ادعمنا بالإعجاب

التعليم في شبه القارة الهندية

د.محمد تاج العروسي- العالم الإسلامي
(قد سلف نشر الدراسة في مجلة الرابطة الإسلامية)

سجل لنا التاريخ جهود العلماء الذين خدموا العلوم كلها، وانبرى عدد كبير منهم في كل فن من الفنون، وفي كل لون من ألوان المعرفة يفتحون مجاهيله، ويخوضون عبابه ، ويستخرجون كنوزه، ويقطفون ثماره، فأخرجوا للعالم ما يشبه المعجزات وابتكروا علوماً لم يعرفها غيرهم ، واستخدموا فنونا لم يمارسها سواهم، وظلت مؤلفاتهم العمدة التي يعتمد عليها أهل الصناعة في أوروبا ، وتدرس كتبهم في الجامعات، ولولا الاستعمار الذي شغلهم دهورا من الزمن لواصلوا الابتكارات ،واحتلوا الصدارة في العالم ، ولأصبحت هذه النهضة من نصيب الأمة الإسلامية تنمو على أيدي علمائها، ورواد نهضتها ولكن إرادة الله هي التي قضت أن تزرع هذه الأمة ليجني غيرها ثمارها ، ومع ذلك فليس هناك يأس فما دام لنا صلة قوية بماضينا، ونحن نراجعه من حين لآخر ، فسوف يأتي يوم تعود فيه للأمة الإسلامية تلك الصدارة والمكانة ، ونسأل الله التوفيق والسداد .
  المرحلة الأولى من العهد الغزنوي إلى نهاية الأسرة اللوردية
388 ـ 932 هـ:


كانت هناك صلة قديمة بين العرب والهند ، وكانت أول بعثة زارت شبه القارة في العام الخامس عشـر الهجري عندما بعث عمر بن الخطاب بعثة اكتشافة إلى مدينة بومباي ، وكانت البعثة الثانية في عهد عثمان رضي الله عنه عند ما قطع الملك الهندي داهر الطريق على الحجاج والتجار في البحر وأسر المسلمين ، وصادر الحجاج والتجار ، ثم في العهد الأموي زار المهلب بن أبي صفرة مدينة لاهور ، وعندما تولى الحجاج بن يوسف الثقفي أَمْرَ العراقِ غزا بأمر الخليفة الوليد بن عبدالملك ملك السند الذي قطع طريق البحر وأسر الحجاج ، وذلك بقيادة ابن أخيه محمد بن القاسم الثقفي، ففتح بلاد السند وما وراءها، وأقام حكما إسلاميا في تلك المناطق التي فتحها، ووحَّد المنطقة تحت راية واحدة ، ثم زارها كثير من العلماء والأدباء العرب ، واختلطوا بأهلها فأثروا فيهم تأثيرا ملموسا في مجال الثقافة والعلم.
بدأ التعليم في شبه القارة الهندية منذ القرن الرابع الهجري الذي يعرف بالعصـر الغزنوي أي من عام 388 هـ، ولم يكن نظام المدارس معروفا هناك في ذلك الوقت ،وإنما هناك حلقات علمية في المساجد والبيوت .
ويعتبر الإمام أبو القاسم محمود بن سُبُكْتِكِيْن الغزنوي أول من فكر في إنشاء نظام التعليم في الحلقات في تلك المناطق ، فكانت صلته قوية بكبار العلماء، وكان البلاط الغزنوي عامرا بمشاهير العلماء الذين وفدوا من سائر الأقطار في آسيا ، يقال : إنه أظهر السنة ، وقمع الرافضة والمعتزلة ، ومشى في الناس بسيرة عمر بن الخطاب ، وكان يحب المناظرة ويحضـر مجلس المناقشة الذي كان يعقد بين علماء مدرسة الشافعية ومدرسة الحنفية ، وتوالى ملوك الغزنويين على ذلك المنهج إلى أن سقطت دولتهم في أيدي الغوريين بعد أن حكمت قرنين من الزمن، وكان لها الفضل في توطيد أركان المسلمين والإسلام في الهند ، وكانت الدراسة في ذلك العهد في البيوت والمساجد والقصور التي أسسها الملوك والسلاطين وجعلوها كمدارس للتعليم الديني ، وفي عهد السلطان مسعود صارت لاهور مركزا مهماً للتعليم الإسلامي ، وخرجت نخبة بارزة من العلماء والمصنفين .
انظر : الكامل في التاريخ 7/ 685، تاريخ ابن خلدون 4/ 492، البداية والنهاية 12/ 28
وفي عهد الدولة الغورية أي ما بين الفترة 582 ـ 602 هـ الموافق 1186 م ـ 1206م قام الملك شهاب الدين بدور فعال في توسيع رقعة الدولة الإسلامية والاهتمام بالمدارس الدينية ، فقد كان يحب العلماء ويكرمهم ،وممن التحق ببلاطه الإمام فخر الدين الرازي رحمه الله .
