ادعمنا بالإعجاب

معارضة كيرالا ضد الاستعمار الإنجليزي


 معارضة كيرالا ضد الاستعمار الإنجليزي
   مجيب ، ي، كي
 ثم جاءت الإنجليز بعد هولندا، وركزت سيطرتها الاستعمارية في مناطق كيرالا. عندما
أخذت الاستعماري الإنجليزي يؤثر في حياتهم، قام الناس في معارضتهم بكل سبيل من الحرب، والمعارضات المسلحة، وبالحركات القومية، وبالأدب، وغيرها. وسوف يطول البحث فيها ورقات كثيرة. ولذا نأتي ببعضها كمثال لهذه الوقائع والمعارضات.
ثورة آتينجال
عاهدت ملكة آتينجال مع الإنجليز وسمحت لهم ببناء القلعة في أنجينجو )أنجوتينجو(. وبنوا فيها قلعة سنة 1684 م. وأمّا معاملة الإنجليز مع المحليين جلبت غضبهم ضدّ الإنجليز. فبدأت ثورة في آتينجال سنة 1721 م بقيادة سادات النيار. قتل فيها رئيس القلعة وأنصاره، واستولى المثيرون القلعة حتى هزمهم الجيش الإنجليزي الذي وصل من كانانور.
معارضات من ميسور:
وكان حيدر علي ملك ميسور يهاجم على البرتغاليين من فترة إلى أخرى حتى استولى على قلعتهم في تاليشّيري، ثم تتابع ابنه سلطان تيبو بعد حيدر علي معارضته ومقاومته ضد الاإنجليز إلى أن قتله الإنجليزسنة 1798 م.
ثورات بازاشي راجا:
واجهت الإنجليز من بازاشي راجا معارضات عنيفة بعد أن كان حليفهم وصاحب ميثاق في معارضة حيدرعلي والسلطان تيبو من ميسور. وقد استمر بازاشّي في ثوراته ومعارضاته ضد الإنجليز من سنة 1793 م إلى 1797 م. وفي سنة 1796 م هاجم جيش الإنجليز قصر بازاشّي ليقبض عليه، ولكنه فر هاربا إلى غابات واياناد بعد أن تخلّص من المهاجمة الإنجليزية.[1] وفي سنة 1797 م ثار أصحاب بازاشي على جيوش الإنجليز وقتلوهم، وغادرت الإنجليز من واياناد، ثم عاهدت الإنجليز مع بازاشي واتفقت على شروط السلام في اليوم السابع من سبتمبر سنة 1797 م. ثم استمر في ثوراته ومقاوماته ضد الإنجليز في سنة 1800 م بعد ان نقضت الإنجليزشروط السلام التي كانت بين الفريقين. يصور لوغن عن بعض الثورات التي وقعت في واياناد بعد ما وصل بازاشّي إلى غاباتها: وفي اليوم الحادي عشر من أكتوبر سنة 1802 م ثار الناس ضد الإنجليز في واياناد مقاومة لسياستهم الجديدة في الضرائب. وظهرت الثورة في بانامارام تحت قيادة يديشانا كونجان  (Edachena Kungan) وتالاكّال شنطو ( Thalakkal Chanthu). وقبضوا على المحطة العسكرية في بانامارام، وقتلوا الجنود الذين كانوا في المحطة.[2] وما زال بازاشّي يقاتل ويعارض الإنجليز إلى أن قتل سنة 1805 م. وكذا قام فيلو تامبي دافالا بثورات ضد الإمبراطورية الإنجليزية واستمر في مقاوماته حتى انتحر في مواجهة ضد الإنجليز[3].
ثورة كوريشيا وكرومبا:
 ظهرت ثورة كوريشيا وكورومبا في وياناد سنة 1812 م من قبل قبيلتي كوريشيا وكورومبا، ضد الاستعمار الإنجليزي. إن الاستعمار البريطاني في واياناد قد أزعج حياة هاتين القبيلتين، فاستعدوا كل الاستعداد لمواجهة
الإنجليز. وخرجت الثورة في غابات واياناد في اليوم الخامس والعشرين من مارس سنة 1812 م. ولكنهم انهزموا في اليوم الثامن من مايو في نفس السنة بعد أن قاموا بمعارضات ومقاومات عنيفة سببت خسارة عظيمة لنفوس كثير من الثوّار والإنجليز[4].
الأسارى المابِلَيُون المسوقون إلى السجن

