ادعمنا بالإعجاب

عناصر المقاومة في "قصيدة الفتح المبين للسامري الذي يحب المسلمين" الجزء الثاني


    عناصرر المقاومة في " قصيدة الفتح المبين للسامري الذي  يحب المسلمين"    الجزء الثاني )  للجزء الأول أنقر على         
معدودة. وكان السامري في ذاك الوقت في كدنغلور.فسلّم الأمر إلى الوزيرين وأرسل العساكر تحت قيادتهما
. وكان الأول في مراعات كل الأمر والثاني في أمر الخزانة في تصريف الأموال. فخرجت العساكر من المسلمين والنيّار وغيرهم من رعايا السامري في آخر شهر صفر سنة تسع وسبعين وتسع مائة ) 1571م(، وأرادوا محاصرة القلعة. ولمّا علم راعي تانور بخروج جيوش السامري أخبر بها ال البرتغاليين. فأدخل ال البرتغالييون ممن حولها من أعوانهم وأنصارهم مع أموالهم وثرواتهم داخل القلعة. وادّخروا الأرز، والأقوات قهرا واغتصابا، وحبسوا المسلمين الذين كانوا في إطاعهتهم. وأرسلوا الخبر إلى مراكزهم في غووا وكوشن. فوصل جيوش السامري في صبيحة يوم المذكور، وأحرقوا ماحول القلعة نيرانا حتى بقيت القلعة[1].  يصوّرها الشاعر في قوله،
فأحرقوا في ساعة ما حولها                 فأصبحت مثل الصريم يا لها
فبقي القلعة فردا وحدها            كشجرة قد قطعت أغصانها [2]
ثم يقول عن الاختلافات التي حدثت بين الوزيرين، وتوقف الحرب بلا سبب من الأسباب أو بسب خيانة من راعي تانور كما يقوله البعض، لأنه أظهر وجهيه حيث يظهر عند السامري ناصرا له، وعند  البرتغاليين ناصرا لهم في نفس الوقت.
القائد المناضل وقاطع دوابر البرتغال  الشهيد كُنْجْ علي المَرَكار  فاتح قلعة شَالِيَم الملقب بأسد المحيط العربي

ثم يقول الشاعر عن يئس السامري من عدم الظفر والفتح مع أنه يرسل كلّ الأشياء، وينفق أموالا طائلة في الحربثم أراد أن يغير الوزيرفأرسل في كلّ أسبوع وزراء ماهرين، والكتاب، وأصحاب الخزانة وناظريهافكانوا في أوائل أيامهم في أشد الشجاعة والقوة والبطشة، ثم يعوودون إلى حالتهم القديمة ويصيرون كالعامة بعد يومين مما رأوا من أشرّ أهوال الحرب وأحوالها، وكثرة الموتى والقتلى.
والدة السامري ودورها في الحرب:
عندما رأت والدة السامري الحالة اليائسة من الحرب أرسلت إلى كبراء المسلمين رسالة ليتفكروا في الحرب وينظروا في عاقبتها. فاجتمع كبراء المسلمين ورؤساؤهم في رئاسة سيدي أحمد القمامي، وأبي الوفاء شمس الدين المشهور بالشيخ محمد مامو كويا، والشاه بندر عمر العنتابي، والشيخ عبد العزيز المخدوم الثاني، والقاضي عبد العزيز الكاليكوتي والد الشاعر، والقائد المجاهد المشهور كونجالي ماريكار الثالث، وغيرهم في مسجد المثقال بكاليكوت في كوتيشيرا. ودعوا إليها كبراء البلاد وأمرائها من كل قرية وبلد، ووزراء السامري. فشاوروا في أمر الحرب ثم كتبوا إلى السامري الذي كان غائبا في كدنغلور عن أحوال الحرب والإجراءات التي تجب القيام بها ليظفروا بالفتح. وكذا كتبت والدة السامري أيضا بالأحوا ل وتطلب منه الرجوع.
قدوم السامري إلى الحرب:
كانت هنا قلعة شاليم للبرتغالية  ( صورة الوقت،  لم يبق شيء حتى الأطلال) بعد هدمه

