الحمد الله رب العالمین و الصلاة و
السلام على المبعوث رحمة للعالمین و على آلھ و صحبه الطیبین أجمعین و بعد:
یعتبر تاریخ الإسلام في بلاد ما وراء
النھر غامضا لكثیر من المسلمین رغم أنه قد بدأ مبكرا في صدر الإسلام عندما دحرت
جیوش الصحابة إمبراطوریة الفرس و أزالوا دولتھم تماما في عھد عمر بن الخطاب و بدأ
المسلمون بعدھا في غزو بلاد ما وراء النھر و بلاد الترك و ذلك في سنة 22 ه، و
تعاقب على ھذه البلاد التي تمتد شرقا إلى بلاد الھند رجال أفذاذ أقویاء كلھم یضع
نصب عینیھ حدیث الرسول صلى االله علیھ و سلم في فضل فتح بلاد الھند .
و من ھؤلاء الرجال عبد الرحمان بن
ربیعة الملقب بذي النور و عبید االله بن أبي بكر و شریح بن ھانئ و ابن الأشعث و
قتیبة بن مسلم و محمد بن القاسم و لما جاءت الدولة العباسیة قل من یغزو ھذه البلاد
حتى ظھرت الدولة السبكتكیة )الغزنویة) و قائدھا العظیم یمین الدولة
محمود بن سبكتكین الذي دخل بلاد الھند و فتحھا و حطم أصنامھا و دمر أوثانھا و نشر
الإسلام فیھا، و في مناطق لم تتلى فیھا قط لا سورة و لا أیة و كان صاحب الفضل في
تحطیم قوى أمراء الھند و فتح معظم بلادھم حتى ظھرت الإمارة الغوریة في (543 ه 612
م) و أكملت المشوار في نشر الاسلام ، و الدفاع عن مكتسبات الخلافة الإسلامیة من
جھة المشرق
الموقـــع :
تقع
بلاد الغور في المناطق الجبلیة من أفغانستان الحالیة و تقع بین ھراة و غزنة و
تحیط بھا الجبال من جمیع الجھات و تعد من أعقد الولایات[1] الجبلیة
لوعورتھا ، و لصعوبة المسالك إلیھا لأن في فصل الشتاء تتساقط فیھا الثلوج بكثرة و تنقطع طرق المواصلات.
و
تمتد مساحة الإمارة الغوریة لتضم معظم أراضي أفغانستان و كشمیر و وسط الھند و باكستان الحالیة ، یحدھا نھر جیحون[2]
من الشمال الشرقي و من الشمال خراسان[3]،
أما من الغرب فیحدھا إقلیم سجستان[4]
و المنطقة ھاتھ أیضاً تتخللھا جبال الھمالایا و عقدة ثامیر ،
و جبال سلیمان و جبال كرثار و جبال مكران و جبال زسكار و جبال لواخ ، و
تمتاز ھذه الولایة بخصوبة أراضیھا حیث البساتین بھا ، فضلا
عن نھر ھراة الذي یخترقھا[5]
و یبدو أن تسمیتھا بالغور كونھا أرض منخفضة صالحة
للزراعة تحیط بھا جبال شاھقة ، أما مناخھا فھو قار حار صیفا
و بارد شتاءاً .
و نلاحظ بأن المصادر الجغرافیة لم توافینا بمعلومات وافیة عن ھاته الولایة سوى معلومات قلیلة أوردھا كل من الإصطخري ، المتوفى في النصف الأول من القرن الرابع ھجري ، و ابن حوقل الذي توفي 367ھـ/977م ، و المقدسي توفي 375ھـ/ 985م ، و ذلك لأن ھاتھ المنطقة كانت في تلك الفترة خارج دار الإسلام و ھذا ما أشار إلیھ ابن حوقل حین قال: « و أمّا الغور فإنّھا دار كفر ...............و في أوائلھم مما یلي المسلمین قوم یظھرون الإسلام و لیسوا بمسلمین ».[6]
أما
الجغرافیون المعاصرین لھاتھ الولایة و على رأسھم یاقوت الحموي المتوفى
سنة 626ھـ/1228م و الذي زار تلك المنطقة و عاصمتھا فیروزكوه[7] لم یزودنا بمعلومات مفصلة عنھا.
أصل
الغور:
اختلفت
الروایات التاریخیة في تحدید أصل الغور و ذھب بعض المؤرخین إلى
نسب الغوریین إلى الضحاك الذي حكم إیران في الفترة القدیمة و قضى على دولتھ
أفریدون[8] ، أمّا شنسب فھو اسم جدّھم الذي یسمون باسمھ
و یقال بأنھ كان معاصراً لعلي ابن أبي طالب
رضي االله عنھ[9] ، و یقول القرماني بأن الغوریین من الترك و ینحدرون من الترك
الخطأ[10].
أمّا شاخت و بوزورث فیقولان بأن
الغوریین موطنھم فیما وراء بحیرة بایكال
في منطقة جبال خانقان و لذا قال أنّ أصلھم ربّما من المنغول[11].
أمّا
ابن بطوطة[12] فینفرد
بروایة مفادھا أنّ الغوریة ینسبون إلى غور الشام و أنّ
أصلھم منھ ملمحا بأنھم نزحوا من غور الشام إلى ھذه المنطقة و سموا بالغوریة نسبة لموطنھم
الأصلي متناسیا أنّ ھذه الولایة الجبلیة تسمى بالغور أیضا .
و
یرى آخرون بأنّ الغور ینحدرون من أصول أفغانیة قدیمة استقرت في ھذه الولایة و تسمت بھا ، و أن العائلة التي
تسلمت مقالید الحكم ھي شنسبیة الأصل[14].
أما
نحن فإننا نمیل للرأي الذي یقول بأن الغور ھم من أصول أفغانیة قدیمة سكنت
المنطقة الجبلیة المسمات بالغور ولقبوا نسبة لھا .
إسلام
الغور:
من
أجل نشر تعالیم الدین الإسلامي ، و تحقیقا لعالمیتھ ، و مصداقاً لقولھ تعالى :«
و ما أرسلناك إلاّ رحمةً للعالمین[15] » بدأ المسلمون التفكیر للتوجھ صوب الشرق الأقصى حتى وصلوا إلى السند و الھند
لتحریرھما من الوثنیة و الشرك .
و
كانت المحاولات الأولى لفتح كابل و ما جاورھا منذ فترة مبكرة من قیام الدولة العربیة ، و ینقل لنا الطبري بأن الخلیفة
عثمان بن عفان رضي االله عنھ بعث عبد االله بن عامر في
سنة 24 ھـ/ 644م لفتح كابل ففتحھا[16] و استقرّ بھا ، و
من خلال ھاتھ الروایة یتجلّى لنا بأنّ الإسلام انتشر فیھا عن طریق الفتح إلى أن استقرت فیھا جماعات إسلامیة و أخذت على
عاتقھا نشر الإسلام عن طریق الدعوة و الاحتكاك و من
ھنا بدأ الإسلام قریبا من ولایة الغور القریبة من كابل .
أمّا
في خلافة معاویة بن أبي سفیان توجھ والي العراق زیاد بن الحكم بن عمرو
الغفاري إلى خراسان فغزا الغور و فوارنده[17] بعد أن ارتدّوا عن الإسلام[18] ، و من ھنا نلاحظ أنّ الإسلام كان موجود في
المنطقة سواءا في عھد الخلیفة عثمان بن عفان أو علي بن
أبي طالب رضي االله عنھما .
و في سنة
107 ھـ/725م غزا أسد بن عبد االله جبال غرشستان[19] و تابع سیره
إلى جبال الغور ، و من الواضح أنّ القائد أسد بن عبد االله لم یلقى مواجھة فعلیة من قبل رجال الغور الذین خبّأوا أمتعتھم
و أموالھم في كھف منیع ، و اتجھوا
إلى شعاب الجبال مفضلین عدم المواجھة[20].
