كيرالا، الهند)
هذا
الكون بما ينبض به من أسرار وألغاز لا
ينفكّ يقضّ مضجع الإنسان يتطلّب منه تفسيرا مقنعا عن حقائق الوجود والحياة وأجوبة
مرضيّة لتلك الأسئلة الفطرية: من أين جئت؟ وإلى أين أتجه؟ ولماذا جيء بي؟هذه
الأسئلة ما زالت تشغل أذهان المفكّرين والفلاسفة منذ فجر التّاريخ إلى يومنا
هذا.والسّير لاكتشاف معنى الوجود وأسرار الحياة قد انتهى به عند بوابة عالم آخر لا
يتمالك إلّا وأن يخلع دونه ثياب الغطرسة
العقلانيّة ويذعن لوجوب وجوده بترتيب الأسباب الطبيعيّة والقواعد الكونيّة.
بعث
الله الإنسان إلى الأرض للقيام بمراسم الخلافة وجعله أشرف الكائنات الحيّة وغير
الحيّة وأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة. وإذا كان الإنسان يحتلّ من هذا الكون هذه
المكانة الجليلة -وهو مع ذلك غالبا يعمّر ما بين الستّين والسبعين- لا يجد وقتا
كافيا للإستمتاع بالحياة وزخارفها المتلوّنة. فالقول بأنّ الإنسان لا يتعدّى وجوده
الماديّ إلى حياة أبديّة يناهض العقل البديهيّ خاصّة في ظلّ تفاهة الحياة الماديّة
بفترتها الوجيزة وإمكاناتها المحدودة. وأيضا النفس الإنسانية بشغفها الفطريّ تشتاق
إلى الحياة المطلقة السرمدية نفورا عن هذه الحياة المحدودة كما أشار إليه المفكر
الكبير محمد أسد في بداية كتابه الشهير "الطريق إلى مكة".
فلا
غرو أن كان الإيمان باليوم الآخر والبعث والنشور ركنا مشيدا من أركان الإسلام الذي
ينسجم مع الفطرة وينبني على الحكمة . فالإيمان بالبعث يروي غلّة الإنسان الصديان
إلى حياة أبديّة ويشعل في نفسه جذوة الرّجاء في مستقبل منير بعيد عن متاعب الحياة
الدنيا ومشاكلها. وقد أولى القرآن الكريم هذه الحقيقة إهتماما بالغا حيث يكرر في
مواطن عديدة ذكر اليوم الآخر والبعث حتى
يوطّن في قلب الإنسان السعادة النفسية المنبثقة عن تفاءل ورجاء في غد أفضل.
يقول
الله جل شأنه :
{فَسُبْحانَ
اللَّه حينَ تُمْسُونَ وَحينَ تُصْبحُونَ، وَلَهُ الْحَمْدُ في السَّماوات
وَالْأَرْض وَعَشيًّا وَحينَ تُظْهرُونَ، يُخْرجُ الْحَيَّ منَ الْمَيّت وَيُخْرجُ
الْمَيّتَ منَ الْحَيّ وَيُحْي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتها وَكَذلكَ تُخْرَجُونَ }.
الروم 17-19
يضرب الله سبحانه تعالى من واقع الحياة اليومية
التي يعيشه الإنسان أمثلة شاهدة على أن البعث بعد الموت والحياة الأبدية حق لا
ينبغي للعقل الواعي التجاهل له أو التغافل عنه.يقول عزّ من قائل "فانظر إلى
آثار رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها إنّ ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شيء
قدير " ( الروم 50)
الإيمان
بالبعث يضفي بمعان عظيمة على كثير من المظاهر الحياة والتي كانت تستعصي على
الأفهام حيث تركتها حائرة من دون أن تهتدي إلى الرشاد في درك أغراضها وأغوارها .
