ادعمنا بالإعجاب

مساهمة العمارة الإسلامية في ترسيخ الثقافة الإسلامية في الهند سلطنة دهلي(٦٠٢- ٩٣٢ ه/ ١٥٢٦ - ١٥٢٦ م) نموذجا

مساهمة العمارة الإسلامية في ترسيخ الثقافة الإسلامية في الهند
سلطنة دهلي(٦٠٢-   ٩٣٢ ه/  ١٥٢٦ - ١٥٢٦ م) نموذجا[1]
بقلم  : صاحب عالم الندوي
 مقدمة
إنه من المعلوم تاريخيا أن الفكر الإسلامي دفع الحضارة الإسلامية منذ نشأتها وتكوينها إلى التفاعل والتواصل مع الحضارات العالمية الأخرى؛ وذلك في إطار الأخذ والعطاء والتأثير والتأثر مع بعضها بعضا، وهذا لم يحدث البتة إلا بعد الفتوحات الإسلامية واستقرار المسلمين في الدول المعاصرة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وعمرانيا، ولما حمل المسلمون قيم الإسلام العليا والفكر الإسلامي إلى المناطق التي حلوا بها فقاموا بنشرها وتعميمها في هذه المناطق ما أدت إلى بداية عملية التفاعل والتواصل بينها وبين الحضارات الفارسية والهندية والمصرية وغيرها من الحضارات المعاصرة، ومن هنا مع مرور الزمن نشأت حضارة إسلامية جديدة في هذه المناطق أسهمت بتلاقح وتفاعل تراثها الفكري والمعرفي والفني الإبداعي في إنضاجها لمكونات حضارات الشعوب والأمم التي دخلت في حوزة الإسلام، فلم يلبث هذا النضج أن أنتج فًنا إسلاميا رائعا، وقدر له أن يكون من أطول الفنون عمرا، ومن أوسعها انتشارا، فن ازدهر في شتى المجالات، سواء في العمارة أو في الفنون الزخرفية والتطبيقية وفي الفنون التشكيلية بمختلف جوانبها، فن يتسم بخاصية التنوع في الوحدة، ويتميز بالحيوية والتفاعل مع غيره من الفنون تأثرا وتأثيرا، وهذا ما حدث بالهند بعد الفتوحات الإسلامية، فنشأت حضارة تستحق أن تسمى "الحضارة الهندية الإسلامية"، وفي تكوين فن معماري يستحق أن يسمى "الفن الإسلامي الهندي.
قطب مينار ( الملك إِلْتُمِشْ)


وانطلاقا من هذه الرؤية المذكورة أعلاه تميز فن العمارة الإسلامي في سلسلة التطور الحضاري ألا وهو التأصيل لبناء جسور التواصل والتلاقح الحضاري وفق المنهج والفكر الإسلامي، وذلك لتحقيق الأهداف الدينية والسياسية وتوسيع نطاق السيادة الإسلامية، ومن هنا لم يكن في حسبان الدول الإسلامية التي قامت في الهند أن تفكر في طمس العمارة الدينية غير الإسلامية وفنونها وحطم النشاطات الحضارية لغير المسلمين،
وبدلا من كل ذلك حاولت الاستفادة التامة من هذه الفنون، وذلك على قاعدة الفكر الإسلامي بأن الحضارات عمل إنساني خلاق قام بمؤشرات متفاعلة بين مختلف الشعوب والأمم، ومن هنا استطاع الفن الإسلامي من خلال  القاعدة أن يتفرد بطابع مميز وفريد في سلسلة التطور الحضاري للعمارة الإسلامية.
أهمية البحث:
سيكشف هذا البحث عن جانب الفكر الإسلامي في التراث المعماري الإسلامي في عصر سلطنة دهلي، حيث يعتبر هذا العصر نواة لتأسيس الدولة الإسلامية في شبه القارة الهندية التي حكمت على أراضيها ثمانية قرون متتالية، حاولت خلالها وبالحسنى نشر الدين الإسلامي والثقافة الإسلامية بشتى الطرق، ومنها تشييد المنشآت الدينية والمدنية ذات طابع إسلامي بحت، والتي لعبت في ترسيخ الثقافة الإسلامية في جميع أنحاء شبه القارة الهندية.
الهدف من البحث:
ونظرا لأهمية دراسة العمارة الإسلامية التي نشأت وتطورت في ظل الحضارة الإسلامية، تهدف هذه الدراسة إلى إبراز الصورة الحقيقية لهذه العمارات الإسلامية، خصوصا العمارات الدينية من المساجد والروضات والزوايا والمدارس، ودورها في نشر الإسلام والثقافة الإسلامية، وتقريب الهندوس إلى المسلمين الفاتحين مع توضيح كيفية اندماجها مع بعضها بعضا، ومن أهم أهداف هذه الدراسة تسليط الضوء على تأثير الثقافة الإسلامية في الثقافة الهندوسية وفي دينها وعقائدها وفي فنونها وعماراتها.
الدراسات السابقة:
لقد اطلعت على بعض الكتب العربية والأبحاث المنشورة في المجلات المح ّ كمة والتي تتناول العمارات والمنشآت الأثرية في الهند في عصر كل من سلطنة دهلي والدولة المغولية التي قامت بعد سقوط سلطنة دهلي، ولكن كل هذه الأعمال تتمركز في دراسة تاريخية وهندسية وذلك للإفادة مما برع به المهندسون المسلمون في مجال المكونات الهندسية والتقنيات الإنشائية[2]. وبجانب هذه الأعمال هناك أعمال أردية من أهمها "آثار الصناديد" لصاحبه السير سيد أحمد خان(ت ١٣١٥ ه / ١٨٩٨ م)، و"هندي إسلامي فن تعمير"، لصهبا وحيد، و"هندوستان كي مسجدي ن"، لضياء الدين، أما ما يتعلق بأوضاع الدينية والثقافية في عصر سلطنة دهلي ودور العمارة في ذلك، فتم الاعتماد على المصادر الأصلية، من أهمها:"تاريخ فيروز شاه ي"، لكل من ضياء الدين برن ي(ت ٧٥٧ ه/ ١٣٥٧ م) وشمس سراج عفيف، هذا بجانب المصادر العربية والفارسية التي تتحدث عن تاريخ سلطنة دلهي، ومن أهمها تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، لابن بطوطة (ت ٧٩٩ ه / ١٤٠٢ م)، و"طبقات أكبري" للمؤرخ خواجه نظام الدين أحمد بخشي الهروي(ت ١٠٠٣ ه/ ١٥٩٤ م)، وتاريخ مبارك شاهي، ليحيى أحمد سرهندي، ومن أهم الكتب الأردية التي تتناول الميول الدينية والوضع الديني في عصر سلطنة دهلي فهو "سلطنت دهلي كي مذهبي رجحنات" أي الميول الدينية لدى سلاطين دهلي، للمفكر والمؤرخ خليق أحمد نظامي. منهج البحث: وقد اتبعت في إعداد هذا البحث المنهج الموضوعي والتحليلي وأيضا الوصفي الاستقرائي التاريخي بعض الأحيان لدى الحاجة إليه. هذا، ويتضمن محتوى هذا البحث مدخًلا تمهيديا يتناول بداية تخطيط العمارات الإسلامية في الهند مع الإشارة إلى منهج هذا التخطيط العمراني وفق الفكر الإسلامي، ولقد كان هذا المدخل ضروريا لتوضيح تغلغل الفكر الإسلامي العمراني في الهند والذي تسلل إلى عصر سلطنة دهلي لدى قيامها، ثم استقر وأصبح منهجا متكاملا للإمارات الإسلامية المستقلة إلى أن وصل إلى الذروة في عصر الدولة المغولية، أما المبحث الأول فقد تناول تعريف موجز لسلطنة دهلي وسلاطينها وأعمالهم العمرانية، أما المبحث الثاني فقد تعرض لدور المنشآت المدنية في نشر الإسلام والثقافة الإسلامية واللغة العربية، ويتناول المبحث الثالث دور المنشآت الدينية من المساجد والروضات والمنشآت الصوفية والمدارس في نشر الإسلام والثقافة الإسلامية، وانتهى البحث بخاتمة تناولت فيه النتائج المهمة التي توصلت إليها خلال هذه الرحلة العلمية، مع ذكر قائمة المصادر والمراجع التي اعتمدت عليها لإعداد هذا البحث. والله ولي التوفيق
تمهيد
لا ريب أن الإسلام جاء بمنهج شامل وفكر متكامل للحياة البشرية يحوي كل ما تتطلبه هذه الحياة من خير وهداية ونظام وعمران، ويتضمن ما يكفل للبشرية سعادتها في الدنيا والآخرة، وقدم للبشرية منهاجا واقعيا سليما قويما شاملا متكاملا، ويؤكد لها دورها في هذه الدنيا كي تقوم هي بدورها في عمارة الأرض، وانطلاًقا من تلك الشمولية وذلك التكامل اللذين تتسم بهما رسالة الإسلام، بدأ المسلمون من خلال الفكر الإسلامي يدعون إلى البناء والعمران، وهو الأمر أدى إلى ميلاد الحضارة الإسلامية المتفردة بخصائصها ومقوماتها، وتؤكد الدراسة العميقة التحليلية لما تبقى من آثار إسلامية شرًقا وغربا بصورة واضحة على الجوانب الفكرية وأسسها ومراحل تطورها الحضاري. ولم يكن انتشار الحركة الفنية الإسلامية وازدهارها بما في ذلك العمارة مقصورا على قطر إسلامي معين، بل شمل البلاد الإسلامية جلها، ولم يكن باستطاعة المسلمين أن يقوموا ذلك إلا بوجود الفكر الإسلامي الراسخ في العمارة الإسلامية، ويتبلور هذا الفكر الإسلامي العمراني في كتب التراث الإسلامي والتي لا تتحدث عن تاريخ المدن والعمارات الإسلامية وخططها فحسب؛ بل هي أيضا توضح الأسس والنظريات الإسلامية التي يجب على الحاكم المسلم اتباعها فيما يختص بسياسة العمران، وقد دون العلماء المسلمون هذه الأعمال العمرانية في فترات عديدة في التاريخ الإسلامي، ذلك لتقويم سياسة الحاكم برسم المنهج الصحيح الذي يجب اتباعه، يستخلص فيه الفكر الإسلامي العمراني على مراحل تاريخية المتتابعة، ومن هذه الأعمال على سبيل المثال لا الحصر كتاب العلامة "شهاب الدين أحمد بن محمد بن أبي الربيع ( ٢٧٢ ه / ٨٨٥ م) "سلوك الممالك في تدبير الممالك"، وكتاب "الشهب اللامعة في السياسة النافعة" لأبي القاسم ابن رضوان المالقي(ت ٧٨٣ ه/ ١٣٨١ م)، ومقدمة ابن خلدو ن(ت ٨٠٨ ه/ ١٤٠٦ م)، و"بدائع السلك في طبائع الملك" لأبي عبد الله ابن الأزرق(ت ٨٩٦ ه/ ١٤٩١ م). [3]
ولا شك أن هذه المصادر تشمل أفكار من المناهج والأسس العمرانية التي تعكس مستوى الفكر العمراني في الإسلام، ومنزلته لدى حكام المسلمين الذين سعوا إلى تطبيق وإنشاء العمارات الإسلامية، وتفيد هذه المصادر التراثية والفكرية أيضا أن الفكر الإسلامي في الفنون والعمارة يراعي بالأهداف الدينية بالدرجة الأولى وتليها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وحمل الفكر الإسلامي هذه الأهداف إلى المن اطق المفتوحة وطبقها بعد الفتوحات والاستقرار السياسي والاجتماعي، ومن هذه الأقطار الهند الإسلامية، وبعد الرصد من خلال المصادر المحلية وأوصاف الجغرافيين للعمارة الإسلامية التي أنشئت بعد الفتوحات الإسلامية في العصر الأموي بيد القائد المسلم محمد بن قاسم الثقفي (ت ٩٥ ه / ٧١٣ م) تحت إشراف والي العراق والفارس حجاج بن يوسف الثقفي( ٩٥ ه/ ٧١٣ م)، نستطيع أن نحدد أهداف الفتوحات الإسلامية، حيث تفيد المصادر أن الإدارة الإسلامية بعد الفتوحات لبعض المناطق الهندية خططت للمسلمين أحياء خاصة وبنت بها مسجدا كأول بناء وجلب إليها أربعة آلاف أسرة عربية[4]
وانطلاًقا مما سبق نؤكد على أن الإدارة الإسلامية بجانب إقامة الأحياء والمحلات وتشييد المدن وسيأتي الذكر عليه بعد قليل، قامت بإنشاء الأسواق والمرافق العامة كالحمامات والمساجد الجامعة وتوفير مصادر مياه الشرب وما يرتبط بذلك من عوامل مساعدة على ازدهار حياة الدولة الإسلامية وأمنها كالحصن والأسوار والمناخ الجيد ووفرة مصادر الغذاء وغيرها من الأساسيات[5]
وما قامت الإدارة الإسلامية منذ دخولهم الهند بإقامة المنشآت الدينية والمدنية ساعدتهم على الاستقرار والانسجام والاندماج في البيئة التي كانت جديدة عليهم بكل المعاني، وكما ذكرت آنفا أن المسلمين بعد دخولهم لهند أول عمارة قاموا بإنشائها هي "المساجد" في المدن، ثم قامت الإدارة الإسلامية بتعيين الأئمة والقضاة والدعاة لها بهدف التعريف بالإسلام وعلومه ونشره بين الناس، فكانت المساجد إبان تلك الفترة من أكبر معاهد الدرس والتعليم، وكان الأئمة والعلماء يشرفون على أداء الفرائض الدينية في تلك المساجد، ويقومون بالتدريس لأولاد المسلمين ونشر العلوم الإسلامية بين أهالي بلاد السند. [6]
 ويؤكد على ذلك الرحالة المغربي ابن بطوطة الذي زار بعض الأسر العربية القاطنة في مدينة سيوستان بالسند عام ٧٣٤ ه/ ١٣٣٣ م، وكتب في مذكراته فيقول:"لقد لقيت بهذه المدينة خطيبها المعروف بالشيباني، وقد أراني كتاب أمير المؤمنين الخليفة عمر بن عبد العزيز لجده الأعلى بخطابة هذه المدينة، وهم يتوارثونها من ذلك العهد إلى الآن، وتاريخه سنة تسع وتسعين وعليه مكتوب بخط أمير المؤمنين".[7] ووفقا لما جاء في روايات الجغرافيين والرحالة، فإن المناطق الرئيسية في السند والتي كثرت سكان ، العرب كانت في "المنصورة"، و"الملتان" و"ديبو ل" و"نيرو ن" و"ارور"[8] وكذلك قام المسلمون بإنشاء المساجد في قنوج الهندوسية التي لم تكن تابعة للدولة العربية إبان تلك الفترة، وآثار هذه المنشآت الدينية كانت باقية إلى عام ٣٧٥ ه/ ٩٨٥ م حسب قول الرحالة المسلم[9] ، وتفيد المصادر أنه في العصر العباسي الأول أقام الولاة العباسيون داخل المدن الكبيرة واستوطنوا القصور الفخمة تحفها الحدائق والجنات[10] ، وفي إطار الفكر الإسلامي بنى العرب مدًنا جديدة في السند مثل مدينة المحفوظة عام ١١٢ ه / ٧٣٠ م، ومدينة "المنصور ة" عام ١٢١ ه / ٧٣٨ م، ومدينة "البيضاء" عام ٢٢٥ ه/ ٨٣٩ م، ومدينة " جُندور" في عام ٣٤٠ ه/ ٩٥٠ م، وكلمة جُنْدُورْ مشتقة من كلمة " جُند" العربية، و" وُرْ" الهندية بمعنى مكان، فكانت هذه المنطقة تستخدم في بداية الأمر كمعسكر أو الثكنات للجيش الإسلامي إلى أن تحول إلى المدينة المزدهرة[11].
                وتجدر الإشارة إلى أن المسلمين العرب قاموا بتطوير المدن القديمة وحفاظها بجانب إنشاء المدن الجديدة، فمثًلا كانت ميناه ديبل تعتبر أكبر مدينة هندوسية قبل الفتوحات الإسلامية بسبب دورها المحوري في التجارة والاقتصاد، ولكن هذه المدينة لم تصل إلى رقي الحضارة إلا في عصر الدولة العربية، وتفيد المصادر إنه قد دمرتها زلازل عام ٢٨٠ ه / ٨٩٣ م تدميرا كاملا، حيث بلغ عدد الموتى إلى مائة ألف شخص، بجانب الأشخاص الذين نجوا من هذه الكارثة الإنسانية، إلا أن هذه المدينة أصبحت بعد فترة قصيرة من أعظم المناطق الاقتصادية والتجارية والزراعية بسبب ما بذلت الإدارة الإسلامية جهدا كبيرا لإعمارها[12] ، ويدون الرحالة مذكراته حول هذه المدينة  فيقول تقع مدينة ديبل على شاطئ البحر، وكان عدد القرى والضياع الملحق بها مائة قرية زراعية كلها زروع وأشجار وعمائر متصلة. [13]
أما المنصورة التي لعبت إبان تلك الفترة دور العاصمة فبلغ عدد قراها الزراعية ثلاثمائة ألف[14] ، وذلك بسبب وقوعها في حضن نهر السند وخصوبة أراضيه واهتمام العرب بأساليب ريها، لقد أحاط بها فرع من فروع نهر السند فجعلها جزيرة خضراء تتخللها ترع وقنوات لتحسين نظام  الري[15]. وتفيد المصادر المعاصرة أن الدولة العربية أول دولة التي قامت بإنشاء السدود وشق القنوات كما صنعت خزانات المياه، ونظمت عملية الري، وقامت بإنشاء الجسور في مناطق مختلفة في بلاد السند، وبذلت أقصى جهدها لتحسين الزراعة، فهناك العديد من الجسور والقناطر أقامها العرب على الأنهار لأغراض عسكرية وتجارية، لتيسير نقل البضائع بين البلاد المختلفة، وكان أول جسر بناه محمد بن قاسم وعبرت من خلاله قواته من غرب إلى شرق نهر السند قبل لقائه بجنود الملك الهندوسي راجا داهر[16].
هذا وقد استمرت مدينة المنصورة عاصمة على امتداد فترة الحك العربي أي على مدى ثلاثة قرون تقريبا، ولاشك أنه قد جاء بناء هذه المدينة في إطار الفكر الإسلامي لنجاح الحركة الإسلامية، ما أدت إلى تحقيق الأهداف الدينية والثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وقد ذكرت كل هذه التفاصيل لأن بلاد السند كانت المعبر الأول التي انتقلت من خلالها ثمرات الثقافة الإسلامية إلى المناطق الهندية الأخرى، ذلك بعد قيام الدولة العربية واستقرارها في هذه المنطقة، وليس فقط هذا بل لعبت الدولة العربية دورا محوريا في انتقال الثقافة الهندية من العلوم والفنون التي طورها المسلمون ونشروها بدورهم إلى البلدان الشرقية والغربية والتي استفادت من هذه العلوم وسعدت بنعيم الحضارة الإسلامية[17].
٢) تعريف موجز لسلطنة دهلي )
 تمتد فترة البحث من الأسرة المملوكية إلى الأسرة التغلقية، حيث هناك أربع أسر(أسرة مملوكية، أسرة غياثية، أسرة خلجية، أسرة تغلقية) يطلق عليها سلطنة دهلي، والتي حكمت معظم شبه القارة الهندية خلال عام ٦٠٢- ٩٣٢هـ/ ١٢٠٥- ١٥٢٦م ، وهي تعتبر أول أسرة حاكمة ذات ثقافة   فارسية حكمت الهند مستقلة دون تبعية للخلافة العباسية، واستقر خلالها الحكم الإسلامي بصورة فعالة وعميقة، أسسها السلطان محمد الغوري (ت ٦٠٢ ه/ ١٢٠٥ م)، الذي ولى غلامه قطب الدين أيبك كنائب له، ولكن بعد وفاة السلطان محمد الغوري استقل قطب الدين وأعلن قيام دولة المماليك - في عام ٦٠٣ ه/ ١٢٠٦ م، والتي استمرت في الحكم من بين  (٦٠٣- ٦٨٨هـ/ ١٢٠٦- ١٢٩٠م).
ويعتبر خلفه السلطان شمس الدين ايلتتمش( ٦٠٧ - ٦٣٣ ه/ ١٢١٠- ١٢٣٦ م)، أعظم سلاطين هذه الدولة، حيث بذل حياته في توحيد الهند، وقام بتحسين الأوضاع الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، مما جعل مدينة دهلي مركزا مهما للثقافة الإسلامية، وقد أعقبت وفاة السلطان شمس الدين ايلتتمش تولية عدة سلاطين أثبتوا أنهم غير جديرين بالحكم، حيث اشتغل بعضهم باللهو والمرح والبعض الآخر بالزهد والتقشف تاركين بذلك الفرصة لبعض أمراء المماليك الانفراد بشئون الحكم.
وكاد أن ينهدم ذلك الصرح العظيم الذي شيده السلطان ايلتتمش، إلى  أن جلس السلطان غياث الدين بلبن ( ٦٦٤ - ٦٨٤ ه  / ١٢٦٦ – ١٢٨٧م)  عرش سلطنة دهلي، وحكم عشرين عاما، وكان من اختيار السلطان، حيث نجح في الجبهات العديدة لاستقرار الهند سياسيا واقتصاديا وعسكريا، ومن أهم إنجازاته أنه تمكن من القضاء على الفتن الداخلية وتقوية الجبهة السياسية الداخلية مما جعله أن يقف في وجه الغارات المغولية بكل صمود، وبالإضافة إلى ذلك بذل المجهودات المضنية في تحسين الإدارة العامة وركز خصوصا على نشر العدل والإنصاف للرعية، ولتحقيق هذه البغية بنى دارا وسماها "دار الأمن"، وبذلك أصبح قدوة لملوك وسلاطين الهند فيما بعد، وعلى الرغم من أن سلالته لم تدم طويًلا بعد فإن السلطنة نفسها كانت وطيدة الجذور عند موته.
وخلفت أسرته، غير القادرة على الحفاظ على الدولة الغياثية، سلالة خِلْجِيَّة (٦٨٩ -٧٢٠ ه /١٢٩٠- ١٣٢١م) ذات الجذور الأفغانية، وقد حول السلطان علاء الخلجي هذه الأسرة الحاكمة إلى إمبراطورية عظيمة؛ حيث استطاع أن يستولي على معظم الأراضي الهندية، ومن أهم إنجازاته ضم المناطق الجنوبية إلى سلطنة دهلي، كما قام بتغييرات جذرية في الشئون الإدارية والمالية بما فيها التحكم في الأسعار ووضع القواعد والقوانين المالية الخاصة لضبط الأسعار ولمنع الاحتكار، بالإضافة إلى ذلك قضى على العناصر الإجرامية، وكافح أنواع المفاسد والمنكرات بما فيها منع الناس عن شرب الخمر من خلال سن القوانين الصارمة، وقد ترعرعت الثقافة الإسلامية واللغة الفارسية في أنحاء سلطنة دهلي في عهده، ولم يتمكن من جاء بعده من أسرة خلجية أن يحافظ على كيانه، فقضي على الدولة التغلقية، ذات الجذور التركية الهندية، في عام ٧٢٠ ه/ ١٣٢١ مواستمرت إلى عام ٨١٥ ه/ ١٤١٣ م، حكم خلال هذه الفترة عدد من  السلاطين، أشهرهم محمد بن تغلق   ( ٧٢٣ - ٧٥٢ ه/١٣٢٤-   ١٣٥١ م) وابن عمه فيروز شاه تغلق  ٧٥٢ - ٧٩٠ ه/  ١٣٥١ -  ١٣٨٨ م . وقد بلغت الهند في - عهدهما خصوصا في عهد الأخير ذروتها في تحسين الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعمرانية، فقد ازدهرت الزراعة والصناعة والحرف والتجارة الداخلية والخارجية أيما ازدهار، فقد بذل هؤلاء السلاطين في حل كافة القضايا المتعلقة بالسياسة والاقتصاد والتجارة.
وقد اعترف المؤرخون الهندوس وغيرهم بأن الفتوحات الإسلامية والاستقرار السياسي للمسلمين في الهند جعلهم جزءا لا يتجزأ من أرض الهند، ولا ريب أنهم اتخذوها وطنا وسكنا ومعاشا ومدفنا، ووهبوا لهذا البلد أفضل ما عندهم من عقيدة ورسالة وأخلاق وسجايا ومقدرة وكفاية وتنظيم وإدارة، فنقلوها من طور البداوة إلى طور الحضارة. هذا وقد اخترت في هذا البحث سلطانا عظيما من كل هذه الأسرة المالكة لتمثيل دولته حول ما قاموا بإنشاء العمارة الإسلامية، مع الإشارة إلى علاقاتهم مع المنشآت الدينية خصوصا زوايا الشيوخ والمدارس الإسلامية، ومن الصعب أن يتسع مثل هذا البحث لأعمالهم العمرانية جميعا، وأرجو أن يغنينا ذكر بعض إسهاماتهم العمرانية عن ذكر إسهاما ت كثيرة مشابهة نظرائهم[18].

