عبد
القادر سعد محمد الباحث للدكتوراه في
جامعة آسام، سيلتشار، الهند
أدب الأطفال فن مهم يلعب دورا هاما في تشكيل كيفية تفكير الطفل
وخياله وعقيدته.
هو أدب الطفولة أو أدب مرحلة الطفولة، أحد الأنواع الأدبية المتجددة في الآداب
الإنسانية، فالطفولة هي الغرس المأمول لبناء مستقبل الأمة. والأطفال هم ثروة
الحاضرة وعدة المستقبل في أي مجتمع يخطط لبناء الإنسان الذي يعمر به الأرض.
والأطفال هم ريحانة الحياة وبهجة الحياة ومتعة النفس. يقول الله عز وجل في
كتابه الكريم: «الـمال والبنون زينة الحياة الدنيا، والباقيات الصالحات خير عند
ربك ثوابا و خير أملا» فالأموال والأولاد هما الثروة في جانبها المادي والبشري،
وعلى هذين الأمرين تقوم الحياة، ويعمر الكون وتدور بواسطتهما عجلات التاريخ
الإنساني.وله أنواع عديدة في المنطوقة أو المسموعة أو المرئية
فمن نتائجها القصة، والحكاية، والمسرحية، والمغامرة، والغناء والنشيدة، والقصة التاريخية أو التهذيبية أو البطولات وما إليها
من الأنواع المنقسمة.
كامل
كيلاني إبراهيم كيلاني يعرف أبا لأدب
الأطفال فقد أنتج أكثرمن 250مؤلفة للأطفال من الحكايات والقصص النثرية والشعرية
والروايات والقصائد وما إليها.
فمن أبرز
أقسام القصص للكيلاني القصص الشعرية فقد ألف أكثر من خمسين قصصا شعريا فمن أهمها:
النورالإلهي، ومصر، والطفلوالقراءة، والعامالسادس، والصغيرالكبير،
ولاأحد، والوقت، والظل، وأغنيةالمهد، وأسرةالسناجب، والبرتقالةوقشرها.
ولادته
ونشأته
ولد كامل
كيلاني إبراهيم كيلاني الأديب المصري الذي اشتهر بأعماله الموجهة للأطفال في
القلعة بالقاهرة
عام ١٨٩٧م، كفى له
فخرا تسميته برائد أدب الطفل، ترجمت قصصه إلى عديد من اللغات،حفظ القرآن الكريم في صغر سنه،
والتحق بمدرسة أم عباس الابتدائية، ثم انتقل إلى مدرسة القاهرة الثانوية، وانتسب
بعدها إلى الجامعة المصرية القديمة سنة ١٩١٧م وحصل على
ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية، وعمل كيلاني أيضا موظفا حكوميا بوزارة الأوقاف مدة اثنين
وثلاثين عاما ترقى خلالها حتى وصل إلى منصب سكرتير مجلس الأوقاف الأعلى، كما كان
سكرتيرا لرابطة الأدب العربي، ورئيسا لكل من «جريدة الرجاء» و«نادي التمثيل
الحديث» وكان يمتهن الصحافة ويشتغل بالأدب والفنون إلى جانب ذلك.
اعتمد
كيلاني منهجا متميزا وأسلوبا عبقريا في كتابته لأدب الأطفال، حيث كان يصر بضرورة
التركيز على الفصحى لعدم إحداث قطيعة ثقافية مع الذات التاريخية، كما كان يمزج بين
المنهج التربوي والتعليمي، فكان حريصا على إبراز الجانب الأخلاقي والمعياري في
أعماله القصصية، بالإضافة إلى أن أساس المعرفة عنده هو المعرفة المقارنة، فلم يغرق
الأطفال بالأدب الغربي باعتباره أدبا عالميا، بل كانت أعماله كرنفالا تشارك فيه
ألوان ثقافية عديدة، فكان منها ما ينتمي للأدب الفارسي، والصيني، والهندي،
والغربي، والعربي، وتمثلت مصادره في الأساطير والأدب العالمي والأدب الشعبي.
قصصه الشعرية:
في عام 1927 اهتم كيلاني بأدب الأطفال وأنشأ لذلك الغرض مكتبة
الأطفال وأصدر قصته الأولى "السندباد البحري" ثم اتبعها بقصص أخرى وكان
يعتني لغة القصة وبهجتها القويم وجانبها الأخلاقي. وكان أكثر مصادرها الأساطير
والأدب العالمى أو الشعبي أو الإسلامي.
