ادعمنا بالإعجاب

معذرة (شعر متحسر لسوريا)


بقلم سيف الإسلام صبغة الله المليباري

دعوني أنام على رمال الشهادة
وخلوا سبيلي في فراش المنية


رهنت الحياة طامعا كل ليلة
صباحا جديدا في شروق التحية



أدنيا كذبت اليوم كلا ولن يكون
دفنت حياتي في حضانة إخوتي

صعدت على متن الجبال تطلعا
إلى واحة فيها الهناء تحلت

سلوني عن الدنيا وما فيها من عنا
وما لي سوى قبضات رمل براحتي

تركت أخلاي بهضبات دولتي
أيا سوريا قومي بأعلى العزيمة

جفتني البرايا أي ذنب جنيتهم
وسدوا أمامي كل باب وعتبة

ركبت على متن البحار تأملا
سفينة نوح يا للهفي بلجة

سئمت الحياة لا أريد تطولا
من العمر قد ضاع الهناء بلمحة

رفعت ندائي في ستائر ظلمة
ويا ليت مذياعا لبث كآبتي

وبثي وحزني يا إلهي إليك يا
شكوت وما شكوى اليتيم بفلوة

هل الدنيا ترحال وحل ومنزلي
بعيد متى أشفو بلابل قريتي

وهل أردن يوما طلال المدينة
وأشري بها الحلوى وأمضي بلعبتي

ستبكي عليك اليوم آلاف مقلة
سترفع لك الأيام قلع الحماسة

ستبقى على المرآة ما كنت باسما
كرمز  نطوق بحقائق ملتي

سنبني تراثا في ضفاف رقدته
ونودعه كنزا بأجيال أمتي

ونرفع نداء خارقا كل ليلة
نسل السيوف في رقاب العداوة

سلاما أيا صدف الفؤاد تهللا
سنلقى غدا حيا بأكناف جنة

فنم سالما حتى الصباح مؤمنا
ورح طيبا نحن وراك بنوبة

فنم هادئا حتى اللقاء مؤبدا
فهذي الدموع من بقاء هديتي



مواضيع ذات صلة
أدبيات, الأشعار, شأون الخارجية,

إرسال تعليق

0 تعليقات