ادعمنا بالإعجاب

أساليب الحوار عند الشيخ أحمد ديدات

  تفاصيل عن المقالة

 

عنوان المقالة :  أساليب الحوار عند الشيخ أحمد ديدات  

الكاتب: حسام محمد عفيف الدير شوي (ماجستير العقائد والأديان من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، جامعة قطر). 

المصدر: مجلة الهند 

تصدر عن : مولانا آزاد آئيديل إيجوكيشنال ترست / بولفور، بنغال الغربية

رقم العدد:١

ISSN: 2321-7928

أرقام الصفحات: ٣٣٢-٣٤٩

المجلد : ١٠

السنة: ٢٠٢١

الدولة: الهند

تاريخ الإصدار:١ يناير ٢٠٢١

رئيس التحرير:  د. أورنكزيب الأعظمي


المقدمة 

الله والحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد: 

فإنّ الدعوة إلى الله تعالى مهمة الأنبياء والرسل ومن أكرمهم الله تعالى بالقيام بها، وما أجلّها من مهمة يقوم بها العبد في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى والدعوة إليه، وكما أمرنا الله تعالى في القرآن الكريم بالحوار، وقد سخر الله تعالى لهذه المهمة الجليلة رجالًا كانوا مثالا رائعا وقوياً في التضحية والقيام بهذه المهمة على أكمل وجه، ومن هؤلاء الرجال الذين من الله عليهم بالقيام بهذه المهمة، وهو الشيخ أحمد ديدات، رحمه  الله تعالى، فآثرت الكتابة عن منهجه في الحوار والدعوة، باعتباره من أقوى من قام بالوقوف في وجه أهل الكتاب، ودحض افتراءاتهم، بالدليل القاطع من كتبهم ومقدساتهم، فكان سدا منيعا أمام دعواتهم. فجاء هذا البحث متضمنا اليسير والقليل من الوسائل والأساليب التي اتبعها الشيخ ديدات في حواره ومناظراته مع أهل الكتاب، وقد اقتبست مادة البحث من مبحث في كتاب الشيخ أحمد ديدات ومنهجه في الحوار والدعوة وأهم مجالاته التطبيقية الممكنة للطالب حمزة مصطفى ميغا)، وكان دوري في البحث اقتباس هذه الأساليب والوسائل التي اتبعها الشيخ ديدات في منهجه في العمل الإسلامي مع ذكر بعض الأمثلة من كتبه والتعليق عليها أحيانًا فجاء هذا البحث المتواضع بهذا الشكل والذي أرجو الله أن يوفقني فيه. والله من وراء القصد. 

سيرة وأعمال الشيخ أحمد ديدات 

وقبل أنّ خوض في صلب الموضوع نعتبر من المناسب أن نتحدث قليلاعن سيرة وأعمال الشيخ أحمد ديدات. فالشيخ أحمد حسين ديدات ولد عام 1918م في بلدة (تادکيشنار) بولاية (سوارات) الهندية. هاجر إلى جنوب إفريقيا في عام 1927م ليلحق بوالده. بدأ دراسته في العاشرة من عمره حتى أكمل الصف السادس، ولكن الظروف المادية الصعبة أعاقت استكماله لدراسته عمل في عام 1934م بائعا في دكان لبيع المواد الغذائية، ثم سائقا في مصنع أثاث، ثم شغل وظيفة (كاتب) في المصنع نفسه، وتدرج في المناصب حتى أصبح مديراً للمصنع بعد ذلك. في أواخر الأربعينات التحق الشيخ أحمد ديدات بدورات تدريبية للمبتدئين في صيانة الراديو وأسس الهندسة الكهربائية ومواضيع فنية أخرى، ولما تمكن من توفير قدر من المال رحل إلى باكستان عام 1949م، وقد مكث في باكستان فترة منكبا على تنظيم معمل للنسيج. تزوج الشيخ أحمد ديدات وأنجب ولدين وبنتا. اضطر الشيخ أحمد ديدات إلى العودة مرة أخرى إلى جنوب إفريقيا بعد ثلاث سنوات للحيلولة دون فقدانه لجنسيتها، حيث أنه ليس من مواليد جنوب إفريقيا. وقد عرض عليه فور وصوله إلى جنوب إفريقيا استلام منصب مدير مصنع الأثاث الذي كان يعمل فيه سابقا. 

في بداية الخمسينيات أصدر كتيبه الأول: "ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد صلى الله عليه وسلّم؟"، ثم نشر بعد ذلك أحد أبرز كتيباته: "هل الكتاب المقدس كلام الله؟". في عام 1959م توقف الشيخ أحمد ديدات عن مواصلة أعماله حتى يتسنى له التفرغ للمهمة التي نذر لها حياته فيما بعد، وهي الدعوة إلى الإسلام من خلال إقامة المناظرات وعقد الندوات والمحاضرات. وفي سعيه الحثيث لأداء هذا الدور العظيم زار العديد من دول العالم، واشتهر بمناظراته التي عقدها مع كبار رجال الدين المسيحي أمثال: كلارك، جيمي سواجارت، وأنيس شروش. أسس معهد السلام لتخريج الدعاة، والمركز الدولي للدعوة الإسلامية بمدينة (ديربان) بجنوب إفريقيا. ألف الشيخ أحمد ديدات ما يزيد عن عشرين كتاباً، وطبع الملايين منها لتوزع بالمجان بخلاف المناظرات التي طبع بعضها، وقام بإلقاء آلاف المحاضرات في جميع أنحاء العالم. 

