ادعمنا بالإعجاب

مساهمة الهند في المديح النبوي العربي الشيخ العلامة فيض الحسن السهارنفوري نموذجًا



د. عرفات ظفر[1]

نشأ فن المديح النبوي وتطور كفن من الفنون الأدبية وغرض من الأغراض الشعرية في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم، وازدهر هذا الفن على مر الدهور وكر الأزمان وتسابق فيه الأدباء والشعراء من العرب والعجم، وكل من أدلى دلوه أخذ نصيبه حسب المؤهلات اللغوية والأدبية وسلك مسالك متنوعة في التعبير عما يجيش في صدره من مشاعر الحب والهيام وعواطف التكريم والتعظيم تجاه الرسول النبي الأمي عليه أفضل الصلاة والتسليم.
المدائح النبوية في الهند:
إن تاريخ الشعر العربي في شبه القارة الهندية يرجع إلى القرن الأول من الهجرة النبوية حسب بيان الجاحظ المتوفى في عام ٢٥٥ ه والشيخ هارون بن موسى الملتاني هو أول شاعر هندي تولى قرض الأبيات باللغة العربية ولعله توفي في النصف الأول من القرن الثاني للهجرة[2] ، أما المدائح النبوية باللغة العربية في الهند، فيبتدئ تاريخها من القرن الثامن للهجرة النبوية، ويعتبر الشيخ القاضي عبد المقتدر الشريحي الكندي والدهلوي (703-791هـ) الشاعر الهندي الأول للمدائح النبوية، واستمرت هذه - السلسلة المباركة منذ ذلك الوقت حتى هذاالحين ولا تزال تساهم القرائح الهندية في هذا المجال ليكون هذا المديح ذخرًا لهم في الآخرة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
ومن المعلوم أن معظم العلماء والأدباء في شبه القارة الهندية لم يهتموا بقرض الأبيات ولم يعتنوا به كعنايتهم بالعلوم الدينية ولو نال هذا الفن اهتمامهم وشغفهم كالفنون الأخرى لكانت لمدائحهم سمات خاصة ومكانة مرموقة في الآداب العربية كشعراء البلاد العربية، وبالرغم من ذلك نلاحظ أن المديح النبوي كان موضوعًا مفضلا ومحببًا لدى الأدباء والشعراء الهنود، والمدائح النبوية التي جرت على ألسنة هؤلاء الشعراء قد صدرت عن طبعهم الصادق وحبهم العميق للرسول صلى الله عليه وسلم مجردة عن المطامع الدنيوية والمنافع المادية.
 إن الشاعر المسلم يرى من حسن حظه وسعادته بل يرى من واجبه أن يتقدم بالتحيات إلى أشرف الأنبياء وخاتم النبيين سيدنا محمد بن عبد الله (عليه ألف ألف تحية من هذا العاصي والآثم) ويقدم إليه هدية الإجلال والتكريم وتحفة الحب والتعظيم، فمغلوبًا بهذ الشعور ساهم معظم شعراء العربية الهنود في مجال المديح النبوي ولو كانت مساهمتهم بقصيدة أو قصيدتين إلا أن الشعراء الذين قالوا وأكثروا في هذا الفن وأجادوه فعددهم قليل، ومن هؤلاء الشعراء النوابغ القلائل شيخنا العلامة فيض الحسن السهارنفوري(و ١٨١٦ م – ت ١٨٨٧ م) وأما الآخرون من المكثرين فهم الشيخ غلام علي آزاد البلغرامي المعروف بحسان الهند(و ١١١٦ ه – ت ١٢٠٠ ه) والشيخ باقر بن مرتضى الشافعي المدراسي المعروف بباقر آغاه (و ١١٥٨ – ت ١٢٢٠ ) والشيخ العلامة فضل حق الخير آبادي( و ١٢١٢ ه – ت ١٢٧٨ ه) وغيرهم من أصبحاب المدائح.
نبذة من حياته:
يعدّ الشيخ فيض الحسن السهارنفوري من أبرز شعراء المديح النبوي في الهند، إنه من مواليد عام ١٨١٦ م، وتبلغ شجرة نسبه قبيلة بني أمية وبناء على هذا كان يكتب لنفسه "القرشي"، غادر بعض أجداده جزيرة العرب ونزلوا بمحافظة "سهارنفور" في ولاية أتربرديش الهند واستوطنوها،ونسبة إلى هذه المنطقة كتب له شيخنا هذا "السهارنفوري"، كان والده علي بخش أحد العلماء الأفاضل المشهورين، فقرأ عليه الكتب المتداولة من العربية والفارسية، ثم أراد أن ينال المزيد من العلوم والمعارف فرحل إلى رامفور وتتلمذ على العلامة فضل حق الخيرآبادي وغيره من العلماء وأخذ من العلامة الخيرآبادي المعقولات والأدب والفلسفة ومن هنا اشتهر بلقب "الأديب"، ثم سافر إلى عاصمة الهند دلهي حيث استفاد من المفتي صدر  الدين آزرده صدر ا لصدور وأخذ الحديث عن الشيخ أحمد سعيد العمري الدهلوي، وبعد التبحر في العلوم الدينية والتضلع من علوم اللغة والأدب قضى حياته في الدرس والإفادة، وفي آخر عمره تولى التدريس في الكليةالشرقية بلاهور، وقرأ عليه العديد من العلماء والأدباء وأخص بالذكر هنا العلامة شبلي النعماني والعلامة حيد الدين