يقول النورسي "إن لم يحدث الحشر فإنّ جميع معاني كتاب الكون الحقة التي كتبت
بقلم القدر سوف تمسخ وتفسد! وهذا لا يمكن أن يكون مطلقا، وليس له احتمال أبدا، بل
هو محال في محال كإنكار هذا الكون، بل هو هذيان ليس إلا"
الإيمان
بالبعث يحرّك القوى الإيجابيّة في الإنسان ويقضي على القوى السلبية أمثال اليأس
والقلق والفوضى والعنف. إنّ الشعور بالعقاب
والثواب يجعل الإنسان متيقظا متفائلا يتخذ لنفسه أرضية متوسطة بين الخوف
والرجاء. فإذا أيقن الإنسان بالبعث لا يتريث أن يبذل وسعه للأعمال الإيجابية من
السعي لتحقيق الأمن والعدالة الإجتماعية وتجديد مفاهيم التعايش السّلمي وتطبيقها
على أرض للواقع وإزالة العنف كما أن هذا الإيمان يساعده على مواجهة الأزمات
والتفاعل مع نواميس الحياة من غير جزع ولا قلق .هناك الكثير من الثمار اليانعة
المتدفقة من هذا الإيمان والتي تتمحض عنها أعمال إيجابية وافرة .منها
1
اليقين التّامّ بالعدل
إذا
كان الإنسان على يقين تام بأنه سيقضى له بالعدل يوم الجزاء فلا يمنّي نفسه
بالإنتقام والثأر بنفسه بل يبتغي بأن الله لا تضيع عنده الودائع وأنه لا تذهب لديه
الحقوق هدرا. يقول النورسي
"وما دام قلم القدرة الذي يكتب في فصل الربيع وفي صحيفة ضيقة صغيرة مائة
ألف كتاب كتابة متداخلة بلا خطإ ولا نصب ولا تعب.كما هو واضح جلي أمام أعيننا، وإن
صاحب ذلك القلم قد تعهد ووعد مائة ألف مرة لأكتبن كتابا أسهل من كتاب الربيع
المكتوب أمامكم ولأكتبنه كتابة خالدة في مكان أوسع وأرحب وأجمل من هذا المكان
الضيق المختلط المتداخل... فهو كتاب لا يفني أبدا، ولأجعلنكم تقرأونه بحيرة وأعياب
وإنه سبحانه يذكر ذلك الكتاب في جميع أوامره، أي إن أصول ذلك الكتاب قد كتبت بلا
ريب، وستكتب حواشيه وهوامشه بالحشر والنشور، وستدون فيه صحائف أعمال
الجميع...."
2 اليقين بالمساواة
الحياة
حافلة بالاختلاف والتنوع تستلزم في اثرهما التفاوت والتضارب في كل موجود. ما أبدع
التناقض إذ يرزح الكثير من أهل كد اليمين وعرق الجبين تحت نير آلام لا تعد حينما تنعم
شرذمة قليلة مستأثرة لنفسها من الموارد
بحظ وافر بلا أي نصب ولاتعب. والحل
الوحيد لهذه المشكلة التي يعيشها الإنسان يوميا هو أن يعرف حق المعرفة أن الناس
كلهم متساوون عند الله كأسنان المشط يعاملون يوم القيامة من غير تمييز بين الفقير والغني أو العالم والجاهل أو الشريف والوضيع وهلم جرا.
يقول
النورسي:
"وما
دامت هذه الأنواع من الإنعام والإحسان
واللطف والكرم والعناية والرحمة مشاهدة
وظاهرة أمام العقول التي لم تنطفئ وأمام القلوب التي لم تمت، وتدلنا على وجود رب رحمن رحيم وراء الحجاب، فلا بد من
حياة باقية خالدة لتنقذ الإنعام من الإستهزاء أي يأخذ الإنعام مداه وتصون الإحسان
من الخداع ليستوفي حقيقته، وتنقذ العناية من العبث لتستكمل تحققها ليفيضها على
العباب. نعم إن الذي يجعل الإحسان إحسانا حقا والنعمة نعمة حقا هو وجود حياة باقية
خالدة في عالم البقاءوالخلود... نعم لا بد أن يتحقق هذا."
