ادعمنا بالإعجاب

الشاعر الشاكي المتشائل من الأدب المهجر الشمالي


بقلم/ فردوس مون،ك
شعراء المهجر الشمالي والجنوبي
 من يقرأ الشعر المهجري ويدرس حياة شعرائه يجد أن شعراء المهجر الشمالي يفترقون عن شعراء المهجر الجنوبي، أن شعراء المهجر الشمالي أكثر خروجا وتحررا في اللغة والتراث، الذين يحاولون التخلص من قواعد اللغة ومن التراث، لا سيما جبران خليل جبران. ويقول الدكتور مندور على الأدب المهجري لقب "الأدب المهموس" لأنه يقع في النفس موقع الأسرار التي يتهامس بها الناس، وكلمة الهمس في رأيه هي إحساس بالأدب المصنوع من الحياة كأنه قطعة منها.[1] المهاجرون الذين عاشوا جماعة في كثير من مدن المهاجر الأمريكية ومنها نيويورك، بوسطن، ودترويت، وفلا دلفيا، وواشنطون، وسان باولو، وريودي جانيرو، ويونس آيرس، وبعض المدن في فنيزويلا وشيلي. الأدب المهجري يمتاز بروحانيته الصافية في الشمال، وبوطنيته الصارخة في الجنوب، وبتصويره الأنيق الدقيق، وحسه المرهف والمترف، في كل من الشمال والجنوب.[2]
أسباب الهجرة،إن أسباب المهاجرة وبواعثها تنقسم إلى قسمين:-
قسم دافع ، قسم جاذب.
القسم الدافع هو ظروف بلاد الشام من ذاتها من فقر وظلم وجور وسوء حكم وظلم وطغيان. أما القسم الجاذب هو الرغبة في الحرية والكرامة ورغد العيش والإثراء وأثر الحملات التبشيرية والدعايات الأجنبية.الشعراء المهجريون الذين أحسوا شعورا مختلفة حسب فكرتهم التفاؤلية والتشاؤمية والتشاؤلية. التفاؤل تعبير صادق عن الرؤية الإيجابية للحياة.
فالمتفائل ينظر إلى الحياة  بأمل إيجابية للحاضر والمستقبل والماضي أيضا حيث الدروس والعبر. يقول د/محمد غنيمى هلال، رائد الدراسات الأدبية المقارنة في العالم العربي، إذن مبنى التفاؤل و التشاؤم مبدأ الخير والشر[3]. أما التفاؤل لغةً أصله التيمن، وهو الابتداء في الأفعال بيد إلىمنى، ولكن  كلمة ‘التشاؤل’ هل لها أصل في اللغة العربية ؟ كل لفظ يتولد بوزن أو بحكم قواعد كالاشتقاق والإلحاق، ولكن يزعم المحدثون الذين لا يقيمون وزنا لتحكيم قواعد توليد الألفاظ كالاشتقاق والإلحاق.وكذلك كلمة متشائل منحوتة من كلمتين هما المتشائم والمتفائل[4]، أول من استعمل كلمة التشاؤول هو الروائي الفلسطيني "إميل حبيبي" صاحب رواية الوقائع الغربية. إن النزعة التشاؤلية التي انعكست في أعمال شعراء المهجريين الشماليين المشهورين هما رشيد أيوب وندرة حداد ومع ما يحفظ عن هاتين النزعتين المتقابلتين هما نزعة التفاؤل ونزعة التشاؤم.
رشيد أيوب 1872- 1941
رشيد أيوب من الشعراء البارزين، طارت شهرته في شعر المهجر والرابطة القلمية التي عملت على تحرير الأدب العربي من قيود التقليد. ولد رشيد أيوب في موطن ميخائيل نعيمه‘بسكنتا’ بلبنان. بعد دراسته الأولى في بسكنتا سافر إلى باريس سنة 1889م، لا شك فيها قد هاجر في طلب الرزق وسعيا وراء الكسب الشريف فمكث فيها ثلاث سنوات ثم تنقل إلى مانشستر في الإنجلترى فعمل فيها بتصدير البضائع، وعاد إلى لبنان فأقام في وطنه شهورا ثم غادر إلى أمريكا سنة 1895م وبهذا يكون رشيد أيوب من السابقين الأولين إلى الهجرة بين أعضاء الرابطة القلمية. لما حل رشيد أيوب في نيويوك أنه قد لقي فس سبيله شقاءا كثيرة وتعسا قسوة.
