من الخليفة العباسي هو الخاص بهذا السلطان " ورأيت في بعض الأوقات كتب عهود بتفويض عدة سلطنات لعدة ملوك من ديوان الخلافة، أحدهم ملك وآخر لصاحب الهند .."، فمن المعروف أن ابن شاهين وضع كتابه في فترة حكم السلطان جقمق (841-857هـ) ، لذا فإن هذا الاحتمال ربما يكون هو الأقرب للصواب.
أن السلطان أحمد شاه كان معروفاً في الدوائر المصرية، ويظهر ذلك في حرص كثير من المصادر المملوكية على الترجمة له؛ فقد وصف بأنه "خير ملوك زمانه" ابن تغري بردي، 1992، ج15)، (السخاوي، 1992، ج1)، (السخاوي، 1993، ج1)، (ابن حجر، 1998 ، ج3، المقريزي، 1997، ج7). ولكن يبدو أن السلطان الهندي لم يهنأ كثيراً بهذا الاعتراف؛ فقد توفي في هذه السنة، وتولى الحكم ابنه السلطان أبو المظفر علاء الدين أحمد شاه الثاني.
ولم تصلنا - وفق المصادر المتاحة لدينا – أية إشارة أخرى إلى وجود اتصالات بين الطرفين، أو محاولة للحصول على اعتراف من الخليفة العباسي في مصر، وخلت العملات التي أصدرها السلاطين اللاحقين من أية إشارة إلى الخلافة، بل على العكس بدأوا يتخذون ألقاباً مثل التي حملها الخلفاء العباسيون مثل المتوكل على الله، والواثق بالله، والمؤيد بنصر الله وغيرها (1898 ,Codrington).
وعلى الرغم من أنه كانت هناك في الهند سلطنات إسلامية أخرى مثل: سلطنة كشمير (747-997هـ / 1346-1588م) (الهروي، 1995، ج1)، (وينك، 2012، ج)، (1969 ,Parmu)، وسلطنة خاندش (784-1009هـ /1370-1601م) في الشمال الغربي من الدكن فرشته، 1388هـ، ج2)، (وينك، 2012، ج3)، (إسماعيل، 2021) (1960 ,Majumdar)، وسلطنة جونبور (شرقي) (796-884هـ/1394- 1479م) شمال شرق الهند (الهروي، 1995، ج3)، (1960 ,Majumdar)، إلا إننا لم نجد في المصادر التاريخية ما يشير إلى وجود علاقات مباشرة بين هذه السلطنات والمماليك في مصر. وعلى الرغم من أن أغلب سلاطين جونبور مثل شمس الدين إبراهيم شاه شرقي وسلالته حرصوا على الإشارة إلى الخليفة العباسي المعتضد بالله الثالث إلى جانب حمل لقب (نائب أمير المؤمنين ) على عملاتهم (Conermann, Kollatz 2019)، (1871 ,Thomas)، لكننا لم نجد في المصادر ما يشير إلى وجود اتصالات مباشرة بينهم وبين الخليفة العباسي في مصر، مما يرجح أنها كانت مجرد ألقاب اعتبارية فقط.
على الجانب الآخر أشارت المصادر المملوكية إلى وجود علاقات بين المماليك مصر وبعض الممالك الهندية غير الإسلامية مثل مملكة دامبدانيا Dambadania ( 745-616هـ / 1220-1345م) (1961 ,Mendis1940) ،(Nicholas) في جزيرة سيلان؛ فقد أشارت تلك المصادر ابن عبد الظاهر (1961)، (بيبرس المنصوري، 1998)، (ابن الفرات، 1942 ، ج7) ، (القلقشندي، 1915، ج7) ، (المقريزي، 1997، ج2) إلى وفود رسل من حاكم سيلان الذي ذكرت أن اسمه (أبو بكباء) أو (أبو نكبا ) أو (أبو أنكيه) عام 682هـ / 1283م إلى حاكم مصر المنصور قلاوون (678-689هـ/ 1279- 1290م) (ابن دقماق ،1985، ج2، ابن حجر العسقلاني، 1961)، تحمل رسالة بالخط الهندي لم يفهمها أحد من بلاط السلطان، فترجم الرسل معناها الذي كان يحمل في بدايته الحرص على وجود علاقات سياسية سلمية بين الطرفين، وأن حاكم سيلان يرفض التعاون مع حاكم اليمن تقرباً لسلطان مصر؛ إذ قال: "السلام، والدعاء للسلطان، وأن بلاد السيلان مصر وبلاد مصر السيلان، وأنه ترك صحبة صاحب اليمن مرة واحدة، وتعلق بمحبة مولانا السلطان خلد الله ملكه " (القلقشندي، 1915، ج7).
والحاكم المقصود هنا هو بهو فانيكا باهو الأول Bhuvanaika Bahu I الحاكم الرابع لهذه المملكة، والذي كان حريصاً على ربط أواصر الصداقة مع المماليك في مصر من أجل تأمين المصالح الاقتصادية لمملكته (1940 ,Nicholas, 1961) ،(Mendis).
وكما يبدو هنا فإن المصالح الاقتصادية كانت هي الدافع الأهم من وراء هذه السفارة، وظهر ذلك في الجزء الثاني من رسالة حاكم سيلان والتي يسوق فيها لمنتجات بلاده المتنوعة، ويظهر عدم رغبته في التجارة مع اليمن مفضلاً التعاون الاقتصادي مع مصر، ويطلب من سلطان مصر صراحة إرسال التجار المصريين لبلاده للتعامل مع هذه المنتجات (190,Mendis) فيقول: " وأن عنده الجواهر واللآلئ والفيلة والقماش الكثير من البز وغيره ، وكذلك البقم والقرفة وجميع ما يطلب الكارم (لبيب، 1952)، وأن عنده في كل سنة عشرين مركباً يسيرها إليه، فيطلق مولانا السلطان التجار إلى البلاد، وأن رسول صاحب اليمن حضر في هذه السنة يتسلم التقادم والفيلة حتى يسافروا إلى اليمن فرده، ولم يعطه شيئاً، وأنه يعبي التقادم والفيلة إلى أبواب مولانا السلطان" (ابن عبد الظاهر، 1961).
ونظراً لأهمية هذه العلاقات التجارية بين الطرفين لما تحققه من مكاسب ضخمة للمماليك، فقد أحسن السلطان المنصور استقبال الرسل وأكرمهم، ثم أرسل معهم رسالة ودية إلى حاكم سيلان المذكور ( بيبرس المنصوري، 1998).
الخاتمة
تمخضت هذه الدراسة عن عدة نتائج مهمة فيما يخص العلاقات الدبلوماسية بين السلطنات الإسلامية في الهند وسلطنة المماليك في مصر ومنها:
كان أبرز هذه العلاقات ما بين سلطنة دهلي وسلطنة المماليك؛ فقد كانت العلاقة الأكثر ثراءً على مستوى السفارات والرسائل المتبادلة بين الطرفين، وكذلك اهتمام المصادر التاريخية في كلتا الناحيتين بالتأريخ لأحداثها. وظهر ذلك في أن السفارات الأربع التي أرسلها سلاطين هذه السلطنة إلى بلاط المماليك والخليفة العباسي في مصر ، قابلتها سفارات أربع موجهة من مصر إلى البلاط الهندي، ناهيك عن الهدايا والعطايا وغير ذلك من مظاهر التقدير.
