طاهر
عبد الرحمن
باحث،
قسم العربية، جامعة كيرالا
المقدمة
نشأت السينما المصرية خلال الأعوام
الأربعة والخمسين وتطورت حتى تنتج فيها ألفي فيلم تقريبا. فهذا يعتبر رقما كبيرا
في تاريخ السينما العربية في الأرشيف العالمي. كانت السينما المصرية أكبر تأثيرا في الوطن
العربي بسبب الحركة المصرية. وقد بدأت
علاقة مصر بالسينما في نفس الوقت الذي بدأت في العالم رغم أن المؤرخين اختلفوا في
تحديد بدايتها في مصر حيث تم انتاج أول فيلم مصري الشهير "قبلة في الصحراء[1]"
و"الفيلم "ليلى[2]".
إن المراحل
التي مرت بها السينما المصرية في تاريخ
انتاجها عديدة ومنها:
1. مرحلة النشوء والسينما الصامتة
2. مرحلة السينما الناطقة
3. أفلام ما قبل الحرب العالمية الثانية
4. أفلام ما بعد الحرب العالمية الثانية
5. مرحلة ما بعد ثورة تموز (1952 – 1962)
6. مرحلة القطاع العام (الستينات)
7. مرحلة السبعينات (1971 – 1980)
الأدب السينمائي في حياة نجيب محفوظ
ولد
نجيب محفوظ بمصر في 1911. رأى في طفولته المظاهرات الدموية بين المصريين والإنجليز
في ميدان بيت القاضي بحي الجمالية في مصر كما شاهد الكثير
من المظاهرات بين النساء الشعبيات وأثرت بعمق في شخصيته وأدبه السينمائي. قام بعدد
من الوظائف الرسمية ونشر رواياته الأولى عن التاريخ الفرعوني ولكن موهبته تتجلى في
ثلاثيته الشهيرة "بين القصرين" و"قصر الشوق" و"السكرية".
ثم نقل أعماله السينما إلى حياة الطبقة المتوسطة في القاهرة حيث صور حياة الأسرة المصرية
في علاقاتها في الداخل والمجتمع.
محفوظ مع السينمــــا المصرية
كان محفوظ يستجيب في كتابة
السينما العربية لدعوة طه حسين في مقالته بمجلة "الكاتب المصري[3]"
في 1946والذي تناول فيه كتابة جان بول سارتر[4]
كما أنه توجه إلى دعوة كبار الأدباء في مصر لكتابة السينما المصرية.
يقول محفوظ:
"بدأت علاقتي
بالسينما في سني المبكرة وكنت أدخل سينما "الكلوب المصري" في الخامسة من
عمري. عشقت السينما منذ اللحظة الأولى وواظبت على الذهاب إليها مع الشغالة حيث
كانت أمي ترسلها معي وتظل ملازمة لي حتى انتهاء العرض وتصحبني إلى المنزل. كانت
كلمة "النهاية" على آخر الشريط من أشقى اللحظات على نفسى. فقد كنت أتمنى
أن أمضي اليوم كله داخل دار العرض وتمنيت لو أنني أسكن في دار عرض سينمائي فلا
أخرج منها أبدا. كانت السينما تعرض الأفلام الصامتة في ذلك الوقت ولا نرى في دار
العرض إلا صورا متحركة بدون أصوات ومع ذلك كانت متعة مشاهدة فيلم صامت لا تعادلها
عندي أي متعة أخرى."
قام محفوظ بكتابة السينما المصرية
عندما توقف عن كتابة الأدب في 1946 خلال كتابة الأدب العربي واستمر هذه الكتابة حتى
بعد عودته إلى الأدب أيضا. فقد كتب "أولاد حارتنا[5]"
التي تمت في 1958 وهذا يؤكد أن السينما لم
تكن بديلا عن الأدب بالنسبة إليه. وفي الحقيقة أن كتابة السينما كانت محصورة على
التكلفة المالية والتي هي أكبر من الأدب في كل زمان ومكان ولكن محفوظ لم يسع إلى
حياة رفاهية وكان أجره قليلة جدا عن كتابة السينما والأدب وكانت هي أقل من أجور
الكتاب المعروفين في البلاد العربية حتى بعد أن فاز بجائزة نوبل للأدب عام 1988.