نظم الشعر، فكانت القصائد
والأبيات الشعرية كثيرا ما تتخلل ثنايا أعماله القصصية، وكان حريصا على أن ينمي من
خلالها ملكة التذوق الفني إلى جانب الإلمام المعرفي عند الطفل، كما كان يوجه من
خلالها الطفل إلى الصفات الحميدة، والخصال
النبيلة، والسلوك الحسن، وقد حرص أن يتم ذلك بشكل ضمني، وألا يظهر نصه صراحة بمظهر
النص الوعظي أو الخطابي.
كان يحفظ
الكثير من الشعر العربي، إضافة إلى الروائع الأدبية والحكم والأمثال، وحصيلة غير
محدودة منالفكاهات والأساطير له قصائد ومقطوعات في الغزل والوصف والصور النفسية،
وعدد من القصائد الوطنية.وللكيلاني ديوان بعنوان (ديوان كامل كيلاني
للأطفال) - إعداد ودراسة -: عبد التواب يوسف."حرص الأستاذ عبد التواب
على إيراد بعض قصائد كيلاني خط يده في نهاية الديوان حتى يقطع الشك باليقين حول
شاعرية كامل كيلاني، وصدر الديوان بأبيات" يقول فيها:
" وكنــت إماما للعشـــــيرة تنتــهي إليك إذا ضاقت بأمر صـدورها
فـــــلا تــجزعـن من سـيرة أنــت ســــــرتها فأول راض سنة: مـــن
يسـيرها"
وفي الديوان يقول
كامل كيلاني في قصيدة بعنوان "لاأحد":
شخص غريب تسمعون
دائما به
وإن
لم يره منكم أحد
ولست أدري أبدا
ماشكله
وكم
له من معجزات لاتعد
أممه، فـهو شهير عندكم
ويختم الديوان بأبيات يقول فيها كامل كيلاني:
"إن الشجاعة
وحدها
فيها من السحر العجب
نــلـت النـجـــاح بفضلها
وبلغـت
غــايـات الأرب"
بالإضافة إلى ما سبق له قصائد نشرت في مجلة أبولو، منها: (من يعنيني)-
سبتمبر 1932م، (سوف أنساك) - مايو1933م. (شاعر مخبول يصف الحب) - مايو1933م،
وقصائد تحت عنوان (شعر الأطفال) بعضها مترجم، نشرت في أعداد متفرقة من المجلة.
حرص كامل كيلاني في بعض قصصه على وضع مقدمات
متنوعة (*)؛ يشرح فيها جوانب أساسية تتعلق بمضمون القصة نفسها، أو السلسلة التي تتضمنها، أو يتحدث عن رؤيته
لفن الكتابة للأطفال، ومنهجه في ذلك، وأي دارس للكيلاني وأدبه ومنهجه لا يستطيع
تجاوز هذه المقدمات لأهميتها الشديدة في كشف فكر المؤلف ودوافع التأليف عنده،
كونها نتاج خبرته، يكتبها بنفسه، وهو الأقدر على الإفصاح عما يريد من أدب الأطفال،
وبخاصة أنه التزم بوضع مقدمات، على خلاف كثير من الأدباء الذين يكتبون للأطفال،
ويمكن ملاحظة ذلك بسهولة بعد الاطلاع على نماذج عشوائية لقصص الأطفال العربية
والأجنبية، حيث يندر وجود مقدمات فيها، وقد تصل النسبة إلى حدها الأدنى، لأسباب
تتمحور حول أن الطفل يسعى لقراءة القصة مباشرة دون الوقوف عند هذه المقدمات، وفيما
نجد مقدمات تتوجه إلى الراشدين، نرى الكيلاني يوجه خطابه للطفل؛ فيكرر العبارات
التالية: أيها الطفل العزيز، أيها الصبي العزيز، ولدي مصطفى، أيها القارئ الصغير،
ولدي رشاد.
وفي كل مقدماته، يوجه كامل كيلاني خطابه مباشرة
إما إلى ابنه مصطفى أو ابنه رشاد أو إلى طفل مفترض، ويحرص على أن يكون رقيقا في
ألفاظه، رفيقا في تعبيراته، مفسرا لكلمات جديدة يرى أنها تحمل غموضا أو أنها لا
تتناسب مع قدراته اللغوية، فيشرحها بكلمات بسيطة، لأنه كما يقول: "حريص على
تسهيل القراءة ليبهج القارئ ويمتعه من غير عناء".