وفي الفترة ما بين 602 ـ 689 هـ الموافق 1206 ـ 1290 م حصل تطور آخر فقد بنى قطب الدين أيبك مسجدين كبيرين أحدهما بدلهي التي كانت عاصمة للحكومة الإسلامية ومحطا لرجال العلم ومركزا واسعا للتعليم الإسلامي ، والآخر بأجمير وكذلك الملوك الذين جاؤوا بعده .
وفي الفترة مابين 689 ـ 720 هـ الموافق 120 ـ 1320 م كانت لسلاطين الدولة الخلجية عناية خاصة برجال العلم والمتفقهين الذين وفدوا إلى « دهلي » دلهي من كل فج عميق ،ومن العلماء والأدباء البارزين في عهدهم الشيخ صفي الدين الهندي، والأمير خسـرو الشاعر المعروف.
وفي الفترة مابين 721ـ 715 هـ الموافق 1320ـ 1414م قام ملوك الدولة التغلقية بخدمة الدين خير قيام ، وكان منهم عدد من العلماء الباحثين مما ساعد على إنتاج كثير من المصنفات ، وخاصة في مجال الفقه والفتاوى كما اهتموا ببناء المدارس والمساجد ، وأكرموا العلماء والمشايخ ، وكانوا يغدقون عليهم الهبات والعطايا ، ويعتبر الملك محمد تغلق وفيروز تغلق من كبار العلماء، والمهتمين على إحياء ما اندرس من معالم الإسلام .
  زهرة البساتين من مواقف العلماء الربانيين
 ص 63، الدرر الكامنة 5/ 320
وفي الفترة مابين 817 ـ932هـ زاد نشاط العلم وانتشـرت الثقافة الإسلامية والعلوم العربية ، وصارت دولة ملوك الأسرة اللودية محطا لرجال العلم والأدب والفنون حيث جذبوا إلى بلاطهم كثيرا من علماء العلم والمعرفة أمثال المحدث الشهير الشيخ رفيع الدين الشيرازي تلميذ الشيخ المحقق جلال الدين الدواني وكذلك العالم الجليل الإمام السخاوي.
ا لتاريخ الإسلام ـ العهد المملوكي ـ محمود شاكر7/ 278 أهم المدارس التي أنشئت في تلك الفترة:
نقصد بمصطلح المدرسة في هذه الفترة الأماكن التي هيئت لتلقي العلم فيها من المساجد والبيوت وبعض القصور التي هيأها الملوك للمدارس وبنوا فيها دورا لمساكن الطلاب ، وظل الأمر كذلك إلى أن جاء الشيخ نظام الدين السهالوي المتوفى سنة 1161هـ الموافق 1747م فوضع نظاما جديدا للمدارس، وأعد منهجا دراسيا يجمع بين العلوم العصـرية والدينية، وسمى ذلك بالدرس النظامي نسبة إلى واضعه (الملا) نظام الدين ، فوضع منهجا أخذت به المدارس أي معظم المدارس الدينية ، ثم تطور المنهج بعد ذلك تدريجيا ، وظل الأمر على ذلك إلى أن جاء الاستعمار الإنجليزي إلى المنطقة، ومن أهم المدارس التي كانت في ذلك العهد المدارس التالية:
    1 ـ المدرسة الفيروزية ببلاد السند درس فيها الجوزجاني
         2 ـ المدرسة الكبيرة بمدينة سيوستان التي نزل بها الرحالة المعروف محمد بن بطوطة المغربي.
         3 ـ المدرسة الكبيرة العظيمة التي تولى بناءها السلطان قطب الدين الكشميري
4 ـ المدرسة الفيرزوية التي بناها فيروز شاه الدهلوي تخرج فيها الشيخ جلال الدين الرومي وقد خرجت هذه المدارس وغيرها عددا كبيرا من كبار العلماء والمشايخ الربانيـين الذين أسهموا في خدمة الدين بالتدريس والتأليف والنصح والإرشاد ، وأسهموا في خدمة اللغة العربية أيضا بالشعر والأدب، أمثال:
•              الشيخ مسعود بن سعد بن سليمان اللاهوري الذي نبغ في كثير من العلوم والفنون
  •          والشيخ أبي النصـر محمد العتبي وهو مؤرخ مشهور.
              والشيخ علي ابن عثمان الهجوري الإمام الفقيه الزاهد .
            وأ   بو ريحان البيروني أحد الحكماء المشهورين في الصناعة الطبية .
•    والشيخ حسن بن محمد الغاني الإمام البارع، وكان رجلا صالحا وعالما ورعا ومحدثا فقيها ولغويا شاعرا ، من مصنفاته العباب الزاخر ، ويطبع الآن على حساب مجمع البحوث الإسلامية بالجامعة الإسلامية العالمية إسلام آباد.
