ادعمنا بالإعجاب

خَوْاجَة ألطاف حسين حالي و جهوده الفكرية والاجتماعية في بناء المجتمع الإسلامي

عنوان المقال : خَوْاجَة ألطاف حسين حالي و جهوده الفكرية والاجتماعية في بناء المجتمع الإسلامي 

بقلم:  الدكتور محمد أنظر(أستاذ مساعد بقسم الأدب العربي، كلية الدراسات العربية، جامعة اللغة الإنكليزية واللغات الأجنبية، حيدرآباد - الهند )

اعترف الذين عاندوا خواجه ألطاف حسين حالي الباني بتـي بـأن أهداف حركة علي كره قد نالت الترقية والازدهار بقدر بالغ من الكمية والكيفية بسبب انتماء حالي إليها، وتفاقمت أهميتة المعنوية والثورية التي حدثت من أثر حالي في مجال الشعر والأدب الأردي. وفي الحقيقة مؤلفات حالي مثل مقدمه شعر و شاعري، ومسدس حالي، و یادگار غالب، وحیاتِ جاويد، ومرثيه غالب أعمال بارزة تصاعدت من أجلها عظمــة حـالي التاريخية وخطورته المعنوية بمرور الزمان، وحالي قد حصلت له مرجعية في الأدب الأردي وشعره، فمن المستحيل التفكير بدونه عن الأدب القديم والتفقه للأدب الحديث. 

سجل الأستاذ مولانا محمد الرابع الحسني الندوي مدير دار العلوم التابعة لندوة العلماء بلكناؤ ، انطباعاته بشأن حالي في كتابه المعنون "الغزل الأردي - محاوره ومكانته في الشعر"، قائلا: 

"لقد برزت من بين رجال الأدب والشعر المرموقين باللغة الأردية في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي عدة شخصيات، وكان مــن أهـم هـذه الشخصيات ألطاف حسين حالي، والعلامة شبلي النعماني(1)، فقد كانا دعامتين للأدب والنقد الأدبي، نهل من إبداعهما ونظراتهما الأدباء في عصرهما  وبعده، وقد ألف ألطاف حسين حالي كتابا قيما حول نقد الشعر ومبادئـه، وكان مما ذكره في خلال بحثه في صنف الغزل أنه يجب أن لا يقتصر هذا الصنف بالتشبيب، وذكر الصبوة والحب، بل يجب أن يتسع نطاقه للمشاعر الإنسانية والخواطر الوجدانية في مجالات الحياة الإنسانية.(2)

 كان خواجه ألطاف حسين حالي واسع المطالعة في اللغات والآداب المختلفة، وكان يتقن اللغة العربية كل الإتقان مع أنه بتواضعه الطبيعي لــم يكن مطمئنا إلى ما كتب في اللغة العربية(3). و له أبيات رائقة رقيقة بالعربية، وبالفارسية كذلك، وهو أول من اخترع أسلوبا جديدا في الشعر. يقول حالي: "... وخلال هذه الأيام بسبب الوحدة وقلة المشاغل بدأت رغبة تعلم اللغة العربية تدب في قلبي ومع أنه ما سنحت لي فرصة أن أتعلم اللغة العربية من أي أستاذ بصورة منتظمة، وأن آخذ الإصلاح من أي أديب، ولكن بميل طبيعتي إلى الأدب وأحيانا بالرجوع إلى القواميس بدأت أقرأ الكتب في الأدب وبالتدريج بدأت أكتب النثر و النظم فيها"(4). 

1- شبلي النعماني (١٨٥٧-١٩١٤م) من أشهر علماء الفكر الإسلامي في الهند وكان ينشد بالفارسية والأردية، ومـــــن أكبر كتاب السيرة في النثر الأردي. ومن كتبه المأمون وسيرت نعمان والغزالي و مولانا روم و علم الكلام و شعر العجم و موازنه أنيس و دبير و سيرة النبي. و أسس شبلي " دار المصنفين " في أعظم كره بأترا بـــرديش والتي أوقف لها كل تركته. وقال مهدي افادي " إن شبلي هو المعلم الأول للتاريخ " ص ٢٢٦ اردو ادب کي تاريخ - عظيم الحق جيندي

2-  محمد الرابع الحسني الندوي: الغزل الأردي - محاوره ومكانته في الشعر، مكتب رابطة الأدب الإسلامي العالمية، بلكناؤ، الهند، عام ١٤٢٧هـ / ٢٠٠٦م، ص: ٩٥ 

3- المرحوم الأستاذ محمد سليمان أشرف حالي والأدب العربي كوخ العلم، دلهي، ٢٠٠٦م 

4-ضمیمه اردو کلیات ،حالي ص ،۳ نقلا عن حالي والأدب العربي لسليمان أشرف، ص ٨ 

أسرة ألطاف حسين حالي 

خواجه ألطاف حسين حالي انحدر من المدينة التاريخية الشهيرة باني بت التي كانت مقاطعة من مقاطعات كرنال في بنجاب، من سلسلة أجـــــداده إلى خواجه ملك العالم الكبير والصوفي الشهير، وترجع سلسلة نسبه إلى فرع من أنصار عاش هناك منذ نحو سبعمائة عام أي منذ عهد غياث الدين بَلبَن (المتوفى سنة ٥٨٥هـ / ۱۲۸۷م ، وكان جده من الأم سيدا من السادات الأشراف، وقد توارد خواجه ملك علي إلى الهند في عهد السلطان غیاث الدین بلبن، ونظرًا إلى حذقه في العلم وتقواه شرفه غیاث الدین بلبن بمنح عدة قرى بقرب من باني بت كممتلكات إقطاعية، وعيّنه قاضيا في باني بت، وقد كان أعطاه السلطان حقا أن يقرر الأسعار في السوق ويصلي بالناس صلوات العيدين. وكان والد حالي خواجه ایزد بخش صوفيا ومولعـــابحب الرسول صلى الله عليه وسلم. 


وكان قرر نظام حيدرآباد مير عثمان علي خان الآصف جاه السابع مائة روبية شهريا كمنحة تؤدى إليه للأعمال والإنجازات المتعددة التي تتعلق بحقل الأدب الأردي، وكان مشغولا بإكمالها في باني بت، وإنه أقــــام في باني بت إقامة مستقلة واشتغل هناك بأعمال التأليف والتصنيف باللغة الأردية وآدابها، ولقب بشمس العلماء عام ١٩٠٤م. 

مولد حالي و نشأته وأعماله:

 ولد خواجه ألطاف حسين حالي في باني بت المكان التاريخي عـــام ١١٣٥ هـ / ۱۸۳۷م ، وذاق مرارة اليتم في عمره الناهز عندما بلغ العـــام التاسع من مولده حيث توفي أبوه ولم يتجاوز السنة التاسعة من عمره، فعاش في كنف أخيه الأكبر حالي كان قوي الذاكرة، وما قرأ مرة بقي عالقا بذهنه. لم ينخرط حالي بسلك التدريس في البداية وإنه سجل هذا الحدث أنه ما سنحت له قط فرصة التعلم والتدرب بصورة منتظمة، أولا حفظ القرآن عن ظهر قلب وتعلم التجويد ودرس بعض الكتب الفارسية والكتب الابتدائية في الصرف والنحو والمنطق واللغة العربية على أيدي الأساتذة فــي بــاني بت، وتم زواجه في السابع عشر من عمره، وكان يتألم كثيرا لعدم إكمال الدراسة فشدّ الرحال الأولي لطلب العلم إلى دلهي حوالي عام ١٨٥٤م بعد من النكاح وبدون إخبار أسرته، وأخذ يدرس في مدرسة تقع قريبا من المسجد الجامع بدلهي، وتلمذ للشيخ نوازش علي والمولوي فيض الحسن السهارنفوري والمولوي أمير أحمد وشمس العلماء مولانا ميان السيد نذير حسين(5) . وكان هذا العهد من أعسر الأزمان معيشة واقتصادا في حياته، ولكنه كان عصاميا نبيلا ،معرقا ، فسار مسيرة الطلاب وأجرى سلسلة تعلّمه في مثل هذه الأحوال الحرجة. 