ومن
ھنا بدأ الإسلام ینتشر في بلاد الغور بشكل تدریجي منذ الفترة الأمویة 41-132) ھـ/661-749م) إذ انطلقت
حملات عسكریة متعدّدة إلى ھاتھ المناطق ، من أجل نشر الدّین الإسلامي و توسیع رقعتھ[21] ، أمّا في الفترة العباسیة (132 - 656ھـ/749-258م) فقد ظھرت في المنطقة الإمارة
الغزنویة التي نشأت في رحم الإمارة السامانیة
التي تعرضت المناطق التابعة لھا في الجنوب إلى عدد من الاضطرابات
نتیجة لبعد مركز الإمارة في بخارى عن المنطقة ، فضلا عن تحركات الأمراء الھنود لاستعادة
نفوذھم في المنطقة ، فتمّ تعیین سبكتكین [22]قائداً لإحدى فرق الجیش الساماني الموجود في شمال
الھند ، فتمّ بحسن قیادتھ إحكام السیطرة
السامانیة على المنطقة ، و اتّخذ من مدینة غزنة[23] مقراً لھ بوصفھ تابعاً للسامانیین ، و بعد وفاتھ عھد إلى
ابنھ محمود الغزنوي[24] الذي تولّى الحكم سنة 388)
ھـ/998م) بالمھمة نفسھا ، و لما بدأت الإمارة السامانیة[25] في الضعف أعلن محمود الغزنوي استقلالھ و
كاتب الخلیفة العباسي القادر باالله (381 - 422ھـ/991-1030م) للحصول على التقلید بحكم البلاد الخاضعة لسیطرتھ
في شمال الھند و خراسان ،
فوسع محمود الغزنوي و خلفائھ من سیطرتھم و عزم السلطان على فتح بلاد الغور[26] و تأدیبھم فسار على رأس جیش و بصحبتھ القائد الكبیر التونتاش الحاجب والي ھراة و ارسلان
الجاذب والي طوس فوصلت طلائع جیشھ إلى منطقة
الغور التي دارت فیھا معركة شرسة أسفرت على ھزیمة الغور
و قتل فیھا أعداد كبیرة منھم و أسر أعداد أخرى و كان من بین الأسرى زعیمھم محمد بن سورى[27] و لما رأى ھذا الأخیر ما حل بھ من ذل شرب سمّا فمات و دخل المسلمون المدینة و أمر
السلطان بإقامة شعائر الإسلام ، فأنشأت المساجد لترفع فیھا
الآذان ، و ترك عندھم من یعلمھم مبادئ الدین الحنیف و عاد إلى غزنة.[28]
و
من خلال ھذا أستنتج بأن الفتح الحقیقي لبلاد الغور كان على ید السلطان محمود الغزنوي سنة 1010م/401ھـ ، و بعدھا أوكل
السلطان أمر ھذه الولایة إلى أبي علي بن محمد بن
سورى الذي اھتمّ بإصلاح أمر الولایة فأكثر من الأبنیة
الخیریة و أنشأ الكثیر من المساجد و الجوامع و المدارس و كذلك قرب إلیھ العلماء و الزھاد ، و من ھنا یتبین بأنّ
المسلمین قبل ھذا الفتح كانوا قد شنّوا حملات عسكریة عدیدة على
ھذه المنطقة و في فترات مختلفة من أجل نشر الإسلام
بین سكانھا و لكنّھا استعصت علیھم بسبب مناعتھا و وعورتھا و صعوبة المسالك المؤدیة إلیھا فضلاً عن مناخھا البارد
و كثرة تساقط الثلوج في فترة الشتاء و مع ھذا نجح
المسلمون في نشر الإسلام في ھذه المنطقة و لو بشكل محدود
عن طریق الاحتكاك سواء كان عن طریق التجار أو الدعاة الذین خاطروا من أجل إیصال مبادئ الإسلام إلى تلك الجبال
المنیعة.
النفوذ
السیاسي و قیام الدولة:
إنّ أوّل أمیر غوري حكم المنطقة
ھو (فولاذ غوري) أحد أبناء الملك شنسب بن خزنك الذي خضعت لھ ولایة
الغور و أطرافھا ، و أنّھ شارك في الثورة العباسیة
أو عاد حكم الولایة من بعده إلى أبناءه ، و أتى بعدھم الأمیر الذي حكم الغور
سوري بن محمد[29] الذي
استقرّ في قلعة العنقاء في جبال الغور و الواقع
أنّ أحوال ولایة الغور تبدوا أكثر وضوحاً كلّما اقتربنا من قیام الإمارة الغزنویة ، ففي عھد الأمیر سبكتكین الذي مدّ
نفوذه إلى جبال الغور و سار ملك الغور مع الجیش الغزنوي
سنة 384ھـ/994م لنجدة الأمیر الساماني نوح بن منصور ضدّ التمرّدات التي قامت في
خراسان[30] و ھنا یتأكد لنا بأنّ حكام الغور كانوا تابعین للغزنویین، و بعد سوري بن محمد
الذي كان معاصرا للأمیر سبكتكین عاد أمر الولایة
لولده محمد بن سوري الذي عاصر السلطان الغزنوي[31] و تعد
فترة حكم ھذا الملك البدایة الحقیقة للنفوذ السیاسي لولایة الغور حیث بدأ في التوسع خارج حدود ولایتھ بغیة نیل
الاستقلال السیاسي و التخلص من كل أشكال التبعیة للغزویین
،فقام بتكوین قوة عسكریة غوریة فعالة ،أوقعت الضرر بالغزنویین
و إضعافھم من اجل الخروج عن حكمھم ،وھذا الأمر اقلق السلطان محمود
الغزنوي وھذا لأھمیة ھاتھ الولایة وموقعھا المتمیز القریب من عاصمتھ غزنة وأن توسع الغوریین سوف یؤثر سلبا على سیاسة
توسعھ التي اعتمدھا في إقلیم خراسان ، و عرقلة
حركة الجھاد التي ینتزعھا لنشر الإسلام في شبه القارة الھندیة[32] لھذا جھز جیشا للسیطرة على الغوریین و أصبحت
الغور جزءاً من الإمارة الغزنویة كما ھو
ملاحظ في الملحق ، و ساھم سكان ھذه المنطقة في فتوحات
السلطان محمود الغزنوي في الھند . و ما إن بدأ الضعف یدبّ في جسد الإمارة الغزنویة حتّى لاحت في الأفق من جدید
قوّة الغوریین التي سعت منأجل التّخلص من التّبعیة و التّوسع على حسابھم ، ظلّ ھذا
الصّراع قائم إلى غایة الانفصال عن الإمارة
الغزنویة[33].
·قیام
الإمارة الغوریة:
أخذت
الإمارة الغزنویة في الضعف في منتصف القرن السادس للھجرة الثالث
عشر میلادي ، نتیجة لعوامل عدّة ، كان أبرزھا انشغالھا في حروب كثیرة في خراسان و في بلاد الھند ، فضلاً على
أنّ أغلب حكّام و رجال الدّولة انغمسوا
في حیاة البذخ و الترف [34]، و بعد أن كان حكّام الغور و أمراؤھم یولون و
یعزلون و ینقلون و یسجنون من قبل السلاطین الغزنویین ، انقلب الحال و أصبح جزء من ھؤلاء السلاطین تحت سیطرة أمراء
الأطراف المتغلبین و منھم الغوریو، و على الرّغم من المصاھرات الموجودة بین الغزنویین
والغوریین إلا أن ھذه المصاھرات لم
تمنع حكّام الغور من التّوجھ إلى عاصمة الإمارة الغزنویة "غزنة" و السّیطرة
علیھا[35].