    •      والعالم ابن العلاء الأندر يني كان عالما نحويا برز في الفقه والأصول صاحب الفتاوى التارخية .
•    والقاضي عبد المقتدر بن القاضي ركن الدولة الكندي الدهلوي كان مرجعا لطلاب العلم يقصدونه من كل فج ، وكان فريدا في عصـره له مكانة في العلم، والأدب والشعر .
  • والعالم الفاضل الشيخ شهاب الدين بن شمس الدين بن عمر الدولة آبادي ، كان من نوابغ عصـره في العلوم العقلية والنقلية ، وهو الذي يقول في مدحه شيخه القاضي عبد المقتدر الدهلوي ( يأتيني من الطلبة من جلده علم ، ولحمه علم ، وعظمه علم ) ، ومن فضل علمه أن السلطان إبراهيم شاه كان يجلسه على كرسي مصنوع من فضة ، وله مصنفات بديعة منها إرشاد الفحول ، وشرح الكافية المعروف بشرح الهندي وشرح البزدوي في أصول الفقه وشرح على قصيدة بانت سعاد .
انظر : خلاصة عبقات الأنوار . للسيد حامد النقوي ص 356، أخباب الأخبار ص 173
نفحات الأزهار. للسيد علي الميلاني 7/ 339
المرحلة الثانية : العهد المغولي، ما بين ( 932ـ 11274هـ الموافق 1525 ـ 1857م (
يعتبر ظهير الدين بابر شاه التيموري المؤسس الأول لدولة المغول الإسلامية في الهند، وكان ملكا على بلاد ما وراء النهر، ودخل الهند بناء على طلب آخر حاكم من سلاطين الدولة اللوردية1526م ، ثم نودي به ملكا على بلاد الهند فأخذ يجمع رجال العلم حوله من مختلف الجنسيات ، ثم تولى ابنه « نصير الدين همايون « السلطة عام1531م ، ولم يكن له أعمال مميزة , غير أنه حفظ إرث أبيه وحصن الدولة الإسلامية فى الهند .
ثم جاء من بعده ابنه «جلال الدين أكبر» ، وعمره 13 سنة حين وفاة أبيه «همايو» واستطاع قائد الجيوش الإسلامية «بيرم خان» أن يحفظ الدولة الإسلامية حتى يكبر «جلال الدين محمد» ويباشر الحكم بنفسه، وفي بداية الأمر أظهر تمسكه بالإسلام وإقامة السنة والتودد إلى العلماء والأدباء، وضم إلى البلاط الملكي عددا من نوابغ العلماء من إيران وأفغانستان، ممن كانت لديهم أفكار متناقضة وعقائد مختلفة وأوهام باطلة ، وما أن استقر بهم المقام في شبه القارة حتى بدؤوا يبثون أفكارهم وينشـرون عقائدهم مستغلين ثقة الناس بهم وميل الملك إليهم ، فتركوا أثرا سيئا في المنطقة حيث تعاني منها القارة إلى يومنا هذا رغم جهود العلماء المخلصين في القضاء على هذه العقائد بكل الوسائل الممكنة أو التقليل من شأنها .
ويقال : إن هؤلاء الناس استغلوا جهل ( الملك أكبر ) بالدين لأنه كان أميا لا يقرأ ولا يكتب ، ومع ذلك كان معروفا بحبه لأهل الدين ،وقد انضم إلى بلاطه الشيخ ملا مبارك الناكوري، وابناه أبو الفضل وفيضـي وكانوا على درجة عالية من الذكاء والعلم والثقافة، ولكنهم لم يكونوا مختصين في الدين، وكانوا يسعون للحصول على مكانة مرموقة ومنزلة عالية لدى الملك، وكان ذلك نكسة كبيرة وطامة فادحة حيث ظهر الإلحاد على أشده وشاعت الفوضى ووجدت البدعة سوقا رائجة ،ولم يكن هناك من يدافع عن الدين إلا فئة قليلة وضعيفة لا تملك من الأمر شيئا ، وكان كثير من العلماء الذين لهم دور فعال في تصـرف الملك بكل حرية بحجة الاجتهاد ينعمون في البلاط السلطاني بالقرب منه ، وأدت تصـرفاتهم هذه إلى انحراف الملك عن الإسلام وإلحاده في الدين حيث استغلوا ذكاءهم المفرط وعلمهم الغزير في بث الشك في قلب السلطان حتى انحرف عن الإسلام ، وكان الشيخ أبو الفيض مفسـرا له باع طويل في العلوم العربية والفارسية له كتابان بالحروف المهملة يدلان على غزارة علمه بالعربية وهما ( سواطع الإلهام ) في التفسير و ( موارد الكلم وسلك درر الحكم )في الأخلاق ، وهذان الكتابان لانجد فيهما غير الصنعة والقدرة على اختيار الكلمات المهملة الحروف مع التكلف .