ولهذه المجهودات الضخمة منح الشيخ أحمد ديدات جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1986م (بالمشاركة)(هذه حياتي، سيرتي ومسيرتي، ص 5-6. ) 

أساليب الحوار عند الشيخ أحمد ديدات 

المجالات وتعدد الأنشطة: لقد تنوع النشاط الحواري للشيخ ديدات من كتب ومنشورات ومطبوعات وتسجيلات مرئية ومسموعة وكان هذا النشاط والتركيز عليه عاملا رئيسيا لشهرته ورواجه(الشيخ  أحمد ديدات ومنهجه في الحوار والدعوة وأهم مجالاته التطبيقية الممكنة، 541/1 )، والآن المكتبات والانترنيت مليئة بها، سواء كتبه ومنشوراته الورقية والإلكترونية وتسجيلاته الصوتية والمرئية وموقع اليوتيوب الشهير مليء بحواراته ومناظراته، ويكفي أن تكتب جزءا من اسمه وستظهر مئات النتائج الدالة عليه ومثال على ذلك من موقع يوتيوب مادة حوارية له تحت عنوان (أحمد ديدات مع مصرية مسيحية حوار أكثر من رائع). ومثال آخر من مناظرته مع القس سواجارت، حيث بدأ القس سواجارت المناظرة بمقدمة وقال: "وأريد الآن أن أبدأ هذه الليلة، بعبارة من الكتاب المقدس أختلف أنا والسيد ديدات- حول صحتها- بصورة أو بأخرى، ولكنها من أعز الكلمات، إن لم تكن أعزها في كلمة الرب، إلى عالم المسيحية. 

وهي من إنجيل القديس يوحنا 3: 16: (لأنه هكذا أحب الله العالم، حتى إنه وهب ابنه المتفرد الوحيد). (يو 3: 16). 

مستر ديدات: ابنه المتفرد الوحيد The only begotten son وسوف أستخدم هذا النص أساسًا أنطلق منه إلى حديث قصير سأحاول طرحه هذه الليلة، وأرجو أن نحني هاماتنا جميعاً سائلين الرب أن يبارك عملنا هذا الذي نقوم به " (المناظرة بين وسواجارت وديدات، ص20-21. ) 

البساطة والوضوح: تميز أسلوب الشيخ ديدات بالبساطة والوضوح وهما ميزتان مهمتان اتسم بهما أسلوبه الحواري، منذ بداية عمله في الحوار الإسلامي مع غير المسلمين، ولازمه هذا الأمر في جميع مراحل عمله الدعوي، وكان يراعي حال المخاطبين حوله ومن يحاول التأثير فيهم بحواراته ومناظراته، وهو ما جعله يحافظ على نسقه المتميز بالبساطة والوضوح(الشيخ أحمد ديدات ومنهجه في الحوار والدعوة وأهم مجالاته التطبيقية الممكنة، 541/1 )، ومثال على ذلك عندما تم سؤاله بما يلي: "إذن ما العمل في ظل هذا الواقع العصيب"؟ 

الأستاذ ديدات: 

أحد موقفين إما أن نجتهد وأن ندعو إلى الإسلام ونتمسك بإسلامنا. 

أو نقف مكتوفي الأيدي كما هو الحال الآن لكي يحولونا إلى النصرانية، ونحن أصحاب الحق والدين الذي يجب أن يظهر وينتشر "هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ" (سورة التوبة (33). 

عن أي دين النصرانية اليهودية البوذية الهندوكية، الشيوعية، هو الدين الذي يجب أن يهيمن على كل من سواه"(بين الإنجيل والقرآن (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء)، ص9 ) 

وأيضا ذكر المترجم علي الجوهري في كتاب مناظرتان في استكهولم للشيخ ديدات معقباً على أسلوب الشيخ: 

أولًا: يتضح من هذه المناظرة في استوكهولم الأسلوب الهادئ الرصين الذي يغلب على أداء العلامة أحمد ديدات بينما يلجأ الطرف الآخر إلى الانفعال، والمبالغة في الإلقاء في محاولة يائسة للتأثير على الجماهير. 

ثانيا: يتضح من المناظرة الأسلوب العلمي الذي يتبعه العلامة أحمد ديدات، لم يلقِ أي ادعاء جزافًا، بل قدم بين يدي أي ادعاء ما يثبت صحته من نصوص كان يحدد موضعها بدقة اعتمادًا على الذاكرة. 


من خلال متابعتي لمحاورات الشيخ ديدات ومناظراته، لاحظت هاتين السمتين بارزتين في أسلوبه الحواري، فكان منطلقا في كلامه، بسيط العبارات، عظيمة المعاني. واضحة المعالم من غير تكلف أو ابتذال، وكأن الكلام ينزل من فيه مجرى الماء بدون توقف. 