(٣) دور المنشآت المدنية في نشر الإسلام والثقافة الإسلامية
 قبل أن أدخل في غمار البحث حول المنشآت الدينية ودورها الديني والثقافي، يجدر بي أن أذكر بإيجاز دور السلاطين في إنشاء المنشآت المدنية مع التركيز على وجود واعتبار الفكر الإسلامي في عملية العمران، وتفيد المصادر المعاصرة حول تخطيط المدن الإسلامية إبان تلك الفترة أن بعضها بدأت على هيئة قلاع ومعسكرات حربية، ثم تطور إلى هيئة مدنية، أو كوشك شكار أي قصر الصيد فتحول إلى المدينة، وهناك أمثلة عديدة، ومنها ، ما قام السلطان غياث الدين بلبن لما أقام قصر الصيد خارج عاصمة دهلي[19] ومنها ما قام السلطان فيروز شاه لما وضع أساس قلعة فيروز آباد على نهر جمنا، وتعد هذه القلعة من أعظم الأبنية التي تم تشييدها في عصر السلطان فيروز شاه تغلق، وتضم هذه القلعة من المباني الخاصة والعامة والحربية والعسكرية، وبعد ذلك وضع السلطان نفسه أساس المدينة فيروزآباد التي اعتنقت القلعة ذلك في عام ٧٦٠ ه/ ١٣٥٩ م وكوشك شكار والمنشآت المدنية والدينية الأخرى[20]. ومنها ما كان في بدايته مناطق ارتكاز تحصينية للدفاع، وبمرور الزمن غلب عليها الطابع المدني وتحولت إلى مدن، وذلك في إطار الفكر الإسلامي ألا وهو الأمن والأمان الذي يمثل قيمة أساسية لنشأة المجتمع الحضري المستقر، وانطلاًقا من أهمية الأمن يعتبر الفكر الإسلامي بناء الأسوار والأبراج والقلاع والحصون من الوسائل التي تساعد على حفظ النفس والمال والعرض وهي من مقاصد الشريعة الإسلامية، وقد حدث في بداية عهد السلطان بلبن إن جماعة من "ميوار" التي تقطن بضاحية دهلي التي تحيط بها الغابات من بعض النواحي، ومن هنا وضعت هذه الجماعة أساس الفساد والتمرد، وقاموا بقطع الطريق، فكانوا يتسللون إلى المدينة ليلا وينقبون المنازل، ويسرقون أموال الناس كما انتبهوا بالقوة والغلبة القرى المجاورة بمدينة دهلي وسدو الطريق من الجهات الأربع، ومن هنا أمر السلطان قطع جميع الغابات وأطاع برقاب كثير من المفسدين، وأمر بتشييد عدة حصون حول المدينة والمساجد العالية، وهكذا قضى على هذه الفتن والقلاقل الأمنية[21].
ومما سبق نؤكد على أن دهلي نشأت وتطورت مع المراحل العديدة وضمت إليها مدن عديدة[22] ، ومهما يكن من الأمر إلا أنه بصفة عامة كان يتم إنشاء هذه المدن والمنشآت الدينية والمدنية من خلال مراعاة التخطيط الإسلامي، فكانت الرؤية الإسلامية في تخطيط المدن مراعية لجوانب التخطيط المختلفة سواء كانت هذه الجوانب عمرانية أو اقتصادية أو اجتماعية أو دينية، وهذا ما نجده في تخطيط مدنية "ديوگير" التي بناها السلطان محمد بن تغلق في عام ٧٢٥ ه/ ١٣٢٦ م، يفيد المصدر المعاصر حول تخطيط هذه المدينة التي صارت بعد بنائها عاصمة ثانية لسلطنة  دهلي، فيروي المؤرخ فيقول:"قال الشيخ مبارك: وأما مدينة قبة الإسلام فتكون عاصمة ثانية، وفارقتها وما تكاملت، ولي الآن عنها ست سنين، وما أظنها تكون قد اكتملت، لعظم ما حصل الشروع فيه من اتساع خطة المدينة، وعظم البناء، وإن هذا السلطان كان قد قسمها على أن تبني محلات، لأهل كل طائفة محلة، الجند في محلة، والوزراء والكتاب في محلة، والقضاة والعلماء في محلة، والمشايخ والفقراء في محلة، والتجار والكساب في محلة، وفي كل محلة ما يحتاج إليه من المساجد والمآذن والأسواق والحمامات والطواحين والأفران وأرباب الصنايع من كل نوع حتى الصباغ والصباغين والدباغين، حتى لا تحتاج أهل محلة إلى أخرى في بيع ولا شراء ولا أخذ ولا عطاء، لتكون في محلة كأنها مدينة مفردة قائمة بذاتها، غير مفتقرة في " شيء إلى سواها[23]..
مما سبق تتضح المحاور والأسس والقوانين العامة التي كانت تحكم تخطيط المدينة الإسلامية بطريقة تثبت أن تخطيط المدن والمنشآت الدينية والمدنية كانت تقيم على أسس معينة نابعة من قيم الفكر الإسلامي، وكانت تفي بحاجات المجتمع المادية والروحية والفردية والجماعية.
وتجدر الإشارة هنا إلى قضية نقل العاصمة من دهلي إلى دولت آباد التابعة لديوگير، فهناك رواية تقول إنه كان يريد السلطان أن يكون عاصمة الهند في وسط أراضيها وديوگير تتوسط المدن المركزية بجانب دهلي[24] أما ابن بطوطة فيتهم السلطان أنه قام بذلك لكي ينتقم من العلماء والشيوخ وبالتالي نفيهم إلى دولت آباد، فعزم على تخريب دهلي[25] ، وما تناول ابن بطوطة حول ذلك تعارض مآثر السلطان الدينية والسياسية برمتها، وفي الحقيقة أن السلطان كان ينبض في قلبه مشاعر جياشة لتفعيل الآليات من العلماء لتبليغ الدعوة الإسلامية في ربوع الهند، ولتحقيق هذه الغاية بذ ل المجهودات المضنية في إرسال العلماء والمبلغين إلى المناطق البعيدة الخالية من سكان المسلمين، وكان يرى من خلال نظرياته الدينية أنه لولا زيادة عدد سكان المسلمين في هذه المناطق لذهبت المجهودات كافة إلى إرسال دعائم النظم السياسية الإسلامية في سدى، وبذلك لما فكر في المناطق الجنوبية وصل إلى هذه النتيجة أن أسلافه من السلاطين لم يتمكنوا من الحكم المباشر على هذه المنطقة بسبب هذا الخلل الكبير أي عدم وجود سكان المسلمين في هذه المنطقة، ومن هنا قرر إعمار جنوب الهند عن طريق أسر العلماء والفقهاء والشيوخ، وذلك لترسيخ العادات والتقاليد الإسلامية بجانب تفعيل الآليات الإسلامية للتبليغ والدعوة[26] ، وبذلك نستطيع أن نقول أن اتهام المؤرخين المعاصرين واللاحقين بنقل العاصمة إلى دولت آباد في جنوب الهند مردود[27] ، إنما الحقيقة تكمن في أنه كان سعيا مشكورا لترويج وترسيخ الحضارة الإسلامية وازدهارها بصورة منظمة ومدروسة، وتؤكد المصادر على أنه لم ينقل الإدارة المركزية من دهلي إلى دولت آباد[28] ، بل أرسل الجاليات الإسلامية من العلماء والفقهاء والشيوخ فقط[29] ، تفيد بعض المصاد أنه لما وصل العالم مولانا فخر الدين زرادي(ت ٧٤٨ ه / ١٣٤٧ م) إلى ديوگير[30] ، غلب عليه شوق زيارة الحرمين الشريفين، فاستشار القاضي كمال الدين صدر جهان حول ذلك فقال له:"لا يجوز أن تسافر دون أن تأخذ الإذن من السلطان، لأنه يريد عمران هذه المنطقة وازدهارها بصبغة إسلامية، وهو يرجو أن تكون مدينة علمية زاخرة بالعلماء والفضلاء ويذيع صيتها في جميع أنحاء العالم"[31] ، ولإعطاء الطابع الإسلامي أمر السلطان بصك العملات ذات الشعائر الإسلامية، مثل "قبة دين إسلام"، و"بدر الإسلام"، و"دار الإسلام"، وكان الهدف وراء ذلك إرسال رسالته الدينية والسياسية إلى عامة الناس[32].
 ولولا إنشاء مدينة تغلق آباد هذه في هذه المنطقة لما قامت الدولة البهمنية التي حكمت في جنوب الهند أكثر من مائة وخمسين عاما ثم تفرعت منها الإمارات الإسلامية العديدة، التي تم انضمامها إلى الدولة المغولية. [33]
ويعترف المؤرخ المعاصر لتكثير وازدياد عدد سكان المسلمين في هذه المدينة، فيقول:"كانت هناك مقابر هندوسية كثيرة جدا، ولكن الآن هناك مدافن مسلمين أيضا" [34]، ولا شك أن في مرحلة لاحقة ظهرت مدينة أورنگ آباد المعروفة الآن حول مدافن أئمة وعلماء فكانت هذه المدافن نواة هذه المدينة[35]
 وبجانب تعمير المدن والقلاع والحصون، اهتم سلاطين دهلي بصورة عامة بتشييد المرافق العامة من شوارع المدن والقرى وطرقاتها، والحماما ، العامة، والمستشفيات، والنزل، والسرايات يطلق عليها داك چوكي[36]  وتغذية المدن بالماء من خلال إنشاء الأحواض والآبار والبرك، كما أسهموا في إنشاء البساتين في داخل في المدن والقرى. [37]
تشير بعض المصادر إلى عهد السلطان فيروز شاه الذي يعد من أكثر السلاطين اهتماما بالمشاريع العمرانية[38] ، حيث أقام النزل للمسافرين، والمستشفيات للمرضى، والمدارس للطلبة، وأنشأ مكاتب لتوفير العمل ، للعاطلين[39] ، وأقام ديواًنا عرف بديوان استحقاق لإمداد الفقراء والمساكين[40]  ، وأقام ديواًنا عرف بديوان الخيرات ليعين على تزويج الفتيات الفقيرات[41]  كما كان لفيروز شاه شغف بإقامة المصانع بهدف تنمية دولته والقضاء على البطالة، وقد اختلف المؤرخون في أعداد مشاريعه العمرانية إلا أنهم اتفقوا على كثرتها.[42]
ولا شك أنه قد كثر  الاتجاه إلى إنشاء هذه المنشآت الدينية والمدنية، خصوصا لأن الفكر الإسلامي يدعو إلى الاهتمام بالعمارة والإنشاء، كما أن هناك عوامل أخرى سياسية واجتماعية واقتصادية مما دفع إلى الإكثار من إنشاء هذه المنشآت المدنية والدينية ووقف الأوقاف عليها، ومن هنا شكلت نصيبا كبيرا من التكوينات المعمارية لسلطنة دهلي تدل عليه هذه الإحصاءات التي ترد في المصادر المعاصرة واللاحقة. هذا، وفي نهاية المطاف يجدر بي أن أذكر إسهامات الفكر الإسلامي في إنشاء المدن والمرافق المدنية لم تقتصر على إعطاء الفوائد للمسلمين، بل من المعلوم تاريخيا أن هذه الحركة العمرانية التي بدأت بعد إقامة سلطنة دهلي أثرت تأثيرا بالغا في المجتمع الهندوسي، وذلك من خلال الحياة الاجتماعية الإسلامية التي أبطلت سائر الامتيازات الاجتماعية التي نشأت على أساسها المدن القديمة والمنشآت المدنية، فقد فتحت أبواب المدينة ومنشآتها العمرانية لكافة الناس دون أدنى امتياز، لأن المجتمع الجديد قام بالقيم الإسلامية والفكر الإسلامي ألا وهي المساواة بين سائر الناس في الحقوق والواجبات، وكانت التقوى مقياس الفضيلة، أي الناس كلهم من آدم وآدم من تراب، لا فضل لعربي على عجمي ولا عجمي على عربي إلا بالتقوى: {يا أَي ها النَّا س إِنَّا َ خَلقَْنا ُ كم من َ ذ َ ك ٍ ر وأُنَثى و ج علَْنا ُ كم ُ ش عوبًا وَقبائِلَ
لَِت عا رُفوا إِ ن أَكْ ر م ُ كم عن د اللَّ ه أَتَْقا ُ كم إِ ن اللَّ ه عليم َ خِبير }الحجرات ١٣ فكانت هناك طبقات عديدة ما كانت تسمح لها أن يدخل في المدينة، وكان عليهم أن يقيم لهم المنازل والمساكن خارج المدينة[43]. ومن هنا لما سمحت لهم سلطنة دهلي لزلزل النظام الاجتماعي الطبقي، وهو الأمر الذي أدى إلى تشييد بيوت الهندوس والمسلمين بجميع الطبقات مع بعضها بعضا[44] ، ومن هنا قد أثر العمران الإسلامي في هيكلة المجتمع الهندي، يقول رئيس وزراء الهند الأسبق جواهر لال نهرو في كتابه "اكتشاف الهند":"إن دخول الغزاة الذين جاؤوا من شمال غرب الهند ودخول الهند إلى حوزة الإسلام لها أهمية قصوى في تاريخ الهند، فإن الفكر الإسلامي قد أظهر الفساد الذي تفشى في المجتمع الهندوسي، وكذلك أظهر نظام الطبقات الجائر وظاهرة المنبوذين ، وحب الاعتزال عن العالم الذي كانت تعيش فيه الهند، إن نظرية الأخوة الإسلامية والمساواة التي كان المسلمون يؤمنون بها ويعيشون فيها، أثرت في أذهان الهندوس تأثيرا عميًقا، وكان أكثر خضو عا لهذا التأثير البؤساء
الذين حرم عليهم المجتمع الهندي المساواة والتمتع بالحقوق الإنسانية".[45]
دور المنشآت الدينية في نشر الإسلام والثقافة الإسلامية
المساجد: يعتبر مسجد قوة الإسلام أو المسجد الجامع أول منشآت قامت بها سلطنة دهلي بعد استقرار دولته في دهلي تحت قيادة السلطان قطب الدين أيبك، وذلك بعد فتح الأخير لدهلي عام ٥٨٥ ه/ ١١٩٣ م، وهو من أول سلاطين دهلي الذين اهتموا بالعمارة في الهند، وقد تعددت المنشآت الدينية في عهده، ومنها "المسجد الجامع" الذي يمثل الأساس الأول لهذه المنشآت التي تنوعت بتنوع وظائفها، والتي انبثقت في الأصل من وظائف المسجد الجامع الذي يطلق عليه "قبة الإسلا م"، وقوة الإسلام ومسجد الجمعة. [46]
وقد تمت إقامة هذا المسجد الجامع على منهج الفكر الإسلامي ألا وهو أول ما يختط، ومن حوله تم تخطيط خطط المدينة فيما بعد، ذلك لأنه كان هناك قاعدة تقليدية في المدن الإسلامية انبثقت من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث تفيد المصادر أن مسجد الرسول كان أول شيء تم تخطيطه في وسط المدينة ومن حوله اختطت خطط المهاجرين التي كانت في معظمها قطائع وخططا تنازل عنها الأنصار للمهاجرين من كل زيادة كانت في خططهم أو كانت في فضاء من الأرض ليست لأحد فأقطعها الرسول صلى الله عليه وسلم. [47]
وحول بناء مسجد "قوة الإسلام" يقول بعض الباحثين أنه تم تشييده في عام ٥٨٧ ه/ ١١٩٥ م بتكلفة ٥٤ مليون روبية، ولما كان معمار هذا المسجد والمنشآت الأخرى الهندوسية امتزج طرازهم الهندوسي والبوذي والجيني عند إنشاء هذا المسجد، وظهرت التأثيرات المعمارية الهندوسية في العمارات الإسلامية الأولية، وبجانب هذا المسجد تم تشييد منارة طويلة سميت ب قطب مينار أي منارة القطب والتي شرع قطب الدين في بنائها عام ٥٩٦ ه/ ١١٩٩ م، وكان الهدف وراء إنشاء هذه المنارة هو إظهار عظمة الإسلام بجانب أن تكون مئذنة للمسجد الجامع وكذلك كان يخلد ذكرى للفتوحات التي قام بها السلطان أيبك[48] ، وعندما أدرك السلطان ايلتتمش خليفة أيبك تغلغل تأثير الطراز الهندوسي في هذا المسجد قام بإصلاحه وتكميل مشروعه، خصوصا وأنه بدأ يضيق على المصلين، فأمر السلطان بتوسيع المسجد خصوصا من الجانبين الشمالي والجنوبي، مع إضافة جدار من أحجار الجرانيت غرب المسجد، كما تم تحنيت خمس محاريب مع تزيينها بزخارف بديعة على هيئة أوراق نباتية مطعمة بزهور تفوق حدود التصور، وكذلك حفروا على المحاريب الخمسة آيات قرآنية وأحاديث نبوية[49]. وبجانب مسجد الجامع أقام السلطان أيبك "مسجد ارهاي دن كا جهونپر ا" أي كوخ اليومين والنصف، بمدينة أجمير عام ٥٩٧ ه/ ١٢٠٠ م، والمسجد كله مزخرف بنقوش وكتابات عربية بخطوط الكوفي والطغراء، يعتبره بعض الباحثين عديم النظير. [50]
 وتجدر الإشارة هنا إلى أن الاستعمار الإنجليزي بعد احتلال الهند حاول ترويج الإشاعات والافتراءات حول قيام الدول الإسلامية بتح ويل المعابد الهندوسية والبوذية والجينية إلى مساجد خصوصا في عصر سلطنة دهلي، واستخدم الاستعمار لتحقيق هذه الأهداف المستشرقين الذين روجوا مثل هذه الأكاذيب في أعمالهم المنشورة، ولكن لم يفلحوا في ذلك لأن الطبقة المثقفة انتبهت لمكرهم؛ وذلك لأن المعابد الهندوسية وغيرها لم يكن من الممكن تحويلها إلى المساجد بسبب بنيتها الخاصة، أما المسجد فعملية بنائه يحتاج إلى الحجرة الواسعة ذات القبلة، ثم يضم إليها ساحة واسعة لصفوف المصلين، بسبب هذه المواصفات الخاصة ليس بالإمكان إطلاقا أن يتم تحويل معابد هندوسية إلى مساجد، ولما فشل المستشرقون في هذه الفرية، اتهموا الإدارة الإسلامية بهدم المعابد الهندوسية والبوذية والجينية واستخدام أحجارها وعمودها في إنشاء المساجد وقد أصاب بعض الباحثين بما عارضوا هذه الفكرة وأكدوا على عدم قيام الإدارة الإسلامية بهدم المنشآت الدينية الهندوسية، وإن هدم بعضها تحت دافع سياسي أو فكري، فقامت الإدارة بإعادة بنائها لإرضاء غير المسلمين. [51]
 وقد ذكر بعض الباحثين من المستشرقين مثل FERGUSSON   JAMES [52] و السير السيد الهندي، أن السلطان أيبك استخدم في بناء مسجد الجامع أعمدة وأحجار ٢٧ معبدا هندوسيا، كما استخدم في بناء مسجد كوخ اليومين والنصف أعمدة ودعائم من معابد هندوسية جينية[53].  وتقتضي هذه المسألة وقفة جادة للمناقشة الموضوعية. وهناك أسئلة عديدة تطرح نفسها، مثًلا كيف كان لسلطان مسلم غيور أن يستخدم أعمدة ودعائم المنشآت الهندوسية، والبوذية والجينية في إنشاء المساجد دون معرفة ما توحي به العبارات السنسكريتية الدينية المنقوشة، ثانيا: تفيد المصادر المعاصرة واللاحقة أن البناة قاموا بنقش الكتابات العربية أي الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، على السقوف والأعمدة والدعائم، فكيف كان لهم أن يجلبوها من المنشآت الهندوسية وحتى لو افترضنا أنهم هدموها واستخدموا دعائمها وأعمدتها فكيف كان ممكنا لهم أن يقوموا بعملية النقش والزخرفة عليها، لأن من المعلوم تاريخيا أنه لا توجد أحجار وأعمدة مستخدمة في المعابد الهندوسية إلا وهي تحمل النقوش الكتابية الدينية الهندوسية وصور الآلهة، وينبغي هنا إبراز ما ذكر المؤرخ الهندوسي وأصاب فيما قا ل:"تختلف النظرة الدعائية للمنشآت باختلاف ظروف العصر، فقد اهتم كل من السلطان أيبك وخليفته ايلتتمش بإنشاء المنشآت الدينية باعتبارها رمزا لقوة الدين والدولة ولنشر الثقافة الإسلامية، وحرصا على إبراز ذلك من خلال إنشاء منارة قطب بدلالة حرصهما على أن يرى هذه المنشآت الإسلامية من يزورها من الهندوس لتقع في نفوسهم موقًفا يؤكد عظمة الدين والدولة الإسلامية...وأهم ما يميز فن العمارة الإسلامي في الهند الإسلامي هو التأصيل لبناء جسور التواصل والتلاقح الحضاري، ففن العمارة في تاريخ الهند الإسلامي لم يطمس النشاط الحضاري لغير المسلمين، بل استفاد من العمارة الهندية السابقة كما استفاد من البناة الخبرة والمهارة ذات الجذور الهندوسية...وما يقال عن الفتوحات الإسلامية أنها تمت بحد السيف فهو غير صحيح بالمرة على الأقل في الهند، يحمل الطابق الأول من منارة قطب
الآية القرآنية "{ َ لا إِكْ راه في الدي ِ ن َقد تَّبي ن ال رشْد م ن الْ َ غ ي َف من يكُْفر
ِبالطَّا ُ غو ت ويؤْ من ِبالّل ه َفَق د اسَتم س ك ِبالْ عر وة الْ وثَْق ى َ لا انف صا م َل ها والّل ه
س ميع عليم }البقرة.٢٥٦ [54]وهذا يدل على قيام سلطنة دهلي الإسلامية بتطبيق فكر التسامح الإسلامي في العصر الإسلامي، فكان السلاطين يراعون مشاعر غير المسلمين الدينية ولم يحاولوا جرحها.
وقد تبعه السلطان ايلتتمش في الاهتمام بإنشاء المنشآت الدينية الإسلامية من خلال الفكر الإسلامي، وتعكس هذا الفكر جميع منشآته التي شيدت في عهده، تفيد المصادر أنه لما أراد أن يبني حوضا مائيا، ذهب إلى الشيخ الصوفي خواجه قطب الدين بختيار الكعكي رحمة الله عليه(ت ٦٣٣ ه/ ١٢٣٥ م)[55] ، لتحديد وتعيين المكان المناسب للحوض، وكان__ السلطان يمر من كل أرض يصل إليها حتى وصل إلى مكان حوض شمس، واختار هذا المكان، وعندما حل الليل رأى السلطان في منامه الرسول صلى الله عليه وسلم، يقف وسط هذه الأرض، ويسأل: ماذا تريد يا شمس الدين؟ فأجاب السلطان قائلا إنه يريد أن يبني حوضا، قال صلى الله عليه وسلم، افعل هنا، وضرب صلى الله عليه وسلم في هذه الأرض، فانبجست عين ماء، واستيقظ السلطان من نومه، ومازال في الليل بقية، فجاء إلى الشيخ قطب الدين، وقص ما رآه في منامه، ويروي الشيخ أن السلطان حمله إلى هذه الأرض فرأينا نور مصباح حيث يتدفق ماء العين، فأمر السلطان في تلك الساعة بحفر الحوض[56] ، وبعد حفره أمر بوضع ماء زمزم فيه[57] ، وقد تحول هذا المكان فيما بعد إلى مركز ديني وروحاني، وتشير المصادر المعاصرة إلى وجود وأهمية هذا الحوض وما يجاوره، جاء في مفتاح الطالبين ما يفيد:"حوض شمسي مكان العبادة، وهو المكان الذي يستجاب فيه الدعوات، وهو مكان خاص لعبادة الرحمن، وهو مقام الرحمة والم غفرة، يسكن فيه العابدون والزاهدون والصالحون والإبداليون..." [58]
وبالإضافة إلى ذلك أنشئت للمجموعات المعمارية الدينية الأخرى حول هذا الحوض، ومنها الحجرات الخاصة للعلماء والصوفية، و"مسجد أولياء" الذي اهتم السلاطين في عهودهم به وبزيادته مع جعله باقيا إلى زمن مديد، وقد زاره الرحالة المغربي ابن بطوطة وذكر عنه في كتابه[59] ، وقد ذكر الشيخ نظام الدين أولياء بركات هذا الحوض وعذوبة مياه، وذكر مرة أنه  رأى بعضهم في منامه السلطان ايلتتمش ، وسأله عن المغفرة، فأفاده أنه قد  غفر له بسبب إنشاء هذا الحوض[60]
 وبجانب إنشاء المساجد في دهلي قام السلطان ببناء المساجد العديدة في المدن والولايات الأخرى، فتفيد النقوش الإسلامية الموجودة في مساجد بنگال[61] ، وأجمير [62]، وبلگرام[63]  رغبة السلطان الدينية، ويحتوى النقش الموجود على مسجد "بدايون" بجانب الآيات القرآنية ألقاب السلطان ومنه "أعلى الإسلام والمسلمين" [64]
ومع تطور العمران وإنشاء عدد هائل من المساجد في المدن والقرى تلاشت التأثيرات الهندوسية من العمارات الإسلامية، ولكنها ساعدت على ظهور طراز ثالث من العمارة بين الطراز الهندي القديم والإسلامي أي مزج بين العمارة الهندية والإسلامية وبدأ هذا التطور منذ عصر الخلجيين، وذلك بعدما تمرس البناءون الهندوس على طرز العمارة الإسلامية، فبدأ يظهر الفكر الإسلامي الكامل في محاريب وبوابات وقباب المساجد[65] ، وتتمثل مظاهر الفكر الإسلامي في "مسجد جماعت خانه" أي المسجد الجامع أو مسجد الجماعة، حيث يعد هذا المسجد أول بناء إسلامي بح ت في عهد سلطنة دهلي يطابق بناؤه فن العمارة الإسلامية تماما، فبجانب المواصفات الإسلامية يوجد في المسجد محراب مزدوج أي محرابين متداخلين يقع في صدر البهو، وعلى حاشية المحراب محفور سورة الرحمن بالخط الثلث، كما يوجد بالحائط الغربي للبهو ثلاث فتحات محرابية عالية حولها آيات قرآنية. [66]
وتعكس النقوش الكتابية الموجودة على جدران المساجد وأبوابها الميول الدينية والفكر الإسلامي لسلاطين الأسرة الخلجية، كما تسلط الضوء على كثير من جوانب حياتهم مع التعبير عن آمالهم وطموحاتهم لنشر الثقافة الإسلامية وتوسيع نطاق السيادة الإسلامية، وهناك نقش يحمله الباب العلائي تم إنشاؤه على مسجد قوة الإسلام. [67]
قامت الأسرة التغلقية على أنقاض الأسرة الخلجية، واهتمت اهتماما بالغا بإنشاء المنشآت الدينية ومنها المساجد في الدرجة الأولى، وتفيد المصادر بوجود المساجد الكثيرة والفخمة بجانب المنشآت الدينية والمدنية الأخرى من القصور والقلاع والمدن والأسواق والسرايات وغيرها[68] ، ومن أشهر المساجد التي أسست في عهد فيروز شاه تغلق بدلهي هو المسجد الجامع الفيروزآبادي[69] ، و"مسجد كلان أو كالي مسجد أي المسجد الأسود"، و"المسجد المهرولي"، و"المسجد البيگم پوري، و"المسجد الشباكي"، وقامت معظم هذه المساجد ضمن المدن والقصور والقلاع والأسواق والمدارس.[70] 
هذا، وتمدنا المصادر المعاصرة اللاحقة بالمعلومات الزاخرة لرصد النتائج المتمخضة عن إنشاء المساجد في المدن والقرى والسماح لدخول كافة الناس دون أي امتياز في المجتمع الهندي الذي ما كان من المعروف عن بعض طبقاته بالسماح لها أن تدخل دور العبادات الهندوسية والجيني ، والبوذية، كما كان ممنوعا منعا باتا أن تلمس أو تطلع على الكتب الدينية[71]  ولكن بعد نشر المساجد في جميع أنحاء الهند نظرت هذه الطبقة المنبوذة والأخرى بعيونها نظام المساجد وتأثيرها في المجتمع الإسلامي المجاور لها على الأصعدة كافة، فكان التأثير المباشر للمساجد في العقيدة الوثنية الهندوسية، بحيث تركت وحدانية الإسلام الصارمة أثرها في الهندوسية، وكانت النتائج الإيجابية لإنشاء المساجد أنها أيقظت عقول الهندوس لجميع الطبقات وأرغمتهم على إعادة التفكير في عقائدهم التي طغت عليها الوثنية والخرافات، مما أدى إلى ظهور تيارات إصلاحية متأثرة بالإسلام والدعوة الإسلامية للرجوع إلى أصول كتبهم المقدسة[72]
وقد اعترف المؤرخ الهندي K.M. Panikar  سفير الهند  المعروف في مصر سابقا، وهو يتحدث عن تأثير عقيدة التوحيد الإسلامية في عقلية الشعب الهندوسي وديانته، فيقول:"من الواضح المقرر أن تأثير الإسلام في الديانة الهندوسية كان عميًقا في العهد الإسلامي، إن فكرة عبادة الله في الهندوس مدينة للإسلام، إن قادة الفكر والدين في هذا العصر وإن سموا آلهتهم بأسماء شتى قد دعوا إلى عبادة الله، وصرحوا بأن الإله واحد، وهو يستحق العبادة، ومنه تطلب النجاة، والسعادة، وقد ظهر هذا التأثير في التيارات الدينية والدعوات التي ظهرت في الهند الإسلامي كطائفة بهگتي ودعوة كبير." [73]
 ولم يكن يقتصر تأثير المساجد في الفكر الهندوسي فحسب، بل عداه إلى أن ترك أثرا عميًقا في العمارات الدينية الهندوسية، حول تأثير العمارة الإسلامية في العمارة الهندوسية يقول المؤرخ والمفكر الهندوسي تارا چند:"لقد عرفت الدولة الإسلامية بعد قيام واستقرار سلطنة دهلي الطراز الإسلامي الهندي الذي برز إلى حيز الوجود بعد إسهامات سلاطين دهل ي بإنشاء العمارات الدينية الكثيرة خصوصا في شمال الهند وجنوبها، وما دامت بعض الإمارات الهندوسية كجيران لولايات سلطنة دهلي بدأت تمارس العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية مع هذه الولايات الإسلامية، ولما تلاشى الطراز الهندوسي القديم في فن العمارة الهندوسية، فكان أمام هذه الإمارات الهندوسية أن تحيا ذلك الطراز الهندوسي من خلال المنشآت الدينية القديمة الواقعة في راجپوتانه وبنديل كهند، أو تختار الطراز الإسلامي الهندي الذي ظهر إلى حيز الوجود من خلال إسهامات سلاطين دهلي والبناة الهندوس، وقد فضلت هذه الإمارات الهندوسية الاختيار الثاني، وبالتالي نحن نرى ونلمس مظاهر الطراز الإسلامي الهندي في معظم المنشآت الدينية الهندوسية التي أقيمت آنذاك..."[74]  
وهناك عدد من الدراسات الميدانية التي تؤكد على تأثير الهندسة الإسلامية في العمارة الهندوسية، خصوصا في أجمير، والپنجاب، وبن ديل كهند. [75]
الروضات أو المزارات أو الأضرحة:
كلمة الروضة مشتقة من حديث نبوي شريف، يقول:"إن القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار[76] ، وقد اختار النبي صلى الله عليه وسلم المكان الذي سيدفن فيه وسماه روضة وقال:"وضعت منبري على ترعة من ترع الجنة ، وما بين بيت ي ومنبري روضة من رياض الجنة"[77] ، وقد انتشر هذا الفكر الإسلامي شرقا وغربا بعد الفتوحات الإسلامية واستقرار دعائمها، وقد لقيت الروضات قبولا عظيما عند الأتراك منذ أيام السلاجقة، وهم الذين ابتكروا في الإسلام إنشاء مبنى جنائزي تذكاري كبير فوق القبر يتكون من بهو-أوسع أو أضي ق- تقوم عليه قبة فوق القبر، وعن الأتراك أخذ الفرس فكرة الروضات، ومن ثم انتقلت إلى الهند ضمن ما انتقل إليها من صور الحضارة الإيرانية الإسلامية، ولكن الهنود زادوها وطورها فخامة وضخامة حتى أصبحت عنصرا جديدا من عناصر المنشآت الدينية[78]
وقد لعبت هذه الروضات دور المسجد والمأوى للفقراء والمساكين  لجميع الأديان، فلكل روضة قبلة ومحراب، بجانب إنشاء المنبر إذا اتسع المكان بحيث تصبح مسجدا، وقيام الدولة بوقف الأوقاف لرعاية هذه الروضات وتوفير المواد الغذائية للزائرين ومساعدة الفقراء والمساكين، وقد أنشئت أول روضة ولا تزال موجودة في دهلي، تقع على بعد ثمانية كيلومترات جنوب غرب منارة القطب، وهي روضة للسلطان ناصر الدين محمود الغاري(ت ٦٦٤ ه ١٢٦٦ م) الابن الأكبر للسلطان شمس الدين ايلتتمش، والذي وصى بأن يدفن بعد موته في الغار وأرجله مربوطة بالحبل، وهنا لقب بالسلطان الغاري، وبنى قبره في السرداب، والمسجد الذي أسس على ذلك بني بأكمله من الرخام ونقشت على محرابه آيات قرآنية بأسلوب إيراني خالص، ومدخل روضة محفور عليه آيات قرآنية بالخط النسخ والكوفي[79] ، ولما كان السلطان ناصر الدين معروفا بتدينه وعبادته ورياضته، أصبحت روضته مركز التجمع لكل من المسلمين والهندوس للحصول على التبرك[80]
وقد اهتم سلاطين دهلي بتشييد الروضات، حيث تم تشييد روضة السلطان ايلتتمش بعناية ابنته رضية السلطانة(ت ٦٣٧ ه ١٢٣٩ م) في عام ٦٣٣ ه/ ١٢٣٥ م، وزاد بها السلطان فيروز شاه تغلق بعض القبب على روضته، فكانت هناك عادة أن سلاطين دهلي كانوا يقومون بإنشاء الروضات على أسلافهم كما كانوا يقومون بترميمها وإجراء نظام الوقف عليها لرعايتها وللزائرين، ويمدنا ابن بطوطة حول ذلك ما قام السلطان محمد بن تغلق بفتح المطبخ العمومي للزائرين والعاكفين والركع السجود[81].
ولما كان السلاطين يعتقدون في العلماء والصوفية وكانوا دائما يحبون أن يحضروا إلى دروسهم الدينية والروحانية في زواياهم وخوانقهم، بجانب ذلك كانوا يترددون عليهم من حين لآخر للحصول على القوة المعنوية خصوصا قبل الخروج إلى ساحة القتال في حياتهم وبعد مماتهم على الروضات[82] ، ومن هنا وبسبب هذه العلاقات الدينية والثقافية[83] ، كانوا يشيدون الروضات على قبور الشيوخ والصوفية، فمثلا نجد السلطان علاء الدين خلجي أمر ببناء الروضة على قبر الشيخ أبي علي القلندري في مدينة "پاني پت" القريبة من مدينة دهلي، وزادها سلاطين وأمراء فيما بعد[84] ، وسار على نفس المنوال السلطان محمد بن تغلق فأمر بإنشاء الروضات على قبور المشايخ ومنهم الشيخ ميرا ملهم في مدينة بدايون[85] ، والشيخ نظام الدين أولياء في دهلي، والشيخ ركن الدين ملتاني، والشيخ علاء الدين في أجودهن. [86]
أما السلطان فيروز شاه تغلق فسبق خلفه في إنشاء وترميم روضات الشيوخ والصوفية وإجراء نظام الوقف عليها، وذكر المؤرخ المعاصر عددا هائلا من الروضات التي أنشئت أو تم ترميمها في عهده. [87]