الفراهي اللذين استفادا منه بوجه خاص في فهم القرآن وتفسيره وفي دراسة الأدب العربي وخاصة ديوان الحماسة والمعلقات السبع، والجدير بالذكر هنا أن المقامات كانت تدرس في الهند حتى زمن الشيخ السهارنفوري في الأدب العربي فيرجع إليه الفضل بأنه قام بتدريس الحماسة والمعلقات وترويجهما بين الطلبة الهنود، وإلى جانب مسؤولياته التعليمية والتدريسية في الكلية قام الشيخ السهارنفوري بإصدار مجلة عربية شهرية باسم "شفاء الصدور"، كما كان بينه وبين العالم الرباني الشيخ محمد قاسم النانوتوي رحمه الله أواصر الود والصداقة ونظم الشيخ السهارنفوري على وفاته مرثية بليغة مؤثرة، وهكذا بعد قضاء حياة حافلة بالنشاطات التعليمية والتدريسية والتأليفية والصحفية والأدبية توفي هذا العالم الجليل والأديب الأريب في اليوم السادس من شهر فبراير عام ١٨٨٧ م ودفن بوطنه سهارنفور، رحمه الله رحمة واسعة.
نبوغه في العربية:
كان الشيخ السهارنفوري أديبًا بارعًا وشاعرًا مفلقًا فائض القريحة في اللغة العربية قلما يجود بمثله الدهر، لم يكن له نظير في عصره ومصره في معرفة الفنون الأدبية، فاعترف بعلمه وفضله ونبوغه في اللغة العربية وآدابها معاصروه وتلاميذه وأثنى عليه العلماء والمؤرخون في زمانه وبعد مماته، فأقدم إليكم بعض هذه الانطباعات لكي نقدّر مكانته وبراعته في مجال الأدب العربي، فكان على حد قول صاحب "نزهة الخواط ر"، "من أعاجيب الزمان ذكاء وفطنة وعلمًا، لم يكن في عصره أعلم منه بالنحو واللغة والأشعار وأيام العرب وما يتعلق بها، متوفرًا على العلوم الحكمية... وانتهت إليه رئاسة الفنون الأدبية[3]١. وحسب قول الأستاذ يحيى تنها صاحب "سير المصنفين"، "كان الشيخ فيض الحسن أصمعي زمانه وأبا تمام عصره، وكان وحيدًا طوال العهد الإسلامي في الهند من كان له ذوق رفيع للشعر العربي سوى القاضي عبد المقتدر[4]
ويقول السيد سليمان الندوي عنه:  "كان الأستاذ العلامة فيض الحسن السهارنفوري أديباً شهيرًا في زمنه، زاره الطلاب سامعين عن علو كعبه في العلوم والفنون" [5]، ويقول في موضع آخر: "لم ينشأ في أرض الهند إمام الأدب مثله عبر القرون"  [6]
 وصرح المفسر الجليل الشيخ أمين أحسن إصلاحي قائلا: "لم يكن له نظير في الأدب العربي في الهند كلها"  [7]
وعلاوة على هذا الاعتراف والثناء قرض على وفاته تلميذاه العلامة شبلي النعماني والشيخ حميد الدين الفراهي رثاء بليغًا باللغة العربية، ويكفي لمفخرة الشيخ السهارنفوري أن كبار العلماء والأدباء من أمثال السير سيد أحمد خان والعلامة شبلي النعماني والشيخ ألطاف حسين حالي والشيخ إسماعيل الميرتي والعلامة حميد الدين الفراهي والمفتي محمد التونكي والشيخ وحيد الدين سليم كانوا من تلاميذه، وإلى هذا الجانب أشار الكاتب المصري الدكتور أحمد إدريس قائلا:      "ولقد كان السهارنبوري أستاذًا للغة العربية عاشها كأديب واستخدمها  للتعبير عن أحاسيسه لاكوسيلة لتحصيل العلوم الدينية، وكان في ذاته مدرسة أدبية تتلمذ على يديه جيل من الشعراء كالفراهي والروحي[8]  وغيرهما، ولمنجد ممن جاد شعرهم أحدًا إلا وتتلمذ عليه أو تأثر به  أو استفاد منه بعد وفاته" [9]
مؤلفاته:
وله مؤلفات جليلة رائعة وتعليقات مفيدة، منها حاشية على تفسير البيضاوي، وحاشية على تفسير الجلالين وحاشية على مش كاة المصابيح وشرح بسيط على ديوان الحماسة وشرح بسيط على المعلقات السبع ومصنف جليل في أنساب العرب وأيام العرب والتحفة الصديقية وهي رسالة في شرح    "حديث أم زرع" سماها باسم السيد الأمير صديق حسن خان القنوجي وأهداها إليه، وديوان شعر مشتمل على قصائد غراء باللغة العربية.
شعره:
وكان للشيخ السهارنفوري سليقة أدبية عالية وقدرة شعرية فائقة، فقرض الشعر في اللغات الثلاث من الأردية والعربية والفارسية ولكن لم يبق إلا ديوانه العربي الذي قام بنشره وترتيبه تلميذه النابغ الشيخ حميد الدين الفراهي باسم "ديوان الفيض" وطبعه على نفقته من مطبعة أختر دكن بحيدرآباد سنة ١٣٣٤ ه، وتوجد له نسخة خطية في المكتبة المركزية لمدرسة الإصلاح الكائنة ببلدة سرائمير في مديرية أعظم كره، فهذا الديوان الذي يشمل ١٥٤٩ شعرًا من أروع ما خلفه الشيخ السهارنفوري من الآثار العلمية والأدبية وجل قصائده في المديح والمراثي.