ومن خلال دراسة العلاقات الدبلوماسية بين سلطنة دهلي والمماليك وضح لنا أن أغلب السفارات ومحاولات التقريب بين الجانبين في الغالب كانت تأتي من الجانب الهندي؛ وربما كان مرجع ذلك إلى أن مصالح السلاطين الهنود في هذه العلاقات كانت الطاغية على مصالح المماليك في مصر، ومن ثم كانوا هم الأحرص على البدء بها. وكان الهدف الأساسي لهذه العلاقات هو الحصول على التفويض من الخليفة العباسي بحكم ما يسيطرون عليه من أراض بالهند والرعية المسلمة بها، وذلك في ظل الصراع السياسي المحموم على السلطة هناك.
ومن خلال دائرة العلاقات بين سلطنة دهلي والمماليك أبانت الدراسة أن سلاطين المماليك رحبوا بهذه العلاقات الدبلوماسية، فعلى الرغم من أنه ظهر جلياً أن هدفها الأساسي كان الحصول على اعتراف من الخليفة العباسي، إلا أن حرص السلاطين الهنود على مهاداة سلاطين المماليك وكسب ودهم كان كافياً بالنسبة إلى المماليك ليحافظوا على هذه العلاقات.
وفيما يتعلق بموقف الخلفاء العباسيين من هذا التوجه من جانب السلاطين الهنود، بدا لنا بوضوح أن الخلافة العباسية، مع دلوك شمسها، لم يكن يعنيها وهي تقاسي ويلات الضعف لمن يذهب التقليد الشرعي بقدر ما كان يعنيها اهتمام سلاطين الهند بالحصول على هذا الاعتراف، وما يتبع ذلك من هدايا وأموال كانت في أمس الحاجة إليها.
فالخلافة العباسية حتى بعد إحياء الخلافة في مصر ظلت على وضعها الشكلي في أغلب الأحيان، بل لاقت أحياناً الكثير من الهوان على يد المماليك أنفسهم، وفي ظل هذه الأوضاع لم نكن نتوقع من الخليفة العباسي طموحاً أكثر من شعوره بقيمته الروحية على الأقل، والهدايا والأموال التي تنعش أحواله في كثير من الأحيان. لذلك عضوا عليها بالنواجذ، بل لم يتورع الخليفة عن منح التقليد الشرعي سلطان هندي في الوقت نفسه.
ومن خلال دراسة العلاقة بين سلطنة گجرات والمماليك، أظهرت الدراسة أن هذه العلاقة في بدايتها كانت امتداداً للعلاقة مع سلطنة دهلي؛ فقد كانت دوافعها من الجانب الهندي هو الحصول على تفويض من الخليفة العباسي في مصر كما فعل سلاطین دهلي من قبل. لكن العلاقات شهدت تطوراً جديداً لم يكن حاضراً في العلاقة سلطنة دهلي؛ فمع ظهور الخطر البرتغالي في مياه المحيط الهندي، وتهديد النشاط الاقتصادي للمماليك وسلطنة گجرات تعمقت العلاقات بين الجانبين وخرجت من الإطار الدبلوماسي التقليدي إلى التعاون العسكري لمواجهة البرتغاليين.
على الجانب الآخر، أوضحت الدراسة أن العلاقات الدبلوماسية بين سلطنة البنغال وسلطنة المماليك لم تبدأ في فترة مبكرة؛ بل بدأت متأخرة نوعاً ما، لكن هذه العلاقات شهدت سفارات متبادلة بين الجانبين، وتمحورت هذه العلاقات حول الاهتمام التقليدي بالحصول على الاعتراف بشرعية حكم السلطنة من الخليفة العباسي.
أما بشأن العلاقات الدبلوماسية بين سلطنة مالوه وسلطنة المماليك، فقد أثبتت الدراسة حرص سلاطينها على الاتصال بالمماليك في مصر، وتميزت العلاقات هنا بعدم الاكتفاء التقليدي بالحصول على التفويض الشرعي من الخليفة العباسي في مصر؛ بل شهدت المراسلات بين الطرفين شكاوى بعض سلاطين مالوه من بعض تجاوزات موظفي السلطة المملوكية في مكة تجاه بعض المشروعات الخيرية لهؤلاء السلاطين هناك. وأوضحت حرص سلاطين المماليك على إزالة أسباب هذه الشكاوى، سمح باستمرار العلاقات الودية بين الجانبين.
وفيما يخص العلاقات الدبلوماسية بين سلطنة البهمنيين وسلطنة المماليك، فقد أوضحت الدراسة أنه لم تكن هناك علاقات مبكرة بين هذه السلطنة والمماليك؛
والإشارة الوحيدة التي وصلتنا عن وجود علاقات بين الجانبين جاءت بعد ثمانية عقود تقريباً من قيام هذه السلطنة؛ من خلال سفارة وبعض الهدايا التي أرسلها السلطان البهمني أحمد شاه إلى بلاط المماليك في مصر، وكان يهدف كما جرت عادة السلاطين الهنود المسلمين إلى الحصول على الاعتراف الشرعي من الخليفة العباسي في مصر، وأن الهدية والسفارة الأولى تبعتها سفارات أخرى أسفرت في النهاية عن حصول السلطان على الاعتراف من الخليفة العباسي.
الخرائط
المراجع
(1) الكتب والقواميس
أولاً: الكتب العربية
الإدريسي، محمد بن محمد. مد. (1409هـ). نزهة المشتاق في اختراق الآفاق (ط.1). عالم الكتب.
الأولغخاني، عبد الله محمد بن عمر المكي. (1910). ظفر الواله بمظفر وآله. دينسون روس. ابن إياس زين العابدين محمد بن أحمد .(1984). بدائع الزهور في وقائع الدهور. مصطفى زيادة محقق) (ط.1) الهيئة العامة للكتاب.
بابر، ظهير الدين. (2014) بابر نامه (ماجدة مخلوف، مترجم) (ط.1). دار الآفاق العربية.
الساداتي، أحمد محمود. (1957). تاريخ المسلمين في شبه القارة الهندية وحضارتهم. (ط.1). مكتبة الآداب.
البغدادي، عبد المؤمن بن عبد الحق بن شمائل. (1412هـ). مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع (ط.1). دار الجيل.
ابن بطوطة، محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد يوسف اللوائي. (1997). رحلة ابن بطوطة (تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار). (عبد الهادي التازي، محقق) (ط.1) أكاديمية المملكة المغربية. ،
البلقي، محمد قنديل. (1983) التعريف بمصطلحات صبح الأعشى (ط.1). الهيئة المصرية العامة للكتاب.