وخلال قيامه في دلهي تتلمذ في الشعر على الشاعر المعروف أسد الله خان غالب (المتوفى سنة ١٢٨٥ هـ / ١٨٦٩م) واختص به، وأقبل على الشعر إقبالا كليا و اشتغل منصبا تافها بمكتب نائب المفوض، وسنحت له فرصة أن يقابل نواب محمد مصطفی خان شیفته (١٢۲۱ – ١٢٦٨هـ). يقول حالي عنه : "عندما كان يقرض غزلا في أي بحر من اللغة الفارسية أو الأردية كان يشركني فيه (6) . وظل حالي معلما لأطفال النواب مصطفى خان شيفته إلى ثمانية أعوام، وبعد وفاة شيفته عام ۱۸۷۲م توظف حالي في مخزن الكتب الحكومي لبنجاب في لاهور وظل بها إلى أربعة أعوام، وكان يقوم فيه بتصحيح عبارات الكتب المترجمة من اللغة الإنجليزية إلى الأردية (7) . وبهذا الطريق تعرف حالي بالآداب الإنجليزية، وعيّن حالي في أواخر ١٨٧٤م أو أوائل ۱۸۷٥م كمدرس أول للغة العربية في المدرســـة الأينكلو العربية بدلهي، ولم يزل ينخرط بسلك التدريس فيها نحو اثني عشر عاما واستقال منها في أغسطس عام ١٨٨٩م (8). 

و في عام ١٨٧٤م باقتراح من الكولونيل هال رائد (9) أسست حفلة شعرية لعقد المساجلة الشعرية المعروفة في الساحة الأردية في شبه القارة الهندية " بـ مُشاعِرَه " ، وكان يطرح فيها أمام الشعراء أي موضوع للتعبير حولها عن أفكارهم، واستمرت هذه السلسلة الشعرية المسماة بالمشاعره إلى ۱۱ شهرا، وكان حالي و محمد حسین آزاد (۱۸۲۱ – ۱۹۱۹م) (10) من الشعراء البارزين فيها (11). 

واعترافا بفضله وعلمه وأدبه منح السر آسمان جاه بهادر مدار المهام في حيدر آباد الدكن منحة شهرية يساوي قدرها حوالي ٧٥ روبية عام ۱۸۸۹م، فاقتنع بها كل الاقتناع، واستقال من وظيفة التدريس وعاد إلى باني بت في ١٣ أغسطس عام ۱۸۸۹م واستقر فيها ولكن مازالت رحلاته الأدبية والتعليمية والوطنية تجري إلى دلهي وعلي جره ومدن أخرى. 

حالي في محراب السلوك والتربية

وكان خواجه ألطاف حسين حالي هو الآخر من الموحدين المتقين والمواظبين على الصلاة والصوم وكان غارقا في حب الرسول صلوات الله عليه وسلامه وأهل البيت وكان متصفا بالكرامة ومتمسكا بالأسس المتينة والقيم الفاضلة من حسن الخلق والتواضع في النفس وقوة الصبر والعفو، وكان متحليا بأوصاف القناعة والشكر والرضا بقدر الله تعالى. يقول الأستاذ مولانا محمد الرابع الحسني الندوي في كتابه المعنون بـ "الغزل الأردي – محاوره ومكانته في الشعر": 

"وكان ألطاف حسين حالي رقيق الشعور، مرهف الحس، سريع الانفعال، جيد القريحة في الشعر ، له كعب عال في نقد الشعر ومعرفة جيده من سقيمه أحسن الاقتباس من الأساليب العصرية في النقد والتاريخ كان متألما بما أصيب بـ المسلمون، كان كريم ،الطبع، دمث الخلق كثير الإنصاف مع معاصريه" (12). 

حالي في حركة السر سيد أحمد خان (13): 

كان خواجه ألطاف حسين حالي متواضعا و ذا خلق عظيم، وكان وطنيا مخلصا وكان يحزن لتخلف المسلمين في ميادين العلم والاقتصاد في جهة، وفي جهة أخرى كان السير سيد أحمد خان (۱۸۱۷م - ۱۸۹۸م) في تلك الفترة يبذل قصارى جهوده في التركيز على الاهتمام بحركة تعليم المسلمين وتثقيفهم وتقويتهم اقتصاديا وجعلهم متكاتفين لأبناء الوطن الهندي في مجال العلم والمعرفة والتعلم والتربية والمعيشة والاقتصاد والسياسة والقومية وما إلى ذلك. حرّر الدكتور يوسف عامر أستاذ الأدب الأردي، في قسم اللغة الأردية وآدابها، بجامعة الأزهر في هامش مقالته بعنوان "اتجاه الرفض الاجتماعي والحضاري في الشعر الأردي الحديث عن السر سيد أحمد خان قائلا : "رجال" قلما يجود بنظيرهم الزمان، يضحون بالمال والأنفس والأموال وبكل عزيز من أجل رفعة أوطانهم وأممهم، لذا يخلدهم الزمان، وتضيء أسماؤهم صفحات التاريخ و كان السير سيد أحمـد خــــان واحدا من هؤلاء الرجال الذين بذلوا كل جهدهم من أجل تقدم ورفعة أهــل شبه القارة الهندية وخاصة المسلمين منهم وهو رائد الحركة العلمية والثقافية والوعي السياسي في شبه القارة". 

قابل حالي السير سيد (المتوفى سنة (۱۸۹۸م) بوساطة شيفته بين ١٨٦٤م و ١٨٦٩م في جلسة للجمعية العلمية، والتحق خواجه ألطاف حسين حالي بهذه الحركة، وامتثالا لأمر سير سيد أحمد خان كتب كتابا قيما باســـــم "مسدس" الذي عرف فيما بعد بـ مسدس حالي، لإيقاظ المسلمين من سباتهم العميق، وقد نال الكتاب قبولا تاما من قبل المسلمين، والآن إنه سمي بشاعر الوطنية ، وإنه نظم قصائد بشأن الدمار والهلاك في دلهي، وثورة غدر (١٨٥٧م) والمراثي للحكيم محمود خان. وصار حالي مصلحا قوميا وخطيبا مصقعا خاض ميدان النضال بحق المسلمين وشرع يكثف الجهد المتواصـــل لإخراج الأمة المسلمة من قعر الذل والنكبة. كان حالي سيال القلـم ولـــم يتوقف عن إنتاجاته الأدبية إلا قبل مدة قليلة من وفاته، فإنه أثرى مكتبة الأدب الأردي بأعماله القيمة، ومن مصنفاته المثنوي، ومد و جزر إسلام المعروف بـ مسدس حالي، وشكوه هند و چپ كي ،داد، ومرثيه غالب، ومرثيه حكيم محمود خان و تباهي دهلي، ومجموعه نظم حالي، ومجموعه نظم فارسي. 

وفاة ألطاف حسين حالي 

توفي مولانا خواجه ألطاف حسين حالي في موطنه الأصلي أي بباني بت بعمر يناهز سبعين سنة في ٣١ ديسمبر عام ١٩١٤م الموافق ۱۳ صفر ۱۳۳۳ هـ ، و دفن بها. 

مؤلفات حالي 

د. يوسف عامر يكتب عن شاعر الغزل الأردي ألطاف حسين حــــالي قائلا: "الشاعر والأديب ألطاف حسین حالي (۱۸۳۷م - ١٩١٤م) كان من رفقاء السير سيد أحمد خان و حالي هو الذي يبدأ من عهده الشعر الأردي الحديث، فضلا عن أنه أوجد فن النقد في اللغة الأردية بمقدمة كتبها لديوانه شعر و شاعري وكأن مقدمته هذه أصبحت كمقدمة ابن خلدون التي كانت اللبنة الأولى لعلم الاجتماع وتعرف مقدمة حالي هذه باسم "مقدمـــة شـــعر وشاعري ومن أهم منظوماته الشعرية منظومة "مد وجزر "إسلام" الن  تعرف أيضا باسم "مسدس حالي" باعتبار أنها منظومة في قالب المسدس. ومن أهم مؤلفاته النثرية حيات سعدي، وحيات جاوید، ویادگار غالب"(15).

 ألف حالي رسالة في المنطق، ضاعت في عام ١٨٥٤م، وترجم طباق الأرض من العربية إلى الأردية (وهذا التأليف كان بموضوع المبادئ الجيولوجية، كما له تأليف بعنوان أصول" فارسي". وله مولود شريف، وترياق مسموم ، و خير المواعظ و شواهد الهام، و مجالس النساء، و سوانح حكيم ناصر خسرو و تذکره رحمانيه طبع) بمناسبة وفاة مولانا عبد الرحمن). وله مجموعة مقالات في الأدب والإنشاء مثل: مضامين حالي، ومقالاتِ حالي، و مكاتيب حالي. كتب الدكتور جلال السعيد الحفناوي المصري في شأن حالي، وهـو يقول: 

"تتلمذ على يد الشاعر الهندي المعروف بأسد الله خان غالب أميـر الشعراء الهنود ، وله منظومة معروفة بـ "مسدس حالي" أو "مد و جزر "اسلام" وهي ملحمة صوّر فيها حال مسلمي الهند في الماضي والحاضر وهي باللغة الأردية وله ديوان مطبوع لأشعاره بالأردية، وهو ناقد كبير كتب أول محاولة نقدية في شبه القارة الهندية معروفة "بـ مقدمه شعر و شاعري ، ورغم أن حالي معروف بأنه شاعر أردي، فإن له قصائد عربية عديدة تنم عن شاعريته وإتقانه للغة الشعر وتوفي في عام ١٣٣٣ هـ / ١٩١٥م" (16) . 