و قد اعتمدت الإمارة الغوریة في
بدایة تكوینھا على الأسرة الغوریة التي تولّت حكم المناطق المھمّة
و المناطق الكبیرة ، و ھذا الشّيء مكّنھا من الاستمرار
بالحكم و كانت غزنة ھي عاصمة الإمارة الغزنویة التي سیطر علیھا الغوریون سنة 543ھـ/1148م و تعدّ ھذه السنة ھي
بدایة نشوء الإمارة الغوری ، و الشيء الجمیل في ھذه الإمارة ھو أنّھ كان
لقادة ھذه الإمارة بعد نظر ف إدارة الإمارة ، فنظراً
لامتداد مساحة الإمارة على مناطق شاسعة و معقّدة التضاریس
و تساقط الثلوج على أراضیھا وانقطاع الطرق شتاءاً ، فقد قسّمت إدارة الإمارة إلى ثلاث مناطق إداریة ، و ھي
المناطق الواقعة في خراسان و التي
تدار من البامیان[36] و
بلاد الغور مركز للإمارة و التي تدار من فیروزكوه و یكون
مقر الأمیر الغوري فیھا ، و بلاد الھند التي تدار من مدینة غزنة ، و تتعاون ھاتھ المناطق الثلاثة فیما بینھا و
تتسلّم الأوامر و الدّعم من فیروزكوه . و أوّل
من جلس على عرش غزنة سنة 543ھـ/1148م ھو سیف الدّین سوري الذي لقّب بالسلطان و ھو أوّل من
لقّب من الغوریین بھ[37] و یعد دخولھ غزنة بدایة
الإعلان عن قیام الإمارة الغوریة فعمل على استمالة أھلھا بعدلھ و إحسانھ فمال لھ أشرافھا و أمراؤھا و سمح لبعض جنده
بالعودة إلى بلاد الغور و حین حلّ الشّتاء و انقطعت
الطرق بالثّلوج كاتب أھالي غزنة السلطان بھرام شاه یدعونھ
للعودة مؤكّدین لھ بالولاء و الطّاعة و كذا اغتنام الفرصة لقلّة عدد جیش الغوریین ، فعاد بھرام شاه من أجل استعادة
غزنة و طرد السلطان الغوري منھا و حین وصل إلى مشارف غزنة
خرج السلطان سوري لقتالھ فما آن بدأت المعركة
حتّى مال الغزنویون إلى جانب بھرام شاه[38] و خسر السلطان سوري المعركة
بسبب قلّة عدد جنوده و خیانة أھل غزنة لھ، و لبعد بلاد الغور و صعوبة وصول المدد بسبب انقطاع
الطرق لكثرة تساقط الثّلوج وقع السّلطان في الأسر
و بعد ھذه الحادثة أصبحت العداوة بین الغزنویین و الغوریین واضحة ، و خاصة بعد مقتل السّلطان سوري أین خلفھ بھاء
الدّین سام بن حسین الذي تسلّم الحكم سنة 544ھـ/1149م و
لم یجلس للعزاء بل بادر بحشد الجیوش و أوكل مھمة
حكم الغور لأخیھ علاء الدین حسین بن حسین و سار قاصداً غزنة لیثأر لأخیھ
المقتول ، لكنھ ما إن وصل ھو و جیشھ إلى كیلان [39]فمرض
السّلطان بھاء الدّین بالجدري ومات و
تولّى بعده أخوه علاء الدّین الذي قام بحبس أبناء أخیھ بھاء
الدّین و ھما شھاب الدّین و غیاث الدّین لكي لا ینازعانھ على الحكم ، ثمّ قام بإعداد الجیش و التحرّك نحو غزنة و لمّا علم
السّلطان بھرام شاه بھذا التحرّك أرسل
الرسل إلى السّلطان الغوري یھدّده و یحذّره من مغبة المواجھة[40] في محاولة لثنیھ عن القتال لكن السلطان الغوري
كان مصمّماً على الحرب و دارت معركة طاحنة بینھما و التي
انتصر فیھا السلطان الغوري علاء الدّین الذي استولى
على غزنة حاضرة الإمارة الغزنویة
،و أمر بحرقھا فأضرمت بھا النیران لمدّة سبعة أیّام
، فأحرقت أغلب معالم المدینة و ارتكب الجیش الغوري مجازر
رھیبة في المدینة من قتل و نھب و سلب الأھالي و نبش قبور
السّلاطین ما
عدا قبور محمود و مسعود و إبراھیم[41] و عمّ المدینة الخراب و الدّمار،و لكي یضمن الاستقرار أمر السّلطان بنقل أعداد كبیرة
من سكّان غزنة إلى بلاد الغور[42].
فتوحات
الغوریین و توسّعاتھم:
تعدّ
الإمارة الغوریة خلیفة الإمارة الغزنویة[43] ، حیث قامت على أنقاضھا و ورثت ممتلكاتھا سواء ما كان منھا في خراسان أو
شبه القارّة الھندیّة ، و قد اختارت ھذه الإمارة نفس
المنحنى الذي سار علیھ الغزنویین من أجل تأمین حدود
الإمارة و التوسع على حساب الكیانات السیاسیة القائمة فیھا من أجل نشر الإسلام في تلك الأماكن خاصّةً تلك التي
مازالت تحت الوثنیة و الشرك .
و
على الرّغم من أنّ الغور اتّخذوا مدینة فیروزكوه عاصمة لھم ، و ھي مدینة جبلیة بعیدة عن الھند إلّا أنّ ھذا لم یمنعھم
و لم یؤثّر على علیة الفتح .
و
كذلك على الرّغم من الدّور الكبیر الذي قام بھ الغزنویون في فتوح الھند إلاّ أنّھم لم یتّخذوا منھا مقراً ثابتاّ
لحكمھم إذ اعتادوا على شن الحملات علیھا بین الحین و الآخر.[44]
و قد
كانت الفتوحات الغوریة یسبقھا طلب الدخول في الإسلام و اعتناق مبادئھ قبل أن یباشروا الفتح ، و كان قادة
الحملات یعرضون على أعدائھم الإسلام أو دفع الجزیة أو
الحرب و قد أشار إلى ذلك أرنولد[45] بقولھ "و في الحق
أنّ الإسلام قد عرض في الغالب على الكفّار من الھندوس قبل أن یفاجئھم المسلمون بالقتال" و كان لھذه الخیارات
أثر في اعتناق الإسلام دون إكراه و أسھموا
في نشر الإسلام[46].
و
قد احترم المسلمون أھل الذمّة و لم یتدخّلوا في عباداتھم و أدیانھم و تعدّ الفتوحات تعزیزاّ لمكانة الدّین الإسلامي و
ساھمت في نشره ووجد فیھ الدعاة المسلمون القوة التي
منحتھم الفرصة لشكر الإسلام عن طریق الدعوة الحسنة من خلال
الاحتكاك المباشر بسكان المنطقة وكذلك أسھمت في توسیع رقعة الدولة الإسلامیة[47] كما ھو مبین في الملحق رقم 17 و من أھمّ
الفتوحات الغوریة نجد:
1. فتح السّند: 571ھـ/1175م:
بعد تعیین الأمین شھاب الدّین على
غزنة بدأت سیاسة الغوریین في مواصلة الجھاد في شبه القارّة
الھندیة ، و كان من مھامھ إزاحة الإسماعیلیین في الملتان عاصمة
السند و من أجل ھذا أعدّ جیشاً و كان ھو على رأسھ و تمكّن من الاستیلاء
علیھا و ضمّھا إلى إمارتھ[48] و بعد أن استقر الأمر في الملتان سار بجیشھ قاصدا قلعة "إج"[49] الحصینة
و قد استطاع أن یضمّھا إلى نفوذه .
2. فتح البنجاب:
في
سنة 575 ھـ/1178م سار شھاب الدّین من قاعدتھ غزنة باتجاه فتح كجرات[50] من أجل إخضاعھا ، و في السّنة الموالیة قصد مدینة
لاھور للاستیلاء علیھا و التي كان بھا
الغزنویون و ما إن سمع ملك الغزنویین بھذا التقدّم حتّى خرج
على رأس قواتھ إلى نھر السّند و تمكّن من منع الأمیر الغوري الذي اتّجھ نحو بیشاور[51] و تمكّن من الاستیلاء علیھا .