بكتاش، بدر الدين الفاخري. (2010) تاريخ الفاخري، تحقيق: عمر عبد السلام التدمري، بيروت: المكتبة العصرية.
بيبرس المنصوري، ركن الدين. (1998) زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة. (دونالد ريتشارد، محقق) (ط.1) . المعهد الألماني للأبحاث الشرقية.
البيروني، أبو الريحان محمد بن أحمد. .(1993). تحقيق ما للهند من مقولة (ساخو، محقق) (ط.1). لودجيت هل.
ابن تغري بردي، أبو المحاسن جمال الدين يوسف. (1930). منتخبات من حوادث الدهور في مدى الأيام والشهور . ( وليم ببر، محقق) (ط.1). جامعة كاليفورنيا.
ابن تغري بردي، أبو المحاسن جمال الدين يوسف. (1992). النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة (ط.1) دار الكتب العلمية.
ابن تغري بردي، أبو المحاسن جمال الدين يوسف. (1997) مورد اللطافة فيمن ولي السلطنة والخلافة. (نبيل محمد عبد العزيز أحمد، محقق ) (ط.1). دار الكتب المصرية.
ابن تغري بردي، أبو المحاسن جمال الدين يوسف. (2013). المنهل الصافي والمستوفي بعد الوافي (محمد أمين، محقق). دار الكتب والوثائق القومية.
جاكسون، بيتر. (2003). سلطنة دلهي: تاريخ سياسي وعسكري. (فاضل جكتر. مترجم) (ط.1). مكتبة العبيكان.
الجوزجاني، منهاج الدين أبو عمر عثمان بن سراج الدين. (2013). طبقات ناصري. (عفاف السيد زيدان (مترجم) (ط.1). المركز القومي للترجمة.
حاجي خليفة، مصطفى بن عبد الله القسطنطيني. (2010). سلم الوصول إلى طبقات الفحول (محمود عبد القادر الأرناؤوط، محقق) (ط.1). مكتبة إرسيكا.
ابن حجر العسقلاني، أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد. (1961). الفضل المأثور من سيرة الملك المنصور. (عمر عبد السلام تدمري، محقق) (ط.1). المكتبة العصرية.
ابن حجر العسقلاني، أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد. (1972). الدرر الكامنة أعيان المائة الثامنة (ط.1). دائرة المعارف العثمانية.
ابن حجر العسقلاني، أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد (1998)، إنباء الغمر بأبناء العمر حسن حبشي، محقق) (ط.1) لجنة إحياء التراث الإسلامي.
ابن حجة الحموي، تقي الدين أبي بكر بن علي (2005). قهوة الإنشاء. (رودولف فيسيلي، محقق) (ط.1) المعهد الألماني للأبحاث الشرقية.
حسن، علي إبراهيم. (1948) دراسات في عصر المماليك البحرية (ط.1). مكتبة النهضة المصرية.
الحسيني، فخر الدين. (1999). الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر (ط.1). دار بن حزم.
الدواداري، أبو بكر بن عبد الله بن أيبك. (1971). كنز الدرر وجامع الغرر. (أُولرخ هارمان، محقق) (ط.1) . مطبعة عيسى البابي الحلبي.
ابن دقماق، صارم الدين إبراهيم بن أيدمر العلائي. (1985). الجوهر الثمين في سير الملوك والسلاطين. (محمد كمال الدين علي محقق) (ط.1) عالم الكتب.
الذهبي، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عثمان بن قايماز. (2001). سير أعلام النبلاء (ط.1). المكتبة التوفيقية.
أبو زهرة، محمد (1991). ابن تيمية: حياته وعصره-آراؤه وفكره (ط.1). دار الفكر العربي. السحماوي، شمس الدين محمد (2009). الثغر الباسم في صناعة الكاتب والكاتم. (أشرف محمد أنس، محقق) (ط.1) دار الكتب والوثائق القومية.
السخاوي، شمس الدين أبو الخير. (1992). الضوء اللامع لأهل القرن التاسع (ط.1). دار الجيل.
السخاوي، شمس الدين أبو الخير بن عبد الرحمن. .(1993). التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة (ط.1). دار الكتب العلمية.
سرور، محمد جمال الدين. (د.ت). دولة بني قلاوون في مصر، الحالة السياسية والاقتصادية في عهدها بوجه خاص (ط.1). دار الفكر العربي.
ابن سعيد، أبو الحسن على بن موسى المغربي. (1970). كتاب الجغرافيا. (إسماعيل العربي، محقق) (ط.1). المكتب التجاري للطباعة والنشر والتوزيع. السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر. (1967). حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة. (محمد أبو الفضل إبراهيم، محقق) (ط.1). دار إحياء الكتب العربية. السيوطي ، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر. (2013). تاريخ الخلفاء (ط.1). وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
الظاهري، غرس الدين خليل بن شاهين. (1894). زبدة كشف الممالك وبيان الطرق والمسالك. (بولس راويس، محقق) (ط.1). المطبعة الجمهورية.
الظاهري، غرس الدين خليل بن شاهين. (2002). نيل الأمل في ذيل الدول. (عبدالسلام تدمري) (ط.1). المكتبة العصرية.
شبولر، بارتولد. (1982). العالم الإسلامي في العصر المغولي (خالد عيسى ، مترجم) (ط.1). دار حسان للطباعة والنشر.
شبولر، بارتولد (1996) تاريخ الترك في آسيا الوسطى. (سليمان، أحمد السعيد، مترجم). (ط1) . الهيئة المصرية العامة للكتاب.
الشجاعي، شمس الدين. (ت.756هـ / 1344م)، تاريخ الملك الناصر محمد بن قلاوون الصالحي وأولاده. (شيفر ، برباره محقق) (ط.1) دار النشر فرانز شتاينر.
ابن شداد، محمد بن إبراهيم بن علي. (ت.684هـ / 1497م). تاريخ الملك الظاهر. حطيط ، أحمد، محقق) (ط.1). دار فرانز شتاينر.
الشيال، جمال الدين (2001). تاريخ دولة أباطرة المغول الإسلامية في الهند (ط.1). مكتبة الثقافة الدينية.
الصفدي، خليل بن أيبك بن عبد الله (1931). الوافي بالوفيات. (ريتر وآخرون، محقق المعهد الألماني بدمشق.
الصفدي، خليل بن أيبك بن عبد الله. (1998). أعيان العصر وأعوان النصر. (أبو زيد، على محقق) (ط.1) دار الفكر المعاصر.
الصيرفي، علي بن داود الجوهري. (1973). نزهة النفوس والأبدان في تواريخ الزمان. (حسن حبشي، محقق) (ط.1). دار الكتب المصرية.
الصيرفي علي بن داود الجوهري. .(2002) إنباء الهصر بأنباء العصر. (حبشي، حسن، محقق) (ط.1 ) . الهيئة المصرية العامة للكتاب.
طرخان، إبراهيم. (1959). مصر في عصر المماليك الجراكسة (ط.1). مكتبة النهضة المصرية. طقوش، محمد سهيل. (2007). تاريخ المغول العظام والإيلخانيين (ط.1). دار النفائس. طقوش، محمد سهيل (2013). تاريخ العثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة (ط.1). دار النفائس.
