منصور
بن ميران الفيضي الفلوري
هجمة
نابليون الجذرية
ومؤثراتها
العقبولية
حينما
نتحدث ونبحث عن الأدب العربي المعاصرفإننا في حاجة ماسة ملحة إلى الاطلالة والنظرة
الخاطفة إلي الوراء الفائت الغابر لنربط الأحداث المنعرجية بعضها لبعض ولعل أضخم
الحوادث السابقة – أواللاحقة – إنما هي إرغام الحملة الفرنسية لمصر في أواخر القرن
الثامن عشر وارتطامها لهذا الشعب الذي كان يرزح تحت أعباء الدولة العثمانية
وأكبتوا على كواهلهم وتلابيبهم مما لا يطاق الحمل والتحمل وجربوا بين ظهرانهم
تلاوين الياس والبوس الإفلاس.
ولذا لم يطل صمود اللغة العربية وتجلدها في
بوتقة القدامة والعراقة إلا حدودا محدودا وتغلب عليها النهضةالمتسارعة والصحوة
الوثابة وسرت سيرورة النار في الهشيم وثمة دوافع أخرى ملحوظة إحتكاكات العرب
المترامية الأطراف وتشبثهم حسب قدر الإمكان بالحضارات الغربية المتقدمة والتأثر
بها فى أوسع نطاق بعبارات ساذجة إبعاث ثقافتهم التليدة والمكانة الفقيدة قبل أعوام
من التقويم التي صارت داعيا حاسما وجزءا لايتحزأ حول تبديد الليلة الليلاء تسربت
أحشاء أوربا القديمة وضربت أطنابهم من الجهالة واالغباوة
ولأول
وهلة أحدث ضحية أولية لبنان الفينيقية لا نجذاب بالإتجاهات الغربية والنـزعات
المزركشة وأخذت مظاهر العلاقات الودية بدا للعيان منذ تأسيس الباب ’جرجرى‘ المدرسة
المارونية بروما وتابعها – إنشاء المدارس على هذا الطراز بطون الزوايا السحيقةوهذا
إلى ذلك بادرت إليها وفود االكنائس الكاتولوكية والأورتذكسية تمنح المواهب الخلية
من حيث يستحق الثناء البالغ والحمد السابغ وسابقت أهالى البلدان مشجعين بقيام
ارساء الأحجار وافا من الإجراءات الحثيثة كأمثال فخرالدين المدنى (،) وأميربشير
وبصرف النظر عن المؤسسات المحلية والأجنبية بناء المطابع المحدثة وجمع الكتب
المخطوطة بالأيدي وترجمة الأسفار الأوربية إلى العربية وبالعكس وكلها مما دفعت في
تحقيق النهضة المنتشرة الأنحاء والأرجاء.
ومن هؤلاء الذين أنفقوا
أنفسهم ونفيسهم وغثهم وثمينهم ببطش المجداف منهم رأس الأساقفة جبرائيل الصهيوني
الأهدني (1577-1648) وإبراهيم الخاقلاني ومطران جرمانوس فرحات (1675-1732)
والحاخام بطرس المبارك الخوري، بطرس طولاوي (1657-1745) ويوسف السمعاني
(1687-1768) و الخوري ميكائيل العزيري توحنا الأديمي 1724- 1785 و يوسف ساسا من والاهم وفي عنفوان التسعينات
تأتى النهضة الأدبية اكلها اليانعة وأثمارها الناضجة وأثرى تلك الحركات المتلاحقة
وقلب رأسا على عقب الدوائر الثقافية والعالم العربي ما لم يكن في الحسبان.
والمذكور
أعلاه وفي هذا الأثناء نزلت نايليون في مصر عام 1798 ومكثت إلى ما يقارب ثلاث
سنوات وجعلوا خلالها أعزة أهلها ومواطنيها أذلة صاغرين كانت معظمها جهادا عنيفا
وصداما شريرا بين الجنسيتين والمعتدينالمعاندين وقد ظل الشعب المصري يقاومه إحاطة
السوار بالمعصم، ويثور منه مشاغبات متعاقبة - تجل أرفانينها- ضحو فيها الدماء
وعزيز الفداء وقرير عين الرخاء، وقد أطلع المصريون ضمن هذه الإغارة على بعض وجوه
الحياة الأوربية، ولفت إنتباههم إلى ما أفاد الأوربيون من ثراء ونماء فى العلم،
ومما ينبغى التفطن أن نابليون مواكبا في ترحاله وتجواله لجنة من العلماء الحذاق
النبغاء لمختلف العلوم الرياضية وغير الرياضية والتاريخية، ومما مضى شوطا معينا أن
أسس المجمع العلمي (Scientific Academy) على غرار المجمع العلمي الفرنسي وأشرف نابليون
على تعميم معامل (المكرر التجربيين) وترميم المكتبات والمطابع، وشاهد المصريون
المطلعة المشهودة التى أتى بها نابليون متبهرين ومتعجبين كما بين به المؤرخ الشهير
الخبير عبد الرحمن الحببرتي.