وتمتاز مطالع المقدمات بأسلوب مباشر يستهدف جذب
اهتمام الطفل، ودفعه لقراءة المقدمة قبل قراءة القصة نفسها، وتمتاز أيضا بنوع من
التحفيز المثير لعواطف الطفل وحواسه الإدراكية الواعية، فيقول مثلا: هذه مجموعة
مختارة - قرأت الرحلتين- أنت تحب القصص - شد ما آلمني وأحزنني) - يسرني أن أهدي
إليك- لقد أعجبك هذا اللون المشرق- حديثي إليك في هذه المقدمة حديث طويل.
ويوزع المؤلف أهدافه التربوية البنائية
والأسلوبية في كل المقدمات التي وضعها في مجموعة من قصصه للأطفال، ويمكن تصنيفها
في منظومة متكاملة من الأهداف، متفرقة في شكلها متحدة في مضمونها، وذلك على النحو
الآتي:
الأغاني والشعر:
يرى بعض الباحثين أن الأغنية هي لغة الطفل منذ
المرحلة الأولى في حياته، ولها أهمية كبيرة في إشباع الميل الفطري لدى الأطفال إلى
الإنشاد والتغني، ومن خلالها يستطيع الشاعر توصيل أصعب المعلومات والحقائق وأنبل
المثل والقيم، وتحبيب العلم والتعليم إليهم، وفي تعويد آذانهم سماع اللغة الصحيحة،
وتطويع ألسنتهم وتنمية حصيلتهم من مفرداتها وتراكيبها السليمة.
وقد أدرك الكيلاني أهمية الأغاني والأناشيد
والأشعار للأطفال فملأ بها قصصه، والأغاني التي وردت في سياق هذه القصص تعتبر جزءا
منها، لا يمكن نزعها من القصة، كما إنها لا تفهم إلا في السياق الذي وردت فيه.
ونلاحظ من خلال الجدول السابق وجود تفاوت كبير
بالأرقام ما بين قصة وأخرى، دون أن يظهر سبب واضح في سلوك هذا المنهج.
في قصة "العاصفة"، ذكر المؤلف
أغنيتين، على لسان الجن "آريل"، الأولى استخدمها لاستدراج
"فردنند"، والثانية أنشدها عندما أطلق "برسبيرو" حريته.
ونجد في قصة "يوليوس قيصر" ثلاثة
أناشيد، الأول والثاني على لسان "قيصر" والثالث على لسان
"أنطنيوس" في رثاء "بروتس"؛ يقول "قيصر" في القصيدة
الأولى لزوجته في كلمة مليئة بالحكمة.
يحيـا الجبـان بقلـب والـه
فزع
يخشى الردى ويهاب الموت مرتاعا
يمـوت ألفـا ويخشى – من مهانته-
شـر الحمـام، ويبقى الدهر ملتاعا
وفي القصيدة الثانية المكونة من ثلاثة مقاطع يقول
"قيصر" في المقطع الثاني مزهوا بنفسه
لكـن قيصـر روما
ذا الهمــة الشمـاء
يسمـو عليهم جميعا في رفعـة واعتـلاء
أما القصيدة الثانية فيقول في مطلعها
إن يخدع الأشرار أنبل من
وفى
وأبر من عادى وأكرم من مجد
أو يقتل الأشرار قيصر
رومـا
بغيـا
وقد أضنى قلوبهم الكمد
أما قصة "الملك لير" فقد جاء فيها
أكبر عدد من الأناشيد، وتحوي أسلوبا حواريا شائقا، ومعان حكمية رائعة.
ملاحظات عامة على الأناشيد والأشعار:
نشير إلى أن معظم هذه القصائد السابقة لا ترتبط
ارتباطا حتميا بسياق النص، ولو تم نزعها من القصص فلن نجد فجوات، ويمكن إجراء بعض
الترميمات البسيطة، ولكن الكيلاني يحرص على تضمين قصصه بعض النصوص الشعرية – كما
أشرنا سابقا– اعترافا منه بقيمة النص الشعري الفنية والأدبية واللغوية، وحرصا على
تعويد الطفل على قراءة الشعر وتحبيبه به وبحفظه، ويلاحظ في هذه النصوص مجموعة من
المسائل التي تجدر الإشارة إليها:
1- نوع الكيلاني في النمط الشعري الذي استخدمه في مجموعة
"شكسبير"، واستخدم الإيقاعات المحببة المناسبة للطفل.