انظر : موسوعة الفرق. لعلوي بن عبد القادر السقاف
وبعد وفاته جلس على سرير الملك ابنه نور الدين سليم، المشهور بــ «جهانكير» وهو لقب فارسي يعنى قاهر العالم أو العالم الفاتح « وقد عرف بعنايته بالعلماء وتقربه إليهم وكان عصـره بداية إصلاح للعصـر السابق ، فقد قرب إليه عددا من العلماء المخلصين لدينهم أمثال الشيخ أحمد السـر هندي مجدد الألف الثاني ،حيث قام بمحاربة البدع والمنكرات التي زرعت وترعرعت في عهد والده الملك أكبر ، والشيخ عبد الحق الدهلوي صاحب كتاب لمعات التنقيح على مشكاة المصابيح جمع فيه دقائق العلوم اللغوية والفقهية وسلسلة روايات الحديث الواحد وطريقة التلفظ للأسماء وألقاب الرواة ، والشيخ عبد الأول بن علاء الحسيني الجونبوري صاحب فيض الباري شرح صحيح البخاري .
ويعتبر السلطان أبو المظفر محيي الدين محمد المشهور بــ(أورنك زيب عالمكير ) آخر ملك من ملوك المغول يعود إليه الفضل في خدمة الدين ومحاربة البدع والخرفات ، وبعده كثر الاضطراب وضعفت الدولة إلى أن استولى عليها الإنجليز نهائيا في عام 1848م بعد نفي آخر ملوكها بهادر شاه إلى برما ، وهكذا انتهت الدولة الإسلامية المغولية في الهند بعد حكم دام أكثر من ثلاثة قرون تركت آثارا إسلامية رائعة .
ورغم أن الدولة قد ضعفت في آخر عهدها فقد ظهر نخبة من العلماء، والأدباء والشعراء البارزين يعود الفضل إليهم بعد الله في نشـر العلوم الإسلامية في عصـر المغول الممتازين، أمثال:
الشيخ عبد الجليل البلكري ، وغلام علي آزاد ، والمحدث الفاضل الشاه ولي الله الدهلوي ، والشاه عبد العزيز، والشيخ عبد الأول الحسيني الجونبوري المتوفى سنة 968هـ مؤلف فيض الباري شرح صحيح البخاري، ومنظومة في المواريث ، وله تعليقات شتى على الفتوحات المكية والمطول وغيرها من الكتب ، ورسالة في تحقيق النفس.
والشيخ علي بن حسام الدين المتقي البرهانبوري المتوفى 975هـ، من مؤلفاته كنز العمال شرح سنن الأقوال والأفعال، والبرهان في علامة المهدي آخر الزمان ، والوسيلة الفاخرة في سلطان الدنيا على الآخرة ، ومختصـر النهاية في اللغة، ومنهج العمال في سنن الأقوال رتب فيه الجامع الصغير للسيوطي.
والشيخ محمد أحمد النهروالي المتوفى سنة 988هـ كان عالما بارزا في علم الحديث والفقه والأصول والإنشاء والشعر. من مصنفاته : كتاب الإعلام بأعلام بيت الله الحرام ، وكتاب منتخب التواريخ في التراجم ،وتمثال الأمثال النادرة، والتمثيل والمحاضرة بالأبيات المفردة النادرة.
والشيخ محمد بن فضل الله البرهانبوري ، من مؤلفاته الهدية المرسلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم في شرح الدعاء .
انظر : نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر: 5/625
والشيخ محمد زاهد بن القاضي الهروي المتوفى سنة. له مصنفات متداولة منها: حاشية على شرح المواقف ، وحاشية على شرح التهذيب للدواني ، وحاشية على الرسالة القبطية في مبحث التصوير والتصديق .
والشيخ علي معصوم الدستكي المتوفى سنة 1117 هـ .له مؤلفات جليلة منها: كتاب أنوار الربيع في أنواع البديع ، ورياض السالكين شرح الصحيفة الكاملة لسيد الساجدين، والحدائق الندية شرح الفوائد الصمدية .
والشيخ محمد أفضل بن عبد الرحمن العباسي المتوفى سنة 1124هـ ، من مصنفاته شرح الفصوص على وفق النصوص ، وشرح المثنوي المعنوي ، وشرح التسوية للشيخ محب الله الإله آبادي ، وشرح على رسالة الشيخ محمد بن أبي سعيد الترمذي ، وغاية المرام في الفقه ، ومرآة الإنصاف في أمر فرعون ، وتأييد الهمم في شرح أربع كلمات من فصوص الحكم .
والعلامة أمان الله البنارسي المتوفى سنة 1133 هـ ، له مصنفات عديدة منها : شرحه المحكم في أصول الفقه، وحاشية على تفسير البيضاوي ، وله حواش وشروح على العضدي والتلويح شرح المواقف.