3
الحفاظ على الموارد
إنما
تتمتع الأرض بموارد محدودة
تكاد تستنفد طاقاتها في سبيل التضحية لإرواء غلة أطماع استهلاكية مطلقة
العنان لا ترقب فيها إلّا ولا ذمة. تتنافس
الدول والشركات وتذهب كل مذهب لجمع القناطير المقنطرة من الذهب والفضة والطاقة
والنفط من غير مبالاة بالإعتداء على حقوق الآخرين
واغتصاب ممتلكاتهم مما يؤدي إلى حروب
دامية تروح ضحيتها آلاف الأبرياء. والأطماع الإستهلاكية قد قضت على الأخضر
واليابس على وجه البسيطة ووجهت إلى صميمها ضربة ضارية أحدثت خللا خطيرا في
توازنها الطبيعي وهددت نفس بقائها لأمد بعيد.
ولا
تنقلع نابتة الطمع الإنساني إلا إذا
اطمأنت نفسه إلى الاقتناع بأنه سوف يسكن عالما أرحب وأوسع يمتعه بكل ما
تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنه يبقى هناك إلى أبد الآبدين لا يتعاوره خوف من النقصان أو حزن على الخسران
. فإذا أقر الإنسان بوجود حياة أبدية مع موارد لا متناهية تنطفئ نيران الحروب الإستعمارية وتشرق الأرض بنور ربها بأمن وسكينة وسلام
يقول
النورسي: " وما دام الرب سبحانه- كما في هذه الحقيقة- يحب الإنسان ويعمل كل
شيء وفق حكمته، وإن عظمة هذا الخالق
الأزلي وسرمدية حاكميته ولا عمر هذه الأرض المؤقتة الفانية" رسالة
الحشر (124-125)
4
الاستعداد للموت
الموت
ظاهرة طالما بعثت قلقا وألما في ذاكرة البشرية . مهما تقدم العلم بالإنسان إلى
أغوار البحر أو أجواء الخلاء لكنه ينزعج بالذلة ويشعر بالضعف والفتور كلما يفاجئه مرض أو حادثة بهاجس الموت.
والحضارة
المادية التي تمشي في ركابها دول للعالم قاطبة تتبنى سياسة النعامة إزاء مشكلة الموت.رغم كل هذين التغاضي والتناسي
مع ما يساعدهما من أدوات إلكترونية من مواليد التقنية العلمية لا تبرح ذكرى الموت
عاكفة في ساح وجدانه تنهشه وتهز كيانه بين عشية وضحاها.
الفكر الدائب والبحث الحثيث لإحتواء غول الموت قد
أورد الإنسان موارد حلول جوفاء من أطياف الكيمياء وإكسير
الحياة وغيرهما مماحاول به بدون جدوى أن يتسلى عن كوابيس الموت وأهواله
ولكن
الإنسان الذي يؤمن بالبعث والجزاء ويعد له العدة والزاد بفعل الخيرات يرحب بالموت
ويستعجله شوقا الى ما هياه الله من نعيم الجنة وزينتها . لا يهوله الموت طرفة عين
بل الحنين إلى لقاء الرب الرحيم يضفي على الموت بمعنى رشيق محبوب. ها هو ذا
التاريخ الإسلامي يروي لنا أروع مثال لذلك يتمثل في واقعة صحابي كان يفكر ويبدأ
أكل التمر في بعض الغزوات . ولما أعلمه رسول الله
بثواب الجنة ترك ما في يده من التمرات وقاتل إلى أن قتل شهيدا في سبيل الله
يقول
النورسي رحمه الله
"فهؤلاء
الشيوخ الذين عادوا كالأطفال وأصبحوا
مرهقي الحس في أرواحهم وطبائعهم إنما يقابلون ذلك لليأس القاتل الأليم
الناشئ من الموت والزوال ويصبرون عليه بالأمل في الحياة الآخرة
5 الإيثار والمواساة والأعمال الخيرية
الدنيا
دار فناء وبلاء ونقصان وخسران .لا يتم في معظم الأحيان أن يفوز إنسان بشيء إلا
ويفقده آخر فإذا أراد إنسان أن يمتلك أرضا جديدة يكون عليه أن يشتريها من بائع. فيفقد البائع شيئا من
أراضيه ويفقد المشتري بعضا من دراهمه ودنانيره. فإذا فتح رجل دكانا جديدا بجوار
دكان قديم لا تروج سلعه إلا وأن تسبب نقصانا
لا بأس به للدكان القديم . فينشأ عن هذا مخال فات ومناوشات تؤدي في بعض الأحيان إلى عمليات القتل
والدمار
ولكن
المؤمن الذي يؤمن حق الإيمان يرضى بما قسم الله له من معيشة الدنيا ويرنو إلى حياة
أبدية حيث توزع فيها الأرزاق وفق مقاييسه وهواه فلا يلجأ إلى عمليات الإغتصاب
والإحتكار معللا نفسه بأحلام لذيذة عن حياة بعيدة عن قيود المحدودية والفناء.
