ادعمنا بالإعجاب

ثقافة مابيلا و حداثتها بقلم عبد الله سي



الثقافة –كما علمنا من العلماء القدماء في الثقافة – هي الحياة الشاملة مع معانيها وأسلوب مظاهرة تامة فأما تعريف "ما هو العادي هو الثقافة "(يحرضنا على التوفيق والتناسق مع الحقيقة والمعاملات اليومية أن هذه المعرفة عن الثقافة  جعلت عدة من الموضوعات والأشياء المهموشة عرضة  لدراسات وبحوث وتحريات    وظهرت منها أمم مكنونة وحقائق حيوية  التي صارت نسيا منسيا .وأصبحت الأطعمة الألبسة الزاعة والأعياد وغيرها معروضة للدراسة والبحوث .فمازال مدار الدراسات وأساسها معمورا على ضوء القيم الجديدة والحياة المستقلة
ولو كانت حياة المسلمين وثقافتهم تطلب هذه الدراسات الجديدة فإن التحريات في هذا المجال مفتقرة إلى القدوم والتسرع أن قدوم الدراسات عن ثقافة مابيلا سائر على طريق التاريخ المحلي والدراسات عن الطبقات السفلى والقصص الشعبية وأن الصوامع المنبثفة من اضطراب مليبار ولدت مئات من التصنيفات والمقالات حتى الأن ونرىها في صحفات التاريخ مرة بعد مرة .وكل درسات عن مليبار لا تخلو من 1921 والحوادث الواقعة في تراب كيرلا لم تنل مثلما نالت هذه الوقعة الدامية الشاغبة .ولكن البحوث المتوالية طرائق أهداف الاضطراب لاتبرح تجري وتعلن أثرات حياة المسلمين فيه بعده وقبله.
                            وقد خلف كتاب أي كمكادرن "مابيلا فدننغل" عشر سنوات في هذا ديسمبار. يبحث هذا الكتاب عن مابيلا من نشأتهم إلي حديث "حزب رابطة المسلمين في الهند" المتقدمة على نصف القرن . وقد اشتهر فيه البحث عن النذر المستفيد للإمكانيات في الدراسات عن الثقافة ويحقق حقيقة العلاقة المتناسقة بين مابيلا وكيرلا مقلات من "مابيلا – كيرلا مسليمكل " إلى "نيرجيدي مسليم ماننغل" التي تبين العلاقة المتينة بين كيرلا وأمة مابيلا التي لعبت دورا بارزا في نشأتها ونموها قوة وحكمة كما نطلع عليه في أمر النصارى واليهود في كيرلا عند البحث دقة وتفصيلا.
              ولم يكن هناك علاقة مذكورة للنصارى في كيرلا مع النصارى في جنوب كانرا وكووا المتشكلة بعد القرن السادس عشر. وأن النصارى الأصليين كانوا ممن لا يبادلون الثقافة خارج كيرلا . ولا يبعد منه مابيلا في مليبار أنهم كانوا يقمون بمعزل من الولايات المجاورة مثل "تملنادو"و"كرنادغا" وأن مابيلا يمتازون حقا من جماعة مهمة من المسلمين في الهند خصوصا المسلمون في شمال الهند وهم متبعون المذهب الحنفي مع أن مابيرلا مقلدون المذهب الشافعي. واللغة الأردوية الشاملة ثقافة "موغال" و"فارس" مستحكمة للتناسق بين المسلمين وسياستهم تميز تاريخيا من لغة مليبار. وفي هذه الحالة قدم بداية القرن السابع عشر صوفي شيعي إلى كيرلا <د: حسين رندتاني 2007>
                  ولكن الجذور العربية لمليبار خصوصا قدوم أهل البيت من اليمن والعلاقات التجارية مع عمان وسائر الميناء منذ القرن الثامن قد حث المؤرخين الغربيين على نداء المسلمين المنتسبين للعرب. يلتصق بتاريخ كيرلا اعتناق "بان برمال" الإسلام حينما رأى البدر المنير مشققا إلى قطعتين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ورحلة جيرمان برمال إلى المكة المكرمة واستعمار مالك بن دينار أصحابه في كيرلا . وتحفظ في صحفات التاريخ بدون تخليط ولا تدليس ولو يتساءل البعض حقيقة بعض هذه الحوادث. ولا ينكر أحد العلاقة العربية لكيرلا لأن ظهور بذور الإسلام في ثرى كيرلا منذ القرن الثامن .