الأسلوب العصري في حواراته: الشيخ ديدات كان دائما يحاول جاهدًا إلى مجاراة عصره والارتقاء بأسلوبه ودعوته إلى مستوى الإمكانات العصرية المتوفرة في وقته، وكان يقوم بتوظيف كافة الإمكانات المتوفرة في سبيل وصول رسالته إلى العالم كافة لخدمة الدين الإسلامي الحنيف، وكان يقوم بتطوير نشاطه لأجل الوصول إلى هدفه المنشود، وليسهل عليه إقناع محاوريه بأسلوب عصري يتواءم واحتياجات أهل عصره واستخدام الأجهزة المرئية والمسموعة ونشر الكتب وترجمتها إلى لغات عدة. 

البعد عن التطرف ونبذ العنف: من خلال استقراء وملاحظة أسلوب الشيخ ديدات في عمله الإسلامي أنه كان ينبذ العنف ويعرض عن الإكراه، وكافة أنواع الضغوط والقسر والإجبار، وكان شعاره رحمه الله تعالى (لا إكراه في الدين)، وهذا ما عرف عنه أنه كان يدعو إلى السلم وكان ضد العنصرية، وكان الحوار سبيله إلى الدعوة، وكان يعتمد على الوسائل العلمية والتقنية الحديثة والوسائل الإعلامية.  

وقد أدرك رحمه الله تعالى وهو في مجتمع ذي أقلية مسلمة في مجتمع غير مسلم، أنه يجب ألا يقع تناقض بين الدين والوطن، لأنه لو حصل التناقض فمرده إلى عواقب وخيمة ومخاطر تنجم عنه قلاقل وخوف حول إمكانية الاستمرار في العمل الإسلامي والدعوي، حيث تتقلص فرص الحرية الدينية وإمكانية الاستمرار في العبادة والطاعات ومما يؤدي ذلك التناقض إلى انعدام فرص الحوار والدعوة. وحيث إن الوطن الذي يستطيع الإنسان أن يعيش عليها، فإنها تستحق الموت لأجلها، ولكن الدولة التي لا تستطيع عبادة الله عليها بحرية، ولا تستطيع تأدية فرائض دينك فحري بك الهجرة عنها. 

كما حدث للمسلمين عندما هاجروا من مكة المكرمة إلى الحبشة فرارا بدينهم، والحوار الذي دار بين المسلمين وملكها حول نبوة عيسى ومريم العذراء. 

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: حيث سخر الشيخ ديدات كل جهوده إلى تطبيق هذه القاعدة القرآنية تطبيقا عملياً جديًا جلياً، من خلال أنشطته وعمله في مجال الدعوة الإسلامية، وقد قام بإنشاء المركز الدولي للدعوة الإسلامية في جنوب إفريقيا والتي ستكون منارة للهداية وللدعوة إلى الإسلام.

 يقول الشيخ أحمد ديدات في حديثه عن المركز الدولي للدعوة الإسلامية: "بدأنا المركز عام 1958م برصيد مالي مقداره ثلاث) جنيهات وخمس شلنات، ومن هذه البداية المتواضعة انطلقنا، وتوسعنا والحمد الله. ونحن حاليا نملك المبنى الذي به مقر المركز، وقد تخلصنا من كل الديون، واشترينا مبنى آخر سنجهزه بقاعة ضخمة للجمهور، ولدينا محلات ودكاكين كثيرة تدر علينا دخلًا وعائدا، وعملنا في تطور وتقدم. ونحن نتميز بأنواع خاصة من العمل والنشاط، فنحن نستغل مسجد) الجمعة بديربان لجذب الزوار، ولذلك فإننا نعلن عن مسجد) الجمعة بديربان في النشرات السياحية التي توزع على السياح، حيث نقول: زوروا أكبر مساجد النصف الجنوبي للكرة الأرضية، وإذا رغبتم في جولة سياحية مجانية مصحوبة بمرشد سياحي، اتصل برقم (3060026) كان هذا رقم تليفوننا القديم، ولقد اعتاد الناس على الاتصال بنا وزيارتنا، والسبب هو أن السائح لا يعرف الفرق بين المسجد والمعبد، فبالنسبة للسياح هما لفظان مترادفان لشيء واحد، وحينما يأتون فإننا نشرح لهم ما يرونه ويلمسونه، ونزودهم بالمطبوعات والمواد الإسلامية مجانا. إن أحد أنشطتنا الرئيسية التي نقوم بها هو توزيع مطبوعاتنا وكتبنا، وشرح الإسلام ومخاطبة الناس في كل القطر، من خلال المحاضرات حول الموضوعات المختلفة لنحث المسلمين على تنشيط الدعوة الإسلامية، ولنشد من عضدهم في مواجهة التبشير المسيحي، ولنمكنهم من التصدي لهم وشرح الإسلام والتعريف به". 

الجدية وصرامة الالتزام بالوقار: يتمتع الشيخ ديدات بحضور قوي وجدية وهيبة ووقار، وكان صارماً في عمله الإسلامي، وكان شخصيته القوية تعكس الجدية والصرامة في ميادين الحياة وعمله الإسلامي في الحوار والدعوة. 

