ادعمنا بالإعجاب

التبادل الثقافي والحضاري بين الهند والكويت

العنوان:  التبادل الثقافي والحضاري بين الهند والكويت 

الدكتور عبد الناصر علي  (المحاضر الضيف في مركز الدراسات العربية والأفريقية بجامعة جواهر لال نهرو، نيو دلهي )

العلاقات الهندية لها تاريخ طويل غني عن البيان والتوضيح ولكنها قامت على الحاجات الوليدة في الطرفين وعلى رأسها التجارة، فتعززت على ظهر التواصل والتبادل الثقافي والتجاري وامتزجت الثقافة العربية بالثقافة الهندية لما دخل الإسلام شبة القارة الهندية وتأثرت الثقافة الهندية كثيرا بالثقافة العربية الإسلامية، و للهند أيضا دور كبير في إغناء الحضارة الإنسانية قبل الإسلام والذي ساعده على ذلك هو الموقع الجغرافي للهند في خريطة العالم الذي مكنه من الاحتكاك بالحضارات والثقافات العالمية، وعلــى مــر العصور أصبحت الهند بوتقة انصهار الثقافات وبالتالي أصبحت الهند كالحديقة الجميلة التي تتفتح فيها أنواع و ألوان من الزهور وتقدم في مجملها منظرا رائعا وخلابا كل زهرة منفردة بجمالها ولكنها تعطي منظرا بهيا بامتزاج الألوان. 

يعود التبادل الثقافي والحضاري والتجاري والمثل والقيم المشتركة بين الهند والكويت إلى أقدم العصور ويمتد طوال القرون العديدة فقد اكتشفت بالكويت في جزيرة فيلكا مجموعة من الآثار التي تدل على أن الصلة بين الهند والكويت بدأت منذ الألفية الرابعة قبل الميلاد ونظرا لأن هذه الجزيرة تمثل نقطة مرور للسفن القادمة من بلاد الرافدين باتجاه الهند (1).

 ولذا تضرب العلاقات الكويتية الهندية بجذورها التاريخية في أعماق الزمن فهي تمتد إلى زمن الغوص بحثا عن اللؤلؤ حين كانت السفن التجارية الكويتية تنقل اللؤلؤ والذهب والبضائع من القارة الهندية وإليها . ومن هنا ازدادت العلاقات التجارية بين البلدين في تجارة اللؤلؤ والذهب خاصة وفي البضائع الأخرى عامة . و مهدت هذه العلاقات بين الهند والكويت الطريق للتواصل والتبادل الثقافي والحضاري بين البلدين. 


تعود هذه العلاقات إلى الألف الخامس قبل الميلاد كما تدل على ذلك بعض الآثار التي تم اكتشافها في بلاد الرافدين أو في المواقع الأثرية المنتشرة على طول الساحل الشرقي لشبه الجزيرة العربية في حضارات وادي السندر إلى السند ومالابار وبومبـــائي التي تسمى الآن بومبائي وكولكتا فأقاموا فيها واستوطنوها وإلى هذا الجانب قد أشار الدكتور عبد المنعم النمر بصدد تواجد الكويتين في كاليكوت وهو يقول: " زرت المدينة الكبيرة وهي التي تسمى الآن "كاليكوت" عدة مرات وأقمت فيها أياما وهي تقع علــى ســاحل لهـا مـن البلاد العربية وتعود محملة بالأخشاب والجبال وجوز الهند الفلفل وشاهدت بها مسجدا قديما جدا، يقال إنه يرجع إلى ألف سنة مضت 

وقابلت بها بعض العرب من البحرين والكويت الذين استوطنوها وأصبحت لهم تجارة كبيرة مثل يعقوب الصقر من الكويت وغيره وكثير من الأسر فيها يفتخر بأن أصله عربي . (2)

ولقصد التجارة قد استوطن بومبائي بعض رجالات الكويت مثلا خالد الفرج وأسرة العيسى وآل إبراهيم وغيرهم وهم كانوا يتكلمون اللغة المحلية وكانت لهم مكاتب تجارية خاصة بهم وينقلون منها إلى الكويت البضائع المختلفة والمواد الغذائية وهذه التجارة كانت لهم رابحة ولذا أقاموا هنا إلى أمد بعيد. 

