العنوان: العلوم والفنون فى اللغة السنسكريتية
بقلم: محمد نفيس
الحمد للمتوحد بجـلاله المتفرد
وصلاته دوماعلى خير الأنام محمد
جدول المحتويات
1. اللغة السنسكريتية
2. علم اللغة و علم النحو
3. علم العروض
4. علم الطب
5. الفيدا والأيروفيدا
6. علم السحر و علم الكيميا
7. علم الرسائن
8. علم النجوم
9. علم الرياضيات
10. الأدب ( النثر والشعر )
11. الفيدا
12. والفيدا لها أربعة أقسام .
13. المسرحية
14. القصص القصيرة
15. دورة بريهات كاثا
16. الموسيقى
17. الرقص
18. الرواية
19. الفلسفة
20. العمارة
21. النحت
22. التصوير
23. المصادر والمراجع
24. الحواشي
اللغة السنسكريتية
قال الدكتور محيي الدين الألوائ : يرجع تاريخ اللغة السنسكريتية في القارة الهندية إلى أربعة آلاف سنة مع أن أقدم الآداب الهندية في هذه اللغة الكلاسيكية هو الكتاب المعروف " ركفيدا " ويعتبر أقدم الكتب عن سلالة الآريين بأكملها، وبدأت السنسكريتية تبث نفوذها وترسل شعاعها إلى مناطق آسيا الوسطى والشرق الأقصى منذ القرن الأول قبل الميلاد بطريق " البوذية " ومنذ القرن الثاني للميلاد صارت اللغة السنسكريتية مطية للثقافة الهندية إلى جنوب شرقي آسيا، ومنحت لهذه البلاد تراثا مليئا باالتمثيليات والروايات والأشعار والموسيقى والرقص والنحت، وهكذا لم تعد للسنسكريتية عامل التجانس للقارة الهندية فقط بل جعلت الشرق الأقصى وجنوب شرقی آسیا تحت تجانس ثقافي متين. وخلال هذه الفترة الذهبية، تركت السنسكريتية أثرا فعالا في جميع الميادين الأدبية والفلسفية والفنية والعلمية وغيرها.(1)
علم اللغة و علم النحو
حبتنا اللغة السنسكريتية بعلم اللغة وعلم النحو في الهند في قديم الزمان كما يبدو أن العلامة اللغوي بانيني الذي وضع قواعد اللغة السنسكريتية فى مؤلفه الشهير ( ثمانية كتب في قواعد اللغة A sthayayi الذي ذكر فيه أسلافه من النحويين. وتكمن أهمية كتاب بانيني في تناوله اللغة من جميع جوانبها لفظا وكتابة ونحوا وصرفا وإعرابا للمفردات والجمل، وكذلك في تصنيفه جذور الأفعال والأسماء واستخلاص قواعد اشتقاقها، كما ميز جغرافيا الصيغ اللغوية الشمالية من الصيغ الشرقية . وجاء في " قصة الحضارة " : ولقد أخذت الهند منذ تاريخ عريق في القدم تتعقب جذور الألفاظ وتاريخها وعلاقاتها وتركيبها ولم يظللها القرن الرابع قبل الميلاد حتى كانت قد اصطنعت لنفسها علم النحو، وأنجبت من يجوز أن يكون أعظم النحاة جميعا ممن نعرف وهو بانيني، وكانت دراسات بانيني، وباتايخالي ( ١٥٠م ) وبهارتريهاری ( حوالي ٦٥٠ هي الأسس التي قام عليها علم اللغات، كما أن هذا العلم الشائق الذي يبحث في ولادة الألفاظ اللغوية ، مدين بكل حياته تقريبا فى العصور الحديثة لإعادة كشف الغطاء عن السنسكريتية.(2)
علم العروض
قام تعليم العروض على النصوص الأدبية الأولى وفق الأوجه الأولى لعلم البلاغة ، ومع تطور الغنائية وجه علم العروض جميع الأعمال الفنية فارضا عليها أصولا متقدمة. ومما وصلنا " كافيادارشا " ( مرآة الشعر ) وضعه داندان ، و" كافيالانكارا " ( تزيين الشعر ) وضعه باماها ( القرن السابع ) وتوالت منذ ذلك الوقت تعليقات وكتب حتى القرن الثامن عشر.
ونشأت نظريتان " رازا " ( الذوق الشعري ) و " ذفاني " ( رنين الشعر ) فرضت على هذه المدرسة ، خاصة مع أبينافا غوبتا ( القرن الحادي عشر ) منحى تفكيري وظهرت استشهادات غنائية عديدة تواكب القواعد والتفسيرات.(3)
علم الطب
علم الطب من العلوم القديمة والمعارف الأثرية ترجع آثاره إلى ٦٠٠٠ قبل ميلاد المسيح، إلا أن هناك من هو مخترعه. نقل في ذلك القفطي وابن النديم عبارات طويلة، ملخصها كما يلي:
يقول البعض استخرجه أهل مصر، ويقول البعض: استخرج علم الطب والفلسفة كليهما ،هرمس، قال البعض: إنهم أهل قوس أو قولوس، وقد ذكروا بهذا الخصوص اسما للهند.
على كل حال، وبغض النظر عن الحقائق لا يمكن أن يستبعد أن الهنود قد حظوا بحظ وافر كثير بين الأمم في تدوين الطب باعتباره العلم. (4)
ورد فى كتاب ( تاريخ الطب ) نقدّر العزلة التي عاشتها أمريكا القديمة وجهلنا بماضيها عندما نستحضر الطب في شبه القارة الهندية، الذي يمكننا أن نتتبع تطوره طوال ألفي عام قبل عصرنا. وحقيقة، كتبت النصوص التي بحوزتنا باللغة السنسكرتية التي يسهل علينا فك رموزها، أصل معظم اللغات الأوروبية. فإننا ندرك أن الطب الهندي هو والتي هي أساس الطب الحديث.
الفيدا والأيروفيدا
تشكل الفيدا مجموعة من النصوص تعود إلى خمسة عشر قرنا قبل ميلاد المسيح، وهي تتكون من قصائد شعرية فلسفية - دينية أكثر من كونها تعاليم طبية، لكننا نجد فيها أسس الطب الهندي البديل، الذي يدرك استحالة الفصل بين الروح والجسد، واستحالة التمييز بين المرئي وغير المرئي، لأن الاثنين يعيشان بـ "أنفاس" من الطبيعة نفسها.
يبدو أن الأناشيد الفيدية هذه قد وفدت إلى الهند القديمة الدراويدية أثناء هجرات الشعوب الهندية، وبناء عليه فهي أقدم من الطب الإغريقي.
هكذا انتشر المنهج الطبي المعروف بالـ ( أيروفيدا في الوقت )نفسه الذي انتشرت فيه البوذية وبسطت نفوذها على بلاد جنوب شرق آسیا ، وترتبط الأيروفيدية بالبوذية بالطريقة نفسها التي ترتبط فيها الصرامة الأخلاقية بالصرامة الصحية للجسد بشكل لا يقبل الانفصال : استقامة السلوك ، الصلاح ، احترام الآخرين ، والتواضع الذي ينطوي على النظافة الجسدية ، والاعتدال في الشهوات (5)
نذكر بعض الكتب الطبية
۱- سشرت سنهتا لعل أول كتاب للطب الهندي تم ترجمته إلى العربية كان "سشرت سنهتا" ألفه سشرت الماهر في مجال الطب كان ممن يعد من الدعائم الأساسية في هذا المجال.(6)
۲- جرك كما قال البيروني " ولهم كتاب يعرف بصاحبه وهو " جرك" يقدمونه على كتبهم في الطب، ويعتقدون فيه أنه كان " رشا" في "دوابر" الأدني وكان اسمه " أَكَنَ بيش" ثم سمي " چرك" اي العاقل لما حصل الطب من الأوائل أولاد " سوتر " وكانوا رشين وهؤلاء أخذوه من "اندر" وأخذه اندر من " اشوني" أحد طبيبي "ديو" وأخذه هذا من "پرجاپت" وهو براهم الأب الأول، وقد نقل هذا الكتاب للبرامكة إلى العربية. (7)
علم السحر و علم الكيميا
السحرهو إظهار شيء للإحساس على خلاف حقيقته بوجه من وجوه التمويه، فإن نظر إليه من هذا الوجه وجد فيه الناس ،شائعا، وإن اعتقد فيه اعتقاد العوام أنه إيجاد الممتنعات فقد خرج أمره عن التحقيق، فإذا امتنع الشيء لم يوجد أيضا فالكذب ظاهر في حده فالسحر إذن غير داخل في العلم البتة، ومن أنواعه " الكيميا " وإن لم يسم به ألا ترى أن أحدا لو تناول قطنة أراها نقرة لم ينسب إلا إلى السحر وليس بينه وبين أن يتناول فضة ويريها ذهبا فرق إلّا من جهة العادة، ولم يختص الهند بالخوض في أمر الكيميا فليس يخلو منه أمة و إنما يزيد بعضها على بعض في الولوع به(8).