يشتمل هذا الديوان على ست وستين ( ٦٦ ) قصيدة من الحمد والمديح  والرثاء والوصف والفخر والهجاء وفيه قصيدة قرضها بمناسبة زواج الأميرصديق حسن خان القنوجي مع والية بوفال الأميرة شاهجهان بيغم وفيه ذلك الرثاء الذي قرضه على وفاة أستاذه العلامة فضل حق الخيرآبادي وهو من أشهر قصائده في هذا المجال، كما له فيه قصيدة بديعة في مدح الأميرة شاهجهان بيغم وغير ذلك من الموضوعات الجديدة، فيقول الكاتب المصري الدكتور أحمد إدريس في هذا الخصوص:
"ولقد نظم السهارنبوري رحمه الله في موضوعات لم ينظم قبله فيها أحد من أدباء العربية في شبه القارة في علمنا مما يجعلنا نعتقد أنه أول من جدد في الموضوعات وتعامل مع الشعر والأدب من حيث هما كذلك" [10]
وهكذا رأينا أنه قرض الشعر في أغراض شعرية مختلفة ولكنه حذا في شعره حذو الشعراء المتقدمين وزين شعره بالزخارف اللفظية والمحسنات البديعية، وفي هذا الاتجاه أنه يبدو متأثرًا بأستاذه العلامة فضل حق الخيرآبادي كما أشار إليه بعض الباحثين والنقاد قائلا:
"كان الشيخ السهارنفوري من الشعراء المفلقين في الهند،.... كلامه يشبه كلام الشعراء الأقدمين من العرب الذي لا يوجد فيه لوثة الأعجام، وكلامه يدل كذلك على تمكنه من اللغة العربية وتمكنه من استخدامها لأغراص كيفما شاء وهو من الشعراء المكثرين أمثال غلام علي آزاد البلغرامي والعلامة فضل حق الخيرآبادي، وقد غلب عليه أسلوب أستاذه العلامة فضل حق الخيرآبادي وتأثر به تأثرًا بالغًا حيث حشد في شعره الزخارف اللفظية وصبغه بالمحسنات البديعية التي تطغى في بعض الأحيان على حسن التعبير وجمال المعنى ورشاقة الأسلوب وجزالة الألفاظ ومتانة السبك"  [11]
وبالرغم من هذا كله تتسم أشعاره بندرة الخيال وروعة التعبير وصدق العاطفة وتدل على قريحته الشعرية الوقادة.
مساهمته في المديح النبوي:
وقد ذكرنا فيما سبق أن الشيخ السهارنفوري من الشعراء الهنود المعدودين الذين أكثروا في المديح النبوي وأجادوه، فالمديح النبوي موضوع محبب ومفضل لدى شيخنا السهارنفوري ويشكل جزءًا كبيرًا من شعره، واثنتا عشرة قصيدة من هذا الديوان تختص بالمديح النبوي قدم فيها الشاعر جوانب مختلفة لشخصية النبي صلى الله عليه وسلم وشمائله ومحامده وأعرب عن حبه العميق وعواطفه الصادقة تجاه ذات النبي صلى الله عليه وسلم، ويعترف في هذا الصدد بخطيآته وزلاته، وكثيرًا ما يتأسف ويتحسر على أنه قضى حياته في أشغال ضرها أكثر من نفعها ويرجو من النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون له شفيعًا يوم الحساب، وحاول الشيخ السهارنفوري أن يقدم في مدائحه تصويرًا صحيحًا صادقًا لأوصافه وفضائله وعلو شأنه وعظمة مكانته ومننه على الإنسانية خاليًا من كل نوع من الإفراط والتفريط، ومرة بنفسه قال إن مديحه خال ومترفع عن الكذب واللغو والله يهديه ويرشده إلى ما يقول:
ما فهت في نعته بلغو              والله يهدي لما أفوه
والكذب شين الفتى واني         عما يشين الفتى نزيه[12]
إن أولى قصائد هذا الديوان في حمد الله تبارك وتعالى وهي بمثابة فاتحة الكتاب ويحمد فيها الشاعر الله جل وعلا ويثني عليه ويستعين به ويسترحمه يوم الحساب ويعبر عن ندمه ويعترف بذنبه ولكنه أنهى هذه القصيدة أيضًا بالمديح النبوي قائلا:
من لي بمغفرتي ليغفر لي ومن             يخفى علي ومن يجيب دعائي
دون النبي محمد وهو الذي                نرجوه في الضراء والسراء[13]
وقد أسلفنا الذكر أن الشيخ فيض الحسن السهارنفوري يسلك في شعره مسلك الشعراء المتقدمين فيبدأ مدائحه النبوية في بعض الأحيان بالنسيب والتشبيب كعادة الشعراء القدامى ثم يعود عنه إلى مدح النبي صلى الله عليه وسلم، ففي قصيدة يقول بعد التشبيب:
أيا من همه دفع البلايا                       ويا من دأبه فك الرقاب
أتيتك مستغيثًا مستغيثًا                     بقلب فارغ يحكى جرابي
إليك المستغاث فإن تغثني                  وإلا فالتباب على التباب [14]
وبدأ الشاعر القصيدة الثانية من مدائحه النبوية أيضًا بالتشبيب، ثم توجه إلى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ويذكر سجاياه ويرجو منه نيل شفاعته يوم القيامة، ومنها قوله:
