عبد الرشيد الوافي ، فوكلتور - أستاذ كلية التنوير للآداب والعلوم الإسلامية، كندوتي
رقم الهاتف : 9961015748
البريد الإلكتروني abdulrasheedeka@gmail.com
أريد
اليوم أن أبوح لك بسرٍّ ما كشفته لأحدٍ، لكن آن له أن يُذاع، طالما أخذت القلم كي
أكتب عن ذلك السر، لكن النفس أبت وتمردت واعترضت، فصارعتها حتى قهرتها وتغلبت
عليها في النهاية،
لعلك تتخيل ذلك السر، ماذا يكون..؟ وتذهب كل مذهب في التفكير... هل يكون ما يثير
دهشة وتعجباً في القلوب..؟ لكنه... أخي... قد يكون تافهاً وغير معتبر بالنسبة
لك... أحوال النساء المسلمات في ولايتنا... هل تعلم أخي ما هي ولايتي..؟ إذا ذكرت
اسمها فبإمكانك أن تتصورها وتفهمها لأنها شهيرة بحيث يعرفها الحل والحرم... ولاية
كيرالا...
استيقظت
ذاك اليوم من النوم مبكراً، كانت عيني تكتحل كل يوم بالنظر إلى وجه أمي، لكن لم
أرها ذاك اليوم، ففتشت عنها في السرير وفي كل مكان...!!! أين ذهبت قبل أن تنشر
الشمس أشعتها في السماء...؟ فألقيت النظرة إلى المطبخ، فإذا أمي تجمع فيه الحطب
وجبينها يتصبب عرقاً ساخناً، واحسرة... هل خلقت الأمهات لهذا...؟!!! يصرفن أوقاتهن
جلها بل كلها في المطابخ، ويفنين حياتهن فيها، لا تأتيهن الفرصة للدراسة العالية،
بل مدارسهن ومنازلهن وملاعبهن كلها مطابخ...
قارئي
العزيز.... هذا وضع النساء والأمهات في ولايتنا، هل تعرف كيف يقضين كل يوم من
الأيام...؟ إذا طلع الفجر استيقظن وأدين صلاة الصبح، ثم لا يلبثن كثيراً أن يدخلن
المطابخ، فكأنهن في سجن، تعمل أيديهن كما تعمل ماكينة، أحب أن أسمي هذه الحياة
"حياة ميكانيكية"...؟
أليست
لهن حرية للدراسة العالية...؟ أليست الأم إنساناً..؟ لكل إنسان أحلام ليحققها، ألم يمتلكن أحلاماً كذلك...؟
وإذا هلَّ رمضان فأمرهن أشد حزناً وأسى،الرجال يصلون ويسبحون ويهللون ويكبرون
معتكفين في المساجد، وأزواجهن يتَلَوَّوْنَ ألما ومشقة من أعمال المنازل...
جبل
الأعمال الشاقة..!! منذ الصباح إلى الليل... كنس... طبخ... تنظيف... تطهير...
الرجال يعتكفون في المساجد، والنساء يعتكفن في المطابخ، الرجال يقرؤون القرآن،
والنساء ينفخن الأفران.. أين الثرى من الثريا...؟ إن الله إله الرجال والنساء، ومن
الذي جعله معبوداً للرجال فقط..؟ أملائكة نزلوا من السماء...؟ أم أنبياء هبطوا من
العلاء...؟ أم نساك طاهرون أتوا من كنائسهم...؟
أيها
القارئ الكريم... فكر بعادات وتقاليد يتشبث بها المسلمون والمسلمات بكيرالا، إذا
بلغت المرأة ثمانية عشر من عمرها حملتها تقاليد المسلمين وعاداتهم على الزواج،
وإذا أبت النكاح وأحبت الدراسة يُكْرِهُهَا والداها وجيرانها وأقاربها بل الناس
جميعهم على الزفاف، وإذا أصرت كانت عاهرة دنسة دنيئة فيأعين الرجال والنساء، متى
تنمحي هذه العادات والتقاليد....؟و متى تندثر...؟ هل يطلع فجر جديد بولايتنا...؟
ومن نهى النساء الطاهرات عن الدراسة العالية..؟ ألم تتعلم أمنا عائشة رضي الله
عنها مبادئ الإسلام ومسائله...؟ ألم تكن محدثة...؟ بل كادت أن تفوق أبا هريرة رضي
الله عنه في نقل الأحاديث النبوية وروايتها...!
أيها
القارئ... إذا مشيت في طرقات بلادنا باحثاً عن طبيبة مسلمة يصعب عليك أن تعثر
عليها، هلا قرأت أحكام الشريعة...؟ من الذي تقدم المريضة المسلمة ...؟ طبيباً أو
طبيبة...؟ فعلا تقدم المريضة المسلمة طبيبة على طبيب مطيعة لأحكام الشريعة، لكن
ماذا تفعل النساء المسلمات ببلادنا...؟
أيها
الرجال.... هل تنتظرون إلا مرضا مفسدا وهرما مفندا وموتا مجهدا...؟ ستُسألون يوم
القيامة عن أزواجكم وبناتكم وأمهاتكم، فماذا تجيبون...؟ هل يكون السكوت جوابا...؟
كيف يكون جوابك...؟ إن كان جوابا كان الإنسان الساكت يدخل الجنة وإن تمرد على الله
ودينه...!!!
0 تعليقات
أكتُبْ تعليقا