ابن طولون، شمس الدين محمد بن علي. (1998). مفاكهة الخلان في حوادث الزمان.
(خليل المنصور، محقق) (ط.1). دار الكتب العلمية.
الصفدي، الحسن بن أبي محمد عبد الله العباسي. (2003). نزهة المالك والمملوك في مختصر سيرة من ولي مصر من الملوك. (تدمري ، عمر عبد السلام، محقق) (ط.1). المكتبة العصرية.
عبد الحليم، وفاء محمود. (د.ت) . الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للبنغال منذ الفتح الإسلامي
حتى الغزو المغولي (601 - 982هـ /1204-1574). مكتبة الثقافة الدينية. ابن عبد الظاهر، الدين أبو الفضل عبد الله. (1961). تشريف الأيام والعصور محيي في سيرة الملك المنصور (678-689هـ). (مراد كامل، محقق) (ط.1).
وزارة الثقافة والإرشاد القومي.
ابن عبد الظاهر، محيي الملك الظاهر. الخويطر ، عبد العزيز، محقق) (ط.1) نشر الخويطر.
الدين أبو الفضل عبد الله . (1976). الروض الزاهر في سيرة عبد الوهاب، حسن .(2015) . تاريخ المساجد الأثرية . (ط1) . الهيئة العامة لقصور الثقافة. ابن عربشاه، أحمد بن محمد بن عبد الله. (1817). عجائب المقدور في أخبار تيمور (ط.1) كلكتا.
العسقلاني، شافع بن علي بن عباس (1977). حسن المناقب السرية المنتزعة من السيرة الظاهرية الخويطر، عبد العزيز محقق). نشر الخويطر.
العصامي، عبد الملك بن حسين بن عبد الملك. (1998). سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي. (عبد الموجود، عادل أحمد، محقق) (ط.1). دار الكتب العلمية. عمر بن فهد، محمد بن محمد أبو الفضل. (1988). اتحاف الورى بأخبار أم القرى.
(باز، عبد الكريم علي محقق) (ط.1). جامعة أم القرى.
العمري، أحمد بن يحيى بن فضل الله. (1988). التعريف بالمصطلح الشريف. (شمسالدين محمد حسين محقق) (ط.1) دار الكتب العلمية.
العمري، أحمد بن يحيى بن فضل الله. (1423هـ). مسالك الأبصار في ممالك الأمصار (ط1) المجمع الثقافي.
غانم، حامد زيان. (1978). صفحة من تاريخ الخلافة العباسية في ظل دولة المماليك: الخليفة المستعين بالله العباسي سلطان الديار المصرية (ط.1). دار الثقافة. الغزي، نجم الدين مُحمَّد بن مُحمَّد الدمشقي. (1997) . الكواكب السائرة بأعيان المائة
العاشرة (المنصور، خليل، محقق) (ط.1). دار الكتب العلمية.
الفاسي، تقي الدين محمد بن أحمد الحسني (1998). العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين (عطا، محمد عبد القادر، محقق) (ط.1). دار الكتب العلمية. الفاسي، تقي الدين محمد بن أحمد الحسني (2000). شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام (ط.1). دار الكتب العلمية.
فخر المدبر، فخر الدين مباركشاه. (1991). تاريخ مباركشاه في أحوال الهند. (محمد، ثريا، مترجم) (ط.1). جامعة عين شمس.
ابن الفرات، محمد بن عبد الرحيم بن علي (1942). تاريخ ابن الفرات. (زريق، قسطنطين، محقق) (ط.1). الجامعة الأمريكية.
ابن فهد، عز الدين عبد العزيز بن عمر. .(2005) . بلوغ القرى في ذيل اتحاف الورى بأخبار أم القرى (إبراهيم صلاح الدين محقق) (ط.1). دار القاهرة.
ابن القاسم يحيى بن الحسين (1968). غاية الأماني في أخبار القطر اليماني (عاشور، سعيد عبد الفتاح، محقق) (ط.1). دار الكاتب العربي.
ابن قاضي شهبة، أبو بكر بن أحمد بن محمد. (1994). تاريخ بن قاضي شهبة (ط.1). المعهد العلمي الفرنسي للدراسات العربية.
القرماني، أحمد بن يوسف. (1992). أخبار الدول وآثار الأول في التاريخ (حطيط، أحمد سعد، فهمي: محقق) (ط.1). عالم الكتب.
القزويني، أبو عبد الله زكريا بن محمد بن محمود (د.ت). آثار البلاد وأخبار العباد (ط.1). دار صادر.
القلقشندي، أبو العباس أحمد بن علي (1915). صبح الأعشى في صناعة الإنشا (ط.1). دار الكتب المصرية.
القلقشندي، أبو العباس أحمد بن علي. (1985). مآثر الإنافة في معالم الخلافة (فراج، عبد الستار أحمد، محقق) (ط.1). مطبعة حكومة الكويت.
قنيتو الأربيلي، عبد الرحمن بن سنبط. (1964). خلاصة الذهب المسبوك مختصر من سير الملوك (ط.1). مكتبة المثنى.
الكتبي، محمد بن شاكر (2000). فوات الوفيات (الأرناؤوط، أحمد، مصطفى، تركي، محقق). (ط.1) دار إحياء التراث العربي.
لوبون، جوستاف (2009) حضارات الهند ( عادل زعيتر، مترجم) (ط.1). دار العالم العربي.
مجهول. (1919). رسالة في تاريخ السلاطين المماليك (ط.1). نشر: زيترشتين. المشهداني، ياسر. (2015). العلاقات المصرية الهندية في العصر المملوكي، دراسة في الجوانب السياسية والحضارية (ط.1). المكتب العربي للمعارف. مفضل بن أبي الفضائل (2017). النهج السديد والدر الفريد فيما بعد تاريخ ابن العميد السيد محمد كمال الدين محقق) (ط.1) دار سعد الدين للطباعة. أحمد بن علي بن عبد القادر، تقي الدين. (1418هـ). المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار (ط.1). دار الكتب العلمية.
المقريزي المقريزي، أحمد بن علي بن عبد القادر، تقي الدين. (1992). درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة عز الدين محمد كمال الدين محقق) (ط.1) عالم الكتب.
أحمد المقريزي، بن علي بن عبد القادر، تقي الدين. (1997). السلوك لمعرفة الدول والملوك (عطا، محمد عبد القادر، محقق) (ط.1) دار الكتب العلمية.
المليباري، أحمد بن زين الدين المعبري. (1985). تحفة المجاهدين في أحوال البرتغاليين. الطريحي، محمد سعيد، محقق) (ط.1). مؤسسة الوفاء.
موير، وليم. (1995). تاريخ دولة المماليك في مصر عابدين، محمود، حسن، سلیم، مترجم) (ط.1). مكتبة مدبولي.