مُسدّس حالي: 

ألف مولانا الطاف حسين حالي قصائده الشعرية في الأردية باسم "مد و جزر إسلام" وهو معروف بمسدس حالي، وهذا الكتاب قيم نادر، نال القبول العام والذيوع الشائع بين الجمهور منذ أول يوم، وسار مسير الأمثال في البلاد، حتى أن أحدا من المستشرقين وصف المسدّس بالمرثــ الرائعة، و ذكر فيها الشاعر أحوال المسلمين في شبه القارة الهندية في عهد الإنجليز وحض المسلمين على أن يغيروا ما بأنفسهم ليستردوا كرامتهم وينزعوا نير المستعمر من رقابهم، وتعد هذه القصيدة من أروع ما كتب من شعر في الأدب الأردي، وطبع مرارا لا يحصى، فيـه ٤٥١ مقطوعة في ١٣٦٨ بيتا أولا كان فيه ٢٩٤ مقطوعة، ثم في عام ١٨٨٦م أضيفت ١٦٢ مقطوعة بعد أن أخذ الملل واليأس كل مأخذ في القوم. نشــــر مسدس أول مرة عام ۱۸۷۹م ، ولأول مرة استخدم حالي الشعر في المسدس ليقوم بمهمة إصلاحية في المجتمع الهندي، وبعد تأليف هذا الكتاب تم البناء للشعر القومي في الهند، وكان سير سيد أحمد خان يقول أن مسدس حالي غيّر مجرى الشعر الأردي وأحدث عهدا جديدا في نظم الشعر، وصف الشاعر مولانا حالي بطولات عظمة المسلمين الأقدمين وتخلفهم الحالي بأسلوب شجين يذوب به قلب الإنسان القوي، والتمس الشاعر من المسلمين نهائيا أن ينتبهوا وينهضوا ويحصلوا على عظمتهم التليدة وكرامتهم المفقودة بمحاولاتهم الجادة والفاقدة النظير. 

يقول حالي كتبت في هذا المسدس أولا خمس أو سبع مقطوعات، عرضت فيها الحالة السيئة للعرب التي كانت قبل ظهور الإسلام والتي تعرف في المصطلح الإسلامي كالعهد الجاهلي، ثم تناولت ظهور كوكب الإسلام الذي جعل هذه الصحراء القاحلة بتعليم النبي الأمي الخضراء و أرفه الظلال مؤزرة بعميم النبت جاد عليه الوسمى، وتفوق المسلمين سائر العالم فــــي الشؤون الدينية والدنيوية، ثم بينت حالة تدهورهم وأعددت مرآة للقوم بالأبد غير البارعة يمكن أن يروا فيها بأننا كيف كنا وكيف أصبحنا" (17). 

وقبل قليل سبقنا الذكر أن الدكتور يوسف عامر أستاذ الأدب الأردي بجامعة الأزهر حرر أن حالي أوجد فن النقد في اللغة الأردية بمقدمة كتبها لديوانه شعر وشاعري وكأن مقدمته هذه أصبحت كمقدمة ابن خلدون التي كانت اللبنة الأولى لعلم الاجتماع". 

يفيد الدكتور جلال السعيد الحفناوي في مقالته المنشورة في مجلة الأدب الإسلامي بالرياض ومجلة "ثقافة "الهند" بنيو دلهي بعنوان "دور مسدس حالي في الحياة الاجتماعية في شبه القارة الهندية": 

وتعد هذه المنظومة فريدة من نوعها في الشعر الأردي وبداية لعهد جديد في نظام الشعر الأردي الهادف، الذي يفيد المجتمع ويعود عليه بالنفع ويعمل على إصلاحه وبذلك أصبح للشعر دور هام في الحياة بعد مــا كـــان يقتصر على مجرد المتعة الفنية الخالصة بغض النظر عن الجانب الأخلاقي، وكان لهذا المسدس دور كبير في نهوض المجتمع الهندي من تأخره واضمحلاله حتى صار يتردد على ألسنة الكبار والصغار وصار مضربا للأمثال و به ذاع صيت حالي وشهره في أكناف الهند وأطرافها. وعلى الرغم من أن حالي لم يأت بجديد من الناحية الفنية وناحية القالب الشعري إلا أنه جاء بجديد من ناحية المضمون حيث استخدم الشعر لأول مرة في مهمة إصلاحية." 

وهو يضيف قائلا: 

"أما المسدس فكان لسهولة لغته وبساطة أفكاره مقبولا لدى الخاصة 

والعامة على السواء، فكثير من الناس عارض حركة عليكره ولكن من من الناس عارض مسدس حالي؟ وقد غير المسدس مليون شخص ويعتبر من أهم خمس أو ست قصائد طويلة في العالم وإن لم ينظم حالي سوى هذه المرثية في قومه فإنه يعتبر في عداد مصلحي قومه جنبا إلى جنب مع السير سيد أحمد خان ومحسن الملك(18) ، وكان مسدس حالي مرآة لانحطاط المسلمين وتأخرهم" (19). 

(ألف) ترجمة مسدس حالي بالعربية: 

وقد ترجم هذا المسدس إلى عدة لغات عالمية ومحلية لشهرته، فترجم إلى اللغة الإنجليزية والروسية ولغة الباشتو واللغة الهندية والبنغالية والبنجابية. أفادنا الدكتور جلال السعيد الحفناوي في مقالته السالفة الذكر قائلا: 

"وقد قام الشاعر اليمني القاضي محمد محمود الزبيري"(20)  بترجمة مسدس حالي شعرا وقد اطلعت على نماذج من هذه الترجمة في مجلة المسلمون التي كان الإخوان المسلمون يصدرونها في عامي 1952م و ١٩٥٣م.. وهذه الأبيات سبعة وستون بيتا نشرت في العددين السادس والسابع عام ١٩٥٢م ، ويقول الشاعر في مقدمته على هذه الترجمة: هذهالمنظومة التي وضعها حالي لاستنهاض عزائم المسلمين هي أعظم مؤلفاته، كما أنها من أعظم ما أنتجته آداب الهند الإسلامية على الإطلاق، وكان لها أثر بعيد المدى في إيقاد روح الوعي الإسلامي في شبه القارة، وقد ترجمت هذه المنظومة إلى لغات عديدة. ولما كانت اللغة العربية أدنى قرابة إلى هذه اللغة الأردية) وأحق بتراثها الأدبي وكنوزها الإسلامية، فإنا نرى أن ترجمة هذه المنظومة الأردية إليها كان يجب أن يسبق جميع التراجم الأخرى، ومع ذلك فإنا وقد جئنا إلى ترجمتها متأخرين نرى أن العالم العربي لا يزال في حاجة إلى مثل هذه الهزة الروحية التي توقظ في أعماقه أمجاد العافية ? ? ? .وفيما يلي نماذج من هذه الترجمة التي لم يلتزم فيها الشاعر بقالب المسدس عند الترجمة كما أنها ليست ترجمة حرفية بل حاول الشاعر جاهدا أن يوصل المعنى إلى القارئ فأضاف أبياتا من عنده" (21). 

الأستاذ حسين مجيب المصري ترجم هذه القصيدة الأردية أي "المسدس" للشاعر الهندي ألطاف حسين حالي بعنوان "الإسلام بين مــد وجزر ترجمة منظومة (22) 

جلال السعيد الحفناوي أستاذ اللغة العربية لغير الناطقين بها بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية من مواليد كفر الشيخ وحائز الليسانس والماجستير مع رسالة حول "ألطاف حســـين حــــالي ومنهجه في نقد الشعر الأردي. وإنه كتب مقالة علمية و ورقة بحثية بعنوان "نقد الشعر الأردي عند ألطاف حسين حالي"، وعلاوة على ذلك له حظ كبير في نقل الكتب الأردية إلى العربية ومنها على سبيل المثال: "الشعر والشاعرية" لخواجه ألطاف حسين حالي. 

(ب) مسدس حالي صلة وصل بين الهند والأندلس 

حرّر تر. ع . ر . بن عبد الله مقالته بعنوان " روابط متينة بين دولة الإسلام في الأندلس والهند الإسلامية الحديثة " ونشرتها مجلة دعوة الحق الإلكترونية الصادرة من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالرباط، المغرب في عدديها ١١١ و ١١٢. وها أنا أتناول في السطور التاليــة بالإيجاز (وذلك بشيء من التصرف في العبارة بعض أجزائها التي تسلّط الأضواء على مسدس حالي" ومسيرته المبتكرة لنظم القصائد الأردية وبوجه الخصوص في تكوين روابط متينة بين الهند والأندلس من خلال الأدب الأردوي. 