أخاف مقامي عند ربي وأرتجى              شفاعة حبي يوم كشف القبائح
شفيع كريم جل عن وصف واصف   يقصر عما فيه إطراء مادح
هو العروة الوثقى ومن يعتصم به      يجد عصمة من قاصم الظهر فاضح
ومن ضل عنه ضل عن سنة الهدى   ولما يصب من رأيه غير راجح
عليه صلوة الله طلا و وابلا                 مدى الدهر ماغيث الورى بالدوائح[15]  
وفي قصيدة يمدح النبي صلى الله عليه وسلم ويركز عنايته على جوده وكرمه وشبه فيها ذات النبي صلى الله عليه وسلم بالأم العطوف وذرية بني آدم بالفروخ فهو يقول:
جواد كريم لا يخيب سائلا                 وكل له في ما يريد مصيخ
يجود لنا من ظهر غيب فنرتجي           كما ترتجي الأم العطوف فروخ[16]
وفي قصيده أخرى يمدح النبي صلى الله عليه وسلم ويبرز جوده وكرمه ورأفته وسخاءه قائلا:
هو الجود كل الجود لا جود دونه      فطوبى لمن يرجوه من هالك رد
هو الغيث كل الغيث لا غيث مثله     فيروي لمن يدعوه من ظمى صد
رؤوف بكل من مقيم وظاعن              حفي بكل من مغير ومنجد
فما عنده من سائل وهو سائل           ولم يعده من مجتد وهو يجتدي
لقد كان فيه خير ما كان في الورى      فما بالغت فيما حكت أم معبد[17]
وهكذا يرى الشاعر أنه لا دواء لدائه إلا أن يصلي ويسلم على خير الأنام وسيد الكرام وختم المرسلين صلى الله عليه وسلم ما دام حيًا فمنها قوله:
فدائي عياء لا أرى شافيًا له               سوى أن أصلي الدهر وهو قدي قدي
على آل ختم المرسلين فإنه                 شفاء على ما قال شيخي ومرشدي
أصلي على خير الأنام وسيد                الكرام وختم المرسلين محمد[18]
وفي المعنى نفسه يقول الشاعر في موضع آخر:
يا ربّ سلم على التوالي                       عليه ما قامت الوجوه[19]
ويبدو من دراسة مدائح الشيخ السهارنفوري النبوية أن شيخنا شاعر  إنسان يخطئ فيعترف بخطيئته وينسى الله وذكره في أيام شبابه فيتوب إليه ويتضرع أمامه ويرجو منه الترحم يوم القيامة وفي هذا الصدد يمدح النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا ويبدي مخاوفه عن سوء عاقبته ويستمد من النبي صلى الله عليه وسلم ويستشفع به يوم الحساب، فنلاحظ هذا كله في الأبيات التالية:
ترحم غداة العرض والعرض كائن     إذا حق أني وارد شر مورد
نسيت وأنساني شبابي وشرتي            حسابي وعرضي يوم بعثي وموعدي
أثيم وما إثمي بسهل وهيّن                   وباشرت ما باشرته عن تعمد
أخاف على نفسي وأخشى عقوبتي      وأشفق من ضغطي إذا ضاق مرقدي
فخذ بيد مني وجد بشفاعة                عليّ وأيدني وأنت مؤيدي[20]
وفي قصيدة وهي من أروع قصائده قدم الشاعر نفسه وما له وعرضه وأهله وأمه ووالده فدية للرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، فيقول:
فديت وهل عندي مفدى مكرم         سواك وأرجو فديتي منك في غد
بأهلي وجيراني وأمي ووالدي                ونفسي وولدي من ردي وجيد
وعرضي وما عرضي علي بهين             وأصلي وأصلي محتد أي محتد[21]
إن في ديوانه مدائح نبوية تخلو تمامًا من كل نوع من الغزل والتشبيب، يبدؤها الشاعر مباشرة بالمديح النبوي، فيبدأ مديحًا على هذا النحو ويصرح فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم، ومنه قوله:
يا من يلوذ به الكرام ولاذوا                مالي وراءك ملجأ وملاذ
لا ينبغي لك أن تصيبك زلة                إذ أنت معصوم وأنت معاذ
من قال إنك ميت لا يرتجى                 فليقطعن لسانه الأستاذ
من لم يلذ بك بات في تيه الهوى        ونجا الذين من الهوى بك عاذوا[22]
وفي نهاية القصيدة يعود إلى غرضه الأصلي وغايته الأساسية، وهو التوسل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم والاستعانة به عند المصائب  والآلام ويندم الشاعر ويتأسف على حياة قضاها في لذات الدنيا ولهوها ويقدم إلى ذات النبي صلى الله عليه وسلم هدية الصلاة والتسليم، فيقول:
لو كان قربك لم يكن فيما مضى        بيني وبين الصالحات حواذ
فاليوم حظي حسرة وندامة                والعين عبري والفؤاد جذاذ