و
عندما تمكّن الأمیر شھاب الدّین من لاھور في حملتھ الأولى لم یثنھ عزماّ على الخروج إلیھا مرّة أخرى سنة 577 ھـ/1181م
، و وصل إلیھا و حاصرھا و أعطى الأمان لخسروا ملك
الغزنویین إلاّ أنّھ امتنع[52] ، لكن أھل لاھور تضرّروا
من الحصار ممّا اضطرّھم إلى الامتناع عن مساندة صاحبھم و لمّا رأى خسروا ذلك أرسل قاضي البلد إلى الأمیر شھاب
الدّین یطلب منھ الأمان فاستجاب لھ و دخل مدینة
لاھور سنة 578ھـ/1182م و أخضعھا.
و
بعد سیطرتھم على لاھور یكون الغوریین قد أخضعوا إقلیم البنجاب ، و من ھنا عاد الأمیر شھاب الدّین إلى غزنة و في
طریق عودتھ ضرب الحصار على قلعة سیالكوت (Sialkot) و استولى علیھا سنة 587ھـ/1182م[53] و واصل طریقھ
إلى غزنة ̧
3. فتح بھئندة و سرستي كوه رام سنة : 578ھـ/1187م
في
أواخر سنة 583ھـ/1187م سار شھاب الدّین الغوري قاصداً بلاد أجمیر[54] و استطاع أن یفرض سیطرتھ على أجزاء منھا و
أھمّھا قلعة بھئندة و سرستي[55] و ولى على ھذه المناطق ضیاء الدّین التولكي[56]
4. معركة نارائن: سنة 587 ھـ/1191م
و
ھي معركة وقعت بین الممالك الھندیة و الغوریین بغیة الوقوف بوجھ المد الغوري فعقدت ھذه الممالك حلفاً ضمّ مملكة
دلھي و أجمیر و قنوج و بیھار و البنغال
و كجرات و بند لیخاند فحشدوا قوّاتھم سنة 587ھـ عند سرھند[57] على حدود
البنجاب الشرقیة و قد أدرك شھاب خطورة ھذا التّحالف لذا سار على رأ جیشھ لضرب قوّة التّحالف الأمر الذي أدّى دیرتھي
راج ان یخرج على رأس القوّات
المتحالفة و یتصدّى لھا[58] و قد عدد ھذه القوّات بنحو 200 ألف فارس و 3 آلاف فیل[59] ، و اشتبك الطرفان في معركة عنیفة بالقرب من
قریة نارائن على شاطئ
نھر سرستي و قد تمكّنت القوّات المتحالفة أن تلحق الھزیمة بالغوریین[60]
5. فتح أجمیر و ھانسي 588ھـ/1192م
كان
للھزیمة التي لحقت بالأمیر شھاب الدّین وقع كبیر في نفسھ لكّنھا لم تثنھ عن مواصلة حملاتھ الجھادیة في شبه القارّة
الھندیّة ، بل أنّ ھاتھ الھزیمة زادتھ إصراراً فبدأ یجمع قواتھ لیثأر
من الوثنیین، فخرج على رأس جیش قدره حوالي 120 ألف مقاتل سنة 588ھـ/1192م و كان خروجھ في سریّة تامّة و أنّھ
لم یعلم أحد حتّى أمراء جیشھ [61]و
اجتاز بیشاور و وصل إلى نھر سرستي ثمّ واصل تقدّمھ
حتّى أصبح على مقربة من أعدائھ فخرج برتھي راج لمواجھتھ إلا أنّ الأمیر شھاب الدّین كان یدرك قوّة خصمھ لذا
اتّبع خطّة تعبویّة یضمن فیھا تفوّقھ فحرص أن یختار المكان و
الكیفیة التي سیھاجم بھا ، لذا قام بسحب قواتھ مظھراً لأعدائھ
عدم قدرتھ على المواجھة حتّى وصل بھم إلى مقربة من مرندة و عندھا قرّر أن یطبّق خطّة عسكریة لیوقع الھزیمة بھم
و قامت قوّاتھ بالالتفاف حول جیش المشركین و حدد وقت صلاة الصّبح لبدء الھجوم على العدو [62]و
ما إن أتى الوقت حتّى انقضت القوات
الغوریة علیھم و تمكّنت من إیقاع الھزیمة بھم و لم ینجو
منھم إلاّ القلیل الذین فرّوا ، و أسر ملك أجمیر برتھي راج .
و
تعتبر ھاتھ المعركة من المعارك الحاسمة في التّاریخ لكونھا شتّتت القوات الھندیة المتحالفة و بروز القوّة الغوریة
العظمى .
6. فتح دلھي : 588ھـ/1192م
بعد
أن حقّق شھاب الدّین عدّة انتصارات و أخضع من خلالھا عدد من المناطق
عاد إلى غزنة و ولى أمر ھاتھ المناطق إلى قطب الدّین أبیك الذي كان قائداً عسكریاً و كان یطمح إلى توسیع نفوذ
الغوریین في البلاد الھندیة و قام بشن عدّة
غارات على المناطق المجاورة [63]ثم
سار بعدھا إلى دلھي سنة 588ھـ/1192م و دخل في
قتال شدید مع أھلھا إلاّ أنّ النصر كان حلیف المسلمین
و انھزم المشركون و دخل قطب الدین أیبك مدینة دلھي و اتخذھا قاعدة لحكمھ [64] ، و من ھنا أصبحت دلھي من أبرز المدن الإسلامیة
إذ نشأت فیھا المساجد
و المدارس و انتشرت فیھا اللّغة العربیة .[65]
بعد
توالي انتصارات المسلمین على الممالك الھندیة في الشّمال ، ھذا ما أدّى بملك بنارس لیجمع الھنود للوقوف بوجھ المسلمین
و إنھاء السّیطرة فحشد جیوش و
سار قاصداً دیار المسلمین بھدف استرجاع المناطق التي فتحھا المسلمین قبل[67] و بعد سماع شھاب الدّین بھذا التحرّك أمر الجیوش
بالخروج من غزنة للتّصدي لھ ، و عندما وصل
إلى الھند انظمّ إلیھ الملك قطب الدّین أیبك و سارا إلى
قنوج[68] لفتحھا و ھنا التقى الطرفان على نھر جمنا[69] و دارت معركة طاحنة كان
فیھا النّصر للمسلمین الذین أظھروا شجاعة فائقة ، و غنم المسلمون أموالا طائلة ، و من ھنا فسح المجال للمسلمین المجال
بالتوغل إلى داخل الھند و فتحھا و نشر الإسلام فیھا و
إقامة المساجد بھا .[70]
8. فتح أجمیر: 591ھـ/1194م
شھدت سنة
590ھـ/1193م صراعاً سیاسیاً قاده أحد ملوك الھند المدعو “ھیمراج"
لانتزاع مدینة أجمیر من الملك "كولھ برتھى راج" الذي نصب علیھا من الغوریین و قد تمكّن من انتزاع أجمیر منھ و
ما إن سمع قطب الدّین أیبك بالخبر حتّى رأى بأنّ ھذا
تحدّیاً للسلطة الغوریة لذا سار على رأس جیش سنة 591ھـ/1194م قاصداّ مدینة أجمیر فدخلھا مرّةً ثانیة و عیّن علیھا
أحد خواصھ .[71]
9. فتح كجرات: 591ھـ/1194م
ثمّ
واصل قطب الدّین أیبك مسیره نحو كجرات ، فأخرج صاحبھا الجیوش
لصدّه عنھا فالتقوا على مقربة من بلدة نھر والھ فتمكّن قطب الدّین من قتل قائد جیوش كجرات ثمّ واصل تقدّمھ نحوھا و
دخلھا المسلمون و غنموا منھا أموالاً طائلة.[72]
10.فتح نھروالھ : 597-598ھـ/1200-1201م
عاد
الأمیر شھاب الدّین مرّة أخرى سنة 597ھـ/1200م إلى الھند و بعث إلیھ قطب الدّین أیبك لفتح نھروالھ فسار إلیھا
و وصلھا سنة 598ھـ/1201م ، و قاتلھ
المشركون قتالاً شدیداً لكّنھ تمكّن من ھزمھم و غنم أموالاً كثیرة .[73]
توسّعات
الغوریین خارج الھند :
من
خلال ما سبق لوحظ توجھ الحملات العسكریة الغوریة صوب الأراضي الھندیّة
لكن ھذا لم یمنع من التّوسع خارج الھند ، و ھذا لأنّ الأوضاع التي كانت سائدة آنذاك حتمت على الغوریین التوسع باتجاه
خراسان و الخطأ بغرض تأمین حدودھا من ھجومات الخوارزمیین
، و ھذا الأمر الذي أدخلھم في صراع مع ھاتھ القوى و كذا توقّف
الفتح في شبه القارّة الھندیّة.