ذات مرة بينما هو في مداخلة حساسة في أحد المؤتمرات الإسلامية إذ تفجر الحضور بالضحك مما حدا به إلى العصف هاتفا بجدية وصرامة، حيث قال: "لا داعي للضحك فليس هناك ما يدعو للضحك لو عرفتم ماذا يفعل هؤلاء، هذه هي المشكلة  مع المسلم فإنه يأخذ الأمور الخطيرة وكأنها نكت، وبسبب ذلك نهزم دائما . 

وهكذا لاحظت من خلال متابعتي لمناظراته حيث يكون جادا في كلامه صارما لا يضحك ولا يستهزئ أبدًا، إنما يمزح أحيانًا إذا اقتضى الأمر ذلك، حيث إنه بأسلوبه هذه حياتي، سيرتي ومسيرتي، ص 21. 2 الشيخ أحمد ديدات ومنهجه في الحوار والدعوة وأهم مجالاته التطبيقية الممكنة، 545/1. 

الصارم والجاد يعطي انطباعًا لدى الطرف الآخر أنه جدي في كلامه ولا يقبل منه التهرب وصارم في حديثه ولا يقبل منه التصنع. 

الصدق في القول والإخلاص في العمل: إن الإسلام يأمرنا بالصدق في كل أفعالنا وأقوالنا، وهو أساس العمل الدعوي والإسلامي، وقد كان الشيخ ديدات في عمله الإسلامي صادقاً عميق الصدق في أقواله وأفعاله، وكان مخلصًا ومحباً لعمله ورسالته، فكان يقتدي بالصادق الأمين صلى الله عليه وسلّم في تعامله مع غير المسلمين، وسخر جل جهوده لتنبيه المسلمين وتحفيزهم للعمل بإخلاص في كل مناحي الحياة وخصوصا الدعوة الإسلامية، حيث ضرب أروع الأمثلة في الصدق والإخلاص في مجال الدعوة الإسلامية، وخير دليل على ذلك الإذن بحقوق نشر منشوراته للجميع، حيث كان هدفه من هذا العمل لكل من يجهل حقيقة الدعوة إلى الحق، وأيضًا تركه لوظيفته في سبيل الدعوة. وقام بإنشاء مؤسسات دعوية لخدمة دعوته ورسالته، وكان ينتقل من بلد لبلد لكي يقيم الحجة على غير المسلمين ولكي يثبت المسلمين، وقام بتوزيع ما يقارن العشرين مليون نسخة من رسائله وأشرطته المرئية والمسموعة، وما يقارب الأربعمائة ألف نسخة من ترجمة معاني كتاب الله تعالى من خلال المركز العالمي للدعوة الإسلامية، ولم يتوقف عن الدعوة حتى وهو طريح الفراش لمدة عشر سنوات تقريباً نتيجة المرض الذي ألم به إلى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى رحمه الله تعالى . 

طابع النزوع إلى المقارنة: اعتمد الشيخ ديدات على المنهج الحواري المقارن كثيرًا على غلب على مجمل أسلوبه وعمله الإسلامي، فكان يعمد إلى إجراء إحصائيات وكشوفات مقارنة بين ما يقوم به الدعاة المسلمين والمنصرين وما يبذلونه من جهد كل في سبيل ما يؤمن به. وكان يورد المقارنات في حواراته ويوازن بينها في نطاق القضايا التي يطرحها في تلك المناظرات والحوارات

 مثال 1: كان يعمد إلى إجراء عمليات إحصائية لبعض الألفاظ العقدية التي وردت في الإنجيل، مقارنة بين تكرار لفظ "ابن الإنسان" كنية عيسى المسيح عليه السلام ولفظ "ابن الله" فكانت النتيجة [38] مرة ذكرت لفظة "ابن الإنسان" مقابل [13] مرة ذكرت لفظة "ابن الله ". 

مثال :2 المقارنات الإحصائية، مثل المقارنة بين تكرار اسم عيسى عليه السلام وذكر اسم محمد عليه الصلاة والسلام فكانت النتيجة اسم عيسى عليه السلام ذكر [25] مرة وذكر اسم محمد عليه الصلاة والسلام [5] مرة.

مسلكه عملي أكثر من كونه خطاباً نظرياً: كان الشيخ ديدات يعتمد على الجانب العملي في نشاطه الدعوي أكثر من الاعتماد على الأقوال والأفكار النظرية، وهذا ما نشاطه الدعوي، فضلا عن قلة صلته بالثقافة الإسلامية، ولكن شغفه العظيم بممارسة الدعوة دفعه إلى تعويض هذا النقص بالعمل في مجال الدعوة، وبسبب عمله المخلص واندفاعه ونشاطه وهمته العالية جاءت شهرته ونجاحه في مجال الدعوة، وجعلته محل احترام وإشادة وتقدير. 

وكما هو ملاحظ بأن الشيخ ديدات كان متخصصًا في مقارنة الأديان وخصوصاً الديانة النصرانية، حيث اطلع على جميع الأناجيل الموجودة، بكافة طبعتها الجديدة والقديمة، وكان حريصا على قراءتها والتمعن فيها والمقارنة بينها، فوجد فيها الكثير من الفروقات والاختلافات والتي وصلت حدّ حذف الكثير منها والزيادة أحيانًا، وقد حرص الشيخ ديدات على التعمق في عقائد النصرانية، وأخذ يطلع على جميع فيها، إلى أن حفظها وتمكن منها، فكان حجة على النصارى في محاورتهم ومناظرتهم ودحض افتراءاتهم. 

