ادعمنا بالإعجاب

تطوير اللغة العربية و آدابها في الهند

MD MOHASIN ALAM

PG scholar of DARUL HUDA ISLAMIC UNIVERSITY KERALA

Ph./ Whap: -  8167765108

GMAIL: MDMOHSINA68@GMAIL.COM

الملخص

كانت ظاهرة اللغة العربية في شبه القارة الهندية محور تاريخي وإنساني وثقافي وفكري ولغوي وأدبي وشعري، وتشكل مشهداً محترماً مفعماً بفاعليات ودلالات في العديد من قطاعات الفكر والثقافة في الأبعاد الكينونية والوظيفية والجمالية، حتى امتازت الهند عن البلاد الأعجمية والدول غير العربية بأعمال بارزة وجهود جبارة قام بها العلماء والباحثون الهنود في شتى مجالات عربية لإثراء اللغة العربية وآدابها في شبه القارة الهندية ، كما لعبت المدارس الإسلامية والمعاهد العلمية والمؤسسات والأكاديميات الأدبية دورًا أساسيًا في إنعاش هذه العلاقات، و هذا البحث سيتناول حول تنمية و ترقية اللغة العربية وآدابها على أفق بلاد الهند و سمائها بطرق شتىّ، مع معالجة جميع  الأنشطة و الأعمال و الإسهامات المرموقة لعلماء الهند لتطوير اللغة من حيث العلوم الدينية و الإنتاجات العربية في شبه القارة الهندية.

منهجية البحث: و انتهج الباحث في منهجية بحثه المنهج التعليمي و التوصيفي راجعا الى الكتب و الدراسات المكتوبة والمقالات اليومية، و لذا صارت هذه الورقة ذات مهة للدرس و البحث.

الكلمات المفتاحية:

اللغة العربية ،  الهند   ،  تطور ، إسهامات  ،  علماء الهند  ـ  الجامعات

المقدمة:

ما زالت، ولا تزال الهند تلعب دورا بارزا في تنمية وتطوير اللغة العربية وآدابها منذ طلوع نور الإسلام على أفق بلاد الهند وسمائها، وقام العلاماء الهنود بإسهامات كبرى في تنشئة النثر العربي عبر العصور والدهور. وهذه حقيقة ناصعة جلية واضحة لا يمكن الرفض والإنكار لمن أراد أن يقوم بمسؤولية البحث عن العلوم الدينية والإنتاجات العربية في شبه القارة الهندية.

انتشرت اللغة العربية في الهند مع انتشار الإسلام في ربوع الهند وأرجائها ويرجع الفضل إلى أولئك العرب الذين شرفوا بقدومهم أرض الهند، ونزلوا بها واستوطنوها. "وينص التاريخ على أن الإسلام وصل إلى الهند في القرن الأول الهجري، وكيرلا هي البقعة الأولى في الهند التي أشرفت بنور الإسلام أولا، وذلك بواسطة التجار العرب المسلمين


لقد حظيت اللغة العربية بما لم تحظ به لغة أخرى من عوامل القوة والبقاء. فهي اللغة التي ولدت فيمهد الأبجدية الأقدم في التاريخ الإنساني، وورثت بعض عناصر أمهاتها وأخواتهامن لغات الشرق القديم، و ظاهرة اللغة العربية في شبه القارة الهندية محور تاريخي وإنساني وثقافي وفكري ولغوي وأدبي وشعري، وتشكل مشهداً محترماً مفعماً بفاعليات ودلالات في العديد من قطاعات الفكر والثقافة في الأبعاد الكينونية والوظيفية والجمالية، حتى امتازت الهند عن البلاد الأعجمية والدول غير العربية بأعمال بارزة وجهود جبارة قام بها العلماء والباحثون الهنود في شتى مجالات عربية لإثراء اللغة العربية وآدابها في شبه القارة الهندية منذ فجر التاريخ، فإنهم أدوا – ولا يزالون يؤدون – دورًا قياديًا لتعزيز العلاقات التجارية والتفاعلات الثقافية بأعمالهم القيمة في مجال التصنيف والتأليف والترجمة من وإلى العربية، كما لعبت المدارس الإسلامية والمعاهد العلمية والمؤسسات والأكاديميات الأدبية دورًا أساسيًا في إنعاش هذه العلاقات.

مشكلة البحث:

 قد كتب كثير من الدراسات و المقالات في مختلف المواضيع من نشأة و تنمية اللغة العربية في الهند، بل صارت كلها مختلفة مستقلة في مواضيع شتى، و لم يجد الباحث أي مقالة أو بحث التى انحصرت جميع القضايا المرتبطة بتاريخ نشأتها إلى تنميتها حتى عصرنا الحاضرحول اللغة العربية في الهند، فهذا البحث سيخوص جلّ الأبحاث و الأنشطة و الأعمال التى انعقدت لترويج اللغة و تشهيرها و ترقيتها مع معالجة و محالة أكثر الأبحاث حولها  إن شاء الله.

أهمية اللغة العربية عند الهنود:

إن اللغة العربية لها أهمية خاصة لكونها لغة القران الكريم ولغة الأحاديث النبوية و لغة التي تؤدى فيها المناسك و المكتوبات. لذلك اهتم المسلمون خالص الاهتمام إلي تعليم هذه اللغة المرموقة، إلي أن جعلت كثير من البلاد الأفريقية، اللغة العربية لغتهم الأم، فلذلك يطلق عليهم اصطلاح "العرب المستعربة". و لكن في شبه القارة الهندية و باكستان و بنغلاديش اهتم المسلمون إلي اللغة العربية واعتنوا بها كل الاعتناء إلي أن تفوقوا في تعليمها و ترويجها، وأقاموا المعاهد والجامعات والمدارس و المكاتب في أكثر مدن الهند و قراها.

الهند بلدة قدامى ممتازة، من سائر البلدان العجمية تجارة و اقتصادا وحضارة وثقافة، كانت لها الصلات و العلاقات التجارية مع العرب قبل الإسلام وبعده، وأنها لم تكن غريبة لدى العرب حيث سافر العير العرب للتجارة إلي سواحل الهند الغربية والجنوبية.

فلما أسس عماد الدين محمد بن قاسم الثقفي أولي حكومة إسلامية مستقلة في السند في مستهل القرن الثامن الميلادي المطابق في القرن الرابع الهجري، وكانت هذه أول علاقة بين الهند والعرب بعد ظهور الإسلام، هاجر عدد كبير من العلماء العرب واستوطنوا بها، وبذلوا جهدا مستطاعا لنشر الثقافة العربية الإسلامية و تعليمها، ظلت اللغة العربية وآدابها من أهم المواد في المناهج الدراسية الإسلامية في كل عصر. فكان المسلمون في احتياج عظيم إلي تعلم هذه اللغة لفهم القران الكريم والحديث النبوي و اهتموا كل الاهتمام إلي أن قيل " نزل القران في العرب، و قرئ في مصر، و فهم بالهند".

و اللغة العربية ما زالت من اللغات الدخيلة في الهند علي مدي عصورها الإسلامية الطوال، و لم تحظ أبداً درجة اللغة الأم ورغم ذلك انتشرت اللغة العربية و تطورت الفنون الإسلامية الأدبية في أنحاء الهند، فقد تأسست فيها مدارس عربية، و مراكز ثقافية و كليات أقسام في الجامعات لخدمة اللغة العربية و تخرج فيها أدباء و كتاب و شعراء و صحفيون حتى يضاهي عدد العلماء الهنود كبار العلماء العرب

مواضيع ذات صلة

إرسال تعليق

0 تعليقات