ثورات المسلمين في مليبار:
يعرف مسلمو مليبار بمابلا ( Mappila ) أوموبلاه ( Moplah ) وقد قاموا بدورهم في مقاومة الاستعمار الإنجليزي كما قاموا بدورهم في معارضة البرتغال والهولندا وإخراجهم من سواحل كيرالا. عندما سيطرت الإنجليز في كيرالا، وحمّلت سياستها الجديدة من الضرائب وغيرها من الإصلاحات السياسية، صار الناس يواجهون من مختلف المشقات والمصائب. وكان الزُرّاع هم الذين أصابوا من هذه الفتن أكبر مما أصابها غيرهم. وكذا جعل أرباب الأراضي يستغلّ هذه الإصلاحات الجديدة التي بدأها الإنجليز، ويغتصب الأراضي من الزُرّاع ويعذّبونهم بكل سبيل. يقول ويليام لوجن " ...في بداية الحكومة الإنجليزية كانت حق أرباب الأراضي ثلث المحصولات. ثم فوّضت الحكومة البريطانية بسوء فهمها حقوق أرباب الأراضي في طريق غير صحيح[5]..." فقام المسلمون في مليبار ضد الإنجليز وأرباب الأراضي بمهاجمات ومعارضات. وحاولت الحكومة تصوّر هذه الثورات نزاعات دينية بين المسلمين والهندوس. ولكن الحكومة تيقنت بعد الثورات المتوالية، أن هذه الثورات ليست ثورات دينية، ولكنها معارضتهم ضد أرباب الأراضي الجائرة وضدّ سياسة الحكومة المستعمرة. يقول لوجن عن ماك جرجير Macgrigar))   "إن ثورات مليبار إنما هي وسيلتهم لمقاومة مظالم أرباب الأراضي...."[6] ورأى لوجن إن من أهم أسباب هذه الثورات التي خرجت في مليبار استغلال أرباب الأراضي، وسياسة المحكمات الإنجليزية الخاطئة[7].
 _________________________________________________________________________

        الأسارى المابِلَيُون في ساحة السجن منتظرين القضاء( العذاب والعقاب رهينة بفعالياتهم ضد بريطانيا)

 ________________________________________________________________________
فنشبت في خلال فترات 1836م-1921-22م أكثر من خمسين ثورة صغيرة وكبيرة عرفت .ومن أهم هذه الثورات وأكبرها ثورة 1921-22م التي عرفت بثورة مليبار، وثورة الخلافة، وثورة الحرية، وغيرها.،
الحركات القومية في كيرالا:
قام المؤتمر الوطني الهندي بدوره في مقاومة الاستعمار البريطاني في كيرالا أيضا. كانت تنظيمها في كيرالا سنة 1897 م. وكذا قامت حركة الخلافة التي بدأت في مليبار إثر سقوط الدولة العثمانية أيضا بمقاومات ومعارضات ضد الاستعمار الإنجليزي. وكانت مأساة العربة( Wagon Tragedy)  التي وقعت أثناء ثورة حركة الخلافة، من الوقائع المؤلمة في تاريخ المقاومة ضد الاستعمار.
معارضة الصحافة ضد الاستعمار:
كانت الصحافة في كيرالا تعارض الاستعمار البريطاني بالأقوال الصريحة. وفي سنة 1923 م أسس ك.ب كيشافا مينون ماتربهومي (Mathrubhumi ) من كاليكوت لنشر رسالة أي. ين. سي. ثم شرع محمد عبد الرحمن صاحب جريدته الأمينفي سنة 1924 م، لتعزيز الوطنية بين المسلمين. وأسس واكام عبد القادر مولوي جريدته سواديشابهيماني ( Swadeshabhimani ) في رئاسة سواديشابهيماني راما كريشنا بيلّي. هكذا عارض أهالي كيرالا من أمرائهم، وملوكهم، وعلمائهم ، وأدبائهم، وخاصتهم وعامتهم الاستعمار الأوروبي من سنة 1498 م إلى أن استقلت الهند سنة 1947 م بوسائل المقاومة والمعارضة المختلفة من حين إلى حين. فنبين في البابين الآتيين عن مقاومة كتاب كيرالا باللغة العربية نثرا وشعرا ضد الاستعمار البرتغالي، والإنجليزي.




  Logan, William. Malabar Manual, Tran, T.V.Krishnan,P:330,Calicut,2007 [1]
 Logan, William.P:344 [2]
Logan, William.P:344  [3]
Eypen,Dr K.V [4]
[5]  Logan, William.P:365
 [6] نفس المرجع السابق
Logan, William.P:366 [7]

مواضيع ذات صلة
أدب كيرالا, تراث الهند،, ثقافة كيرالا, كيرالا,

إرسال تعليق

0 تعليقات