ادعمنا بالإعجاب

إن بعد الكدر صحوا والمطر جلاء

منصور بن ميران الفيضي
إن الأمة المسلمة تواجه القضايا العديدة في حياتهم اليومية من مختلف طرق الحياة وهذه هي ظاهرة لا تخفى على عيون الناس الحادية لأن جميع أمورهم أكادميا وعلميا على فوهة الانحطاط والتدهور, ولا يستطيعون للإطلاع على عتبات التطور والترقي, وإن كان منهم جهد حثيت لتحقيق بعض الآمال, أيا كان ذلك.


 قد أودع الله هذه الأمة صلاحية الانبعاث وحباها يقظة النشور بعد الانكسار ووهبها النهضة المنتعشة  والصحوة المرتعشة وأقامت النشأة المستنيرة الضوضاء إثر العثار المنهار والتجديد والتحديث جراء الخمود والحجود وحقا كنا نحن- النوع البشري المسلم- على فوهة بركان مستعد للانفجار لا تدع دونها رطبا ولا يابسا، عصر المحن قد رافقتها والفتن راودتها وصوبت إليها السهام المسمومة وأثخنتها الجروح وأصابتها القروح وعاشت الأخطار وتعدت المخاطر تشيب لهولها الولدان والثكالي ولكنها لم تساورها بالقنوط والإحباط ما ركعت أو خضعت وتجلدت وجمدت تجاه أية زوبعة أو عاصفة جارفة مؤيدا قوله لا تقنطوا من رحمة الله.....
الوجه الآخر للواقع- في منتصف القرن العاشر وما والاه خلقت في سماءها يمائم الفوز وجماجم الفلاح والنجاح ونشطت البلدان المسلمة والدول الإسلامية ترفرف بأجنحتها الزمردية الازدهارية في المجالات الدراسية والتعليمية أكثر مما كان، وما لبث إلا قليلا ظهر في أفافها مصباح الانتباه والاستيقاظ المذهل وهبوا من نومهم السباتي المهلك المنهمك مذعورة وأولعوا مكبين على النواميس القرآنية والمبادئ الرحمانية ولم  يلتو منها شبرا أو أصغر منه وعضوا عليها بالنواجد.
وتسابقت لجمع العلوم الدرية وجبي المعارف المتلئلئة بالنفس والنفيس المبذورة عبر العالم تحقيقا لقول الرسول÷ (الحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها فهو أحق بها.... حتى خاضوا في الحرب لأجل تحصيل الكتاب الثمين ومضمونه الغالي الغريب، لاسيما أخذت سهما وفيرا منه سلاطين الدولة الأموية والعباسية والعثم انية وأسس المكتبات وخانة الأسفار الفائتة الحصر وكانت ذات واحة وخصب تبلغ عدد الكتب في إحدي المكتبة سيما بغداد وأسبانيا حوالي أربع مائة ألف كتاب  أو ما يقاربه وإنشاء معها المخابرات التجربية ودور الحنكات فأرسلوا الرسل والسفراء إلى النواحي الأوربية مثل فرنسا والروم والفارس للبعث إليها المهرة الخذاق في المجالات المتنوعة والفنون الملونة أشباه الهندسة، وعلم الأحياء (BIOLOGY) وعلم البيطرة وما إليها من الأنواع العلمية(SCIENTIFIC BRANCHES) المتبددة، وترجم زمرة من الكتب الشهيرة التي صنفها أبرز العقلانيين الأباطرة كجالنيوس (GALLEN) بطلموس(TOLEMY)وأبقراط(HIPOCRATES وأفلاطون(PLATO).
نجوم المخترعين  المسلمة
ومما يشار بالبنان أيضا أنه ترعرع في أراضي المسلمين وتربيتهم الرجال المرموقون والعلماء الأذكياء ذو فكر ثقيب وحكمة شريف ويجدر بنا الذكر منهم موسى الخوارزمي الذي ألف كتاب "الجبر والمقابلة" والتي تحتوي على نقاط هامة ونكات ماسة احتاج إليها العلماء الغربيون فيمابعد. وهذا عباس بن فرناس أول من اخترع
صاحب تهافة الفلاسفة القاطعة الفلاسفة الواهية المتأكلة وابن خلدون صاحب المقدمة التابعة لكتاب العبر وصوّر إطارا اجتماعيا
 جديدا، وبالإضافة أشكال أبي الفأسم الظهراوي ومحمد البتاني ومحمد بن زكريا الرازي وأبو يوسف الكندي وأبو علي الهيتام،.... مما لا يمكن عدهم بالتحديد.
ومن هذا الصدد ما أصدق تعبير إنشاده المستشرق روبرت برفولت (ROBERT BRIFOLT) شهدت أوربا للنهضة الجذرية بسبب التأثر في العرب وأسبانيا لا من إيطاليا، بل حقا ليس هناك أدني شك حينما تتحبط أوربا في البربرية الوخيمة والثقافة الخليعة فالعرب تأخذ زمام الارتقاء ولجام الأذكياء.
الانحلال القيمي والانهيال الخلقي
نعم سقطت الأمة الإسلامية تجاه الاختراعات الوثابة المتسارعة والثورة المعلوماتية الحديثة بأكمله وذابت هممهم بأصلها فتحيرت عقولهم واندهشت ضمائرهم ففر منها فرار الفلول من المعركة الوطيسة الضروسة فالتجؤوا إلى الانطوائية القبيحة الملعونة(INTROVERTION) وتسربت داخل الاحشاء والامعاء الناشئة عن الانحلال القيمي والانصهار الأخلاقي والسلوكي،  وكانوا باركين فوق زخارق الدنيا في مظاهرها السرابية يخاله الظمآن ماءً فعمت أبصارهم وعمهت بصائرهم عن العالم الخارجي فختم الله عليهم طابع العادية والرجعية والرهبانية بأعداءهم من جانب وسلط الله المعاندين للإسلام مقابلهم.
وعلى ناحية أخرى
تراجع المسلمون وانسحبوا عن ميدان البحث ويقهروا عن ساحات الفحص والقيادة خصوصا عقب اضمحلال الدولة العثمانية بأن لم تغن بالأمس بما كسبت أيديهم وتخلو عن دورهم التوجيهي والريادي فهكذا كان هذا العالم كله كبحر العروض لا ماء فيه وكغابة موحشة تزخر بالحيوانات المفترسة والكلاب العاوية وكانت الأمم كلها قطعانا من الغنم الهائم لا راعي لها ولا قائد ترد حيث تشاء وتصدر من حيث تشاء وأصبح الغرب كرجل سكران عنده سيف بتار وسكين قهار لا يعرف كيف يستخدمه... كنا الآن في حالة كما وصفها العلامة المفكر الإسلامي المغفور له أبوالحسن علي الندوي: العبقري العصامي والعظامي الذي يفخر بماضيه وأسلافه فاستمع لندائه مصيعا ومصيخا  أمس الدابر لا يعود والله يقرب البعيد ويتحقق الأمل إن شاء الله.



مواضيع ذات صلة
أدبيات, الأشعار, الكتب, دراسات, مقالات, نداء الهند،،نداء الهند,

إرسال تعليق

0 تعليقات