ادعمنا بالإعجاب

العقد الزاهر بمدح النبي الطاهر (بحر الوافر)

سي. ك. محيي الدين الفيضي*
هنيئا للربيع المستهام


بصحبته بدا فجر السلام

سلامتنا منوط بالنبي


حمانا الله من دار الجحيم

تبسمت الحظيرة والجنان


بفتح جميع أبواب النعيم

وتسمع في السماء دوي صوت


بتسبيح الملائكة الكرام

أحست بنت وهب ذات فضل


ولادتها لذي فوز عظيم
 
وألبس عرش ربي بالجمال


وحور ثم ولدان النعيم

لآمنة اهتزاز والفخار


بسيد قومها خير الأنام

ملائك ربنا نزلوا عليها


تغشاها رضى الله الكريم

وليد هاشمي لا نظيرا


لهذا في حديث والقديم

هناك يخيب آمال اللعين


قصور الكفر تغشى بالهموم

****
كمال المصطفى غير احتواء


بنثر الكاتبين وبالنظام

وأثنى ربه جما عليه


وسمى بالرءوف وبالرحيم

إذا ما كان بدرا في المعالي


فليس الرسل إلا كالنجوم

وإنك منهل العذب الفرات


رواء منه غيرك من عظام

وصقر في فضاء العز دوما


وقطب بين دائرة التسامى

لأمته اعتزاز وابتهاج


بسيدها على كل الفئام

لمن صحبوه إكرام جلي


بصحبة من أتانا بالختام

إذا ما سرتَ ضاء بك السنا في


يمين والشمال وفي الأمام

وفي الإثر ارتياح والنسيم


بطيب المسك ذي روح شميم

****
لقد من الإله به علينا


ببعثته إلى كل الأنام

رسالته إلى جن وإنس


كذاك إلى ملائكة كرام

كتاب الله نزل به الأمين


واحكم أنه خير الكلام

هو الأمي هذا فيه عز


له دانت رقاب ذوي العلوم

فسد سبيل شائبة ارتياب


وأثبت أن من الله الرحيم

دعاهم بالذي نزل الأمين


أجاب إليه ذو قلب سليم

فعين الصدق ما قال الرسول


ولا يدنوه ما قالت حذام

فيا أسفى على القوم القرشي


تولوا عن صراط مستقيم

وأعلى كلمة الله العلي


وأبلغ هدية الشرع القويم

به كشف الدجى وأنا ر كونا


وألجم ما يفتن باللجام

فأوقد نار حرب المؤمنين


أيا ليس العدى جند الرحيم

فخالفه وحاربه جهارا


خباث الناس أنجاس الفئام

وجاءوا كلهم فردا وشملا


على المختار والدين القويم

وبذلوا جهدهم ليلا نهارا


فيا خسران جاحده الأثيم

وجن جنونهم لما أصابوا


بما كسبوا من الويل العظيم

جيوش الله آووه وقاموا


وباعوا نفسهم عند الزحام

وفي بدر وأحد والحنين


وسائر معركات الازدحام

هم الأصحاب فازوا بالرضاء


كفاهم نص قرآن كريم

وكم من ليلة باتوا جياعا


وكم سهروا بليل ذي بهيم

ولن ترضى اليهود ولا النصارى


عن الدين الذي أرسلت سامي

مخافة ما يفوت لهم بهذا


من الدنيا وجاه الانفصام
 
فيا علم الهدى أعليت دينا
 

يدين به الأفاضل من كرام

فلولا أنت ما كانوا نهوضا


لهذا الفضل والمجد الجسيم

ولولا جاءهم هذا الرسول


لداموا في الجهالة والظلام

****
فذا عقد بأوصاف الرسول


بعدد النون آخر ذا النظام

أقدمه إلى روض المدينة


وحضرته لدى أعلى المقام

فيا سندي رسول الله مالي


سوى حبي لديه من العصام

فأرجوا أن أكون به ظفيرا


بنيل مقاصدي كل المرام

إذا ما نلت نظرا من حبيبي


فها أنا فائز غير الملوم

صلاة ثم تسليم عليه


وأهل البيت تترى بالدوام






* مدرس، جامع متيجرا.

مواضيع ذات صلة
الأماديح,

إرسال تعليق

0 تعليقات