ادعمنا بالإعجاب

الْقَصِيدَةُ المُضَرِيَّةُ شرحٌ وتعليقٌ

الْمِنْحَةُ الْمَرْضِيَّةُ في حلِّ أَلفاظ الْقَصِيدَةِ المُضَرِيَّة في الصلاة على خير البريّة للإمام عاشق الرسول  العلامة شرف الدين أبي عبد الله   محمد بن سعيد البوصيري المالكي الشاذلي رحمه الله

حلّل ألفاظها وحقّقها

محمد عرفات عبيد الله الحسنوي، وانميل

ترجمة موجزة للإمام شرف الدين أبي عبد الله محمد بن سعيد الصنهاجي البوصيري المالكي الشاذلي رحمه الله تعالى

اسمه وكنيته:ـ

هو الإمام الصوفي ، والشاعر الأديب ، سيدي شرف الدين أبو عبد الله محمد بن سعيد حماد بن محسن الصنهاجي البوصيري المالكي الشاذلي، والبوصيري نسبة إلى بلدته أبو صير بين الفيوم وبني سويف بصعيد مصرـ

مولده ونشأته:ـ

ولد رحمه الله تعالى في أول شهر شوال عام 608 ه الموافق مارس 1213رومي ببلدة دلاص، حيث نشأت أمه، وشب في أبو صير، وكان منها أبوه، ولذلك انتسب إليها فصار يعرف ب”البوصيري”، وينتمي أسلافه إلى فرع من قبيلة صنهاجه من بلاد الغرب، وقد نزحوا منها لمصر واستقروا بهاـ

انتقل رحمه الله تعالى من بلدته أبو صير في صباه واستقر بالقاهرة، وقد كان رحمه الله تعالى فقيرا، ولكنه كان يحسن الكتابة وله خط جميل، فاشتعل فترة في كتابة شواهد القبور، ثم التحق بوظيفة كاتب للحسابات بمدينة بلبيس بالشرقية، وهناك أمضى بضع سنوات في الوظيفة، ولكنه لاقى منها الكثير من المتاعب، وقد صور بعض ما رآه فيها من انحرافات و وشايات واستغلال للسلطة في بعض أشعاره، وقد غادر رحمه الله تعالى الشرقية عائدا إلى القاهرة، وافتتح بالقاهرة كتابا لتعليم الأطفال، ولكنه عانى أيضا في هذا الكتاب وسطر هذا في شعره أيضا، وقصد أخيرا الإسكندرية واستوطن بها حتى آخر حياته، وقد عاصر في حياته عددا من سلاطين المماليك كالظاهر بيبرس ـ

دراسته:ـ  تلقى رحمه الله تعالى في زيارته الأولى للقاهرة بعض العلوم الشرعية واللغوية في أحد مساجدها الصغيرة،وفي الإسكندرية تعرف رحمه الله تعالى على شيخ الإسكندرية وعالمها الجليل السيد عباس المرسي الشاذلي رحمه الله تعالى ، ولازمه وأقبل على طريقته الصوفية وتتلمذ على يديه صحبة الإمام ابن على يديه صحبة الإمام ابن عطاء الله السكندري رحمه الله تعالى ـ

مؤلفاته:ـ

انكب رحمه الله تعالى على قراءة السيرة النبوية الشريفة، ومعرفة أخبار ومواقف الرسول الكريم صلى الله عليه وآله و سلم، ثم انطلق ينشد العديد من القصائد المميزة ، والتي تجلى فيها حبه لسيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ومن ذلك قصيدته "الكواكب الدرية في مدح خير البرية"الشهيرة ب البردة، ويروي أنه سماها ب"البردة"لأنه كان مريضا بالفالج فرأى النبي صلى الله عليه وآله وسلام وقد حنا عليه وغطاه ببردته أو عباءته فشفي بعدها وبرأ من مرضه ـ

وله رحمه الله تعالى القصيدة الهمزية، والتي لاتقل في روعتها عن "البردة"، ويقول يها: ــ

كيف ترقى رقيّك الأنبياء          يا  سمـــــاء ما طاولتها  سماء

وقد عارض رحمه الله تعالى قصيدة “ بانت سعاد” لكعب بن زهير رضي الله عنه، ومن أبياتها :ـ

إلى متى أنت باللذات مشغول         وأنت عن كل ما قدمت مسؤول

في كل يوم ترجّي أن تتوب غدا        وعقد عزمك بالتسويف محلــــــــــول

وله رحمه الله تعالى  أيضا القصيدة " المضرية في الصلاة على خير البرية" والقصيدة "المحمدية" ولامية في الرد على اليهود والنصارى بعنوان"المخرج والمردود على النصارى واليهود"، وقد ترك رحمه الله تعالى إرثا قيما  للأجيال اللاحقة، تمثل في عدد كبير من القصائد، والتي ضمها الديوان الشعري ـ

وفاته: ـ

توفي رحمه الله تعالى بالإسكندرية عام 694ه الموافق 1295رومي ، ودفن بجوار مسجد شيخه الإمام أبي العباس المرسي رحمه الله تعالى ـ رحمه الله رحمة واسعة، وألحقنا به، ونفعنا ببركاته وأسراره ، اللهم آمين