والشيخ مرتضـى بن محمد البلكرمي الزبيدي المتوفى سنة 1205هـ ، من مؤلفاته المشهورة كتاب تاج العروس في اللغة، وبلغة الأريب في مصطلح آثار الحبيب ،وعقد الجواهر المنيفة في أدلة مذهب أبي حنيفة ، وله أكثر من ثلاثين مخطوطا في المكتبات المختلفة.
والشيخ أوحد الدين بن على أحمد عثماني البلكرامي المتوفى سنة 1242 هـ، له مصنفات عديدة منها نفائس اللغات ، ومفتاح اللسان في الأساليب والأمثال بالعربية ، وروضة الأزهار في فنون شتى ، وتذكرة شعراء العرب ، وشرح مقامات الحريري، وشرح بانت سعاد كان شاعرا بديع التصوير يجمع شعره بين الرقة والمتانة ،وبين الخيال الجميل وسهولة اللفظ .
هذه نبذة مختصـر ة عن التعليم في العهد المغولي ، ويعتبر العصـر المغولي من أفضل العصور التي ظهر فيها العلماء العاملون في شبه القارة الهندية.
المرحلة الثالثة : ما بين 1857ـ 1947م وهي الفترة التي تم استعمار منطقة شبه القارة من قبل الإنجليز:
وتعتبر هذه الفترة من أصعب الفترات التي مرت على شبه القارة الهندية ؛ لأنها الفترة التي تم استعمار المنطقة من قبل الإنجليز ، وهي الفترة التي تقع بين سقوط دولة المغول وتأسيس دولة باكستان ، فقد دخلت بريطانيا المنطقة بواسطة شركة الهند الشـرقية التي أسست في لندن سنة 1600م ، حيث أخذت تسيطر على البلد تدريجيا ، وقضت على الدولة المغولية التي حكمت الهند أكثر من ثلاثة قرون، وكانت أول خطة قامت بها هي ترويج التعليم الجديد الذي يتماشى مع متطلبات المستعمرين، ويتفق مع أهوائهم ومحاولة القضاء على نظام المدارس القائمة ، وقد وجد النظام الجديد رواجا كبيرا خصوصا أن الوظائف الحكومية قد اقتصـرت على الخريجين فيه حسب الخطط التي وضعوها لتنفيذ برامجهم ، وبذلك حاولت التقليل من شأن التعليم الديني الذي يتمثل في الدرس النظامي .
ويقول الكاتب البريطاني هنري في كتابهour Muslim India موضحا سياسة بريطانيا للقضاء على التعليم الديني (إن المسلمين الهنود لا يزالون يتعلمون العلوم الدينية بهذه الطريقة ، ونحن في عهدنا خلال السنوات الخمس الماضية استفدنا من هذه الطريقة لأجل تيسير إدارة البلد، وإضافة إلى ذلك فقد قمنا بتطبيق طريقتنا الخاصة في التعليم ، وعندما ينتهي هذا الجيل ويأتي جيل جديد سيتركون جميعا هذه الطريقة القديمة ، ويسلكون الطريقة الجديدة ، ولذا أغلقنا الوظائف الحكومية على المسلمين( .
وتحقيقا لهذه الخطة قامت بريطانيا في عام 1781م بإنشاء مدرسة في كلكتا الواقعة في الشمال الغربي في الهند، وبدأت تُطَوِّرُها تدريجيا، وفي عام 1797م بدأ التدريس فيها حسب النظام البريطاني ، فكانت اللغة الفارسية هي لغة الدولة قبل مجيئهم ثم حولوها تدريجيا إلى اللغة الإنجليزية كما تحولت الدراسة إلى اللغة الإنجليزية أيضا .
ويعتبر اللورد ميكالي تهاجس الإنجليزي المؤسس الحقيقي لنظام التعليم في الهند حيث دعا إلى تطبيق نظام التعليم الإنجليزي في الهند في عام 1834م بدعوى أن هذا النظام هو الذي سيخدم مصلحة البلد ، واعتبر تطبيقه فريضة على الحكومة البريطانية باعتبار أن اللغة الإنجليزية سوف تفتح على الهنود أبواب الغرب المتطور وحضارته وثقافته ، وتنسب إليه مقولة مشهورة : ( سيأتي يوم يلبس فيه أهل الهند لباس الغرب ، ويكون فيه الجيل الجديد هنديا من حيث الدم وإنجليزيا من حيث الفكر(.
ومن تلك الفترة أصبح نظام التعليم الطبقي رائجا في شبه القارة الهندية ، فهناك مدارس أهلية في معظم المدن في الهند وباكستان تعلم العلوم العصـرية والتكنولوجية على المنهج البريطاني، فحتى الأسماء معظمها أخذت من المدارس البريطانية ، والذين يشـرفون على هذه المدارس معظمهم درسوا في بريطانيا، أو عاشوا فيها سنوات ثم عادوا إلى بلدهم لإنشاء هذه المدارس ، وقد يكون لها دعم من الخارج.