علم الرسائن
ورد في " تحقيق ما للهند " ولهم فن شبيه بهذا الباب قد اختص الهند به ويسمونه " رسائن " و هو اسم مشتق من الذهب فإنه " رسُ " وهو لصناعة مقصورة على تدابير ومعاجين وتراكيب أدوية أكثرها من النبات وأصوله تعيد الصحة إلى مرضى قد أيس منهم والشباب إلى المشائخ الفانين حتى يصيروا فى حال المراهقين من اسوداد الشيب وزكاء الحواس والقوة على البطش والجماع بل نيلهم البقاء فى الدنيا أزمنة طويلة، ومن المذكورين في هذا الباب " ناكارجُن " من قلعة تسمى " ديهك " بالقرب من موضع " سومنات " وكان مبرزا عمل كتابا موفيا على غيره نادرا وعهده لا يتقدم زماننا إلا بقريب من مئة سنة (9).
علم النجوم
لهذا العلم صلة وطيدة بالهنود وله أهمية كبرى لكونها منتمية إلى أمورهم وعقائد الدينية، ولذلك لا يلقب أحد بـ "المنجم" . إن لم يكن متعارفا على الأحكام النجومية ولو كان بارعا في الرياضيات (10).
وعلم النجوم فيهم أشهر لتعلق أمور الملة به ومن لا يعرف الأحكام منهم لا يقع عليه بمجرد الحساب سمة التنجيم والذي يعرفه أصحابنا " سندهندا" هو " سدهاند" أي المستقيم الذي لا يعوج ولا يتغير ويقع هذا الاسم
على كل ما علت رتبته عندهم من علم حساب النجوم وإن كان عندنا قاصرا عن زيجاتنا وهو خمسة : أحدها سورج سدهاند " منسوب إلى الشمس تولاه لاتُ والثاني " بَسِشت سدهاند " منسوب إلى أحد كواكب بنات نعش عمله ( بشنچندر) والثالث " پلس سدهاند "منسوب إلى پولس اليوناني من مدينة سينتر، وأظنها ) الإسكندرية ( عمله " پُلس" والرابع " رومك سدهاند " منسوب إلى الروم عمله (اشريخين ) والخامس " براهم سدهاند " منسوب إلى براهم عمله " برهمكويت بن جشن " في مدينة ( بَهَلمَالَ ) وهي فيما بين ( مولتان ) وبين ( انهلواره ) ستة عشر ( جوزنا ) واستناد جميعهم إلى کتاب " پيتامه " المنسوب إلى الأب الأول وهو براهم (11).
علم الرياضيات
كما قال لويس رينو : ثم ظهرت أبحاث أكثر تخصصا تحوى عناصر من الحساب والجبر . وفي هذا الميدان يبدو أن الهنديين تبنوا مفهوم الصفر وقيمته الحسابية، وكذالك استخراج الجذور المربعة أو المكعبة، واكتشاف الرقم ( بي ) . وأبرز واضعي هذه الأبحاث : آرياباتا ( ق ه ) ، اهما غوبتا ( ق ۷ ) ، باسكارا ( ق ١٢ ) .
وثمة كتب منفصلة في الرياضيات، كما " غانيتا سارا " ( جوهر الحساب ) وضعه شريذارا (ق ۱۱ ) ، أو " ليلافاتي " ( الظريفة )، وهو يطرح المسائل في قسوة وشاعرية (12).
الأدب ( النثر والشعر )
النثر ظاهرة مستحدثة في الأدب الهندي إلى حد كبير، ويمكن اعتباره ضربا من الفساد جاءه من الخارج بفعل الاتصال مع الأوروبيين، فروح الهندي الشاعرة بطبعها ترى أنه لا بد لكل شيء جدير بالكتابة عنه أن يكون شعري المضمون، يستثير في الكاتب رغبة في أن يخلع عليه صورة شعرية، فما دام الهندي قد أحس بأن الأدب تنبغي قراءته بصوت مرتفع، وأدرك أن نتاجه الأدبي سينتشر في الناس ويدوم بقاؤه - ذلك إن انتشر ودام - بالرواية الشفوية لا بالكتابة فقد آثر أن يصب إنشاءه في قالب موزون أو مضغوط في صورة الحكمة، بحيث تسهل تلاوته ويسهل حفظه في الذاكرة، ولهذا كان أدب الهند كله تقريبا أدبا منظوما، فالبحوث العلمية والطبية القانونية والفنية أغلبها مكتوب بالوزن أو بالقافية أو بكليهما، حتى قواعد النحو ومعاني القاموس قد صيغت في قالب الشعر، والحكايات الخرافية والتاريخ، وهما في الغرب يكتفيان بالنثر، تراهما في الهند قد اتخذا قالبا شعريا منعما
الأدب الهندي خصيب بالحكايات الخرفية بصفة خاصة ، والأرجح أن تكون الهند مصدرا لمعظم الحكايات الخرافية التي عبرت الحدود بين أقطار العالم كأنها عملة دولية فالبوذية لقيت أوسع انتشار لها حين كانت أساطير ((جاتاكا )) عن مولد بوذا ونشأته شائعة في الناس ، وأشهر كتاب في الهند هو المعروف باسم ) پان کا تانترا أى العنوانات الخمسة ( حوالي ٥٠٠ ميلادية) وهو مصدر كثير من الحكايات الخرافية التي أمتعت أوربا كما أمتعت آسيا (13).
و بين الحكايات الخرافية و التاريخ تقع مجموعة كبيرة في منتصف الطريق من حكايات شعرية جمعها ناظمون دعوبون ، وأرادوا بها أن تكون متاعا للروح الهندية المحبة للخيال ، ففي القرن الأول الميلادي نظم ناظم يدعى ( جناذيا )) مائة ألف زوج من الشعر أطلق عليها ( برهاتكاذا ) أي مسرح الخيال العظيم (14).
الفيدا
فجر الأدب السنسكريتي بالفيدا وفيدا هي كلمة سنسكريتية تعني المعرفة.
قال لويس رينو الفيدا ( Le Veda ) أولى الوثائق الأدبية في الهند، نصوص دينية تواترت شفاهة ثم دونت كما وردت على ألسنة الرواة، مجهولة التاريخ والكاتب. لكنها عمل الجماعات الآرية) من جذور هندية أرروبية التي غزت الهند من شمالها الغربي حوالي ۲۰۰۰ ق. م. من هنا نسبة النصوص الفيدية القديمة إلى هذه الحقبة (15).
ويقول الدكتور محيي الدين الألوائ : ومعنى كلمة (( فيدا )) في اللغة السنسكريتية ( المعرفة ( لأنها تتضمن المعارف والأفكار والمبادىء التي نالها حكماء الهند القدامى ، أو استلهموها خلال تأملاتهم العميقة المصحوبة بإنكار الذات والتفاني في سبيل معرفة الحق . ويسمى كل من هؤلاء الحكماء ( ريشي ) أو (موني (( أى الحكيم أو العارف (16).
وسرد الدكتور محمد ضياء الرحمن : و "الفيد "كلمة سنسكريتية من كلمة (( ود )) ومعناها العلم والمعرفة (17).