ابن ناظر الجيش، تقي الدين التميمي الحلبي (1987). تثقيف التعريف بالمصطلح الشريف (رودلف فسلي، محقق) (ط.1) المعهد الفرنسي للآثار الشرقية. الندوي، معين الدين. (1353هـ). معجم الأمكنة التي لها ذكر في نزهة الخواطر (ط.1). دائرة المعارف العثمانية.
النهروالي قطب الدين محمد بن أحمد. (1967) البرق اليماني في الفتح العثماني (ط.1). دار اليمامة.
النويري، شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب. (1423هـ). نهاية الأرب في فنون الأدب (ط.1). دار الكتب والوثائق القومية.
الهروي، نظام الدين أحمد بخشي. (1995) . طبقات أكبري (الشاذلي، أحمد عبد القادر، مترجم) (ط.1) . الهيئة المصرية العامة للكتاب.
الهمذاني، رشيد الدين. (1985) . جامع التواريخ تاريخ خلفاء جنكيز خان) (الصياد فؤاد، مترجم) (ط.1). دار النهضة العربية.
اليافعي، عبد الله بن أسعد بن علي. (1997). مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان المنصور، خليل، محقق) (ط.1). دار الكتب العلمية. اليوسفي، موسى بن محمد بن يحيى. (1986). نزهة الناصر في سيرة الملك الناصر حطيط ، أحمد، محقق) (ط.1). عالم الكتب.
اليونيني، قطب الدين أبو الفتح موسى بن محمد .(1992) ذيل مرآة الزمان (ط.1). دار الكتاب الإسلامي.
وينك، اندريه (2012) الهند تكوين العالم الهندي الإسلامي (عبد الإله الملاح، (مترجم) (ط.1) دار الكتب الوطنية.
ثانياً: الكتب الفارسية
أحمد یادگار (1939) تاریخ شاهي (معروف به تاریخ سلاطين أفغانه) (حسين، محمد هدایت محقق) (ط. كلكتا).
أمير خسرو ، أبو الحسن يمين الدين دهلوي. (1876). إعجازي خسرو (ط. لكنو). أمير خسرو، أبو الحسن يمين الدين دهلوي. (1927). خزائن الفتوح (معين الحق، سید محقق) (ط.1) جامعة عليكرة الإسلامية.
أمير خسرو، أبو الحسن يمين الدين دهلوي (1933) تغلق نامه (هاشمي، سيد، محقق) (ط. أورنجباد).
أمير خورد، محمد بن مبارك كرماني. (1885). سير الأولياء (ط.1). در مطبع هند. بداوني، عبد القادر بن ملوكشاه (1379هـ). منتخب التواريخ (أحمد علي، مولوي، محقق) (ط.1) انجي آثار و مفاخر فرهنگي.
بدر ،چاچ بدر الدین محمد (1884م) . قصائد بدر چاچ (ط. كانبور) برني، ضياء الدين. (1862). تاريخي فيروز شاهي (خان، سيد أحمد، محقق) (ط. كلكتا). برني، ضياء الدين. (1972). فتاوى جهانداري (خان، أفسار سليم، محقق دانشگاه بنجاب بهادر، علي محمد خان (1928) مرآت أحمدي ( علين سيد نواب، محقق) (ط.1). أورينتال انستيتيوت.
تیمور گورکانی تیمور بن أميرتراغاى (1342هـ). تزوكات تيموري (تربتي، أبو طالب حسيني، محقق) (ط.1). انتشارات کتاب فروشتي.
حسن سجزي، حسن علاء دهلوي (1933). كلياتي حسن سجزي دهلوي (محوي، مسعود علي محقق) (ط. حيدر آباد).
خوافي، فصيح أحمد بن جلال الدين محمد. (1960). مجملي فصيحي. (فرخ، محمود، محقق) (ط.3). كتاب فروشي باستان.
سرهندي، يحيى بن أحمد. (1931). تاريخ مباركشاهي (حسن، هدايت، محقق) (ط.1). براي ايشياتك سوسائتي بنگاله.
شامي، نظام الدين عبد الواصي. (1363هـ). ظفرنامه تاريخ فتوحات أمير تيمور گورکانی پناهی سمنانی (محقق). انتشارات بامداد. شبانكاري،
محمد بن علي بن محمد (1363هـ). مجمع الأنساب (مير هاشم محدث، محقق) (ط.1). مؤسسة انتشارات أمير كبير.
شيخ دهلوي، عبد الحق بن سيف الدين بن سعد الله. (1332هـ). أخبار الأخيار في أسرار الأبرار (ط. دلهي).
طباطبا، علي بن عزيز الله. (1936). برهاني مآثر. مطبعة جامعة دهلي، حيدر آباد الدكن 1936.
عالمي، خديجة. (1393هـ). ملوك بهمني نخستين حاكمان مستقل مسلمان در دکن (ط.1) . مؤسسة انتشار أمير كبير.
عفيف، شمس الدين بن سراج. (1890). تاريخ فيروز شاهي (حسين، مولوي، محقق) (ط. كلكتا). عصامي، عبد الملك. (1948). فتوح السلاطين يا شاهنامه ي هند (أوشا، محقق) (ط. مدراس).
العوفي، ظهير الدين نصر محمد. (1903). لباب الألباب (براون، ادوارد، محقق) (ط. ليدن).
فرشته، محمد قاسم هندوشاه (1388هـ). تاریخ فرشته (نصيري، محمد رضا، محقق) (ط.1) انجي آثار و مفاخر فرهنگي.
فيروز شاه (1954). فتوحاتي فيروز شاهي ( عبد الرشيد، محقق) (ط. عليكرة). مجهول.
مآثر محمود شاهي. (1988) (تصحيح: ستيش جندرا مصرا). جامعة مجهول . (1973). سيرتي فيروز شاهي (ط. دلهي). بروده
محمود بخاري. (1960). تاريخ سلاطين گجرات (ترمذي، سيد أكبر علي، محقق) (ط.1) دانشگاه علیگره
منجهو أكبر، سكندر بن محمد (1961) مرآت سكندري (ستيش چندر مصرا ومحمد لطف الرحمن، محقق) (ط.1) . شعبة تاريخ، دار العلوم الأصفية.
مير أبو تراب، أبو تراب بن قطب الدين شكر الله. (1908). تاریخ گجرات (ط.1). الجمعية الآسيوية بالبنغال.
نعمت الله الهروي، نعمت الله بن حبيب الله. (1960). تاريخ خان جهاني ومخزن أفغاني (سيد محمد إمام، محقق) (ط.1). دانشگاه کلکتا.
يزدي، غياث الدين علي. (1379هـ). سعادت نامه یا روزنامه غزوات هندوستان در سالهای (800-801) (ط.1). مؤسسه نشر ميراث مكتوب.
ثالثاً: المراجع الأوروبية
Abdul Karim, (1959). Social history of the Muslims in Bengal (Down to A.D. 1538). The Asiatic Society of Pakistan.
Abdul Karim. (1992). Corpus of the Arabic and Persian inscriptions of Bengal. The Asiatic Society of Pakistan.