يعتقد العامة من مسلمي الهند أن المؤلفات الأردية الأدبية تشكل صلة وصل بينهم وبين الأندلس. فلقد نظم الشاعر ألطاف حسـين حــالي سنة ۱۸۷۹م قصيدته الشهيرة "مُسدَّس" حيث يرثي مأساة الإسلام ويعبر عن أمله في نهضة له يسترجع فيها ما فات من أمجاده والقصيدة تتضمن ثلاثة مقاطع مؤثرة، يعرض فيها الشاعر لمآثر الإسلام بإسبانيا مؤكدا عروبتها الأصيلة سواء من حيث الشكل أو المضمون، وكذا سمو معالمها التـ تبلى جدتها على مر الأيام وقد شاعت هذه القصيدة في الأوساط الشعبية بصورة أصبح معها السكان في الهند يطلقون على منازلهم أسماء المدن الإسبانية محتفظين بشكلها العربي. والأبيات التي تتضمن موضوع الأندلس هي كما يلي: 

ہوا اندلس اُن سے گلزار یکسر 

جہاں اُن کی آمار باقی ہیں اکثر 

جو چاہے کوئی دیکھ لے آج جا کر

 یہ ہے بیت حمرا کی گو باز باں پر 

کہ تھے آل بعد مان سے میرے بانی 

عرب کی ہوں میں اس زمیں پر سانی 

ہویدا ہے غیر ماطہ سے شوکت اُن کی

 عیاں ہے بلد . سیہ سے قدرت اُن کی

 ٹکتی ہے قدس میں اب حسرت اُن کی 

بطلا یوس کو یاد ہے عظمت اُن کی

 نصیب اُن کا اشبیلیہ میں ہے سوما 

سب وروز ہے مرطبہ اُن کو روما 

کوئی مرطبہ کے کھنڈر جاکے دیکھے

 مساجد کے محراب و در جاکے دیکھے

 حجازی امیروں کے گھر جاکے دیکھے

 وہ اُجڑا ہوا کبر و مرجا کے دیکھے 

جلال اُن کا کھنڈروں میں ہے یوں چمکتا 

کہ ہو خاک میں جیسے کندن دسکتا 

وسارت القصة التاريخية الأردية على نهج القصيدة الأردية ونسجت على منوالها في قالب أندلسي، فقد كتب عبد الحليم شرر، من المعاصرين للشاعر حالي - ولكنه أصغر منه سنا عدة قصص تاريخية، ومنها مسرحية تاريخية سماها "شهيد" الوفاء سنة (۱۸۹۰م) ، وقصة في الحوار التاريخي سماها "فلورا" فلوريندا" (سنة ۱۸۹٦م) ، وقصة تاريخية عن إسبانيا باسم "الفاتح المفتوح". وهكذا نقل إلى الأردية سنة ١٩٠٦ كتاب المؤرخ اللبناني جرجي زيدان الذي يقص تاريخ الفتح العربي للأندلس دراسة الإسلام بعد اكتشافه في الأندلس. 

وإذا كان حالي" أول من ابتدع عبادة الأندلس قبل الشاعر الكبيـر والمفكر الهندي المسلم محمد إقبال الذي وافته المنية سنة ١٩٣٨م) بنصف قرن، فلقد بلغت الذروة في قصيدة هذا الأخير التي عنونها بمسجد قرطبة. وقد تم نقل هذه القصيدة وكثير غيرها مؤخرا إلى اللغة الإسبانية. 

(ج) مسدس حالي أصبح هدفا للمعارضات: 

وكان حالي يعرف أنه يقدم المسدس نموذجا جديدا، وكان يعلم أن أنصار الشعر القديم لن يستحسنوا هذه البدعة، وكان تقديره في موضعه.. فعندما وصلت الطبعة الأولى من المسدس إلى أيدى النــاس عـام ١٨٧٩م، ومقدمه شعر و شاعري عام ۱۸۹۳م، انتشرت صيحات المعارضة في أنحاء الهند واحتدم النقاش حوله ونقدوا طريقة حالي في كشف العيوب أمــام الأعداء، وظهرت عدة مسدّسات ردا على مسدّسه، مثلا: 

١. مسدس حديقة المذاهب، عروج النظم حماية الخير، أغرب الهياكل لمولوي سليم الدين الجيبوري. 

٢. ومسدس عوالي بجواب مسدس حالي للقاضي محمد فاروق التشرياكوتي. 

٣. ومسدس خيالي بجواب مسدس حالي للمولوي فخر الدين المتخلص بخيالي. 

٤. ومسدس لمعات الصواعق المعروف بمسدس حاذق لغلام حضرت خان خاذق. 

ه. ومسدس حالي وغيرها. 


وكان من أهم أسباب المعارضة والمخالفة مسدس ومقدمــه شــعر و شاعري"(23). ومن الأسباب الأخرى لمعارضته: 

١. وجهة نظره حول الشعر والشاعر. 

٢. وتشديده على اتباع الشعر المغربي (الأوربي) 

٣.وارتباطه بحركة السير سيد 

٤. والخرافة عن تقليد القدماء. 

ه وإصلاح الروايات القديمة. (24) 

(د) نماذج شعرية من مسدس حالي 

وفيما يلى نماذج من مسدس حالي يبكى أوضاع المسلمين المتردية وفساد العلماء ورجال الدين ويتحسر على انقضاء عهد علماء الشريعة والمفسرين والمحدثين والمناظرين وتوقف المدارس التي تعلم الدين وتخرج القضاة والمفتين وضياع الكتب الدينية الثمينة، وجهل رجال الدين الذي تسبب في تأخر المسلمين فيقول: 

وہ علم شریعت کے ماہر کدھر ہیں 

وہ اخبار دین کے مبصر کدھر ہیں 

اصولی کدھر ہیں مناظر کدھر ہیں 

محدث کہاں ہیں مختصر کدھر ہیں 

وہ مجلس جو کل سر بسر تھی چراغاں 

چراغ اب کہیں ٹمیما ما نہیں واں 

(أين علماء الشريعة المهرة، وأين الذين لهم بصيرة بأخبار الدين. أين علماء علم الأصول والمناظرون وأين المفسرون وأين المحدثون فالمجلس الذي كان مضاء بالأمس، لم يبق منه الآن ضوء مصباح خافت.) 

مدارس وہ تعلیم دین کے کہاں ہیں 

مراحل وہ علم و یقین کے کہاں ہیں 

وہ ارکان شرع متین کے کہاں ہیں 

وہ وارث رسول امین کے کہاں ہیں 

رہا کوئی امیں کا ملجانہ ماوا 

نہ قاضی نہ مفتی نہ صوفی نہ تلا 

(أين المدارس التي تعلم الدين، وأين مراحل العلم واليقين. و أين أركان الشرع المتين، وأين ورثة الرسول الأمين لم يبق أي ملجأ أو مأوى للأمة، فلا قاض ولا مفت ولا شيخ. )

کہاں ہیں وہ دینی کتابوں کے دفتر 

کہاں ہیں وہ علم ا لدی کے منظر 

چلی ایسی اس بر م میں باد صر صر

 بجھیں مشعلیں نور حق کی سراسر

 رہا کوئی سامان نہ مجلس میں باقی 

صراحی نه طنبور مطرب نہ ساقی 

(أين خزائن الكتب الدينية، وأين اختفت مشاهد العلم الإلهي. لقد مرت بهذا المجلس ريح صرصر عاتية، أطفأت جميع مشاعل نور الحق. ولم يبق أي متاع في المجلس فلا إبريق ولا ربابة، ولا مطرب ولا ساق.) 

بہت لوگ بن کر ہوا خواہ امیں 

سفیدوں سے منوا کے اپنی فصیات 

سدا گاؤں در گاؤں اپنے بنوبی

 پڑی پھرتی ہیں کرتے تحصیل دولت

 یہ ٹھہرے ہیں اسلام کے رہنما اب 

لقب ان کا ہے وارث امیا اب 

(وكثير من الناس بعد ما ادعوا أنهم يرجون الخير للأمة واعترف السفهاء بفضلهم، بدؤوا يتجولون في القرى ويجدون في جمع المال والثروة. هؤلاء هم مرشدو الإسلام، وهم الذين يلقبون باسم ورثة الأنبياء. )

بہت لوگ پیروں کی اولاد بن کر 

نہیں ذات والا میں کچھ جن کی جو ہر 

، افخر ہے جن کو لے دے کے اس پر 

کہ تھے ان کے اسلاف مقبول داور 

کرشمے ہیں جا جا کے جھوٹے دکھاتے 

مریدوں کو ہیں لوٹتے اور کھاتے 

(وكثير منهم يفتخرون بأن أسلافهم كانوا من أولياء الله. ويظهرون كرامتهم ومعجزاتهم الزائفة أمام الناس ، وهكذا ينهبون أتباعهم.) 