2- لم نجد في أكثر الأناشيد الشعرية صورا فنية بارزة، كما
إن الأفكار تبدو ساذجة عموما ولا تتفق مع مستوى القصة التي ترد النصوص الشعرية
فيها. ونجد مثلا هذا البيت:
أبوك يا فـردنند
قد مات وهو غريق
ولو عزلنا الأنشودة عن السياق لكانت دون معنى،
كما إنها لا تحظى بالخيال الشعري والصور الفنية الأخاذة.
3- كما أن الألفاظ المختارة تبدو بسيطة، ليس فيها ما يمكن
أن تتداعى المعاني معها.. ومنها:
يا أيهـا الموفق السعيد
رأيك – فيما اخترته – سديد
وأنت فيمـا جئته رشيد
وكـل مـا فعلـتـه حميـد
4- يقدم المؤلف قصيدة مليئة بالحكمة مطلعها:
قـد حدثتنا أصدق الأمثال
فيما مضى من الزمان الخالي
وهي قصيدة بارعة الفكرة، ومن المشاهد القصصية
المنظومة، التي تكسر الملل وتعطي فرصة لحفظها وتمثيلها حين تقرأ في الفصول الدراسية.
5- ولا يبدو أن الكيلاني أراد بهذه النصوص أن يقدم نفسه
كشاعر، ولكنه يريد تنبيه الأطفال إلى أهمية تذوق الشعر، وكذلك توفير المتعة
النفسية والعقلية التي توفرها الأناشيد لدى الطفل حين يقرأها أو يسمعها.
السجع:
يمكن ملاحظة اهتمام الكيلاني بالسجع في معظم
صفحات قصص "شكسبير"، حتى إن بعضها يظهر بشكل فيه شيء من التكلف فيما
يظهر البعض الآخر بشكل عفوي تلقائي.
ومن أمثلة السجع العفوي:
"كريم النفس قوي البأس" ، "أشبه بعواء
الذئب أو نبح الكلب"، "الشر والضرر"، "أنسيت ما أسلفته من
إحسان وما غمزتك به من عطف وحنان"، "يخادعه ويداهنه"، "لا
أفهم له معنى ولا أدرك له مغزى"
ومن أمثلة السجع المتكلف:
"أذيقهم من ضروب الأهوال ما لا يمر لهم على
بال"، "لا يهولنك ما ترينه ولا يفزعنك ما تبصرينه"، "أبعدوك
وجردوك"، "هذه القصة حزنتك ونهكت قواك وأضعفتك، "ما أجدرك أن
توليني ثقتك وأن تفضي إلي بدخلتك"، "أعدها للفتك بك والثأر منك"،
"لما أقبل المساء حضر باسنيو إلى قصر برشا الحسناء"، "هذا ما قصته
عجوز ذلك الزمان ورأته رؤية العيان"، "أعمدة القصر الذهبية وتصاويره
المبدعة الفنية"، "فرحين مسرورين"- بطاقات الأزهار والرياحين ..
فغصت الميادين بوفود المستقبلين المبتهجين"
وعلى كل حال يجدر الانتباه إلى كون الطفل تغويه
الكلمات المسجوعة لما تحويه من أنغام يطرب لها، وتجعل أذنه تميل للسماع والإنصات،
وكذلك تسهل عليه عملية قبول اللفظة وحفظها وفهمها، مما يبهج قلبه ويحفزه لمواصلة
القراءة على مستوى واحد من النشاط الذهني، فكأن الكيلاني استخدم هذا النمط ليكون
بمثابة أجراس منبهة تجعل مشاعر الطفل القارئ متوقدة متشوقة لمعرفة المزيد، وللتلذذ
بالألفاظ المسجوعة المنغمة.
وأحسب أن المؤلف نجح في هذا الجانب، وقد أكثر
في استخدام السجع بما لا يخل بالمضمون، رغم ما اعترى ذلك من إحساسنا بالتكلف
والتصنع لكنه على العموم لا يخرج عن حده المقبول.