ويمثل الفكر الإسلامي في إنشاء الروضات إنه بسبب انتشارها وشيوعها واحترامها لدى كل من الهندوس والمسلمين بدأ الاختلاط واندماج عناصر المجتمع الهندي ما أدى إلى التقارب والتفاهم والوحدة الوطنية، بجانب ذلك كانت هي بمثابة الملاجئ التي يأوي إليها العجزة والفقراء والمساكين الذين ليس لهم دخل يعيشون منه حياة راضية.
 المنشآت الصوفية[88]  : وكانت منشآت التصوف من خوانق وزوايا- يطلق عليها درگاه- أيضا من نوعيات المنشآت الدينية التي تلازم ظهورها مع ظهور المساجد والروضات، ومن المعلوم تاريخيا أن طرق التصوف الأساسية المشهورة ظهرت في بغداد وما يجاورها من البلدان الإسلامية، خصوصا عند إقامة سلطنة دهلي ذاع صيت خوانق وزوايا بغداد في الشرق الإسلامي وغربه، ولكن بسبب القلاقل والفوضى السياسية في الشرق الإسلامي بما فيها بغداد، هاجر كثير من العلماء والشيوخ إلى الهند، خصوصا في عهد السلطان شمس الدين ايلتتمش[89] ، ومن هنا نال التصوف قسطا كبيرا من القبول والانتشار والازدهار إلى أن انتشرت الطرق الصوفية العديدة ومن أشهرها الچشتية، والقادرية، و النقشبندية، والسهروردية، وهي تنتمي إلى شخصيات نبغت بعضها في الهند ودفنت في أرضها[90] ، مثل شيخ الشيوخ معين الدين الجستي رحمة الله عليه، وهي الشخصيات التي لعبت أكبر دور في نشر الثقافة الإسلامية ونشر الإسلام، وكان بإمكانهم أن يستقروا في دهلي تحت رعاية سلاطين دهلي الذين كانوا يشعرون بسعادة بالغة بتقديم أي خدمة لهؤلاء الشيوخ والصوفية، ولكن لم يفكروا في ذلك لأنهم جاءوا إلى الهند حاملين رسالة التبليغ والدعوة الإسلامية لترسيخ دعائم الإسلام بجهادهم وإخلاصهم، لأنهم كانوا من كبار شيوخ الصوفية الذين عرفوا واشتهروا بموقفهم المحافظ المتمسك بدقائق الشريعة ظاهرا وباطنا حتى ظهر في أخلاقهم ومعاملاتهم ثم ظهر فيما يجري على ألسنتهم من أسرار الحكمة وعيون المعرفة والطبائع المتقاربة تتجاذب، والنوازع المتشابهة تتآلف، وكانوا حريصين في تعبيرهم عن الثمرات المعرفية للالتزام بالكتاب والسنة، اللذين هما أساس الخيرات، وميزان المعارف والأذواق والإلهامات، ومن هنا اختاروا أماكن مختلفة لإنشاء خوانقهم وزواياهم، فمثلا استقر الشيخ بهاء الدين زكريا الملتاني(ت ٦٦١ ه/ ١٢٦٢ م)، هو تلميذ لشيخ المشايخ شهاب الدين السهروردي، في ملتان وهو معاصر للسلطان ايلتتمش، ولعبت زاويته دورا دينيا واجتماعيا، بل سياسيا في بعض الأحيان[91]
أما الشيخ خواجة قطب الدين بختيار الكعكي رحمه الله(ت ٦٣٣ ه /١٢٣٥ م)، وهو صديق عزيز للشيخ معين الدين جشتي، الذي وصل إلى دهلي في عهد السلطان نفسه، فاستقبله السلطان بحفاوة بالغة وعرض عليه مشكورا أن يسكن في الزاوية القريبة من القصر الملكي، ولكنه رفض وفضل على أن يستقر بين عامة الناس، فقطن في قرية "كيلو كهر ي" في ضاحية دهلي، وكان السلطان يواظب على زيارته في زاويته مرة في كل أسبوع[92].
واختار صاحبه وشيخه معين الدين الأجميري الچشتي(ت ٦٣٣ ه/ ١٢٣٥ م) مكاًنا هندوسيا تماما ألا وهو أجمير التي كانت عاصمة للإمارة الهندوسية[93] ، وذكر له الشيخ الكعكي عن منطقة أجمير قبل أن يقصدها الشيخ معين الدين: "مركز الهندوسية العظيم ولم يكن بها مسلم"، ولكن هذا الوضع قد تغير بعد وصول معين الدين إلى أجمير وإنشاء زاويته واستقراره، وهكذا بدأ هو يبلغ الدعوة الإسلامية إلى أهل الأرض في أجمير، وينير بنور الإيمان والمعرفة والحب القلوب المظلمة وكان الشيخ قطب الدين الكعكي يشحن القلوب إيمانا ومعرفة في دهلي، ويرشد التائهين إلى سبيل الأمن والعزة، فقد أسلم على يد معين الدين رجال ونساء لا يحصون، وقد تأثر سكان أجمير بل سكان الهند عموما بالشيخ وتعاليمه، وأقبلوا إلى زاويته زرافات ووحداًنا، ولعبت زاويته دو را محوريا لاعتناق آلاف من الناس الإسلام، فكانوا يتبركون به وبدعواته لتفريج كروبهم، توفي الشيخ في أجمير، ودفن بها، وأصبحت روضته من أهم أماكن الزيارة التي يقصدها المسلمون والهندوس على السواء للاحتفال بذكرى وفاته، إذ يعتبر هو نقيب الأولياء المسلمين في الهند، وقد أقيم بناء ثابت تعلوه قبة صغيرة فوق قبره في عهد السلاطين الخلجيين [94]
فكانت لهذه الزوايا والخوانق وظيفتان مهمتان من خلالهما نجحت في إنشاء جماعة من الدعاة والمربين الإسلاميين الذين كانوا أساس الصرح الإسلامي في الهند، والذين بفضلهم بقيت كلمة الله تعلو ودعوة الإسلام تأخذ مكانتها اللائقة في الهند، أول هذه الوظيفة هي وظيفة دينية وتعليمية، وثانيهما هي وظيفة اجتماعية:
الوظيفة الدينية والتعليمية:
من خلال هذه الوظيفة كانوا يبايعون الناس على التوحيد والإخلاص واتباع السنة، والتوبة عن المعاصي، وطاعة الله ورسوله ويحذرون من الفحشاء والمنكر، والأخلاق السيئة والظلم والقسوة، ويرغبونهم في التحلي بالأخلاق الحسنة، والتخلي عن الرذائل، وتزكية الأنفس وإصلاحها، ويعلمونهم ذكر الله والنصح لعباده والقناعة والإيثار، علاوة على هذه البيعة التي كانت رمز الصلة العميقة الخاصة بين الشيخ ومريده، أنهم كانوا يعظمون الناس دائما ويحاولون أن يلهبوا فيهم عاطفة الحب لله سبحانه وتعالى، والحنين إلى رضاه، ورغبة شديدة لإصلاح النفس، وتغيير الحال، ومن هنا أقبل على الزوايا الناس من جميع الطبقات والفئات يتنافسون في حب هؤلاء المشايخ، وأصبحت زواياهم في طول البلاد وعرضها شبكة من المراكز الروحية حتى لم يبق بلد أو قرية ذات شأن إلا فيها مركز روحي أو عدة مراكز، وإن الصلة القلبية والروحية وموجة الحب والإجلال التي كانت تغمر الناس نحو هؤلاء الشيوخ والصوفية تتجلى بالأحداث التالية: يذكرالمؤرخ المعاصر فيقول:"كان شيخ الإسلام نظام الدين وشيخ الإسلام علاء الدين وشيخ الإسلام ركن الدين من أعلام التربية الروحية والإصلاح في عهد السلطان علاء الدين الخلجي، تنور بهم العالم، وبايعهم خلق كثيرون، وتاب على أيديهم الفسقة والفجرة،
وواظبوا على الصلاة، ونشأ فيهم حب الدين وإجلاله، وصحت توبتهم، والتزموا العبادات كلها، وتضاءل حب الدنيا في قلوبهم وذلك بتأثير أخلاقهم السامية الكريمة، وعزوفهم عن الشهوات وترك المعاصي، وانتشر الصدق في الناس ببركة عبادتهم وسلوكهم في الحياة، ونشأ فيهم بسبب التردد على زواياهم وبتأثير مكارم أخلاقهم ومجاهداتهم ورغبة في إصلاح أخلاقهم وتغييرها".[95]
الوظيفة الاجتماعية:
كان لهذه الزوايا والخوانق وظيفة اجتماعية إضافة إلى الوظيفة الدينية والتعليمية فهي وإن رعت الراغبين في التثقف بالدين الذين كانوا في غالبيتهم من الفقراء والمحتاجين وأبناء السبيل حيث قدمت لهم الزاد الفكري بمفهوم العصر الذي نشأت فيه وقدمت لهم إلى جانب ذلك الطعام والكساء والمأوى، وقد ضمت تلك الزوايا جميع أصناف الناس والمحتاجين الذين أقبلوا عليها للتفقه بالدين، كما ضمت أيضًا كثيرًا من صغار التجار والحرفيين والعمال من المسلمين والهندوس على السوا ء الذين رأوا في اللجوء إلى الزوايا الراحة الفكرية والنفسية والجسدية إضافة إلى إبعاد شبح العري والجوع عنهم وبذلك ساهمت هذه الخوانق في تخفيف وطأة الجوع عن المحتاجين[96]
ويمكن أن نجمل الإسهامات التي قامت بها الزوايا والخوانق لنشر وترسيخ الثقافة الإسلامية، فيما يلي: .
1)     لقد ساعدت هذه المنشآت على تعليم القرآن الكريم والسنة والعلوم الأخرى لروادها وبالتالي تعميق الفكر الديني. 
2)     كما أسهمت في تشجيع المتصوفة والدراويش والمحتاجين في اللجوء إليها لتعلم الإسلام ودفع شبح الجوع والعري عن جمع من طبقات الشعب الهندي وهو إسهام في حل المشاكل الاجتماعية والطريق الأمثل لتقريب الهندوس والطبقات المنبوذة للمعرفة عن الإسلام والفكر الإسلامي. .
3)     أنعشت حركة التصوف وازداد عدد المتصوفين واغتنت حركة الثقافة الإسلامية عن طريق اللقاءات والمناقشات والمجادلات التي يعقدها المتصوفة ورجال الدين بالخانقاوات والزوايا والمدارس.
4)     أسهمت في تطوير الحركة العلمية عن طريق مساهمتها في تأسيس المدارس وتشجيع طلبة العلم على ريادتها، وبما كان يلقيه الشيوخ من دروس على روادها في علوم اللغة والفقه والحساب إلى جانب علوم الدين والكلام والفلسفة.
وتجدر الإشارة هنا إلى تأثيرات هذه الزوايا في المنشآت الدينية وفي الفكر الهندوسي إبان تلك الفترة، يؤكد بعض الباحثين على أن الإسلام في بداية الأمر بدأ يؤثر في الديانة الهندوسية تدريجيا وبطريقة غير مباشرة، ومن خلال الرصد التاريخي نستطيع أن نحدد أن التغييرات التي حدثت في الديانة الهندوسية لم تكن بسبب الدراسات الإسلامية، إنما كانت بسبب الصوفية وإقبال الناس إلى زواياهم وخانقاواتهم لمشاهدة أعمالهم الدينية والروحية والإصلاحية ومن خلال الاستماع إلى كلامهم الديني[97]. وهو الأمر الذي دفع المفكرين الهندوس ورجال الدين إلى إصلاح المجتمع الهندوسي من خلال إنشاء الخانقاوات الهندوسية بجانب الخانقاوات الإسلامية، وظهر كثير من المصلحين في جنوب الهند وشمالها، ويؤكد الباحث نفسه على وجود صلة قوية بين تعاليم الحركة البهكتي ة وبين الإسلام خصوصا الصوفية، مع الإشارة إلى تأثير الفكر الإسلامي بوضوح في هذه الحركات الهندوسية الفكرية والإصلاحية، ومن أمثلة ذلك، تزايد الدعوة إلى التوحيد، والعبادة العاطفية، وإخضاع النفس وتعظيم المعلم، والقضاء على نظام الطبقات الجائر، وقلة الاكتراث بالطقوس الدينية، وقد تأثر بها غالبية المصلحين الدينيين في عصر سلطنة دهلي وما بعدها.[98]
وقد يذكر الباحث المنصف في مكان آخر أهم التيارات والحركا الدينية التي تأثرت بالأفكار الإسلامية والتي استنكرت عبادة الأصنام، وأنكرت الكهنة، وطالبت برؤية العروس قبل الزواج، و أنكرت زواج الأطفال، وكان الطلاق حراما مغلظا عندها، وأوصت بتزويج الأرامل من الرجال والنساء، وسنت القوانين بدفن الموتى بدلا من حرقهم، والمحاولة الجادة للقضاء على نظام الطبقات الجائر، والدعوة إلى المساواة والعدالة الاجتماعية. [99]
وانطلاقا مما سبق نستطيع أن نرى تأثيرا للعقلية الإسلامية وشريعتها وفكرها في أخلاق وأفكار المجتمع الهندوسي وما أخذه من الفكر الإسلامي وطبقه في شريعته وفكره وحركته الإصلاحية، بداية من التوحيد ونزعات الاحترام للمرأة وحقوقها والاعتراف بمبدأ المساواة بين طبقات البشر إلى غير ذلك مما سبق إليه الإسلام وامتازت به شريعته وفكره، ولولا هذه المنشآت الدينية وقيام الصوفية بفتح زواياهم وخانقاواتهم على جميع الشعب الهندي وإسهاماتهم في نشر الثقافة الإسلامية لما انتشر الإسلام ولا ثقافته وفكره في المجتمع الهندوسي.
المدارس:
مع قيام سلطنة دهلي واستقرارها ظهرت إلى حيز الوجود في الهند الإسلامي منشآت دينية أخرى مثل الخانقاوات والمدارس، وقد تبنت سلطنة دهلي فكرة إنشاء المدارس وعنيت بإنشائها وبكثرة في دهلي وفي المناطق الأخرى التي دخلت في حوزتها وكان الهدف هو إخراج جيل من المدرسين والدارسين لنشر الدين الإسلامي والثقافة الإسلامية بجانب ذلك لتغذية الجهاز الإداري للدولة بما يحتاج إليه من موظفين في دواوينها المختلفة، ومن هنا جاء الاهتمام بإنشائها وإجراء الوقف عليها، مما أدى إلى إنشاء المدارس الكثيرة في مدينة دهلي وأطرافها، وقد وصل عدد المدارس في دهلي في عهد السلطان محمد بن تغلق إلى ألف مدرسة على حسب رواية بعض المؤرخين[100].
وتجدر الإشارة هنا إلى أنه كان هناك ثلاث طرق إبان تلك الفترة للتعليم والتدريس، أولها:المدارس الخاصة، ثانيها: المدارس العامة التي كانت تشرف عليها الإدارة الحكومية، وثالثه ا: من خلال الدروس الخصوصية، والذي يطلق عليه "معلم"، مؤدب، أتاليق وغيرها. [101]
وكانت عملية إنشاء المدارس من ضمن الأعمال الخيرية، وبالتالي نجد معظم سلاطين دهلي كانوا يهتمون بإنشائها، وكانت المدرسة تعد من العمارات الخيرية أي يطلق عليه "بقاع خير"، وتفيد الروايات التاريخية فتقول:"در حكومت خود تالابها وچاه ها وپلها بستند وهر طرف ديگر عمارات وبقاع خير نيز بنا نهادند" أي قام بإنشاء البرك والآبار والجسور والعمارات الدينية أي المدارس والخانقاوات[102].  فكان السلطان قطب الدين أيبك عالما وفاضلا وكان يقدر العلم والعلماء، فاهتم بإنشاء المدارس في دهلي وحتى فتح مشروع قيام المدارس في الأماكن التي لم يصل صدى الإسلام إليها قبل ذلك [103]، أما السلطان ايلتتمش فتفيد المصادر أنه قام بإنشاء المدارس العديدة في دهلي ومنها "مدرسة معزية" وكان كل من العلامة مولانا بدر الدين إسحاق خويش، وخواجه فريد الدين كنج شكر يدرسان فيها[104] ، أما السلطان غياث الدين بلبن، فكان يصرف أموالا طائلة على أصحاب العلم والفن من بيت المال، وكان يطلب من الإدارة ألا تبخل في صرف الأموال على العلماء وطلاب العلم[105] ، وفي عهده قام عالم كبير سيدي مولا بإنشاء المدرسة الكبيرة التي كان يدرس فيها العلماء الأجلاء. [106]
وكان عهد السلطان علاء الدين الخلجي زاخرا بالعلماء والفقهاء المتخصصين في العلوم والفنون المتنوعة، ووصل عددهم طبًقا لبعض المصادر إلى ستة وأربعين عالما[107] ، وهناك ما يدل على اهتمام السلطان الخاص بإنشاء المساجد والمدارس، بجانب ذلك اهتم أيضا بتعيين الأساتذة المهرة والمتخصصين ولذلك كان الطلاب يأتون إلى دهلي لتحصيل العلوم من كل فج عميق[108].  وتؤكد الألقاب والنقوش الموجودة على المنشآت الدينية على اهتمام السلطان ورغبته، فمثلا تحمل البوابة العلائية اللوحة تفيد اسم السلطان وألقابه "مؤكد منابر معالم ومساجد وموطد قواعد مدارس ومعابد"، وهو من السلطان الذي يزود ويوفر كل ما تحتاج المنشآت الدينية إليها من القوة والحشمة[109]. أما السلطان محمد تغلق شاه فكتب عنه كثير من الباحثين أنه دأب على بذل جهود أكبر مما بذله أي حاكم مسلم في اجتذاب العلماء من جميع أنحاء العالم الإسلامي لإدخالهم في خدمة التعليم والتربية"[110].  وكان الهدف الرئيسي وراء اجتذاب هؤلاء العلماء وإدخالهم في سلك التدريس وتربية الأجيال، وقد بدا ذلك واضحا من خلال العدد الهائل من المدارس والكتاتيب التي تم تأسيسها في العاصمة وفي المدن الأخرى، وتفيد المصادر المعاصرة أنه قام بتعيين ألف فقيه في الكتاتيب لتعليم الأيتام وأولاد الناس القراءة والكتابة، وكانوا يقبضون رواتبهم من بيت المال[111] ، وبجانب الكتاتيب قام بإنشاء المدارس أيضا فتفيد المصادر أنه لما شيد مدينة خرم آباد في ضاحية دهلي فقام بإنشاء المدرسة والمسجد الجامع[112].
أما السلطان فيروز شاه، فبجانب قيامه بترميم المنشآت الدينية ومنها المدارس القديمة، قام بإنشاء المدارس الجديدة في دهلي وفي المدن الأخرى، وعدد هذه المدارس يصل ما بين ثلاثين وخمسين على حسب روايات المصادر. وتعتبر كل من مدرسة بالا بند سيري، ومدرسة فيروز شاهي من أكبر المدارس التي كانت بمثابة الجامعات الحديثة فكانت تدرس فيه العلوم العقلية والنقلية، وكان يتم تعيين الأساتذة من الخارج والداخل، بجانب ذلك كانت هذه الجامعات توفر المنح والسكن للطلبة. [113]
وتفيد المصادر أن هذه المدارس والجامعات كانت مفتوحة لجميع الطبقات من الهندوس والمسلمين دون أي امتياز، حتى قام السلطان فيروز شاه بإلحاق كم هائل من الشباب المملوك للحصول على التربية والتعليم ما يؤكد على التسامح الديني مع غير المسلمين في عملية ترويج التعليم بين الهندوس والمسلمين على السواء، ولولا ذلك ما وجدوا عددا غفيرا من الكتاب والمحررين والعاملين في المصالح الحكومية، وبسبب تعليمهم العالي حصلوا على المناصب المرموقة كما أصبح لهم دور ريادي في عملية الاقتصاد.[114]
  وبسبب هذا التسامح الديني سنحت الفرص لغير المسلمين أن يتعلموا اللغة الرسمية مما جعلهم احتلوا الأعمال الديوانية وذلك في عصر كل من سلطنة دهلي والدولة المغولية، يقول بعض الباحثين أنه قد نبغ كثير من المؤلفين والكتاب الهندوس في تلك المرحلة من خلال الأعمال الديوانية في الإنشاء والترسل، خصوصا في فرقة هندوسية يطلق عليها "كايسته" بالنسبة للفرق الهندوسية الأخرى، ولكنها فاقت فرقة البراهمة في تعليم دقائق اللغة الفارسية وآدابها، خصوصا الذين كانوا يشتغلون في الوظائف المرموقة مثل قسم الرسائل الديوانية، حتى احتلوا مكانا خاصا في ديوان الرسائل والمالية، وحصلوا على الألقاب العالية ومنها "منشئ الممالك". [115]
 ونستطيع نرصد النتائج العديدة مما سبق ومن أهمها:
١. أنه بدأ الاهتمام بنشر التعليم والتربية من خلال إنشاء المدارس؛ ذلك منذ قيام سلطنة دهلي إلى أن وصل إلى القمة في العصور المتأخرة.
٢. أنه قد أسهم كل من السلاطين والأمراء في توسيع نظام التعليم والتربية من خلال إنشاء المدارس والجامعات.
٣. أنه أسهمت هذه المدارس في نشر العلوم العقلية والنقلية على السواء.
٤. يظهر من اهتمام السلاطين بإنشاء كم هائل من المدارس وإجراء الأوقاف عليها أنهم ما كانوا يرغبون في نشر العلم والثقافة فقط؛ بل كانوا يعتبرونها مسئولية دينية وعلمية.
٥. أنه يظهر من قيام الإدارة بفتح وإنشاء المدارس في المناطق المفتوحة السماح الديني الإسلامي لجميع الطبقات الهندية في الحصول على التعليم والتربية وهذا الأمر أدى إلى المزيد من ترسيخ دعائم الثقافة الإسلامية في ربوع الهند.
 نتائج عامة
يمكن تلخيص النتائج التي توصل إليها البحث خلال هذه الرحلة العلمية:
١. أوضحت هذه الدراسة أهمية العمارة الإسلامية في الحضارة الإسلامية وما قامت بالتفاعل والتواصل مع الحضارات العالمية، مشيرة إلى إسهامات الفكر الإسلامي من خلال الحضارة الإسلامية في تطوير الفنون ومنها العمارة في البلدان التي دخلت إلى حوزة الإسلام بعد الفتوحات الإسلامية إلى أن نشأت الفنون الخاصة المحلية ذات صبغة إسلامية.
٢. وبينت الدراسة من خلال المدخل نشأة الفكر العمراني في الحضارة الإسلامية، متعرضة لبعض الدراسات الإسلامية التي توحي بالفكر الإسلامي في عملية تخطيط العمارات الإسلامية وفي مجال العمران عموما، مع الإشارة إلى المناهج والأسس العمرانية التي تعكس مستوى الفكر العمراني في الإسلام وكيفية وصولها إلى شبه القارة الهندية مع الفتوحات الإسلامية لها وتطبيقها، موضحا دور الدولة العربية تطبيق الفكر الإسلامي العمراني في السند من خلال إنشاء المنشآت المدنية والدينية.
٣. تناولت الدراسة تاريخ سلطنة دهلي السياسية، وكيفية قيا مها وأهميتها في تاريخ الهند الإسلامي، مع الإشارة إلى السلاطين العمالقة الذين لعبوا دورا رائدا في ترسيخ دعائمها وتوسيع كيانها سياسيا وحضاريا.
٤. ألقت الدراسة الضوء على اهتمام سلاطين دهلي وإسهاماتهم في إنشاء المنشآت المدنية من المدن والقلاع والعسكر والمحلات والأحواض والطرق والحمامات والأسواق من خلال نظرية الأعمال الخيرية الإسلامية، عارضة لنماذج عديدة من المنشآت المدنية وما تحمل من الفكر الإسلامي الذي أسهم في توسيع نطاق السيادة الإسلامية، موضحا دورها في تقريب الشعوب الهندية مع بعضها بعضا من خلال القضاء على نظام الطبقات ونشر دعوة المساواة بين الخلائق.
٥. وفسرت هذه الدراسة أيضا دور المنشآت الدينية في نشر الإسلام  والثقافة الإسلامية في ربوع الهند، موضحة الحقائق عن الافتراءات حول هدم المنشآت الدينية الهندوسية، مشيرا إلى دور كل من المساجد والروضات والزوايا والمدارس، التي قام بإنشائها سلاطين دهلي في عصورهم المختلفة، في نشر الفكر الإسلامي في المدن والقرى، مبينة تأثير المنشآت الدينية الإسلامية في المنشآت الدينية الهندوسية وفي الفكر الهندوسي والعقيدة الهندوسية، عارضة لدور الصوفية المسلمين في تقريب غير المسلمين إلى الزو اي والخانقاوات وتلقين الفكر الإسلامي ما أدى إلى تغير الفكر الهندوسي والعقيدة الهندوسية، مقدمة بعض النماذج للفرق الهندوسية الدينية والحركات الهندوسية التي أسهمت في إصلاح الدين الهندوسي إبان تلك الفترة وفيما بعد.
قائمة المصادر والمراجع
المصادر والمراجع العربية:
١. الطبري (أبو جعفر محمد بن جرير ت ٣١٠ ه/ ٩٢٢ م): تاريخ الرسل والملوك، عشرة أجزاء، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، ط ٢: دار المعارف بمصر دون تاريخ
٢. ابن الأثير (محمد بن محمد بن عبد الكريم ت ٦٣٠ ه/ ١٢٣٢ م): الكامل في التاريخ، عدة أجزاء، ط: دار الكتب العلمية، بيروت، ١٤٠٧ ه ١٩٨٧ م
٣. ابن الربيع: سلوك الممالك في تدبير الممالك، تحقيق عارف أحمد عبد الغني، ط: دار كنان، دمشق سوريا، دون تاريخ
٤. ابن خلدون: مقدمة ابن خلدون، تحقيق ودراسة، علي عبد الواحد الوافي، ثلاثة مجلدات، ط: مكتبة الأسرة القاهرة ٢٠٠٦ م
٥. ابن رضوان المالقي: الشهب اللامعة في سياسة النافعة، تحقيق الدكتور علي السامي النشار، ط: الدار البيضاء، المغرب ١٤٠٤ ه ١٩٨٤ م
٦. ابن قتيبة (أبو محمد عبد الله بن مسلم الدينوري ت ٢٧٦ ه/ ٨٩٠ ): عيون الأخبار، تحقيق منذر أبو شعر، أربعة مجلدات، ط: المكتب الإسلامي، بيروت ١٤٢٩ م
٧. أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي: مروج الذهب معادن الجوهر، مجلدات بتحقيق يوسف أسعد داغر، ط: بيروت ١٩٨٤ م
٨. أبو عبد الله ابن الأزرق: بدائع السلك في طبائع الملك، ط ٢: مكتبة الأسرة القاهرة، ٢٠٠٧ م
٩. أحمد رجب: تاريخ وعمارة المساجد الأثرية بالهند، ط: الدار المصرية اللبنانية، القاهرة ١٤١٨ ه/  ١٩٩٧م
١٠ . إسماعيل العربي: الإسلام والتيارات الحضارية في شبه القارة الهندية، ط: دار العربية للكتاب، طرابلس ليبيا دون تاريخ
١١ . البلاذري (أحمد بن يحيى بن جابر ت ٢٧٩ ه/ ٨٩٢ م): فتوح البلدان، تحقيق عبد الله أنيس الطباع، ط:مؤسسة المعارف، بيروت ١٤٠٧ ه/ ١٩٨٧ م
١٢ . پيتر جاكسن، سلطنة دهلي تاريخ سياسي وعسكري، تعريب فاضل جتكر، ط: مكتبة العبيكان الرياض ١٤٢٤ ه/ ٢٠٠٣ م
١٣ . البيروني: أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني:(ت ٤٤٠ ه /١٠٤٨ م):تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو م رذولة، تقديم محمود علي مكي، ط: الذخائر التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، بالقاهرة، عام ٢٠٠٣ م
١٤ . حسين مؤنس: المساجد، ط: عالم المعرفة، الكويت ١٤٠١ ه/ ١٩٨١ م
١٥ . زامباور: معجم الأنساب والأسر الحاكمة في التاريخ الإسلامي، ترجمة زكي محمد حسن بك ورفقائه، ط: دار الرائد العربي، بيروت، ١٤٠٠ ه/ ١٩٨٠ م
١٦ . شمس الدين أبي عبد الله البشاري المقدسي: أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، ط ٢: طبع ليدن ١٩٠٦م
١٧ . شمس الدين أبي عبد الله المقلب بابن بطوطة:تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، تحقيق عبد الهادي التازي، ستة مجلدات، ط:أكاديمية المملكة المغربية، الرباط ١٤١٧ ه/ ١٩٩٧ م
١٨ . شهاب الدين العمري (ت ٧٤٩ ه ١٣٤٨ م) مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، السفر الثالث، تحقيق أحمد عبد القادر الشاذلي، ط:المجمع الثقافي، أبو ظبي، الإمارات ١٤٢٤ ه/ ٢٠٠٣ م
١٩ . عبد الحليم الندوي: مراكز المسلمين الثقافية والتعليمية والدينية في الهند، مدراس، مطبعة نوري
٢٠ . عبد الحي الحسني (ت ١٣١٤ ه/ ١٩٢٢ م)، الهند في العهد الإسلامي، ط:دار عرفات الهند ١٤٢٢ ه/ ٢٠١١ م
٢١ . عبد الحي الحسني: الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام، ثلاثة مجلدات، ط:دار ابن حزم بيروت ١٤٢٠ ه/ ١٩٩٩ م
٢٢ . عبد الله محمد جمال الدين: التاريخ والحضارة الإسلامية في الپاكستان أو السند والپنجاب إلى آخر فترة الحكم العربي، ط: دار الصحوة دون تاريخ
٢٣ . علي بن عمر الدارقطني : تعليقات الدارقطني على المجروحين لابن حبان، تحقيق خليل بن محمد العرب ي ط:الفاروق الحديث ة، القاهرة ١٤١٤ ه
٢٤ . عمر فروخ: تاريخ العلوم عند العرب، ط ٤:دار العلم للملايين، بيروت،١٩٨٤ م
٢٥ . محمد بن عيسى بن سورة الترمذي: الجامع الصحيح - سنن الترمذ ي، المحقق أحمد بن محمد شاكر، ط: دار الكتب العلمية بيروت
٢٦ . محمد يوسف صديق: رحلة مع النقوش الكتابية الإسلامية في بلاد البنغال، ط: دار الفكر بدمشق ١٤٢٥ ه/ ٢٠٠٤ م
٢٧ . مسلم بن الحجاج القشيري النيساپوري: تحقيق محمد فؤاد عبدالباقي الناشر: دار إحياء الكتب العربية - عيسى البابي الحلبي وشركاه ۱۳۷۴ ه
٢٨ . موسوعة الفرق والمذاهب في العالم الإسلامي، ط: وزارة الأوقاف المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إشراف وتقديم محمود حمدي زقزوق، القاهرة ١٤٣٢ ه/ ٢٠١١ م
٢٩ . نور الدين أبو الحسن السمهودي ( ٩١١ ه/ ١٥٠٦ م):: وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، بيروت ١٩٧١ م
٣٠ . الهروي: نظام الدين أحمد بخشي الهروي(ت ١٠٠٣ ه/ ١٥٩٤ م):طبقات أكبري، ترجمه أحمد عبد القادر الشاذلي، ثلاثة مجلدات ط: القاهرة ١٩٩٥ م
المصادر والمراجع الفارسية:
١. أبو عمر منهاج الدين عثمان جوزجاني: طبقات ناصري، ط: الجمعية الآسيوية كلكتا ١٨٦٢ م
٢. سعيد أحمد رفيق: إسلامي نظام تعليم، ط: إدارة تصنيف وتأليف، كراتشي، باكستان، بدون تاريخ
٣. سيد محمد مبارك كرماني: سير الأولياء، ط:مطبع محب هند دهلي ١٣٠٢ ه
٤. شمس سراج عفيف: تاريخ فيروز شاهي، بتصحيح مولوي ولايت حسي ن ط: الجمعية الآسوية ببنگال ١٨٩١ م
٥. الشيخ نظام الدين أولياء: فوائد الفواد، ترتيب أمير حسن علاء سجزي، ط: نول كشور، لكهنؤ الهند
٦. صدر الدين حسن نظامي: تاج المآثر، ط: الهند دون تاريخ
٧. ضياء الدين برني(ت ٧٥٧ ه/ ١٣٥٧ م): تاريخ فيروز شاهي، تحقيق سيد أحمد خان، ط: الجمعية الآسوية، ببنكال، ١٨٦٢ م
٨. عصامي: فتوح السلاطين، ط: مدراس وآگره ١٩٣٨ - ١٩٤٨  م -
٩. فخر مدبر: تاريخ فخر الدين مبارك شاه، ط: لندن ١٩٢٧ م
١٠ . فيروز شاه: فتوحات فيروز شاهي، ط: رضوي بريس دهلي ١٣٠٢ ه
١١ . محمد قاسم هندو شاه فرشة: تاريخ فرشة، مجلدين ط: مطبع نول كشور لكهنؤ عام ١٢٨١ ه ١٨٦٤ م
١٢ . يحيي أحمد سرهندي: تاريخ مبارك شاهي، ط: الجمعية الآسيوية بكلكتا ١٩٣١ م
المصادر والمراجع الأردية:
١. أبو الحسنات الندوي: مدارس الهند الإسلامية القديمة، ط: أكاديمية شبلي أعظم كره، الهند عام ١٩٧١ م
٢. خليق أحمد نظامي: إسلامي فكر اور تهذيب كا اثر هندوستان پر (ت أثير الفكر الإسلامي في الثقافة الهندية)، ط:مجلس تحقيقات ونشريات، ندوة العلماء، الهند، ١٤٠٢ ه/ ١٩٨٢ م
٣. خليق أحمد نظامي: سلاطين دهلي كي مذهبي رجحانات (الميول الدينية لدى سلاطين دهلي) ط ٢: دهلي، الهند ١٩٨١ م
٤. رضي الدين بسمل: كنز التواريخ، ط: نظامي پريس، بدايون ١٩٠٧ م
٥. سلسلة دار المصنفين: هندوستان كي مسلمان حكمرانون كي عهد كي تمدني كارنامي(الأعمال الحضارية في عهد ملوك الهند الإسلامي ة)، ط: دار المصنفين أعظم گره الهند ١٤١٥ ه/ ١٩٩٥ م
٦. السيد أبو ظفر الندوي: تاريخ سند، ط ٢: أكاديمية شبلي النعماني، الهند ١٣٩٠ ه/ ١٩٧٠ م
٧. السيد أبو ظفر الندوي: مختصر تاريخ هند، ط: دار المصنفين أكاديمية شبلي النعماني، الهند ٢٠٠٦ م
٨. السيد سليمان الندوي: مساهمة ملوك الهند الإسلامية في نهضة الهندوس التعليمية والثقافية، ط: دار المصنفين الهند
٩. السيد صباح الدين عبد الرحمن: هندوستان كي عهد وسطي كي ايك ايك جهلك، أي لمحات من تاريخ الهند والوسطى، ط: أكاديمية شبلي النعماني، الهند، دون تاريخ
١٠ . السيد صباح الدين: خواجه معين الدين چشتي، ط: دار المصنفين، الهند
١١ . السير السيد أحمد خان: آثار الصناديد، ثلاثة مجلدات ط: الأكاديمية الأردية، دهلي ١٩٩٢ م
١٢ . صهبا وحيد: هندي إسلامي فن تعمير، مجلدين، ط: أكاديمية أردو دهلي ١٩٩٥ م
١٣ . ضياء الدين برني(ت ٧٥٧ ه / ١٣٥٧ م): تاريخ فيروز شاه ي، ط: مركزي أردو بورد، لاهور ١٩٦٩ م
١٤ . ظفر الإسلام: تعليم عهد إسلامي كي هندوستان مين، ط: دار المصنفين الهند ٢٠٠٧ م
١٥ . عبد الحق محدث الدهلوي (ت ١٠٥٢ ه / ١٦٤٢ م): أخبار الأخيار، ترجمة مولانا سبحان محمود، ط:، أدبي دنيا بدلهي، دون تاريخ
١٦ . مولوي بشير الدين: واقعات دار الحكومت دهلي، ثلاثة مجلدات، ط: الهند ١٩١٩ م
المجلات والدوريات:
١. فوزية عبد العزيز أحمد صباح: وصف المصادر الأردية للعمارة الإسلامية في الهند في عصر فيروز شاه تغلق، مجلة كلية الآداب، جامعة المنصورة، العدد ٣٧ ، أغسطس ٢٠٠٥ م
٢. وفاء النعسان: التقنيات الهندسية في عمارة المساجد الهندية، مجلة ثقافة الهند عام ٢٠٠٧ م - ، مج ٥٨ ، العدد ٢--٣،