یہ ہیں جادہ پیمائے راہ طریقت 

مقام ان کا ہے ماورائے شریعت

 ان ہی پر ہے ختم آج کشف و کرامی 

ان ہی کے ہے قبضے میں بندوں کی قسمت 

یہی ہیں مراد اور یہی ہیں مریداب 

یہی ہیں جنید اور یہی بایر یداب 

(و يعتبرون أن هؤلاء الناس هم الذين يسيرون على طريق الشريعة وأن منزلتهم أسمى من الشريعة. وهم الذين انتهى إليهم الكشف والكرامات، وفي قبضتهم أقدار العباد فهم المرادون وهم المريدون الذي يقصد إليهم، وهؤلاء أولياء أبرار مثل جنيد البغدادي و بايزيد البسطامي (وهمــا مــن الأولياء المعروفين في القرن الثالث الهجري في الأغلب في الطهر والتقوى) 

ب ھے جس سے نفرت وہ تحریر کرنے

 جگر جس سے شق ہوں وہ تقریر کرنے 

گنہگار بندوں کی تحقیر کرنے 

مسلمان بھائی کی تکفیر کرنی 

یہ ہے عالموں کا ہمارے طریقہ

 یہ ہے ہادیوں کا ہمارے سلیقہ 

(يخطبون بالشيء الذي يزيد الكراهية ويكتبون الحديث الذي تنفطر منه الأكباد. يحقرون العباد المذنبين، ويكفرون الأخ المسلم. هذه هي طريقة علمائنا، وهذا هو أسلوب مرشدينا.) 

کوئی مسئلہ پوچھنے اُسے جائے 

تو گردن یہ بار گراں لے کے آئے 

اگر بد نصیبی سے شک اس میں لائے 

تو قطعی خطاب اہل دوزخ کا پائے 

اگر اعتراض اس کی نکلا زبان سے 

تو آ ما سلامیں ہے دشوار واں سے 

(لو ذهب أحد إليهم ليسألهم أي مسألة يرجع من عندهم وهـو يحمـل عبئا ثقيلا على كاهله. وإذا شك أحد في كلامهم لسوء حظه، فإنه لابد أن يقال: إنه من أهل النار ولو حاول أحد الاعتراض عليهم، فمن الصعب أن يعود آمنا.) 

(ر) دعاوي التوحيد الإلهي مع التورط في الشرك والبدع:

 وفي الأبيات التالية يسجل حالي دعاوي المسلمين لتوحيد الله سبحانه وتعالى مع احتذائهم للشرك والبدع والخرافات التي تزيف دعائم إيمانهم 

وعقيدتهم نحو وحدة الله جل ثناؤه. 

نبی کو جو چاہیں حد کر دکھائیں 

اماموں کا رتبہ نبی سے بڑ ھائیں 

مراروں پر دن رات مد ریں چہ ھائیں

 شہیدوں سے جا جا کے مانگیں دعائیں 

نہ توحید میں کچھ خلل اس سے آئے 

نہ اسلام بگڑے نہ ایمان جائے 

(إنهم لو أرادوا فإنهم يجعلون النبي إلها، ويرفعون منزلة الإمام علـــى منزلة النبي !! ويقدمون النذور والقرابين على أضرحة الأولياء، ويتلون دعواتهم أمام قبور الشهداء. فهذا كله في رأيهم التوحيد، ولا الإسلام، ولا يحدث أي نقص في الإيمان.) 

وودین جس سے توحید پھیلی جہاں میں 

ہوا جلوہ گر حق زمین و زماں میں 

رہا شرک باقی نہ وہم و گماں میں 

وہ بدلا گیا آ کے ہندوستاں میں 

ہمیشہ سے اسلام تھا جس پہ مازاں 

وہ دولت بھی کھو بیٹھے آخر مسلماں 

(ذلك الدين الذي كان سببا في نشر التوحيد في العالم، وتجلى الحق به في كل زمان ومكان. والذي قضى تماما على الشرك، ذلك الدين قد حدث فيه تغيير في الهند والثروة التي كان الإسلام معتزا وفخورا بها، فقدت أيضا مع آخر مسلم.) 

مقدمه شعر و شاعري: 

يود الكاتب ألطاف حسين حالي بهذا التأليف الإصلاح في أنواع الشعر، ويريد احتواء الأشعار التي تتعلق بموضوعات الحب والفلسفة والقضايا الوطنية والشعبية، وذلك لتوسيع نطاق الغزل الأردي، ويؤيد التغيير في لسان الغزل أيضا، لكي تتوسع دائرة اللغة، كما إنه يبتغي إزالة قيود العروض التي هي تعرقل في سبيل تطوير الغزل، كما إنه يريد الإيجاز في رديف الغزل و قافيته، ويشير على الشعراء أن يكتفوا على القوافي دون الرديف لكي يظهر الشعراء آراءهم بحرية واستقلال ومع اعترافه متواضعا بعدم إجادته للغة العربية نقل في مقدمه" شعر و شاعري" عن المراجع العربية نحو ٥٢ مرة، وعند نقله عن الكتب المختلفة لا يذكر رقم الصفحات وسنة طبع المراجع والمصادر. يعد هذا الكتاب كتابا أساسيا في نقد الشــــعر وتجديد أسسه ومبادئه، وقد أثر على النظرة السائدة في الأدب الأردي وشعره. نقل الدكتور جلال السعيد الحفناوي المصري هذا الكتاب إلى العربية باسم "الشعر والشاعرية". 

ديوان حالي 

يتضمن ديوان حالي كلا المنهجين أي الجديد والقديم، والغزل أكثر من أنواع الكلام، والغزل الذي يتسم بأسلوب جديد يعرف بشكل منفرد، والغزل كله حافل بالعواطف والانفعالات، والرباعيات مليئة بالقيم الخلقية والنصائح الغالية، وتم طرح القصائد بلون حديث يتحلى بالموعظة الغراء. 

أوليات حالي 

يحتل مولانا ألطاف حسين حالي مكانة مرموقة في الأدب الأردي، أولا إنه اختار لونا جديدا في الغزل و القصيدة، نظم قصائد سياسية وقومية، وإن حالي و آزاد يعتبران منشئين للون الجديد في الشعر الأردي. 

وكان مولانا ألطاف حسين حالي من كبار كتاب النثر الأردي، وكـــان أحسن في شعره من نثره، بدأ الكتابة في النثر قبل قرض الشعر، ومن مؤلفاته في النثر الأردي هي يادگار غالب، وحيات جاويد، وترياق مسموم، وعلم طبقات الأرض، ومجالس النساء، وحيات سعدي، ومضامين حالي. 

حیات جاوید :

ألف حالي سيرة حياة السير سيد أحمد خان في ألف صفحة بعمل متواصل لست سنين جمع فيه أحوال سر سيد ببحث وتدقيق، نشــر عــام ۱۹۰۱م. حياة جاويد ليس قصيدة ثناء ومدح، بل هو ترجمة حقيقية لأفكــــاره وأحاسيسه واعتراف بأعماق القلب وصميمه لجهود سير سيد أحمــد خـــان المخلصة و ولوعه وخدماته القومية والاجتماعية والأدبية، و وجه شبلي انتقادا إلى حالي بحيث أنه بين جانبا واحدا من حياة سير سيد، والحق أنـــه من اللزام على كاتب السيرة أن يعرض الشخصية كإنسان لا كبطل و أن يتعرض لكافة الجوانب من حياتها، ولا شك أن التجنب من الموضوعية في بعض الأماكن في كتاب حياة جاويد لم يترك أثرا يجود بشخصية حالي. 

یادگار غالب: 

یادگار غالب تذكار) (غالب) في الحقيقة سيرة الميرزا أسد الله خان غالب، وهذا التأليف موثوق به لدى الأدباء والمؤرخين، حيث لا يوجد كتاب أفضل من هذا في المكتبة الأردية بموضوع أسد الله خان غالب، وأعطـــــى هذا الكتاب الميرزا غالب حياة سرمدية. 

وقد تمت كتابة أحوال حياة غالب وأحداثه ولطائفه بأسلوب رشيق، تناول فيه الكاتب حياته واستعرض شعره في اللغتين الفارسية والأردية في ضوء الانتقاد والتقييم. اعترف شيخ محمد إكرام بأن هذا الكتاب جامع فـــي ترجمة غالب(25)، وسببه أن حالي كان رأى غالبا عن كثب، وحاول أن يفقــــه شخصية غالب وأفكاره الحضارية والأدبية. 