كتب محفوظ العديد من السيناريوهات للسينما خلال
سنتي 1952 و1959. واتصل هذه السيناريوهات بأعماله الروائية وتحولت عدد منها إلى
الشاشة. ومن هذه الأعمال "بداية ونهاية" و"الثلاثية" و"ثرثرة
فوق النيل" و"اللص والكلاب" و"الطريق".
هناك
عشرة محاور للعلاقة بين محفوظ والسينما هي:
1.
الأفلام التي كتبها أو اشترك في كتابتها للسينما ولم
تنشر كأعمال أدبية
2.
كتاباته وحواراته المنشورة عن السينما
3.
تأثير اللغة السينمائية على أسلوبه الأدبي
4.
السينما في عالمه الأدبي
5.
الأفلام الطويلة السينمائية والتلفزيونية التي أعدت عن
أعماله الأدبية
6.
الأفلام القصيرة السينمائية والتلفزيونية التي أعدت عن
أعماله الأدبية
7.
أفلام طلبة معاهد السينما التي أعدت عن أعماله الأدبية
8.
الأفلام التسجيلية والبرامج التلفزيونية التي أنتجت عنه،
أو اشترك فيها
9.
عمله في إدارة العلاقة بين الدولة والسينما
10.عمله كرقيب على الأفلام
الأدوار التي لعبها محفوظ في الأفلام المصرية
المشهورة
فيلم
|
إخراج
|
دور محفوظ
|
سنة
|
المنتقم
|
صلاح أبوسيف
|
اشتراك في السيناريو
|
1947
|
مغامرات عنتر وعبلة
|
صلاح أبوسيف
|
اشتراك في القصة
|
1948
|
لك يوم يا ظالم
|
صلاح أبوسيف
|
اشتراك في السيناريو
|
1951
|
ريا وسكينة
|
صلاح أبوسيف
|
القصة واشتراك في
السيناريو
|
1953
|
الوحش
|
صلاح أبوسيف
|
القصة واشتراك في
السيناريو
|
1954
|
جعلوني مجرما
|
عاطف سالم
|
اشتراك في السيناريو
|
1954
|
فتوات الحسينية
|
نيازي مصطفي
|
اشتراك في القصة
والسيناريو
|
1954
|
درب المهابيل
|
توفيق صالح
|
القصة واشتراك في
السيناريو
|
1955
|
النمرود
|
عاطف سالم
|
اشتراك في السيناريو
|
1956
|
الفتوة
|
صلاح أبوسيف
|
اشتراك في السيناريو
|
1957
|
مجرم في إجازة
|
صلاح أبوسيف
|
اشتراك في السيناريو
|
1958
|
ساحر النساء
|
فطين عبدالوهاب
|
اشتراك في القصة
|
1958
|
الطريق المسدود
|
صلاح أبوسيف
|
اشتراك في السيناريو
|
1958
|
الهاربة
|
حسن رمزي
|
اشتراك في السيناريو
|
1958
|
جميلة الجزائرية
|
يوسف شاهين
|
اشتراك في السيناريو
|
1958
|
أنا حرة
|
صلاح أبوسيف
|
اشتراك في السيناريو
|
1959
|
الله أكبر
|
إبراهيم اسيد
|
اشتراك في السيناريو
|
1959
|
إحنا التلامذة
|
عاطف سالم
|
اشتراك في السيناريو
|
1959
|
بين السماء والأرض
|
صلاح أبوسيف
|
اشتراك في القصة
|
1959
|
الناصر صلاح الدين
|
يوسف شاهين
|
اشتراك في القصة
|
1963
|
ثمن الحرية
|
نور الدمرداش
|
اشتراك في القصة
|
1964
|
شن من العذاب
|
صلاح أبوسيف
|
اشتراك في القصة
|
1969
|
بئر الحرمان
|
كمال الشيخ
|
اشتراك في القصة
|
1969
|
دلال المصرية
|
حسن
الإمام
|
اشتراك في القصة
|
1970
|
الاختيار
|
يوسف شاهين
|
اشتراك في القصة
|
1971
|
امبراطورية م
|
حسين كمال
|
اشتراك في القصة
|
1972
|
ذات الوجهين
|
حسام الدين مصطفي
|
اشتراك في القصة
|
1973
|
توحيدة
|
حسام الدين مصطفي