English:
1. ASTTIRBADI LALJJRIVASTAVA: THE SULTANATE OF DELHI, P. AGRA COLLEGE,
AGRA
2. Burgess: Archaeological Survey of India, Vol. VII. The Muhammedan Architecture of
Ahmedabad, P. India
3. Edward Thomas: The Chronicles of the Pathan Kings of Delhi, P. London 1871
4. G.Yazdani: Epigraphia Indo-Moslemica, P. Culcutta
5. JAMES FERGUSSON: HISTORY OF INDIAN AND EASTERN ARCHITECTURE, 2
Volumes, P. London 1910
6. Jawaharlal Nehru: The Discovery of India, Sixth Impression, India1988
7. K M Panikkar: A survey of Indian history, Bombay, 1947
8. Khaliq Ahmed Nizami: Studies in Medieval India, History and culture, P. Kitab Mahal,
Allahabad 1966
9. Moreland: Agrarian System during the Muslim rule in India, Cambridge 1929
10. Narendra Nath Law: Promotion of learning in India during Muhammadans Rule ،Delhi 1973
11. Nizami kh . A, some aspects of khanqah in medieval india
12. R. P. Tripathi: Some Aspects of Muslim Administration, P. Allahabad 1936
13. Tara Chand: Influence of Islam on Indian Culture, P. India, 1922