يبدو حالي في يادگار غالب أكثر من موضوعية "حيـــات ســعدي" وجرأته فيه، وإنه لم يسلك مسلك عبد الرحمن البجنوري في ثنائه ولم يتعرض للمحافظات الذهنية مثل الدكتور لطيف، وأسلوب حالي في يادگــــار غالب أروع وأمتع، وعرض المؤلف صورة واقعية فيه لشخصية غالب، وفند مولانا مهر بعض آراء حالي (26). تم طبع هذا الكتاب عام ١٨٩٧م، وفــــي الواقع أن حالي قد أدى حق التتلمذ عليه بتأليف هذا الكتاب. 

مرثيه غالب: 

وهو عبارة عن حزن حالي بشدة على وفاة غالب ( عام ١٨٦٩م)، ونظم مائة بيت يتجلى فيها حزن وألم وإخلاص ومودة، وطبعـت هــذه القصيدة في عام ١٨٦٩م. 

حياة سعدي: 

هذا الكتاب عبارة عن سيرة حياة الشيخ سعدي الشيرازي (۱۱۸۹ - ١٢٩٢هـ ) . الجزء الأول في أحواله و الجزء الثاني في عرض و تحليل شعره استعرض حالي شاعرية سعدي من منظور نقدي، وسعى لتقديم المواد المستندة بشأن حياته. 

مجالس النساء: 

ألف حالي هذا الكتاب في صورة الرواية في جزئين في ٢٣٦ صفحة لإصلاح النساء والبنات، وقد منحته الحكومة الهندية جائزة بشكل الروبية بمبلغ أربعة مائة روبية لتأليف هذا الكتاب، وهذا الكتاب ممتع ومفيد وهـو باللغة الأردية السهلة البسيطة، نشر في عام ١٣٤٢هـ. 

تریاق مسموم  

رسالة حررها حالي عام ١٣٨٤ هـ / ١٨٦٨م في الرد على الكتاب الذي ألفه الأسقف عماد الدين بعنوان "هداية المسلمين". 

حالي في مرآة بعض قصائده الأردية: 

بدأ حالي نظم شعره في حين عندما كان الشعر الأردي - حســب التعبير لمحمد حسين آزاد - يطير على جناحي الفارسية"، وكانــت هــذه الشاعرية منمقة بحسن الصنائع والبدائع والعلو الفكري وقوة التخيل والروعة والجمال. سلك حالي بادئ ذي بدء في غزله الابتدائي مسلك الشعر التقليدي والتزم بلوازم شعر الحب، ولكنه انكشفت له إمكانيات الحياة الجديدة وحقيقة مقتضياتها بسبب الظروف المتبدلة والتعمق في الشعور والحس المرهف العصري ومصاحبته للسر سيد أحمد خان، فغزل حالي الأردي كان في الواقع لونا جديدا وأسلوبا متغيرا (27) . وكانت نماذج الوصف والتصوير في قصائد حالي مستنبطة من البيئة الهندية وكان منفعلا عقلانيا و عاطفيا مــن حركة السير سيد أحمد خان الإصلاحية، فلذا إنه أتى إلى حيز الوجود بكتاب والجزر في الإسلام، وذلك بعنوان بمسدس حالي وفي الحقيقة إنها كانت من مراثيه النادرة التي لم يسبق له نظير في الشعر الأردي في شبه القارة الهندية. 

(ألف) بركهارت (فصل موسم الأمطار): 

قرض حالي قصيدة بعنوان بركهارت" (فصل موسم الأمطار)، وعرضها في الحفلة الشعرية التي عقدها انجمن بنجاب، وفيه ١٤٥ بيتا، وهو أحسن المثنويات ضمن موسم الأمطار في الهند. عبر الشاعر فيها عن انفعالات الشعب الهندي وصور موسم الأمطار بأسلوب جذاب ولغة بسيطة ولسان سلس، وبهذه القصيدة نشعر بقدرة الشاعر على التصوير والمحاكاة بشكل رشيق، وهو يقول: 

برسات کا بج رہا ہے ڈنکا 

ایک شور ہے آسمان پہ بر پا 

ہے ابر کی فوج آگے آگے 

اور پیچھے ہیں دل کے دل ہوائے 

(تهطل الأمطار الغزيرة وترن رنين الطبل والأسطوانة، ولها صوت دوي طليق في السماء، وجيش السحابة تخطوا إلى الأمام، وتتابعها الرياح الشديدة) 

(ب) نشاط أميد (فرحة الأمل): 

يعجب حالي بهذه القصيدة، وفيها ۹۲ بيتا، وهي تزيل الخيبة واليأس. اليأس والقنوط شيء مذموم لما أنه يعطل كفاءة الإنسان ويجعله فاترا وعاجزا عن العمل الجاد، ويفقد به المرء الرغبة في الحياة، فالشاعر حالي طرح في هذه القصيدة فرحة الأمل وروعة التفاعل من الحياة المتألمة والواقع أن المسلمين فقدوا رجاءهم من حاضرهم ومستقبلهم بعد ثورة انفجرت عام ١٨٥٧م وأصبحوا يعيشون في ذكريات ماضيهم، فأبرز حــــالي خطورة الأمل ومخاطر التشاؤم مثلما نظم محمد حسین آزاد قصيدة طويلة لتصوير هذا المنظر المؤلم، أبدى حالي رأيه في نشاط أميد" (فرحة الأمــــل) بأن الأمل يخرج الإنسان من ظلمات الحزن والألم ويمنحه قوة فائقة للعمل والنشاط، وهو يخاطب الأمل قائلا: 

کانٹے والی غم ایام کی 

تھامنے والی دل ما کام کی 

ہو مانومیدیوں کا جب ہجوم 

آتی حسرت کی گھٹا ہے جھوم جھوم 

جاتا ہے قابو سے دل آخر نکل

 کرتی ہے ان مشکلوں کو تو ہی حل 

(ج) حب الوطني( حب الوطن): 

حالي كان مغمورا بعواطف الحب للوطن وكان يعتقد أن حب الوطن جزء من أجزاء الإيمان، والنكبات التي تمسه من الهند وأهلها كانت أروع من أزهار البلدان الغربية الأجنبية، وكانت الأراضي لوطنه، وسمائه، ومواسمه وفصوله، ومناظره وقمره وشمسه وطيوره وحدائقه وجباله وصحراواته عزيزة له وهو مكب على ثنائها، وهو يقول في قصيدته بعنوان "حب الوطني": 

اے پہاڑوں کی دلفریب فضاء 

اے لب جو کی ٹھنڈی ٹھنڈی ہوا 

اے عنادل کے نغمہ سحری 

اپے سب ماہتاب ماروں بھری 

اے نسیم بہار کے جھونکو 

دہر ما پائیدار کے دھو کہ 

تم پر اک حال میں ہو یوں عزیز

 تھے وطن میں مگر کچھ اور ہی چیز 

و يبدو حب الشاعر لوطنه بأمر هو أنه لا يرضى بقبول الجنة والفردوس الإلهي بدلا من حفنة من تربة وطنه ويتمنى أن لا تلفظ أنفاسه الأخيرة من جسمه حتى يقضي على آخر أعداء وطنه ولا يبقى هناك أحـــد منهم، و لله دره يقول: 

تیری اک مشت خاک کے بدلے 

لوں نہ ہر گزا گر بہشت ملے 

جان جب یک نہ ہو بدن سے جدا 

کوئی دشمن نہ ہو وطن سے جدا 

حالي والأدب العربي: 

حالي لم يكن مقتنعا بما قال في اللغتين الفارسية والعربية من النثر والنظم(28)، وذلك بحكم طبيعته المتواضعة حيث لم يكن يتكبر ولا يتفاخر، وكان يعتقد أن كتاباته في اللغتين الفارسية و العربية ليست على مستوى مطلوب، مع أن في ديوانه العربي قصيدة في مدح الشاه عبد الغني النقشبندي، وإنها أرسلت في عام ۱۲۸۳ هـ إليه في المدينة المنورة، وقد أعجب بها الأدباء هناك. (29) 

قد ساهم خواجه ألطاف حسين حالي مساهمة كبيرة في النوعين من الأدب العربي أي له إسهامات في النثر العربي والشعر العربي سواسية، والمواد كلها متوفرة في كتاب "حالي والأدب العربي" للبروفيسور محمد سليمان أشرف أستاذ و رئيس قسم اللغة العربية وآدابها سابقا، بجامعــة دلهي، الهند وهذا الأستاذ المرحوم قد اعتنى بالإعداد والضبط والتشكيل والتعليق عليه بشيء من الإسهاب، وها أنا أقتطف بعض الأزهار منه.