ويطيب لنا أن نذكر أن العلاقات التجارية بين الكويت والهند كانت مربحة لكلا الطرفين ولذلك حرص الشيخ مبارك الصباح حاكم الكويت في ذلك الوقت في بداية القرن العشرين على تشجيع التجار الكويتين وحرصا منه على ازدهار اقتصاد الكويت وأبنائها فقد شجعهم على فتح مكاتب لهم (استيراد وتصدير) فانتشرت مكاتبهم في كراتشي وبومبائي وكاليكوت وبوربندر وغيرها.(3) 

وراجت التجارة بين البلدين خاصة تجارة اللآلي والذهب فكانت اللآلي السلعة الرئيسية التي كان الكويتيون يحملونها للتجارة إلى الهند وكانت مدن سورت وبومبائي سوقا رابحة لتجارة اللؤلؤ قديما ومن هنا تم نقلها إلى أسواق أوربا أيضا. وهكذا كانت السفن الكويتية تنقل الذهب من إلى الكويت حتى نهاية الحرب العالمية الثانية. وكانت هذه التجارة رابحة لكلا البلدين علاوة على ذلك كانت السفن تنقل من الهند إلى الكويت محملة بـأنواع مــن المـواد الإنشائية مثل "البامبو" الذي يستخدم لأسقف المنازل والمواد الغذائية مثل الأرز والتوابل والشأي ، إضافة إلى المنسوجات والمـــــواد الاستهلاكية.(4) 

وبدأت العلاقات بين الهند والكويت رسميا في عهد الشيخ مبارك الصباح حاكم الكويت سنة ١٨٩٥م وهي الفترة التي تنازع فيها الإنجليز مع الأتراك العثمانيين الذين يحكمون العراق ويحاولون للسيادة على الكويت فكشف حاكم الكويت عن اتفاقية سرية بينه وبين الإنجليز بالحماية والتبعية الخارجية فقط مما جعل العثمانيين يكفون عن المطالبة بذلك. وكانت الهند في تلك الآونة تحت سيطرة الإنجليز فبدأت العلاقات السياسية تزداد كل يوم بين الهند والكويت وكذلك اتسعت تجارة الكويت مع الدول المجاورة وصارت الكويت ميناء للبضائع الهندية وكما صارت الهند سوقا للكويت ثم نشطت التجارة بين البلدين وأصبحت موردا اقتصاديا لكلا البلدين. 

والعلاقات السياسية الحديثة بين الكويت والهند بعد استقلال الكويت ، نتيجة للتواصل التجاري والاقتصادي وما ترتب عليــه مــن روابط اجتماعية أو علمية أو دينية . فصدر مرسوم أميري في ٢٤ من يونيو عام ١٩٦٤ بتعيين السيد يعقوب عبد العزيز الرشيد سفيرا فوق العادة ومفوضا من دولة الكويت لدى جمهورية الهند. ومنذ ذلك الوقت صدر العديد من المراسيم الأميرية والاتفاقيات التي تنظم العلاقة الاقتصادية بين البلدين. (5)

وتبادل زيارات الوفد الدبلوماسي رفيع المستوى بين البلدين وزادت علاقات سياسية وتجارية وحتى قام الشيخ جابر الأحمد الصباح مع الوفد المرافق رفيع المستوى بزيارة رسمية تاريخية للهند في عهد رئيسة الوزراء السيدة أنديرا غاندي عام ١٩٨٠م ، وشدد جابر الصباح على عمق العلاقات الكويتية الهندية وقال سموه أن تلك الزيارة تعد فرصة طيبة لتوثيق العلاقات بين البلدين الصديقين على المستويين الحكومي والشعبي ودراسة القضايا ذات الاهتمام المشترك وفي خطوة مماثلة لتدعيم أواصر العلاقات الكويتية الهندية قامت رئيسة وزراء الهند السابقة أنديرا غاندي بزيارة رسمية إلى الكويت في مايو ۱۹۸۱ و اعتبرت دفعة قوية لتعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين وحلقة جديدة في سلسلة الاتصالات واللقاءات التي تجسد طبيعة ومعطيات العلاقات المتميزة بين البلدين. 