وهكذا تم التخطيط للقضاء على الدين وهوية المسلمين في شبه القارة الهندية عامة وفي دولة باكستان خاصة، ففي عام 1834 م، ألغيت اللغة الفارسية من المحاكم ، وفي عام 1849م ظهر تحول واضح في سياسة الحكومة حيث قاموا بتفضيل المرشحين الذين يعرفون اللغة الإنجليزية على غيرهم ، وضيقوا الخناق على الذين يدرسون الدين ، وقاموا بغصب الأوقاف الإسلامية التي كان ريعها لمصلحة المدارس الدينية .
ويقول كاتبهم هنري : ( ولا يخفى بأن الأوقاف التي كانت عند المسلمين لولم يقض عليها ، وتركت للمسلمين لكانت عندهم مؤسسات إسلامية تعليمية ضخمة وواسعة ) ، ويقول أيضا : ( ونتيجة لهذه الخطة المحكمة : فلا تجد أحدا من المسلمين في وظيفة حكومية في (كلكتا) سوى الفراش أو المراسل ) .
وهذا اعتراف صريح بأن هدف هذه المدارس محاربة المدارس الأهلية والقضاء عليها، وإحلال المدارس العصـرية محلها، ومنع إقامة دولة إسلامية يكون أفرادها مثقفين بثقافة إسلامية ، وكانت النتيجة أن الدولة الفتية « باكستان » لم تستفد من خريجي هذه المدارس، رغم وجود طبقة مثقفة بالثقافة الإسلامية ، ولديها كفاءة عالية وعقلية جبارة وقدرة فائقة للمشاركة في مجال الإصلاحات .
المرحلة الرابعة تقع في الفترة مابين 1947 ـ 1990 م:
وهي التي بدأ التعليم فيها يأخذ منحى جديدا ، وتعتبر امتدادا للفترات السابقة ، وبداية تنقل إلى الفترة الجديدة التي تعتبر بداية القرن العشـرين ، وهي التي يتطلع إليها كل الناس ويملؤهم الأمل والتفاؤل الحسن وكان للعلماء فيه دور كبير في مواجهة التعليم العصري.
لم يجلس العلماء مكتوفي الأيدي بل قاموا بإنشاء عدة مدارس ومعاهد وجامعات في الهند وباكستان للمحافظة على التعليم الديني، والإبقاء على شوكة الإسلام وشعائره، ونشـر الثقافة الإسلامية، ومقاومة المذاهب الهدَّامة والتبشيريّة، والاهتمام بنشـر اللغة العربية، لأنها وسيلة الاستفادة من منابع الشـريعة الإسلامية، والجمع بين القلب والعقل، وبين العلم والروحانية، والجذور الفكرية والعقائدية.
أهم المدارس التي أنشئت لمواجهة التعليم العصري :
1 ـ الجامعة الإسلامية ( دار العلوم ديوبند ) ومقرها مدينة ديوبند في الهند، وذلك في عام 1283هـ الموافق 1867م قام بتأسيسها جماعة من أهل العلم ممن يحملون فكر الشيخ ولي الله الدهلوي ( الأب الروحي للصحوة الإسلامية في شبه القارة الهندية )، وفي طليعتهم الشيخ محمد قاسم النانوتوي ، والشيخ رشيد أحمد (الجنجوهي )، وتطورت على مرور الزمن ، وخرجت لفيفا من العلماء الذين خدموا الدين ونشـروه في شبه القارة وأثروا المكتبات الإسلامية بمؤلفاتهم المتنوعة ، وإلى هذه الجامعة تنتسب المدارس الديوبندية في باكستان والهند ، كما ينتمي إليها معظم العلماء في البلدين ، ولها جهود كبيرة في إصلاح المجتمع وتصحيح العقائد الفاسدة ومحاربة البدع والخرافات المنتشرة في القارة كلها .
2ـ ندوة العلماء بلكنو تأسست عام1311هـ الموافق 1894م، أسستها نخبة من رجال الفكر والأدب ، وبعد مرور عام من إنشاء الندوة أسسوا بجوارها مدرسة عربية تسمى دار العلوم تابعة لندوة العلماء، وقد أدت دورا مهماً في إنعاش اللغة العربية الفصحى في شبه القارة ، وأنجبت صفوة من العلماء المثقفين بالثقافة الإسلامية ،ولفيفا من رجال الفكر الذين قاموا بتأليف عدد من الكتب باللغة العربية الفصحى، وأنشئت كذلك جامعات عدة بعد ذلك مثل جامعة عثمانية في حيدر أباد في عام 1919 م ، تدرس فيها العلوم الشـرعية والعصـرية ، ومدرسة الإصلاح في عام 1910 م التي اهتمت بعلوم القرآن والجامعة العباسية في بَهاَ وَلْبَوْر عام 1925م، وهذه الجامعة تحولت بعد إنشاء باكستان إلى جامعة حكومية تشرف عليها وزارة الأوقاف، وتعرف الآن بالجامعة الإسلامية في بهاولبور.