إن حياته لم تبسم إلا نادرا فقضى أيامه في فقر وألم مضنين.[5]
أدبه
إن الأدب يدل على شخصية الأديب، وفكرته الإيجابية والسلبية التي تصور على دواوينه المهمة هي:-
-         أغاني الدرويش
-         الأيوبيات
-         هي الدنيا
إذا نحلل هذه الدواوين تحليلا تاما نقول أنه ليس متفائلا فقط بل هو متشائما أيضا. إنه في أشعاره بين الحزن والفرح، والكآبة والسرور كما قال الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي هو الشاعر الباكي، وشاعر الدموع والأحزان.[6]بكثرة ما تردد من شكوى الدهر في قصائده. كان أيوب يدعى "الدرويش " نسبة إلى ديوانه ‘أغاني الدرويش’ وكذلك معاناته في الغربة وحنينه الدائم إلى الوطن، وسخطه على الظلم والحرب.
رشيد أيوب المتشائم
أحب رشيد أيوب وطنه الحبيبة حبا جما، لما كان في أمريكا أحس الحنين إلى الوطن كلما مرت الأيام والسنون، وأن قلبه يقرب إلى إلياس من العودة إلى لبنان ويباعد بينه وبين الأمل في رؤيتها، فيخاطب الغدير بلسان جندي يقول :-
             إنما أنت للبحر تعود        -           وأنا هيهات عودي للديار[7]
إن شعوره متعلقة بذكر بلاده، وألفاظه سلسة، وقصائده عذبة، يقول في قصيدة " بلادي" التي نظمها في عهد المؤتمر العربي البارسي:-
            خلقت ولكن كي أموت بها حبا  -لذاك تراني مستهاما بها صبا[8]
يرى رشيد أيوب شبابه الذي قد بذل في لبنان، يمثل ويصور شبابه، ويعتقد أن الحياة من صباه لن تعود. إن له في لبنان ذكريات كثيرة وعهودا عزيزة. نقرأ من هذه الفكرة السلبية أن للشاعر ليس له ثقة النفس في الرجوع إلى مسقط رأسه، كما يصور أن الشباب ليس له رجوع من الكهولة. وفي نفس الوقت يعبر الشاعر عن الشعرات البيض التي بدت في رأسه إلا نذير بذلك وإعلان بقدوم المشيب فكيف لا يحن إلى لبنان، وهو يقول:-
وحبب الأوطان الرجال إليهم      مآرب قضاها الشباب هنالكا
إذا ذكروا أوطانهم ذكرتــهــم        عهود الصبا فيها فحنوا لذلكا[9]
في هذه السطور نرى التشبيه ولكن ليس في هذه التشابه فكرة التأمل والرجاء، ولذا بدون شك نقول أن الشاعر غبط عليه فكرة الشؤم وإلياس.
أغاني الدرويش
 الشوق والطبيعة والحب التي غلبت على ديوانه، الذي أخرج عام 1928 بعبارة من أغنيات عذبة.يمكن تلخيص عصارة شعره بثلاث كلمات "حب وألم وخمر"[10] كما يقول الشاعر في مقطوعات "في سبيل الحب "
            أنا في سبيل الحب أهوى العين من عبراتهــا
            والطير إن ناحت على الأغصان في غدواتها
            والريح يحيى العاشق المشتاق من نفحاتــهـــا
            واللــــيل أصغى فيه للأفــــلاك في رناتــهــا
            أنا أعشق النفس التي تلتذ في حســـــراتــهــا[11]
إن الشاعر يحس في الكآبة والتحسر لذة ومتعة ، وكذلك يرى الحب من في الدموع والنواح والأنين وفي صفير الريح وظلام الليل أيضا، هو حب حزين متألم، في هذه السطور أن الشاعر يمسك ويسيطر على الحزن والسرور أي الفأل والشؤم.ولذا ليس الشاعر متشائما تاما ولا متفائلا أيضا، هنا أقول بتحليل مستمرة وتقليب الألفاظ أنه كان متشائل. وفي نفس الوقت يصف الشاعر نفسه في كآبتها وألمها ومعاناتها وخصوصا في أغاني الدرويش.