كما نرى في مناظراته المشهورة مع القس جيمي سواجارت والقس أنيس شروش وغيرهما، فكان يقارن ما هو موجود في كتبهم وما هو موجود في القرآن الكريم، كان رحمه الله تعالى سيفًا من سيوف الله على أعداء الإسلام. 

قرآنية المسلك العام: حفظ الشيخ ديدات القرآن الكريم منذ نعومة أظفاره، واستطاع توظيف القرآن الكريم في كل محاوراته ومناظراته، لذلك ترى أن للقرآن الكريم تأثيرا عليه، حيث تركز جُل عمله الإسلامي ومضمون حواراته ومناظراته على الجانب العقدي والأخلاق وذلك اقتداء بالقرآن الكريم، وأهم ما يميزه أنه كان يجيب على كثير من التساؤلات والاستفسارات التي يلقيها عليه جمهور المستمعين له من القرآن الكريم، حيث اتخذ الشيخ ديدات القرآن الكريم مسلكًا ومنهجًا في كل حواراته، وقد اتخذه منطلقا يعتمد عليه في جميع قضاياه الدعوية والحوارية، فكان القرآن الكريم الجوهر الأساس لعمله الإسلامي، وقد أكثر من الاستدلالات الواضحة والصريحة من القرآن فجاءت ردوده مفحمة ومسكتة لكل محاوريه، وقد قام بنشر أعداد هائلة من ترجمات معاني القرآن الكريم باللغة الإنجليزية في كل الأرجاء، وقد استنبط من الآيات القرآنية مقولات قد صاغها بطريقة تجذب بقوة نحو القرآن الكريم، وكان القرآن الكريم رفيقه في كل حواراته ومناظراته، وكان القرآن الكريم يعلو فوق كل الرؤوس، وهذا ما جعل البعض يلقبونه بخادم القرآن الكريم لكثرة اعتماده عليه في كل أعماله الإسلامية، منها استمد وانتقى منهجه العام ومسلكه الخاص، فكان بحق خادما للقرآن الكريم. 

التآزر بغير المسلم في خدمة الإسلام والمسلمين: كان الشيخ ديدات أحيانًا يستغل غير المسلمين في سبيل تحقيق مصلحة أو دعم لقضية من القضايا الإسلامية، وكان يستثمر ويستغل ممكن كان لهم قوة ونفوذ في مجال الدفاع عن القضايا الإنسانية العادلة، كما فعل مع النائب الأمريكي بول فندلي عندما تعاون معه في عقد مؤتمر ليكشف حقيقة القضية الفلسطينية، وفضح أفعال وأعمال الصهاينة المنتهكة واعتداءاتهم الدموية بحق الشعب الفلسطيني. كما قام بنشر وترجمة بحث قام به أستاذ الفلسفة في جامعات الهند وهو الدكتور رام كرشنة راو عن الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام، وقد حاول الدكتور رام کرشنة راو أن يكون محايدًا في مؤلفه، فقام بعرض فضائل الرسول صلّى الله عليه وسلّم وردّ على بعض الشبهات التي أثارها المستشرقون والحاقدون حول الرسول صلى الله عليه وسلّم، وهو كتاب صغير يعرض الكثير من المواقف والجوانب الهامة في حياة الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام، ويستخلص الكثير من العبر من مسيرة النبي  صلى الله عليه وسلّم ويكشف عن جوانب من شخصية النبي عليه الصلاة والسلام باعتباره المثال الأسمى والقدوة الأعظم للعالمين (2 أحمد ديدات، محمد (صلى الله عليه وسلم) المثال الأسمى، ترجمة: محمد مختار، سنة 1992م. )

الإيمان بجدوى الحوار والدعوة إليه : كان الشيخ ديدات يثق ثقة تامة في فاعلية وجدوى الحوار منذ أن دخل هذا المجال الذي تهيأ له وأعد العدة ومارسه بكل علم بمختلف جوانبه وأساليبه وفنونه، وكان يدعو دائما إلى استمرارية العمل الدعوي والحواري. 