والسلف
الصالح من القرون المشهود لها بالخير رسموا لنا الطريق إلى السعادة الأبدية
بسيرتهم العطرة حيث قضوا حياتهم آمنين مطمئنين لم يزعجهم الضيق والفقر ولم يقعدهم
البؤس والفاقة عن مسايرة ركب الحياة العلمية والمضارية . وقدكانوا تطبيقا مثاليا للحديث النبوي الشريف
إذ يقول صلى الله عليه وسلم : عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر وإن أصابته ضراء صبر
وإليه
يشير ر سائل النور
"
فلولا هذا الإيمان بالآخرة لشعر هؤلاء
الآباء والأمهات -الذين هم أجدر بالشفقة والرأفة والذين هم في أشد الحاجة إلى
الإطمئنان والسكينة والحياة الهادئة – ضراما روحيا واضطرابا نفسيا وقلقا قلبيا
ولضاقت عليهم الدنيا بما رحبت، ولتحولت سجنا مظلما رهيبا، وانقلبت الحياة إلى عذاب
أليم قاس" ( رسالة الحشر 112)
ويقيم
بديع الزمان سعيد النورسي رحمه الله على وجوب وجود البعث والآخرة دلائل قاطعة من
خلال اثنتي عشرة صورة كما يوضحه بصفاء
بارع قصور الحياة الدنيا وتفاهتها ببراهين ساطعة قوية في الكلية العاشرة من رسائل
النور. ويختم النورسي هذا البحث بنصيحة
جامعة شاملة:
فيا
صديقي! ان هذه المملكة المؤقتة ما هي إلا بمثابة مزرعة، وميدان تعليم، وسُوق
تجاري، فلابد ان تأتي بعدها محكمة كبرى وسعادة عظمى. فاذا انكرتَ هذا، فسوف تضطر
الى انكار كل الهويات والسجلات التي يمتلكها الضابط، وكل تلك العُدد والاعتدة
والتعليمات، بل تضطر الى انكار جميع الأنظمة في هذه المملكة، بل اِنكار وجود
الدولة نفسها، وينبغي عند ذلك أن تكذّب جميع الاجراءات الحادثة. وعنده لا يمكن ان
يُقال لك انك انسان له شعور. بل تكون اذ ذاك أشد حماقة من السوفسطائيين. (رسالة
الحشر 26)
فمغزى
الكلام لولا البعث والآخرة لكانت السماوات والأرض بل الكون أجمعه هباء منثورا لا
تحمل معنى ولا فائدة.لولا الآخرة لكانت
الحياة الدنيا شجرة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار لولا البعث لساد الظلم
والظلام واليأس والإضطراب وقامت قيامة الفوضى الشاملة
وتبقى
الآن أسئلة فطرية تنصب على العقل بداهة وتتركه مبهوتا منبهرا لأول وهلة
منها:كيف يبعث الله الأجساد بعد أن رمت عظامها وبليت
واندمجت في التراب؟ يحكي الله سبحانه هذه الشبهة في قوله: قال من يحيي العظام وهي
رميم ( يس) ويرد الله نفسه على هذه الشبهة الواهية إذ يقول: " قل يحييها الذي
أنشأها أول مرة " (يس)
يجيب
النورسي على نفس الشبهة بأسلوب قرآني بديع. يقول :
"أو
أن قائداً يمكنه أن يجمع من جديد افراد جيشه الذي شكله بنفسه في يوم واحد. وقيل