وزار الهند لجنة الصداقة البرلمانية الكويتية تحت قيادة الشيخ طلال مبارك عيار نائب الرئيس لمجلس الأمة الكويتي في أكتوبر  ۱۹۹۸م وقد تم عديد من التبادلات والزيارات الرسمية رفيع  المستوى بين الهند والكويت التي تستهدف إلى ازدهار قدرات العلاقات التجارية الثنائية والتبادل الثقافي والعلمي. 

وخلال تلك الآونة وجد العديد من الزعماء الهنود فرصـة لزيارة الكويت وكما زار وزير الدولة للشؤون الخارجية للهند السيد أجيت كمار مع الوفد رفيع المستوى وتعليقا على العلاقة الهندية الكويتية يقول وزير الأوقاف السابق لدولة الكويت معالي الدكتور راشد عبد الله الفرحان يرتبط الكويتيون مع أهل الهند بعلاقة خاصة مميزة بوجود مئات الملايين المسلمين في الهند وتجمعهم الرابطة الروحية والعقيدة الإسلامية، والتعاطف الأخوي في الدين "إنمــا المسلمون إخوة . ولم يتأخر الكويتيون عن غيرهم في التوافد علــى الهند أفرادا وممثلي الجمعيات الخيرية لتفقد أحوال إخوانهم من المسلمين ومديد المساعدة المادية والمعنوية فساعدوا في بناء المدارس والمساجد والكليات والمراكز الإسلامية في العديد من ربوع الهند.( 6) 

ولم تنقطع سلسلة الزيارات بين الكويت والهند ومن أبرز تلك اللقاءات زيارة وزير الخارجية السابق الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح إلى نيو دلهي في أغسطس عام ٢٠٠٤ التـ التي تم خلالها إنشاء مجمو عة إستيراتيجية استشارية مهمتها تنسيق عملية عقد لقاء  دوري على مستوى وزيري الخارجية في البلدين للتباحث في مختلف القضايا المشتركة بين الحكومتين الكويتية والهندية. وكذلك قام نائب رئيس جمهورية الهند حامد انصاري بزيارة رسمية إلى الكويت عام ۲۰۰۹ وخلال هذه الزيارة قد تم تعزيز التعاون الثنائي في المجالات السياسية والتجارية والثقافية والتكنولوجيا وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المشترك. وفما لا شك فيه أن الكويت تعد من أبرز الشركاء التجاريين للهند نظرا للقرب الجغرافي بين البلدين وأن الهند رابع أكبر مستورد للنفط الكويتي عالميا وتبلغ قيمة النفط الكويتي ومنتجاته المصدرة إلى الهند في كل سنة مليارات دولار أمريكي. 

وقد قامت الهند بخدمات جليلة في سبيل تقوية أواصر الصداقة بين الكويت والهند وتعزيز العلاقات فيما بين البلدين وكانت الخدمات البريدية إحدى الخدمات الهامة التي ساهمت الهند مساهمة أساسية في ادخالها إلى الكويت ومما ترتب عليها طلب الشيخ مبارك الصباح عام ۱۹۰۱ من الحكومة البريطانية أن تفتح مكتبا للبريد الهندي في الكويت(7). 

واستمرت هذه العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الهند والكويت ثم اتسعت في المجالات الأخرى حتـى انعكسـت علـى العلاقات الاجتماعية والثقافية بين البلدين لأن معظم التجار كانوا يعيشون سنة كاملة في الهند لغرض التجارة ثم ينقلون معهم الهندية مع اللهجة الكويتية ويوجد هذا الأثر في اللهجة الشعبية الكويتية التي تستعمل في الأغاني والتحدث فيما بينهم باللهجة العامية. والشاعر الكويتي الكبير عبد الله الفرج الذي تأثر بالهند وعاش في بومبائي في النصف من القرن التاسع عشر ونــال مكانة مرموقة فى الأوساط الأدبية الكويتية, وكان يجيد اللغة الهندوستانية كأحد أبنائها ، واهتم بالموسيقى والتصوير وبرع في الشعر، قد أدخل على الشعر النبطي (العامي) كثيرا من التجديد، فأوجد أوزانا اقتبسه من الشعر الهندي، ولإتقانه الموسيقا استخلص مزيجا من الألحان الحضرمية والألحان الأفريقية ومزجهما بالأنغام الهندية وغنى بهــا على العود والكمان والمرواس ، وهى الأنغام الكويتية المنتشرة اللآن في الخليج التي استمرت حية شائعة يتداولها الملحنون والمغنون وقـد طعم الفرج بعض أشعاره الغنائية العربية بمقاطع اللغة الهندية فأعطتها نكهة خاصة وشعبية تقبلها الجمهور بالاستحسان . (8)