وكان يستدل دائما بالمقولة: أقول إن قدر الإسلام هو أن يلحق الهزيمة بكل إيديولوجية عن طريق الفكر(الشيخ أحمد ديدات ومنهجه في الحوار والدعوة وأهم مجالاته التطبيقية الممكنة، 133/1 ). واتخذها مسلكًا له ومارس الحوار والعدة بكل فنونه وأخلص النصح فيه والتمسك به، وفي ذلك يقول: (في هذه المعركة المستمرة مع اليهود ومع النصارى، نحن نحارب ضدهم بالفكر وهذا ما يطلبه منا، أن نخوض هذه المعركة الفكرية، وهو يعدنا ويقول ليظهره على الدين كله.... سواء كانت اليهودية أو المسيحية أو الهندوسية أو الشيوعية وأي معتقدات أخرى، فالإسلام سيعلوها جميعًا.... ويسحقها جميعًا). ومما لا شك فيه أن الشيخ ديدات كان أن الناس لديهم عقول لها القدرة على تمييز الحق من الباطل، وكان القرآن الكريم بمثابة البوصلة التي يهتدي بها، فكانت الدعوة القرآنية عاملا مشجعا له للتفرغ لهذا العمل بكل نشاطاته وجوانبه المختلفة. وقد تهيأ لهذا العمل وكوّن شخصية حوارية من خلال المنهج الذي سار عليه ورسمه وأعد نفسه إعدادًا ذاتيا، وكان يستعد أتم الاستعداد للحوار، وحفظ الكتاب المقدس تقريباً، وكان يستشهد بنصوص من الكتاب المقدس من حفظه وذاكرته ويوردها بدقة متناهية مواطنها وأماكنها وضبطها بالأرقام في الكتاب المقدس.

في مناظرة العصر مع الدكتور أنيس شروش، قال أحد المستمعين: "إنجيل يوحنا بالأصحاح الرابع عشر" فقال له الشيخ ديدات أين في الأصحاح الرابع عشر، فردّ عليه قائلًا: "أنا هو الطريق والحق والحياة" فكرر الشيخ ما قاله وصححها له بأنها في الأصحاح العاشر الجملة الثلاثين. 

فأقره المستمع بالتصحيح، وصفق له الحضور على مقدرته على حفظه للكتاب المقدس. 

وقرأ أيضًا من ذاكرته نصًا من الإنجيل: "أنا والأب واحد" (يوحنا 10: 30)

كان الشيخ ديدات يمتلك ذاكرة قوية ومقدرة على الحفظ، وذلك لإخلاصه وحبه لدعوته واستعداده القوي وعزمه على إيصال هذه الدعوة لكل الناس، لإعلاء كلمة الله تعالى. 

الفصل بين الحوار والدعوة: إنّ الدارس لفكر الشيخ ديدات وعمله الإسلامي سواء الحوارية أو الدعوية، فإنه ومن خلال الإمعان والتدقيق سيلاحظ بأنّ الشيخ ديدات يفرق في بين الحوار والدعوة، حيث إنه من خلال عمله الحواري يحاول الوصول إلى عمق العقيدة التي يؤمن بها خصمه ليدك بها بينان عقيدته ويبين بطلانها ويقنعه بفسادها، وكشف الحقيقة له وللآخرين دون التطرق إلى البديل الإسلامي وحيث إنه يركز في حواراته على إثبات بطلان عقيدة خصمه وإقناعه، ولكنك تجده خارج العمل الحواري لا ينفك يقوم بالدعوة بأعلى مستوى وبكافة الإمكانات والوسائل المتاحة. 

وحيث نرى بأن نشاطه الحواري منفصل عن نشاطه الدعوي، دون تقصير في أي منهما، ففي نشاطه الحواري لا يختلف اثنان على صدقه وإخلاصه وإتقانه لهذا الفن، ومما لاشك فيه بأن الحوار والدعوة عند الشيخ يكملان بعضهما البعض، ولا يمكن غض النظر عن المؤسسة الإسلامية التي أنشأها الشيخ ديدات والتي منها انطلق نشاطه الدعوي والمؤطر بمؤسسة تنظيمية تهتم بدراسة وتخطيط وتوجيه وتنظيم العمل الدعوي للشيخ ديدات، وإن هذا الطابع المؤسسي المنظم له تأثير كبير على قيمة وقوة ونشاط وتنظيم هذا العمل الإسلامي، والذي امتد عمله لما بعد ديدات، واستمر هذا العمل الدعوي على الدرب الذي رسمه وخطط له الشيخ ديدات رحمه الله تعالى. 

ويظهر في عمله الإسلامي مبادراته بالحوار أو بالدعوة فكان كثير التنقل بين الأماكن المختلفة في العالم وذلك لتأدية واجبه الإسلامي وأداء الرسالة القرآنية في سبيل الدعوة إلى الله تعالى، وكانت غالب رحلاته ومبادراته الحوارية والدعوية تحمل في طياتها الترغيب من خلال توزيع مطبوعات إسلامية وخدمات مجانية لكل المدعوين، وكان نسخا كثيرة من ترجمات معاني القرآن الكريم، ويقول الشيخ ديدات: إن أحد أنشطتنا الرئيسية في مركزنا هو توزيع المطبوعات والمنشورات والكتب، ونقوم بشرح واف للدين الإسلامي وذلك من خلال المحاضرات المختلفة، وأيضًا حثّ المسلمين على القيام بواجب الدعوة إلى الله تعالى، وكان للمركز طاقم متكامل للقيام بواجب المركز، نذكر واحدا منهم وهو يتحدث عن مهمته في المركز، اسمي عبد الرحمن مهمتي هي اصطحاب السياح في جوالة إلى أحد المساجد، وأقوم بشرح كل ما يتعلق بهذه الزيارة. وكان مركزه الإسلامي يقوم بتلبية كافة الطلبات الواردة إليه من مختلف البلدان في العالم بهدف الحصول على كتبه وأشرطته الحوارية، وكان الشيخ ديدات صاحب همة عالية وكان يتنقل في مختلف مناطق العالم بهدف إيصال صوته ورسالته الإسلامية، فكان مثال الداعية الحق والصادق رحمه الله تعالى. 

