رثاء الفضفري في الفقيد المليباري
هذه مرثية جذابة دبجها العالم العلامة النحرير وصاحب مؤلفات عديدة
في أشتات مذاهب الفقهية أبو سهيل أنور عبد الله بن عبد الرحمن الفضفري(من البحر
البسيط)
كيف
السلو وملء القلب أحزان ومن تحرقها تنشق أذهان
وأي
كارثة كرت بمجتمع من وقع سطوتها
تنصاح أبدان
عم
الظلام على البلدان والبشر صم الأنام جميعا أينما كانو
والدمع
يجري على الخدين منهطلا كأنما الغيم أضحى منه فيضان
إن
المنون قضاء الله منحتم فلا يدوم بوجه الأرض إنسان
لكن
فراق حبيب أوزعيم ورى يكوي الفؤاد فتبقى فيه نيران
يا
عاذلي فيم تجفوني علي جزعي إليك عني فما أدراك ما الشان
وما
دريت بما قد حل في خلدي لم تكتحل بمنام منه أجفان
قد
فاتنا السيد المفضال ذو المنن العالم العلم المصباح يقظان
زعيم
أمتنا لواء
ملتنا ركن
السلام وللإحسان برهان
بدر
الدجى وملاد الناس كلهم يرجو مكارمه شيب وشبان
عالي
المفاخر داني اللطف والكرم غيث مريء فيروي منه طمآن
كالبدر
طلعته كالمسك نفحته كالزهر بسمته بل ذاك بستان
كاشمس
شهرته في العرب والعجم فكم ملايين هم حِبٌّ وخُلان
قد
فاق أقرانه بالعلم والعمل خريج أزهر تلفى فيه أفنان
قد كان
مسكنه كدبنكل من محط أفئدة للناس ميزان
من ضارع
وكتيب رائم فرجا أو من يقارفه ضيم وعدوان
أو
حامل قلقا مما يحيق به من عقدة صعبت وشق جبران
أو
من قضايا لجان أو إدارتها أو في سياستهم قد
ضاق إمكان
فكان
رحبة سكناه كمحكمة لكل مشكلة قد لاح تبيان
إذ كان
يطلع بين الوافدين له كالبدر ضاء به دور وجدران
فكان
يصغي لهم من دون مسأمة رحب الفؤاد يعم القوم رضوان
وكم
معان بأسقام يكل بها أعيت أبا أتاه وهو حيران
فمن
تذوق نفحات الفقيد يرى كل الشفاء كأن لم يأت نقصان
لو كنت
تبصر شيئا من بشاشته لطبت نفسا ولا تغشاك أحزان
كم
من مناصب خير للزعيم أتت باهت بحضرته إذ تم إتقان
رئيس
رابطة للمسلمين وفي شتى لجان لقول القرم قد دانوا
شتى
مناطق في ملبار قد زهرت إذ كان قاضيها فنعم أزمان
وكم
مراكز علم من قيادته حازت مفاخر
فانظر منك إمعان
لم
يلق من أحذ ذما ولا عنفا حيا ولا ميتا إذ ذاك ريحان
من
آية الله في بث اسلامة في أنحاء دولتنا إذ عم طغيان
سعي
لجمع شتات المسلمين وهم الفو ناصحهم والقول فرقا
قل
لي –بربك-من هذا الكريم ؟فقد فاق الأنام ولاوازاه إنسان
فذاك
سيدنا زعيم ملتنا محمد بعلي الشهاب
عرفان
سبط
الرسول حسيني ورتبته في أربعين به قد صح برهان
آل
الشهاب فهم من حضرموت أتوا لأرض كيرله منهم ضاء أوطان
وجده قد
أتا مستوطنا فرحا لبَانَكَادْ ففيها تم إسكان
فكان
أسرته من قادة كرما يسمو ببهجتهم دين وبلدان
فجده
السيد الحسين قام على ضيم البريطاني سيفا فيه لمعان
أبوه
سيدنا فُوكُويَ كان على رياسة آية فجل إحسان
وكل
إخوته بل كل أسرته راقت مآثرهم للدين أركان
أجبتَ
دعوة مولاك:العشاءَ لسَبْـ تٍ عَشْرَ شعبانَ في تُرْضِيكَ[1] تِبْيَانُ
لما
أذيع بذاك النعي ثار إلى لقيا الجنازة خلق كل إعلان
تلك
الجنازة في قلب المدينة أيْ مَلَبُّرَمْ نقلت فسال فيضان
جم
غفير أتوا من كل ناحية ضاقت شوارعها منهم وميدان
لم يلف
قط بهندٍ مثلُ جمعهم تشييع قرم به التاريخ قد زانوا
صلوا
رسالا وبعد الظهر من أحَدٍ آووه مرقده ,يعشاه غفران
جوار
والده وأهله وأخيــ ــه قرب جامعهم فنعم جيران
وسَيِّدً[2] عاش ,ثم الحق
صادفه فالله يرحم إن الله رحمن
والله
أخلفنا خيرا وآجرنا في ذا البلاء وفضل الله معوان
ينصبُّ
عفو من الرحمن مرقدهم ورحمة وسلام ثم رضوان
جزاه
ربي عن الإسلام خير جزا ثم الصلاة - بهذا تم تبيان
[1]عدد
الحروف :ترضيك بالحساب الجمل : 1430 هـ وهي سنة وفاة الفقيد
2 عدد الحروف سيدا بالحساب الجمل :75 وهو عمر الفقيد بالعام الهجري
0 تعليقات
أكتُبْ تعليقا