الأيوبيات:  غنى الشاعر فيها للحرية والوطن، صدر سنة 1917 م، يتحدث الشاعر في ديوانه عن نفسه وطرق رزقه ونظرته إلى الحياة فقال " يرى الناس الدنيا كأنها عروس منعمة ذات جمال ورونق، وأما أنا فأراها عجوزا هرمة، يرون الجو صافيا مشرقا، فأراه مظلما، يرون وجه الزمان ضاحكا فأراه كالحا، يغنون ويطربون، وهيهات يلذ لي سوى ضجيج الأمواج وخرير السواقي وتغريد العصافير. يشربون الخمر ويسكرون بالخمر".[12]
بيّن الشاعر عن تشاؤمه واضحا في كلماته العالية، إن فكرته ورؤيته عن المستقبل ليس بصافيا تاما بل غلفت بفكرة سلبية. نرى من أشعاره أنواع التشاؤم ومنها:-
الوحدة والانفراد:  الشاعر لا يحب إلا الوحدة والانفراد، لا يجد رفيقا سوى الطبيعة الخالصة المكتسية بثوب من الحزن والتحسر، وكذلك يعشق الوحدة وينشد البعد عن الناس، إنه يقول في " ذكرى لبنان"
       اذرفي ياعين دمعي ، فالهوى متلفي      واسعفي لعل نارا في الحشا تنطفــي(رشيد أيوب، أغاني الدرويش، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، مدينة مصر11471، القاهرة،ص- 29)
الحنين
الحنين إلى الوطن الذي ثار على شعور الشاعر في معظم أوقاته، الذي ينعكس في عمله وفكرته. لما يتساقط الثلج أمامه في بلاد الغربة، فيحس خياله إلى ثلوج لبنان فيقول الشاعر:-
            يا ثلج قد هيّجت أشجاني ذكرتـــني أهـــلي بلــبنان
            بالله قل عنّي لجيــرانـــي        ما زال يرعى حرمة العهد[13]
ثم يقول الشاعر عن عيش قضاه متنقلا في لبنان بين سهل وجبل وواد وسفح فيقول متمنيا ومتحسرا:-
            هل يــعــود       - عيش قضيناه بتلك الصُّرود
            أو تــجــود         -           هذي الليإلى بانتظام العقود
            كــي نــرود        -           في سفح صِنِين مقرّ الجدود [14]
يصور الشاعر في مقطوعاته عن الأنغام الحزينة الهادئة ، يتحدث فيها عن حبه لبلاده وعن عهوده الجميلة فيها، ويشتكي من آلام الغربة والفراق، ويحمل الرياح أشواقه إلى تلك الديار، ولكنا لا نلبث أن نراه في آخر القصيدة وقد باعد بين إلياس وقلبه، وقرب منه مشعل الألم فانتعشت روحه وتحسنت معنوياته، فهتف في قوة وعزم:
يا نوى     إن كان قلبي بالغرام اكتوى
والتوى    ظهري ورثت في المشيب القوي
ما انطوى           بساط آمالي، ورب الهوى
فاعرفي   لا شيء عن لبنان مستوقفي
فهو في     وغيره في الأرض لم أصطف[15]
إن شأن رشيد أيوب دائما في أشعاره، يعبر عن حزنه، ويصف آلامه، ويشكو من وحدته، ويئن من قسوة الحياة حوله. ولكنه لا يأتي على آخر القصيدة حتى يستنكف أن تكون نفسه غرضا لسهام إلياس وقلبه معرضا للشكوى والأنين، فيعاوده الأمل ويقترب منه الرجاء، فيأتي بأبيات مرحة متفائلة يلوح منها البشر ويبدو الاطمئنان والرضا بواقع الحياة، فهو بعد أن قال في إحدى أغنياته:-
            غربة أمست حياتي وانزاح     ومناجاة ورعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي الشهب
            أنا لولا ذكر أيام الصبا         قلت: يا نفس’ إذا شئت اذهبي
رشيد أيوب في التشاؤل
 نزعة التشاؤل التي هي الأصيلة عنده، ومع ذلك نزعة الرضا والابتسام ونزعة الشكوى والتحسر عنده. ويظهر هذا جليا في سطوره من ديوان ‘ أغاني الدرويش’
            ليس الشاعر الذي ينظم القصائد ويحكم الأوزان والقوافي
            الشاعر الذي يرتاح إلى الظلام لأنه يحب النور
            الشاعر الذي لا يفرح لنفسه إلا بحزنها
            الشاعر الذي يحب النفوس المتواضعة علما منه أن هناك الجمال والحكمة
            الشاعر الذي يحب الحياة مملوءة من العواطف
            الشاعر الذي يحسب الناس كلهم إخوته في الإنسانية.[16]
ومن أوصاف الشاعر أنه يسبغ في الحزن والألم في الحياة ومحبة الخير للناس، في آن واحد أمسك الشاعر شعور التفاؤلية والتشاؤمية، ولذا نعده في إطار المتشائلين.
أكد الشاعر أصالة نزعة الحزن في نفسه وشدة شعوره في مظاهر الكآبة والتحسر، وإلياس والأمل، حتى ليعجب الأستاذ ميخائيل نعيمه كيف يغوص في لجج أمسه ويومه ولكنه لا يستسلم لها، بل يتخلص منها إلى جورغد فسيح.[17]ولم يكن الأستاذ نعيمه هو الوحيد الذي حار في شعر أيوب، بل بقد حار في أمره جميع الناس وكل من انطلعوا على قصائده، حتى ليعترف أيوب نفسه بذلك فيقول:-
قالوا مقل وقالوا ذو ثراء ومن      في الناس مثلي غدا لغزا لدى الناس
إن رحت أنشد أشعاري فآونة     يبدو سروري ويبدو تارة ياسي
وهكذا يعيش الشاعر في حياته يندب ويبكي شبابه ويحن إلى لبنان ويهيم في بيداء أحلامه حتى أطلقوا عليه لقب "الدرويش"وسماه البعض "الشاعر الشاكي".