أولى
المحاولات لضم أجزاء من خراسان: 547ھـ/1152م
بعد تحقیق السّلطان علاء الدّین
لنجاحات على الغزنویین ، فتحت لھ أبواب ضم أجزاء
من خراسان و التي كانت تحت الحكم السّلجوقي ، و ھنا تحالف السلطان علاء الدّین مع والي ھراة ، و قاموا بشن ھجمات
على المناطق السلجوقیة ، و ھو ما أدى بالأمیر السلجوقي
سنجر لیخرج لمواجھتھم ، و دارت معركة كبیرة بینھم سنة 547ھـ/1152م[74] و تمكّن السلطان السّلجوقي من ھزم ھاتھ القوّة
و قتل والي ھراة بید السلطان السلجوقي
و ھذا لخیانتھ ، في حین أسر السلطان الغوري و وضع في
السجن إلى أن عفا عنھ السلطان السلجوقي و أطلق سراحھ و أعید إلى سلطتھ في الغو[75] ، و كانت ھذه ھي أولى المحاولات لمد سلطة
الغوریین على بلاد خراسان .
ضم
ھراة: 571ھـ/1175م
كان
لضمّ غزنة سنة 569ھـ/1173م من قبل غیاث الدّین الأثر في مواصلة التّقدم لاحتلال خراسان و في ضم مدینة ھراة
سنة 571ھـ/1175م و ولى علیھا خزنك الغوري ، ثمّ واصل
تقدّمھ نحو بعض المناطق المجاورة لھراة وھذا ما أدّى إلى
الدّخول في صراع مع الخوارزمیین .[76]
الحرب
مع السلطان خوارزم شاه و محاصرة نیسابور: 588ھـ/1182م
قام
السلطان خوارزم شاه بعدّة محاولات لتوسیع نفوذه على حساب الإمارة الغوریة ، و ھو ما أثار السلطان الغوري ، و
قام بتجھیز الجیش لمواجھة السلطان شاه ،و سار على
رأس جیش إلى نیسابور لتحریرھا من ید السلطان غیاث الدّین حصاراً علیھا
ممّا أدّى إلى فرار سلطان شاه إلى مرو التي ضمّت إلى خوارزم شاه .[77]
ضم
مرو: 589ھـ/1193م
بعد وفاة السلطان شاه ، ضمّت مرو
إلى نفوذ الخوارزمیین و في نفس السّنة خرج بھاء الدّین طغرل
السّنجري على رأس قوّاتھ و احتلّ مدینة مرو ، و قد قام حاكم
بامیان شمس الدّین محمّد بن مسعود بشن حملة على مدینة مرو و قتل بھاء الدّین طغرل و أرسل برأسھ إلى السلطان غیاث
الدّین و ضمّت المدینة إلى الغوریین .[78]
ضم
مدینة بلخ: 594ھـ/1197م
شنّ حاكم بامیان بھاء الدّین
غارات على بلخ من أجل ضمّھا ، و كان لھ ذلك بعد
وفاة حاكمھا "أزیة" الذین كان یدین بالولاء للخطأ .
تحریر
نیسابور: 596-597ھـ/1199-1200م
نشب
صراع بین علاء الدّین محمّد الخوارزم شاه و بین أخیھ ھندوخان بن ملكشاه بعد وفاة خوارزم شاه 596ھـ/1199م ،
واستولى ھندوخان على خزائن جدّه و سار للاستیلاء على مرو و
لكنّ عمّھ علاء الدّین محمّد أرسل جیشاً ، فھرب ھندوخان
إلى السلطان غیاث الدّین ، الذي وعده بالمساعدة ، و كان نتیجة ھذا تفاقم الصراع بین
الخوارزمیین و الغوریین .[79]
سارت
القوات الغوریة لضم مدینة سرخس ففتحوھا و عیّن السلطان غیاث الدی عمھ زنكي بن مسعود علیھا، ثم واصل إلى طوس
التي استسلمت بعد أن حاصرھا وطلب حاكمھا الأمان فدخلھا
الجیش الغوري ، وبعد ھاتھ الانتصارات تطلع غیاث الدین للاستیلاء على نیسابور وضرب
علیھا حصارا سنة 597ھـ/1200 م[80] وتمكن من الدخول إلیھا ، وھكذا استولى الغوریین
على اغلب مدن خراسان و جعلوا من نیسابور مقرا لحكم ھذه
المناطق و عین علیھا علاء الدین محمد ، وعاد غیاث الدین الى فیریزكوه اما شھاب الدین
فسار باتجاه الھند لمواصلة عملیات الفتح.[81]
الصراع
على ھراة و مرو سنة 598ھـ \1201م:
بعد
أن استعاد خوارزم شاه علاء الدین اغلب المدن الخراسانیة قام بمكاتبة السلطان الغوري عارضا علیھ الصلح ووافق
السلطان الغوري وأوفد إلى خوارزم شاه الأمیر حسین بن محمد
المرغني لتأكید الصلح إلا أن خوارزم شاه قبض علیھ و سار
على رأس جیش إلى ھراة مستغلا ھدوء الموقف الغوري الذي كان ینتظر الصلح ولما علم أمیر ھراة بما حدث لأخیھ
استعد، لكن الخوارزمیین ضربوا الحصار على ھراة، ومن اجل
فك الحصار و صلت الإمدادات الغوریة بقیادة الأمیر[82] . حاول خوارزم شاه تشتیت القوات
الغوریة فقسم الجیش إلى قسمین قسم سیره إلى الطالقان في حین كان
ھو على رأس القوة المحاصرة لھرات إلاّ أنّ القوات الغوریة
في الطالقان تمكّنت من القضاء على الجیش الخوارزمي و في ھذه الفترة وصل السلطان غیاث الدّین محمّد إلى ھراة و
انتظر وصول الجیش من الھند بقیادة أخیھ
شھاب الدّین [83]، و أمام ھذا الوضع راسل خوارزم شاه أمیر ھراة عارضاً علیھ الصلح فوافق ھذا الأخیر و اتجّھ نحو مرو ، و
لمّا وصلت القوات الغوریة اتجھت نحو مرو و اشتبكت مع
القوات الخوارزمیة و على إثرھا تراجعت القوات الخوارزمیة
إلى خوارزم و خرّبوا الجسور لإعاقة تقدم القوات الغوریة[84]
نحوھم و رابطت ھاتھ الأخیرة في مدینة
طوس سنة 599ھـ/1202م.[85]
سقوط
الإمارة الغوریة
من أجل
إعادة المدن الخراسانیة التي فقدھا خوارزم شاه ، قام بشن حملة جدیدة على مدینة ھراة في الأول من رجب سنة 600ه /1203.
