ادعمنا بالإعجاب

محمد زكريا الكاندهلوي أحد المحدثين العباقرة في الهند (١٣١٥-١٤٠٢ ه/١٨٩٨-١٩٨٢ م)



الدكتور محمد أكرم نواز (أستاذ ضيف، جامعة جواهر لال نَهرو، نيو دلهي)
هو محمد زكريا بن محمد يحيى الكاندهلوي من المحدثين الجهابذة والعلماء الأفذاذ، ولد في ١١ من رمضان ١٣١٥ ه/ ٢ من فبراير ١٨٩٨ م في بلدة كاندهله من محافظة مظفر نكر بأترا براديش الغربية، وسمِّي بمحمد زكريا ومحمد موسى واشتُهر بالأول، ولما بلغ من العمر سنتين ونصف انتقل من كاندهله إلى كنكوه حيث كان يقيم والده مولانا محمد يحيى الكاندهلوي عند مولانا رشيد أحمد الكنكوهي لتلقي علم الحديث من لدنه، وأدرك الشيخ الكنكوهي وسعد بحنانه وعطفه الأبوي لما بينه وبين والده اختصاص، ولما بلغ الثامنة من العمر لحق الشيخ الكنكوهي برفيقه الأعلى في ٢٣ من جمادى الأولى ١٣٢٣ ه/ ١١ من أغسطس ١٩٠٥ م، وبقي في بلدة كنكوه إلى أن بلغ الثامنة عشرة من العمر، وأثناء إقامته بها قرأ "بهشتي زيور"، ومبادئ اللغتين الأردية والفارسية على مولانا محمد إلياس، وقرأ كتبا عديدة في النحو والأدب على والده وحفظ القرآن. [1]
وبعد وفاة الشيخ الكنكوهي بدأ أبوه مولانا محمد يحيى الكاندهلوي يدرِّس في زاوية كنكوه، وكان آنذاك يدرُس هناك ٨٠ طالبا، ومن بينهم كان من يدرُس "القاعدة البغدادية" ومن يدرُس "ديوان الحماسة"، والجزئين الأولين من "الهداية". [2]
 وكان يجلس الأطفال في أسرته للقراءة عامة في السنة الخامسة من عمرهم، ولكن محمد زكريا شرع في القراءة في حدود السنة الثامنة من عمره، وبدأ قراءته بالقاعدة البغدادية[3]، وبدأ حروف الهجاء على قرينة الدكتور عبد الرحمن المظفر نكري وحفظ القرآن على والده. [4]
 ثم انتقل في شهر رجب ١٣٢٨ ه/يوليو ١٩١٠ م مع والده إلى مدينة سهارنبور المركز العلمي الديني الكبير، لأن والده كان قد انتقل إلى المدينة المذكورة من بلدة كنكوه وكان ينوي أن يقيم بها إقامة دائمة قبل شهرين أو ثلثة أشهر، وبدأ في سهارنبور تحصيل العلوم العربية بصورة منتظمة، وكان قد وُفِّقَ له قبل ذلك أن يقرأ الدروس العربية والفارسة الابتدائية على عمه مولانا محمد إلياس ووالده، وعكف على تلقي العلوم الدينية المتداولة في غاية العكوف. [5]
 وفي ١٣٢٨ ه/ ١٩١٠ م التحق الشيخ محمد زكريا بمدرسة مظاهر علوم وقرأ "الكافية"، و"هداية النحو"، و"شرح مائة عامل"، وما إلى ذلك من الكتب، وبدأ قراءة الحديث على والده، ففي السابع من محرم الحرام ١٣٣٢ ه/ الخامس من ديسمبر ١٩١٣ م بعد صلوة الظهر بدأ يدرس "مشكوة المصابيح" على والده، ومن ذلك اليوم الذي شرع فيه في قراءة "مشكوة المصابيح" أصبح الحديث شغله الشاغل وغاية أمانيه[6]،  ومن أجل ذلك اشتهر في آخر الأمر بلقب "شيخ الحديث" وغلب هذا اللقب على اسمه.
 وتخرج منها في ١٣٣٤ ه/ ١٩١٦ م، فقرأ في الحديث "سنن أبي داؤد"، و"جامع الترمذي"، و"صحيح البخاري"، و"سنن النسائي" من الصحاح الستة ما عدا "صحيح مسلم"، و"سنن ابن ماجة" على والده[7] ، وقرأ "صحيح - البخاري"، و"جامع الترمذي" مرة أخرى في العام الدراسي ١٣٣٤-١٣٣٥ ه/١٩١٦-١٩١٧ م-  فإنه كان قد قرأهما على والده من قبل  -  على أستاذه ومرشده ومربيه المحدّث الكبير الشيخ خليل أحمد السهارنبوري، وكان ذلك على طلب من الشيخ السهارنبوري نفسه لما توسم فيه من النجابة وصدق الطلب ولما بينه وبين والده علاقات وطيدة ودية وعميقة[8].