يطيب لي أن أذكر هنا الشاعر خالد محمد الفرج الذي الفرج الذي نشأ في بيت موفور النعمة والجاه، وفي عام ۱۹۱۷م سافر إلى مدينــــة مومبائي حيث وجد ظروفا مؤاتية له فاستقر هناك نحو خمس سنوات وتعلم اللغة الهندية وأنشأ مطبعة فيها باسم "المطبعة العمومية" وطبع فيها ديوان شعره وقد اتضح فيه تأثره بالهند وحياتها السياسية تأثرا قويا ويبدو واضحا في قصيدته التي تدور حول الزعيم الهندي المعروف "غاندي" في سنة ١٩٢٢ م ، هذا كان وقت جهاده مع الاستعمار الانجليزي في الهند، ويتضح لنا أن هذا الشاعر كان يفكر في مواقف بلاده وقضاياها مع الاستعمار منذ سفره إلى الهند وهـو يقول: 

قطعة من نسيج قطن خام 

خشن حول هيكل من عظام

 ثم رأس ، رأس "السبرمان" 

موجودا كما صوروه في الأوهام

 أذن قد أعارها الفيل إياه

 وأنف من الأنوف الضخـــــام 

وعيون كمن خلف زجاج

 نافذات و لا نفوذ السهام 

هذه الصورة التي تملأ الكون

 ضجيجا محاطة بالزحام 

هزت الهند بالمحيط بهملايا 

وما بينها من الأقوام 

وحدت حولها الملايين

 ممن خلقوا وسط بؤرة الانقسام (9)

وكان عبد الله سنان شاعرا مبدعا فنظم قصيدة باسم "الهندية" ويصف بها المرأة الهندية وهي قصيدة جميلة طويلة ولكن ننقل هنا بضعة أبياتها وهو يقول في هذه القصيدة: 

يا ربة الحسن ذات القرط والساري

 حيرت في هذه الأزياء أفكاري 

أفتنة أم ملاك أنت أم قمر 

أم دمية أنت خطتها يد الباري 

رحماك رحماك إن الحب أتلفني

 و ها أمامك دمعي لم يزل جاري

 جودي بربك يا ذات الوشاح لنــــا 

بلفتة الجيد واطفي جذوة النار 

في وجنتيك دمي لا تكريه فقد 

أوهبته لك فاقضي بعض أوطاري (10)

استمرت المحاولات من أجل تفعيل التبادل الثقافي بين الهند والكويت في مجالات متنوعة وحتى صدر كتاب من مركز الدراسات العربية ، المعهد المركزي للغة الإنجليزية واللغات  الأجنبية، حيدر آباد باسم "الأدب العربي الحديث في الكويت" للدكتور محمد إقبال حسين الندوي، وهو يشتمل على الأبحاث والدراسات القيمة التي جرى تقديمها في الندوة الدولية المنعقد فـ ۱۸ و ۱۹ أكتوبر عام ٢٠٠١، ويتجلى فيه مـــا النشاطات العلمية والأدبية التي تعمل في الكويت بكل حيوية ونشاط. 

و يعمل مركز البحوث والدراسات الكويتية في الكويت على تقديم البحوث والدراسات الحضارية والتراثية عن الكويت و تعنى هذه البحوث بالدراسات التأصيلية فيما يتصل بالنشاطات الحياتية لمجتمع الكويت وتطورها مثل النشاط البحري والثقافي والاقتصادي بما يبرز جوانب الحياة ومساراتها وخصائصها في المجتمع الكويت. 