 (ألف) قسم الشعر: 

و توجد في منظوماته العربية ٦ قصائد، و قد ترجم الشاعر حالي نفسه بعض القصائد منها إلى الأردية في هامش الديوان. يبدو من قراءة قصائد حالي وكتاباته الأخرى بأنه قرأ حالي الكتب العربية والدواوين المتداولة آنذاك مثل المعلقات السبع والحماسة لأبي تمام الشاعر العباسي وديوان المتنبي والعمدة لابن رشيق القيرواني وغيرها. في القصيدة الأولى ١٤ بيتا، وهي قصيدة أرسلها الشاعر من لاهور إلى دلهي بمناسبة زواج المنشي محمد إكرام الله خان ذكر فيها نبأ الزواج السار الذي بلغ إليـه فابتهج به جدا ولكنه لا يستطيع أن يشترك فيه بسبب مرضه، ومن أبيــات هذه القصيدة من بحر الوافر :

شكيًا لا يُصاحبه أنيس

 غريبًا لا يُزار و لا يزور (30)

ثم يذكر الفرحة التي عمت في الأرجاء، يقول: 

أرى الأرجاء قد مُلئت بهاءً

 وفي القمرين فوق النور نور 

والقصيدة الثانية نظمت عند انتقال الشاعر من دلهي إلى إدارة الترجمة بلاهور، وكان حزينا على فراق الأحباء والأصدقاء. فيها 9 أبيات. يبدأ القصيدة بالبيت التالي و هو من بحر البسيط: 

هلْ مَن يبلغ عن محصور لاهور 

عن مبتلىً فيه بعد الكور بالحور 

فيه تلميح إلى دعاء النبي صلوات الله عليه وسلامه: "اللهم إنا نعوذ بك من الحور بعد الكور". ويختتم الشاعر النظم بالبيت الآتي: 

أرجو جو من الله بعد العُسر ميسرة 

إما على مُهلةٍ ما أو على فور 

في هذا البيت تلميح إلى الآية القرآنية إن مع العُسر يُسرا". 

والمنظومة الثالثة قرضها الشاعر في مدح السيد كاردي الذي كان مديرا لإدارة الترجمة بلاهور وكان حالي التمس منه التوصية في أمر مــن الأمور. فيه ١١ بيتا، يذكر طبيعة الأسيويين عندما أحدقت بهم حاجة أن يقدموا القصائد والأبيات من بحر الطويل 

لنا آسيائيين عند خصاصة 

تكونُ بنا أن نلتجي بالقصائد (31)

ثم يشير الشاعر إلى ما قام به الممدوح من شرح لنظم الشاعر اليوناني هومر إلياذة (32) ويقول: 

كشفت غطاءً عن خبيّات هومر

 كما يكشف الصبحُ الدُجى عن مراقد 

ويختتم المنظومة بالبيت الذي فيما يلي مصرحا بأنه لم يبالغ فيما قــــال في المدح: 

مدحتك حقًا غير مُطْرٍ مُبَالِغِ 

وشأنك عندي فوق تلك المَحامِدِ 

والمنظومة الرابعة قرضها حالي بمناسبة زواج الميرزا ثريا جاه غورغاني بناء على طلب صديقه العزيز المولوي أشرف بيغ المرحوم. يبدأ الشاعر المنظومة بالكلمات العربية الشائعة في العهد الجاهلي للدعاء للملوك والسلاطين. وفيه عشرة أبيات و هو في بحر الوافر: 

أَبَيتَ اللَّعْنَ نُخبة آل قوم

 إليهم ينتهي كُلٌّ المعاني 

وفي مدح العريس والعروس يقول حالي 

خطبت كريمة من طيبات أو

 لات الفصل خيَّرةِ الفِعال 

وفي البيت الأخير في كلمة الثريا .إيهام. فالثريا كوكب واسم العريس أيضا ثريا 

قبورك فيه ما دام التُريًا

 وما انسلخ النهار من الليالي(33)

والقصيدة الخامسة البائية طويلة جدا، ففيها ٤٨ بيتا، أرسلها الشاعر إلى الشاه عبد الغني قدس الله سره الذي كان آنذاك في المدينة المنورة. والشيخ عبد الغني أظهر إعجابه بها وعرفها على أدباء المدينة المنورة، 

فإنهم حبّذوها أيضا (34). وهذه القصيدة تبدأ بالتشبيب وفيهـا ٢٦ بيتــا فـي التشبيب. ولم يترجمها الشاعر إلى اللغة الأردية مثل القصائد الأخرى. تبدأ قصيدة حالي بالأبيات التالية وهي من بحر الطويل: 

هَوَى الْحُورِ بَلْوَى كل حبرٍ ونادب

 وفتنة قسيس و زلـه راهــب

 وهزم لمنصور وفتح لخاذل 

و عِزّ لِمغلوب و ذل لغالب 

وما من نساء الحي للعز مخلص 

بلمح قد استأثرن أهل التجارب

 وليس بداء كادَ يُشفى سقيمه

 صَبابَة قلبي بِالعَذارَى الكواعِبِ

 قد اختطَفَتْ لُبّي وروعِي مَلِيحةٌ

 بِلُطفِ مُدارِ لا بِعَبْسِ مُعاتِبٍ 

معطلة الآراء من غير رقيةٍ 

مقتلة الأحشاء لا بِالمَضارب 

وصاحبةُ العُشاق لا فِي مَكَارِهِ

 و كاذبة الميثاق لا بِالمُـــــراقبِ

 لفي نظرةٍ منها و غمز و لمحةٍ

 بلاء لذي وَرْعٍ إِلى اللهِ تَائبِ

 وكمْ من حياء دونَها و تصحب 

و حصن من التقوى وخَوفِ العَوَاقِبِ 

عَجِبْنا لَمَا قَدْ حَرَّ موسى و صَعْقِهِ

 ولكنْ رأينا عِندَ كَشفِ الْجَلَابِيْبِ 

وما أروع شعره في هذا النسيب:

 لَفِي نَظْرَةٍ مِنهَا وَغَمْزِ وَلَمْحْةٍ

 بلاءً لِذِي وَرْعٍ إِلَى اللَّهِ تَائِبِ 

ويختتم حالي القصيدة قائلا: 

سينفذ دون الابتداء بوصفه

 أقاوِيلُ وَصَافٍ وأوصافُ كاتب 

وفي القصيدة السادسة الأخيرة قدّم خواجه ألطاف حسين حالي أعطر التهاني و التبريكات إلى مولانا شبلي النعماني ( ١٨٥٧ – ١٩١٤م) بمناسبة تعيينه محاضرا في علي جره. وفيه ۱۳ بيتا. ذكر فيه خصائصه المختلفة من علم وفضل و ورع وتقوى وكشف غطاء عن الحق و جعل كتاب الله خير جليس له. يبدأ القصيدة بالبيت التالي وهو من بحر الخفيف: 

يا وحيدا من الكرام فريدا 

وعزيزا كمثل عِلْقٍ نفيس 

ويختتم حالي قصيدته بالدعاء له: 

صانك الله عن مكارة حتى 

صرت كالقلب آمنا في الخميس (35)

(ب) قسم النثر: 

والنثر في هذه الملحقة (صفحة ١٢٩ - ١٥٦) يتضمن ٧ مكاتيب، وتقريظا على كتاب ضياء الدين الجهان آبادي، وخطبة ليوم الجمعة،  وترجمة للحكايتين الصغيرتين من گلستان الشيخ سعدي الشيرازي، ومقالة بعنوان "جملة صالحة". 


و ألقى حالي ضوء في هذه المقالة على خدمات السر سيد أحمد خان (المتوفى سنة (۱۸۹۸م) وعلمه وفضله. والمقالة على الرغم من أن حالي كتبها للمجلة العربية الأدبية المسماة "النحلة" الصادرة من لندن، ولكن المجلة توقفت فانتشرت الأوراق، ثم جمع المؤلف الأوراق المتبقية له، ونشرها في هذه الملحقة التي تعرف بـ ضميمه وقد صرح الأستاذ سليمان أشرف أنه ترجم هذه المقالة إلى اللغة الأردية ونشرها في مجلة فكر و نظر الأردية (سبتمبر ٢٠٠٤م الصادرة من جامعة علي جره الإسلامية. (35)

المصادر

1- شبلي النعماني (١٨٥٧-١٩١٤م) من أشهر علماء الفكر الإسلامي في الهند وكان ينشد بالفارسية والأردية، ومـــــن أكبر كتاب السيرة في النثر الأردي. ومن كتبه المأمون وسيرت نعمان والغزالي و مولانا روم و علم الكلام و شعر العجم و موازنه أنيس و دبير و سيرة النبي. و أسس شبلي " دار المصنفين " في أعظم كره بأترا بـــرديش والتي أوقف لها كل تركته. وقال مهدي افادي " إن شبلي هو المعلم الأول للتاريخ " ص ٢٢٦ اردو ادب کي تاريخ - عظيم الحق جيندي