    ومن كبار العلماء الذين درسوا في هذه المدارس وتخرجوا فيها ولهم جهود كبيرة في خدمة الدين:
1 ـ الشيخ محمد تقي بن سيد العلماء ، كان عالما فقيها وأصوليا حكمياً ،له مصنفات كثيرة منها هداية المسترشدين في شرح تبصرة المتعلمين في أصول الفقه .
2 ـ والشيخ أبو الحسنات محمد أبو الحي الأنصاري الفرنكي، عالم مشارك في جميع العلوم العقلية والنقلية، من مؤلفاته: الآثار المعروفة في الأخبار الموضوعة في الحديث، الرفع والتكميل في الجرح والتعديل ، عمدة الرعاية حاشية على شرح الوقاية.
3 ـ الشيخ فيض الزمان . كان عالما لغويا ، وشاعراً أديبا يعرف أيام العرب، ويعتبر آية في الذكاء والفطنة ، ومن مصنفاته:حاشية على تفسير البيضاوي ، وحاشية على الجلالين ، وشرح على ديوان الحماسة والمعلقات السبع وكتاب جليل في الأنساب وأيام العرب .
4 ـ والمفتي مير محمد عباس بن علي أكبر الموسوي شاعر أديب، من مؤلفاته : الشـريعة الغراء والتعليقات الأنيقة في الفقه ، والمعادن الذهبية اللجينية في المحاسن الوهبية، وله مصنفات كثيرة من الكتب ومن شعره الجميل ماقاله في وصف الموت:
أتتنا منايانا على حين غفلة
وقد طالما كنا نخوض ونلعـب
فقيل لنا قوموا سراعا وسافروا
فسرنا وما غير الجنائز مركب
وكم ذات خصر ضامر تحت صخرة
لها أعين سود وكف مخضب
وكم من طري الجسم أصبح جيفة
وقد كان في شيم الرياحين يرغب
ومن الملاحظ أن معظم أشعار العلماء والأدباء يغلب عليها الطابع الديني، كما أن أشعارهم بعيدة عن الإغراق في الخيال الذي يتيه فيه الشعراء ، والغرام الذي يتصنعونه ، والحب الذي يتظاهرون به ،كما أنهم يحاولون تقليد كبار الشعراء في عصـر الجاهلية ، ولهم محاكاة للمعلقات السبع أيضا بأسلوب رفيع جدا .   
5      شيخ محمود الحسن الديوبندي ، محدث كبير له تعليق لطيف على سنن أبي داود.
6. والعلامة المحدث محمود حسن ذو الفقار على الحنفي ، كان غزير العلم قوي الذكاء كثير الاشتغال بالعلم ، وكان آية باهرة في علوم الهمة وبعد النظر والأخذ بالعزيمة ، وحب الجهاد في سبيل الله ، وقد حارب ضد الإنجليز ، وانتهت إليه الإمامة في عصره .
7.  والشيخ أنور شاه الكشميري أحد كبار فقهاء الحنفية وعلماء الحديث الأجلاء ، من مصنفاته: تعليقات على فتح القدير لابن الهمام ، وتعليقات على صحيح مسلم ، وتعليقات على الأشباه والنظائر .
8. والشيخ أشرف علي التهانوي العالم الفقيه المتبحر في الفنون والعلوم، له مؤلفات عديدة تزيد على ثمانمائة مؤلف في الأردية والفارسية والعربية ، وكلها تدل على غزارة علمه وعلو كعبه في هذا المجال ، ومن مؤلفاته بالعربية: أنوار الوجود في أطوار الشهود ،والتجلي العظيم في أحسن تقويم ، وسبق الغايات في نسق الآيات ، والإدراك والتوصل إلى حقيقة الإشراك والتوسل ، ومتشابهات القرآن .
سلبيات هذه المدارس:
فهذه المدارس رغم تلك الجهود التي قامت بها للحفاظ على التعليم الديني، إلا أن هناك بعض السلبيات التي أخذت عليها ، أهمها:
          انقسامها إلى تيارات تتنوع توجهاتها « بين السلفية، والصوفية، والجهادية » وغيرها .
•  اتباعها في العقيدة لمذهب أبي منصور الماتريدي ، وتعلقها في السلوك والاتباع بالتصوف مما أدى إلى شيوع بعض البدع، وتعصبها الشديد للمذهب الحنفي في الفقه.[1]
رفضها تدريس العلوم العصـرية في مدارسها، واعتبارها تعلم العلوم العصـرية واللغة الإنجليزية أمرا بدعيا لم يكن موجودا في العصور القديمة .