وأما أساتذته الكرام ففي الحديث الشريف له أستاذان فقط؛ والده مولانا محمد يحيى الكاندهلوي، ومولانا خليل أحمد السهارنفوري، فقرأ على والده "مشكوة المصابيح"، و"شرح معاني الآثار" للإمام الطحاوي، و من الصحاح الستة ماعدا "صحيح مسلم"، و"سنن ابن ماجة"، و"سنن أبي داؤد"، و"جامع الترمذي"، و"صحيح البخاري"، و"سنن النسائي"، وقرأ على مرشده ومربيه مولانا خليل أحمد "صحيح مسلم"، و"موطأ الإمام محمد"، و"شرح سنن الآثار" للإمام الطحاوي، و"سنن أبي داؤد"، و"سنن النسائي"، وقرأ "صحيح البخاري"، و"سنن الترمذي" عليه مرة أخرى فإنه كان قد قرأهما على والده من قبل[9]. وكان قد شرع في قراءة "سنن ابن ماجة" على مولانا خليل أحمد السهارنفوري في المدينة المنورة بعد أن انتهى مولانا السهارنفوري من تأليف "بذل المجهول في شرح سنن أبي داؤد" وقرأ دروسا منها ولكن لم يتمكن من إتمامها وذلك لأنه جاء شهر رمضان المبارك وأصيب مولانا السهارنفوري بالمرض وقرأ مجلدا ونصف من "شرح معاني الآثار" للإمام الطحاوي على أبيه وبقيتها على مولانا خليل أحمد على سبيل التبرك[10]، ،وقرأ دروسا من "نفحة اليمن" في الأدب العربي، ودروسا من كتب الفقه الابتدائية من "القدوري"، وما إلى ذلك على عمه مولانا محمد إلياس الكاندهلوي مؤسس حركة الدعوة والإصلاح والكتب العليا من الفقه على والده، وقرأ كتب الأدب على والده، وقرأ دروسا من "نحو مير" على الشيخ ظفر أحمد . التهانوي[11]
 وله ثلة أساتذة في فن المنطق ( ١) درس كتب المنطق إلى "قطبي مير" من عمه الداعية الكبير الشيخ محمد إلياس، و( ٢) الشيخ عبد الوحيد السنبهلي، وقرأ على الأخير "سلم العلوم"، و"الميبذي"، و"مير زاهد"، و"أمور عامة"، و( ٣) الشيخ عبد اللطيف ناظم المدرسة سابقا، وقرأ عليه بقية المنطق (ماعدا الكتب المذكورة) من "شرح التهذيب"، و"مير زاهد"، و"ملا جلال"، و"ملا حسن"، و"حمد الله"[12] ، وقرأ كذلك "إقليدس"، و"الشمس البازغة"، وشيئا من "تصريح شرح چغميني" عليه أي على مولانا عبد اللطيف ناظم المدرسة سابقا. [13]
ومن حسن حظه أن شيخه مولانا خليل أحمد طلب منه أن يتعاون معه في تأليف "بذل المجهود في شرح سنن أبي داؤد" عندما أراد تأليفه، وساعده مولانا محمد زكريا كل المساعدة في هذا الشأن، وفتح ذلك قريحته في التصنيف والتأليف والشرح ووسع نظره في فن الحديث، فكان الشيخ خليل أحمد يُوجِّهه إلى المصادر العلمية التي يلتقط منها مواد شرحه ل"سنن أبيداؤد"، فيجمعها محمد زكريا ويعرضها على شيخه، فيأخذ منها ما يحتاج إليه في الشرح، ثم يملي عليه فيكتبه وهكذا تم إعداد "بذل المجهود في شرح سنن أبي داؤد" بفضل الله وعونه في خمسة أجزاء كبار، وهو الآنه طُبع في ٢٠ مجلدا من مصر. [14]
وفي أوائل محرم ١٣٣٥ ه/نومبر ١٩١٦ م تم تعيينه مدرسا في مدرسة مظاهر علوم على راتب شهري مبلغه ١٥ روبية وعُهِد إليه تدريسُ الكتب الابتدائية من "علم الصيغة"، و"شرح مائة عامل"، و"نحو مير"، و"نفحة اليمن"، و"أصول الشاشي"، وما إلى ذلك من الكتب، فدرّس الكتب في الفنون المختلفة حقبة من الدهر من "المرقاة"، و"مسلم الثبوت"، و"الكافية"، و"شرح الجامي"، و"المقامات الحريرية"، و"سبع معلقات"، و"ديوان الحماسة"، و"القدوري"، و"كنز الدقائق"، والأجزاء الأربعة من "الهداية"، و"الدر