الدراسة مأخوذ من : المجلة البعث الإسلامي
العدد: الرابع ذو القعدة ، ذو الحجة ١٤٢١ هـ، يناير -فبراير ٢٠٠١
بقلم : الأستاذ محمد يوسف (المحاضر في القسم العربي، جامعة داكا - بنغلاديش)
تلطق " مقدمة ابن خلدون" على المجلد الأول من المجلدات السبعة ، التي يتألف منها كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوى السلطان الأكبر، ويشتمل هذا المجلد على ما يلي :
أولاً : خطبة الكتاب أو ديباجته ، وتقع في نحو سبع صفحات (۱) ،
وقد ذكر المؤلف ابن خلدون بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسول الله بحوث المؤرخين من قبله ، وذكر طوائفهم ووجوه النقص في بحوثهم ، وأشار إلى الأسباب التي دعته إلى تأليف الكتاب كله كتاب العبر) ، وبين طريقته وأقسامه وختم هذه الديباجة بإهداء نسخة عن الكتاب إلى أمير المؤمنين أبي الفارس عبد العزيز بن أبي الحسن المريني ، وهي النسخة التي أتم تحريرها عصر ، وبعث بها إلى السلطان أبي الفارس عبد العزيز بن أبي الحسن حوالي سنة / ۷۹۹هـ (۲) .
ثانياً : المقدمة في فضل التاريخ وتحقيق مذاهبه والإلماع لما يعرض للمؤرخين بين المغالط والأوهام ، وذكر شئ من أسبابها وتقع في نحو ثلاثين صفحة وعنوانها نفسه موضح لما تشتمل عليه (۳) .
ثالثاً : الكتاب الأول من الكتب الثلاثة ، هو المعروف المسمى :" مقدمة ابن خلدون في طبيعة العمران في الخليقة ، وما يعرض فيها من البدو والحضر والتغلب والكسب والمعاش والصنائع والعلوم ونحوها ، وما لذلك من العلل والأسباب ، ويقع في نحو ستمائة وخمسين صفحة ، ويشتمل على ما يأتي :
١- تمهيد يقع في نحو سبع صفحات (٤) ، تكلم فيه كذلك عن التاريخ وموضوعه وأسباب الخطأ في رواية حوادثه ، والأسباب التي دعته إلى البحث الذي يتضمنه هذا الكتاب الأول من مؤلفه ، وبين البحوث السنة الرئيسية التي يشتمل عليها هذا الكتاب وموضوع كل بحث .
٢- ستة بحوث رئيسية سميتها أبواباً تدرس ظواهر الاجتماع للإنسان الذي هو موضوع مقدمة ابن خلدون ، وهي :
الباب الأول : في العمران البشري على الحملة ، وفيه ست مقدمات : المقدمة الأولى في أن الاجتماع الإنساني ضروري ، والثانية إلى الخامسة ، في بحوث جغرافية ، وأثر البيئة الجغرافية في ألوان البشر وأخلاقهم ، وطرق معاشهم ، والمقدمة السادسة في الوحي والرؤيا ، وفي أضاف المدركين للغيب من البشر والفطرة أو الرياضة ، وفي حقيقة النبوة والرؤيا والكهانة والعرافين (٥)
الباب الثاني : في العمران البدوي والأمم الوحشية والقبائل ، وما يعرض في ذلك من الأحوال ، وفيه تسعة وعشرون فصلاً عرعياً (٦) ، و تعرض الفصول ، والعشرة الأول من هذا الباب الشعوب البدوية ونشأتها ، وبعض شؤنها الاجتماعية أو أصول المدنيات ، وتعرض الفصول التسعة عشر الأخيرة طائفة من نظم الحكم والسياسة المتعلقة بالشعوب البدوية وغيرها ، ويقع هذا الباب الثاني كله في نحو أربعين صفحة .
الباب الثالث : في الدول العامة والملك والخلافة و المراتب السلطانية ، وفيه أربعه وثلاثون فصلاً فرعياً بحسب طبعة البيان للمقدمة تدور جميعها حول نظم الحكم وشئون السياسة ، ويقع هذا الباب كله في نحو مأتي صفحة .
الباب الرابع : في البلدان والأمصار وسائر العمران ، ويشتمل على اثنين وعشرين فصلاً فرعياً تعرض نشأة المدن والأمصار ومواطن التجمع الإنساني، وما تمتاز به المدن عن غيرها من مختلف الوجوه العمرانية و الاجتماعية والاقتصادية واللغوية ، ويقع هذا الباب في نحو أربعين صفحة (1) . الباب الخامس : في المعاش و وجوهه من الكسب والصنائع ، وما يعرض في ذلك كله من الأحوال ، ويشتمل على ثلاثة وثلاثين فصلاً فرعياً ويقع في نحو / ٥٠ صفحة (١٠) .
الباب السادس : في العلوم وأصنافها والتعليم وطرقه ، وسائر وجوهه ، وما يعرض في ذلك كله من الأحوال ، ويشتمل على واحد وستين فصلاً فرعياً ، تعرض مختلف فروع العلوم والفنون والأدب ، ونظم التربية والتعليم .. وما إلى ذلك ، ويقع هذا الباب في نحو / ۲۲۰ صفحة (۱۱)
موضوع مقدمة ابن خلدون : إن واقعات العمران البشري أو أحوال الاجتماع الإنساني ، هي الظواهر الاجتماعية وموضوع المقدمة ، وتنقسم هذه الظواهر أقساماً متعددة باعتبارات مختلفة ، منها النظم العائلية التي تتعلق بشئون الأسرة وتنسيق العلاقات التي تربط أفرادها بعضهم ببعض ، وتربطهم بغيرهم وتحدد حقوق كل منهم وواجباته ، وذلك كنظم الزواج والطلاق والقرابة والميراث .. وما إلى ذلك
ومنها النظم السياسية التي تتعلق بشئون الحكم والدولة ، وتنسيق سلطاتها وتحديد اختصاصات كل سلطة منها وحقوقها و واجباتها وصلتها بالسلطات الأخرى وبالأفراد والعلاقات التي تربط الدولة بما عداها .. وهلم جرا (۱۲) .
ومنها النظم الاقتصادية التي تتجه إلى شئون الثروة في المجتمع وتحدد طرائق إنتاجها وتداولها وتوزيعها واستهلاكها وما يتصل بذلك ، ومنها النظم القضائية التي تشرف على شئون المسؤلية والجزاء وإجراءات
0 تعليقات
أكتُبْ تعليقا