التضاد اللفظي والمعنوي:
يكثر كامل كيلاني من استخدام اللفظ وضده، وخاصة
عندما يريد توضيح الصورة وإبراز المعنى.. ومن ذلك:
"حل الخصام محل
الوئام"، "تكافئه إساءة بإحسان وعقوقا ببر وغدرا بوفاء"، "وودوا
أن يبدلوا الصفو كدرا والأعراس المعقودة مآتم ومناحات"، "إنك لتكبر من
أمري ما صغر وتعظم من شأني ما حقر"، "عاجز ضعيف.. شديد النشاط"،
"حزنت لـه وفرحت برؤيته"، "يملأ نفسه أملا بعد يأس"، "لن
يكون الصديق إلا مثالا لمن يصاحبه، خيرا كان أم شريرا"، "لا أقترض منك
المال كما يقترض الصديق من صديقه ولكن كما يقترضه العدو اللدود من عدوه
اللدود"، "لم تكن سعيدة بل ساخطة متبرمة.." ، "النفس قد تضجر
من الراحة كما تضجر من العناء"، "الراحة تضني الجسم أكثر من العمل
المتواصل، "أسباب شقائك وتعاستك رجحت أسباب سعادتك وهنائك"
ونلاحظ أن ظاهرة "التضاد" المنتشرة
في قصص الكيلاني عامة، تعتبر من الظواهر الشديدة التأثير، تحتاج – ربما- إلى
دراسات تطبيقية خاصة على الأطفال لمعرفة مدى الأثر الذي يحصل لديهم، إزاء تنافر
اللفظ والمعنى..
والكيلاني يعمد إلى هذا الأسلوب لتثبيت الفكرة
وإظهار المعنى، وإحداث هزة لدى القارئ، وقد يستخدم التضاد مرات متتابعة في جملة
واحدة، وتقابلها معان متكررة مثلا:
"تكافئه إساءة بإحسان وعقوقا ببر وغدرا
بوفاء"، على الشكل التالي:
إساءة
# إحسان
عقوق
# بــر
غـدر
# وفـاء
وبذلك ينوع أيضا حصيلة الطفل اللغوية، ويصل
بالمعنى المقصود إلى أعماقه حتى يحدث الأثر النفسي المطلوب، من خلال المشهد
المتكرر على صورة متضادة، بالإضافة إلى ما يرنو إليه من إنماء قاموس الطفل اللغوي
وتعليمه بطريقة غير مباشرة، أي ليس عن طريق الشرح ضمن معكوفين..
عناوين قصص الشعرية لكيلاني:
كانت من
إحدى أبرز أقسام القصص لكامل كيلاني القصص الشعرية فقد ألف أكثر من خمسين قصصا
شعريا فمن أهمها:
هون عليك، يوليوس قيصر، الملكلير، عنقود العنب، تعاون الحيوان، قصةأرنب، الأرنب العاصي، ديوان كاملكيلاني للأطفال، الباز واللقلق، نشيد الديك، نشيدا لجواد، نشيد الحطابين، نشيد الحمار، نشيدالنمل، القط والفأر، أم الحمام وأولادها الصغار، السلحفاة الصغيرة، بطاقة الخط، الأعداد العشرة، الغراب الطائر، نشيد القطة، ونشيد آخر عن القطة.
دوره في تنمية القيم
الثقافيةللأطفال:
يعد كامل كيلاني من رواد أدب الأطفال، حيث يحاول في قصصه شعرية
كانت أو نثرية إرساء القيم الإسلامية التربوية للنشء المسلم، وقد حاول هذا القاص
الكبير لتأثير في تطور أدب الطفل في مصر والوطن العربي، وتصير قصص كامل كيلاني
محاولة فاعلية في تنمية القيم الثقافية للأطفال من سن (12- 15) سنة، وهي مرحلة
التعمق والتمثل، بحيث تصبح هذه المضامين القيمية هي أخلاق المستقبل عند أطفالنا،
من خلال تحليل المضمون القيمي لهذه القصص، الذي يبدأ إدراكا ووعيا بالعمل الفني،
ثم يتواصل مع الطفل قيميا وسلوكيا في عملية تنموية شاملة ومستديمة وممتدة.