عبر العصور المخلتفة. وقد صدر كتاب قيم من هذا المركز باسم "الكويت والهند" في عام ٢٠٠٦ ، وكتب فيه رئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية الأستاذ الدكتور عبد الله الغنيم تصديرا قيما وعبر فيه عن الصلة الوثيقة بين الآباء والأجداد في الكويـت مـــع الهند بقوله: كان آباؤنا وأجدادنا في الكويت يتحدثون دائما عن الهند بشيء من الود والتقدير ، وذلك لأنهم عرفوا الكثير عنها من خلال سفرهم إليها وإقامة بعضهم فيها، ومخاطبتهم لأهلها، وتعرفهم على عادات أهل هذه البلاد والتأثر بها في المعرفة والفنون وكثير من طرائق الحياة العامة. 

ويحتوي هذا الكتاب على الأبحاث حول العلاقات التجارية القديمة بين الكويت والهند والصلات الكويتية الهندية وتحدث الكتاب عن العملة الهندية في الكويت ومساهمة الهند في الخدمات البريدية وكذلك تحدث عن العلاقات السياسية الحديثة بين الكويت والهند.

 وكذلك قد ألف الدكتور يعقوب يوسف الحجي كتابا باسم "النشاط البحرية القديمة في الكويت" وهو يتحدث فيه عن رحلات الهند وفوائدها وغرائبها ويذكر لنا عن اقتصاديات السفر في رحلة الهند وعن بيع التمور وتجارة الخيول فيها ونقل الذهب من الهند وإليها وكذلك يتكلم عن التجار الكويتيين في الهند وتصدير العملات والجلود إلى الهند . وهكذا قد جمع الدكتور يعقوب الحجي المعلومات الكثيرة القديمة عن الكويت والهند فأصبح هذا الكتاب مصدرا للباحثين والدارسين في هذا الصدد. 

وقد لعبت وتلعب رسالة الكويت دورا فعالا في سبيل تعزيز العلاقات الدولية وإرسال رسائلها إلى كل دول العالم، وهي رسالة دورية تصدر من مركز البحوث والدراسات الكويتية في الكويت ، وصدرت رسالة في اكتوبر ٢٠٠٦ وهي تتحدث عن الكويت والهند قديما وعن شدة التواصل والترابط والتبادل التجاري بينهما ، وذلك على نحو حقق الكثير من العلاقات الاجتماعية والثقافية بين أبناء البلدين، وكذلك تتحدث عن التبادل التجاري بين الكويت والهند قديما إلى أن نصل إلى رعاية الشيخ مبارك للنشاط التجاري في الهند. (11)

وإضافة إلى هذه الخدمات في مجال الثقافة بين الكويت والهند قد تم إنشاء بعض المؤسسات الثقافية والتعليمية التي تركت بصمات عميقة في تاريخ العلاقات بين البلدين ومنها "المنتدى العربي الإسلامي" الذي كان ناديا ثقافيا وأدبيا وملتقى للجاليات الكويتية والخليجية في بومبائي. ومنها إنشاء المدرسة العربية في بومبائي بناء على طلب المقيمين هناك من أمير الكويت المرحوم الشيخ عبد الله السالم الصباح في أثناء إحدى زيارته للهند عام ١٩٥٢ وذلك لتعليم أبنائهم الذين يقيمون معهم. 

وهناك عدد متزايد باستمرار في المجال التكنولوجي والبرمجة الإلكترونية والهندسة الصناعية والمعمارية وكما يتواجد أكثر من ۱۸ منتدى ثقافي هندي ترعى شؤون الجاليات الهندية في الكويت ويتوافر أكثر من عشرين مدرسة هندية تجري إدارتها ومناهجها الدراسية حسب مقتضيات الوافدين الهنود وهذه المدارس تؤدي خدمات كبيرة في تعليم وتثقيف أبناء الجاليات الهندية ومن ناحية أخرى هي تلعب دورا بارزا في سبيل البتادل الثقافي والحضـــــاري بين البلدين خاصة وتعزيز العلاقات والروابط بينهما عامة. 