المختار"، و"تفسير البيضاوي"، و"تفسير المدارك، و"تفسير الكشاف"، وما إلى ذلك[15]،  وفي شهر رجب ١٣٤١ ه/فبراير ١٩٢٣ م عُيِّنَ أستاذا للحديث في المدرسة وعُهِد إليه تدريسُ عدة أجزاء من "صحيح البخاري"، وفي شوال ١٣٤١ ه/مايو ١٩٢٣ م قام بتدريس "مشكوة المصابيح" لأول مرة في حياته التدريسية إلى أن تبوأ رئاسة تدريس الحديث في ١٣٤٦ ه/ ١٩٢٧ م[16]،  درّس كتب الحديث طوال مدة تدريسه بالمدرسة، فقام بتدريس "مشكوة المصابيح"، و"سنن أبي داؤد"، والمجلد الأول من "صحيح البخاري"، والمجلدين من "صحيح البخاري"، و"سنن النسائي"، و"موطأ الإمام محمد"، و"شمائل الترمذي"، و درّس"جامع الترمذي"، و"صحيح مسلم" من حين لآخر ، كلما أصيب أساتذة دورة الحديث بمرض أو إذا قاموا برحلات طويلة[17]  وكان معظم اشتغاله وأعظم ولعه ب"سنن أبي داؤد"، وكذلك درّس "صحيح البخاري" مرات وكرات، واستمر عمله للتدريس والإفادة مدة ٤٨ سنة إلى أن توقف في ١٣٨٨ ه/ ١٩٦٨ م بعوارض مختلفة وخاصة بسبب نزول الماء، وأثناء هذه الفترة الطويلة تتلمذ عليه ١٨٢١ طالب من طلاب الحديث الشريف[18]. وفي ١٣٤٤ ه/ ١٩٢٦ م زار الحجاز لأداء مناسك الحج والعمرة للمرة الثانية مع شيخه الأستاذ خليل أحمد وعمه الشيخ محمد إلياس ودرّس "سنن أبي داؤد" في "المدرسة الشرعية" أثناء إقامته في ١٣٤٥ ه/ ١٩٢٦ م بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم[19].
 وفي ٦ من صفر ١٣٤٦ ه الموافق ٩ من أغسطس ١٩٢٧ م تم انتخابه كمستشار ناظم المدرسة[20] ، ثم انتُخِب في سلخ ذي الحجة ١٣٧٣ ه/ ٢٩ من أغسطس ١٩٥٤ م رئيس المجلس الاستشاري للمدرسة، وظل عضوا للمجلس الاستشاري لدار العلوم بديوبند لمدة ١٢ سنة من ١٣٧٠ ه/ ١٩٥١ م حتى ١٣٨٢ ه/ ١٩٦٣ م، [21] وفي السابع من ذي القعدة ١٣٤٥ ه الموافق ١٠ من مايو ١٩٢٧ م أجازه شيخه ومربيه العلامة المحدّث خليل أحمد السهارنبوري بأخذ البيعة[22].
­­ وزار الشيخ الكاندهلوي الحجاز لأداء مناسك الحج والعمرة سبع مرات، ونهائيا رحل إلى مدينة الرسول صلوات الله عليه في ٢٦ من ربيع الأول ١٣٩٣ ه الموافق الأول من أبريل ١٩٧٣ م، وكان يتمنى أن يموت بأرضها، فحقق الله أمنيته، وتوفي بأرضها في ٢ من شعبان ١٤٠٢ ه الموافق ٢٥ من مايو ١٩٨٢ م، ودفن في البقيع. [23](رحمه الله رحمة واسعة)
 وفي ٢٣ من جمادى الأخرى ١٣٩٣ ه حصل على إجازة الإقامة بالمدينة المنورة، والآن كانت إقامته بالهند مؤقتة، وذلك لأنه لم يكن يسمح لحامل إجازة الإقامة أن يقيم خارج المملكة العربية السعودية أكثر من ٦ أشهر، وإلا يتم إلغاء الإقامة [24]، وفي ذي القعدة ١٣٩٧ ه الموافق أكتوبر ١٩٧٧ م توجه إلى الحجاز ولم يعد بعده إلى الهند، فإنه في الفترة ما بين ربيع الأول ١٣٩٣ ه - ذي القعدة ١٣٩٧ ه رحل مرات عديدة إلى الهند[25] منذ أن حصل على إجازة الإقامة بالمدينة المنورة. [26]
آثاره العلمية:
قدر الله عزوجل أن يكمل الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي ما شرعه والده الشيخ محمد يحيى الكاندهلوي وأن ينشر ما دونه من أمالي شيخه وعلومه وأن يزيدها تنقيحا وتهذيبا، ويضيف إليها الشيء الكثير من تحقيقاته وحصيلة دراسته ومطالعته ونتيجة فكره وتأملاته، وأن يكون ركنا من أركان علم الحديث في البلاد الهندية وفي هذا العصر الأخير.