يقول الأستاذ أحمد فهمي محمد في التعليق على الملل والنحل " ترجع الفلسفة الهندية ، واختلاف معتقداتهم إلى كتاب الفيدا ، ومعناه علم الغيب عن طريق الدين ، وهو منبع جميع المعارف الهندية دينية أو اجتماعية أو خلقية أو علمية وهو ينتظم أورادا تعبدية ، و أناشيد دينية ، وتعاويذ ، ولا يكاد يتصفحه متصفحه حتى يلتقي فيه بآلهة كثيرين . منها ما يتمثل في الشمس، وما ينشأ عنها من ضوء ودفء و إنعاش ، ومنها ما يتمثل في قاتل تنين هائل، أو وحش كاسر وقد تصل هذه الآلهة إلى أكثر من ثلاثين إلها ولهم أسطورتهم في بدء الخلق، و ذلك أنه الإله براجاباتي وهو خالق ومخلوق، فهو في بدء الأمر اشتاق إلى التكثر وتمناه ، فأجابته سائر الآلهة إلى أمنيته فضحوا به فقطعوه إربا إربا ونثروا أجزاءه في جميع البقاع فتكون العالم من هذه الأجزاء ، و أخذت تتجاذب بشوق القرب ، و هذا سر التجاذب الخفي الذي يتمثل في جميع عناصر الدين (18).
والفيدا لها أربعة أقسام .
الفيدا الأولى هي الأقدم، تدعى " الريغ فيدا " أو " فيدا المقاطع " وهى مجموع آلاف أنشودة للآلهة (19).
الفيدا الثانية: "ياجور فيدا " أو " فيدا الصيغ التضحوية " وهى من عدة تنقیحات، بعضها لا يحوي صيغ نثرية أو شعرية مقتبسة لمختلف الاحتفالات الطقسوية، وبعضها و يدعى " الياجور فيدا السوداء " يضم عناصر التعليقات لتفسير الصيغ وخاصة تبريرات الإشارات والممارسات .
الفيدا الثالثة : " الساما فيدا " أو فيدا الميلوديات " وهي مقاطع من الريغفيدا ، تغير فيها ترتيب المقاطع، وأهميتها في التنويط الموسيقي ، فهذه أقدم موسيقى ليتورجة معروفة في العالم.
الفيد الرابعة: " الأثار فيدا " وهى مجموعة منتخبات شعرية لصلوات سحرية فديانة الأثارفيين كانت مميزة ومقصورة على السَّحَرَة وهى مجموعة منتخبات شعرية لصلوات سحرية ،وفيها صلوات سحرية وقطع حول نشأة الكون أخاذة جدا.(20)
أقدم فيدا " الريغ فيدا " وآخرهم " الأثار فيدا ".(21)
وكل من من هذه الويدات الأربعة يشتمل على أربعة أجزاء هي سَمْهِتا وبرَهْمَن وأرنَيك وأبانيشاد ، وهي بهذا الترتيب من حيث قدمها التاريخي ، والتحدث عن كل منها فيما يلي :
۱ - سَمْهتا ( Samhita ) أو مجموعة المنظومات لكثرة المنظوم فيها ، ومنظومات الريج ويدا أهمها ، وقد تكرر أكثرها في ساما ويدا ، وهذه المنظومات يُتغنى بها عند تقديم القرابين ، ويشتمل سمهتا من ياجور ويدا بعض الأدعية التي تقرأ عند تقديم القرابين كذالك ، أما منظومات أثار فيدا فأدعية كان يقدمها سكان الهند الأقدمون لآلهتهم قبل زحف الآريين ، وإذا فلها قيمة تاريخية ودينية عظيمة ، وتمثل السمهتا مذهب الفطرة في التفكير الهندوسي
٢ - البَرَاهمن ( Brahman ) أو الهدايات التي يقدمها البراهمة للمقيمين في بلادهم و بين أهليهم ، وتشمل بيان أنواع القرابين وتفاصيلها ومواسمها ، وتبيان أن إرضاء البراهمة ضروري لقبول القرابين ، ويمثل البراهمن مرحلة أقرب إلى التحضر في التفكير الهندوسي 3 - أرنيك ( Aranyaka ) أو الغابيَّات أو الهدايات والإرشادات التي تقدم للشيوخ المعمرين الذين يتركون أهليهم في الربع الرابع من أعمارهم ليقيموا في الكهوف والغابات ، والأرنيك تهدي أمثال هؤلاء إلى أعمال سهلة يقومون بها بدل القرابين التي أصبحوا يعجزون عن تقديمها.
٤ - أبانيشادات ( Upanishad ) وهي الأسرار والمشاهدات النفسية للعرفاء من الصوفية ، وتدون هذه إرشادا للرهبان والمتنسكين الذين مالوا إلى باطن الحياة وتركوا ظاهرها ، وتمثل الأبانيشادات مذهب الروح الذي هو المرتبة العليا في سلسلة الاتقاء الديني (22).
السوترا والنصوص الرديفة : السوترا، هي الحكم التي تمثل الكالبا، أي التعاليم الطقسية وهي أوصاف دقيقة لاحتفالات العبادة: تضحيات يومية، وكل أسبوعين، وكل أربعة أشهر ، وغيرها.
أما النصوص الرديفة للفيدا ، فأبرزها الأبحاث الصوتية ( الأقدم إطلاقا في هذا الميدان)، وهي تشير إلى لفظ صحيح للصيغ والمقاطع ، كان أساس القواعد المعروفة في ما بعد ، عند ظهور النصوص الفيدية (23).
الشعر الملحمي : سيطرت قصيدتان من الشعر الملحمي كتبتا باللغة السنسكريتية على الأدب الهندي الباكر بعد الفيدا، وهما: المهابهاراتا، أي حرب التوابل الكبرى والرامايانا أي ( قصة راما ) وتعد المهابهاراتا أطول قصيدة في العالم، فهي تتكون من ۱۰۰,۰۰۰ بيت من الشعر. تدور القصة الرئيسة للمهابهاراتا حول الحرب على خلافة العرش بين البندافاس والكاورافاس، وهما فرعان للأسرة المالكة.
وأما الرامايانا فهي أقصر من المهابهاراتا وأكثر وحدة في الموضوع رغم أن تاريخهما .واحد وفيها يتحدث الشاعر فالميكي عن الملك راما ومعركته مع الشيطان رفانا. وكان الشيطان قد سرق زوجة راما، واسمها سيتا واعتقلها في لانكا وهي الآن سريلانكا. وهى الملحمة الثانية ( مآثرة راما ) أقصر (٢٤ ألف مجموعة بيتين) وأكثر وحدوية .(24)
البيورانا : وبعد هاتين القصيدتين الملحمتين التاريخيين، تأتي النصوص المسماة بيورانا أي المعرفة التقليدية، وهي المجموعة التالية الكبرى للمعرفة التقليدية للهندوسية والحوار الديني والبيورانا الرئيسية هي ۱۸ مجموعة موسوعية للقصص والأساطير وقد جمعت بين القرنين السادس والحادي عشر الميلاديين وأقدم بيورانا اسمها هاريفامشا ٣٤ أي سلسلة نسب هاري، وتعد هذه أول النصوص التي أتت بسرد مفصل للإله كريشنا وهو إله قطيع البقر . ولكن جاء في كتاب لوسينت " أقدم بيورانا والموثوق بها يقال لها متسى بيورانا. (25)
المسرحية
المسرحية في الهند قديمة قدم الفيدات بوجه من الوجوه، ذلك لأن بذورها الأولى موجودة في كتب "يوبانشاد ولاشك أن للمسرحية بداية اقدم من هذه الكتب المقدسة، بداية أكثر فاعلية من ذلك - وأعني بها الاحتفالات والمواكب الدينية التي كانت تقام للقرابين وأعياد الطقوس، وكان للمسرحية مصدر ثالث غير هذين، وهو الرقص - فلم يكن الرقص مجرد وسيلة لإخراج الطاقة المدخرة، وأبعد من ذلك عن الحقيقة أن نقول إنه كان يدير للعملية الجنسية، لكنه كان شعيرة جدية يقصد بها أن يحاكي ويوحي بالأعمال والحوادث الحيوية بالنسبة للقبيلة، وربما التمسنا مصدرا رابعا للمسرحية وهو تلاوة شعر الملاحم تلاوة علنية تدبّ فيها الحياة، فهذه العوامل كلها تعاونت على تكوين المسرح الهندي، وطبعته بطابع ديني ظل عالقا به خلال العصر القديم كله من حيث بناء المسرحية ذاتها، ومصادر موضوعاتها الفيدية والملحمية، والمقدمة التي كانت تتلى دائما قبل البدء في التمثيل استنزالا للبركة.