ثم وصل السامري بنفسه من كدنغلور إلى ميدان الحرب، فاشتدّ سرور الناس وحماستهم، وظلّ السامري على وجوه الحرب ينظر ويراعي ويحاول كل المحاولة لفتح القلعة من أيدي ال البرتغال. فأنفق أموالا طائلة، وأرسل إلى أمراء القرى التي تحت أيديه أن يشاركوا هم في الحرب، وصالح حتى مع بعض الملوك الذين كانوا من أعدائه، وعفا عن بعضهم. وجمع الناس إلى الحرب من كل الطبقات المختلفة من التجار والنجار، والحُدّاد، والحمال، والحطاب، وغيرهم. ووضع لكل منهم عملا خاصا ومسؤولية خاصة، ورتب الأمور حسب ترتيبها وتنظيمها.
الدعاء والعبادات:
ثم يقول الشاعر عن إخلاص السامري في هذا الفتح وتعيينه العلماء والكهّان وغيرهم من رجال الدين للدعاء والمنذورات، والعبادات ليبارك في الحرب.
فيقول الشاعر؛
وعيّن القرّاء للقراءة                       كذلك الشيوخ للإجابة
وعيّن المنذور في أم القرى             كذا لطيبة بها خير الورى
وأحضر الكهّان والمرصّدين         وصاحب الدعوة والمنجمين [3]
الاشتداد في المحاصرة:
الملك " السامري الذي عاصر الشيخ قاضي محمد الكالكوتي والذي حارب للمسلمين
ثم يبين الشاعر عن الاشتداد في المحاصرة والحرب، وعن كثرة قدوم الناس إلى الحرب من المناطق المختلفة، وعن نبشهم الخنادق حول القلعة، وهجومهم على ال البرتغاليين، في الأبيات من البيت التاسع والسبعين والماءتين إلى التاسع وثلاث مائة.
ثم يقول الشاعر عن الاستعدادات التي قام بها جيوش السامري في إثبات وتقوية محاصرتهم القلعة بعد قدوم الناس من المناطق المختلفة، ونبشهم الخنادق، وتزويدهم بالأقوات والطعام والمياه وغيرها من المدافع والنيران. ثم بنوا المدافع والسوالم والمنجنيقات وغيرها من استعدادهم لمقاومة الأعداء ومواجهتهم وفتح القلعة والاستيلاء عليها. ولكنهم ما نجحوا بهدذه الاستعدادات حق النجاح. وهكذا يبين عن مشاورة السامري مع جيوشه وعما وصل إلى السامري من رسالة عادل شاه يطلب منه منع الأقوات التي يجلبها ال البرتغاليون إلى غووا، وعن إرسال السامري إليه جوابه. ثم يقول الشاعر[4]:
فشاع هذا الحرب في الجهات                      فسار من يعينه ليأتي
من كل موضع به حصونهم                          فصار كل واحد يأتونهم [5]
ثم عيّن السامري بعض المسلمين ليحترسوا في المياه في أغرباتهم وسفنهم لئلا يدخلنها ال البرتغال بالزاد والقوت. فجاءت سفينة من قلعتهم في كانانور، فهاجمها الجيوش السامرية ولم تصل إلى القلعة. فقتل منهم كثيرون وهرب الباقون. ثم جاءت أخرى من كوشن ولم تدخل هي أيضا في القلعة. ولكنهم رجعوا عندما أخبرهم البعض عن إرادة جيوش السامري على هدم السفينة والهجوم عليها. ثم عيّن السامري بعض المسلمين لمرة ثانية للاحتراس في المياه. فاحترس بعضهم في البحار وبعضهم في نهر شاليار. وقام بعض العساكر في الجانب الغربي للقلعة التي يحولها النهر مشمرين للجهاد[6].
ثم جاءت أغربة أخرى من غووا في استعداد تام بالقوّة والعدّة. فوقعت الحرب مرارا
ولم يجدوا مفرّا من الحصار، فطلبوا النصر من كوشن. ثم جاؤوا من كوشن بأغربات جمة. وكان السامري أيضا قد جهّز أضعاف العدّ ة والاستعداد. ولكنهم ما دخلوا القلعة لاحتراس المسلمينن في طرقهم إلى القلعة. وكان المسلمون في أغربات يحترسون في طريق القلعة[7].
أهوال الحرب:
ثم يبين الشاعر عن الحروب التي وقعت إثر قدوم الأغربات ال البرتغالية مع العدّة والقوات من كوشن، فيقول؛ أن وزراء السامري دخلوا في الأغربات وجعلوا العساكر حول القلعة، وقاموا هم والقوّاد في النهر. فجاءت أغربات ال البرتغال نحو القلعة. ولكن جيوش السامري ما استطاعوا دفاعهم. فاقترب ال البرتغاليون من الحصن. فصاروا فرقتين، فرقة تدخل القلعة وفرقة تخرج منه وتفرّ إلى الأغربات. فقتل بعض العساكر فوق السفن، والبعض عند باب القلعة، وكان فيهم ذاك أندوني المذكور، فأراد أن يأخذ زوجته من القلعة ولكنها قتلت أثناء تخليصه إيّاها. ثمّ اشتدت الحرب ففرّال البرتغاليون عندما رأوا أغربات السامري تجيئ إليهم من البحر، فتركوا المركب المملوءة بالأرز، والجبن، واللحوم، والخبز عند باب القلعة. ولكن جيوش السامري أو ال البرتغاليين لم يستطيعوا على قبضتها.فوعد السامري به لمن يأخذه بعد أن رأى كل من يأتي إليها يقتل. ثم قبض عليها الناس، وعلى المركب، وقسّموها بينهم. فرجعت ال البرتغال إلى غووا وهنا يصوّر الشاعر أحوال                           الحرب وأهوالها، فيقول؛