المقدمة

 بسم الله الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي تفضل علينا برسوله وحبيبه محمد أفضل الهداة إلى سبيله وأمرنا بتوقيره وبره و تبجيله وفرض علينا محبته بما جاء في تنزيله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين اللائقان بمقامه وتكريمه، ورضي الله عن صحابته وأتباعه وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

إن "القصيدة المضرية في الصلاة على خير البرية" ألفها الإمام الصوفي عاشق الرسول شرف الدين أبو عبد الله محمد بن سعيد البوصيري المالكي الشاذلي رحمه الله تعالى صاحب "البردة" الشريفة، صارت مثالا جليا في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد انكب عليه الفطاحل الحذقة شرحا و توصيفا، ولكن ما وصل أعمالهم الممدوحة  إلينا إلا في صور المخطوطات، و ليس هنا في الإنترنت أي كتاب مرقوم بالحاسوبات، وذلك إما لعدم اعتناء من يهتم بمثلها أو لعدم وجدان استعداداتها المعاصرة لطبعها ونشرها.

 فأردت أن أوضح الألفاظ الصعبة والجملات المعقدة في القصيدة المذكورة بمطالعة الشروح المخطوطة المنشورة عبر الإنترنت والمعاجم القديمة الغالية في اللغة العربية خاصة  شرح القصيدة " الطلعة البدرية في شرح القصيدة المضرية" للشيخ عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني النابلسي الدمشقي الحنفي رحمه الله (1050هــ - 1143هــ).

وكذا ان لهذه القصيدة شروح مخطوطة عديدة أخرى، منها :

  • شرح القصيدة المضرية

للإمام أبي عبد الله محمد بن الطيب الصميلي الشرقي الفاسي رحمه الله (1110هــ -1170هــ)، صاحب كتاب" الرحلة الحجازية". 

  • فتح رب البرية بشرح القصيدة المضرية

للشيخ أحمد بن علي السندوبي المصري رحمه الله (1029هــ-1097هـ)

و قد اعتمدت خاصة على شرح الطلعة البدرية للشيخ النابلسي رحمه الله تعالى المذكور فيما قبل، لتوضيح مدلولات المعاني ومطالبها خاصة في الجمل التي يستغرق الإمام رحمه الله في بحر العشق والمحبة بها و يصل إلى غاية الخضوع والتضرع و التي تشعر بقليل من  التعقيد المعنوي للقارئين كما هو عادة الأشعار،

فلن أوجه لمثل هذه المحنة إلا بعد أوان احتفال "إنشاد" في رحاب المجمع تذكارا لأخينا المرحوم صالح غفر الله له وجعله ذخرا لأبويه وحفظا في الآخرة، آمين، حتى احتاج الطلاب لشرح يحل ألفاظ القصيدة بتوضيح المراد والمعاني، فما وجدوا إلا شروحا مخطوطة في الإنترنت، فحثّني الله عز وجل لتصنيف تحليل مختصر للقصيدة ، الذي يمكن الطلاب إفادته للفهم العاجل للمعاني مختصرا، فحاولته محاولة تعنى به، متوسلا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأكملت بفضل الله وبكرمه تحليلا لألفاظها مختصرا بحمد الله سبحانه وتعالى ولا أزعم كماليتها وتماميتها قط،  ولكن أريد بها الفضل والثواب من الله المرسل رسوله محبوبا للعالمين ومعشوقا، من استفادة حافظي القصيدة وقارئيها بها تحليلا وتفهيما.

 وسميته بالمنحة المرضية لما منحني الله الباري سبحانه وتعالى هذه الفرصة السانحة لخدمة الطلاب العاشقين الخالصين، والمرضية آتيت به لفظا مجانسا نوع القلب بديعيا للفظ المضرية، ورتبت القصيدة كما يستعملها  اهل العرب راتبيا في اليوم كاليمانيين والعراقيين والمغربيين وأهل مصر وأهل الحجاز المعاصرين السّنيين ونحوهم، مختلفا من المخطوطات القديمة لأنها غير مرتبة  أبياتها ، وقد ضاعت منها ابيات التي هي في غيرها موجودة و نحو ذلك من المشاكلات، ووجدت أن عدد أبيات القصيدة التي يداومها أهل العرب من أهل السنة أكثر من عدد الأبيات التي صنفت فيها الشروح القادمة ، وعرفت أن راتيبهم قد نالوا من مشائخهم مشافهات وأماليا حسب تتابع الدهور، فأردت أن أختاره للتحليل حسب إرشادات الأساتيذ حفظهم الله.

وقد سعيت غاية السعي والجهد لتحليل الألفاظ الصعبة عادة للطلاب فقط، ولا أريد بذلك شرحا مفصلا للقصيدة، فالمحتاج إليه ليطالعْ الشروح المذكورة من قبل،ولكن أردت إشارات راجحة إلى عميق شروحها، فيفهمها أي عاقل حذق ذي ذوق سليم في مثل هذه المدائح النبيوية،  وقد ضممت في التحليل اختلافات في النسخ  المختلفة في بعض ألفاظ القصيدة، فأولا أشكر شكرا جزيلا لمديري اتحاد طلبة المجمع و لأساتيذي العظام  ولأحبائي الكرام ،  و  جعل الله هذا العمل زادا وحرزا لي في الآخرة بحق سيد المرسلين ومحبوب رب العالمين، والله المستعان وعليه التكلان والحمد لله رب العالمين.