 وكان كاتبا كثير الإنتاج، وهذه هي الميزة التي فاق بها أقرانه من العلماء المعاصرين، وعزز المؤلف أواصره مع عامة الناس وكذلك الأوساط العلمية بواسطة كتاباته القيمة، وهذا هو الشيء الذي جعله مقبولا في كافة  أرجاء العالم الإسلامي، إنه ألف أكثر من مائة كتاب بما فيها الكتب العربية العديدة:
 "أوجز المسالك إلى موطأ الإمام مالك":
 شرع في تأليف "أوجز المسالك إلى موطأ الإمام مالك" في الأول من ربيع الأول ١٣٤٥ ه/ ٩ من سبتمبر ١٩٢٦ م يوم الجمعة أثناء إقامته بالمدينة المنورة حينما زار الحجاز لأداء مناسك الحج للمرة الثانية في ١٣٤٤ ه/ ١٩٢٦ ، وكان عمره آنذاك ٢٩ سنة، فقد رجع إلى الهند بعدما  ألّف إلى باب الصلوة، واستمر على تأليفه في الهند إلى أن أكمله في ( ٦ ) مجلدات كبار في ٢٨ من ذي الحجة ١٣٧٥ ه/ ٦ من أغسطس ١٩٥٦ م[27]،  والآن طُبِع في ( ١٥ ) مجلدا في حلل قشيبة من الطباعة من مصر.
 يعرف كل من له أدنى إلمام بعلم الحديث أن الموطأ للإمام مالك أول كتاب دُوّن  في الحديث وهو من الكتب المقررة في جميع المدارس الدينية والرسمية وقد كانت الحاجة ماسة إلى شرح أقوال الإمام التي تتعلق بالمذهب المالكي وقد يستدعي اطلاعا واسعا على كتب المالكية وقد جاء هذا الكتاب وافيا في هذا الباب ولا يعرف فضل هذا الكتاب إلا من درسه دراسة كاملة.
إن هذا الشرح أوفى شرح للموطأ حديثا وفقها ولغة بقول وسط، وإنه شرح ممزوج مع متن الحديث ولفظ السند، فهو شرح واف.
 خصائص هذا الشرح:
·      حل المفردات وغريب الكلمات وشرح العبارات والمطالب في غاية الشرح وتحقيق الرواة باختصار.
·       إنه يستوفي شرح أسماء الرجال بكلام موجز منقح مع جرح تعديل كي يتعرف القارئ على درجة الحديث.
·       نقل المذاهب الأئمة الأربعة وماعداها في المسائل الخلافية عن o الكتب الفقهية الموثوقة عند أهلها مع إحالة إلى المراجع، بل ويستقصي الأقوال والروايات المختلفة المروية في كتب المذاهب عن الأئمة، ولاسيما في مذهب الإمام مالك.
·       إنه يأتي بأدلة المذاهب تارة بالاستقصاء وتارة بالتلخيص حسب ما o اقتضاه المقام.
·       إنه يعتمد على شرح الحديث على جهابذة شارحي الموطأ كالقاضي أبي الوليد الباجي، والقاضي عياض وأمثالهما، وطورا ينتقي من كلام المتأخرين من الشارحين.
·       إيضاح المذهب الحنفي بالتفصيل وإيراد الدلائل المتعددة في تأييده.
·      الكلام المبرهن على جميع المباحث الفقهية والأصولية المهمة في كل باب.
·       يشرحه بأسلوب واضح غير معقد بعبارة فصيحة سهلة وبكلام رائع o ووسط بين الإيجاز وبين الإسهاب المخل والإطناب الممل.
·       من أبرز خصائص هذا الكتاب أن المؤلف قد اعتنى في هذا الشرح o بإيراد مذاهب الأئمة المجتهدين في كل باب وقد عول في ذلك على كتب الفتاوى غير مقتصر في ذلك على ما نقله الشراح الآخرون وقد اعتنى بجمع الروايات التي تؤيد المذهب الحنفي، وذلك لأن الشارحين، كما يقول المؤلف، يختلفون في نقل مذهب إمام من الأئمة المجتهدين طورا، ويخطئون طورا في نقل مذهب من مذاهب الأئمة المجتهدين.
·       وقام بتخريج الأحاديث التي ذكرها الإمام مالك مرسلا أو تعليقا بقدر المستطاع.
 "لامع الدراري على جامع البخاري":
 شرع الشيخ الكاندهلوي في التعليق على هذا الشرح والتحقيق فيه في ٧ من محرم الحرام ١٣٧٦ ه/ ١٤ من أغسطس ١٩٥٦ م، واستغرق هذا العمل الجليل مدة ١٢ سنة، فتم في ١٠ من ربيع الأول ١٣٨٨ ه/ ٧ من يونيو ١٩٦٨ م[28]،  ويقع في ٣ مجلدات.