وأقدم ما يبقى لنا من المسرحيات الهندية مخطوطات أوراق النخيل التي كشف عنها حديثا في التركستان الصينية، وبينها ثلاث مسرحيات، تذكر إحداها أن اسم مؤلفها هو " اشفاغوشا" العالم اللاهوتي في بلاط "كانشكا" لكن القالب الفني لهذه المسرحية والشبه الذي بين شخصية المضحك" فيها وبين النمط الذي عرفناه لمثل هذه الشخصية في المسرح الهندي على مر العصور، قد يدلان على أن المسرحية كانت قائمة بالفعل في الهند قبل مولد " اشفاغوشا" وحدث في سنة ۱۹۱۰ أن وجدت في " ترافانكور" ثلاث عشرة مسرحية سنسكرتية، تنسب في شيء من الشك إلى " بهازا" ( حوالي سنة ٣٥٠ ميلادية )وهو في الأدب المسرحي سلف ظفر بكثير من التكريم من كاليداسا" ففي مقدمة روايته " مالافيكا" توضيح جيد لنسبية الزمن والصفات ، أثبته (أي كاليداسا) في تلك المقدمة عن غير وعي منه، فتراه يسأل : " هل يليق بنا أن نهمل مؤلفات رجال مشهورين مثل "بهازا" و"ساوميلا" ,كافيبوترا؟ هل يمكن للنظارة أن يحسوا بأقل احترام لما ينشئه شاعر حديث يسمى كاليداسا؟" (26).
ويقول الدكتور غوستاف لوبون : ونذكر من الروايات الهندوسية التمثيلية الكثيرة المعروفة في أوربة ماوضعه كاليداس الذي يُفترض أنه عاش في القرن السادس من الميلاد ، ونعُدّ من رواياته ( السحاب الرسول ، وأصل الإله الفتى ، وغرام بطل بأوروشي ، الخ ) ، وأشهر رواياته على الإطلاق هي رواية " شَكُنْ تلا " التي تُرجمت إلى أكثر من عشر لغات والتي تجد لها عدة تراجم فرنسية ، فأعجب بها غوته ولامارتين وغيرهما من أعاظم الكتاب ، وذلك في زمن خيّل فيه أن اكتشاف الآداب السنسكريتية فتح للإنسان آفاقا جديدة ، وعلى مانراه من عدم استحقاق تلك الرواية لما مدحت به في البداءة نجد أن محاسن كتاب الهندوس تجلت فيها أكثر من تجلي مساوئهم ، فهي ، على العموم ، أكثر من غيرها بساطة وأقرب إلى الصواب وأقل مبالغة ، وموضوعها إنساني مؤثر وأبطالها بعيدون من التعمل ، والكلام فيها موجز وتكاد تخلو من التعسف والمجاز ، وفيها بعض فصول عاطفية رائعة (27).
وإلى عهد قريب كانت أقدم مسرحية هندية معروفة للباحثين العلميين " عروبة الطين " ، وفي النص الذي ليس تصديقه حتما علينا -
ذكر لاسم مؤلفيها ، وهو رجل مغمور معروف "باسم الملك شودراكا " يوصف بأنه خبير بكتب الفيدا وبالرياضة وترويض الفيلة وفن الحب ومهما يكن من أمر فقد كان خبيرا بالمسرح ، ومسرحية هذه أمتع ماجاءنا من الهند، ليس في ذالك سبيل إلى شك فهي مزيج- يدل على براعة من الغناء والفكاهة، وفيها فقرات رائعة لها ما للشعر من حرارة وخصائص (28).
وفي كتاب " الهند الشقيقة " في قصور وهياكل الهند القديمة كانت المسرحيات السنسكريتية تعرض للترويح عن أفراد البلاط الملكي وعن أفراد الشعب على السواء وأقدم صور الفن الدرامي ، بل وأكثرها تطورا في الهند كان الرقص الدرامي الذي فسرت فيه النظريات والآراء الفلسفية والصوفية عن طريق الغناء والرقص ، وتعني كلمتا ( ناتيا) و ( ناتاكا )السنسكريتيتين ( الدراما) وقد جاءتا من كلمة " (نريتيا ) أى الرقص ولما كان الرقص بهذا الانضاج يعتبر جزءا وعنصرا من الدراما فإن الغناء والموسيقي قد أضافا الكثير إلى الوضع والإعداد للمسرحية (29).
القصص القصيرة
القصة القصيرة لها بداية كبداية الإنسان وقدمها كمثل قدمه بما أنه لما فتح عينيه في الدنيا وأخذ بالنمو والازدهار إلى جانب تنمية قوة التفكر والتفهم والتخيل و بروز العواطف ، شرع في تأليف القصص حتى المستطاع للتعبير عن أفكاره وأفهامه وخيلانه بالصوت الذي تتألف منه الكلمات .
كما جاء في كتاب " قصص عصرية من الهند " القصة القصيرة قديمة قدم الإنسان نفسه ، ومن المحقق أن ظهورها في العالم كان سابقا على اكتشاف الكتابة ، لقد ألف الناس الأقاصيص منذ استطاعوا التعبير عن أفكارهم وعواطفهم بالصوت الذي تتألف منه الكلمات ، وكانت صورتها الأولى زخرفا للحوادث التي مر بها الإنسان في تجاربه ، وكانت تلك الخطوة قريبة مما تلاها من التعبير عن الحوادث المتخيلة ، وكان الغرض الأول من تأليفها الترفيه والتهذيب لا للصغار وحدهم بل للكبار معهم ، وسرعان ما أصبح تأليفها لإزجاء أوقات الفراغ للرجال وللنساء على حد سواء (30)
إن القصص القصيرة ليست بجديدة في الأدب السنسكريتي، وكتاب "بنج تنترا" مثال حي لانتشار هذا الفن في الآداب الهندية القديمة. ولكن نظرا للشكل الحديث الذي يمتاز به اليوم، قد صارت السنسكريتية مدينة للآداب الغربية، ومنذ انبثق فجر العصر الحديث بدأت القصص القصيرة بأساليبهاالحديثة ومواضيعها العصرية تأخذ مكانة مرموقة في الأدب السنسكريتي وفي مسابقات القصص القصيرة المعقودة في "ناكبور" و "مدراس" وغيرهما، ساهم الكتاب السنسكريتيون مساهمة فعالة تتفق التطور الحديث. ولعبت الحكايات والقصص الشعبية دورا هاما في العهود الماضية في الهند، في سبيل شحذ الههم وإثارة المواهب الكامنة في الإنسان.(31)
وجاء في آداب الهند" قصص بانتشاتانترا (كليلة ودمنة ) ، نثرية، أبيات وعظية أبطالها معظمهم حيوانات تمتزج بالبشر: ابن آوى، وزیر الأسد، يلعب دور الثعلب في خرافات الغرب أسلوبها سلس وسهل. دخلت هذه المجموعات في الغرب مجهولة مترجمة عن السنسكريتية، أقدمها في الفهلوية من القرن السادس. ثم انطلقت منها ترجمات إلى مختلف اللغات الأوروبية القديمة والمعاصرة، وإلى لغات الشرق الأدنى، وانطلقت من السنسكريتية أو الهندية الوسيطة ترجمات إلى آسيا الشرقية أو الجنوبية. وبلغ مجموع ذلك ۲۰۰ في ٦٠ لغة، وهي أوسع انتشار بعد التوراة.
دورة بريهات كاثا
أقدم كتاب قصص بريهات كاثا ( القصة الكبيرة ) المنسوب إلى غوناذيا شبه الأسطوري، كتبه بالعامية السنسكريتية وضاع، ويرجح وضعه في القرن الميلادى الأول. وله تنقيحات كثيرة، أهمهاكاثا ساريتساغارا ( أوقيانوس ساقية القصص) من وضع سوماديفا الكشميري من القرن الحادي عشر ، وهي سلسلة ثلاثمئة وخمسين قصة منظومة بالسنسكريتية، ومتشبعة التوسيع بطلها أمير بلاد الفاتساس يدور باحثا عن زوجته التي خطفها مجهول، حتى يجدها في آخر الكتاب بعد سلسلة أحداث متراكمة ، ومن أهم ما روى سوماديفا قصص " ٢٥ قصة من الهامة. (32)
الموسيقى
بعد العثور على الموسيقي الهندية مدى ما أمكن لي الوصول أنها هي فن كائن حي من الفنون الهندية ولها أهمية بالغة منذ العصور الضاربة الجذور في القدم ولها سمعة باهرة في الهند وخارجها من البلاد النائية في تنوع أساليبها واتجاهاتها ويمكن مقارنة الموسيقي الصينية والموسيقي المصرية القديمة بالموسيقي الهندية ولها صبغة متميزة لم تظهر في أىّ فنون من الفنون الهندية كما يلي.