2-  محمد الرابع الحسني الندوي: الغزل الأردي - محاوره ومكانته في الشعر، مكتب رابطة الأدب الإسلامي العالمية، بلكناؤ، الهند، عام ١٤٢٧هـ / ٢٠٠٦م، ص: ٩٥ 

3- المرحوم الأستاذ محمد سليمان أشرف حالي والأدب العربي كوخ العلم، دلهي، ٢٠٠٦م 

4-ضمیمه اردو کلیات ،حالي ص ،۳ نقلا عن حالي والأدب العربي لسليمان أشرف، ص ٨ 

5- شجاعت على السنديلوي حالي بحيثيت شاعر، ص ۲۰

6- ضمیمه اردو كليات حالي، ص ۳ 

7- دائره معارف ،اسلامیه، باکستان، ص ٨٣٥ 

8- شجاعت علي السنديلوي: حالي بحيثيت شاعر، ص ٣٨، ٤٠

9- الكولونيل هالرائد إنجليزي كان يعمل في مديرية التعليم بأقاليم البنجاب 

10- محمد حسین آزاد (۱۸۳۰ م - ۱۹۱۰م) من رواد الشعر الأردي الحديث، ومن أهم النقاد والمحققين في الأدب الأردي، وكان يمتاز بأسلوبه الخاص الفصيح الجزل الموجز. و من أهم مؤلفاته النثرية " آب حيات " والذي يعد من أهم كتب التراجم في اللغـــة الأردية، بل يعتبر الكتاب الأردي الأول في هذا الفن ولكتابه نیرنگ خیال " أهمية كبيرة في النثر الأردي لما يحتويه من مقالات تمثيلية. ومن مؤلفاته الشعرية ديوان نظم دل افروز" "مجموعة نظم آذار ومن مثنوياته "شب قدر" و"صبح قناعت" و "داد انصاف" و"خواب امن".

11- شجاعت علي سنديلوي: حالي بحيثيت شاعر (حالي كشاعر)، ص ٣٨، ٤٠ 

12-  محمد الرابع الحسني الندوي: الغزل الأردي - محاوره ومكانته في الشعر، ص: ٩٦ - ٩٧

13- ولد السر سيد أحمد خان في دلهي في ۱۷ أكتوبر سنة ۱۸۱٧م وتوفي في مدينة عليكره في ٢٧ من مارس سنة ۱۸۹۸م، ودفن فيها. وقد منحه الإنجليز لقب "السير: Sir" ، و شغل منصب القاضي فترة. وسافر إلى إنجلترا بها فترة وجيزة. وفي عام ١٨٧٦م استقال من وظيفته وتفرغ للكلية التي كان قد أنشأها للنهوض بالمسلمين علميــا وثقافيا، وقد أنشأ السير سيد كثيرا من المؤسسات العلمية والجرائد لرقي المسلمين في شتى نواحي الحياة أهمها عليكرهـ كالج التي تعرف الآن باسم "جامعة علي كره الإسلامية، وأنشأ سر سيد مجلة "تهذيب الأخلاق" باللغـــة الأردية، و بما تبدأ الصحافة الأردية بالمعنى الصحيح. وسميت حركة سر سيد الإصلاحية باسم "حركة سر سيد" وأيضا باسم "حركة على كره" لأن مقرها كان في هذه المدينة. وله مؤلفات كثيرة منها: ۱ ـ جام جم (بالفارسية) سنة ١٨٣٩م. ٢- انتخاب الأخوين. ٣- جلاء القلوب بذكر المحبوب (١٢٥٥هـ) وهو في سيرة النبي صلى الله عليــــه وسلم. ٤ - تسهيل في جر الثقيل (١٨٤٤م) وهو ترجمة أردية لكتاب " بو علي " الفارسي. ٥- آثار الصناديد (١٨٤٧م) وهو في ثلاثة أجزاء ذكر فيه أحوال و آثار مدينة دلهي، ٦- خطبات ،أحمدية، وفيه يرد على سر وليم ميور في كتابه الذي افترى فيه على الرسول صلى الله عليه وسلم. ٧ - تفسير القرآن مأخوذ بتصرف من هامش مقالـــة الدكتور يوسف عامر بعنوان اتجاه الرفض الاجتماعى والحضاري في الشعر الأردي الحديث"، التي تم نشرها في الإنترنت).

14- شجاعت علي سنديلوي: حالي بحيثيت شاعر، ص ٤٤ - ٤٧ 

15- د. يوسف عامر: اتجاه الرفض الاجتماعي والحضاري في الشعر الأردي الحديث " ، مقالة تم نشرها في الإنترنت، وذكر الكاتب السير سيد أحمد خان في هامش المقالة. 

16- الشعر العربي في المهجر الشرقي من شبه القارة الهندية للدكتور جلال السعيد الحفناوي، مجلة ثقافة الهند، العدد ٢، عام ٢٠٠٤م، ص ٧٦ - ٠٧٨ 

17- محسن الملك (۱۸۱۷م) - ۱۹۰۷م) من أهم إنجازاته أنه جعل اللغة الأردية اللغة الرسمية في إقليم حيدرآباد بـــلا مـــن الفارسية حين شغل منصب مدير عام الماليات في هذا الإقليم و كان من أشهر كتاب مجلة تهذيب الأخلاق الأردية ويقول حالي عن مقالاته إنها تثير حماس الشباب المسلم وتشعل حميته نحو الجهاد من أجل حياة أفضل. 

18- المقدمة الأولى للمسدس، ص ۷ عام ١٢٩٧ هـ / ١٨٧٩م

19-  الدكتور جلال السعيد الحفناوي: دور مسدس حالي في الحياة الاجتماعية في شبه القارة الهندية، مجلة الأدب الإسلامي، العدد ٢٢، بتاريخ ١٤٢٠هـ، و ثقافة الهند، بنيو دلهي، (العدد والعام غير معلوم). 

20-هو شاعر يمني كان معارضا لحكام اليمن من الأئمة فهاجر لاجئا إلى باكستان، ونزل ضيفا على شيخ الإسلام شبير عثماني، وقد تعلم اللغة الأردية، وترجم "مسدس حالي" إلى اللغة العربية، وظل بباكستان حتى تم انقلاب اليمن، وعاد إلى وطنه ومات ودفن باليمن (مجلة المسلمين، العدد السادس، ص ٩٣). 

21- الدكتور جلال السعيد الحفناوي: دور مسدس حالي في الحياة الاجتماعية في شبه القارة الهندية، مجلة الأدب الإسلامي، العدد ،۲۲ ، بتاريخ ١٤٢٠هـ، ثقافة الهند، بنيو دلهي، (العدد والعام غير معلوم).

22- الدكتور مظفر عالم دور المترجمين المصريين في تنمية العلاقات الهندية المصرية في العصر الحديث، ص ۱۳۲، مقالة تم نشرها في مجموعة مقالات بعنوان دور الترجمة في تعزيز العلاقات العربية الهندية في العصر الحديث، القسم العربي بالجامعة العثمانية، حيدرآباد، عام ۲۰۱۰م. 

23- الدكتور شجاعت علي السنديلوي: حالي بحيثيت شاعر، ص ٢۷۷ و ٣٢٤ ، (بتصرف) نقلا عن حالي والأدب العربي للأستاذ سلیمان أشرف، ص ١٢٤ 

24- الدكتور شجاعت علي السنديلوي: حالي بحيثيت شاعر ، ص ٢٧٧ و ٣٢٤ ، (بتصرف) نقلا عن حالي والأدب العربي للأستاذ سليمان أشرف، ص ١٢٤ 

25- غالب نامه، ص ۸ 

26- سیده جعفر: تاریخ ادب اردو - عهدِ میر سے ترقی پسند تحريك تك، ۲۰۰۲م، حيدرآباد ، ج ۲، ص ۲۱۸ 

27- المصدر السابق 

28- ضميه أردو كليات حالي ، ص ۳ 

29- المصدر السابق، ص ٤ 

30- المصدر السابق، ص ۱۱۹، نقلا عن حالي والأدب العربي لسليمان أشرف، ص ٦٥ 

31- المصدر السابق، ص ۱۲۲ 

32- الشاعر اليوناني المشهور Homer الذي عاش في القرن الثامن أو التاسع ق. م. وصنّف إلياذة Iliad و الأوديسة Odyssey 

33- ضميمه أردو كليات حالي، ص ١٢٤. 

34- المصدر السابق، ص ١٢٥. 

35- المصدر السابق، ص ۱۲۸ 

36- المرحوم الأستاذ سليمان أشرف حالي والأدب العربي، كوخ العلم، دلهي، ٢٠٠٦م، ص ٦٤ - ٧٠. 


مواضيع ذات صلة
الأعلام المسلمة, تراجم العلماء, دراسات أدبية,

إرسال تعليق

0 تعليقات