و تلعب المؤتمرات والندوات الدولية دورا فعالا في تنشيط العلاقات الثقافية والعلمية بين البلدين ويتم تبادل الزيارات الثقافية والفن التشكيلي بينهما وتنعقد البرامج الثقافية والأدبية المشتركة بينهما تستهدف إلى التواصل والتبادل الثقافي بين الكويت والهند، كما انعقدت الندوة العالمية عن الأدب الكويتي الحديث في حيدرآباد عــام ۲۰۰۱م بجامعة الإنجليزية واللغات الأجنبية وحضرها عدد لابــأس به من الأدباء والعلماء من أنحاء الهند والكويت وغيرهما من البلدان العربية الإسلامية. 

وعلى مستوى الحكومة الهندية في مجال التبادل الثقافي والحضاري بين الكويت والهند قد تم توقيع اتفاقية مشروع البرنامج التنفيذي للتبادل الثقافي في ديسمبر ۱۹۹۹ وتجددت العلاقات الكويتية الهندية بعد زيارة سمو أميرة البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الهند في يونيو ٢٠٠٦ التي أثمرت عن تعزيز العلاقات الكويتية الهندية وتدشين عهد جديد فيما بين البلدين وتم تجديد الاتفاقية في يونيو ٢٠٠٦ ٢ التي تهدف تهدف إلى تشجيع التبادل الثقافي والتعليمي والإعلامي بين البلدين. 

وتأكيدا لأهمية العامل الثقافي في التقريب بين الشعوب تــم افتتاح مكتبة الشيخ صباح الأحمد في الجامعة الملية الإسلامية في نيو دلهي في سبتمبر ۲۰۱۱ والتي تحتوي على آلاف الكتب الكويتية والعربية والأجنبية وجناح للصور الفوتوغرافية يوثق مسيرة طويلة وزاخرة في العلاقات الكويتية الهندية. 

ولاشك فيه أن التبادل الثقافي والحضاري بين الكويت والهند قوي على المستويات التجارية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأدبية. وقد مهدت العلاقات السياسية والدبلوماسية الطريق إلى تعزيز هذه الروابط وأواصر الصداقة بين البلدين فكثر التبادل العلمي والثقافي والحضاري من خلال الزيارات في الندوات العلمية والثقافية بالجامعات الهندية والجامعات الكويتية ومن خلال الملحقيات الثقافية في السفارات ومراكز البحوث والدراسات الكائنة في كلا البلدين (الكويت والهند). 

المراجع


1. الكويت والهند، إعداد مركز البحوث والدراسات الكويتية ، الكويت، ص ٥ 

2- الدكتور عبد المنعم النمر ، تاريخ الإسلام في الهند ص ٦٨ - 

3- الأستاذ الدكتور عبد الله يوسف الغنيم ، تاريخ الكويت ج ۲ مركز البحوث والدراسات الكويتية ، الكويت ، ص ٤٥ 

4-الأستاذ الدكتور عبد الله يوسف الغنيم ، تاريخ الكويت :ج :٢ مركز البحوث والدراسات الكويتية ، الكويت، ۲۰۰۷ ، ص ۳۷ 

5- يعقوب عبد العزيز الرشيد : امتع واوجع الذكريات ، شركة دار الفكر الحر 
6- مجلة البعث الإسلامي ، جمادي الثانية ١٤٢٦ هجرية ، ٤ - ٩ ، ج ٥ ، الصادرة من لكنؤ ، الهند 
7- دليل الروزنامة البحرية، الدكتور يعقوب يوسف الحجي، مركز البحوث والدراسات الكويتية ، الكويت، ٢٠٠٣، ص ٥٥ 
8- الكويت والهند إعداد مركز البحوث والدراسات الكويتية ، الكويت، ص ٢٧ 

9- راجع نورية الرومي ، الحركة الشعرية في منطقة الخليج العربي بين التقليد والتطوير 

10- عبد الله سنان (الشاعر): نفحات الخليج ، قصيده "الهندية" 

11- رسالة الكويت، العدد ٦ ، اكتوبر ۲۰۰٦ ، مركز البحوث والدراسات الكويتية ، الكويت، ص ٢٤-٢٥ 



مواضيع ذات صلة
العلاقات الهندية،,

إرسال تعليق

0 تعليقات