
بقلم: يونس الجناتي
شاعر من الهند، ومحاضر في المدارس العربية
نَسِّقۡ كَلَامَكَ بِالۡأَوۡزَانِ تَنۡسِيقَا | وَسَيۡلَ شِعۡرِكَ دَفِّقۡ فِيهِ تَدۡفِيقَا |
وَامۡدَحۡ حَمِيمَ حَبِيبِ اللّٰهِ صَاحِبَهُ | وَأَوَّلَ النَّاسِ إِيمَانًا وَتَصۡدِيقَا |
هٰذَا أَبُو بَكۡرٍ الصِّدِّيقُ سَيِّدُنَا | وَأَفۡضَلُ الۡخَلۡقِ بَعۡدَ الرُّسۡلِ تَحۡقِيقَا |
هٰذَا لَصَاحِبُ خَيۡرِ الۡخَلۡقِ وَثَّقَهُ | فِي سُورَةِ التَّوۡبَةِ الۡقُرۡآنُ تَوۡثِيقَا (١) |
كَذَاكَ فِي اللَّيۡلِ (٢) إِثۡنَاءٌ عَلَيۡهِ أَتَی | فَكَانَ بِالۡجِيلِ بَعۡدَ الۡجِيلِ مَنۡطُوقَا |
جَاءَتۡ أَحَادِيثُ تَحۡكِي عَنۡ مَنَاقِبِهٖ | يَكۡفِي لَهُ ذَاكَ تَفۡضِيلًا وَتَفۡوِيقَا |
كُلٌّ أَقَرَّ بِأَنَّ الۡأَفۡضَلِيَّةَ لِلـ | صِّدِّيقِ عَدُّوهُ صَدۡرًا ثُمَّ فَارُوقَا |
كَمۡ مِنۡ وَقَائِعَ أَبۡدَتۡ أَوَّلِيَّتَهُ | فِي الۡجَاهِ وَالۡقَدۡرِ تَبۡيِينًا وَتَدۡقِيقَا |
جِوَارُ خَيۡرِ الۡوَرَی طِوَالَ هِجۡرَتِهٖ | فَيَا لَهُ عِزَّةً عُظۡمَی وَتَوۡفِيقَا |
كَذَاكَ نَاقَتُهُ أَيۡضًا مُفَضَّلَةٌ | بِصُحۡبَةِ الۡمُصۡطَفَی قَدۡ فَاقَتِ النُّوقَا |
يَا سَاعَةً إِذۡ هُمَا فِي الۡغَارِ عَظَّمَهَا | لَدۡغٌ وَدَمۡعٌ وَتَطۡبِيقُ الدَّوَا رِيقَا |
رِيقُ النَّبِيِّ دَوَاءً سِيطَ مِنۡ دَمِهٖ | أَعۡظِمۡ بِذٰلِكَ تَطۡبِيبًا وَتَطۡبِيقَا |
حَتَّی وَلَوۡ كَانَ فِي غَارٍ مَبِيتُهُمَا | مَا خَالَ ضَغۡطًا وَلَا زَحۡمًا وَلَا ضِيقَا |
لَمۡ يُعۡطَ مِنۡ صُحۡبَةٍ فَوۡقَ الثَّرَی أَحَدٌ | مَا كَانَ سَيِّدُنَا الصِّدِّيقُ مَرۡزُوقَا |
لَكَانَ أَسۡبَقَهُمۡ لِلۡخَيۡرِ أَسۡرَعَهُمۡ | فَلَمۡ يَكُنۡ قَطُّ فِي الۡخَيۡرَاتِ مَسۡبُوقَا |
وَكَانَ مَوۡقِفَهُ التَّصۡدِيقُ أَوَّلَهُ | كَأَنَّهُ أَنۡهَلَ الۡمُخۡتَارَ تَرۡيِيقَا |
لَوۡ قَالَ خَيۡرُ الۡوَرَی شَيۡئًا لَصَدَّقَهُ | دُونَ ارۡتِيَابٍ فَهُمۡ سَمَّوۡهُ صِدِّيقَا |
تَبۡدُو شَجَاعَتُهُ حِينَ الۡخِلَافَةِ إِذۡ | أَضۡحَی يُمَزّقُ مَنۡعَ الۡفَرۡضِ تَمۡزِيقَا (٣) |
فَذَاكَ هِمَّتُهُ يَبۡدُو لَهَا شَرَرٌ | يُحَرِّقُ الرِّدَّةَ الۡمُلۡغَاةَ تَحۡرِيقَا |
فَرَفۡرَفَتۡ رَايَةُ الۡإِسۡلَامِ فِي يَدِهٖ | وَرَنَّقَتۡ فِي مَعَالِي الۡجَوِّ تَرۡنِيقَا |
وَكَانَ أَغۡضَبَهُمۡ فِي اللّٰهِ أَثۡبَتَهُمۡ | فِي دِينِ خَالِقِنَا مَا خَافَ مَخۡلُوقَا |
وَكَانَ أَحۡكَمَ جِدًّا فِي إِمَارَتِهٖ | وَكَانَ أَحۡوَطَ تَسۡدِيدًا وَتَحۡدِيقَا |
وَكَانَ فِي الۡقَوۡمِ أَنۡدَاهُمۡ كَأَنَّ لَهُ | بَابًا بِذِي حَاجَةٍ فِي النَّاسِ مَطۡرُوقَا |
وَأَنۡفَقَ الۡمَالَ فِي وَجۡهِ الۡإِلٰهِ فَلَمۡ | يَبۡخَلۡ وَلَمۡ يَخۡشَ بِالۡإِنۡفَاقِ تَضۡيِيقَا |
وَكَانَ مِثۡلَ شَقِيقٍ لِلنَّبِيِّ (٤) فَلَا | شَيۡءٌ غَدَا بَيۡنَ مَحۡبُوبَيۡنِ تَفۡرِيقَا |
ذَاكَ الۡوِدَادُ إِلَی الۡفِرۡدَوۡسِ مُتَّصِلٌ | كَمَوۡثِقٍ عَقۡدُهُ يَعۡلُو الۡمَوَاثِيقَا |
وَذَاكَ مَحۡضُ وِدَادٍ لَمۡ يَجِدۡ قَلَمِي | لَفۡظًا يَخُطُّ عَلَی ذَا الۡحُبِّ تَعۡلِيقَا |
الهوامش
(١) إذ قال سبحانه وتعالی: ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إنّ اللّه معنا. فعبّر عن أبي بكر بقوله لصاحبه أي صاحب رسول الله ﷺ.
(٢) يعني في سورة الليل. يقول سبحانه وتعالی: وسيجنّبها الأتقی، الذي يؤتي ماله يتزكّی، وما لأحد عنده من نعمة تجزی، إلّا ابتغاء وجه ربّه الأعلی، ولسوف يرضی. وقد ذكر المفسّرون أنّ هذه الآيات نزلت في أبي بكر الصديق رضي اللّه عنه.
(٣) منع الفرض يعني منع الزكاة.
(٤) أي مثل أخ شقيق.
0 تعليقات
أكتُبْ تعليقا