وهذا الكتاب مجموع إفادات أفاد بها الشيخ المحدّث مولانا رشيد أحمد الكنكوهي أثناء تدريسه للجامع الصحيح للبخاري وكان تلميذه الرشيد العالم الجليل مولانا محمد يحيى (م ١٣٣٤ ه) الكاندهلوي يقيدها على إثر الدرس باللغة العربية بعناية بالغة حين حضر هذا الدرس سنة ١٣١١ ه/ ١٨٩٤ م[29]،  وكانت عبارته السهلة الوجيزة تشبه المتون فاحتاج لذلك نجله الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي إلى حل الغريب وشرح الغامض وتوضيح المجمل وإلى تعليق حواش وتوضيحات. وكان من عادة الشيخ الكنكوهي أن يدرّس الصحاح الستة، وكان يقدم الجامع للترمذي ثم السنن لأبي داؤد ثم صحيحي البخاري ومسلم، فالنسائي، فابن ماجة سردا مع بحث قليل فيما يتعلق بالكتاب[30]،  ولذلك لم يفض في الأبحاث التي سبقت في جامع الترمذي وفي سنن أبي داؤد، ولم يسهب فيها، ولكنه عني بصفة خاصة بالأبحاث التي تختص بالجامع الصحيح للبخاري كاستدلال للإمام البخاري في التراجم وهو دليل على براعته وإمامته في فن الحديث. فعلق عليه الشيخ زكريا الكاندهلوي وحققه بعد جهد جهيد، والأصح أن يقال إنه ألف كتابا مستقلا في صورة الحواشي والتعليقات عليه.
 "الكوكب الدري على جامع الترمذي":
 تم تأليف هذا الشرح في ١٦ من رجب ١٣٥٣ ه/ ٢٦ من أكتوبر ١٩٣٤ م[31].
وهو مجموع إفادات وتحقيقات للإمام الهمام المحدّث الكبير مولانا رشيد أحمد الكنكوهي أفاد بها خلال تدريسه لسنن الترمذي وهي التي كان كبار الطلبة والعلماء يشدون إليها الرحال من أقاصي البلدان ويقيمون في قريته كنكوه (مقر الشيخ الكنكوهي) حرصا عليها وتنافسا فيها وكان كبار المحدّثين يكبون على انتساخها ويعضون عليها بالنواجذ وقد جمعها أحد تلاميذه العالم الكبير والمحدّث الجليل مولانا محمد يحيى الكاندهلوي باللغة العربية وعلق عليها نجله الفاضل مولانا محمد زكريا الكاندهلوي شيخ الحديث بمدرسة مظاهر علوم بسهارنفور تعليقات قيمة وتحقيقات أنيقة وبديعة فيها تفصيل للإجمال وحل للمغلقات وإحالة على المراجع وتعضيد لإفادات الشيخ بأقوال السلف، وقد أصبح بذلك تعليقه هذا على أمالي تدريس الشيخ الكنكوهي ل"الجامع الصحيح" للترمذي شرحا مستقلا ل"الجامع الصحيح" للترمذي، ويقع في مجلدين.
 إن كتاب "الكوكب الدري" شرح ضاف وواف ل"الجامع الصحيح" للإمام الترمذي، ويشتمل على فوائد كثيرة لا يعرف قيمتها إلا من اشتغل بتدريس الجامع طويلا، لا فضول فيه ولا تقصير، هذا بالإضافة إلى فوائد في اللغة وغريب الحديث وعلم الرجال والأصول، ومقاصد الشريعة. ويتجلى الذوق الأدبي في بعض المواضع من الشرح، وتظهر طلاوة العبارة وحلاوة التعبير، لأن الشارح كانت له قدم في الأدب، وقد تأتي العبارات مقفاة مسجوعة على عادة الكتاب في ذلك العصر من دون تكلف وركاكة. فقد علق الشارح على الكتاب تعليقا مفيدا منيرا يرفع القناع عن الغامض، ويفصل المجمل، ويوضح المبهم، وضمه تحقيقات استخرجها من كتب أخرى، وعني بتنقيح الأقوال، وتحرير المذاهب، معتمدا في ذلك على ما توصل إليه من كتب المذاهب الأربعة التي لم يتفق نشرها في حياة الشارح، ولم يتسن الاطلاع عليها فزاد في قيمة الكتاب العلمية.