|
اشتراك في القصة
|
1976
|
المجرم
|
صلاح أبوسيف
|
اشتراك في السيناريو
|
1978
|
الخاتمة
إن حياة الكاتب والسينمائي نجيب محفوظ توافرت بالخصائص
وحققت على إنجازات عالمية في مختلف مجالات الأدب والسینما
على الرغم من الإنجاز الكبیر الذي حققه بحصوله على جائزة
نوبل في الأدب منفردا كما تحققت لآداب بلدان أخرى وانتمى إلیھا كتاب آخرون حصلوا على نفس الجائزة
في 1988. وله عددا من الأعمال في مجال التألیف السینمائي
وتعامل مع دوره في السینما بدرجة أكبر من الاھتمام، في الدورة 20 من مھرجان القاھرة السینمائي في 1996. قامت إدارة المھرجان بإجراء استفتاء بین مجموعة من
كبار النقاد والفنانین بمناسبة مئوية السینما
لاختیار أفضل مائة فیلم في تاريخ
السینما. كانت المفاجأة أن نجیب محفوظ احتل المركز الثاني بین
كتاب السیناريو في الاستفتاء على قائمة 9 أفلام. علاوة على ھذه الأفلام التسعة التي شارك فیھا محفوظ ككاتب أو معد للقصة السینمائیة بالإضافة إلى عشرة أفلام بالتمام والكمال أعدتھا السینما عن رواياته وقصصه الأدبیة القصیرة. وجدير بالذكر أن بصمته وتوقیعه مسجل على أشرطة السلولويد لخمسة وعشرين فیلم ضمن مائة عمل رائع في تاريخ السینما.
هوامش
الكتب العربية
1.
أتحدث إليكم، نجيب محفوظ،
دار العودة ، بيروت، 2006.
2.
أدب نجيب محفوظ، السيد أحمد فراج، دار الوفاء المنصورة،
القاهرة، 1990.
3.
الأعمال
الكاملة لنجيب محفوظ، دار الشروق للنشر والتوزيع، مصر، 2006.
4.
أنا نجيب محفوظ: سيرة حياة كاملة، إبراهيم عبدالعزيز، نفرو للنشر والتوزيع،
القاهرة، 2006.
5. تأملات في عالم نجيب محفوظ، محمود أمين العالم،
الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2012.
6.
الرمز والرمزية في أدب نجيب
محفوظ، سليمان الشطي، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2004.
7.
فن القصة القصيرة عند نجيب
محفوظ، حسن البندري، مكتبات الأنجالو المصرية، القاهرة، 1988.
8.
مع نجيب محفوظ، أحمد محمد
عطية، دار الجيل، بيروت، 1977.
9.
نجيب محفوظ يتذكر، جمال الغيطاني، دار الشروق، القاهرة،
1990.
10.
وظيفة
اللغة في الخطاب الروائي الواقعي عند نجيب محفوظ: دراسة تطبيقية، عثمان بدري، جامعة
المجلات العربية
1.
ألف، قطر، عدد 15، 1995.
2.
الجيل، القاهرة، مايو، 1958.
3.
الجيل، القاهرة، أكتوبر، 1958.
4.
الطليعة،القاهرة، أكتوبر، 1973.
5.
أدب ونقد، القاهرة، نوفمبر، 2001.
الجرائد العربية
1.
الجمهورية، 15 ابريل، 1965.
2.
الأهرام، العدد 439، يوليو،
1999.
3.
المساء، 27 أكتوبر، 1958.
4.
الجمهورية، 20 يناير، 1968.
5.
الجمهورية، 25 مارس، 1971.
6.
المصري، العدد 1826، 13 مايو، 2009.
[1] فيلم مصري من إخراج إبراهيم لاما وانتاج كوندرو
فيلم في . 1927.
[5] رواية محفوظ التي تعد من
إحدى أشهر رواياته وأثارت جدلا كبيرا منذ نشرها وصدرت عن دار الآداب ببيروت في 1962.
0 تعليقات
أكتُبْ تعليقا