المصادر والمراجع
1 الدكتور صلاح الدين الهواري، شعراء المهجر الشمالي، دار ومكتبة الهلال بيروت، لبنان.
2 رشيد أيوب، أغاني الدرويش، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، مدينة مصر11471، القاهرة.
3 نادرة جميل سرّاج، ماجستير في الأدب العربي من جامعة القاهرة ‘دراسات في شعر المهجر شعراء الرابطة القلمية’ دار المعارف،
   مصر.
4 أحمد قبش، تاريخ الشعر العربي الحديث، دار الجيل بيروت لبنان.
5 قضايا معاصرة في الأدب و النقد، ص 231 ،لمحمد غنيمى هلال، رائد الدراسات الأدبية المقارنة في العالم العربي.
6 الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي، كتاب قصة الأدب المهجري دار الكتب اللبناني مكتبة المدرسة
7  صحبة الله حسنوند عضو هيأة التدريس بجامعة إصفهان، المصادر الفلسفية لأدب المهجر الشمالي لنصر الله شاملي
8  الدكتور صلاح الدين الهواري، شعراء المهجر الجنوبي، دار ومكتبة الهلال بيروت، لبنان.
9 معجم معاني الجامع، معجم عربي عربي، موقع http://vb.arabsgate.com/showthread.php.php?t=523142.
10 http://www.alukah.net/fatawa-counsels/0/14649/
11 http: //.hindawi.org
12 http://ar.m.wikipedia.org/wiki






[1]  الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي، كتاب قصة الأدب المهجري دار الكتب اللبناني مكتبة المدرسة ص-73
[2]  نفس المرجع، ص-80
[3]    قضايا معاصرة فى الأدب و النقد، ص 231 ،لمحمد غنيمى هلال، رائد الدراسات الأدبية المقارنة في العالم العربي
[4]  في معجم معاني الجامع، معجم عربي عربي
[5]  نادرة جميل سرّاج، ماجستير في الأدب العربي من جامعة القاهرة ‘دراسات في شعر المهجر شعراء الرابطة القلمية’ دار المعارف بمصر ص -345
[6]  دكتور محمد عبد المنعم خفاجي، كتاب قصة الأدب المهجري- دار الكتب اللبناني مكتبة المدرسة ص-644
[7]  المصادر الفلسفية لأدب المهجر الشمالي لنصر الله شاملي ( عضو هيأة التدريس بجامعة إصفهان ) وصحبة الله حسنوند، ص- 12
[8]  نادرة جميل سرّاج، ماجستير في الأدب العربي من جامعة القاهرة ‘دراسات في شعر المهجر شعراء الرابطة القلمية’ دار المعارف بمصر ص -348
[9]  نادرة جميل سرّاج، ماجستير في الأدب العربي من جامعة القاهرة ‘دراسات في شعر المهجر شعراء الرابطة القلمية’ دار المعارف بمصر ص -347
[10]  أحمد قبش، تاريخ الشعر العربي الحديث، دار الجيل بيروت لبنان ص- 287
[11]  رشيد أيوب، أغاني الدرويش، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، مدينة مصر11471، القاهرة،ص- 17  : http: //.hindawi.org
[12]  نادرة جميل سرّاج، ماجستير في الأدب العربي من جامعة القاهرة ‘دراسات في شعر المهجر شعراء الرابطة القلمية’ دار المعارف بمصر ص-349
[13]  رشيد أيوب، أغاني الدرويش، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، مدينة مصر11471، القاهرة،ص- 61  : http: //.hindawi.org
[14]  الدكتور صلاح الدين الهواري، شعراء المهجر الشمالي، دار ومكتبة الهلال بيروت ص-142
[15]  نادرة جميل سرّاج، ماجستير في الأدب العربي من جامعة القاهرة ‘دراسات في شعر المهجر شعراء الرابطة القلمية’ دار المعارف بمصر ص-350
[16]  رشيد أيوب، أغاني الدرويش، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، مدينة مصر11471، القاهرة،ص- 79  : http: //.hindawi.org
[17]  رشيد أيوب، أغاني الدرويش، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، مدينة مصر11471، القاهرة،ص- 5  : http: //.hindawi.org

مواضيع ذات صلة
الأدب العربي الهندي, دراسات أدبية,

إرسال تعليق

0 تعليقات