مالي وراءك من يفرج كربتي                ويزيجها حتى الخليل الماذ
ولأنت حبل لا انفصام له به              يستمسك الأشراف والأنباذ
صلى الإله عليك خير وسيلة               ما دامت الحلال والشذاذ
أهدي إليك من الصلوة هدية في ليلتين وإنني هذاذ[23]
وفي القصيدة نفسها يعلق الشاعر وينكر على الذين يقصدون غير مدينة النبي والبلد الحرام للحج والزيارة وهكذا أنهم ضلوا الطريق السوي فيقول:
ما مقصدي من دون طيبة بلدة         ولربّ نفس قصدها بغداد
ويل لنفس لم تزرك تهاونًا                  لا بل لها ولمثلها الفولاذ[24]
وفي قصيدة مدحية أخرى يصف الشاعر حاله ويرجو من الرسول صلى الله عليه وسلم العطف والكرم يوم المحشر:
إني امرؤ ليس لي علم ولا                    عمل كأنني مهمل عار عن النقط
حان النشور فيجزى الناس ما عملوا       فليت لي عملا كالكاسد القط
إني أناديك إذ أخرجت من جدثي       ولا أبالي هنا من كثرة اللفظ[25]
وفي قصيدة أعرب عن شوقه وأمنيته للحج والزيارة مرة ثانية قبل الممات بقوله:
فإن زرت طيبة أخرى قبيل                الممات وأديت كل المناسك
يكن لي فلاح وفوز وأوج                       كأني وطيت السماء بالسنابك[26]
إن المدائح النبوية التي قرضها الشيخ السهارنفوري لا تدور حول شخصية النبي صلى الله عليه وسلم وشمائله وسجاياه وأخلاقه وكمالاته فقط بل إنه وسع مفهوم المديح واستوعب فيه كل ما يتعلق بذات النبي صلى الله عليه وسلم ورسالته من طريق أو آخر، ولذلك تناول الشيخ في مديحه ضمن بيان النبي صلى الله عليه وسلم الخلفاء الراشدين وأصحابه رضي الله عنهم أجمعين فيقول عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في قصيدة:
أعز البرايا أغر العطايا                         كريم السجايا سليم العرائك
لهم مثل في القرون الخوالي                وذكر لهم في الأناس الهوالك
طريقهم مستقيم قويم                       ويا حسرة أن تعداه سالك[27]
وفي قصيدة أخرى يذكر الخلفاء الراشدين بأسمائهم وصفاتهم فيقول:
وأبا بكر العتيق الرفيق الهين              اللين القضى الحفيا
وأبا حفص الجليد النجيد العا           دل الفاضل الحمي الكميا
وأبا عمر الشهيد الصابر الشا كر الرضي الحييا
وعليا أخا النبي الأمين عم                   الصدق ذا البر والتقى النقيا
رضي الله عنهم ورضوا عنه                 جزاء مكافيا مرضيا
بلغوا المنتهي ولم يقصروا إذ              سلكوا في العلا صراطًا سويا[28]
وفي قصيدة أخرى قام الشاعر بالتضمين على أبيات الشيخ سعدي الشهيرة بقوله:
واهًا له من كامل                                 بلغ العلى بكماله
وذي جمال رائق                                  كشف الدجى بجماله
وذي خصال بارع                                 حسنت جميع خصاله
ما روعيت صلواتكم                           صلوا عليه وآله[29]
وفي القصيدة نفسها يفتخر الشاعر بنسبته إلى آل النبي صلى الله عليه وسلم وهو الشارع فيقول:
أين السموات العلى                            من جاهه وجماله
من شاء فليفخر                                  هنا ك بعمه وبخاله
فأنا الفخور بأنني                                 أنا من موالي آله
لا حرم دون حرامه                             ولا حل دون حلاله
إذ يستفاد الشرع من                          أقواله وفعاله
هذا ولم أكثر به                                   إذ خفت من إملاله[30]
وفي موضع آخر أيضًا يعتز ويفتخر على كونه قرشيًا فيقول:
قرشي ولا أزيد على ذا                         وبذا اكتفى و أكفى الحفيا
وقريش أعزة وكرام                             بلغوا في ا لعلى مكانًا عليا[31]
وفي قصيدة أخرى عبر عن مشاعره وعواطفه تجاه النبي صلى الله عليه وسلم ويتحدث عن صفاته وفضائله ومحاسنه قائلا:
فلذ بشفيع المذنبين محمد                  ومن لاذعن صدق به فاز بالنجو
نبي ا لهدى خير الورى كاشف الدجى جميل السجايا منبع الصدق والصفو
كريم النشأ تخبو اللظى عند ذكره     فلا يشتوى لحم على جمر من يشوي
يقول إذا ما عي بالقول قائل               صوابًا وليس الأمر بالهين السهو