'Abdul Halim. (1974). History of the Lodi Sultans of Delhi and Agra. Idarah-i-Adabiyat-i-Delli.
Abdur Rashid, Sh. (n. d). Jalal al-Din Firuz Khilji.
Ahmed, F. (2016). Muslim rule in medieval India: Power and religion in the Delhi Sultanate. A.B. Tauris.
Askari, S. (1988). Amir Khusrau as a historian, 5 vols. Patna University.
Auer, B., (2012). Symbols of Authority in Medieval Islam: History, Reli- gion and Muslim Legitimacy in the Delhi Sultanate, I.B. Tauris.
Ayyar, K., (1938). The Zamorins of Calicut from the earliest times down to A.D. 1806, Norman Printing Bureau.
Basant, K., (1912). The city and the country in early India: A study of Malwa, Primus Books.
Bayley, E., (1886). Local Muhamadan dynasties, Gujarat. W. H. Allen and Co.
Bhattasali, K., (1922). Coins and chronology of the early independent sultans of Bengal. Heifer and Sons.
Browne, M., (1922). The coins of India, Oxford University Press.
Chandel, S., (1989). Early medieval state: A study of Delhi Sultanate. Commonwealth Publishers.
Dale, S., (2018). Babur: Timurid prince and Mughal Emperor, 1483– 1530, Cambridge University Press.
Dani, H., (1958). Shamsuddin Ilyas Shah, Shah-i-Bangalah. Sir Ja- dunath Sarker Commemoration Volumes, Punjab University.
Day, U. (1965). Medieval Malwa: A political and cultural history, 1401-1562. University of Michigan.
Eaton, R. (1993). The rise of Islam and the Bengal frontier, 1204-1760. University of California Press
Ghulam, H. (1902). Riyazu-s-salatin; a history of Bengal. Translated from the original Persian by Maulavi Abdus Salam, Asiatic So- ciety.
Habib, M. (1927). Hazrat Amir Khusrau, Taraporevala Sons & Co.
Habib, M. (1961). The political theory of the Delhi Sultanate: including a translation of Ziauddin Barani's Fatawa-i Jahandari, circa 1358-9 A.D. Translated by Asfar Umar Salim Khan, University of Michigan.
Habib, M. (1981). The campaigns of 'Alauddin Khalji: Being the En- glish translation of the Khazainul Futuh of Amir Khusrau. in collected works of Professor Muhammad Habib, politics and society during the early medieval period. Edited by K. A. Niza- mi. Vol. 2, Banasthali University.
Habib, M. & Nizami, K., (1986). The Delhi Sultanate (A.D. 1206-1526). A comprehensive history of India, Vol. 5. The Indian history congress.
Habibullah, A. (1961). The foundation of Muslim rule in India, a histo- ry of the establishment and progress of the Turkish Sultanate of Delhi 1206 - 1290. Central Book Depot.
Hadi, N. (1995). Dictionary of Indo-Persian literature. Abhinav Publications.
Husain, M. (1972). The rise and fall Muhammad bin Tughluq. Idarah-1 Adabiyāt-1 Delli.
Husain, S. (1902). Riyazu-s-salatin; a history of Bengal. Translated from the original Persian by: Salam, A., Asiatic Society.
Husaini, S. (1960). Bahman Shah, the founder of the Bahmani King- dom. Firma K.L. Mukhopadhyay.
Jauhri, R. (1966). Ghyathu'd-din Tughluq - his original name and descent. in: Kumwar Muhammad Ashraf commemoration volume, Wiesbaden.
Joshi, R. (1982). The reign of the Sultan Balban. University of California.
King, J. (1900). The history of the Bahmani dynasty founded on Bur- han-I Maasir. Luzac and co.
Lal, K. (1950). History of the Khaljis, 1290 – 1320 A.D., Allahabad.
Lal, K. (1980). Twilight of the Sultanate. Asia publishing House.
Lal, K. (1984). Early Muslims in India. Books & Books.
Lane-Poole, S. (1884). The coins of Sultans of Delhi in the British mu- seum. Trustees.
Lane-Poole, S. (1901). A history of Egypt in the middle Ages. Methuen & Co.
Lane-Poole, S. (1916). Medieval India from contemporary sources. K. & J. Cooper.
Levanoni, A. (1995). A turning point in Mamluk history: The Third Reign of al-Näsir Muhammad ibn Qaläwün (1310-1341). Is- lamic history and civilization. Studies and texts, v. 10.
Mahajan, V. (1991). History of medieval India, Part I, S. Chand and Company Limited.
Mahdi, H. (1933). Tughluq dynasty, Chand.
Majumdar, R. (1960). (ed.), The Delhi Sultanate, Vol. VI, Bharatiya Vidya Bhavan.
Majumdar, R. (1963). An advanced history of India. Macmillan & Co.
Manz, B. (1991). The Rise and Rule of Tamerlane. Cambridge University Press, Mendis, G. (1940). Early History of Ceylon or the Indian Period of Ceylon History. Gyan Publishing House.
Mirza, W. (1935). The life and works of Amir Khusrau. Baptist Mission Press.
Misra, C. (1982). The rise of Muslim power in Gujarat.
Niazi, G. (1994). The life and works of Sultan Alauddin Khalji. Atlantic Publishers & Dist.
Nicholas, C. (1961). Paranavitana, S., A Concise History of Ceylon from earliest time to the arrival of the Portuguese in 1505. Cey- lon University Press.
Niyogi, R. (1962). Some Aspects of religion and politics in India during the 13th century. Aligarh.
Parmu, K. (1969). A history of Muslim rule in Kashmir 1320 -1819. Janta Publications.
Prasad, I. (1936). A history of the Qaraunah Turks in India. Indian Press.
Qureshi, I. (1944). The administration of the Sultanate of Delhi. Sh. M. Ashraf.
Sarkar, J. (1973). The history of Bengal. Vol. II: Muslim Period, 1200–1757. The University Of Dacca.
Sharma, R. (1956). The history of the Vijayanagar Empire, Popular Prakashan.
Sharma, S. (2005). Amir Khusraw: the poet of Sufis and Sultans. One World.
Sherwani, S. (1946). The Bahmanis of the Deccan, an objective study. Hyderabad-Deccan.
Singhal, R. (1935). Catalogue of the coins in the Prince of Wales mu- seum of western India, Bombay, the sultans of Gujarat, Cam- bridge University Press.
Srivastava, L. (1966). The Sultanate of Delhi (711-1526 A.D.), Shiva Lal Agarwala & Company.
Thomas, E. (1871). Chronicles of the Pathan Kings of Delhi, Literary Licensing.
Wright, N., (1907). Catalogue the coins in the Indian museum Calcutta: In- cluding the Cabinet of the Asiatic Society of Bengal. Asiatic Society.
Wright, N., (1936). The coinage and metrology of the Sultans of Delhi. Government of India.
(2) المجلات العلمية
أولًا: المجلات العربية
إسماعيل، محمد على محمد (2021). الفاروقيون ودورهم السياسي والحضاري في خاندش ببلاد الهند (784-1009هـ / 1382-1601م). مجلة الدراسات التاريخية والحضارية المصرية، ع11، 354-411.