وقد
نص ھذا الصلح على أن یخرج أمیره
ھراة ویقدم الطاعة ، لكن الأمیر رفض ھذا ولما مرض ووھنت
قواتھ وخاف أن یفقد المدینة أرسل إلى خوارزم شاه مبدیا
موافقتھ على شروط الصلح ، وبعد أن وصلت الأخبار للسلطان شھاب الدین حتى عاد من الھند بغیة مھاجمة خوارزم شاه فسار
إلیھا في رمضان سنة600ه/1203م وكان خوارزم
ما یزال في خراسان وعندما علم بتحرك شھاب الدین حتى بعث لھ یھدده بالسیر
إلى ھراة وغزنة [87]، ولكن تھدیداتھ لم تثني عزم السلطان
وقد قام خوارزم شاه بإحراق الأعلاف وتخریب الجسور واغرق الأراضي بالمیاه
لإعاقة تقدم القوات الغوری ، لكن بعد أربعین یوما تمكنت القوات الغوریة من الوصول إلى مشارف خوارزم ، وھناك دارت
معركة بینھم استبسلت فیھا القوات الخوارزمیة ، وھنا
طلب خوارزم شاه نجدة القوات الخطائیة خشیة على وجوده
، ولب الخطأ الطلب وعبرت قواتھم نھر جیحون ، وباشرت بشن الغارات على المدن الغوریة فما أن وصلت الأخبار إلى
السلطان الغوري حتى أوقف ھجومھ على خوارزم
، وسار إلى الخطأ واشتبك معھم في صحراء اندخوي[88] سنة 601ه / 1204م وتكبدت فیھا القوات الغوریة
خسائر كبیرة . وكادت
القوات الخطائیة أن تقضي على السلطان الغوري ومن بقي من جیشھ ، لولا تدخل سلطان سمرقند عثمان بن إبراھیم حلیف
الخطأ الذي دفعتھ حمیتھ كمسلم من أن ینقذ السلطان من ید
الخطأ ، ونتیجة لذلك عقد الصلح بین الطرفین ، وبعد ھذه
الھزیمة عاد السلطان شھاب الدین واخذ یعد العدة للثأر إلى أن وافتھ المنیة وبوفاتھ انفرط عقد الإمارة الغوریة وتصارع
الأمراء فیما بینھم على السلطة ، وقد استغل الخوارزمیین ھذه
الصراعات لینقضوا على خراسان ویسیطروا على مدنھا واحدة
تلو الأخرى وتابعوا المسیرة حتى اسقطوا الإمارة الغوریة سنة 612ه / م1215 [89].
في
الأخیر أقول بأن الإمارة الغوریة ھي احد الإمارات المستقلة عن الخلافة العباسیة والتي
ظھرت في جبال أفغانستان وولدت في أحضان الإمارة الغزنویة
ولعبت دورا مھما وكبیرا في توسیع رقعة الدولة الإسلامیة وعملت على نشر الدین الاسلامى و أكملت ما بدأتھ الإمارة
الغزنویة من فتوحات وعمقت مبادئ \الدین الاسلامى بین الھنود
ورسختھ لیحملوا مشعل الإسلام والحضارة العربیة في بلاد
الھند. وتبین أن دخول الإسلام إلى منطقة الغور كان في وقت مبكر من تاریخ الدولة العربیة الإسلامیة حیث أشارت المصادر
إلى أن ھذه المنطقة تم فتحھا في عھد الخلیفة الراشد عثمان
بن عفان (رضي االله عنھ)، ثم أعید فتحھا ثانیة في عھد الخلیفة
الأموي الأول معاویة بن أبي سفیان لكن المتعارف علیھ أن إسلامھم كان على ید السلطان محمود الغزنوي، و اتضح كذلك أن
الذي فتح غزنة ھو سوري بن حسین وقتلھ السلطان بھرام
شاه الغزنوي ( 544ه- 1149م) وفتحت غزنة في المرة الثانیة
على ید السلطان علاء الدین الحسین بن الحسین في نھایة سنة (545ه- 1150م)، عكس ما ذھب إلیھ أغلب المؤرخین من أن
سوري بن حسین فتح مدینة غزنة مرتین والبعض أشار إلى أن علاء الدین الحسین بن الحسین
فتحھا مرتین.
وأظھرت ھذه الدراسة كذلك بأن
الحملات العسكریة التي قادھا حكام الإمارة الغوریة كانت
عاملا أساسیا في نفوذ الإمارة الغوریة حیث فتحت مناطق عدة
في عھد ھذه الإمارة التي لم تطالھا أیدي الفاتحین المسلمین بجھود عظیمة ، ومشاق جسیمة ، وتضحیات كبیرة فلم تكن البلاد
ممھدة لھم والسكان قابعون في منازلھم بل كانوا في قلاع
ضخمة ومدن محصنة منیعة جدا، فضلا عن جیش مدرب جیدا
،والعملیات العسكریة فیھا كانت صعبة للغایة لكن ھذا الفتح والتوسع تم وفق خطط عسكریة فردیة وإصرار على إعلاء كلمة لا
إلھ إلا االله، في بلاد تعبد الأصنام وتقدس البقر فأزاح ھذا
الفتح الحكام والرجال الذین اتحدوا لاستعادة شعوبھم، وجاء حملة الإسلام من الغوریین
بالمبادئ السمحة وأعلنوا المساواة بین أفراد المجتمع كافة
في الھند بعد أن قبع الناس في ظلام دامس لقرون عدة.
المصادر والمراجع
المصادر والمراجع
1.
أبي سعد
عبد الكریم السمعاني ، الأنساب ، ط1 ، دار الجنان ، بیروت ، 1988 ، ج، ص319 .
2.
جیحون: و
ھو نھر ببلاد التركستان ، و ھو نھر عظیم یسمى نھر بلخ لأنھ یمر بأعمالھا ، و كان
ھذا النھر یتجمّد شتاءا ، و
قال عنھ یاقوت الحموي { و قد شاھدتھ و ركبت فیھ ، و رأیتھ جامدا
} ، و یسمى الآن نھر أموداریا ، یاقوت
الحموي ، معجم البلدان ، دار صادر ، بیروت ، 1984 ، ج2، ص169 .
3.
خراسان:
بلاد واسعة أول حدودھا مما یلي العراق ، و أحر حدودھا مما یلي الھند و طخارستان و سجستان
و كرمان ، یاقوت ، نفس المصدر ، ج2 ، ص350 .
4.
سجستان:
و ھي ناحیة كبیرة و ولایة واسعة ، و اسم مدینتھا زرنج و ھي جنوبي ھرات، یاقوت ، نفسھ ، ج3 ، ص190 . ص
5. محمد
القزویني ، آثار البلاد و أخبار العباد ، مكتبة مشكاة الإسلامیة ، 429 .
6.
أبو
القاسم ابن حوقل ، صورة الأرض ، ط2 ، مطبعة لیدن ، 1939 ، قسم 2 ، ص .397 .
7.
فیروزكوه:
مدینة جلیلة تقع في ولایة الغور و معناھا الجبل الأزرق و تلفظ غالبا بالباء بیروز
بلغة أھل خراسان و ھي قلعة عظیمة
حصینة في جبل غورشستان بین ھراة و غزنة و ھي عاصمة الإمارة
، یاقوت ، المصدر السابق ، ج 4 ، ص 283 .
8.
أفریدون
: بن أثغیان وھو من ولد جم شید وھو الذي قھر الملك الضحاك وسلبھ ملكھ وزعم بعض الفرس أن
أفریدون ھو ذو القرنین صاحب إبراھیم الذي ذكره االله تعالى في كتابھ العزیز ، وقیلأنھ
أول من نظر في علم الطب ، ابن الأثیر ، الكامل في التاریخ ، ط1 ، دار الكتب العلمیة
،بیروت ،1987 ،ج1 ، ص 67 .
9.
نظامي
عروضي سمرقندي ، جھار مقالة ، ترجمة عبد الوھاب عزام و یحي الخشاب ، ط1 ، مطبعةالتألیف
، القاھرة ، 1949 ، ص 36 .
10.أحمد الدمشقي القرماني ، أخبار الدول و آثار الأول
في التاریخ ، عالم الكتب ، بیروت ، 1978 ، ص283
11.شاخت و بوزورث ، تراث الإسلام ،ترجمة محمد زھیر
السمھوري ، ط2 ، الكویت ، 1988،ص185 .