"الأبواب والتراجم للبخاري"
إن "الأبواب والتراجم" في "الجامع الصحيح" لمحمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري من أدق البحوث والمطالب ومن أعمقها غورا، وأبعدها مدى، وليس هناك مؤلف من مؤلفات العلماء أو الحكماء عُني به رجال ذلك  الفن وعكفوا على حل غوامضه ومشكلاته، مثل ما عُني علماء الحديث بالجامع الصحيح، وذلك يدل على أهمية الكتاب. ف"الأبواب والتراجم" ل"صحيح البخاري" تحتل أهمية قصوى لدى العلماء المحدّثين، وحقق فيها المتقدمون والمتأخرون من العلماء غاية التحقيق بعد إمعان بالغ فيها لسنوات طوال، و عُدت  "الأبواب والتراجم" معقدة وعسيرة الحل في كل عصر، ونظرا للتعقدات الكثيرة فيها اعتنى العلماء المحدّثون به أشد اعتناء بعد كتاب الله، وألفوا في تراجم البخاري تأليفات كثيرة، ولم تكن لديه إلا رسالتين فقط إحداهما تأليف الشاه ولي الله الدهلوي ( -١١١٤ -١١٧٦- ه/ ١٧٠٣  ١٧٦٢ م) رسالة وجيزة مسماة ب"شرح تراجم أبواب صحيح البخاري"، والرسالة الثانية من تأليف شيخ الهند مولانا محمود حسن الديوبندي( ١٢٦٨- ١٣٣٩ ه/ ١٨٥١ - ١٩٢٠  م) المسماة ب"الأبواب والتراجم". [32]
 وكان شيخ الهند مولانا محمود حسن الديوبندي قد شرع في تأليف رسالة وجيزة على تراجم الأبواب للبخاري، وللأسف الشديد أنه لم يستطع إتمامه[33]، وفي هذه الرسالة ذكر شيخ الهند ١٥ من أصول التراجم، وكذلك ألف حضرة الشاه ولي الله الدهلوي رسالة وجيزة حول هذا الموضوع، ذكر فيها ١٤ من أصول التراجم، فاستوعب مولانا محمد زكريا الكاندهلوي أصول تراجم الشيخ ولي الله الدهلوي، والقواعد الكلية للتطبيق بين الأبواب والتراجم، وأبواب لا ترجمة لها، وأصول تراجم شيخ الهند، وفوائد في دروس الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي، وأصول وقواعد في كلام الحافظ ابن حجر العسقلاني، والقسطلاني، والحافظ العيني، وزاد عليها ما وجده مفيدا، حتى بلغ عدد هذه الأصول والقواعد الكلية إلى ٧٠ أصلا وقاعدة، بتحقيقه وتنقيحه وتفحصه، فاحتوى على علم غزير لا يوجد في كتاب واحد. ثم أوضح في ضوء هذه الأصول مدى ترابط تراجم الأبواب في صحيح البخاري، والتطبيق بين الأبواب والكتب بالتفصيل. والحق يقال إن هذا الكتاب موسوعة شروح ل"صحيح البخاري".
 فقد تناول المؤلف فيه كل كتاب من كتب الجامع الصحيح وتكلم على أبوابها وتراجمها بابا بابا، وترجمة ترجمة، فجاء هذا الكتاب وافيا بالغرض مسعفا بالحاجة، وذكر اختلاف مذاهب الأئمة الأربعة في كل مسألة متواجدة في ترجمة الباب مع التفضيل للمذهب الحنفي على المذاهب الفقهية الأخرى، وقد طبع في أربعة أجزاء، ولا يعرف قيمة هذا الكتاب الجليل وما فتح الله على مؤلفه من الرأي السديد والقول الصائب إلا من مارس هذه الصناعة.
 "جزء حجة الوداع والعمرات":
في هذا الكتاب تاريخ كامل لسفر النبي  صلى الله عليه وسلم  لحجة الوداع وتفصيل تام لعمراته. تم إعداد جزء حجة الوداع الجزء الأول من هذا الكتاب في شهر ربيع الأول ١٣٤١ ه/نوفمبر ١٩٢٢ م في يوم وليلة ونصف ليلة، وأما جزء عمرات النبي صلى الله عليه وسلم أي الجزء الثاني من هذا الكتاب فشرع في تأليفه في ١٧ من جمادى الأخرى ١٣٩٠ ه الموافق ٢٢ من يوليو ١٩٧٠ م، وانتهى من تأليفه في ١٥ من رجب ١٣٩٠ ه/ ١٥ من سبتمبر ١٩٧٠ م.