لك: ان هذا سيجمع افراد تلك الفرق وسينضوي تحت لوائه أولئك الذين سرّحوا وتفرّقوا،
بنفخة من بوق، فأجبته: لا، لا اصدق!. عندها تفهم أن جوابك هذا ينبئ عن تصرف جنوني،
أيّ جنون!!" ( رسالة الحشر 80)
"أمهل
يمكن أن يسأل ذو الجلال والإكرام الذي
أوجد الذرات من العدم ونشقها بأمر كن فيكون في أجساد جنود الأحياء. فأنشأ منها
الجيوش الهائلة، كيف سيجمع بصيحة واحدة تلك الذرات الأساسية التى تعارفت فيما
بينها وتلك الأجزاء الأساسية التى انضوت تحت لواء فرقة الجسد ونظامه ؟"
(الكتاب نفسه)
وشبهة
أخرى تشكك في حكمة السؤال والحساب للإنسان فقط دون غيره من الحيوانات والجمادات.
يرد النورسي بجواب ممتع رائع
"
لأن هذا الإنسان، هو ســيد الموجودات، رغم أنه صغير جدا؛ لما يملك من فطرة جامعة
شــاملة. فهو قائد الموجودات، والداعي إلى سلطان ألوهية الله، والممثل للعبودية
الكلية الشاملة، ومظهرها. لذا فإن له أهمية عظمى" (الكتاب نفسه 37)
ولا
يترك النورسي للشبهة مجالا حيث ببدد بطريق منطقي وهما آخر يثيره أهل الإلحاد
المشككون يقول:
لا
يخطرنّ على بال أحد ويقول: ما أهمية هذا الانسان الصغير وما قيمته حتى تنتهي هذه
الدنيا العظيمة وتفتح دنيا اخرى لمحاسبته على اعماله!
"ولا يخطرن على البال كذلك: كيف يكون هذا
الانسان محكوماً بعذاب أبدي، مع أن له عمراً قصيراً جداً؟.
لأن
الكفر جريمة كبرى، وجناية لا حدود لها، حيث انه يهبط بقيمة الكائنات ودرجتها -
التي توازي قيمة مكاتيب صمدانية ودرجتها - الى هاوية العبث، ويوهم عدم وجود الغاية
من ايجادها.. انه تحقير بيّن للكائنات كلها وانكارٌ لما يشاهد من انوار الاسماء
الحسنى كلها، وانكار آثارها في هذه الموجودات، ومن ثم فانه تكذيب ما لا يحصى من
الادلة الدالة على حقيقة وجود ذات الحق سبحانه وتعالى، وكل هذا جناية لا حدود لها،
والجناية التي لا حدود لها توجب عذاباً غير محدد بحدود" (الكتاب نفسه 37)
الكون
مرآة تنعكس فيها حقائق الألوهية والربوبية . ووجود الخالق يستلزم في إثره وجوب
وجود البعث والآخرة. والدنيا بذلتها وقصر عمرها تشد أزر هذه الضرروة الملحة. هذا
هو الأسلوب الذي يتبناه رسائل النور في بيان الحشر وثمراته
وفي الجملة إن الإيمان بالبعث والحشر تيار قوي غلاب يدفع صاحبه نحو الأفكار الإيجابية والأعمال البناءة ويبدد من
ذهنه ظلمات العادات والأخلاق السلبية . ورسائل النور يسلك نفس المنهج عندما يحاول
إثبات البعث والحشر ببراهين عقلية بالإضافة إلى دلائل قطعية من الكتاب والسنة،
والله الموفق والحمد لله رب العالمين
0 تعليقات
أكتُبْ تعليقا