12.ابن بطوطة ، تحفة النظار في غرائب الأمصار ، ترجمة
جلال حرب ، ط1 ، دار الكتب العلمیة بیروت ، لبنان ، 1987 ، ص
397
13. .صلاح الدین حافظ، أفغانستان
الإسلام و الثورة ، مطابع الأھرام ، القاھرة ، مصر ، 1987 ، ص .37 فھمي
أبو العینین ، أفغانستان بین الأمس و الیوم ، دار الكتاب العربي ، مصر ،
1969 ، ص 117 .
14. خلیل االله خلیلي ، ھراة تاریخھا
و آثارھا ، ط1 ، مطبعة المعارف ، بغداد ، 1974 ، ج1 ، ص 29 . محمد
سرور ، تاریخ الحضارة الإسلامیة في المشرق ، ط4 ، دار الفكر العربي ، 1976 ، ص 92 . أحمد
شلبي ، موسوعة التاریخ الإسلامي و الحضارة الإسلامیة ، ط1 ، مطابع سجل العرب ،
القاھرة . 43 ص ، 8ج ، 1987 ،
15.سورة الأنبیاء الآیة 107 .
16. محمد بن جریر الطبري ، تاریخ
الرسل و الملوك ، تحقیق محمد أبو الفضل إبراھیم ، ط4 ، دار المعارف
، مصر ، 1977 ، ج4 ، ص 244 .
17.و ھي بلدة صغیرة تقع في أطراف ولایة الغور ، و ربما
ھي بلدة فروان القریبة من غزنة ، أنظر : السمعاني
: المصدر السابق ، ج4 ، ص274
18. الطبري
، المصدر السابق،1961 ، ج6 ، ص 274
19.غرشستان : ناحیة واسعة كثیرة القرى الغور في شرقھا
و ھرات في غربھا و مرو الروذ في شمالھا و غزنة
في جنوبھا و الغرش بلغتھم الجبال و ھي منطقة جبلیة وعرة ، القزویني ، المصدر
السابق ، ص 475 .
20. الطبري ، نفس السابق ، ج7 ، ص 40 .
21. نفسھ ، ج5 ، ص 229 .
22. سبكتكین : وھو مؤسس الدولة الغزنویة
، وھو من أصل تركي من تركستان، وقع في الأسر وحمل إلى
بخارى وبیع إلى ألب تكین وتوفي سنة 387ه / 997م ونقل إلى غزنة أین دفن فیھا ، خیر الدین الزركلي ، الأعلام ، ط15 ، دار العلم
للملایین ، لبنان ،2002 ،ج7 ، ص 328 .
23."غزنة":
بفتح أوّلھ و سكون ثانیھ ، و الصّحیح عند العلماء غزنین و یعربونھا فیقولون جزنة ،
و یقال لمجموع بلاد ھازابلستان ،
و غزنة قصبتھا ، و ھي مدینة عظیمة و ولایة واسعة في طرف خراسان
، و ھي الحدبین خراسان و الھند ، و كانت منزل بني محمود بن سبكستین إلى أن انقرضوا ، یاقوت ، المصدر السابق ، ج4 ، ص 201
، و تقع الآن في أفغانستان الحالیة و تسمّى غازني".
24.محمود الغزنوي : (998 _1030م ) ھو من كبار القادة
والفاتحین الذین عرفتھم دولة الإسلام ،في عھوده
الأولى قضى على الوجود الساماني في خراسان سنة 999م ، وقد غزا خوارزم وبلوشتا ، وحارب البویھیین ومذھبھم الشیعي واستولى
على الري سنة 1029م ، وبدأ منذ سنة 1001م بتنظیم
حملات لغزو الھند وبلغ في فتوحاتھ كجرات والسند وقنوج وقتح كذلك منطقة الغور وساھم في نشر الإسلام بھا وأعتبر بذلك أول من مھد
الطریق للإسلام للدخول للھند ، وقد لقبھ الخلیفة العباسي
الذي كان یحكم باسمھ یمین الدولة وأمین الملة ، محمود شاكر ، التاریخ الإسلامي
(القارة الھندیة ) ، ط2 ، المكتب
الإسلامي ، بیروت ، لبنان، 1997 ، ج 19 ، ص 17.
25.الدولة السامانیة : ( 266_389ه / 880 _999م ) وھي
دولة قامت في منطقة ما وراء النھر ولكنھا ما
لبثت أن امتدت إلى المنطقة الفارسیة ، ینتسب السامانیون إلى جدھم الأول سامان وقد
كان تاریخ ھذه الدولة حافلا
بالأحداث التاریخیة التي كان لھا منعرجا مھما في التاریخ الإسلام السیاسي وكان لھا دورا مھما في إسلام الكثیر
من المناطق ، عباس إقبال ، تاریخ إیران بعد الإسلام
من بدایة الدولة الطاھریة حتى نھایة الدولة القاجاریة ، تر ،محمد علاء الدین ، دار الثقافة للنشر
، مصر ، 1989 ، ص 123.
26. حسن محمود الجوھر ، عبد الحمید بیومي
، أفغانستان ، دار المعارف ، القاھرة ، 1961 ، ص 67 .
27.ابن الأثیر ، المصدر السابق ، ج8 ، ص62 .
28. ابن خلدون ، العبر و دیوان
المبتدأ و الخبر في أیام العرب و العجم و البربر و من عاصرھم من ذوي 4 السلطان الأكبر ، دار الكتب اللبناني ، بیروت
، 1985 ، قسم 4 ، ص 791
29. یرد اسم سوري بكثرة في السلالة
الغوریة الحاكمة و التسمیة متأتیة من إقلیم (سور) في جبال الأفغان ، الساداتي ، تاریخ الدول الإسلامیة بآسیا و
حضارتھا ، مكتبة نھضة الشرق ، القاھرة ، 1987، ص
81 .
30. الكردیزي ، زین الأخبار ،
ترجمة محمّد بن تاویت ، مطبعة محمّد الخامس ، فاس ، 1972 ، ج1، ص61
31. ابن الأثیر ،المصدر السابق ، ج 8
، ص62
32.M . DAMES : The Encyclopedia of Islam (chor) ,
vol .II ,1972 , p 161 .
33. كمال حلمي ، السلاجقة في التاریخ
و الحضارة ، ط1 ، دار البحوث العلمیة ، الكویت ، 1975 ، ص103
34. محمود الساداتي ، تاریخ المسلمین
في شبه القارّة الھندیّة و حضارتھم ، المطبعة النموذجیة ، القاھرة ، . 110 ص
، 1ج ، 1975
35.شمس الدّین الذّھبي ، دول الإسلام ، تحقیق فھیم
محمّد شلتوت و محمّد مصطفى ابراھیم ،الھیئة المصریة
العامّة للكتاب ،1974 ،ج2 ، ص 62 .
AZIZ
Ahmed , studies in Islamic Culture in The India Envirenenent , clarendon
press
, 1964 , p6 .
36.البامیان : بكسر المیم ، و ھي بلدة من الجبال بین
بلخ و ھراة و غزنة بھا قلعة حصینة و ھي عبارة عن
مملكة واسعة ، یاقوت ، المصدر السابق ، ج1 ، ص 330 .
37.ابن كثیر ، البدایة و النّھایة ، تحقیق أحمد أبو
ملحم و آخرون ، ط3، دار الكتب العلمیة ، بیروت ، لبنان
، 1987 ، ج 12 ، ص241
38. الراوندي ، راحة الصّدور و آیة
السّرور ، (في تاریخ الدّولة السلجوقیة ) ترجمة إبراھیم أمین الشواربي
و آخرون ، مطابع دار القلم ، القاھرة ، 1960 ، ص266 .
39.كیلان : مدینة تبعد بقلیل عن بامیان ، أنظر ابن
الأثیر ،نفس المصدر، ج10 ، ص306 .