محمد عرفات عبيد الله، وانميل

نادابرم، كالكوت

الباحث في قسم اللغة العربية وآدابها، جامعة دار الهدى الإسلامية، مالابرم، كيرالا

القصيدة المضريّة قي الصلاة على خير البرية

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الإمام البوصيري رحمه الله:

يَا رَبِّ صَلِّ على الْمُخْتَارِ مِن مُضَرٍ (1) وَ الأنبيَا وجَميعِ الرُّسْلِ مَا ذُكِرُوا

فأما قوله مُضَرٍ بضم الميم وفتح الضاد المعجمة والتنوين هو أبو قبيلة قريش اسمه مضر بن نزار، من آباء النبي صلى الله عليه وسلم، وقوله مَا ذُكِرُوا أي مدة تذكارهم.

وَصَلِّ رَبِّ عَلَى الهَادِي وَ شِيــــعَتِهِ  (2) وَصَحْبِهِ مَنْ لِطَيِّ الدِّينِ قَدْ نَشَرُوا

وقوله شِيعَتِهِ : شيعة الرجل، بالكسر: أتباعه وأنصاره، وقوله لِطَيِّ الدِّينِ أي لنشره وقوله نَشَرُوا أي ساروا في الدعوة لله.

وَجَاهَدُوا مَـــــــــعَهُ في اللهِ وَ اجْتَهَدُوا (3) وَ هَاجَرُوا وَلَــــــــــــهُ آوَوْا وَ قَدْ نَصَرُوا

وقوله آوَوْا مراده رحموا ورقّوا له صلى الله عليه وسلم

وَبَيَّنُوا الْفَرْضَ و الْمَسْنُونَ وَاعْتَصَبُوا (4) لِلّهِ وَاعْتَصَمُـــــــــــــوا بِاللهِ فَـــــــانْتَصَرُوا

وقوله اعْتَصَبُوا لله أي صاروا عصبة متحدة، وقوله اعْتَصَمُوا بالله مأخوذ من الآية "واعتصموا بحبل الله جميعا" أي أمسكوا بأيديهم و اعتصموا بالله أي امتنعوا بلطفه من المعصية، والمراد أنهم استمسكوا بعناية الله وهدايته من كل سوء (النابلسي).

أَزْكَى صَلاةٍ وَأَنْماهَــــــــــــــــــا وَأَشْـــــرَفَهَا (5) يُعَطِّرُ الْكَوْنَ رَيًّا نَشْرُهَا  الْعَــــــــــــــــــــطِرُ

وقوله أَزكىَ من الزكاء وهو النماء والزيادة، يقال زكا الزرع والأرض، وقوله أَنمْىَ أفعل تفضيل أي أكثر نموّا،وقوله الكَونَ أي جميع العالم،وقوله رَيًّا أي تنعما من روي ويقال روي الشجر أي اخضرّ و تنعم،وقوله العَطِرُ أي الطيب.

 مَعْبُوقَةً بِعَبِيقِ  المِسْكِ زَاكِيَـــــــــــــــــــــــةً (6) مِنْ طِيبِهَا أَرَجُ الرِّضْوَانِ يَنْتَشِـــــــــــــــــــــــــــرُ

وقوله مَعْبوقَةً من عبِق عباقة، عبق الطيب به أي لزق به، وعبق المكان بالطيب أي انتشرت رائحةالطيب فيه ومنها لفظ عبيق، وقوله زَاكِيَةً أي نامية، وقوله أَرَجُ هو توهج ريح الطيب وفيحه، وقوله الرِّضْوان بمعنى الرضى وفي قول الجنة.

عَدَّ الحَصَى وَ الثَّرَى وَ الرَّمْلِ يَتْبَعُهَا (7) نَجْمُ السَّمَا و نَبَاتُ الأَرضِ والمــَدَرُ

وقوله عَدَّ وهو مصدر عدّ من العدد، والثَّرَى بمعنى التراب، و المَدَرُ قِطع الطين وهو جمع مَدَرَة مثل قصَب وقصبة، وفي قول بعضهم هو الطين العلك الذي لا يخالطه رمل (النابلسي).

وَعَدَّ وَزْنِ مَثَــــــــاقِيلِ الجبالِ كـــــــــــــــــمَا  (8) يَلِيــــــــــــــــــــهِ  قَطْرُ جَمِيعِ المــــَاءِ والمـــــــَـــــــــــــــطَرُ

وقوله مَثَاقِيل أي جمع مثقال مأخود من الأية "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره" وهو ما يوزن به قليلا كان أو كثيرا وهو اسم آلة ويقال مثقال الشيء أي وزنه أو ميزانه.

وَعَدَّ مَا حَوَتِ الأَشْجَارُ مِنْ وَرَقٍ (9) وَ كُلِّ حَرْفٍ غَدَا يُتْلَى وَ يَسْتَطِـــــــرُ

وقوله حَوَت أي اشتملت و غَدَا بمعنى صار وفي قول غدا أي كل ما يذهبه الإنسان غدوا ويتلو حرفا أو يَسْتَطِرُ وهو بمعنى يكتب.