ورد في كتاب " الهند الشقيقة " والموسيقي الصينية والموسيقي المصرية القديمة هما وحدهما الذان لهما تقاليد يمكن معها أن تقارنا بالموسيقي الهندية التي عاشت في الهند كفن حي لنحو ثلاثة آلاف عام . والواقع أنه كان للموسيقي في الهند شأن كبير منذ عصور مغرقة في القدم ، وقد تعددت أساليبها واتجاهاتها حتى ليوجد في الهند لكل فصل من فصول السنة موسيقاه المتميزة وتشتمل الموسيقي الهندية على مجموعة من مختلف الأنغام والألحان والسلالم الموسيقية والتعبيرات والدوافع . وتعتبر الموسيقي الهندية على النغمات وتغيير المقامات (33).
تمتاز الحضارة الهندية بروح الانجذاب والامتزاج ولم تظهر هذه الصبغة المميزة في أي من الفنون أكثر مما ظهرت في الموسيقى، وإن اختلاط ألحان الموسيقى الهندية الكلاسيكية بألحان الموسيقي الفارسية أدى إلى ازدهار نوع خاص من الموسيقى التي تتميز محاسن كلا اللحنين. وأنواع الموسيقى في الهند متعددة متشعبة، وكذلك الآلات الموسيقية, وأما ألحانها فهي تعد بمثابة مضرب الأمثال في الجودة والإيقاع الموسيقي.(34)
للموسيقي في الهند تاريخ يمتد ثلاثة آلاف عام على أقل تقدير، فالترنيم الفيدية - مثلها مثل الشعر الهندي كله - إنما نظمت لتنشد، ولم يكن في الطقوس القديمة فرق بين الشعر والغناء ، والموسيقي والرقص، فكل هذه عندها فن واحد، وإن الرقص الهندي ليبدو لعين الغربي اللامعة بالشهرة شهوانيا فاجرا، كما يبدو الرقص الغربي للهنود شهوانيا فاجرا، كان هذا الرقص الهندي خلال الشطر الأعظم من التاريخ الهندي، لونا من ألوان العبادة، وعرضا لجمال الحركة و التوقيع تكريما وإجلالا للآلهة (35) .
ولاتزال بعض الآلات الموسيقية الوترية التي كانت تستعمل في أقدم العصور شائعة في الهند حتى اليوم ، وفي مقدمتها السيتار ، والسارانجي والفينا، والطبول والدفوف المتعددة الأنواع المتباينة الأشكال والسارود والأحجام ، وتستعم( الطبلة) الهندية في ضبط الإيقاع (36).
وقد بدأت الموسيقى مرتبطة بالدين ، وفي فجر أيامها كانت الموسيقى
الهندية تعزف في الفرقة الملكية فينصت السيد لنغمات الموسيقي وغنائه وكأنها استجابة لدافع داخلي ، أو أن تسمع الأغنية والموسيقي في هيكل ابتهالا من الموسيقى الله (37).
والموسيقى أعطت بعدة مؤلفين، عدة كتب متخصصة، أبرزها سانجيتاراتناكارا " (مظهر طرف الموسيقى ) وضعه شار نغاديفا ( كشمير، القرن الثالث عشر.(38)
الرقص
قالت أمينة السعيدة : والرقص الهندي رائع كل الروعة ، ولكن يحتاج إلى تكرار مشاهدته ، حتى يتمكن من تقديره وفهمه . وهو فن دقيق صعب
يتطلب مرانة طويلة ولذلك يتعلمونه في الصغر ليتقنوه في الشباب وعماد هذا الفن مرونة الحركات ، ولغة اليدين ، فكل لمحة أو تعبير تعني شيئا ، وكل حركة بالذراع أو الكف تدل على شيء آخر، ولابد أن يعرف المتفرج هذه اللغة ، ليتتبع الفلسفة أو القصة التي يدور الرقص حولها، والرجال كالنساء يرقصون في الهند ، ويحركون رقابهم ، وأيديهم وعيونهم ، وحواجبهم طبقا لقواعد تلك اللغة الصامتة ولأن الرقص في الهند فن رفيع .(39)
وللرقص مكانة خاصة بين مختلف ألوان الفن الهندي ، وهو مزيج من الحركات والنغم والأناشيد ويقدم الرقص تعبيرا كاملا عن الحياة
الثقافية للشعب ، ولكن الفكرة الدينية كانت هي الدافع الأساسي وراء هذا كله.
ولم يعرف الناس ( الرقص ) في البداية منفصلا عن غيره كفن مستقل بل عرفوه كجزء من علاقة الإنسان بالله ، وجاء الرقص جزءا من تعاليم الفيدية Vedic ، وجاء مصحوبا بإنشاء التراتيل المقدسة في حفلات الزواج وتقديم الأضاحى (40).
وقد دخل الرقص في صميم الدين الآري منذ أقدم العصور ، وأصبح عنصرا هاما من عناصر الطقوس التي كانت تقدم بين الآلهة ، إذ كانت تغنى أناشيد الفيدا أثناء الطقوس وتعزف الموسيقى ويقدم الرقص . ونفس هذه الطقوس كانت تؤدي أثناء حفلات الزواج والمناسبات السارة الأخرى ، ثم انقطعت عذاری حسناوات طاهرات عفيفات لخدمة الآلهة في المعابد ، وأصبحن مثل الراهبات ، وكن يقدمن أنواعا من الرقص بين يدي الآلهة كعبادة ومناجاة
إن الرقص الكلاسيكي الهندي يتميز بإيماءات تعبيرية رائعة تشترك فيها الأرجل بحركاتها الخفيفة والحثيثة في نظام ودقة وتتناوبها الخفقات والتبرات ويساهم الوجه والعيون وأصابع اليد بنفس الإشارات والإيماءات تعبيرا عما تختلج به النفوس وتخفيه الصدور من الأحاسيس والمشاعر. وكل هذه الأمور تسير مع الإيقاعات الموسيقية الرائعة والنغمات الغنائية الجمالية.
لقد تمخض هذا الرقص التعبيري عن ظهور أربع مدارس :
(۱) مدرسة بهارا ناتيام ( Bharata Natyam ) ومركزها ((تانجور)) بمدراس
(۲) وكاتا كالي ( Katha ali ) ومركزها مالا بار بكيرالا
(۳) وكاتاك ) Kathak ) ومركزها شمال الهند
(٤) ومانيبور ومركزها آسام في شرق الهند (41).
الرواية
الروايات السنسكريتية، بل ثمة قصص موسعة في الأسلوب المتألق نفسه، كما الغناء وأولاها جودة وسلاسة أسلوب، مما يشكل رائعة الأدب السنسكريتي، هى المنسوبة إلى داندان من القرن السادس، وعنوانها ( داشاكومار اتشاريتا ) " حكاية عشرة شبان " عن كل بينهم، وهم أبناء ملوك أو وزراء، يروى مغامراته فى الشرق، تقليدا للمغامرات المروية في الملاحم.
ثمة أيضا ( فاز افاداتا ) الرواية التي كتبها سوباندو ( القرن السابع ) ولاقت فى الهند رواجا كثيرا. وفى هذه الفترة ظهرت أولى الكتابات الروائية ذات النفس الملحمي، شعرا أو نثرا . وأبرزها اليوم ، سوماديفازوري .
والرواية بعد ،داندان تتلخص بكتاب بانا شاعر بلاط الإمبراطور هارشا الذي كان - قبل الاجتياحات الإسلامية - آخر حاكم هندوسي. الكتاب الأول ( هارشاتشاريتا ) " حكاية هارشا " عن سيرة سيده السلطان الحاكم فى دقة وصفية وأمانة تاريخية.
الكتاب الثانى ( كادامباری ) قصة تعتبرقمة الفن الهندي، وهي عن عشاق فرق بينهم القدر.