 طبع الكتاب مع إضافات كثيرة من المكتبة اليحيوية بسهارنفور لأول مرة في شعبان ١٣٩٠ ه/أكتوبر ١٩٧٠ م، وفي نفس السنة طبع الكتاب طبعة ثانية من دار العلوم لندوة العلماء بلكناؤ وكتب عليه مقدمة قيمة سماحة العلامة أبو الحسن علي الندوي، وطبعت طبعته الثالثة من دار القلم ببيروت (لبنان) في حلل قشيبة من الطباعة، وطبعت طبعته الرابعة من المجلس العلمي بدابهيل من ولاية كجرات الهندية في ١٣٩١ ه/ ١٩٧١ م، وكتب عليه مقدمة علمية وتحقيقية مولانا محمد يوسف البنوري وطبعت هذه المقدمة باسم "الإلماع إلى خصائص حجة الوداع"، تحتوي المقدمة على ٢٠ صفحة. ونقل هذا الكتاب إلى الأردية أحد العلماء البارزين في باكستان مولانا محمد يوسف اللدهيانوي الشهيد، وطبع هذا الكتاب أيضا. [34]
 أما أسلوب الكتاب ونهج المؤلف في بحثه هذا فهو استيعاب شامل واستقصاء كامل وتحر للصواب وبحث عن الحقيقة العلمية وتقرير للحق، وأمانة في النقل. إن الكتاب قد يبدو جافا ولكنه في الحقيقة كالبحر الزاخر من حيث احتوائه المعلومات، والكتاب حقا بمثابة موسوعة صغيرة فيما يتعلق بحجة النبي صلى الله عليه وسلم وعمراته.
 يقع الكتاب في جزأين، تناول في الأول منه حجته  صلى الله عليه وسلم  ففيه مباحث عن الإحرام وما يتعلق به من أمور واجبة أو مستحبة مع ذكر لمواقيت الإحرام في مختلف الجهات، ثم ينتقل إلى أنواع الحج وأيها أفضل، القِران أو التمتع أو الإفراد؟
 بينما بحث في الثاني في عمراته وعددها وتحديدها وتفاصيلها وما اشتملت عليه من أحكام فقهية وبحوث تاريخية وفوائد علمية وتحقيقات حديثة. فيتناول فيه عمرات النبي  صلى الله عليه وسلم  ابتداء من عمرة الحديبية ثم عمرة القضاء، وأخيرا عمرة الجعرانة، فالعمرة التي قرنها مع حجته الأخيرة. وفي حديثه عن العمرة الأولى يتكلم بإسهاب عن صلح الحديبية مع ذكر لعدد المسلمين الذين رافقوا رسول الله  صلى الله عليه وسلم  إلى النتائج التي ترتبت لصالح المسلمين فيما بعد. وأثناء العرض يطلعنا العلامة المؤلف على كثير من الأحكام الفقهية بغية تحقيق النصر للمسلمين وإظهار قوتهم حتى يخافهم عدوهم ويرهبهم. [35]
 "جزء الاختلاف في صفة الصلوة":
 قد وضع المؤلف في كتابه هذا عناوين مستقلة ذكر تحتها أعمال الصلوة من التحريمة إلى التسليمة، كما أودعه أقوال الأئمة المجتهدين المختلفة وتعامل الصحابة وصفة الصلوة في شرح وبسط.
وكان سماحته يهدف من وراء التأليف لهذا الكتاب أن يؤكد أننا لم نجد أقوال الأئمة المجتهدين متضاربة في أعمال الصلوة كلها، فما هي الميزة التي جعلت رفع اليدين وقراءة الفاتحة خلف الإمام والتأمين بالجهر والسر تحتل أهمية فائقة من بين هذه المسائل حتى صارت بمثابة المعتقدات ودفعت الأمة بأسرها تقوم بالجدال والمناظرة فيها؟[36]،  وقد وضع صاحب هذا الكتاب هوامش كثيرة عليها.
 وطُبع هذا الكتاب سنة ١٤٢٧ ه/ ٢٠٠٦ م من مكتبة الشيخ التذكارية بسهارنبور. [37]
"جزء ما جاء في شرح ألفاظ الاستعاذة وجزء حديث "إنما الأعمال بالنيات":
قد وردت في كتب الأحاديث الشريفة أدعية للحفظ والسلامة من المصائب والبلايا مشتملة على كلمات متنوعة للاستعاذة، منها دعاء طويل أوله: "اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء ٣٤٧ وشماتة الأعداء (البخاري ٢ /  ٩٧٩ رقم ٦٣٤٧ ،٦٦١٦ ومسلم ٢ /  ٣٤٧ رقم ٢٧٠٧ )" وأن الشيخ الكاندهلوي قد جمع في هذه الرسالة هذا الدعاء وما إلى ذلك من الأدعية الكثيرة للاستعاذة التي يبلغ عددها إلى ٣٠ فأكثر، وشرح ما ورد فيه من كلمات أو أجزاء.
 إن متن هذا الحديث من أعظم الأحاديث نفعا وأشملها معنى، استخرج منها العلماء مسائل مهمة ونكات دينية في كل عهد، فجمع الشيخ في هذه الرسالة معلومات علمية وتحقيقية بعد مواصلة المطالعة لهذا الحديث الشريف، فأولا وقبل كل شيء ذكر فيها أهمية هذا الحديث الشريف ومكانته السامية في الإسلام مع ذكر الأسانيد والتحليل اللغوي المبسوط، كما قام بجمع أقوال العلماء والشارحين فيه مع النكات العلمية.