مبالغة بعض القائمين عليها في اعتبارهم تعلم العلوم العصـرية إثما كبيرا، فكانت النتيجة أنها لم تغير منهجها القديم ، وبقيت بعيدة عن التطورات العصـرية ، وأغفلت تدريس العلوم العصـرية في مدارسها مما حدا بمعظم المثقفين بالثقافة العصـرية إلى اعتقاد عدم أهلية الدارسين في المدارس الدينية للمشاركة في أي مجال من مجالات الوظائف الحكومية ، وهو نفس الهدف الذي سعت بريطانيا لتحقيقه منذ أن وطأت بقدمها قارة آسيا ، واستمر ذلك بواسطة المثقفين بثقافتها حتى بعد خروجها من القارة إلى يومنا هذا ،
رغم كثرة هذه المدارس وتخريجها آلاف الطلاب، فمستوى تثقيف الناس بالثقافة الإسلامية محدود جدا ، وخاصة لدى المرأة ، كما أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قاصر على الرجال فقط ، وخاصة أنهم لا يسمحون للمرأة بالذهاب إلى المسجد ويفضلون بقاءها في البيت.
تعتبر معظم هذه المدارس منغلقة على نفسها لا تسمح للحكومة بالتدخل في شأنها وأي محاولة من الحكومة لتطويرها أو تحسين وضعها بإدخال المناهج العصـرية أو تغيـير المناهج المقررة يفسـر بالتدخل في شأنها ، وبالتالي فاهتمامهم بالسياسة ومساهمتهم فـي مجال الوظائف الحكومية ضعيف مقارنة بما تقدمه من الجهود لتثقيف الناس بالثقافة الإسلامية..
وصول الأمر في بعض الفترات إلى محاولة إدخال الاشتراكية في باكستان رغم أن ذلك يتنافى مع أهداف نشأتها ، وذلك في عهد ذو الفقار علي بوتو الذي أعلن في عام 1973م وضع دستور جديد للدولة ينص على أن دولة باكستان ( اشتراكية ) إلا أن العلماء عارضوه واستنكروا ذلك بوسائل مختلفة ، فاضطر أن يعلن بأن دين الدولة الإسلام ودستورها الشـريعة الإسلامية .
التعليق : نال التعليم الديني في شبه القارة الهندية حظاً وافراً منذ أن دخل الإسلام إليها ، وتعتبر المدارس الأهلية أكثر اهتماما به من المؤسسات الحكومية رغم أن الحكومة كانت جادة أيضا لتدريس العلوم الشـرعية بجانب العلوم العصـرية، فما من مدرسةٍ إلاَّ وفيها مادة تسمى «إسلاميات»، وهناك اهتمام كبير أيضا بتعليم اللغة العربية، حيث تدرس في المراحل المختلفة، وخاصة المرحلة الجامعية، فمعظم الجامعات الحكومية تخصص قسما للدراسات الإسلامية .
ويغلب كذلك على هذه المدارس اهتمامها بتربية الجيل على الأخلاق والصفات الحميدة، وجعل تحفيظ القرآن جزءا أساسيا من رسالتها وتقديم الدين للشعب الباكستاني بلغاتهم المختلفة، وتيسير فهم الدين لهم من خلال التراجم والتأليفات ، فمعظم العلماء الذين ساهموا في التأليف والترجمة هم من خريجي هذه المدارس ، والكتب الدينية التي تدرس في المدارس الحكومية وغيرها من تأليف وترجمة هؤلاء العلماء، وهذا يعتبر خدمة جليلة للمجتمع بصفة عامة ، رغم أنهم لا يتقاضون أي أجر مقابل ذلك، بل معظم هذه المدارس لا تأخذ مساعدة من الحكومة وإنما تعتمد على المساعدات التي تأتيها من أهل الخير « في الداخل والخارج » .
المراجع :
المدارس الدينية في باكستان . د. مصباح الدين عبد الباقي.
تاريخ المسلمين في شبه القارة الهندية . تأليف أحمد محمود الساداتي.
أطلس تاريخ الإسلام.تأليف الدكتور حسين مؤنس
التاريخ الإسلامي . للأستاذ محمود شاكر
تاريخ الإسلام في الهند للأستاذ عبد المنعم النمر
ملحمة الإسلام في الهند . للأستاذ عدنان علي رضا النحوي.
نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر. للشيخ عبد الحي اللكنوي
زهرة البساتين من مواقف العلماء والربانيين. للسيد حسين العفاني
الكامل في التاريخ . لابن الأثير
تاريخ ابن خلدون . لابن خلدون
البداية والنهاية . لابن كثير



             [1]   وهذه الدعوة من مزاعمه فقط أو مما توهمها فحسب، وان كان كما نص لما تخرج من المعاهد جم غفير  المنتمون الى مختلف التيارت الفكرية

مواضيع ذات صلة
دراسات, نداء الهند،,

إرسال تعليق

0 تعليقات