وكما الكتاب الأول، ثمة وصف للمدن والمناظر والأشخاص على مناخ من الحنان والخفة والرقة .(42)
الفلسفة
إن قسما كبيرا من الأدب السنسكريتي، ذو طابع تفكري، وفى الأبحاث الفلسفية دخل علم القواعد وعلم الشعر والطب وسواها مع أن الأساس فى العقائد البراهمانية موجود في ما يسمى (الدارشانا ) " النظرات " التي تعنى المظاهر التي تتخذها المنهجية التفكيرية إزاء الهدف الأقصى لكل فلسفة الوصول إلى السلام .
و النظرات ست تحوي جميع المناهج المتصلبة، يضيف إليها بعضهم المشككين أو الماديين. وتكونت هذه النظرات في السنوات الميلادية الأولى بشكل ( سوترا ) " حكم " تجمعت شفهية ، ثم كتابية في كتب ستة، لها تعلیقات وشروح. وهي :
(١) ميمانسا الأولى ( تفكر في الفعل ) وهو تيار أسسه جايميني، ضم حوالي ۲۷۰۰ حكمة
(۲) فيدانتا ( نهاية الفيدا ) أو ( الميمانسا الثانية ) وهو استمرار للكتاب الأول، ووضع حكمه بادارايانا.
(٣) السانخيا ( المبدأ المرتكز على التعداد ) وهي فلسفة ازدواجية ترتكز على البراكريتي ( مادة وطبيعة ) وعلى تعددية الأرواح .
(٤) اليوغا ( طريقة توحد )استمدت هيكليتها الفلسفية من السانخيا وهي تقنية الوصول إلى السلطات الإنسانية فإلى السلطة الصوفية ، وهذه العقيدة نظمها ناتانجالي في شكل حكم
(٥) النيايا ( القاعدة ) ونصها الأساسي من وضع غوتاما في منهجية تفكير، ومنطق أساسي يرتكز على قواعد تختلف كثيرا عن منطق أرسطو.
(٦) الفايشيشيكا ( مبدأ يرتكز على التخصيص ) وهو يصف الفئات (المواد الأولى، الميزات) ويشق عقيدة واقعية ذات مناخ ذروية ، وتنسب حكمه إلى كانادا. وهو مزج النيايا والفايشيشيكا في إطار خاص (43).
العمارة
فن العمارة في الهند القديمة له شأن غير قليل وشأن بديع بعيد وجمال يضرب مثله كما يلمع في المعابد الشاهقة والأبنية ناطحة السحاب وهو يستهوي الأفئدة والقلوب لمن يزورها سواء يزورها من كل صوب قريب أو من كل فج عميق . كما قال الدكتور أحمد محمود الساداتي : وقد وصل فن العمارة في الهند القديمة إلى ذروة الرقي والجمال الذي تجلى في معابدها الرائعة وأبنيتها الفخمة فبهر أعين الرحالة والمؤرخين من الإغريق والصينيين والمسلمين الذين زاروا هذه البلاد واطلعوا على أحوالها (44).
النحت
ولقد ورثت الهند عن الأجيال الماضية ثروة خالدة من روائع الفن في التصوير والنحت والحفر وغير ذلك من ضروب الفن ، ومن الأمثلة على ذلك تلك النقوش البارزة والمحفورة التي تزين حوائط الكهوف والمعابد وقواعد الأعمدة وتيجانها ، وكذلك تلك الصور المصغرة الدقيقة التي تسجل الطقوس الدينية المختلفة والعقائد السائدة ، وهى الصور التي استوحاها الفنانون في الهند القديمة من الإحساسات والمشاعر الإنسانية (45).
قال ول ديورانت : ليس في مقدورنا أن نتعقب مراحل النحت التاريخية في الهند بادئين بالتماثيل الصغرى التي وجدت في مهنجو منتهين بعصر ( أشوكا ) لكن يجوز لنا أن نشك في أن هذه الفجوة (دارو )التي تعترض تطور تلك المراحل ، ليست فجوة في تقدم الفن نفسه بمقدار ماهي فجوة في علمنا به ، وربما أفقرت الغزوات الآرية الهند حينا من الدهر، فانتكست بفعل الفقر من الحجر إلى الخشب في صناعة تماثيلها ، أو ربما كان الآريون أكثر انصرافا إلى الحروب من أن يجدوا الفرصة للعناية بالفنون ، فأقدم التماثيل الحجرية التي بقيت لنا في الهند ، لا يرجع إلى عهد أقدم من (( أشوكا ) لكن هذه التماثيل تدل على مهارة بلغت من الرقي حدا رفيعا لايدع لنا مجالا للشك في أن الفن كان قبل ذلك آخذا في نموه عدة قرون (46).
وازدهر النحت - كما ازدهر كل شيء تقريبا في الهند – تحت حكم أسرة جوبتا ، وكانت البوذية عندئذ قد نسيت عداوتها لتصوير الأشخاص ونهضت البرهمية وقد تجدد نشاطها ، فشجعت الرمزية وزخرفة الدين بكل تمثالا حجريا لبوذا أتقنت أنواع الفنون ، فنرى في متحف ( مأثور)صناعته ، بعينين تنمان عن تأمل عميق ، وشفتين حساستين ، وجسد (بولغ )في رشاقته ، و قدمين قبيحتين مستقيمتي الخطوط ، وترى في متحف تمثالا حجريا آخر لبوذا في جلسة القرفصاء التي كتب لها أن (سارنات )تسود النحت البوذي ، وفي هذا التمثال تصوير بارع لآثار التأمل الهادئ والرقة القلبية الصادرة عن ورع ، وفي ) كاراتشي )) تمثال برنزي صغير لبراهما ، يشبه صورة (( فولتير )) شبها واضحا .
فالتمثال الجميل الذى يصور ) فيشنو ) والذى جاء من سلطان بور ، وتمثال (پادماپاني )) الذى أجيدت صناعته بأزميل الفنان ، وتمثال (( شيفا )) الضخم ذو الوجوه الثلاثة ( الذى يسمى عادة تريمورتي ) الذي نحت نحتا عميقا في كهوف ( إلفانتا ) والتمثال الحجري الذى تكاد تحسبه من ( پرا كسيتي والذي يعبده الناس في (( نوكاس ) باعتباره الآلهة (( روكميني )) شيفا الراقص الرشيق - أوناتارچا- و المصنوع من البرونز بأيدي الصناع الفنانين في تانچور و تمثال الغزال الجميل المنحوت من الحجر، وفي مالاپورم و(( شیفا )) الوسيم في (( پرور )) هذه كلها شواهد على انتشار فن النحت في كل إقليم من أقاليم الهند (47).
ولقد امتد أثر هذا النوع من الفن من الهند إلى سيلان ، وبرما والملايو ، وسيام بل وإلى الصين واليابان(48).
التصوير
إن التصوير له أهمية بالغة وقبولية متزايدة قبل فجر التاريخ وستظل ما ظلت الحياة بين المجتمع والعامة ، وهو واسطة من وسائط الارتباط والاتصال فيما بين النسمات والأجيال .
في ضوء ماورد في كتاب " العملية الإبداعية في فن التصوير " ومن المؤكد أن التصوير يعتبر وسيلة من وسائل الاتصال الهامة وهو كذلك طريقة للأخبار ونقل وتراكم المعرفة عبر أجيال عديدة و متتالية . ويؤكد هذا حوليان ليفي J Levi. حين يقول : إن التصوير أحسن حالاته هو شكل من أشكال الاتصال ، فالمصور يحاول أن يحصل من خلاله على استجابة من الآخرين (49).
بالرغم من أن التصوير الهندي له تاريخ طويل لارتباطه بالعقيدة الدينية ، إلا أن الصور الجدارية الهندية الموجودة قليلة لقدمها من جهة ، ولعدم ثبات موادها من جهة أخرى ، ومن أحسن الأمثلة تلك الصور الموجودة في كهوف أجانتا في ولاية حيدرآباد . وفيها نري أن الفنان الهندي
قد غطى الجدران والسقوف بطبقة من الملاط الخشن وبعدها بطبقة من الجص الأبيض الناعم ثم رسم الفنان فوقها الأشخاص بالأحمر مع إضافة طبقة لونية تكون في العادة خضراء ثم أضيفت الألوان الأخرى واستعمل في تحديد الخطوط الخارجية اللون البني أو الأسود ، وقد استطاع الفنان المصور أن يعبر عن مواضعه بإبراز تعبيرات الوجوه وأوضاع الأجسام وحركات الأيد (50).