له اسم وذكر بارك الله فيهما              فخذ بهما إن شئت تظفر بما تنوي [32]
وهكذا تنم الأبيات التالية عن حبه الخالص العميق للرسول صلى الله عليه وسلم، فيقول الشاعر:
من كان يهوي سواه شيئًا                    فحبه عندنا كريه
من عاش في حبه قليلا                        فعيشه دائمًا رفيه
من حج منا ولم يزره                           فحسبه أنه سفيه
لا يبلغن وصفه بليغ                            لا يدركنّ كنهه فقيه[33]
ومن المعلوم أن الشيخ السهارنفوري كان عالمًا نابغًا للشعر الجاهلي وشرح الحماسة والمعلقات كما كان له شغف خاص بعلوم القرآن وتفسيره، وبهذا السبب نلاحظ في شعره انعكاس الأدب الجاهلي وتأثير القرآن الكريم لفظًا وأسلوبًا، فالبيت الثاني من الشعر التالي خير دليل على تأثره بالشعر الجاهلي واستيحائه منه أسلوبًا وتعبيرًا:
وليت بهم مما عراني وليتهم                يقولون لا تهلك أسى وتجلد[34]
وعلى هذا النحو نلاحظ في شعره تأثير الآيات والألفاظ والتعبيرات والأساليب والمعاني القرآنية، فالأبيات التالية تدل على أنه يستوحى في شعره ومدائحه من الآيات القرآنية والتعبيرات الربانية، ومنها قوله:
لا أنادي جارات بيتي خفيا                  أن يقولوا قد جئت شيئًا فريا
لك بيتي وما به من متاع                      فكلي واشربي هنيا مريا
رب لا تطغني فأهلك واجعلني             كمن لم يكن عصيا عتيا
رب لا تلغنئ بلغوي إذا                        قام ما كان وعده مأتيا
واعف عني واعطني ثم وجها               مسفرًا ضاحكًا بشيرًا بهيا
طاب من عاش في رضاك حيوة           لم يعش من عصاك عيشا رخيا
رب إني أعوذ من قوم سوء                لا يطيعون أمرك المقضيا
وإذا الكتاب يتلى عليهم                       لا يخرون سجدًا وبكيا[35]
وفي الشعر التالي أيضًا نلاحظ تأثير القرآن الكريم على شعره:
ولاهف باسمه تسلى                           فلا زفير ولا شهيق[36]
وفي نهاية المطاف لابد من الاعتراف أن المديح النبوي فن دقيق وصعب جدًا ولابد أن نقيم التوازن والتمييز بين الألوهية والنبوة ونضع كلا في موضعه ونعطي كلا منهما حقَّه كما هو
وهكذا قدمنا فيما سبق نماذج ومقتطفات شعرية ذات ألوان مختلفة ونكهات متنوعة انتقيتها من حديقة المديح النبوي للشيخ السهارنفوري، ويبدو من دراستها أن الشاعر موفق كل التوفيق في التعبير عما يجيش في خلده من المشاعر والأحاسيس، فمدائحه النبوية مليئة بالقوة والروعة والعاطفة الإيمانية الصادقة، وهي متسمة بالوضوح فمعانيها بادية وواضحة وغرض الشاعر مدرك بكل سهوله، لا إغماض فيها ولا تعقيد، وقدم الشاعر فيها مآثر الدين وأبرز جمال الإسلام وصور شخصية النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه تصويرًا بارعًا كما دلت عليها الكتاب والأحاديث النبوية ووصف حاله واستغفر ربه واستشفع برسوله في كثير من الأبيات والقصائد.
وأما لغة شعره فلاشك في أنه استخدم في بعض قصائده الكلمات المتجانسة والألفاظ الغريبة والتعبيرات الثقيلة كما نهج في بعضها منهج الشعراء القدامى إلا أن قصائده بوجه عام تحتوي على كلمات رشيقة ومعان رائعة وتتسم بعذوبة الأسلوب ومتانة التركيب ودقة الخيال وروعة التعبير وصدق العاطفة.
فلاشك في أن الشيخ فيض الحسن السهارنفوري يحتل مكانة مرموقة بين أصحاب المدائح النبوية في الهند وله باع طويل في اللغة العربية وآدابها وقدرة فائقة على التعبير والبيان، فبذل الشاعر كل مؤهلاته الشعرية وطاقاته اللغوية ومواهبه الفنية المتاحة من الله تعالى في المديح النبوي وفاق كثيرًا من الشعراء الهنود في هذا المجال، بل شعره يضاهي كلام الشعراء العرب الأقحاح وقمين بأن يوازن كلامه بكلام الشعراء العرب وحري بأن يكتب اسمه جليا في تاريخ المدائح النبوية في الهند، فلن يتم تاريخها إلا وتذكر في مقدمته مساهمة الشيخ السهارنفوري في هذا المجال.
            وصلى الله على خير خلقه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
ملحقات 
؛ قال رحمه الله في رثاء في رثاء الشيخ محمد قاسم النانوتوي
نَعَى نَاعِياً حِبَّي الْكَرِيْمَ فَأَسْمَعَا
نَعْيًّا يَدُقَّ الْحَلَّ مِنْهِ فَصَدَّعَا