[1] سلطنة دلهي هي دولة إسلامية حكمت معظم الهند ( ٦٠٢ -  ٩٣٢ ه/ ١٢٠٥- ١٥٢٦ م) أي في العصور الوسطى المتأخرة، -  حكمها العديد من السلالات التركية والأفغانية بمن فيهم المماليك. أسسها محمد الغوري (ت ٦٠٢ ه / ١٢٠٥ م) القائد الأفغاني الذي استولى على دلهي سنة ٦٠٢ ه/ ١٢٠٥ م وأرسل محمد أحد قواده القديرين قطب الدين أيبك وهو من الرقيق الأتراك في جولة لغزو شمال الهند، وفي سنة ٦٠٣ ه/ ١٢٠٦ م أصبح قطب الدين سلطانا على دلهي وأسس أسرة حاكمة بها  وتعرف أسرته بأسرة المماليك وحكمت ما بين ٦٠٣ ٦٨٨ ه/ ١٢٠٦ - ١٢٩٠ م) وخلفت أسرته سلالة الخِلْجِي ٦٨٨ هـ  /١٢٩٠ - ١٣٢١ م)  ثم سلالة طغلق ( ٧٢٠  - ٨١٥ ه/ ١٣٢١ - ١٤١٣ م) ثم قضى تيمورلنگ على تلك الدولة سنة ٨٠٠ ه/  ١٣٩٨ م  .وعين خضر خان نائبا له على تلك السلطنة، فأسس فيها سلالة السيد ما بين سنة ٨١٦ - ٨٥٤ ه/  ١٤١٤-  ١٤٥١  ثم أعقبتها سلالة لودهي ٨٥٤- ٩٣٢ ه/   ١٤٥١ -  ١٥٢٦ م  وفي سنة ٩٣٢ هـ / ١٥٢٦م  انضمت تلك السلطنة بإمبراطورية مغول الهند الفتية تحت قيادة مؤسس الدولة المغولية في شبه القارة الهندية بابر شاه (٨٨٨-٩٣٧هـ/ ١٤٨٣- ١٥٣٠م)
[2] على سبيل المثال، راجع أحمد رجب : تاريخ وعمارة المساجد لأثرية بالهند ،ط: الدار المصرية اللبنانية ، القاهرة ١٤١٨ ه/ ١٩٩٧متاريخ وعمارة الدور والقصور والاستراحات والحمامات الأثرية الإسلامية في الهند، ط: الدر المصرية اللبنانية ، القاهرة ٢٠٠٦م  لمؤلف نفسه/ وفاء النعسان: التقنيات الهندسية في عمارة المساجد الهندية، مجلة ثقافة الهند، مج ٥٨، العدد ٢- ٣، عام  ٢٠٠٧ م، ص١٣٦- ١٦٨ فوزية عبد العزيز أحمد صباح: وصف المصادر الأردية للعمارة الإسلامية في الهند في عصر فيروز شاه تغلق، مجلة كلية الآداب، جامعة المنصورة، العدد ٣٧، أغسطس ٢٠٠٥، ص ٢٩٣-  ٤٠٧
[3] حول الشروط الدقيقة لعمارة البلدان والمنشآت الدينية را جع ابن الربيع: سلوك الممالك في تدبير الممالك، تحقيق عارف أحمد عبد الغني، ط: دار كنان، دمشق سوريا، دون تاريخ، ص  ١٠٥ - ١٠٦ / حول عمارة الأرض وإصلاح المملكة، وإحياء سبل الخيرات  راجع ابن رضوان المالقي: الشهب اللامعة في سياسة النافعة، تحقيق الدكتور علي السامي النشار، ط: الدار البيضاء، المغرب ١٤٠٤ ه ١٩٨٤ م، ص ٢١٧-٢٣١-٢٣٢ /وحول البلدان والأمصار وسائر العمران، وحول الحضارة وغايتها العمرانية، راجع  ابن خلدون: مقدمة ابن خلدون، تحقيق ودراسة، علي عبد الواحد الوافي، ثلاثة مجلدات، ط: مكتبة الأسرة القاهرة ٢٠٠٦ م، ج ٢،ص  ٧٧٩  - ٨٢٨/  حول أهمية العمران والعمارة الإسلامية وما يتعلق بدراسة أسباب تكثير العمارة، والعلاقة الوثيقة بين زيادة العمارة والرخاء والترف وغيرها من مظاهر العمارة الإسلامية راجع أبي عبد الله ابن الأزرق: بدائع السلك في طبائع الملك، ط ٢: مكتبة الأسرة القاهرة، ٢٠٠٧ م، ص ١١٣- ١١٤-١١٥