ويقول ول ديو رانت : ويتبين من الرسوم الحمراء التي نراها لبعض الحيوانات و المطارة وحيد القرن ، على جدران الكهوف في سنجانپور و مرزاپور أن قد كان للتصوير الهندي تاريخ طال أمده عدة آلاف من السنين ، وتكثر لوحات المصورين ( التي يضعون عليها ألوانهم ) بين آثار العهد الحجري الجديد في الهند ، مستعدة للاستعمال بما لايزال عليها بقايا الألوان. وأقدم صورة هندية يمكن تحقيق تاريخها ، مجموعة من الزخارف الجدارية البوذية ( حوالي ۱۰۰ قبل الميلاد ( وجدت على جدران كهف في ( سرجيا )) في المقاطعات الوسطى ، ومنذ ذلك الحين جعل فن التصوير الجداري - أعني به تصويرا يرسم على معجون طري قبل أن يجف - يتقدم خطوة وخطوة ، حتى بلغ على جدر كهف (( أچانتا ) درجة من الكمال لم يجاوزها أحد بعد (51).
المصادر والمراجع
محيى الدين الألوائ ، الأدب الهندي المعاصر ، دار العلم للطباعة القاهرة ، الطبعة الأولى ۱۹۷۲
ول ديورانت ، الجزء الثالث من المجلد الأول ، الهند وجيرانها ، ترجمة الدكتور نجيب محمود ، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر القاهرة ، الطبعة الثالثة ١٩٦٨ م
لويس رينو ، آداب الهند ، ترجمة هنري زغيب ، منشورات عويدات - بيروت - باريس ، الطبعة الأولى ۱۹۸۹ م
ثقافة الهند ، المجلد ٦١ ، العدد ۳ ، ۲۰۱۰م ، المجلس الهندي للعلاقات الثقافية - دلهي الجديدة
Jean - Charles Sournia ، تاريخ الطب ، مطابع السياسة – الكويت ، صفر ١٤٢٣ - ما يو ٢٠٠٢
العلامة أبو الريحان محمد البيروني ، كتاب في تحقيق ما للهند ، دائرة المعارف العثمانية ، بحيدرآباد ، الهند ۱۳۷۷هج – ١٩٥٨م .
الدكتور محيي الدين الألوائي ، الدعوة الإسلامية وتطورها في شبه القارة الهندية ، دار القلم - دمشق ، الطبعة الأولى ١٩٨٦ م
الدكتور محمد ضياء الرحمن الأعظمي ، دراسات في اليهودية والمسيحية وأديان الهند ، مكتبة الرشد ناشرون ، الطبعة الثانية ٢٠٠٣ م المملكة العربية السعودية - الرياض
الإمام محمد بن عبد الكريم الشهرستاني ( ت ٥٤٨ هجـ ، الملل والنحل ، الجزء الثالث ، تصحيح وتعليق للأستاذ أحمد فهمي محمد ، دار الكتب العلمية بيروت - لبنان ، الطبعة الثانية ١٩٩٢
سنیل کمارسنغ Lucent'sسمانی غیان لسينت يبلكيشن دى. إين. داس لين, بنغالي اخارا، پٹنا
الدكتور أحمد شبلي ، أديان الهند الكبرى ، مكتبة النهضة المصريةالقاهرة ، الطبعة الحادية عشرة ۲۰۰۰ م
الدكتور غوستاف لوبون ، حضارات الهند، نقله إلى العربية عادل زعتير، الطبعة الأولى - القاهرة : دار العالم العربي ، ۲۰۰۹ .
محمد عبد الفتاح إبراهيم ، الهند الشقيقة ، عدد خاص بمناسبة زيارة السيد الرئيس جمال عبد الناصر للهند الشقيقة ، والمطبعة وسنة الطباعة معدومتان
قصص عصرية من الهند ( ١٥ أقصوصة بخمس عشرة لغة هندية ) نقلها من الإنجليزية إلى العربية خليل جرجس خليل ، الطبعة الأولى ۱۹۷۰
هذه هي الهند ، مكتب الهند للنشر والاستعلامات . ومطابع دار الهلال بالقاهرة ، بغير ذكر اسم المصنف والمطبعة وسنة الطباعة
أمينة السعيدة : مشاهدات في الهند ، دار المعارف للطباعة والنشر بمصر ، أغسطس ١٩٦٤
الدكتور محمد إسماعيل الندوي الهند القديمة حضاراتها ودياناتها ، دار الشعب ۱۹۷۰م.
الدكتور أحمد محمود الساداتي ، تاريخ المسلمين في شبه القارة الهندية و حضارتهم الجزء الأول ، مكتبة الآداب – القاهرة
د . شاكر عبد الحميد ، العملية الإبداعية في فن التصوير ، عالم المعرفة ۱۰۹ ، يناير ۱۹۸۷.
أ. د.عبد اللطيف سلمان ، الدرس السادس ( الفن الهندي ) من تاريخ الفن والتصميم ، ص ١٢٥ ، الجامعة الدولية الخاصة للعلوم والتكنولوجيا . عنوانه على مايلي : http://iust.edu.sy/courses/%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%86%20%
الحواشي
1. الباحث في الدكتوراة بقسم الأدب العربي جامعة اللغة الإنجليزية واللغات الأجنبية بحيدرآباد، الهند محي الدين الألوائ ، الأدب الهندي المعاصر ، دار العلم للطباعة - القاهرة ، الطبعة الأولى ۱۹۷۲ م ص ۲۳
2. ول ديورانت الجزء الثالث من المجلد الأول ، الهند وجيرانها ، ترجمة الدكتور نجيب محمود ، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر - القاهرة ، الطبعة الثالثة ١٩٦٨ م ص ٢٨٣ ، ٢٨٤
3. ا لويس رينو ، آداب الهند ، ترجمة هنري زغيب ، منشورات عويدات - بيروت - باريس ، الطبعة الأولى ۱۹۸۹ م ص ٥٥
4. ثقافة الهند ، المجلد ٦١ ، العدد ٣ ، ۲ م ، المجلس الهندي للعلاقات الثقافية – دلهي الجديدة ، ص ١٠٣ ، ١٠٤
5. Jean – Charles Sournia ، تاريخ الطب ، مطابع السياسة – الكويت ، صفر ١٤٢٣ – ما يو ٢٠٠٢ م ، ص ۱۲۸ ، ۱۲۹
6. ثقافة الهند ، المجلد ٦١ ، العدد ۳ ، ۲۰۱۰ م ، المجلس الهندي للعلاقات الثقافية - دلهي الجديدة ، ص ١٠٤
7. العلامة أبو الريحان محمد البيرونى ، كتاب في تحقيق ما للهند ، دائرة المعارف العثمانية ، بحيدرآ باد ، الهند ۱۳۷۷هج ۱۳۷۷ هج - ١٩٥٨م ، ص ۱۲۳
8. العلامة أبو الريحان محمد البيرونى ، نفس المصدر ص ١٤٨، ١٤٩
9. نفس المصدر ، ص ١٥٠
10. ثقافة الهند ، المجلد ٦١ ، العدد ۳ ، ۲۰۱۰ م ، المجلس الهندي للعلاقات الثقافية - دلهي الجديدة ، ص ١١٥
11. العلامة أبو الريحان محمد البيروني ، كتاب فى تحقيق ما للهند ، دائرة المعارف العثمانية، بحيدرآ باد ، الهند ۱۳۷۷هج ۱۳۷۷ هج - ١٩٥٨م ، ص ١١٨
12. لويس رينو ، آداب الهند ، ترجمة هنري زغيب ، منشورات عويدات بيروت - باريس ، الطبعة الأولى، ۱۹۸۹م ، ص ٦١
13. ول ديورانت ، قصة الحضارة الجزء الثالث من المجلد الأول ، الهند وجيرانها ، ترجمه د زكي نجيب محمود، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر - القاهرة ، الطبعة الثالثة ١٩٦٨م ، ص ۳۲۰ ، ۳۲۱