وَ الْوَحْشِ وَ الطَّيْرِ  وَ الأَسْماكِ مَعْ نَعَمٍ (10) يَلِيهِمُ  الجِــــــــــنُّ والأَمْلاَكُ والبَشَرُ

وقوله نَعَمٍ وهو لفظ عام للابل والبقر والغنم.

وَالذَّرُّ  وَالنَّمْلُ مَعْ جَمْعِ الحُبُوبِ كَذَا (11) وَالشَّعرُ والصُّوفُ وَالأَرْيَاشُ وَالْوَبَرُ

وقوله الذَّرُّ هو جزء متناء في الصغر، ويقال لها أيضا الجوهر الفرد(ATOM)،والأَرْيَاشُ جمع ريش، و الصوف والوبر والشعر ألفاظ مترادفة .

وَمَا أَحاطَ بِهِ العِلمُ المــُحِيــــــــــــــطُ وَمَا (12) جرَى بِهِ القَلَمُ المأْمُورُ  والقَــــــــــــــــــدَرُ

وقوله العِلْمُ المُحِيطُ  هو علم الله تعالى القديم والقلم المأمور قلم الله عزوجلّ.

وَعَدَّ نَعْمَائِـــــــــكَ  اللَّاتِي مَنَنْتَ بِهَــــــــا (13) عَلَى الخلائِقِ مُذْ كَانُوا ومُذْ حُشِرُوا

وقوله نَعْمَائك بمعنى أنعُمِك من نعمة ومَنَنْتَ بمعنى أنعَمْتَ، وقوله مُذْ حُشِرُوا اعتبارا بمايكون أو استعمال الفعل الماضي لبيان المستقبل وهو حشرهم الله تعالى  في يوم القيامة وعبر عن المستقبل بالماضي لتحقق الوقوع، وفي قول جمعوا بأن جمعتهم الدنيا بالإيجاد من عدمهم الأصلي (النابلسي).

وَعَدَّ مِقْدارِهِ السَّامي الذي شَرُفَـــــــتْ (14) بِهِ النَّبِيُّونَ وَ الأَمْلاكُ وافْتَخَرُوا

وقوله مِقْدَارِهِ أي بمعنى القدر وهو الحرمة والوقار.

وَعَدَّ مَا كَانَ فِي الأَكْوَانِ يَا سَنَدِي (15) وَمَا يَكُونُ إِلى أن تُبْعَثَ الصُّوَرُ

وقوله إِلَى أَنْ تُبْعَثَ الصُّوَرُ وهو يوم القيامة تبعث الصورأي سائر الأشياء التي لها صورة، فيه ذواتا وصفاتاوأحوالا (النابلسي).

فِي كُلِّ طَرْفَةِ عَيْنٍ يَطْرِفُونَ بِهَــــــــــــــا (16) أَهلُ السَّماواتِ والأَرْضِينَ أوْ يَذَرُوا

وقوله طَرْفة عَينٍ أي حركة العين و يَذَرُوا بمعنى يتركونها بأن لم يحركوها.

مِلْءَ السَّماواتِ والأَرضينَ مَعْ جَبَلٍ (17) وَالفَرْشِ والعَرشِ وَالكُرْسِي ومَاحَصَرُوا

وقوله والفَرْشِ أي الفضاء الواسع من الأرض أو الصغار من الشجر والحطب والإبل.

مَا أَعْدَمَ اللهُ مَوجودا وأَوْجَدَ مَعْـــــ (18) ـــــــــدُومًا صَلاةً دَوامًا لَيْسَ تَنْحَصِـــــــــــــــــرُ

فأما قوله من "ما أعدم الله موجودا وأوجد معدوما " جملة معترضة، وقوله ليس تَنْحَصِرُ أي لا تُحصى ولا تحصر.

تَسْتَغْرِقُ العَدَّ مَعْ جَمْعِ الدُّهُورِ كَمَا (19) تُحِيطُ بِالحَدِّ لا تُبْقِــــــــــــــــي وَلاَ تَذَرُ

وقوله تَستَغْرِقُ العدّ أي تستوعب جميع الأعداد، وقوله تُحِيطُ بِالحَدِّ أي تستغرق الصلاة حتى وصول حدود كل شيء من غير ترك وإبقاء أي شيء.

لاَ غَايَةً وانْتِــــــــــهَاءً  يَا عَظِــــــيـــــــــمُ لَهَا (20) وَلاَ لها أَمَــــــــــــــــدٌ يُقْضَى فَيُعْـــــــــــــتَبَــــــــــــرُ

وقوله لا لها أَمَدٌ أي لا غاية لها ويقال بلغ أمدَهُ بمعنى بلغ غايته.