[4] البلاذري أحمد بن يحيى بن جابر ت (   279هـ / 892م) فتوح البلدان، تحقيق عبد الله أنيس الطباع، ط:مؤسسة المعارف، بيروت ١٤٠٧هـ/ ١٩٨٧م ص ٦١٤/  وتجدر الإشارة هنا إلى أن الدولة العربية التي حكمت في السند استمرت خلال أربع مراحل تاريخية، بدأت المرحلة الأولى في عام ٢٢-٣٩٦هـ/ ٦٤٢- ١٠١٠م واستقرت بين أعوام (٩٢-٩٦هـ/ ٧١٠- ٧١٤م) إلى  أن دب في المرحلة الرابعة الضعف والاضطراب في الإدارة العربية بسبب الصراعات السياسية والدينية ما دفعت العناصر الشيعية إلى استغلالها سياسيا ودينيا، حتى تمكنت من إقامة الدولة الشيعية في الملتان عام ٣٧٢ ه/ ٩٨٣ م، وفي المنصورة عاصمة السند في عام ٤١١ ه/ ١٠٢٠ م، إلى أن عادت هذه الولايات سنية باستيلاء الغزنويين على الملتان عام ٣٩٦ ه/ ١٠٠٥ م، وعلى المنصورة عام ٤١٦ ه/ ١٠٢٥ م؛ وبذلك انتهى الحكم العربي لهذه المنطقة وتمكنت السيادة الفارسية بفرض سيطرا تحت قيادة  الدولة الغزنوية(٣٥١-٥٨٣هـ/ ٩٦٢- ١١٨٦م)  للاستزادة راجع الكتب التالية: ابن الأثير(محمد بن محمد بن عبد الكريم ت ٦٣٠ ه/ ٢٣٢ م) الكامل في التاريخ، عدة أجزاء، ط: دار الكتب العلمية، بيروت، ١٤٠٧ هـ ١٩٨٧ م/ابن قتيبة (أبو محمد عبد الله بن مسلم الدينوري ت ٢٧٦ ه/ ٨٩٠) : عيون الأخبار، تحقيق منذر أبو شعر، أربعة مجلدات، ط: المكتب الإسلامي، بيروت ١٤٢٩ م/الطبري (أبو جعفر محمد بن جرير ت ٣١٠هـ/ ٩٢٢م) تاريخ الرسل والملوك، عشرة أجزاء،تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، ط ٢: دار المعارف بمصر دون تاريخ