وطُبِعت الرسالتان في كتاب واحد في ١٤٢٨ ه/ ٢٠٠٧ م من مكتبة الشيخ التذكارية بسهارنفور، وتشتمل الكتاب على ٦٨ صفحة. [38]
"جزء صلوة الخوف وجزء صلوة الاستسقاء":
أما "جزء صلوة الخوف" فتعرض فيه المؤلف لتعيين المواضع التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم صلوة الخوف، كما عني بجمع أقوال المشايخ وأئمة الفن في الحديث وفقهه، وكذلك ذكر الأحاديث المختلفة الواردة في هذا الباب، و رجّح المؤلف بعض الروايات منها بناء على تفحصه العميق وبحثه الدقيق، فجاء الكتاب وافيا في مقصده وكافيا في مطلبه، فذكر فيه المؤلف المناسبات التي فيها صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلوة الخوف بالتفصيل ومن مناسباتها التي ذكر المؤلف في هذه الرسالة؛ غزوة ذات الرقاق، وغزوة عُسفان، ويوم محارب وثعلبة، وغزوة نجد، وغزوة جهينة، وغزوة الطائف، وغزوة الحديبية، وغزوة بنو نضير، وغزوة بطن نخل، وغزوة يوم بني سليم، وغزوة ذي قرد، وغزوة ذي أمر وغيرها من الغزوات. وأما "جزء صلوة الاستسقاء" فتكلم فيه المؤلف عن حقيقة صلوة الاستسقاء وكيفيتها وشروطها مع تعيين وقتها، وذكر الأحاديث الواردة في الموضوع بجانب أقوال الأئمة الأربعة والأئمة المجتهدين الآخرين في هذا الباب بشيء من التفصيل.
وطُبِعت الرسالتان في كتاب واحد في ١٤٢٩ ه/ ٢٠٠٨ م من مكتبة الشيخ التذكارية بسهارنفور، وتشتمل الأولى منهما على ١٠٦ صفحة والأخرى على ٣٥ صفحة. [39]
"جزء وفاة النبي صلى الله عليه وسلم":
قد أتى المؤلف في هذه الرسالة بالإسهاب بما روي عن مرض وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وابتدائه ويومه وتاريخه، ودخوله على أزواجه أمهات المؤمنين، وإقامته في غرفة عائشة الصديقية رضي الله عنها في آخر حياته المباركة، وأما منهجه في التأليف فهو أنه وضع عناوين يبلغ عددها ٧٨ ، لكل ما جاء عن مرض وفاته في دواوين الأحاديث والسيرة، ثم جمع الروايات بأسرها والقصص التاريخية مع مراجعها.
 ألقى فيها الضوء التام على ما يتعلق بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم من الأحداث والأمراض، وكم يوما قضى في حالة المرض، كما تعرض المؤلف لاختلاف العلماء في تاريخ وفاته مفصلا، ونبه بالبراهين والدلائل على ما ترجح عنده مع تغليط بعض الأقوال. وطبعت هذه الرسالة ١٤٢٩ ه/ ٢٠٠٨ م من مكتبة الشيخ التذكارية، وتشتمل على ١٢٧ صفحة.[40]
_______________________________________


1.     محمد شاهد  السهارنبوري " حياتِ شيخ  ١/٢٩-٣٠ و ٦٠٥ ؛ محمد شاهد السهارنبوري،"علماۓ مظاهر علوم سهارنبور آور انكي علمي وتصنيفي خدمات "  ٣-/  ١١٩
2.     محمد زكريا الكاندهلوي، "آپ بيتي"، ١/ ٤٤
3.     نفس المصدر، ١/٨٩-٩٠
4.     نفس المصدر، ١/٩٢-٩٥
5.     محمد زكريا الكاندهلوي، "آپ بيتي"، ١/٩٨-٩٩
6.     محمد زكريا الكاندهلوي،"آپ بيتي"، ١/١٠١ و ١١٤
7.     نفس المصدر، ١/١١٥-١١٦ و ١١٨
8.     محمد شاهد السهارنبوري،"حياتِ شيخ"، ١/٧٠ ، محمد زكريا الكاندهلوي، "آپ بيتي"، ١ / ١١٩
9.     محمد زكريا الكاندهلوي، "آپ بيتي"، ١/ ١٠٢ و ١٠٧ و ١١١ و ١١٩ و ١٢٢و١٢٣
10.نفس المصدر ١/١٢٣-١٢٤
11.محمد زكريا الكاندهلوي، "آپ بيتي"، ١/ ١٠٠ و ١٠٢- ١٠٣ و ١٠٧ و ١١٢ محمد شاهد  السهارنبوري " حياتِ شيخ١/٣٣   






مواضيع ذات صلة
الأعلام المسلمة, الأعلام،, الحديث, تراجم العلماء, دراسات,

إرسال تعليق

0 تعليقات