وَعَدَّ أَضْعَافِ مَا قَدْ  مَرَّ مِنْ عَدَدٍ (21) مَعْ ضِعْفِ أضْعافِهِ يَا مَنْ لَهُ القَدَرُ

وقوله أَضْعَافِ مضاف إليه  جمع ضِعف بكسر الضاد المعجمة وسكوت العين ، قال في المصباح ضعف الشيء أي مثله وضعفاه  أي مثلاه وأضعافه أي أمثاله وقال الإمام خليل بن أحمد الفراهيدي رحمه الله التضعيف هو أن يزاد على أصل الشيء فيجعل مثليه وأكثر وكذلك الأضعاف والمضاعفة( النابلسي).

كَمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَى سيِّدِي وكَمَا (22) أَمَرْتَنَا أَنْ نُصَلِّي أَنتَ مُقْتَــــــــــــــــــــــــدِرُ

مَعَ السّلامِ كَمَا قَدْ مَرَّ مِنْ عَدَدٍ (23) رَبِّي وَ ضاعِفْهُمَا و الفَضْلُ مُنْتَشِرُ

وقوله مُنْتشرٌ أي واسع.

وَ كُلُّ ذلك مَضْرُوبٌ بِحَقِّكَ فِي (24) أَنْفَاسِ خَلْقِكَ إِنْ قَلُّوا وَ إِنْ كَثُرُوا

وقوله وَكُلُّ ذَلِكَ أي جميع ما ذكر من أول القصيدة إلى هنا على حسب العادة والمضاعفات، وقوله مَضْرُوبٌ إخبار حسابي (MULTIPLE)وقوله أَنْفَاسِ خَلْقِكَ أي جمع نَفَس وهو نسيم الهواء يجتلبه البدن إلى باطنه.

يَا رَبِّ وَاغْفِرْ لِقَارِيهَا وَ سَامِعِهَا (25) وَ المــُسْلِمِينَ جَمِيعًا أَيْنَمَا حَضَـــــــــــــــــــرُوا

وقوله لِقَارِيهَا أي لقارئها خففت الهمزة ياء للبيت.

وَ والِدينَا وأَهْلِينَا وَ جِيـــــــــــــــــــــــــرَتِنَا (26) وَ كُلُّنَا سَيِّــــــــــــــــــدِي لِلْعَفْوِ مُفْتَقِـــــــــــــــــــرُ

وقوله جِيرَتِنَا هو جمع جار ، و مُفْتَقِرُ أي محتاج.

و قَدْ أَتَيْتُ ذُنُوبًا لا عِدَادَ لــــــــــــــــــَهَا (27) لَكِنَّ عَفْوَكَ لاَ يُبْقِي ولا يَــــــــــــذَرُ

والهَمُّ عَنْ كُلِّ مَا أَبْغِيهِ أَشْغَلَنِي (28) وَ قَد أَتى خاضعا والقلبُ مُنْكَسِــــــــــــرُ

وقوله ما أَبْغِيهِ أي ما أشتاقه وأطلبه، و مُنكَسِرُ أي متواضع.

أَرْجُوكَ يَا رَبِّ في الدَّارينِ تَرْحَمُنَا (29) بِجَـــــــــــــــاهِ مَنْ في يديهِ سَبَّحَ الحَجَــــــــــرُ

وبين فيها معجزة النبي صلى الله عليه سلم التي سبح الحجر في يديه الشريفة.

يَا رَبِّ أَعْظِمْ لَنَا أَجْـــــــرًا وَمَغْفِرَةً (30) فَإِنَّ جُـــــــــودَكَ بَحْــــرٌ لَيسَ يَنْحَصِــــــــــــــــــــــــــرُ

وَاقْضِ دُيُونًا لَها الأَخْلاقُ ضائِقَةٌ (31) و فَرِّجِ الكَرْبَ عَنَّا أَنْتَ مُقْتَـــــــــــــــــــدِرُ

وقوله ضَائِقَةٌ أي ضيقة و ذات ضيق و مشقة، وقوله مُقْتَدِرُ هو اسم من أسماء الله الحسنى.

وَكُنْ لَطِيفًا  بِنَا   في كُـــــــــــــــــــــلِّ نَازِلَةٍ (32) لُطْفًا جَمِيــــــــــلاً  بِهِ الأَهْوَالُ تَنْحَسِــــــــــــــــرُ

وقوله نَازِلَة أي حادثة ومصيبة في الدنيا، وقوله تَنْحَسِرُ بمعنى تنكشف وتزول.

بِالمــُصْطَفَى المــُجْتَبَى خَيْرِ الأَنَامِ وَ مَنْ (33) جَلالةً نَزَلَــــــــــــــــــتْ فِي مَدحِهِ السُّوَرُ

وقوله المُجْتَبَى أي المختار من أسماء الحبيب صلى الله عليه وسلم، وقوله جَلَالَةً أي تكريما و تعظيما، وقوله السُّوَرُ أي جمع سورة يعني سورة القرآن.

ثُمَّ الصَّلاةُ عَلَى المـُخْتَارِ مَا طَلَعَتْ (34) شَمْسُ النَّهَارِ وَمَا قَدْ شَعْشَعَ القَمَرُ

وقوله شَعْشَعَ القَمَرُ أي تلألأ و نشر شعاعه ولمع.