نهجه
القويم في الكتابة وأسلوبه السليم:
لقد أبدع كيلاني في مجاهدته لتوصيل الفكرة والحكمة للطفل من
خلال 2000 كلمة من قصة نثرية كانت أم
شعرية حيث كان يهدف منذ البداية إلى إثراء قاموس الطفل بالكلمات الجديدة
ليعبر عن فن جميل في صياغة سهلة ليفهمها الطفل، فكان من أوائل
كتاب القصص العلمية في وقت كانت تسمى فيه الكتب الدراسية للعلوم(الأشياء والصحة).
فقد سبق جيله وصارع من أجل الارتفاء بالطفل وفكره وعلى نهج الكيلاني كتبت قصص
نحوية ولغوية في أشكال الحروف الضاحكة والكلمات الباسمة ونجحت بطريقة ملموسية
يتذكرها الأطفال حتى الآن.
وضع الكيلاني منهجا
محددا قائما على رؤية نقدية تربوية أخلاقية علمية شاملة، ولم يكن عمله مجردا مائلا
إلى الهوى، بل كان مركزا وفاعلا.قسم الكيلاني أعماله بحسب مراحل الطفولة، وإن لم
يحدد سنا معينة في جميع كتبه باستثناء مجموعة واحدة. تمكن الكيلاني من لفت اهتمام
الباحثين قديما وحاضرا إلى أهمية أدب الأطفال، وهذا دليل على مكانته في زمانه وما
بعده. توجه الكيلاني في كثير من كتاباته إلى أطفاله، ومنهم إلى الأطفال العرب
كافة، وفي ذلك صفاء في النية، واهتمام بالشكل والمضمون. وعى الكيلاني أهمية تشكيل
جميع حروف الكلمات في القصص لما في ذلك من تقويم للسان الطفل، وتعويده على النطق
السليم في وقت فشت فيه العامية وضعف مستوى تحصيل الأطفال للغة. حرص الكيلاني على
تقديم أنماط عديدة من القصص، استخدم فيها مستويات لغوية مختلفة بحسب السن التي
توجه إليها كل قصة.كانت الناحية الترفيهية الترويحية تسير جنبا إلى جنب مع النواحي
العلمية، بحيث لم تطغ واحدة على أخرى، حتى في القصص العلمية التي كان يستخدم فيها
الكلمات المنغمة، والجمل الرشيقة والتعابير الأخاذة.قدم الكيلاني مثالا واقعيا لمن
يريد الارتقاء بمستوى الطفل لغويا، فقد كان حريصا على استخدام كلمات ومفردات
وأساليب متطورة، وهي في الوقت نفسه متأصلة في اللغة، وكان يحرص على تقديم مفردات
جديدة في كل قصصه، ويحرص على تكرارها، وشرحها، واستعمالها في حالات مختلفة حتى
يطمئن إلى رسوخ الكلمة ومعناها في عقل القارئ الصغير وقلبه، مع تحفظنا على طريقة
الشرح ووجود بعض المفردات الصعبة. مع كل أهداف المؤلف العلمية والتربوية كان حضور
الخيال فاعلا، ولم يتأثر الجانب الدرامي باستثناء حالات بسيطة، وقد كانت الصور
الخيالية المتتابعة تسحر القارئ، لما يتميز به المؤلف من قدرة تصويرية فائقة تجعله
رائدا في هذا المجال أيضا، وهذا يجعل قضية الصورة في قصص الكيلاني مجالا خصبا
مفتوحا للدراسة. أغرق المؤلف قصصه بالاقتباس القرآني. وظف الكيلاني بعض العبر
والأمثال لتحقيق أهدافه التربوية. كان
يعرف بنية المكلة ومالها وعليها فهو معجم لغوي يملك أمرإستعمال المفردات، فيعرض الفكرة وما ورائها. هو رائد من
رواد الحرص على اللغة حيث إنه أدرك جيبه بثروة الألفاظ و الكلمات في محله المناسب
في الوقت الملائم.
وفاته:
رحل كامل كيلاني عن
الدنيا في التاسع أكتوبر 1959 تاركا تراثا
قصصيا يشكل وجدان أطفال جبل بأكمله ملونا أخلاق أبناء غد بأتمه مصدقا أحلام
الصبيان هم ثروة الحاضرة وعدة المستقبل فصار رائد الأدب الأطفال العربي عامة
والمصرخاصة.
1 تعليقات
اريد ان تقوموا بتلخيص قصة لا تنتهي
ردحذفأكتُبْ تعليقا