                                                    وكان المسلمون في كيرلا يتميزون على أنهم أمة متحركة على سبيل التجارات وترويجها من بالانتباه والتيقظ من السباتات العامة المصيبة في سائر الأمم في كيرلا. ولما امتنعت المشاركة مع الجنوب الشرق وكان الباب المفتوح للدخول إلى الخارج بحرا هائجا فقط على حين أن المياه البحرية كانت محرومة للأمة الهندوسية وحينذاك دخلت الأضواء والرياح إلى أجواء كيرلا على صورة الثقافات على متن البحر. وتبادلت النتائج المالية على هذا الطريق باستحكام العلاقات التجارية مع الروم والصين وأرمانيا ومصر القائمة في المراسي المشروعة قبلة السنة الميلادية . المدن في المراسي ولو لم تأثر في حياة الشعوب البعيدة كانت النتائج المستوردة نقلت إليهم بشكل إنتاج المنتجات المالية خصوصا الفلفل.
                   وكان للعرب علاقة شديدة مع "كالكوت ساموتري" وتطرقت هذه العروة الوثقى إلى رفعة كالكوت والمراسي المقابلة لها سياسيا وتجاريا واجيماعيا إلى خريطة ثقافة جديدة. ودعمت دعامة قوة الملك وعنفته من جهة ساموتري انتشار الإسلام في جميع أنحاء كيرلا. وأن فتح الأتراك القسطنطينية سنة 1468 أدى إلى قطع علاقة الغربيين مع الغرب وأصبحت الضفاف العربية فجأة مركزا فريدا لتجارات مواد التطيبات المعطرات . وجعلت هذه اللحظة التاريخية عقل الغرب التجاري أقوى وأدق واتخذوا سبيلا لها السيطرة الاحتلال.وبعد عشرات من السنوات المتوالية على الرحلات واكتشافات البلدان الجديدة أسسوا الإستعمارية واستغلوا بها البلدان المتخلفة وقهروا أناسهم رجالا ونساء وصغارا بدون أية اعتبارات إنسانية ."واكتشفوا" القارات "الجديدة" مثل أفريقيا وأمريكا و أستروليا. و خمس سنوات تعدها  صارت تاريخا لعهد السيطرة والقهر والمقاومة وتقدموا جميع البلدان وتغلبوا عليها علميا وسياسيا واجتماعيا وديموقراطيا حتى عرفوا في العالم بالعصريين والثقافيين.
                      وقد قاومت الأمة مابيلا ضد هذه الإضطرابات الشاغبة مقاومة شديدة من قدوم "غاما" إلى تفرقة الهند. وتأثيرات هذه المقاومة مظللة في الكتاب المشهور "تحفة المجاهدين في بعض أخبار البرتغليين" للشيخ زين الدين مخدوم الأول. ومن هذه الناحية هل يقيم تاريخ المسلمين في كيرلا على أنه منحصر في المظاهرات؟ أ ليس هذا غض البصر عن غيرها أيضا ؟ أن ثقافة المسلمين في كيرلا مسمرة في ترابها منذ قدوم الإسلام إنما هو أثر تبادلات متواصلة ومعاملات متعاقبة وقد لمست ثقافة مابيلا جميع أنحائها ومجالها ولا تزال هذه الثقافة مستمرة على ما كانت عليها فالدراسة  حولها متطلبة ومستدعية.
مابيلا وهندوس
   ومن المعروف تاريخيا أن التفرقة بين  الهندوس ومابيلا متشكلة من نصف القرن يعرفه كل من تجاوز سنه ستين سنة وكان السؤال عند اللقاء في العهد القديم المليباريين أأنت مابيلا أم نيار أو تيان؟. وقبل وضع "الهندوس" دلالة على فرقة مخصوصة كان مابيلا يعد فئة منهم. يحكي سي: كيشون في سيرة ذاتيته "جيوت سمرم" أن في ذلك العهد حاولت زوجته أن تتستر ثدييها بقطعة من القماش فألحت أمه على أن تخلعها ولامت عليها لتنفيذ هذه التقاليد الشعبية وفي هذه الحالة لو قص أحد شعره من أصلها أو اكتسى شيئا من الألبسة الباطنية يعد مابيلا ظاهرا.
ونرى هناك تفرقة بين مابيلا وسائر الشعوب

مواضيع ذات صلة
تراث الهند،, ثقافة كيرالا, كيرالا, مقالات,

إرسال تعليق

0 تعليقات