ثُمَّ الرِّضا عَـــــــــــــــــــــــنْ أبي بكرٍ خليفَتِهِ (35) مَنْ قَامَ مِنْ بَعْدِهِ لِلدينِ يَنْتَـــــــصِرُ

وَ عَنْ أَبِي حَفْصٍ الفَاروقِ صاحِبِهِ (36) مَنْ قَولُهُ الفَصْلُ فِي أَحْكَامِهِ عُمَرُ

وقوله الفَصْلُ أي من لا رأي لأحد بعد رأيه عزيما ، ويقال قولٌ فصلٌ أي حق ليس بباطل.

وجُدْ لِعُثْمانَ ذِي النُّورَينِ مَنْ كَمُلَتْ (37) لهُ المـَحاسِنُ فِي الدَّارَيْنِ والظَّفَرُ

وقوله الظفر بمعنى الفوز والنجاح.

كَــــــــــــــــــــــــذَا عَلِيٌّ مَعَ ابنيهِ وأُمّهمَا (38) أَهْلُ العَبَاءِ كَمَا قَد جَاءنا الخَبــــــــَــــــــرُ

وقوله أَهْلُ العَبَاءِ هم أهل الكساء الخمسة الذين غطاهم الرسول صلى الله عليه وسلم بعبائته ودعا لهم، وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وهم رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام، وبضعته الطاهرة فاطمة الزهراء، وزوجها الإمام علي ، وابناهما الحسن والحسين رضي الله عنهم.

كَذَا خَديجةٌ الكُبْرى الــــــــــــــتِي بَذَلَتْ (39) أَمْوَالَها لِرَسُــــــــــــــــــــــــــولِ الله يَنْتَصِرُ

وقوله بَذَلَتْ أي أنفقت مالها لرسول الله صلى الله عليه وسلام حتى قادت لانتصار الإسلام والنبي صلى الله عليه وسلم بين قبائل مكة.

و الطَّاهِراتُ نِسَاءُ المــُصْطفى وكذا (40) بَنَاتُهُ وَبَنُــــــــــــــــــــــوهُ كُلَّمَـــــــــا ذُكِرُوا

وقوله الطَّاهِراتُ أي أزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين رضي الله عنهنّ.

سَعْدٌ سَعِيدُ ابنُ عَوفٍ طَلْحَةٌ وأبو (41) عُبيدةٍ و زُبَيْرٌ سَـــــــــــــــــــــادَةٌ غُــــــــــــــــــــرَرٌ

وقوله غُرَر جمع غرة هي البياض في الجبهة ويقال غرّ محجلون لمن تضيء أعضاءهم يوم القيامة من إكثار الوضوء وإسباغه، وغرة كل شيء أوله، وقد سموا بذلك لكونهم العشرة المبشرة بالجنة رضوان الله عليهم.

 و حَمْزَةٌ وكذا العَبَّــــــــــــــــــــــــــاسُ سَيِّدُنَا (42) ونَجْلُهُ الحَبْرُ مَنْ زَالت بِهِ الغِيَــــــــــــــــــــرُ

 وقوله ونَجْلُهُ أي ولده وهو سيدنا عبد الله ابن عباس رضي الله عنه والحَبْرُ العالم الصالح ورئيس من رؤساء الدين لكونه رئيس المفسرين، وقوله من زالَتْ به الغِيَرُ أي زالت به الغير أي جمع غيرة بمعنى كراهة وغضب والمراد هدء به وبتحكيمه كثير من المشاكل وفي قول حوادث الدهر ونكباته.

والآلُ والصّحبُ والأَتْبَاعُ قَــــــاطِبَةً (43) مَا جَنَّ لَيْلُ الدَّيَاجِي أَوْ بَدَا السَحرُ

وقوله قَاطِبَةً أي جميعهم ، وجَنَّ بمعنى أظلم، و الدَّيَاجِي جمع دُجًى وهو جمع دُجْيَة بمعنى الظلمات، وبدَا بمعنى ظهر.

مَعَ الرِّضَى مِنْكَ فِي عَفْوٍ وَ عَافِيَةٍ (44) وحُسْنِ خَاتِمَةٍ إِنْ يَنْقَضِي العُمُرُ

وقوله ينقضي بمعنى ينتهي ويختم.

تم الكتاب بعون الله الوهاب

المصادر والمراجع:

            الطلعة البدرية في شرح القصيدة المضرية للشيخ عبد الغني النابلسي رحمه الله

            شرح القصيدة المضرية للشيخ ابن الطيب الشرقي الفاسي رحمه الله

            سير أعلام النبلاء لشمس الدين محمد أحمد بن عثمان الذهبي المتوفي سنة 748هـ

            المعجم المفصل في المترادفات في اللغة العربية للأستاذ مجيد طراد

            تاج العروس من جواهر القاموس للشيخ مرتضى الزبيدي رحمه الله

            مختارالصحاح للشيخ محمد بن أبي بكر الرازي رحمه الله

            القاموس المحيط لمجد الدين محمد الفيروزابادي رحمه الله

            المنجد في اللغة للويس معلوف اليسوعي

 


بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الإمام البوصيري رحمه الله

يَا رَبِّ صَلِّ على الْمُخْتَارِ مِن مُضَرٍ (1) وَ الأنبيَا وجَميعِ الرُّسْلِ مَا ذُكِرُوا