14.ول ديورانت ، نفس المصدر ، ص ۳۲۳
15. لويس رينو ، آداب الهند ، ترجمة هنرى زغیب، منشورات عويدات بيروت - باريس ، الطبعة الأولى، ۱۹۸۹م ، ص ٦
16. الدكتور محيي الدين الألوائي ، الدعوة الإسلامية وتطورها في شبه القارة الهندية ، دار القلم – دمشق ، الطبعة الأولى ١٩٨٦ م ، ص ٢٣٧
17. الدكتور محمد ضياء الرحمن الأعظمي ، دراسات في اليهودية والمسيحية وأديان الهند ، مكتبة الرشد ناشرون ، الطبعة الثانية ٢٠٠٣ م ، المملكة العربية السعودية – الرياض ، ص ٥٣١
18. الإمام محمد بن عبد الكريم الشهرستاني ( ت ٥٤٨ هجــ ، الملل والنحل ، الجزء الثالث ، تصحيح وتعليق للأستاذ أحمد فهمي محمد ، دار الكتب العلمية بيروت - لبنان ، الطبعة الثانية ١٩٩٢ م ، ص ٧٠٥
19. لويس رينو ، آداب الهند ، ترجمة هنری زغیب ، منشورات عويدات بيروت - باريس ، الطبعة الأولى، ۱۹۸۹م ، ص ۸
20. لويس رينو ، آداب الهند ، ترجمة هنری زغیب ، منشورات عويدات بيروت - باريس ، الطبعة الأولى، ۱۹۸۹م ، ص ۹- ۱۰
21. لسينت پبلکیشن دى. اين داس لين, بنغالي اخارا، بتنا، ص Lucent1 سمانی غیان سنیل کمارسنغ ،
22. الدكتور أحمد شبلي ، أديان الهند الكبرى ، مكتبة النهضة المصرية - القاهرة ، الطبعة الحادية عشرة ٢٠٠٠. ص ٤٢،٤١
23. لويس رينو ، آداب الهند ، ترجمة هنرى زغیب، منشورات عويدات بيروت - باريس ، الطبعة الأولى، ۱۹۸۹م ، ص ١٢ - ١٤
24. لويس رينو ، آداب الهند ، ترجمة هنري زغيب ، منشورات عويدات بيروت - باريس ، الطبعة الأولى، ۱۹۸۹م ، ص ۱۸
27. الدكتور غوستاف لوبون ، حضارات الهند ، نقله إلى العربية عادل زعتير، الطبعة الأولى - القاهرة : دار العالم العربي، ۲۰۰۹، ص ٤٧٣، ٤٧٤
28. ول ديورانت ، قصة الخصارة الجزء الثالث من المجلد الأول ، الهند وجيرانها ، ترجمة الدكتور زكي نجيب محمود ،
الطبعة الثالثة ١٩٦٨ ، مطبعة لجنة التاليف والترجمة والنشر - القاهرة ، ص ۳۱۰
29. محمد عبد الفتاح إبراهيم ، الهند الشقيقة ، عدد خاص بمناسبة زيارة السيد الرئيس جمال عبد الناصر للهند الشقيقة، والمطبعة وسنة الطباعة معدومتان ، ص ۹۰
30. قصص عصرية من الهند ( ١٥ أقصوصة بخمس عشرة لغة هندية ( نقلها من الإنجليزية إلى العربية خليل جرجس خليل، الطبعة الأولى ۱۹۷۰ م ، ص ٥ )
31. الدكتور محي الدين الألوائي ، الأدب الهندي المعاصر ، دار العلم للطباعة - القاهرة ، الطبعة الأولى ۱۹۷۲ م ،ص ۳۱ - ۳۰
32. لويس رينو ، آداب الهند ، ترجمة هنري زغيب ، منشورات عويدات بيروت - باريس ، الطبعة الأولى، ۱۹۸۹م ، ص ٣٥ - ٣٦ - ٣٧
33. محمد عبد الفتاح إبراهيم ، الهند الشقيقة ، عدد خاص بمناسبة زيارة السيد الرئيس جمال عبد الناصر للهند الشقيقة، والمطبعة وسنة الطباعة معدومتان ، ص ۸۸، ۸۹
34. الدكتور محيي الدين الألوائ ، الأدب الهندي المعاصر ، دار العلم للطباعة - القاهرة ، الطبعة الأولى ١٩٧٢ م ص ١٥٣
35. ول ديورانت ، قصة الخصار الجزء الثالث من المجلد الأول ، الهند وجيرانها ، ترجمة الدكتور زكي نجيب محمود ، الطبعة الثالثة ١٩٦٨ ، مطبعة لجنة التاليف والترجمة والنشر - القاهرة ، ترجمه د. زكي نجيب محمود، ص ٣٣٦
36. هذه هي الهند ، مكتب الهند للنشر والاستعلامات. ومطابع دار الهلال بالقاهرة ، بغير ذكر اسم المصنف والمطبعة وسنة الطباعة ، ص ٥٦
37. محمد عبد الفتاح إبراهيم ، الهند الشقيقة عدد خاص بمناسبة زيارة السيد الرئيس جمال عبد الناصر للهند الشقيقة، والمطبعة وسنة الطباعة معدومتان ص٨٩
38. لويس رينو ، آداب الهند ، ترجمة هنري زغيب ، منشورات عويدات بيروت - باريس ، الطبعة الأولى، ۱۹۸۹م ، ص ٥٦
39. أمينة السعيدة : مشاهدات في الهند ، دار المعارف للطباعة والنشر بمصر ، أغسطس ١٩٦٤ ، ص ٣٤،٣٣
40. محمد عبد الفتاح إبراهيم : الهند الشقيقة عدد خاص بمناسبة زيارة السيد الرئيس جمال عبد الناصر للهند الشقيقة، والمطبعة وسنة الطباعة معدومتان ص ٨٦ ، ٨
41. الدكتور محمد اسماعيل الندوي ، الهند القديمة حضاراتها ودياناتها ، دار الشعب ۱۹۷۰ م ، ص ٢٦٨ ، ٢٦٩
42. لويس رينو ، آداب الهند ، ترجمة هنری زغيب ، منشورات عويدات بيروت - باريس ، الطبعة الأولى، ۱۹۸۹م ، ص ۳۸ ، ۳۹
43. نفس المصدر ص ٤٦ إلى ٥٢
44. الدكتور أحمد محمود الساداتي ، تاريخ المسلمين في شبه القارة الهندية و حضارتهم - الجزء الأول ، مكتبة الآداب - القاهرة ، ص ٤٢
45. هذه هي الهند ، مكتب الهند للنشر والاستعلامات. ومطابع دار الهلال بالقاهرة ، بغير ذكر اسم المصنف والمطبعـــة وسنة الطباعة ، ص ٥٤
46. ول ديو رانت ، قصة الحضارة ، الجزء الثالث من المجلد الأول ، الهند وجيرانها ، ترجمة الدكتور زكي نجيب محمود ، الطبعة الثالثة ١٩٦٨ ، مطبعة لجنة التاليف والترجمة والنشر - القاهرة ص ٣٥٠
47. ول ديو رانت ، نفس المرجع ، ٣٥٦ ، ٣٥٨
48. هذه هي الهند ، مكتب الهند للنشر والاستعلامات. ومطابع دار الهلال بالقاهرة ، بغير ذكر اسم المصنف والمطبعة وسنة الطباعة ، ص ٥٥
49. د . شاكر عبد الحميد ، العملية الإبداعية في فن التصوير ، عالم المعرفة ۱۰۹ ، يناير ۱۹۸۷ م ، ص ١٥
50. أ. د. عبد اللطيف سلمان ، الدرس السادس ) الفن الهندي ( من تاريخ الفن والتصميم ، ص ١٢٥ ، الجامعة الدولية الخاصة للعلوم والتكنولوجيا ، عنونه : %20%86%http://iust.edu.sy/courses/%D8%A7%D9%84%D9%81%D9
51. ول ديو رانت ، قصة الحضارة ، الجزء الثالث من المجلد الأول ، الهند وجيرانها ، ترجمة الدكتور زكي نجيب محمود ، الطبعة الثالثة ١٩٦٨ ، مطبعة لجنة التاليف والترجمة والنشر - القاهرة ، ص ٣٤٠ ، ٣٤١
0 تعليقات
أكتُبْ تعليقا