بدوي، عبد المجيد أبو الفتوح. (1978) . الخلفاء العباسيون في ظل دولة المماليك. مجلة كلية دار العلوم جامعة، ع 8، 179-196.
جاسم، جاسم محمد .(2008). جهود الأمراء المماليك في إحياء الخلافة العباسية. مجلة جامعة تكريت للعلوم الإنسانية، 15(1)، 229-266.
حطيط، أحمد. (1990). في الشرعيتين الروحية والزمنية في الإسلام الوسيط: الخلافة العباسية والسلطة المملوكية . مجلة الفكر العربي المعاصر، (72-73)، 80-88 دراج، أحمد (1958). رسالتان بين سلطان مالوه والأشرف قايتباي. مجلة معهد المخطوطات العربية، 4(1)، 97-110.
سلامة، محمد حسين (2002). دور الظاهر بيبرس في إحياء الخلافة العباسية في القاهرة حوليات آداب عين شمس، 30، 221-258.
سلطان، طارق فتحي . .(2005) . المجاهد شهاب الدين أبو المظفر محمد بن سام الغوري ودوره في فتوح شبه القارة الهندية مجلة جامعة ام القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابها، 33، 251-297
صديق، محمد يوسف. (1987). بلاد البنغال في عصر الفتح الإسلامي المبكر. نشرة الجامعة السلفية، 19(1)، 15-21
العبادي، مختار (1965). دولة سلاطين المماليك الأتراك في الهند وأوجه الشبة بينها وبين دولة المماليك الأولى في مصر. المجلة التاريخية المصرية، 12، 119-127. عبد الرحمن، محمد نصر. .(2009). العلاقات بين سلاطين دلهي والخلافة العباسية: دراسة في الفكر السياسي لسلاطين دلهي 600-1 هـ / 1205-1414م. المجلة التاريخية المصرية، 45، 8-28.
عبد الرحمن، محمد نصر. (2016). الجيش وتنظيماته في الهند في عصر بني تغلق. مجلة مركز الدراسات البردية والنقوش، 33، 201-232.
محمد، جمال فوزي. (2002). النشاط السياسي والحضاري للمسلمين في الهند في عهد السلطان علاء الدين الخلجي، المؤرخ العربي، 1 (10)، 495 - 534.
مرسي نعمة علي. (2000). جيش الهند في العصر المملوكي من 689-606هـ/ 1206-1290م. مجلة الدراسات العربية، 5، 211-152
المشهداني ياسر. (2008) حملة تيمور لنك وآثارها على الهند الإسلامية (799-801هـ / 1399-1397م). مجلة أبحاث كلية التربية الأساسية، 220-240.(44) 7
ثانيا: المجلات الأوروبية
Abu Al Hasan, M. (2014). Silver coins of Bengal Sultanate: An Archae- ometallurgical analysis. Journal of Islamic History and Culture of India, 3, 97-107.
Abu Al Hasan, M., & Ahsan, S. (2020). Political changes reflected in the coins of Sunargaon Mint: An Archaeo-metallurgical attempt to re-examine the history of 14th century Bengal. Journal of the Oriental Numismatic Society, 238, 24-36.
Abdul Karim. (1955). Circumstances that led to the independence of Bengal (1338 A.D.). Proceedings of the Pakistan History Con- ference, 5th session. 22-209.
Ahmed, A. (1936). Sultan Shams-ud-Din Iltutmish. Indian Historical Quarterly, 13, 117-130.
Ahmed, A. (1961). Mongol pressure in an alien land. Central Asiatic Journal, 6, 182-193.
Askari, S. (1948). New light on Raja Ganesh and Sultan Ibrahim of Jaunpur from contemporary correspondence of two Muslim saints. Bengal Past and Present, 57, 32- 39.
Ansari, S. (2019). The Role of Afghan Nobles during the Delhi Sultanate. Dama International Journal of Researchers, 1(3), 66-69.
Ayalon, D. (1960). Studies on the transfer of the Abbasid caliphate from Baghdad to Cairo. Arabica, 7, 41-59.
Aziz, A. (1962). Trends in the political thought of medieval Muslim India. Studia Islamica, 17, 121-130.
Banerjee, A. (1935-1936). A note on the succession of Firuz Shah. Indian Culture, 2, 47-52.
Banerji, S. (1942). Ghiyasuddin Tughluq Shah as seen in his monu- ments and coins. Journal of the United Provinces Historical Society, 15, 45-54.
Banister, M. (2014-15). Naught Remains to the Caliph but his Title': Revisiting Abbasid Authority in Mamluk Cairo. Mamluk Stud- ies Review, XVIII, 219-45.
Bartold, W. (1907). Iltutmyš. ZDMG. 61, 192-193.
Basu, K. (1941). Firuz Shah Tughluq as a ruler. Indian Historical Quar- terly, 17, 386-393.
Boyle, A. (1968). Dynastic and political history of the Il-Khans, in: The Cambridge history of Iran, 5, The Saljuq and Mongol periods, A. Boyle (ed.), Cambridge university press.
Chaghati, M. (1944). Muhamed bin Tughluq Shah. Poona Orientalist, 9, 58-61.
Codrington, O. (1898). Coins of the Bahmani dynasty. The Numismatic Chronicle and Journal of the Numismatic Society, Third Series, 18, 259-273.
Conermann, S., & Kollatz, A. (2019). Some remarks on the diplomat- ic relations between Cairo, Delhi/Dawlatābād, and Aḥmadābād during the Eighth/Fourteenth and Ninth/Fifteenth centuries. in: Mamluk Cairo, a crossroads for embassies: studies on diploma- cy and diplomatics, eds. Bauden, F., Dekkiche, M., Brill.
Dani, H. (1952). The House of Raja Ganesa of Bengal. Journal of the Asiatic Society of Bengal: Letters 18/ 2, 121-170.
Dani, H. (1955). Did Ghiyāth-al-Dīn ‘Iwaḍ Khaljī of Bengal receive investiture from the Khalifah? Journal of Pakistan Historical Studies, 3, 105-117.
Desai, Z. (1968). The Chanderi inscription of 'Alau'd-din Khalji. Epi- graphia Indica. Arabic and Persian Supplement, 4-10.
Ejaz, S. (2002). The rise of Raja Ganesh in Medieval Bengal and Ea- ton's theory of the Crisis Confidence: A Fresh Study. Proceed- ings of the Indian History Congress, 63, 272-280.
Frenkel, Y. (2019). Embassies and Ambassadors in Mamluk Cairo, in: Mamluk Cairo, a crossroads for embassies: studies on diploma- cy and diplomatics, eds. Bauden, F., Dekkiche, M., Brill.
Garg, S. (1995). Early Sultans of Delhi and the Caliph. Numismatic Digest, 19, 101-15.
Garg, S. (2006). Khalji Sultans and the Caliph. Numismatic Digest, 29- 30, 141-149.