جَوَاداً جَلِيْداً لَوْ رَمَتْهَ بِجَنْدَلٍ
يَدَا حَادِثٍ لمَ تُلْفِهِ مُتَصَدِّعاً

وَكَانَ مَعِيْ دَهْراً فَفُرِّقَ بَيْنَنَا
فَصِرْنَا كَأَنَّا لمَ نَِبتْ لَيْلَةً مَعاً

مَضَى بَاسِقًا فِيْ الْقَولِ وَالْفِعْلِ صَادِقاً
أَعَزَّ كَرِيْمِ النَّفْسِ نَدْباً سَمَيْدَعاً

لَطِيْفاً، نَظِيْفاً، مُسْتَعِفًّا، مُوَفَّقاً
نَقِيًّا، تَقِيًّا، عَالِماً، عَامِلاً مَعاً

مَضَى حِيْنَ أَضْحَى قَابِضَ الجودِ والنَّدى
وَلِلنَّفْعِ مِدْرَاراً وَلِلْخَيْرِ مَنْبَعاً

مَلاَذَ الْيَتَامَى، مُسْتَغَاثَ أَرَامِلٍ
يَبِيْتُ خَمِيْصَ الْبَطْنِ مُلْتَصِقَ الْمَعَى

لَقَدْ كَانَ مَرْعَانَا خَصِيْباً وَمُمْرِعاً
فَلَمَّا تَوَلَّى صَارَ قَفْراً وَبَلْقَعَا

رُزِيْنَا فَتىً لَوْ نِيْلَ فِتْيَانُ أَرْضِنَا
بِمَا نَالَهُ مَا كَانَ أَبْكَى وَأَوْجَعَا

فَوَيْلٌ لِعَيْنٍ لمَ تَجُدْ يَوْمَ مَوْتِهِ
بِدَمْعٍ وَفِيْنَا أَعْيُنٌ فِضْنَ أَدْمُعاً

أَقَامَ بِأَرْضٍ لَوْ أَقَامَ بِغَيْرِهَا
لَزُرْنَاهُ صَيْفاً أَوْ لَقِيْنَاهُ مَرْبَعاً

وَلَكِنَّهُ قَدْ حَلَّ أَرْضاً لَظِيَّةً
أَرَى دُوْنَهَا لِلْعِيْسِ وَالرَّكْبِ مَصْرَعاً

عَصَى نَفْسَهُ فِيْمَا أَطَاعَ إِلَهَهْ
فَهَلْ مِنْ فَتىً يَسْعَى عَصِيًّا وَطَيِّعاً

عَفَا اللهُ عَمَّنْ غَادَرُوْهُ بِمَضْجَعٍ
مُقِضٍّ، وَلمَ يَرْضَوْا لَهُ ثَمَّ مَضْجَعاً

وَمَا كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يُصَابَ وَأَنْ أُرَى
سَلِيْماً وَلَكِنَّ كَانَ لِيْ أَنْ أُفْجَعا

وَمَا عِشْتُ إِلاَّ لِلشُّجُوْنِ فَلَمْ أَزَلْ
أُرَاعُ وَلاَ يَنْفَكُّ قَلْبِيْ مُرَوَّعاً

لَقَدْ نُعِيَتْ لِيْ فِتْيَةٌ مِنْ أَحِبَّةٍ
عَلَيَّ كِرَامٍ كُنْتُ فِيْهِمْ مُمُتََّعاً

دَهَاهُمْ فَأَفْنَاهُمْ وَمَنْ كَانَ قَبْلَهُمْ
مُصَابٌ إِلىَ لُقْمَانِ عَادٍ وَتُبَّعاً