وَصَلِّ رَبِّ عَلَى الهَادِي وَ شِيــــعَتِهِ (2) وَصَحْبِهِ مَنْ لِطَيِّ الدِّينِ قَدْ نَشَرُوا

وَجَاهَدُوا مَـــــــــعَهُ في اللهِ وَ اجْتَهَدُوا (3) وَ هَاجَرُوا وَلَــــــــــــهُ آوَوْا وَ قَدْ نَصَرُوا

وَبَيَّنُوا الْفَرْضَ و الْمَسْنُونَ وَاعْتَصَبُوا (4) لِلّهِ وَاعْتَصَمُـــــــــــــوا بِاللهِ فَـــــــانْتَصَرُوا

أَزْكَى صَلاةٍ وَأَنْماهَــــــــــــــــــا وَأَشْـــــرَفَهَا (5) يُعَطِّرُ الْكَوْنَ رَيًّا نَشْرُهَا الْعَــــــــــــــــــــطِرُ

مَعْبُوقَةً بِعَبِيقِ المِسْكِ زَاكِيَـــــــــــــــــــةً (6) مِنْ طِيبِهَا أَرَجُ الرِّضْوَانِ يَنْتَشِـــــــــــــــــــــــرُ

عَدَّ الحَصَى وَ الثَّرَى وَ الرَّمْلِ يَتْبَعُهَا (7) نَجْمُ السَّمَا و نَبَاتُ الأَرضِ والمــَدَرُ

وَعَدَّ وَزْنِ مَثَــــــــاقِيلِ الجبالِ كــــــــــــمَا  (8) يَلِيــــــــهِ قَطْرُ جَمِيعِ المــــَاءِ والمـــــــَــــــــــــطَرُ

وَعَدَّ مَا حَوَتِ الأَشْجَارُ مِنْ وَرَقٍ (9) وَ كُلِّ حَرْفٍ غَدَا يُتْلَى وَ يَسْتَطِـــــــرُ

وَ الْوَحْشِ وَ الطَّيْرِ وَ الأَسْماكِ مَعْ نَعَمٍ (10) يَلِيهِمُ الجِــــــــــنُّ والأَمْلاَكُ والبَشَرُ

وَالذّرُّ وَالنَّمْلُ مَعْ جَمْعِ الحُبُوبِ كَذَا (11) وَالشَّعرُ والصُّوفُ وَالأَرْيَاشُ وَالْوَبَرُ

وَمَا أَحاطَ بِهِ العِلمُ المــُحِيــــــــــــــطُ وَمَا (12) جرَى بِهِ القَلَمُ المأْمُورُ والقَــــــــــــــــــدَرُ

وَعَدَّ نَعْمَائِـــــــكَ اللَّاتِي مَنَنْتَ بِهَــــــا (13) عَلَى الخلائِقِ مُذْ كَانُوا ومُذْ حُشِرُوا

وَعَدَّ مِقْدارِهِ السَّامي الذي شَرُفَـــــــتْ (14) بِهِ النَّبِيُّونَ وَ الأَمْلاكُ وافْتَخَرُوا

وَعَدَّ مَا كَانَ فِي الأَكْوَانِ يَا سَنَدِي (15) وَمَا يَكُونُ إِلى أن تُبْعَثَ الصُّوَرُ

فِي كُلِّ طَرْفَةِ عَيْنٍ يَطْرِفُونَ بِهَــــــــــــــا (16) أَهلُ السَّماواتِ والأَرْضِينَ أوْ يَذَرُوا

مِلْءَ السَّماواتِ والأَرضينَ مَعْ جَبَلٍ(17) وَالفَرْشِ والعَرشِ وَالكُرْسِي ومَاحَصَرُوا

مَا أَعْدَمَ اللهُ مَوجودا وأَوْجَدَ مَعْـــــ (18) ـــــــــدُومًا صَلاةً دَوامًا لَيْسَ تَنْحَصِــــــــــــرُ

تَسْتَغْرِقُ العَدَّ مَعْ جَمْعِ الدُّهُورِ كَمَا (19) تُحِيطُ بِالحَدِّ لا تُبْقِــــــــــــــــي وَلاَ تَذَرُ

لاَ غَايَةً وانْتِــــــــــهَاءً يَا عَظِــــــيــــمُ لَهَا (20) وَلاَ لها أَمَــــــــــــــــدٌ يُقْضَى فَيُعْـــــــــــــتَبَــــــــرُ

وَعَدَّ أَضْعَافِ مَا قَدْ  مَرَّ مِنْ عَدَدٍ (21) مَعْ ضِعْفِ أضْعافِهِ يَا مَنْ لَهُ القَدَرُ

كَمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَى سيِّدِي وكَمَا (22) أَمَرْتَنَا أَنْ نُصَلِّي أَنتَ مُقْتَــــــــــــــــــــــــدِرُ

مَعَ السّلامِ كَمَا قَدْ مَرَّ مِنْ عَدَدٍ (23) رَبِّي وَ ضاعِفْهُمَا و الفَضْلُ مُنْتَشِرُ

وَ كُلُّ ذلك مَضْرُوبٌ بِحَقِّكَ فِي (24) أَنْفَاسِ خَلْقِكَ إِنْ قَلُّوا وَ إِنْ كَثُرُوا