فلما
أقلعت واجتاحت الهجمة النابليون عن ديارهم وأقطارهم الذاتية اشتاظ قلوبهم غيظا
ومقتا وغلى غليان الدهن في المرجل، وعادوا إلى حكم العثمانيين التركيين ورأوا أن
من الجدارة انتخاب الوالي الجديد واختاروا محمد على أميرا عليهم ووافقهم الباب
العالى والمقر الرئيسي.
وغادر المغوار الفرنساوي نابليون مصر عام 1851،
وتولى عقبه زمام الصولة محمد على وزاول حتى1849 وهذه الصحفات المتألقة والزاهية
ملآن بالعصرنة والحداثة (Modernization) وتوافدوا إلى فرنسا لسبب
حصول الدراسات العليا وبذل قصارى جهده وجده وأكب عكوفا كاملا نحو تسلف الدرج الازدهارية
مرار وتكرارا ومن مكاسيه البارعة المدرسة الحربية والمدرسة الطبية ومع ذلك
باستخدام بقايا آلات مطبعة بوانابارت دار الطباعة بولاك وأصدر الوقائع المصرية بالعربية
والتركية.
كان له
دوي وسوء الحظ عنيت في أبعد الحدود بطبع الكتب التركية ودار الترجمة ومدرسة الألسن
أيضا لا يمكن الأغفال والتجاهل عنها إن كان هناك كثير من الإراتسيفات الأثرية غير
المحصورة لم يشرإب نظره وبصره في إثراء الأدب العربي واللغة العربية بل إزور عنه
وجامله موقفا إزدواجيا وتسلط الضوء طرا على المخترعات العلمية وبصعيد أخر أهدافه
المستقبلة الموسعة واخواءها السائرة لعبت دورا هاما لا يستهان بها.
وأغلق ابنه
عباس المعاهد من بعده لذلك لم يمض طويلا أن يفك المزلاج والمقفل سعيد وابتدأت من
توه البراميج وتغنى ودعم الأصرة بأوربا فشكل دار الأوبرا(opera house) والمكتبة الخدوية وأقام مدرسة خاصة للبنات وخصخص إثره قناة سويس (sues
canal) في عهد
إسماعيل، ذلك ذكر حسن لا ينقطع وأثر مجيد وأسس المنشآت المبتدعة لإستفادة الهندسة
والطب وعين مجلس الشؤون من أجل تنمية المعلومات باسم ’نظارة المعارف‘، وأردف ينشر
الدوريات والمجلات الواسعة الشيوخ والسائدة الذيوع.
وعلاوة عليها سياسة إسماعيل المالية قد ترائ
فشلها وانكماشها أمام الأبصار ونزحت إلى مصر كسرب القطا اللبنانيون والسوريون
الفائتة العد وصادفت 1882 أن تقع مصر تحت مخالب الاستعمار البريطاني ونهضت أعاصير
روح مصر للمصيبين.
كان من عقوبوله ثورة الحبشي بقيادة عرابي باشا
خلاف الضباط الأتراك لعهد توفيق 1882 على أن هذا الاحتلال المحتكر والمستقر لم يقض
على الحركة الوطنية الطموحة والرموحة قضاء مبرما باتا، وتمادي الإنجليز في طغيانهم
يعمهون ويضيقون الخناق على حريات أهل مصر إلى الأبد حتى فرقعة الحرب العالمية
الأولى واضطربت إلى تصريح 28 من فبراير 1922 ولم يتقلص هذا التصريح من حدتهم شيءا،
بل مازالت مصر تلتهب جذوات الثورة إلى اسفرت عن توقيع انجلترى معاهدة، ولكنها لم
تحقق ريثما توقع حتى جاء الشر بانقلاب ’المباركة‘ من حيث حقق أمله وحلمهم وعادت
القوس إلى باريها وانهزموا مولي الأدبار وفي غصون الوقائع السالفة الذكر مهد الدرب
يسيرا وهنيئا إزاء إحياء اللغة العربية ونشأتها الضرورية عبر البواعث والعوامل
منها مجحورات المستشرقين وصنيع مسارح التمثيل.
وسع الأساسي للأزهر والمجامع
وما إليها ونال تيار الأدب العربي قصب السبق تدريجيا عن طريق طبع الأشعار
الكلاسكية التى ألفها أعلام الشعراء العباسية والأموية والجاهلية علا الترتيب
محندا فأثارت كل المصنفات لشعور الشعوب فردا فردا ورجح كفه التيار الغربي محافل
الطبع والجرائد اليومية والروابط الثنائية .
0 تعليقات
أكتُبْ تعليقا