ظاهرة ابتكار المصطلحات الخاصة : قام الشيخ بابتداع مصطلحات خاصة تحمل معاني جديدة، وهذا دليل على قوة اطلاع الشيخ ديدات وسعة ثقافته وإلمامه بعلوم الأديان ومقارنتها، وقد استخدمها الشيخ ديدات في حواراته ومناظراته نذكر بعضًا منها باعتبارها كثيرة: 

-أ- العهد الأخير: والمقصود به في المعنى الخاص القرآن الكريم، وبالمعنى العام الدين الإسلامي، ويريد بذلك إثارة مسامع أهل الكتاب لهذا المصطلح القريب منهم، ولما له من سحر على مسامعهم ونفوسهم باعتباره مصطلحا ليس بغريب منهم وهو مصطلح قريب مما لديهم كالعهد القديم والعهد الجديد. 

ب- البرمجة: وتعني عملية تغذية العقل والفكر بأفكار ومعتقدات خاطئة، قد تؤدي إلى اتخاذ مواقف قد تكون غير موضوعية أو غير واعية ومدركة لمختلف القضايا والأفكار والمعتقدات دون دراسة متمكنة أو معمقة ودون تحري صحة ووضوح الفكرة الواردة. 

ت- كتاب البرقيات الإعجازية: ويقصد به القرآن الكريم وذلك للفت نظر الإعلاميين والصحافة أثناء لقاءاته بهم .

ث- مرض الافتتان بالخسة والعار: والمقصود منه الافتخار بالعيوب والفضائح والمجاهرة بالمعصية إن صح التعبير، كما فعل الحواريون حين سلموا اليسوع وهربوا، حين أقبل المتآمرون إليهم لأخذ يسوع وإدانته وصلبه على حسب زعمهم، وهل هناك وضاعة وحقارة أكثر من هذا؟! 

ج- انتصار الإسلام: والمقصود به الوعد الذي وعده الله تعالى في القرآن الكريم بانتصار الدين الإسلامي وإظهاره على الدين كله رغم أنف الحاقدين والمتآمرين والمعارضين والمعاندين لهذا الدين الحنيف، فكان لهذا المصطلح وقع في نفس الشيخ ديدات ومان يستخدمه كثيرا تفاؤلا وتبشيرا بانتصار الدين الإسلامي وعودته إلى ما كان عليه في عهد الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم وصحابته الله الكرام رضي عنهم. 

ح- المحمديون: ولفظ استشراقي لا يجوز تداوله لذلك كان الشيخ ديدات متحفظًا من لفظه، وكان يرفضه بشدة ولا يقبل به ويقول في ذلك: "إن الغربي خبير في اختراع الأسماء، إن الرجل الأبيض يصف نفسه بأنه لأنه يعبد المسيح، وهو يسمي من يعبد بوذا بالبوذي، وبنفس المنطق فإنه يسمي المسلم محمدي لافتراضه أن أي المسلم يعبد محمدا، ولكن حقيقة الأمر أنه لا أتي امرئ من الألف مليون مسلم في العالم يفعل ذلك". وهذا يدلّ على فطنته وحذقه الشديد في التعامل مع غير المسلمين والانتباه إلى كل كلمة يقولونها.

الآداب الرفيعة والأخلاقيات الإسلامية السامية: كان الشيخ يتمتع بالعديد من الصفات الحسنة والأخلاق الطيبة، انعكست على عمله الإسلامي ونشاطه الدعوي وتشكلت بذلك السمات الأساسية لمنهجه بشكل عام في الحوار والدعوة، فقد غلب على طبعه التواضع، ورغم صلابة مواقفه الحوارية، إلا أنه كان متواضعا والتي هي جزء من شخصيته والتي انعكست على منهجه بشكل عام، وهو ما جعله يؤمن بأن التواضع هو ما يرفع شأن صاحبه عند الله تعالى، فيكون أهلا للتوفيق والنجاح، ومن أقواله: (إن التواضع صفة تأسر اللب)، وكان رحمه الله تعالى صبورا جلدًا في خدمة الدين الإسلامي، رغم ما كان يتلقاه من رسائل تهديد من كثير من الفئات الدينية في العالم، ولكنه بتواضعه ورحابة صدره يلتمس لهم أعذارا باعتبارها من طبيعة العمل التي سخر نفسه لها، ويتجلى صبره من خلال التزامه بطبيعة عمله كداعية، ويظهر الأدب في مجمل نشاطه الإسلامي ومن خلال تسامحه مع من يناظرهم ويحاورهم، كما فعل مع الدكتور أنيس شروش حينما تنازل عن دوره وحقه في الحديث أولًا، حيث كان الدكتور شروش يلح أن يتحدث أولا ومع ذلك جاءت القرعة لصالح الشيخ ديدات فما كان منه إلا أن تنازل لمناظره وهذا من رفيع أدبه وأخلاقه الحميدة، وكان الأدب ديدنه في حواراته وكلما مر بشيء قد يكون مفاجئًا للجمهور كان يخبرهم وينبههم لتخفيف الصدمة عنهم بما هو غير متوقع، وكان منصفا وعادلًا مع خصومه، وكان يخلق جوا من التناغم والألفة بين الحضور بهدف استمالتهم والنفاذ إلى صميم أعماقهم للتأثير فيهم ومحاولة هدايتهم واقناعهم بصدق مبتغاه ورسالته. 