يَا رَبِّ وَاغْفِرْ لِقَارِيهَا وَ سَامِعِهَا (25) وَ المــُسْلِمِينَ جَمِيعًا أَيْنَمَا حَضَــــــــــــــــرُوا

وَ والِدينَا وأَهْلِينَا وَ جِيـــــــــــــــــــرَتِنَا (26) وَ كُلُّنَا سَيِّــــــــــــــــــدِي لِلْعَفْوِ مُفْتَقِـــــــــــــرُ

و قَدْ أَتَيْتُ ذُنُوبًا لا عِدَادَ لـــــــــــــــَهَا (27) لَكِنَّ عَفْوَكَ لاَ يُبْقِي ولا يَــــــــــــذَرُ

والهَمُّ عَنْ كُلِّ مَا أَبْغِيهِ أَشْغَلَنِي (28) وَ قَد أَتى خاضعا والقلبُ مُنْكَسِــــــــــــرُ

أَرْجُوكَ يَا رَبِّ في الدَّارينِ تَرْحَمُنَا (29) بِجَـــــــــــــــاهِ مَنْ في يديهِ سَبَّحَ الحَجَــــــــــرُ

يَا رَبِّ أَعْظِمْ لَنَا أَجْــــرًا وَمَغْفِرَةً (30) فَإِنَّ جُـــــــــودَكَ بَحْــــرٌ لَيسَ يَنْحَصِــــــــــــرُ

وَاقْضِ دُيُونًا لَها الأَخْلاقُ ضائِقَةٌ (31) و فَرِّجِ الكَرْبَ عَنَّا أَنْتَ مُقْتَـــــــــــــــــــدِرُ

وَكُنْ لَطِيفًا  بِنَا  في كُــــــــــــــــلِّ نَازِلَةٍ (32) لُطْفًا جَمِيــــــــــلاً بِهِ الأَهْوَالُ تَنْحَسِـــــــــــرُ

بِالمــُصْطَفَى المــُجْتَبَى خَيْرِ الأَنَامِ وَ مَنْ (33) جَلالةً نَزَلَــــــــــتْ فِي مَدحِهِ السُّوَرُ

ثُمَّ الصَّلاةُ عَلَى المـُخْتَارِ مَا طَلَعَتْ (34) شَمْسُ النَّهَارِ وَمَا قَدْ شَعْشَعَ القَمَرُ

ثُمَّ الرِّضا عَـــــــــــــــــــــــنْ أبي بكرٍ خليفَتِهِ (35) مَنْ قَامَ مِنْ بَعْدِهِ لِلدينِ يَنْتَـــــــصِرُ

وَ عَنْ أَبِي حَفْصٍ الفَاروقِ صاحِبِهِ (36) مَنْ قَولُهُ الفَصْلُ فِي أَحْكَامِهِ عُمَرُ

وجُدْ لِعُثْمانَ ذِي النُّورَينِ مَنْ كَمُلَتْ (37) لهُ المـَحاسِنُ فِي الدَّارَيْنِ والظَّفَرُ

كَــــــــــــــــــــــــذَا عَلِيٌّ مَعَ ابنيهِ وأُمّهمَا (38) أَهْلُ العَبَاءِ كَمَا قَد جَاءنا الخَبــــــــَــــــــرُ

كَذَا خَديجةٌ الكُبْرى الــــــــــــــتِي بَذَلَتْ (39) أَمْوَالَها لِرَسُــــــــــــــــــــــــــولِ الله يَنْتَصِرُ

و الطَّاهِراتُ نِسَاءُ المــُصْطفى وكذا (40) بَنَاتُهُ وَبَنُــــــــــــــــــــــوهُ كُلَّمَـــــــــا ذُكِرُوا

سَعْدٌ سَعِيدُ ابنُ عَوفٍ طَلْحَةٌ وأبو (41) عُبيدةٍ و زُبَيْرٌ سَــــــــــــــــادَةٌ غُــــــــــــــــــــرَرٌ

و حَمْزَةٌ وكذا العَبَّــــــــــــــــــــــــــاسُ سَيِّدُنَا (42) ونَجْلُهُ الحَبْرُ مَنْ زَالت بِهِ الغِيَـــــــــــــــــرُ

والآلُ والصّحبُ والأَتْبَاعُ قَــــــاطِبَةً (43) مَا جَنَّ لَيْلُ الدَّيَاجِي أَوْ بَدَا السَحرُ

مَعَ الرِّضَى مِنْكَ فِي عَفْوٍ وَ عَافِيَةٍ (44) وحُسْنِ خَاتِمَةٍ إِنْ يَنْقَضِي العُمُرُ

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

وصل اللهم وزد وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين.


BY,

MUHAMMED ARAFATH HASANAWI, VANIMAL



(PG SCHOLAR, DARUL HUDA ISLAMIC UNIVERSITY, CHEMMAD, MALAPPURAM

ARAFATHKP30@GMAIL.COM, 8590686068

 

 

 

 

 

 

 

مواضيع ذات صلة
الأشعار, الأماديح, دراسات أدبية,

إرسال تعليق

4 تعليقات

أكتُبْ تعليقا