40.DAMES , EL ,(chorids) , vol , II , p 162
41.عبد المجید محمد ، الإسلام و الدّول الإسلامیة في
الھند ، ط1 ، مطبعة الرّغائب ، مصر ، 1939، ص7 .
42.عصام الدّین عبد الرّؤوف الفقي ، بلاد الھند في
العصر الإسلامي ، عالم الكتب ، القاھرة ، 1980، ص35
43. الإمارة الغزنویة : وھي سلالة تركیة
حكمت في أفغانستان وخراسان وشمال الھند مابین 977 _ 1150م ، ثم
في البنجاب عام 1186 ،مقرھا كان غزنة بین عامي 977 _ 1156م ، ثم لاھور 1156م، وبعد قیام قائد السامانیین ألب طغین
بفتح غزنة أصبح سبكتكین والیا على المدینة ثم إستقل
عن السامانیین لیكون إمارتھ الجدیدة ، حسین حمودة ، تاریخ الدول الإسلامیة
المستقلة في المشرق ، الدار الثقافیة
للنشر ، مصر ، 2010 ،ص 33 .
44.عصام الدّین الفقي ، المرجع السابق، ص39 .
45.توماس أرنولد ، الدّعوة إلى الإسلام ، ترجمة حسن
إبراھیم حسن و آخرون ، مطبعة الشبكتي ، الأزھر ، مصر ، 1947 ،
ص219 .
46. نفسھ ، ص188 .
47.عبد القادر حامد ، الاسلام (ظھوره و انتشاره في
العالم) ، ط2 ، مطبعة النھضة ، مصر ، 1964، ص276
48. أحمد سلیمان ، تاریخ الدّول
الإسلامیة و معجم الأسر الحاكمة ، دار المعارف ، مصر ، 1972 ، ج2 ، ص545
49. إج : مدینة في الھند تقع الآن في
أحمد جور في البنجاب على الضفّة الجنوبیة لنھر ستلج ، الندوي ، معجم الأمكنة ، ص6 ، و یسمّیھا ابن الأثیر
أجره ا، المصدر السابق ، ج9 ، ص380 .
50. كجرات : مدینة كبیرة من
مدن البنجاب تبعد 1335 میلاً عنھا ، النّدوي ، نفس المصدر ، ص46 .
51.بیشاور : مدینة كبیرة تقع في القطاع الشمالي الغربي
لأفغانستان ، محمّد حسن الأعظمي ، حقائق عن باكستان
، الدّار القومیة للطّباعة ، القاھرة ، ص190
52. عبد الحي الحسني ، الھند في العھد
الإسلامي ، دائرة المعارف العثمانیة ، 68 .
53. ابن بطوطة ، الرحلة ، شرح طلال
حرب ، ط1 ، دار الكتب العلمیة ، بیروت ، لبنان ، 1987م ، ص444
54. أجمیر : مدینة من مدن الھند القدیمة
تقع في منحدر وادي كثیر الصّخور تبعد 22 میلاّ عن دھلي من جھة
الجنوب ، النّدوي ، المصدر السّابق ، ص5 .
55. سرستي
: مدینة كبیرة بینھا و بین أجودھن مسیرة أربعة أیاّم ، ابن بطّوطة ، المصدر السابق
، ص432 .
56. طارق بن فتحي بن سلطان ، المجاھد
شھاب الدین أبو المظفر محمد بن سام الغوري ودوره في فتوح شبه
القارة الھندیة ، مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشریعة واللغة العربیة وآدابھا،
الجزء17 ، العدد 33، العراق ، ربیع الأول 1426ه ، ص 263 .
57. سرھند : بلدة قدیمة من بلاد الھند
تقع في مملكة مھارجة بتجالة إحدى مناطق البنجاب ، النّدوي ، نفس المصدر، ص33 .
58.ابن الأثیر ، المصدر السّابق ، ج9 ، ص381 .
59.M. ajandar , R . G . an advanced history of indis
, LONDON , 1958 , P.278
60.
عبد الحي
الحسني ، المرجع السابق ، ص169
61.ابن الأثیر ، المصدر السّابق ، ج10 ، ص221 .
62.نفسھ، ج10 ، ص222 .
63. القلقشندي ، صبح الأعشى في صناعة
الإنشاء ، ط1 ، دار الكتب العلمیة ، بیروت ، لبنان ، 1987، ج5
، ص85
64. صلاح الدّین حافظ ، أفغانستان و
الثّورة ، مطابع الأھرام ، القاھرة ، 1987 ، ص37 .
یوسف كمال الدّین ، دلھي القدیمة
و الحدیثة ، مجلّة ثقافة الھند ، العدد 3 ، المجلّد 11 ، 1960 ، ص62
65.بنارس : واحدة من أشھر المدن الھندیة و تعدّ
العاصمة الدّینیة للوثنیین تقع على الضفّة الیسرى لنھر كنكا
، و یعد ملكھا أكبر ملوك الھند و تمتدّ ولایتھ من حدّ الصّین إلى بلاد ملاو طولا و
من البحر مسیرة عشرة أیّام من لاھور
، ابن الأثیر ، المصدر السّابق ، ج10 ، ص 231
66. الساداتي ، تاریخ المسلمین في شبه
القارّة الھندیة و حضارتھم ، المطبعة النموذجیة ، القاھرة ، 1975 ، ج1 ، ص117 .
67. قنوج : مدینة مشھورة في الھند و
ھي من المدن البریّة و ھي قاعدة ملوك الھند و تشمل على عدد كبیر
من القرى ، المقدسي ، المصدر السابق، ص 480
68. جمنا : أحد أنھار الھند الشمالیة
و ھو أعظم الأنھار التي تصب في كنكا ینبع من جبال الھمالایا و یلتقي بكانكا في الھاباد على بعد 619 میل عن دلھي ،
الندوي ، المصدر السّابق ، ص 20 .
69. ابن الأثیر ، المصدر السّابق ، ج10
، ص231 .
70.الحسني ، المرجع السابق ، ص 172 .
71.الحسني ، نفس المرجع ، 173 .
72.
ابن الأثیر
، المصدر السّابق ، ج10 ، ص 274 .
73.ابن كثیر ، المصدر السّابق ، ج12 ، ص 246 .
74.ابن الأثیر ، نفس المصدر ، ج9 ، ص276 .
75.الذھبي ، سیر أعلام النبلاء ، تحقبق بشار عواد ، ط4
، مؤسّسة الرسالة ، بیروت ، 1986 ، ج21، ص219 .
76.بارتولد ، تركستان من الفتح العربي إلى غزو المغول
، نقلھ عن الروسیة صلاح الدّین عثمان ھاشم ، ط1
، الكویت ، 1981 ، ص 499
77.ابن الأثیر ، المصدر السّابق ، 1981 ، ص 229 .
78.الغساني ، العسجد المسبوك و الجوھر المحكوك في
طبقات الخلفاء و الملوك ، تحقیق شاكر محمود ، دار
التراث الإسلامي ، بیروت ، لبنان ، 1975 ، ج2 ، ص 244 .
79.ابن الوردي ، تاریخ ابن الوردي ، المطبعة الحیدریة
، النجف ، 1969 ، ج2 ، ص 168
80. BOSWORT,OP
CIT,P,157
81.ابن خلدون ، المصدر السابق ، م4 ، ق4 ، ص867
82 ابن الساعي ، الجامع المختصر في عیون
التواریخ و عیون السیر ، المطبعة السریانیة ، بغداد ، . 84 ص ، 9ج ، 1934
83. .ابن الأثیر ، المصدر السّابق ، ج10 ، ص 274-280 .
84. ابن الساعي ، المصدر السّابق ، ج9
، ص 122 .
85.الغساني ، المصدر السّابق ، ج2 ، ص 283 .
87. بارتولد
، تركستان ، 502
88.ابن الأثیر ، المصدر نفسھ ، ج10 ، ص 287 .
89. ابن الأثیر ،المصدر السابق ، ج10
، ص 288 .
0 تعليقات
أكتُبْ تعليقا