وقد جرت عجائب في ساعة                وكانت الساعة مثل الساعة
وبالغبار والدخان العالي                       قد أصبح النهار كالليالي
وكالرعود صوت كل المدفع                  ولمعان السيف مثل اللمع
كذا رماحهم مثل النشاب                    يتابع الأعداء كالشهاب
وحجر المدفع والسهام                          كمطر يمطره الغمام
ثم هجوم الخلق كان سيلا                     وكالفراشات مثل القتلى[8]
ويقول أيضا،
قد تلف الناس في يوم                            أي تلفا لم نره في يوم [9]
ثم يقول الشاعرعن مغامرة بعض الوزراء وخيانتهم في دخول ال البرتغاليين إلى القلعة، ثم عن موقف السامري في هذه التهمة، ثم عن تشكك بعض الوزراء والأمراء في استمرار الحرب من غير فتح ولا ظفر. ولكن السامري قد استمر على حزمه في محاربة ال البرتغال إلى أن فتحوا القلعة. فيقول الشاعر عن السامري؛
 ثم اعلموا من غير شكّ أنّني                  لا أترك الحرب وربي الغني
 حتى يكون عسكري على أحد          كذا خزائني على حلي الجسد[10]
ثم اشتدت حماسة كل أولئك الوزراء ليضعوا التهمة عنهم. فاشتدت الحرب، وازداد عدد القتلى يوما فيوما. ولكن هيهات هيهات بالظفر والفتح. فأراد السامري أن يخرج بنفسه إلى ميدان القتال. فظنه العساكر هذا عيبا وعارا عليهم، وشدّوا أزرهم، وشمّروا أنفسهم للجهاد. ثم اصطفّ النيار في جانب والمسلمون في جانب آخر مستعدين للموت في سبيل اله. وأمر السامري العساكر برمي المدافع إلى القلعة حتى انكسرت جدرانها ثم قاموا ببعض التنظيمات والترتيبات. فأولا أغرقوا سفينة في البحر لتعويق الطريق ولكنها لم تثبت في مقامها، ثم قفّلوا حافتي نهر شاليار بالسلاسل والأشجار، وكذا قفّلوا طرق البحر أيضا بالسلاسل والحديد والأنجر، ومنعوا الماء لأهالي القلعة.
وأما حالة ال البرتغاليين في داخل القلعة؛ فإنهم نفدت ما عندهم من القوت والطعام لسد
الطرق وكثرة الخلق. فأخرجوا الضعفاء والعبيد في كل يوم. وأكلوا الفارة والغراب وغيرها من المقذرات. يصوّر الشاعر حالتهم في داخل القلعة.
فبينما هم على ذي الهمة                     إذ عدم الطعام من في القلعة
لكثرة الخلق وسد الطرق                         فصار أكلهم لسد الرمق [11]
ويقول أيضا في البيان؛
فأكلوا الفارة والغرابا                           والجلد والهرّة والكلابا
كذلك الحمار وابن آوى                                   وذبح بعضهم لأكل أهوى [12]
وما زال ال البرتغاليون يطلبون الصلح من السامري. وحاولوا كل المحاولة في الصلح حتى انقطع رجاؤهم في الصلح ولم يروا إلى الفتح من سبيل. فطلبوا من السامري الأمان على أن لا يقتلوا ويخلّوا سبيلهم. فاعترف السامري بذلك. فيقول الشاعر ؛
فانقطع الرجا لهم من صلح              ولم يروا من حبسهم من فتح
 فطلبوا لنفسهم أمانا                        ولم تكن فاقتهم بيانا [13]
ويقول أيضا؛
فالسامري فكّر في ذا الأمر                          وخاف من إتلاف بعض العسكر
عند ركوبهم على الحصار                              ومن وقوع النهب في الحصار
ومن رجوع أغربات الفرتكال                       من غووا بقوّة على القتال
وهكذا خاف وقوع الفتنة                                 في النهب  بين عسكر في القلعة [14]
ويقول عن ضمان السامري لهم بالأمان؛
فأبصر الأمان خيرا من وجوه                     فقال للوزرا ومن له وجوه
من يخرجن في اليوم فهو آمن                   ولست شخصا بعد هذا أومن [15]
(سيف القائد كُنج علي المَرِكَارْ (تم به فتح القلعة 