الخاتمة 

بعد جهد متواضع من إخراج هذا البحث بهذا الشكل البسيط أرجو من الله يوفقني فيه وأن يكون عملا مقبولا، لما رأيت فيه من إنصاف أن نعطي هذا الشيخ الجليل حقه في التحدث عنه بصفحات طوال لما له من تأثير في مجال الدعوة والحوار، ونحن كطلبة حوار أديان وحضارات وبعد أن سلكنا هذا الطريق والذي نرجو الله أن يوفقنا فيه أن نتبع سنن الأنبياء والرسل عليهم صلوات الله وسلامه في الدعوة والحوار وبكل من من الله عليهم وسلكوا هذا الطريق ونقف في وجه أعداء الامة ونظهر هذا الدين كما امرنا الله تعالى، وفي نهاية هذا البحث المتواضع هذا عرض لبعض الآراء في الشيخ أحمد ديدات رحمه الله تعالى: 

يقول الداعية المعاصر محمد الغزالي عن الشيخ ديدات: (والمناظر الأول وهو الشيخ أحمد ديدات رجل يشبه العقاد في غزارة اطلاعه وطول باعه، وقوة عارضته، وسرعة بديهته)، ويقول الأستاذ محمود غنيم وهو من المترجمين المعجبين بالشيخ ديدات: والأستاذ أحمد ديدات الذي درس الكتب المقدسة القديمة دراسة وافية يقدم لنا منهجًا علمياً راقياً في مجادلة أهل الكتاب، فهو يناقشهم فيما يؤمنون به ولا يستطيعون إنكاره، ثم هو بعد ذلك يستخدم المنطق العقلي الرصين الذي لا يسع أي منصف راغب في الوصول إلى الحق غير متحامل ولا مكابر إلا أن يتفق معه ويخطو إلى جانبه في طريق الحقيقة المجردة إلى الهدى)، ويقول الأستاذ إبراهيم خليل أحمد والذي قام بترجمة كتب مهم للشيخ ديدات (هل الكتاب المقدس كلام الله؟): (وكأنني على موعد مع الداعية الإسلامي أحمد ديات، وشاء الله أن أجد بيم يدي كتيباته، يتصدى بها مواجهيه المبشرين بالحجج والأدلة الحاسمة من كتبهم ومقدساتهم، فما أن تناولت هذه الكتيبات إلا ولمست أنه يعبر عما يخالجني من فكر ومنهج أستطيع أن أدعو إلى سبيل الله بإذنه وتوفيقه على بصيرة في رحلتي المرتقبة بين العواصم الثلاث، باريس، بروكسل، جنيف، بمشيئة الله). 

المصادر والمراجع 

1. بين الإنجيل والقرآن (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء) لأحمد ديدات، مكتبة ديدات ،1 ترجمة وتعليق محمد محتار المختار الإسلامي للنشر. 

2. الشيخ أحمد ديدات ومنهجه في الحوار والدعوة وأهم مجالاته التطبيقية الممكنة للطالب حمزة مصطفى ميغا، منشورات كلية الدعوة الإسلامية، ط1، 2005 

.3. محمد (ص) المثال الأسمى لأحمد ديدات ترجمة: محمد مختار، سنة 1992م. 

4. مناظرات أحمد ديدات مع أهل الكتاب لرضوان جمال الأطرش، مجلة الكلية الإسلامية الجامعة الجامعة الإسلامية، ع 50، 2018م. 

5. مناظرة العصر بين العلامة أحمد ديدات والقس الدكتور أنيس شروش بقاعة ألبرت بلندن، نقله إلى العربية: علي الجوهري، دار الفضيلة. 

6. المناظرة بين وسواجارت وديدات مكتبة ديدات ،29، أحمد ديدات، ترجمة وتعليق رمضان الصفناوي، المختار الإسلامي للنشر والتصدير. 

7. مناظرتان في استكهولم بين داعية العصر: أحمد ديدات وكبير قساوسة السويد: استانلي شوبيرج، نقله إلى العربية: علي الجوهري، دار الفضيلة. 

8. منهج الأستاذ أحمد ديدات رحمه الله في الدعوة إلى الله لأحمد بن سليمان علي موسى، بحث تكميلي لنيل درجة الماجستير في الدعوة، كلية العلوم الإسلامية، 2016-2015 

9. هذه حياتي، سيرتي ومسيرتي، أحمد ديدات، أعد للنشر: أشرف محمد الوحش .10 وارتحل الفارس أحمد ديدات ومضات من حياته وشيء من عوامل نجاحه، فيصل بن علي البعداني مجلة البيان العدد 216 الناشر : المنتدى الإسلامي، 2005م. 


مواضيع ذات صلة
إسهام علماء الهندية, تراجم العلماء,

إرسال تعليق

0 تعليقات