عَفَا اللهُ عَنْهُمْ مَا رَأَى مِنْ ذُنُوْبِهِمْ
وَمَنْ يَعْفُ عَنْهُ اللهُ فَازَ وَأَنْجَعَا

أَبَعْدَ أَخِلاَّئِي الَّذِيْنَ تَتَابَعُوْا
أُبَالِيْ بِأَنْ أَلْقَى حِمَامِيْ فَأُصْرَعَا

فَإِنْ مِتُّ فَادْعُوا لِيْ بِخَيْرٍ فَرُبَّمَا
يَكُوْنُ دُعَاءُ الْخَيْرِ لِلْمَيْتِ أَنْفَعَا

وَمَنْ ظَنَّ أَنْ لاَ نَفْعَ مِنَّا لِمَيِّتٍ

بِقَوْلٍ وَلاَ فِعْلٍ فَضَلَّ وَأُفْظِعَا
----------------------------------------------
قال العلامة "فيض الحسن السهارنبوري"
كمثلي إذا السراق راحوا بمنفسي
وغودرت كالبئر التي هي نازح

جلست كأني لم تصبني مصيبة
 وما كاد يبدي ما تكن الجوانح

أتاني رجال من محب ومبغض
 يعزونني والصدق كالكذب واضح

فميزت بين الغش والنصح منهما
وهل يستوي في الطعم عذب ومالح
وقال:
ما فُهْتُ في نَعْتِهِ بِلَغْوٍ
واللهُ يَهْدِي لِمَا أَفُوهُ

وَالْكِذْبُ شَيْنُ الفَتَى وَإِنِّي
  عَمَّا يشينُ الفتى نزيهُ








[1] أستاذ مساعد, قسم اللغة العربية وآدابها، جامعة لكناؤ,لكناؤ- الهند
[2] ١ كتاب الحيوان لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ،٧/ ٧٥ ، طبع مصر، ١٨٥٨ م
[3] نزهة الخواطر للشيخ عبد الحي الحسني  ٨/  ٣٦٦ ، ط ١، دائرة المعارف العثمانية، حيدرآباد، ١٩٥٧ م.
[4] ١ سير المصنفين للأستاذ يحيى تنها ٢ / ٤٠٥
[5] حيات حميد عبد الرحمن ناصر إصلاحي ص ٥ مطبعة معارف أعظم كره، ١٩٧٣ م
[6]  حيات حميد ص ٣
[7] حيات شبلي سيد سليمان ندوي ص ٨٠ مطبعة معارف أعظم كره،  ط ٢. ١٩٧٠ م.
[8] اسمه الكامل مولانا أصغر علي روحي كان من علماء العربية والفارسية في باكستان وله فيهما مؤلفات ضخمة وديوان شعر، تتلمذ على الشيخ السهارنفوري وتولى رئاسة قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية بالكلية الحكومية الإسلامية في لاهور عام ١٨٩٢ م وتقاعد إلى المعاش في عام ١٩٤١ م وتوفي رحمه الله في عام ١٩٥٤ م
[9]  الأدب العربي في شبه القارة الهند حتى أواخر القرن العشرين، الدكتور أحمد إدريس ص ٢٤٨ ، الطبعة الأولى، مصر، ١٩٩٨ م
[10]  الأدب العربي في شبه القارة الهندية للدكتور أحمد إدريس ص ٢٥٠
[11]  المدائح النبوية في الهند للدكتور محمد صدر الحسن الندوي، ص ٢٥٩ ، ط ١، مطبعة أوميه، أورنك آباد مهاراشترا، ٢٠٠٧ م

[12]  المدائح النبوية في الهند للدكتور محمد صدر الحسن الندوي، ص ٢٥٩ ، ط ١، مطبعة أوميه، أورنك آباد مهاراشترا، ٢٠٠٧ م

[13] ديوان الفيض للعلامة فيض الحسن السهارنفوري، مطبعة أختر دكن حيدرآباد ١٣٣٤ ه، ص ٧
[14] نفس المصدر ص 2
[15] نفس المصدر ص 14-13
[16] نفس المصدر ص 15
[17] نفس المصدر ص 17
[18]  نفس المصدر ص17
[19]  نفس المصدر ص 76
[20]  نفس المصدر ص 18-17
[21] نفس المصدر ص 18
[22]  نفس المصدر ص 19
[23] نفس المصدر ص 20
[24] نفس المصدر ص 19
[25]  نفس المصدر ص37
[26]  نفس المصدر ص 52
[27] نفس المصدر ص 52
[28] نفس المصدر ص 79
[29] نفس المصدر ص 59
[30] نفس المصدر ص 60
[31]  نفس المصدر ص 78
[32] نفس المصدر ص71
[33] نفس المصدر ص76
[34] نفس المصدر ص 16
[35] نفس المصدر ص79
[36] نفس المصدر ص47

مواضيع ذات صلة
أدبيات, الأشعار, الأعلام،, الأماديح,

إرسال تعليق

0 تعليقات