لمتابعة القراءة ، الجزء الثالث


[1]   الكاليكوتي، قاضي محمد. ص: 15
[2]  الكاليكوتي، قاضي محمد.، الأبيات، 230-231ص 15
[3]  الكاليكوتي، قاضي محمد. الأبيات ، 272،273ص 18
[4]  الكاليكوتي، قاضي محمد. فتح المبين ، الأبيات 279-307
[5] الكاليكوتي، قاضي محمد. الأبيات 308-309،ص20
[6]  الكاليكوتي، قاضي محمد. 310-322
[7] الكاليكوتي، قاضي محمد.323-331
[8]  الكاليكوتي، قاضي محمد. الأبيات 345-350ص 22
[9]  الكاليكوتي، قاضي محمد. الأبيات 365- ص 23

[10]  [10]  الكاليكوتي، قاضي محمد. الأبيات 384-385ص 24

[11]    الكاليكوتي، قاضي محمد. الأبيات 419-420ص 26

[12] الكاليكوتي، قاضي محمد. الأبيات 424-425 ص 26
[13] الكاليكوتي، قاضي محمد. الأبيات 435-436 ص 27
[14]  الكاليكوتي، قاضي محمد. الأبيات 440-443 ص 27
[15]  الكاليكوتي، قاضي محمد. الأبيات 445-446 ص 27

مواضيع ذات صلة
أدبيات, الأشعار, الكتب, مقالات, نداء الهند،،نداء الهند,

إرسال تعليق

0 تعليقات