Garg, S. (2006). Muhammad bin Tughluq: A Numismatic overview of an Enigmatic Persona. in: Coins in India: Power and Commu- nication, ed. Ray, H., 170-180.
Garg, S. (2008). Tughluq Sultans and the Caliph. Numismatic Digest, 32-33, 119-35.
Habib, I. (1984). The price regulations of 'Ala'uddin Khalji: a defense of Ziya' Barani. Indian Economic and Social History Research, 21, 393-414.
Hambly, R. (1972). Who Were the Chihilgani, the forty slaves of Sultan Shams al-Din Iltutmish of Delhi? Iran, 10, 57–62.
Holt, P. (1984). Some observations on the Abbasid Caliphate of Cairo. Bul- letin of the school of oriental and African studies, 47, 501- 507.
Imamuddin, M. (1946). Raja Ganesh of Bengal. Proceedings and Transactions of the Thirteenth All-India Oriental Conference, XIII, pt. 2, Oct, 438-443.
Jackson, P. (1975). The Mongols and the Delhi Sultanate in the reign of Muhammad Tughluq (1325-1351). Central Asiatic Journal, 19, 340-358 Jackson, P. (1990). The "Mamluk" institution in early Muslim India.
Journal of the Royal Asiatic Society 2, 119-126.
Jackson, P. (1998). Sultan Radiyya bint Iltutmish, in: Women in the me- dieval Islamic world. Power, Patronage and Piety, 8, 181-197.
Kehrer, C. (1963). The economic policies of ‘Ala-ud-Din Khalji. Jour- nal of the Punjab University Historical Society, 16, 55-66.
King, W. (1903). History and coinage of Malwa. The Numismatic Chronicle and Journal of the Royal Numismatic Society, 4(3), 361-367.
King, W. (1904). History and coinage of Malwa. The Numismatic Chronicle and Journal of the Royal Numismatic Society, Fourth Series, 4, 62-100.
Kumar, S. (1994). When slaves were nobles: The Shams! Bandagan in the early Delhi Sultanate. Studies in History, 10, 23-52.
Lal, K. (1944). Sultan Nasir al-Din Khusrau Shah (1320 A.D.). Journal of Indian History, 23, 169–78.
Maqbul, A. (1973). Multan (as described by Arab writers). Journal of Indian History, 361-67.
Meloy, J. (2019). Aggression in the best of lands: Mecca in Egyp- tian-Indian diplomacy in the Ninth/Fifteenth Century, in: Mam- luk Cairo, a crossroads for embassies: studies on diplomacy and diplomatics, eds. Bauden, F., Dekkiche, M., Brill.
Misra, C. (1960). Muzaffar Shah, the founder of the dynasty of the sul- tans of Gujarat- an appreciation. Proceedings of the Indian his- tory Congress, 23, Part I, 163-167.
Nasir, N. (2020). Were Raja Ganesh and Danujamarddana Deva the same person? Journal of the Oriental Numismatic Society, 238, 40-64.
Niyogi, R. (1978-9). A unique coin from Bengal and a review of ‘Iwaḍ career. Journal of Numismatic Society of India, 40, 42-52.
Nizami, K. (1969). Some documents of Sultan Muhammad bin Tuhgh- luq. Medieval India: a miscellany, 1, 305-313.
Nizami, K. (1990). The impact of Ibn Taimiyya on South Asia. Journal of India studies, 1, 120-134.
Pathan, M. (1969). Multan under Arabs. Islamic Culture. 43, 13-20.
Prasad, I., (1921-1922). The rise and growth of Khilji imperialism. Journal of Indian History. 1, 147-148.
Riazul, I. (1949). A review of the reign of Firoz Shah (1351-1388 A.D.). Islamic Culture. 23, 281-97.
Roemer, H. (1986). Timur in Iran. in: The Cambridge history of Iran, Volume 6: The Timurid and Safavid Periods. Jackson P., Lock- hart L. (eds.), Cambridge university press.
Sherwani, S. (1940-1941). Ganju Bahmani. Journal of Indian History, Vol. 19-20, 45-54.
Sherwani, S. (1973). The Bahmanis, in: (eds.) Sherwani, Joshi, P., His- tory of Medieval Deccan, I, 149-153.
Siddiqi, I. (1963). The nobility under Khalji Sultans. Islamic Culture. 37, 52-66.
Siddiqi, I. (1982). The Afghans and their emergence in India as ruling elite during the Delhi Sultanate period. Central Asiatic Journal, 26, 226-41.
Siddiqi, I. (1988). Muhamed bin Tughluq's foreign policy: a reapprais- al. Islamic Culture, 62, 10-14.
Speight, E. (1935). The coins of the Bahmani kings of the Deccan. Is- lamic Culture, Vol. IX, 268 to 281.
Thomas, E. (1866). The initial coinage of Bengal. The Journal of the Royal Asiatic Society of Great Britain and Ireland, New Series, 2(1), 145-224.
Vallet, E. (2019). Diplomatic networks of Rasulid Yemen in Egypt (Sev- enth /Thirteenth to early Ninth/Fifteenth Centuries). in: Mamluk Cairo, a crossroads for embassies: studies on diplomacy and diplomatics, eds. Bauden, F., Dekkiche, M., Brill.
Wolseley, H. (1922). Five questions in the history of the Tughluq dy- nasty of Delhi. Journal of the Royal Asiatic Society, 319-372.
Yazdany, H. (1917-18). Inscriptions of the Khalji Sultans of Delhi and their contemporaries in Bengal. Epigraphia Indo-Moslemica, 8-42.
Yusuf, S. (1947). Alahwar, Lokhot and Lahowur. Islamic Culture. 21, 52-55.
(3) الرسائل الجامعية
:أولاً : الرسائل العربية
عبد الحليم، وفاء محمود .(2007) التاريخ السياسي والثقافي لسلطنة الگجرات (980-810هـ/1407-1572) [ رسالة دكتوراه غير منشورة]. جامعة القاهرة.
محمد. (2004). مؤسسة الخلافة في العهد المملوكي (659-923هـ / الله، زكي محمد. عبد 1517-1260) [رسالة ماجستير غير منشورة]. الجامعة الوطنية.
الغامدي، عبد العزيز. (1415هـ). الخلافة العباسية في مصر في عصر المماليك (659- 923هـ) [رسالة دكتوراه غير منشورة]. الجامعة الإسلامية.
ثانيا: الرسائل الأجنبية
Ahmed, R. (1991). Foreign relations of Delhi Sultanate [Unpublished Ph.D. dissertation]. University of Aligarh Muslim.
Banister, M. (2015). The Abbasid Caliphate of Cairo (1261-1517): His- tory and Tradition in the Mamluk Court [Unpublished Ph.D. dissertation], University of Toronto.
Iqbal, J. (1975). Sultan Radiyya and her predecessors [Unpublished Ph.D. Dissertation]. University of Calcutta.
Simin, F. (1982). Relations between the sultanate of Malwa and Gujarat [Unpublished Ph.D. Dissertation], University of Aligarh Muslim.
0 تعليقات
أكتُبْ تعليقا