[5] وهذا يدل على قيام الدولة الإسلامية بإنشاء المساجد منذ  بداية الفتوحات الإسلامية، وليس كما تفضل المؤرخ والمفكر الهندوسي تارا چند في كتابه، فيقول:"ما قام السلطان قطب الدين بإنشاء المسجد في كل من أجمير ودهلي في القرن الثاني عشر للميلادي يعتبر نواة منشآت دينية في الهند"، راجع  Tara Chand: Influence of Islam on Indian Culture, P. India, 1922, P. 244
[6] للتفصيل راجع عبد الله محمد جمال الدين: التاريخ والحضارة الإسلامية في الپاكستان أو السند والپنجاب إلى آخر فترة الحكم العربي، ط: دار الصحوة دون تاريخ، ص ١٥٤

[7] راجع شمس الدين أبي عبد الله المقلب بابن بطوطة:تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، تحقيق عبد الهادي  التازي، ستة مجلدات، ط:أكاديمية المملكة المغربية، الرباط ١٤١٧ ه/ ١٩٩٧ م، ج ٣، ص ٨٠- ٨١

[8] راجع البلاذري ، فتوح البلدان ، ص 616- 617/ راجع أيضا  السيد أبو ظفر الندوي: تاريخ سند، ط ٢: أكاديمية شبلي النعماني ، الهند ١٣٩٠هـ/  ١٩٧٠م، ص ٣٥٩

[9] راجع شمس الدين أبي عبد الله البشاري المقدسي: أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، ط ٢: طبع ليدن ١٩٠٦ م، ص ٤٨٠

[10] أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي: مروج الذهب معادن الجوهر، مجلدات بتحقيق يوسف أسعد داغر، ط: بيروت ١٩٨٤ م، ص ٣٧٦

[11] السيد أبو ظفر الندوي: تاريخ سند، ص ٣٦٠—٣٦٦

[12] السيد أبو ظفر الندوي ، مرجع سابق ص  365-366
[13] وديبل بحرية قد أحاط بها نحو من مائة قرية أكثرهم كفار، والبحر يسطع جدارات المدينة كلهم، أهلهم تجار كلامهم سندي وعربي..." راجع المقدسي، أحسن التقاسيم، ص ٤٧٩
[14] راجع المسعودي، مروج الذهب، ج ١، ص ١٩٠
[15] راجع المقدسي، ص ٤٧٩ ، حول العمارات يقول:"بنائهم خشب وطين، والجامع من حجر وآجر...وله أربعة أبواب باب البحر، وباب طوران وباب سندان، وباب الملتان، ولهم نهر  يحيط بالبلد.." راجع صفحة نفسها
[16] راجع البلاذري ، فتوح البلدان ، ص ٦١٥
[17] حول تطور العلوم عند العرب وقيامهم بتطوير الثقافة الهندية، راجع عمر فرو خ: تاريخ العلوم عند العرب ، ، ط ٤:دار العلم عند العرب للملايين، بيروت، ١٩٨٤م، ١٣١-٢٩٥ – ٤١٧- ٤٤١

[18] راحع الكتب التالية للاستزادة حول هذه الأسر الحاكمة: زامباور:معجم الأنساب والأسر الحاكمة في التاريخ الإسلامي، ترجمة زكي محمد حسن بك ورفقائه، ط: دار الرائد العربي، بيروت، ١٤٠٠ ه/ ١٩٨٠ م ، ص ٤٢٢ ٤٢٦ / أيضا عبد الحي الحسني( ت ١٣١٤ ه/ ١٩٢٢ م) الهند في العهد الإسلامي، ط:دار عرفات الهند )، ١٤٢٢ ه/ ٢٠١١ م، ص ١٦٤-  ١٧٩

[19] راجع الهروي: نظام الدين أحمد بخشى الهروي (ت 1003 هـ/ 1594م)   طبقات أكبري، ترجمه أحمد عبد القادر الش اذلي، ثلاثة مجلدات ط: القاهرة ١٩٩٥ م،جـ 1، ص  ٨٦/ بجانب ذلك تفيد المصادر أيضا بقيام السلطان بإنشاء المحلات الخاصة للأسرة المهاجرة من بغداد والدول الشرقية إثر سقوط بغداد، وقد أحسن السلطان استقبالهم، وخصص لهم محلات في نواحي العاصمة، وأطلق عليها أسماء مدنهم مثل: محلة خوارزم، عباسي، بخارى، يمني، موصلي...إلخ وصل عدد هذه المحلات إلى خمس عشرة محلة، راجع محمد قاسم هندو شاه فرشة: تاريخ فرشة، مجلدين ط: مطبع نول كشور لكهنؤ عام ١٢٨١ ه ١٨٦٤ م، ج ١ ص ٧٥

[20] تفيد المصادر أن هذه المدينة تضم ثمانية مساجد جامعة علاوة على المسجد السلطاني، وأن سعة كل مسجد كانت عشرة آلاف مصلي، راجع ضياء الدين برني(ت ٧٥٧ ه/ ١٣٥٧ م): تاريخ فيروز شاهي، ط: مركزي أردو بورد، لاهور ١٩٦٩ م، ص ٧٩٣ / هذا ويصف السير السيد أحمد خان بقوله:"بدأ فيروز شاه تغلق في تعمير مدينة على مسافة بسيطة من دهلي القديمة، وشيئا فشيا اتسعت هذه المدينة واكتمل عمرانها ، وكان طور قطر هذه المدينة خمسة أكواس" راجع آثار الصناديد، ثلاثة مجلدات ط: الأكاديمية الأردية، دهلي ١٩٩٢ م، ج ١، ص ٢٦٩ – ٢٧٠

[21] راجع للتفصيل نظام الدين: طبقات أكبري، ج 1ص ٨٦-٨٧
[22] يروي المصدر العربي المعاصر ذلك فيقول:"أن دهلي مدائن، جمعت مدينة، ولكل واحدة اسم معروف، وإنما دهلي واحدة منها، وقد صار يطلق على الجميع اسمها..وجملة ما يطلق عليه الآن اسم دلهي إحدى وعشرون مدينة...راجع شهاب الدين العمري (ت ٧٤٩ ه ١٣٤٨ م) مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، السفر الثالث، تحقيق أحمد عبد القادر الشاذلي، ط:المجمع  الثقافي، أبو ظبي، الإمارات ١٤٢٤ ه/ ٢٠٠٣ م، ص ٥٣

[23] راجع العمري: المسالك والممالك، ج3، ص 48
[24] راجع برني: تاريخ فيروز شاهي، ص  ٤٧٣-  ٤٧٤
[25] راجع ابن بطوطة ، الرحلة ،ج 3،ص ١٩٣

[26] راجع خليق أحمد نظامي : سلاطين دهلي كي مذهبي رجحانات (الميول الدينية لدى سلاطين دهلي) ط ٢: دهلي، الهند ١٩٨١ م ، ص ٣٤٢ – ٣٤٥

[27] راجع مثلا، بيتر جاكسن، سلطنة دهلي تاريخ سياسي وعسكري، تعريب فاضل جتكر، ط: مكتبة العبيكان الرياض ١٤٢٤  ه/ ٢٠٠٣ م، ص ٤٥١ -٤٥٥ /أيضا   THE SULTANATE OF :ASTTIRBADI LALJJRIVASTAVA   DELHI P. AGRA COLLEGE , AGRA,P.191

[28] كانت مدينة دولة آباد محافظة المنطقة ديكير، وهي تقع الآن في مدينة أورنك آباد التابعة لولاية مهاراشتر، راجع عبد الحي الحسني ، الهند في العهد الإسلامي، ص ١٠٨
[29] راجع سيد محمد مبارك كرماني: سير الأولياء، ط:مطبع محب هند دهلي ١٣٠٢ ه/ ص ٢٧١ / برني: فيروز شاهي، ٤٧٤  /  عصامي: فتوح السلاطين، ط: مدراس وآگره ١٩٣٨ -  ١٩٤٨ م، ص ٤٥٢
[30] لترجمته راجع عبد الحي الحسني: الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام ، ثلاثة مجلدات، ط:دار ابن حزم بيروت ١٤٢٠ ه/ ١٩٩٩ م ، ج ١، ص ١٨٥
[31] راجع سير الأولياء، ص ٢٧٤
[32] Edward Thomas: The Chronicles of the Pathan Kings of Delhi, P. London 1871, P.209/ R. P  Tripathi: Some Aspects of Muslim Administration, P. Allahabad 1936, P. 61 

[33] البهمنيون،  آل بهماني : سلالة أفغانية حكمت في الدكن أي جنوب الهند مابين  ٧٤٧-  ٩٣٢هـ/ ١٣٤٧ – ١٥٢٦م، ثم انقسمت هذه الدولة فيما بعد وقامت بها  أسر عديدة ومنها: العماد شاهيون (٨٩٠-٩٨٠/١٤٨٤-٧٢ م) في منطقة برار: النظام شاهيون (٨٩٦-١٠٠٤ ه/ ١٤٩٠- ٩٥ م) في أحمد نگر: البريد شاهيون ( ٨٩٨ – ١٠١٨هـ/ ١٤٩٢ - ٦٠٩ م) في بيدر أو بدر: العادل شاهيون(٨٩٥-١٠٩٧هـ/ ١٤٨٩- ٦٨٦ م) في بيجاپور: القطب شاهيون(٩١٨-  ١٠٩٨هـ/ ١٥١٢- ١٦٨٧م) في گولكنده، وكان انقراضها جميعها على يد أباطرة المغول. حول تاريخ هذه الإمارات الإسلامية راجع السيد أبو  ظفر الندوي: مختصر تاريخ هند، ط: دار المصنفين أكاديمية شبلي النعماني، الهند ٢٠٠٦ م، ص ١١٧ – ١٤١
[34] راجع برني: تاريخ فيروز شاهي، ص  ٤٧٤
[35] خليق أحمد نظامي، الميول الدينية، ص  ٣٤٣

[36] يروي المؤرخ المعاصر حول نظام البريد فيقول: وفي كل مكان من هذه الأماكن المركزة مساجد تقام بها الصلوات، ويأوي إليها السفار، وبرك ماء للشرب، وأسواق للبيع الأكل والشرب، وعلوفة الدواب، ولا يكاد يحتاج إلى حمل ماء ولا زاد ولا خيمة"، راجع العمري: مسالك الأبصار، ج ٣، ص ٨٢

[37] حول هذه المظاهر العمرانية راجع سلسلة دار المصنفين: هندوستان كي مسلمان حكمرانون كي عهد كي تمدني كارنامي(الأعمال الحضارية في عهد ملوك الهند الإسلامية)،  ط: دار المصنفين أعظم گره الهند ١٤١٥ ه/ ١٩٩٥ م، ص ٣٧- ١٠٧
[38] حول أهم الآثار المعمارية لفيروز شاه تغلق، راجع فوزية عبد العزيز أحمد صباح: وصف المصادر الأردية للعمارة الإسلامية في  الهند، ص ٣٣١- ٣٧٦

[39] راجع شمس سراج عفيف: تاريخ فيروز شاهي، بتصحيح مولوي ولايت حسين ط: الجمعية الآسوية ببنگال ١٨٩١ م، - ص ٣٣٤- ٣٣٥
[40] شمس سراج عفيف، مصدر سابق، ص ٣٥٩- ٣٦٠

[41] مسلمانان فقير وعورات بيوه حقير از اشخاص صغير وكبير از چهار سوئ مملكت در شهر باز آمدند آسامي دختران در ديوان نويسانيدند" راجع شمس سراج عفيف، مصدر سابق، ص ٣٥١
[42] يذكر فرشته ونظام الدين الهروي أن فيروز شاه تغلق بنى خمسين خزانا، وأربعين مسجدا، وثلاثين مدرسة، وعشرين ز اوية، ومائة قصر، وخمس مستشفيات، ومائة روضات، وعشرة حمامات، وحفر مائة وخمسين بئرا، وبنى مائة جسر، وأقام بإنشاء البساتين والمنتزهات لا حصر لها، وأوقف على كل ما بناه وق ًفا للصرف عليه. راجع تاريخ فرشته، ج ١، ص ١٥١ / أيضا طبقات أكبري، ج ١، ص ١٩٩

[43] حول هذا النظام الطبقي الجائر الذي كان شائعا قبل  استقرار الدولة الإسلامية، راجع البيروني: أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني: (ت ٤٤هـ/ ١٠٤٨م) : تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة، تقديم محمود علي مكي، ط: الذخائر التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، بالقاهرة، عام ٢٠٠٣ م، في ذكر الطبقات التي يسمونها ألوانا وما دونها،  ٧٥-٧٧ 
[44] للتفاصيل راجع خليق أحمد نظامي: إسلامي فكر أور تهذيب كا اثر هندوستان پر، ط:مجلس تحقيقات ونشريات، ندوة العلماء، الهند، ١٤٠٢هـ/ ١٩٨٢  م، ص ٣١-  ٣٤
[45] Jawaharlal Nehru: The Discovery of India, Sixth Impression, India1988, P.265
[46] راجع يحيي أحمد سرهندي: تاريخ مبارك شاهي، ط: الجمعية الآسيوية بكلكتا  ١٩٣١ م، ص  ٣٢

[47] نور الدين أبو الحسن السمهودي ( 911هـ/ 1502م)  وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد بيروت ١٩٧١م-ج ـ2، ص  ٧١٨

[48] السير سيد أحمد خان: آثار الصناديد، جـ ١، ص  ٧٩- ٨٤/  راجع أيضا صهبا وحيد: هندي إسلامي فن تعمير، مجلدين، ط: أكاديمية أردو دهلي ١٩٩٥م، جـ1، ص  ١٦٦- ١١٩
[49] ومنبر ومحراب به لطائف كتابت ودقائق صنعت آراسته شده وباشكال غريب ونقوش بديع خته وپرداخته گشت" راجع صدر الدين حسن نظامي: تاج المآثر، ط: الهند دون تاريخ، ص ٢٦٤
[50] فريكسن، ج ٣، ص ٥١٣ نقلا عن خليق أحمد نظامي، الميول الدينية، ص ٩٨

[51] خليق أحمد نظامي: الميول الدينية ص 21

[52] See his book: HISTORY OF INDIAN AND EASTERN ARCHITECTURE, 2 Volumes, P. London 1910, P.192-193

[53] راجع السير السيد: آثار الصناديد، ج ١، ص  ٧٩  - ٨٤-  ٣١٠- ٣١١  / وتختلف هذه الرواية، فيروي نظام الدين فيقول:أن   السلطان ايلتتمش أحضر من أجين نگر تمثال بكرما جيت، الذي يؤرخ الهنود تاريخهم به، وتماثيل أخرى كانوا قد صبوها من الذهب، ووضعوها أمام باب المسجد في دهلي ليطأها الناس"، راجع طبقات أكبري ج ١، ص ٦٩

[54] راجع السيد صباح الدين عبد الرحمن، هندوستان كي  عهد وسطي كي ايك ايك جهلك، أي لمحات من تاريخ الهند والوسطى، -٤٣٤- مقالة واحد وعشرين "العمارة" ل ايس-كي- بنرجي، ط: أكاديمية شبلي النعماني، الهند، دون تاريخ، ص ٤٣٣ – ٤٣٤- ٤٣٥ / بجانب هذه الآية القرآنية توجد ألقاب عديدة مثل "غياث الإسلام والمسلمين"، و"المؤيد من السماء"، و"مظهر كلمة الله"، راجع خليق أحمد نظامي: الميول الدينية، ص ١٣٠
[55] حول ترجمته راجع عبد الحق محدث الدهلوي ( ت ١٠٥٢هـ/ ١٦٤٢م) : أخبار الأخيار، ترجمة مولانا سبحان محمود، ط:، أدبي دنيا بدلهي، دون تاريخ، ص ٥٩ -٦١
[56] راجع نظام الدين : طبقات أكبري، جـ ١ص ١١٥
[57] فتوح السلاطين، ص  ١١٧

[58] راجع مفتاح الطالبين وهو مجموعة من ملفوظات قطب الدين بختيار الكعكي، يقول عن هذا الكتاب خليق أحمد نظامي أنه تم سجيل معظم هذه الملفوظات الدينية عند الحوض الشمسي، راجع الميول الدينية، ص ١٢٩
[59] وبخارج دهلي الحوض العظيم المنسوب إلى السلطان شمس الدين ايلتتمش، ومنه يشرب أهل المدينة، وهو بالقرب من مصلاها...وطوله نحو ميلين وعرضه على النصف من طوله، والجهة الغربية منه من ناحية المصلى مبنية بالحجار ة....وداخلها مسجد، وفي أكثر الأوقات يقيم بها  الفقراء المنقطعون إلى الله المتوكلون عليه..راجع الرحلة،  ج ٣، ص ١١٢- ١١٣

[60] راجع فوائد الفواد، ملفوظات الشيخ نظام الدين أولياء،  ترتيب أمير حسن علاء سجزي، ط: نول كشور، لكهنؤ الهند ١٣٠٢هـ ص ١٩

[61] ذكر أحد الباحثين حول المسجد في ولاية بنگال والذي يحمل اللوحة ينص النقش فيه:"أمر ببناء هذه البقعة المباركة السلطان المعظم شمس الدنيا والدين أبي المظفر ايلتتمش السلطان يمين خليفة الله ناصر أمير المؤمنين أنار الله وبرهانه...راجع محمد يوسف صديق: رحلة مع النقوش الكتابية الإسلامية في بلاد البنغال، ط: دار الفكر بدمشق ١٤٢٥هـ/ ٢٠٠٤ م، ص ١٠٠- ١٠١
[62] G.Yazdani: Epigraphia Indo-Moslemica, P. Culcutta, P.30
[63] غلام علي آزاد البلگرامي  (ت ١٢٠٠هـ/ ١٧٨٦م)  مآثر الكرام، ط: مدراس الهند ١٣٢٨هـ/ ١٩١٠م، ص ١٣
[64] رضي الدين بسمل: كنز التواريخ، ط: نظامي پريس، بدايون  ١٩٠٧م، ص  ٤٢

[65] وتجدر الإشارة هنا أن هذا الطرز الإسلامي الهندي، بدأ ينتشر في الولايات الهندية الأخرى، واختارت الإمارات الإسلامية في عماراتها  ومنشآتها في القرن الرابع عشر الميلادي، خصوصا في جونبور، وبنگال، وگجرات، والدكن، حتى تأثرت بعض الإمارات الهندوسية مثل بنديل كنهد، وراجپلوتانه، التي استخدمت هذا الطراز الإسلامي الهندي في المنشآت الدينية، راجع صباح الدين: لمحات من تاريخ الهند الوسطي، هامش صفحة  ٤٤٢
[66] حول هذه الموصفات، راجع ضياء الدين: هندوستان كي مسجدين، ص ٢٥- ٢٦/ السير السيد: آثار الصناديد، ج  ١، ص ٩٤- ٩٥
[67] بنى البوابة العلائية السلطان علاء الدين الخلجي في الواجهة الجنوبية لمسجد قوة الإسلام، وهي بوابة بارزة عن الواجهة الجنوبية للمسجد، مربعة المسقط طول ضلعها ١٨ مترا، وقد استخدم في بنائها الحجر والطوب والملاط وتعتمد طريقة بنائها على وضع حجر ضخم أفقي يعلوه حجر كبير عمودي. ومدخل البوابة محرابي على شكل فتحة معقودة، وعلى جانب جانبي العقد زخرفت واجهة كتلة البوابة بدخلات معقود بها  نوافذ مغطاة بأحجبة من الرخام المفرغ في زخارف هندسية وزخارف نباتية محورة وكتابات قرآنية محفورة حفرا بار زا بخط النسخ على الجرانيت، كما زخرفت الواجهات بأشرطة من الرخام الأبيض والحجر الرملي الأحمر فأصبحت تحفة جمالية بديعة مما جعلها من أجمل البوابات الإسلامية في الهند، راجع فوزية عبد العزيز: وصف المصادر الأردية للعمارة الإسلامية، هامش صفحة ٣١٤/ لمزيد من التفاصيل راجع السير السيد: آثار الصناديد، ج ١، ص ٨٤- ٩٧/ أيضا أحمد رجب: تاريخ وعمارة المساجد الأثرية بالهند، ص ٤١- ٤٢/ ويحمل النقش العبارة التالية:"بتوفیق بیہمتا ومعاونت مینشی نثرا مثال المسجد اسس علی التقوی تعالی امرہ وشانہ وتعالی عدلہ واحسانہ بر مفضی خیر مامور امر فول وجہک شطر المسجد الحرام محمد رسول اللہ علیہ السلام کما قال من بنی مسجد للہ بنی لہ بیتا فی الجنہ مجلس اعلی خدایگاں سلاطین زمان شہنشاہ موسی فرسلیمان مکان راعی شرائط شریعت محمدی حامل مراسم ملت احمدی موکد معابر معالم ومساجد وموطد قواعد مدارس ومعابد وممہد بنیان رسوم مسلمانی وموسس مبانی مذہب نعمانی قالع اصول مردہ فحار وقاطع فروع قی دہ کفر وہادم بناء صوامع اصنام، رافع اساس مجامع اسلام مظہر آیات اللہگ قاہر کفرہ رؤف متین قامع فجرہ روئے زمین فاتح قلاع سامح امکان ضابط بقاع راسخ بنیان المعتصم الجلال اللہ المنان ابو المظفر محمد شاہ السلطان یمین الخلافت مبین اللہ ناصر امیر المومنین۔۔۔" راجع مولوي بشير الدين: واقعات دار الحكومت دهلي، ط: الهند ١٩١٩م، جـ ٣،ص ١٨٣- ١٨٤/ هذا وتجدر الإشارة هنا إلى أنه لما كانت نقوش إبان تلك الفترة تتعلق بالمساجد كان كثيرا ما يرد فيها الحديث النبوي المشهور" من بنى مسجدا لله، بنى الله له في الجنة مثله ".وفي رواية : بنى الله له بيتا في الجنة " مسلم بن الحجاج القشيري النيساپوري: تحقيق محمد فؤاد عبدالباقي الناشر: دار إحياء الكتب العربية - عيسى البابي الحلبي وشركاه ۱۳۷۴ ه/ الصفحة أو الرقم: ۵۳۳ / وقد ورد هذا الحديث في نقوش معظم المساجد التي أنشئت إبان تلك الفترة في المدن والقرى، راجع محمد يوسف ٩٣- صديق: رحلة مع النقوش الكتابية الإسلامية، ص ٩٢- ٩٣
[68] حول عدد المشآت الدينية والمدينية راجع فرشته: تاريخ فرشته، جـ1،ص 130

[69] يقع هذا المسجد ضمن منشآت مدينة فيروز آباد عند القصر الملكي، راجع تاريخ مبارك شاهي، ص ٢١١ ، والآن يقع بالقرب من منطقة "پرانا قلعة" أي القلعة القديمة، بضواحي دهلي، راجع أحمد رجب: تاريخ وعمارة المساجد الأثرية، ص ٥١ / يعد هذا  المسجد من أعظم المنشآت الدينية في عهد فيروز شاه، حتى أن المؤرخ المعاصر برني مدح هذا المسجد في كتابه، فيقو ل:"أن عمارة هذا المسجد عجيبة وغريبة وشاهقة حتى ليقال إن محرابه كان يناطح السماء، كما ذكر المصدر نفسه، أن فيروز شاه  قد بنى هذا المسجد للمؤمنين السنيين، وأنه كان يصلي فيه صلاة الجمعة هو وجمع غفير من مسلمي دهلي حتى كان يزدحم  بهم صحن المسجد والطابقان الأول والثاني وكل ركن من أركان المسجد، وعندما لا يجد المصلون مكانا كانوا يصطفون للصلاة في الشوارع المؤدية إلى المسجد"، راجع تاريخ فيروز شاهي، ص ٧٨٧- ٧٨٨

[70] حول مواقع جغرافية لهذه المساجد ومواصفاتها راجع هندي إسلامي فن تعمير، ج ٢، ص ٢٦٣- ٢٦٤/  آثار الصناديد، ج ١ - ص ٣٢٧/  الميول الدينية، ص ٤٣٤/ وصف المصادر الأردية للعمارة الإسلامية،ص  ٣٤٥- ٣٥١

[71] راجع البيروني: تحقيق ما للهند، ص ٧٨- ٧٩

[72] إسماعيل العربي: الإسلام والتيارات الحضارية في شبه القارة الهندية، ط: دار العربية للكتاب، طرابلس ليبيا دون تاريخ، ص ٥٢
[73] K M Panikkar: A survey of Indian history, Bombay, 1947, p132

[74] Tara chand: Influence of Islam on Indian culture, P.360-382-384
[75] Burgess: Archaeological Survey of India, Vol. VII. The Muhammedan Architecture of AhmedabadP. India, P.32
[76] محمد بن عيسى بن سورة الترمذي: الجامع الصحيح - سنن الترمذي، المحقق أحمد بن محمد شاكر، ط: دار الكتب العلمية  بيروت، الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي – الصفحة أو الرقم: ٢٤٦٠
[77] علي بن عمر الدارقطني : تعليقات الدارقطني على المجروحين لابن حبان، تحقيق خليل بن محمد العر بي ط:الفاروق الحديثة، القاهرة ١٤١٤ ه، ص ٢٤٧

[78] راجع حسين مؤنس: المساجد، ط: عالم المعرفة، الكويت ١٤٠١ هـ/ ١٩٨١م، ص ٢٩٢
[79] تحمل اللوحة: أمر بناء هذه البقعة المباركة السلطان المعظم  شاهنشاه الأعظم المالك رقاب الأمم...في العالمين سلطان السلاطين شمس الدنيا والدين المخصوص بعناية رب العالمين أبي المظفر ايلتتمش السلطان ناصر أمير مؤمنين خلد الله ملكه، في سنة تسع  وعشرين وستمائة، راجع واقعات دار الحكومت دهلي، ج ٣، ص ٣٥٣

[80] سائر مردم دهلي بزيارت قبر تبرك مي جويند، ومطاف ومزارعهوم خلائق است"، زبدة التواريخ، ورقة ٥ ب، نقلا عن خليق أحمد نظامي، الميول الدينية، ص  ١٥٤
[81] ابن بطوطة ، جـ 3 ص 113 ومن ضمن الروضات يذكر  ابن بطوطة روضات بعض العلماء والشيوخ الذين كان الناس يزرون قبورهم، ومنهم روضة الشيخ الصالح قطب الدين بختيار الكعكي، معتبرا إياها ظاهرة البركة والتعظيم، راجع الصفحة نفسها.

[82] تفيد المصادر أنه كان السلطان فيروز شاه يزور روضات والدته وأقربائه، وروضات السلاطين والشيوخ والصوفية، خصو صا قبل الخروج إلى ساحة الحرب، فكان يحضر قبول الشيوخ ويقرأ الفاتحة، راجع شمس سراج عفيف: تاريخ فيروز شاهي،  ص ١٩٤ ، "ہر بار کہ خواستے از شہر دہلی جائے سواری کند اگرچہ یک ماہ یا دو ماہ سواری بودے عاقبت  جمیع مشایخ دیندار وسلاطین نامدار رازیارت کردے وازہر یکے استمداد خواستے خود رادر پناہ ایش اں  انداختے".

[83] حول علاقات سلاطين مع الشيوخ والصوفية ومواقف بعضها مع بعض، راجع خليق أحمد نظامي: الميول الدينية، حول علاقة - ١١٩ -حول علاقة السلطان بلبن مع الشيوخ والصوفية راجع ص١١٢-١١٩ - ا لسلطان ايلتتمش مع الشيوخ راجع ص  ١٦٤- ١٦٨/حول علاقة السلطان علاء الدين الخلجي مع الشيوخ راجع ٢٦٧—٢٧١/ وحول موقف السلطان محمد بن تغلق من  الصوفية والشيوخ راجع ٣٥٤- ٣٧٥/ حول علاقة السلطان فيروز شاه مع الصوفية والفقراء راجع ٤٠٨- ٤١٧
[84] راجع عبد الحي الحسني: الهند في العهد الإسلامي، ص ٣٨٢

[85] يعد "مير ملهم" من الشيوخ القدماء حيث رافق القائد الغازي سيد سالار مسعود الذي حضر إلى الهند مع محمود الغزنوي، واستشهد في ساحة الحرب في منطقة بدايون، وكان روضته في حالة الخراب، فأمر السلطان محمد بن تغلق بإنشاء الروضة الجديدة وتفيد اللوحة العبارة التالية:"أتمت عمارة جديدة في عهد سلطان الأعظم أبو المجاهد في سبيل الله محمد بن تغلق شاه السلطان ناصر أمير المؤمنين خلد الله ملكه وسلطانه وأعلى أمره وشأنه، المعمار محمد سلطاني، يوم الأحد الثامن من ربيع الآخر ٧٢٨ ه"، راجع رضي الدين بسمل:كنز التاريخ، ص ٥١

[86] راجع سير الأولياء، ص ١٥٤ / حول روضة الشيخ علاء الدين راجع ابن بطوطة، الرحلة، ج ٣، ص ١١٣

[87] فيروز شاه : فتوحات فيروز شاهي، ط: رضوي بريس دهلي ١٣٠٢هــ/ ص ١٢- ١٣- ١٤- ١٥/ وكتب السلطان نفسه في سيرته الذاتية حول هذا الاهتمام، فيقول:"همچنين مزار ومقابر مشايخ وأولياء....عمارت فرموده" سيرت فيروز شاهي، ورقة ٧٩  نقلا عن خليق أحمد نظامي: الميول الدينية، ص ٤٠٥ / هذا وتفيد المصادر حول

[88] حول تعريف التصوف والمنهج الصوفي راجع موسوعة الفرق والمذاهب في العالم الإسلامي، ط: وزارة الأوقاف المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إشراف وتقديم محمود حمدي زقزوق، القاهرة ١٤٣٢هـ/ ٢٠١١م،  "التصوف"، ص ٤٥٩ – ٤٧٩
[89] للتفصيل راجع أبي عمر منهاج الدين عثمان جوزجاني: طبقات ناصري، ط: الجمعية الآسيوية كلكتا ١٨٦٢م، ص ١٦٧
[90] Nizami kh . A, some aspects of khanqah in medieval india .lsl. stu .part 8 pp.52-69

[91] حول سيرة الشيخ وزاويته راجع فوائد الفواد،  ص ١١٩- ١٢٠/ سير العارفين ص ١٦٩/ أخبار الأخيار  ص ٦٢- ٦٥
[92] راجع سير العارفين، ص  ٥٩-  ٦٥

[93] حول ترجمته راجع أخبار الأخيار، ص ٥٥ / أيضا السيد صباح الدين: خواجه معين الدين چشتي، ط: دار المصنفين، الهند.
[94] عبد الحليم الندوي: مراكز المسلمين الثقافية والتعليمية والدينية في الهند، مدراس، مطبعة نوري، دون تاريخ، ص ١٤٩- ١٥٠

[95] راجع برني: تاريخ فيروز شاهي، ص  234

[96] هناك رواية تفيد أن السلطان قطب الدين مبارك شاه ابن علاء الدين الخلجي كان يتعامل معاملة سيئة مع الشيخ نظام الدين أولياء، لأن الأخير ما كان يزوره ولا يأخذ منه الأموال لزاويته، وعدد زوار الزاوية كان يزيد بصورة كبيرة، ولما سمع  السلطان إقبال الناس على زاويته وقيام الشيخ بإنفاق المال والطعام على الزائرين والعاكفين، فبرز في ذهن السلطان من أين للشيخ أن ينفق على كل هؤلاء، فسأل القاضي حول ذلك فرد أن الأمراء والأغنياء والأثرياء يقدمون ماًلا كثيرا في خدمته كهدية خاصة للزاوية، فكانت ميزانية اليوم تصل يوميا ألفين تنگه على المطبخ العمومي. راجع سير العارفين ص ٧٥ / تنگه واحدة كانت تعادل ثمانية دراهم إبان تلك الفترة، راجع العمري: مسالك الأبصار، ج ٣، ص ٥٧
[97] See Tara Chand: Influence of Islam, p. 108
[98] See Tara Chand: Influence of Islam, HINDU REFORMERS OF THE SOUTH, P. 84-109
[99] Ibid, P. 118-119
[100] وفي  دهلي ألف مدرسة، وبها مدرسة واححدة للشافعية وسائرها للحنفية" راجع العمري: مسالك الأبصار، ج ٣، ص ٥٤
[101] للتفصيل راجع سعيد أحمد رفيق: إسلامي نظام تعليم، ط: إدارة تصنيف وتأليف، كراتشي، باكستان، بدون تاريخ، ص – ١٥  -٣٦
[102] أبو الحسنات الندوي: مدارس الهند الإسلامية القديمة، ط:  أكاديمية شبلي أعظم كره، الهند عام ١٩٧١م، ص ١٤
[103] فخر مدبر: تاريخ فخر الدين مبارك شاه، ط: لندن ١٩٢٧م، ص ٢٦

[104] أبو الحسنات الندوي: مدارس الهند الإسلامية القديمة، ص  ٢٠
[105] راجع برني: تاريخ فيروز شاهي، ص  ١٠٣/ عصامي: فتوح السلاطين، ص ١٥٦
[106] Delhi 1973, Pp28-32 ،Narendra Nath Law: Promotion of learning in India during Muhammadans Rule
[107] راجع برني: تاريخ فيروز شاهي، ص ٣٥٣- ٣٥٤/ الهروي: طبقات أكبري، ج ١، ص ١٤٦- ١٤٨
[108] راجع فرشته، ج ١، ص ١٢١- ١٢٢/ والعلماء الأجلاء الذي ذاع صيتهم آنذاك كثيرة جدا، ومنهم على سبيل المثا ل: مولانا محيي الدين كاشاني، مولانا ظهير الدين بهكري ، مولانا مغيث الدين بيانوي، شيخ حسام الدين الگجراتي، مولانا شهاب الدين ملتاني، ومولانا حميد الدين مخلص، ومولانا شمس الدين يحيى وغيرهم، راجع خليق أحمد نظامي: الميول الدينية ص، ٢٢٦- ٢٢٨
[109] السير السيد: آثار الصناديد، ج ٣،ص 165
[110] بيتر جاكسون:سلطنة دهلي تاريخ سياسي وعسكري، ص٥١٣
[111] العمري: مسالك الأبصار،ج ٣،ص٦٨- ٦٩
[112] ظفر الإسلام: تعليم عهد إسلامي كي هندوستان مين، ط: دار المصنفين الهند ٢٠٠٧م، ص ٢٦
[113] For more details about these Universities read a full chapter in Khaliq Ahmed Nizami: Studies inMedieval India, History and culture, P. Kitab Mahal, Allahabad 1966, Pp73-79
[114] Moreland: Agrarian System during the Muslim rule in India, Cambridge 1929, p .225
[ 115]   السيد سلميان الندوي: مساهمة ملوك الهند الإسلامية في نهضة الهندوس التعليمية والثقافية، ط : دار المصنفين  الهند، ص 36-37

مواضيع ذات صلة
الإسلام, تراث الهند،, دراسات, نداء الهند،,

إرسال تعليق

0 تعليقات